رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والثلاثون
اليوم المنشود
حفل زفاف راشد وهند،
- قمرر
صاح بها يامن وهو يصفر بأعجاب شديد جعل هند تخبىء وجهها في كفيها ثم ما لبثت أن جمعت شتاتها وقالت بمراوغة
- وانت وسيم جدًا، الشياكة والاناقة دي كلها لبنت اياها مش كده!
اشمأزت معالم الصغير وصاح بامتعاض
- هايدي يعع، البنت دى مسهوكة اووي وبتعيط علطول وانا مبحبش شغل البنات ده، لذلك انا قررت اني اخد واحدة ريد فيلفت بالشوكولا
مال وجهها للعبوس و قطبت جبينها لتردف
- نعم!
عدل يامن ياقته وصاح بزهو
- يعني قررت اتجه للمخلط اجنبي ومصري
تفحصت هند اناقته الشديدة بل وخصلات شعره الكثيفة ك أبيه مصففة بعناية، حلته السوادء خطفت أنفاسها وهي ترى ذلك الصغير بعد عدة سنوات س يصبح وسيمًا مثل أبيه لتهتف بعبث
- ومين الحلوة دي؟
حمحم يامن بجدية
- بنت حماتي القادمة ليان ابراهيم
وضعت كفها على ثغرها ثم انفلتت ضحكتها المرتفعة لتقول بأندهاش
- لا، لا متقولش.
هز رأسه نافيًا واتخذت معالمه الصبية الجدية
- صدقيني اتكلمت مع عمنا الحاج وكلها كام سنة وابقي في جامعة
رمشت بأهدابها عدة مرات ثم همست بأنصعاق
- عمنا الحاج!
تأفف بنزق وقال
- متركزيش معايا هتتعبي
ثم تفحصها بعيون منبهرة وقال بسعادة
- جاهزة يا عروسة.
قامت من مقعدها وهي تتفحص الغرفة بقلق، خفق قلبها بهلع تلك الليلة وما زاد من بؤسها وجودها بمفردها، جدتها ساء وضعها الصحي في الصباح بأرتفاع ضغطها وحينما قررت التأجيل اصرت علي سير باقي الاستعدادات رافضة بتوسلاتها، وها هي الآن بمفردها بدون عائلتها، والدتها لا تسمع عنها خبرًا ووالدها تحجج ببعض أعماله في الخارج وتكفل بإرسال باقة ضخمة من الورود، تأملت فستانها بعيون منبهرة وهي تتذكر حينما ارسل فستانها صباح اليوم، لقد تركت فستانها تحت ذوق راشد وهي لا تنكر انه تكفل بغلق جميع فتحات الفستان تاركًا مرفقها مكشوفًا، ابتسمت بنعومة وهي تتأمل قماش الفستان الناعم بعيون لامعة، التفت إلي يامن الذي دمعت عيناه لتهمس بمشاكسة.
-انت مش هتروح في حته تانيه
هز رأسه نافيًا ومسح الدموع العالقة في جفنيه وقال
- ومين هيظبط طرحة العروسة
عادت تتأمل وجهها في المرآة ولثاني مرة تحت طلب تنينها امر الخبيرة بعدم اخفاء معالم وجهها بمساحيق التجميل بل وصل به الحد إلى تدخل في لون أحمر الشفاه، ابتسمت قائلة
-يامن هو بجد فيه شبه بيني وبينها
ضيق عيناه بعبوس شديد ولم يتردد مجيبًا.
- اووف قولنا مية مرة مفيش شبه مش عارف مين اللي قرر يخليكم شبه بعض رغم انتي حاجة وهى حاجة تانية
عبست متساءلة
- تفتكر
زفر حانقًا واضعًا يديه على خصره
- هي دي هلاوس البنت لما تيجي تتجوز
طرقات علي باب غرفتها منعها من الرد علي وقاحة ذلك الصغير، أمرت الطارق بالدخول لتشهق بسعادة
- عمار
تخشب جسد عمار لبرهة وهو يراها بفستانها الأبيض، تمتم بالمباركة
- الف مبروك يا جوزة الهند.
ضربته علي صدره وصاحت بعتاب وهي تؤشر بعيناها الي الصغير الواقف
- مش قدامه يا عمار
دقق عيناه إلى الصغير المتجهم الوجه، شاخصًا اليه بحنق وعداء شديد لينفجر ضاحكًا وقال بتسلية
- جيت بسرعة قبل ما السيد الغاضب يقفشنى هنا
تمتمت بامتنان وهي تحتضن كفه
- متعرفش قد ايه مبسوطة انك جيت
تمتم بنعومة
- طبعًا انا وعدتك بكده
استمع الي زفرة حارقة من شفتي الصغير ليأد ضحكة من شفتيه وهو يستمع إلى نبرتها الضعيفة
- جيه.
غزي الوجوم في وجهه وقال بنفي
- لا، (ثم تهللت أساريره وقال بمشاكسة ) بس حماكي العزيز اصر انه ياخدك لغاية ايد جوزك وانا طبعًا كنت رافض وقررت اسلمك لايد عريسك بس سيد الغاضب اللي تحت كان هيشيل نص اسناني بس قولت الحق اشوفك قبل ما تتلخمي تحت
انشرحت اساريرها وهمست
- عمو مرتضي
- لا دلوقتي اسمي بابا مرتضي، تعالي يا حبيبتي.
صدر ذلك الصوت من مرتضي الواقف بأناقة شديدة بحلته السوداء الرائعة الشبيهة ب يامن، اقتربت منه وهي تحتضنه بمحبة شديدة، فرت دمعات حارة من عيناها وهي تنظر اليه بامتنان شديد قابلها بابتسامة واسعة منه، همست بتسلية وهي تزيل دموعها الخائنة
- كدة الكنة الثانية هتغير
انفجر ضاحكًا وهي تتأبط ذراعه ليقول بمشاكسة وهو يدق بعصاه الابنوسية على الارضية المصقولة
- شوية اسبايسي مش هيضر.
سارت معه وهي تهبط الدرج بجواره، كان يلقي بعض النكات وهي تنفجر ضاحكة، انفتح باب القاعة وصعدت الحان رومانسية خافتة في الارجاء، سارت هي بجواره مائلاً بخفة بين حين واخرى نحو اذنها بذكريات قديمة ل زوجها الواقف في نهاية الممر، رأته وفجأة اختفى الجميع من حولها
هي وهو فقط، في كل خطوة تخطوها كانت تسير إلى عالمه،
كان وسيمًا، جذابًا، كل عضلة منه تفوح بالرجولة الصارخة،.
وثبت خفقات قلبها كعداء على وشك الاقتراب من خط النهاية،
وقفت أمامه وعيناه غائمتين بالعاطفة الشديدة، ازدردت ريقها بتوتر حينما انحني يلثم جبهتها بعمق شديد جعل اطرافها ترتخي تحت اثار قبلته، عادت تنظر الى عيناه وانامله تشبثت بأناملها في لحظة صمت مقدسة.
تنحنح مرتضي وهو يميل بجوار راشد
-حافظ عليها وان جيت في يوم وزعلتها صدقني مش هرحمك.
هز راشد رأسه ايجابًا وهو يعود يقترب منها، لقد خرجت بصورة فائقة لقلبه وعقله وكيانه تبدو ك سندريلا الخاصة به، مهلكة لحد ضربات قلبه، جذابة لعيناه وهشة بفستانها الأبيض الفاخر، اقترب هامسًا في اذنها
- انا اصريت ان العدد ميكونش كبير بس نقول ايه بقي في بابا
بادلته الهمس.
- كنت مصرة ان سلمي تعمل فرح معايا بس هي اصرت اني فرحي يبقي لوحدي ومش عارفة اقنعت بابا مرتضي ازاي، ( صمتت قليلاً حينما وجدته يتطلع الي عيناها لتهتف بتوجس )انت بتبص كده ليه؟
تمتم بصوت ساحر
- قمر ما شاء الله
تخضبت وجنتيها باللون الأحمر لتهتف متلعثمة
- قمر بس.
مد أنامله الي خصرها الذي برز نحوله في الفستان، بقدر ما اثار اعجابه بقدر ما أثار ضيقه وسخطه وثانيًا بروز عظام ترقوتها، زفر ساخطًا يلعن غبائه ثم انتبه الى همسها المرتبك ليميل نحو أذنها مغمغمًا بصوت اجش
- في اوضتنا يا جوزتي الهندية
رفعت عيناها الداكنتين محذرة
- راشد
غمز بعبث وهو يقودها الى المنصة ليطبق جسدها بخفة علي جسده يميل بخفة مع الألحان الناعمة التي تتشربه أذنيه
- بحب جوز الهند علفكرة.
تنهد بحرارة وهي تخبيء وجهها في صدره محاطة بذراعيها علي عنقه ليهمس بحرارة
- مش هنطول في الفرح ورانا حاجات كتير اوي مخططلها، نص ساعة وهنمشي
همست بعتاب وهي تدفن وجهها في عنقه
- راشد
قاطعها بنفاذ صبر
- ربع ساعة وهنمشي
رفعت عيناها لتجفل من بريق الاصرار في عينيه، عيناه ك الجمرتين الملتهبتين، صاحت محذرة بأسمه
- راشد اوعي تفكر في كده
انفلتت ابتسامة عابثة منه وقال.
- هشيلك يا قلب راشد وهنفضح الراجل الطيب اللي هناك ده
أشار بعينه إلى موضع مرتضي، ابتسمت لمزاحه ثم تبددت تلك الابتسامة لشيء من الانكسار وهمست بصوت متحشرج
- كان نفسي تيته تبقي معايا، مش عارفة ليه انا ك
قاطعها بحزم
- انا مش مكفيكي
استدركت ما قالته لتنظر الي عيناه التي عاتبتها وهمست
- راشد انا اقصد ان،
قاطعها للمرة الثانية وهتف بحزم
- انا ابقي ايه.
لولا تلك النظرة الماكرة في عيناه لظنت ان الامر لن يمر مرور الكرام، جارته في لعبته المسلية
- راشد، جوزي
تراخت قسمات وجهه ولاحت ابتسامه ماكرة ليقول
- و ايه كمان؟
اتسعت ابتسامتها وردت بصراحة
- وحياتي الحالية والجاية
مس بأنامله وجنتها اليسري وقال بنعومة
- وده اللي عايزاكي تفتكريه كل شوية، انتي مش لوحدك انتي معايا
تلك اللحظة كانت علي وشك البكاء الا انها حزمت مشاعرها هامسة بعذوبة
- بحبك.
جالس علي المقعد منزوي عن الجميع، ينظر بسعادة وعيون ملتمعة الي ابيه الذي أكمل شقه الفارغ، ثم التقط عمه وزوجته يتهامسان في خفوت شديد، انتقل ببصره إلى جده الذي يتحدث في صحبة رجال من الاعمال، وهو وحيدًا، ابتأس لحاله وهو يخفض رأسه في الأرض زافرًا بضيق
- الوسيم قاعد لوحده ليه؟
جاء ذلك الصوت المرح من خلفه، لم يصدق اذنيه من وجودها، هب من مجلسه علي الفور وحدق ببلاهة
- سارة، امتي جيتي؟
اتسعت ابتسامة سارة الناعمة وغمزت بمشاكسة
- مش قولتلك اني هاجي يبقي تصدقني
انخفضت لمستوي جذعه ليحضتنها بقوة وهو يرسل وبالا من المعاتبات الخفيفة منه، وظلت هي تهمس في أذنه بالاعذار والحجج التي حدثت مذ وصولها إلى منزل الجدة انتبهت الى صوت خالد الخشن
- سارة
انتبه يامن إلى رجل فارع الطول وحاجبين منعقدين بضيق واعين نارية القت شياظها إليه، تمتم يامن بيأس لحالته
- اجنبي برده
اعتدلت سارة واقتربت منه تعرفه.
- حبيبي دعني اعرفك علي افضل صديق حظيت به
حدق خالد بضيق الي ذلك القصير القامة، السبب في نزولهم لمصر صباح اليوم وحضور تلك الزيجة وعدها بالحضور، امسك مرفقها وجذبها إليه برقة وقال بحنق
- هل يوجد آخرون؟
ابتسمت بمكر شديد لتراقص حاجبيها بشقاوة
- ان كنت تقصد اطفالاً فلا
ازادت قسوة انامله علي جلدها لتكتم تأوه بصعوبة وهو يدمدم بشراسة واسودت عيناه قتامة
- ابدًا سارة، ابدًا لن اسمح بذلك.
ازدردت ريقها بتوتر اثر غيرته الحارقة، ظلت تحدق في عيناه التي اختفت منهما معالم الحياة وهي تنظر الي قطعتي جمر متقدتين، حاولت التحدث لكن خانها لسانها لينقذها يامن الذي قال بكآبة
- مرحبًا انا هنا شاب اعزب ووحيد
انتبه خالد الي ما فعله لينظر اليها معتذرًا قبل ان يترك أنامله وهو متأكدًا أن آثار أصابعه على مرفقها، نظر إلى الصغير وقال بنفاذ صبر
- تفضل
طالعه يامن بعدائية شديدة.
- اذا انت من اختطفت صديقتي الوحيدة وفرقت بيننا
لمس أنامله خصرها ليلاحظ تشنج جسدها اثر لمسته ابتلع غصة مُرة كالعلقم في جوفه وهو ينظر اليها للمرة الثانية ينقل اعتذار بالغ ثم عاد بنظره إلى يامن ورد ببساطة
- تستطيع قول ذلك
ذبذبات جسده ورائحته المسكرة انتقلت إليها لتصيبها حالة من الخدر بقربه، صاحت بمشاكسة وهي تفيق من هذيانها
- فين المزة؟
دس يامن يديه في جيب بنطاله واجاب ببؤس.
- ما انا خلاص قررت اتوب واستني مراتي
ردت بأستنكار
- مراتك!
هز رأسه وقال بجدية
- بنت اختك، نويت اتجوزها
حدقت ساره بذهول الي ما يعترف به الصغير، حاولت أن تري اي معالم للمزاح في وجهه لكن كل ما رأته الجدية في حديثه، لا يعقل طفل في عامه التاسع يتحدث ك رجل بالغ بتلك الطريقة، تمتمت ذاهلة
- يا إلهي
اقترب خالد متساءلا حينما انشغل لبرهة من الوقت في التطلع الي الفراغ
- ماذا؟
بكلمات قصيرة مندهشة اخبرته عن رغبه ذلك الصغير بالزواج من ابنه ليان القادمة، لم تهتم برؤية ردة فعله فهي تعلم أنه يراه طفلاً، عقدت حاجبيها بضيق
- وانا فين!
غمز بعبث
- هو حد برده بيتجوز اخته
انفجرت ضاحكة بصوت مغناج قائلة
- يا شقي
صاح خالد بسخط شديد والان هدفه التخلص من ذلك قصير القامة
- سارة
اقتربت هامسه في اذنه بأغواء
- عذرًا حبيبي.
وكل ضبط النفس الذي تعلمه، وقدراته الخارقة في عدم الفتك بأي ذكر طليق حام حولهما، سحب ذراعها بشيء من القوة لتجفل سارة من لمسته ثم سارعت بالاستئذان من الصغير قبل ان تواكب خطواته المهرولة.
سحبها إلى الشرفة خارج القاعة وتأكد من خلوها ليسحب جسدها نحوه وقال بغيرة تتألق مقلتيه
- ماذا تقصدين بحديثك؟
ابتسمت بنعومة وهي تضع اناملها تتحس عضلات صدره من خلال قميصه الابيض، اجفلت حينما وضعت اناملها علي مضخته الثائرة لتهمس بأضطراب
- اخبرتك لودي
شهقت مجفلة حينما الصقها بقوة علي الجدار واقترب مزمجرًا بخشونة
- لا تفقدين صوابي
حاولت السيطرة علي حفقات قلبها، السيطرة علي ارتجاف جسدها من قربه، من حرارة انفاسه التي تلفح وجهها، عطره الرجولي الموشوم برائحة جسده، همست في خفوت
- اطمئن عزيزي لا يوجد اي شخص.
اقترب امام شفتيها هامسًا
- وذلك الصغير
رفعت عيناها اليه وهي تنظر من المسافة المنعدمة بينهما، الي عيناه، بللت طرف شفتيها لتري عيناه انزلقت نحو شفتيها وانفجرت براكين من عيناه، ارتعش جسدها بقوة هامسة بتوتر
- لودي، بربك اتغار منه انه مثل شقيقي الصغير
الصق جبينه علي خاصتها وصاح بنفاذ صبر
- ذلك لن اسمح له بالاقتراب منك مرة اخري.
لاحظت ان الامر خرج عن السيطرة، غير خاضع إلى قانون، رفعت عينيها اليه واكتسبت في روحها بعضًا من الشجاعة لتهتف بمشاكسة
- اهدأ عزيزي، لكن انا الاخري سأطارد النساء
انفلتت ابتسامة ماكرة من شفتيه وهو يلثم جوار شفتيها قبلة عميقة ادي الي تبعثرها والاحساس بالتخبط في ركبتيها ليهتف بعبث
- اووه يبدو ان الايام القادمة ستكون مشتعلة
اماءت برأسها قبل ان تعانق ذراعيها عنقه وصاحت بصوت اجش تقلد صوته المتملك.
- نعم، انت لي خالد
خالد تلك الكلمة التي تفعل به الأفاعيل يبدو انه بحاجة الى شرح مكثف عن أثر تلك الكلمة عليه وهو اكثر من مرحب لتلبية مطلبه، انفلتت ابتسامة ناعمة من شفتيه ورد بطاعة
- وخالد لا يملك سوي السمع والطاعة نجمتي.
- بتعمل ايه يا مجنون؟
صاحت بها هند وهي محمولة علي ذراعيه حينما قرر فجأة التوجه الي غرفتهما ضاربًا بكل شيء في عرض الحائط، اغلق باب الغرفه بقدمه بعد ان ساعدته علي فتحها وتوجه بخطوات راكضة الى غرفة النوم، أنزلها ببطء مثير متعمد وكل عضلة في جسدها يحتك بجسده العضلي، رفع انامله يزيح الطرحة من موضعها بعد شقاء وهي تنظر اليه بتسلية، زفر بحرارة بينما أدى مهمته بنجاح، فك اسر خصلات شعرها لينطلق شلال من الخصلات السوداء الى نهاية ظهرها، بقي محدق بها بافتتان شديد وهمس بصوت أجش.
- انا ايه؟
زحفت الدموع الي مقلتيها لتقترب منه واضعه كفها ببطء علي مضخته الثائرة، تستشعر قربه، دفئه، وصاله، رفعت عيناها الي عينيه المثقلتين بالعاطفة الشديدة واجابت برقة
- راشد
ارتجف بدنها اثر قبلته علي جبينها لتسترسل في خفوت
- راشد الهندي جوزي
واضطرب قلبها أثر مضخته تحت كفها لتكمل ببطء
- و حبيبي وعمري اللي جاي
نظرت الي عيناه الاسرتين وقال بخشونة
- وانتي؟!
ابتسمت بسحر وردت
- هند حسني مراتك.
تابع بصوت رجولي جذاب
- وحياتي يا هند، حياتي و روحي اللي لقيته
اقترب يضمها الي ذراعيه وقال
- هند عيلتي هي عيلتك، كنا مستنين واحدة تشبه امي علشان تغير حياتنا، هتصدقيني لو قلتلك اني اتمنيت اني مراتي تبقي شبه امي
رمشت اهدابها عدة مرات ورفعت برأسها الي مستوي ذقنه وقالت بأستنكار
- انا شبهها!
لم تشبهها بل اشبهت روحها، روح امه في جدران منزله الكئيب، لقد تزعزع الكآبة في منزلهم منذ وصولها الي حياته، شاكسها بمحبة.
- مش اووي يعني لو كثفت في الدعاء اووي كنتِ طلعتي بنفس النسخة
ضربته بخفة علي صدره وهمست
- راشد بطل غلاسة
اطلق ضحكة مجلجلة وقال بعبث
- طب ايه مش هتقلعي
شهقت ثم حاولت ان تفلت من براثن ذلك التنين الوقح لتقول بأرتباك
- راشد بطل قلة ادب
غمز بوقاحة شديدة
- اوعدك ده في المشهد الجاي.
وقبل محاولة واحدة او فرصة من الافلات منه، مال نحو شفتيها وهو يلتقطهم برغبة في الغزو، الغزو الي كيانها كما غزت كيانه، تسارعت انفاسه وهو يستمع الي همسها الخافت بأسمه في كل قبلة والاخري، شعر برجفتها حينما سقط الفستان اسفل ساقيها، رفعها وتوجه بها الي فراشهم، تحسس انامله خصلات شعرها ثم تحسس نعومة ودفء بشرة ذراعيها العاريتين، همس بخشونة قبل ان يأخذ مأربه
- بحبك.
وتلك الكلمة بمثابة الضوء الاخضر لاستكانتها، تلك الكلمة التي تعطشت لسماعها الان قبل ان يخترق حصونها المتينة، لم تعد تحتمل اعصابه ذلك الحد من الدفء والفتنة، سخونة حارة سرت في عروق دماءه وجسده يرتوي، يرتوي لحد الشبع، لحد المسموح ان يشبع من عاطفتها وخجلها الفطري.
لأن حبي لك فوق مستوى الكلام
قررت أن أسكت، والسلام
نزار قباني.
الرجل حينما يصل للعشق يصبح مجنونًا
والمرأة حينما تصل للعشق تصبح وفية.
خيط رفيع جدًا بين الحب والامتلاك، يستمر الرجال في إلقاء كلمة احبك مرارًا للنساء، لكن المرأة حينما تقولها تقولها مرة واحدة فقط، لشخص لمس شغاف قلبها، لشخص أصبح هو حياتها.
المرأة لا تكذب حينما تكون عاشقة، المرأة لا تكذب ابدًا في حبها، اما الرجل فيكذب حينما يقول احبها هي بدلاً من احب امتلاكها.
كيف تصف الشعور بالكمال، الشعور ان الشيء الذي عافرت بالحصول عليه وتشبثت به بمخالبك اضحي ملكك، الشعور الذي لا يصل سوى من هم من الصفوة أو المختارون.
أي شيء تحدده! بل تستطيع وصفه بدقة!، العقل البشري يعجز عن وصف امر خارق للطبيعة لكن لم يضعوا بعد أن الرجل حينما يعشق فإن هذا يعتبر خارقًا عن طبيعته.
لامس أنامله خصلات شعرها المتناثرة حول وجهها بافتتان شديد، عيناه رائقة تلمع بوميض قوي، هبط ببطء مثير يتحسس نعومة عنقها وذراعيها المرمرية، غير مصدقًا بل عقله لا يستوعب بعد ان تلك المراة النائمة زوجته،.
زوجتي، تشرب الاسم بين شفتيه بنعومة وتعجب شديد ورغم من تعجبه إلا أن ابتسامة واسعة شقت جموده، لاحظ تمللها على الفراش وإصدار همهمات غير مسموعة من بين شفتيها، التمع عيناه بخبث شديد وهو يزيح خصلات شعرها عن وجهها ليخفق قلبه ولعًا لرؤية ملامحها العذبة الساكنة أمام عينيه، تبدو ناعمة كما اختبر ملمسها، هشة كلين عظامها حينما زرعها بين جنبات صدره، رباه وضع يده على موضع قلبه يخفف من وثبات نبضاته المرتفعة، اي سحر تمتلكه ذات عبير الجوز الهند، رفع عيناه يجول ببصره إلى سقف الغرفة، لن يكذب انه شعر انه رجل، إنها تجربة أولى لا مثيل لها مع حبيبته، فرق شاسع بل لا يوجد عقد مقارنة بين أحضان زوجة رتيبة واحضان نصفك الآخر، فشتان بينهما وشتان المشاعر التي تخفق في الضلوع،.
شعر بتمللها ويديها التي تفرك ببطء على مؤخرة رأسها ثم عينيها، رأي عيناها تفتح بخمول وتكاسل شديد، ليجعله ينجذب نحوها فجأة جاثيًا فوقها بكل عنفوان غير مكترثًا بتلك الشهقة التي خرجت من شفتيها ليقول بنبرة رخيمة
- صباحية مباركة يا عروسة.
رمشت أهدابها عدة مرات وهي تتطلع اليه، الى من اضحي زوجها، محاصرة بين ذراعيه، شعور بالتهديد داهمها وهي ترى كل اسلحته سبق بخروجها قبل بدأ الاشارة، انها لم تعتاد بعد على أن تنام بجوار أحد ما بالك هو، تخضب وجنتيها بحمرة وهمست بارتباك
- صباح الخير
طبع قبلة دافئة على وجنتها اليسرى المحببة اليه، وهمس بصوت ماكر
- انتي كسلانة اووي يا حبيبتي.
ذابت كما تذوب القطعة الصلبة في سائل دافيء، رفعت عيناها التي أثقلت بالعاطفة وغمغمت بصوت اجش من أثر النوم
- هي، هي الساعة كام؟
لا تنكر أنها تراه في حالة رائعة، رائعة للغاية، يبدو قد تحمم منذ فترة وهي ما زالت بحالتها منذ أمس، وكذكري امس، سارعت بتنفيض الخمول الشديد من جسدها الذي يأن وجعًا من كثرة النوم، ابتعد راشد عنها ما أن رآها تهم بالقيام ليرد
- تسعة ونص.
شهقت مذعورة وهبت واقفة بمنامتها التي ارتدتها أمس قسرًا رغم تمنعها ارتداء شيء من اشيائه الخاصة، رغم ضيقه وعبوسه إلا أنه تفهم الأمر، صاحت بصدمة
- وسايبني كل ده
تراقص المكر في عينيه ورد
- انا قلت اريحك لكن لو انتي شحنتي طاقتك انا كمان شحنتها
ضربته علي صدره بخفة وصاحت بخجل
- بطل بقي قلة ادب
اقترب بمكر يضم جسدها اللين بين صلابة جسده وهمس بصوت خافت.
- ما انا قليل الادب معاكي بس، الا لو انتي عايزاني اقل ادبي مع باقي الستات انا...
ضاقت عينا هند بترقب شديد وهي تستمع الى نبرته المتلاعبة لتقاطعه بصدمة
- راشد، الحق طلعلك شعرة بيضا
حدق بها ببلاهة شديدة ووقف متخشبًا لثواني
- ايه؟
رغم الثواني التي تخشب بها كانت كفيلة جدًا بإنقاذها من براثنه ولو لبضع الوقت، وقت كفيل بأن تفيق من تخشبها الغير مبرر أمام قربه المهلك، سارعت بالوصول إلى المرحاض ووقفت أمام الباب تصيح بشقاوة
- صباح الخير يا بوص.
ما ان اغلقت الباب حتى ابتسم تلك المرة ببلاهة شديدة، تلك الشقية الماكرة تعلم جيدًا كيف تفلت منه في الاوقات العصيبة، لكن لن يستمر طويلاً، نهاية هروبها مصيرها أن تصبح بين ذراعيه وسيستلذ في عقاب شهي ثم دوامة ملتهبة من المشاعر.
خفت صوت محرك السيارة لتنظر سارة من خلف الزجاج للسفينة الضخمة، انها اكثر ضخامة عن السابقة، يعني أن الرحلة تلك اطول عن السابقة، ترجل من السيارة لتتبعه هي بقلب خافق، رأته ببذلته البيضاء بعيون منبهرة، وابتسامة ناعمة تزين ثغرها انستها قلقها وتوترها للحظات،
اقترب فاصلاً المسافات بينهما واحتضن وجهها بين راحتي يده ليقبل جبهتها بعمق هامسًا
- نجمتي.
رفعت عيناها لتعانق عيناه الزمردية اللامعة، خفق قلبها بشدة، جسدها حتى الآن ما زال يتذبذب بقربه وقلبها يخرج عن طور هدوءه تمتمت بارتباك وهي تنظر إلى السفينة ثم اليه
- هل من الممكن أن، لا أعلم، انا خائفة
احتضنها بقوة بين ذراعيه ليجد ذراعيها تطوقان خصره، لثم عنقها بعمق وهتف
- لست خائفة بل تخشين من شيء، اتثقين بي؟
تمتمت بثقة
- كثيرًا.
لمس أنامله وجنتيها المشتعلتين، ثم ارتفع ليلمس خصلات شعرها ليقول بصوت اجش جذاب
- تركت نساء العالم اجمع ولم تملأ عيناي سوي فتاة ثائرة ذو خصلات سوداء تمتلك العديد من الشامات في أكثر المواضع التي افضلها
فغرت فاها بصدمة ثم تابع بعد ان ضم شفتيها بتوتر
- هذا غير احترافها في الرقص، اي امرأة اريدها وقد وجدت بك اشياء لم اجدها في نساء العالم
خلع قبعته ثم وضعها على رأسها ليقول بنعومة
- هيا.
سارت بجواره وذراعه محتضنًا اياها، جسده ملتصق بجسدها بحميمية على مرأى الجميع، رأت طاقمه قبل الصعود للسفينة ليحرك يده في علامة لم تفهمها ثم تابع طريقه للصعود للاعلى،
عيناها منبهرتين بشدة وهي تري تلك السفينة ك مدينة ذكية صغيرة، كانت خطواته واثقة وهي تلمح الزائرين ينظرون نحوها وعلى وجوههم ابتسامة لم تفهمها، اقترب إلى جناح فاخر وما ان وصل للغرفة توقف للحظات وهو ينظر الى عينيها ثم قال.
- اعلمي ان ما افعله معك ليس انني اتجنب الوقوع في خطأ او افعل اشياء لم يسبق ان فعلتها مع النساء اللاتي قبلك، ببساطة شديدة لم اقع في الحب لم اعش مراهقتي مثل أي شاب، كنت مسؤولا عن امرأتين في حياتي وكنت الرجل الوحيد، وليس لاني كنت علي علاقة حب ولو زمنية اخبرتك انهن لم يريدا ذلك، لذا ما يصدر مني ما يصدر من هنا ( أشار إلي قلبه ) الذي لا يتوقف عن الخفق بقوة بقربك
وضعت أناملها على شفتيه وهمست.
- لا تحتاج لقول شيء أصبح في الماضي، انا اثق بك حبيبي، لن يؤثر أي ماضي خاص بي أو بك في حياتنا سنحرص على تخطيه كاملاً
راقب اوضاع الردهة الفارغة بطرف عينيه قبل أن ينحني برأسه يلثم شفتيها في ثواني معدودة بعمق فصل قبلته حينما استعاد تركيزه ثم هتف وهو يفتح باب الغرفة
- مرحبًا بك عزيزتي في عالمي الصغير.
رغم تأثرها بقبلته لم تمنع عيناها من رؤية الغرفة، كانت الغرفة مظلمة سوي من أضواء خافتة علي السقف نجوم متوهجة متناثرة على السقف، خطت بقدميها للداخل وهي ترفع عيناها بانبهار إلى سقف الغرفة تشعر وكأنها في صومعة بعيدة عن الجميع وهو بجوارها، لطالما هو يخبرها أنها نجمته وانها بعد ذلك اللقب اهتمت بدراسه النجوم، نظرت الي ظله الفارع وهمست بذهول
- ربااه، أأنت خططت لفعل ذلك
فتح الاضاءة ثم اغلق باب الغرفة وقال.
- مارأيك؟
اندفعت نحوه بقوة ولفت ذراعيها حول عنقه لتهمس بسعادة
- مذهلة، رائعة للغاية
رفع ساقيها ليثبته حول خصره، دار بها عدة مرات متتالية قبل أن يتخشب جسده بينما طبعت قبلة على وجنته
- شكرا لودي.
ثبت رأسها بيده والاخري حول خصرها ليطبق شفتيها بين شفتيه بلهفة، بجوع، بشوق وهي تستقبل قذائفه برحابة صدر، شعرت بنعومة الفراش اسفلها وهو جاثمًا بصلابه جسده فوقها، فغرت فاهها بذهول وهي تراه يفك ازرار بلوزتها وحينما همت بمقاطعته جاء صوت عبر اللاسلكي أخرجه من غيمته، سب بعنف شديد وهو يخلل أنامله في خصلات شعره، حدجها بنظرة مشتعلة حينما ضحكت بصخب، زفر حانقًا
- لدي عمل الآن نجمتي.
جسدها بأكمله كالهلام، لم تفق بعد من قبلاته، تنفست بعمق وهتف بصوت واهن
- اسفه
رد بحنق
- لا تعتذري، ربما هذا عقاب آخر قاسي
انحني يأخذ قبعته التي سقطت على الارض ثم اخذ يتنفس بعمق وحرارة، أحس بها تقف خلفه ليدير جسده نحوها وهي ما زالت واقفة امامه وما زالت ازرار قميصها محلولة، صعدت الدماء الحارة في اوردته حينما همست بدلال
- لودي.
يحاول على قدر الامكان ان يظل باردًا، صلبًا، لا يتأثر بأي عوامل جذب منها، رغم تلك الكلمة التحبب التي تنطقها تثير سخطه لكنه أحبها فقط من شفتيها، نظرت اليه ببراءة وقالت
- اعطني اياها
أشارت إلي قبعته بتوسل ليعض على نواجذه غيظًا وكمدًا وقال
- سارة
اقتربت تحوط عنقه وهمست بغنج
- وعدتني حبيبي
قال بصوت اجش
- لا تعلمين تأثير تلك الكلمات عليّ.
تعلم جيدًا تأثير تلك الكلمات عليه، اتسعت ابتسامتها حينما خلع قبعته ووضعها مرة أخرى على رأسها وقبل أن تنفلت منه انحنى برأسه يسحبها لعناق ملتهب، كانت علي وشك السقوط لولا ذراعه الذي يمسك بها بقوة، بادلته بخجل وهو يزيد من عمق قبلته ليتركها مأخوذة الأنفاس، تركها على مضض وهو يغادر الغرفة قبل أن يبث اشواقه ويضرب بكل شيء في عرض الحائط، العمل، السفينة، طاقمه، استمع الي همسها الخافت قبل أن يغلق الباب خلفه.
- عمل موفق يا سيادة القبطان
غمز بعينه قبل أن يغلق الباب خلفه، لتتحرك بخطوات واهنة إلى الفراش، اضطجعت على الفراش ثم غفت سريعًا وهي تتعجب من تلك القوى التي استنزفت في جسدها!
قام من مجلسه حينما علم القادم من الخارج الذي يود لقاءه، نقرات علي بابه جعله يهتف بخشونة
- اتفضل
فتح سالم باب الغرفة وهو ينظر الي ابيه، الواقف أمامه بشموخ وانفه، ابتسم بسخرية وهو يغلق الباب خلفه وقال
- انا جاي هنا علشان حاجة واحدة بس
كتف اسماعيل ساعديه وقال بفظاظة
- سمعني
صاح بصلابة شديدة ونبرة تحذير التقطها اسماعيل بسهولة.
- مش عايزك تتدخل في حياتي تاني، انا المرة دي بحذرك، انا مش لعبة تركنها وقت ما تحب وتستخدمها وقت ما تحب
اختلج فك اسماعيل وتغضن جبينه وقال بسخرية
- تمام
اقترب سالم من اسماعيل وصاح بخشونة
- هبدأ حياة جديدة انا بعرفك بس علشان متتفاجئش، ابعد عن حياتي يا سيادة المستشار
صاح اسماعيل بنفاذ صبر
- سالم.
لم يعبأ سالم بتلك الصيحة الذكورية المذبوحة، لم يعبأ اطلاقا ان يري جانبه الضعيف، من لا يرحم لا يرحم، ظل يرددها في ذهنه قبل أن يهتف بصوت متهكم
- ابدًا متحاولش، ( ثم استدار يتطلع إلى مكتبه الفاخر مقارنة بمنزله الفقير السابق ليقول ) عمري كله قضيته جنب امي وهقضيه جنبها، وانت ولا حاجه، فاهمني صفر يا اسماعيل الرافعي
هدأ من أعصابه الثائرة وقال
- عن اذنك، رايح افرحها.
استمع اسماعيل الي صفق باب غرفته ليخر جالسًا على أقرب مقعد، حدق بالباب بذهول، لقد خسر، المستشار الذي لم يخسر قط في مسير عمله الحافل بالنجاحات خسر قضية ابنه، للابد!
هو مخطيء من البداية، مخطيء حينما دار بظهره وقت ما كانت عائلته تحتاجه، اذًا لا بكاء على اللبن المسكوب.