قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع

بعد مرور أربعة أعوام،.

مع صباح يوم دافيء والشمس الذهبية التي تخرج بإستحياء الى السماء، وصوت القرآن الكريم الذي يصدح في أنحاء المنزل ورائحة أقراص الفلافل اللذيذة التي تخرج من المطبخ، وصوت إحدى جارتهم التي تنادي بائع اللبن، كانت هي في غرفتها التي طبعتها بذوقها الفريد، ألوان صاخبة وروح حيوية وعنفوان انثى خير دليل على صاحبة الغرفة، أحكمت وثاق خصلاتها الغجرية بشريط مطاطي، جالسة على فراشها الوثير ترتدي إحدى المنامات الوقحة كما تقول والدتها لكن لا يهم ما دامت هي في غرفتها، عالمها الصغير هي حرة بما تفعله وما ترتديه.

تهز رجليها بعصبية مفرطة، وتضع في اذنها سماعات للأذن وتنقر على شاشة هاتفها بعصبية، صموت كان يغلف غرفتها حتي هدرت فجأه بصوت مرتفع
- يا يامن حرام عليك كده سيبني اموت حد، طب سيبني اموت بوت مش كل لما يطلعلي حد تقوم تموته فجأة
سمعت صوت ضحك صاخب من الأخر لتجز علي اسنانها بعبوس
- ديه مابقتش لعبة ديه بقت،
قاطعها صوت الآخر الذي يضحك مشاكسًا.

- انتي اللي مبتعرفيش تلعبي يا سارة بقولك موتي اللي قدامك بتخلصي الذخيرة علي الفاضي بدون ما تيجي حتي في كتفه
- انت اش عرفك، الفون اصلا معلق معايا
- شوفي حجه تانيه
استشاطت غضبًا من ذلك المدعو ب يامن لترد بحنق وهي تسمع صوت ضحك من شخص ثالث لتهتف بنزق
- حتي انت يا سالم بتضحك بدل ما تدي الواد المفعوص ده كلمتين
أجاب سالم بهدوء عاهدته لفترة منذ أربعة أعوام تحديدًا.

- سارة قلتلك من الأول هيتعبك انتي اللي اصريتي وقلتي ندخل ب تيم كامل
قاطعه صوت يامن الحانق الذي وكأنه قطع خلوتهم
- انا مش واد مفعوص انا داخل علي ٩ سنين
همست سارة بصوت بدلال أنثوي
- العمر كله يا حبيبي
صمتت هنيهة قبل أن تتابع بضيق
- طب ايه بقي انا لحد دلوقتي معملتش kill وماشاء الله الحوت عمل ٨ وسالم عمل ٩، الا صحيح الرابع ده فين؟
هتف سالم مشاكسًا.

- قصدك العراقي! أول ما دخلنا الطيارة فضل يقول اكو عرب بالطيارة و اول ما قولته هننزل بوشينكي لقيته نام
ضحكت سارة بغنج فطري جعل سالم يمزجر بخشونة وقد فاض به الكيل يكفي حبيبي التي تختصها للطفل الصغير، دائما ما يخبرها ان تتوقف عن مناداته بتلك الرقة والغنج لكنها دائمًا تتعمد اثارة لتخرجه عن طوره ما يسمى بغيره شرقية.
- سارة
توردت وجنتيها وهمست باعتذار وهي تحاول كبت ضحكتها التي انفلتت ببطء
- حاضر حاضر اسفه.

سمعت صوت زفرة سالم ليتخضب وجنتيها بلون وردي وهي تعاود التركيز في اللعب، صمت خيمهم ثلاثتهم ليقاطعه يامن وهو يزمجر بحنق وغيره دفينة
- لاحظوا اني انا لسة سنجل وورايا وقت طويل علي الارتباط
هتف بها يامن بنزق وعبوس طفولي جعل سالم يهتف مشاكساً
- اعمل mute يا حبيبي مش كل شوية تطلعلنا عزول
همس يامن بصوت ناعم وهو يراقص حاجبيه بخبث وكأن الأخر يراه
- لا انا بحب اسمع صوت سارة.

تعلم يامن، ذلك الطفل المشاكس الذي دائما يتعمد اثارة حنق سالم وإخراجه عن طور هدوئه الذي يستفزه ويثير غضبه
- اعتبرها معاكسة ديه يا يويو
همس يامن بشقاوة
- يا قلب يويو انتي
زفرة حارة صدرت من سالم تشعر بها تكاد تلسع وجنتيها جعل يامن يصمت وهو يراقب هل سينفجر تلك المرة ويصبح ك وحش كاسر ام يظل علي هدوءه؟!
زفر سالم بضيق وهو يشدد علي كل حرف يخرج من شفتيه
- سارة
ابتسمت سارة ببطء وهي ترد بنعومة متعمدة
- سالم.

ضحك يامن بقوة وقال
- انا بقول اجيبلكم لمون واعتبروني انا الشجرة اللي وسطكم
امتنعت عن الرد لتجد من الأخر الصمت، انتبهت هي للعب ومع الاجواء الصاخبة وارتفاع الأدرينالين في أوردتهم صرخت سارة فرحة عندما قتلت العدو الأخير
- واخيرااا قتلت واحد
سمعت بعدها ب ثانية صرخة طفولية من يامن ليهمس سالم بهدوء
- مبروك علينا يا شباب.

أغلقت باب منزلها ببطء ل تلتفت يمينًا ويسارًا حتى لا يظهر ذلك الجار اللزج الذي يأتي إليها من حيث لا تعلم، جارها السمج الذي تود أن تقلع رأسه من جسده، امسكت حقيبتها العملية في يدها اليمنى والأخرى تحمل كعب حذائها الأسود، هبطت من الدرج وهي عارية القدمين، تنفست براحة وما إن همت بالخروج من العقار انتفضت فجأة على سماع صوته
- صباح الخير يا أستاذة هند.

زفرت بضيق وحنق يعتري ملامحها وانقباض قلبها وهي تدعو أن يمر اليوم علي خير وخصوصًا انه أول شخص تراه وهو دائما يكون فال شر لها، دارت على عقبيها وهمست بصوت يخرج بين أسنانها
- صباح الخير يا استاذ مُنصف خير النهاردة يارب ميكونش المياه بتنقط من سقف حمامك زي الشهرين اللي فاتو ولا صوت الاغاني بيزعج حضرتك بعد العشا.

ضحك الرجل بسماجة ورد وعيونه تتفحصان ما ترتديه بوقاحه حتى كادت أن تتقيأ من نظراته التي تقسم انها ستقتلع عيونه من جذوره
- لا لا يا ست البنات الموضوع مش كده
تأففت بحنق وهي تهز رأسها قليلا تتابع حديثه بنفاذ صبر
- اومال الموضوع ايه؟

وكما توقعت يتحدث في مواضيع ويتتطرق إلى مواضيع جانبية وهي تقول سيصمت وستذهب الى عملها، لكن ليس ما يتمناه المرء يدركه كان يتحدث ويتحدث بثرثرة أثارت تعجبها من وجود رجال يثرثرون مثل النساء، وحينما فاض بها الكيل صرخت بقوه وهي ترفع ساعدها مشيرة إلى ساعتها الثمينة
- شايف الساعة كام دلوقتي؟!
صمت هنيهة وهي تراه يصمت اخيرًا لتتابع بضيق وهي تزم شفتيها بحنق.

- ثمانية، ربع ساعة علشان افهم من حضرتك عايز تقول مفهمتش ربع ساعة هتخليني اعلق في المرور واوصل الشركة متأخر شوفت انت عملتلي ايه؟
والجواب كان مُعادًا، كل ليلة يخبرها نفس الكلمة
- انا جاي طالب ايدك يا ست البنات
وااه من كلمة ست البنات ، تريد أن تقص لسانه وألا ينطقها ابدًا، قبضت بقوة على حقيبتها وهي تغمغم بحنق
- وست البنات قالتلك لأ مش كل شوية تعيد طلبك يا استاذ منصف، عن اذنك.

- صباح الخير
قالتها هند بابتسامة هادئة وهي تحي والدها الروحي، رد مرتضي بابتسامة ناعمة و بريق خافت من رماديته تظهر في وجودها
- صباح الخير يا بنتي.

تقدمت نحوه بهدوء وهي تضع الملفات ببطء على سطح مكتبه الخاص بمنزله، تشعر بالأسف لحالة تدهور مُديرها الصحي الذي جعله يشرف علي عمله بمنزله وتكون هي نقطة الوصل له ولعمله، لطالما هو كان يخبرها انه يحب نشاطها وشعلتها، وأنه دائمًا يثق بها وأراءها كل تلك الأشياء لم تحدث في شهر أو شهرين بل أربعة أعوام قضتها معه وكان بمثابة الاب الذي فقدته وهي كأبنه وسط أبناءه الذكور وحتي الان لا تعلم عنهما شيئًا !

تمتمت بهدوء
- يا رب تكون حضرتك النهاردة بصحة أفضل
زفر مرتضي بعمق وهو يتنهد راضيًا لحالته
- اهو يا بنتي السن له أحكامه
همست مشاكسه وهي تتلاعب بحاجبيها
- سن ايه بس يا استاذ مرتضي ده حضرتك من الناس اللي خرجت من خضوع العمر زي الهضبة مثلا
صمت هنيهة قبل ان تستكمل بنبرة هادئة
- انا جبت لحضرتك الاوراق المهمة اللي محتاجة توقيع حضرتك
نظر اليها ببريق رمادي تألقت في مقلتيه وهو يهمس بابتسامة فخورة، حنونة.

- مكنش ليه لزووم كنتي بعتيها مع السواق
ردت بعتاب فطري لم تقصده
- ازاي يا فندم اومال انا وظيفتي ايه، مش انا مساعدة حضرتك يعني لازم اكون انا بهتم بشغل حضرتك
هز رأسه يائسًا وهو يقرأ الملفات بهدوء ثم يزيل توقيع بعض الأوراق ما تحتاج توقيعه وعندما انتهى اردف بتساؤل ادهشها لبرهة
- انت فطرتي النهاردة؟
أجابت بصراحة
- الصراحة فطرت بس قولي لو عايز سندوتش فول اقدر اديهولك احسن ما تكشفنا حنان ونروح كلنا في السلوم.

ختمت جملتها بغمزة مشاكسة لينفجر كلاهما ضحكًا، خفت ضحكات مرتضي وهو يهمس ويتظاهر بالرعب
- علي ايه اتقي شر الحليم اذا غضب
سمع صوت طرقات علي باب غرفة المكتب ليصيح بهدوء أمرًا الطارق بالدخول لتدلف سيدة في منتصف الخمسينات المدعوة ب حنان قائلة بعملية
- استاذ مرتضي فطار حضرتك جهز
هز رأسه موافقًا لتهز رأسها ايجابا وهي تخرج من الغرفة وتغلقه بهدوء، قام مرتضي من مقعده وهو يستند علي عكاز خشبي قائلاً.

- يلا تعالي افطري معايا
امتنعت هند بهدوء قائلة وهي تحمل الملفات بين ذراعيها قائلة
- والله يدوب الحق ارجع الشركة تاني عندنا اجتماع بعد الضهر للعمال اللي عملوا اضراب في المصنع اقدر اشوف طلباتهم وابعته لحضرتك علي الميل
- وهو كذلك.

غمغم بها ليزفر بعمق وهو يراقبها تتحرك بخفة ونشاط وشعلة شبابية أعجبه ليراها تحيه بهدوء ثم تنصرف ببطء من القصر، الوضع لا يعجبه لقد فاض به الكيل، ابنه البكري اعجبه وجوده خارج البلاد والآخر يكفي فقط ب مهاتفته في الصباح والمساء وزيارت باهتة آخر الأسبوع مع طفله الذي يحمل ملامح كثيره منه بل يشبه بقوة وكأنه راشد المصغر، الوضع لا يتحمل الآن وخصوصًا صحته التي تتدهور سيقوم بجمع شمل عائلته من جديد وحتى وإن فات الأوان!

- سارة
صاحت بها سعاد بقوة مناديه تلك المشاغبة الشابة التي كبرت أمام عيناها، ردت الاخرى بصياح يشبه صياح والدتها وهي تحثها الدخول الي مرسمها قائلة
- ايوا يا ماما انا في الاوضة.

دلفت سعاد الي المرسم او كما تقول دائما سارة عالمها الخاص، انجازاتها خلال أربعة أعوام بطريقة مشرفة، مجهود بذلته ليالي ساهرة تحققت على مرأى العين، خيال متطور وفكر مبدع بفرشاة فنانة مزاجية اتقنت في نثر بعض من حالاتها على الأوراق ليست شهادة من أقاربها فقط بل شهادة بعض الرسامين الذين تعرفت عليهم بحكم مجال دراستها، اخبروها انها بعد مدة ستفتح معرض خاص بها ستضع بها لوحاتها أمام العارضين وستصل العالمية..!

ولما لا وايضًا سيأتي الأشخاص من بقاع العالم لرؤية لوحاتها، حسنا تعترف اخر جملتين دائمًا يقولها سالم وليست هي، نطاق حدودها في ذلك الأمر ليس ذو سقف مرتفع مثله بل محدود، سمعت صوت سعاد وهي تتنهد بقلة صبر
- سيبي الالواح ديه وتعالي يلا ننضف الشقة علشان عريسك جاي
عبست ملامحها وكشرت أنيابها أمام والدتها قائلة بترفع
- عريسي مين يا سوسو، احنا لسه متخطبناش وده طبعًا مش هيحصل الا في وجود ليان.

هزت سعاد رأسها نافية وهي تسخر من حالة ابنتيها معًا
- علقتي الراجل اربع سنين معاكي
كتفت ذراعيها وردت بلا مبالاة
- بابا قاله انه لما تخلص كليتي يقدر يتقدملي غير كده مع السلامة
رفعت سعاد كلا يداها معا وهي توجه دعاء خاص لها امام الله متمتمة بعض العبارات، ثم صاحت بحدة طفيفة
- والله انتي وابوكي هترفعولي الضغط والسكر
- وفقع المرارة يا ماما بتسقطيها دايما.

قالتها سارة وهي تغمز بمكر وخبث ينطلي من مقلتيها، ذعرت عيناها رعبًا وهي تري أن هناك ما يدعى ب الشبشب الطائر موجه نحوها لتهتف برعب ظاهري
- خلاص يا ست الكل بهزر، حاضر ساعتين اخلص اللوحة واجيلك.

رفعت سعاد بأرنبة أنفها عاليًا لتخرج من الغرفة غالقة اياه وهي تعلم بل موقنة انها لن تنتهي سوي اليوم التالي لكن تلك المرة ستجلب اسلحتها الفتاكة لهز تلك اللامبالية، تمتمت بصوت خافت وهي تندب حظ بناتها لتدلف الي المطبخ وهي تهرع ان تنهي الطعام في الوقت المحدد.
وفي الداخل،
كانت تنظر الى صورة شقيقتها المعلقة على الحائط، لتتنهد بهمس
- وحشتيني يا لي لي.

صاح بكر بمرح
- صباح الخير سيدي القبطان
وقبل أن يرد عليه اندهش مما يرتديه صديقه، اتساع طفيف من حدقتي عينيه ثم صمت لمدة دقيقة تحت نظرات بكر اللامبالية تبعه انفجار حاد اخترقت طبلة اذن الآخر
- بكر! بربك ما هذا الذي تفعله؟، وبحق السماء ما الذي ترتديه؟

نظر الي ملابسه المبهرجة وهي عبارة عن طريق قميص صيفي يوجد به عدة ألوان صارخة مع شورت قصير أبيض مما جعله في نظر خالد أشبه بمهرج، اما بكر كان يتفحص ملابسه برضي قائلاً
- ماذا انني اخذ عطلة الا يحق لي الاستمتاع
قطب خالد حاجبيه ورد بضيق
- اي عطلة يارجل اننا عائدان ل لندن
همس بهدوء
- نعم موطني الثاني أعود اليه بعد ان تلوث وطني بالدماء.

لا يود تلك الدراما التي تحدث، أكثر شيء يكرهه لأنه يجعله يتأثر بقوة وربما يذرف دمعتين فقط تأثراً، هو خالد يحب الحياة اللهو والمرح وقاموسه لا يوجد به حزن او ضيق او عبوس، اغلق دفاتره الضبابية القديمة وهو يحاول أن يواكب شخصيته الجديدة المرحة ولكن هل يدوم طويلاً؟!
يستمر ادعائه طويلاً؟! ألا يحدث زله؟!، نقص، شق يخبره انك تمثل قناع ليست بملكك.

تمتم بجمود وهو يأخذ ذراع صديقه مواساة من اجل بعده عن وطنه اكراهًا كحال اي شخص من ذويه
- هيا يا صديقي ولكن لن اسير معك وانت ترتدي ذلك الشيء العجيب اذهب الى اي مرحاض وبدله
ضحك بكر بسخرية
- ماذا يا دنجوان، لا تقلق انني اوسم منك ارتديت هذا كي لا اغطي علي جاذبيتك الفجة
ارتفع حاجبا خالد دهشة ثم ما لبث ان انفجرا الصديقان ضحكًا، ليتمتم خالد
- يا لتواضعك حقًا
هز رأسه ك علامة الحث للسير معه وقال مناديًا.

- هيا يا صاح.

- شهاب هنتأخر
صاحت بها ندى وهي توقفه عما يفعله، قبلاته العنيدة تكاد تستلم لها في كل مرة، لكن العقل صلدًا انها في بيت اللواء الذي ما ان يدلف الغرفة حتى سيهتف شرطة الآداب وسيأخذهما ربما بالشراشف البيضاء!

اربعة سنين دون طفل، دون نبتة عشقهم، لكنه لم ييأس اخبرها مرارًا وتكرارًا انه يريدها هي، ندي أو نداه، وحين محاول يأس اخبرته أن يتزوج بأخرى تصنم جسده لعدة ثواني صحبها ضحكة ب ملء فاه ارعبتها حرفيًا ليهجم عليها يقبل كل انش يطيله شفتيه، لا تعلم هل كان عقابًا من عنفه ام اشتياقًا من عمق قبلته؟!، ثم تابع بهدوء انه لن يتزوج بغيرها وفعلا صار ما حدث اربعة اعوام هادئ وصامت وبل حينما انفجرت به انها تريد طفلا وستذهب للطبيبة اتبعها كارهاً وما زالت حتي الان تتابع مع الطبيبة والرب يضع الأسباب.

همس بصوت اقشعر جسدها من خشونته ولفحاته الحارة التي تداعب انوثتها برقة
- ايه يا نادو؟
وحينما همت بالرد اسكتها بطريقته، طريقته الخاصة، لتنفلت من شفتيه بصعوبة وهي تستمع الي رنين هاتفها الذي يرن بإلحاح
- شهاب، سارة بترن
اطلق شتيمة بذيئه بين شفتيه وهو يلعن اي شخص يمنعه منها، لقد كانت ذائبة به من قليل، استطاع أن يمحو قلقها وتوترها بصعوبة، همس بصوت ماكر وهو يداعب خصلة شاردة من شعرها.

- هما كلمتين هقولهم في السر وبعدين ردي عليها
جحظت عينا ندي بقوة وهمست من بين شفتيها بجدية
- سر ايه بس يا شهاب اهدي كده سارة مش هتم الجوازة ديه بدونك او بدون ليان الراجل خلل علشان يخطبها
جز علي اسنانه بقوة حتى اصدر صوت اصطكاك عنيف تبعها لكمة قوية على الحائط وهو يهمس بمكر ونبرة ذات مغزى دهشتها كانت تظن ستحظى بصفعة أو ربما لكمة تزين وجنتيها
- ماشي يا ندي بس اصبري عليا لما نرجع بيتنا ها
- سيادة المقدم.

لم يكن يريد أن يستمع تلك النبرة الحازمة الخشنة كان يتمنى تلك النبرة الناعمة التي تخرجها هي فقط في نطق رتبته، ابتسم بهدوء وهو يصافح حماه بحفاوة
- اهلا يا سيادة اللواء اخبار حضرتك ايه؟
كلام ساذج لا معنى له رغم أنه منذ قليل سأله عن أحواله وأخباره حينما دلفا لمنزله منذ نصف ساعة، وطبعًا هذا بناءًا على طلب نداه أن يأتي بها إلى منزل والدها قبل ذهابهما الى بيت عمه،.

همست ندي بقوة مبحوح وهي تخرج بارتباك فتاة صبية مراهقة حصلت على أول قبلة لها من حبيب وليست من زوجها منذ أربعة أعوام تحديدًا
- طب هروح اعملكم شاي
صاح بصوت عالي غير عابيء بحماه الذي يشاهد الوضع بمكر يتألق مقلتيه
- متتأخريش يا نادو.

- مين العروسة الحلوة ديه؟
همست بها شهد في أذن سارة لتتورد وجنتيها بخجل وهي تتطلع الي فستانها ذو اللون الكريمي بهدوء، تمتمت سارة بحدة وهي تنحي الخجل جانبًا
- اهدي يا شهد يدوب ديه قراية علي الضيق انا مكنتش موافقة اصلا
ردت شهد يائسة
- انا مش عارفة كان فين عقله وهو عايز يتجوزك انتِ مينفعش معاكي غير الجواز اللزق علطول بدل الطريقة المثالية لتطفيش الراجل.

لم تعلق سارة علي حديثها بل جلست علي فراشها وبدلا من انتظار عريس الغفلة كانت تضع سماعات في اذنها وتقوم باللعب علي هاتفها
اقتربت شهد منها متوجسة قائلة
- انتي بتعملي ايه؟
- بلعب ببجي تلعبي معايا
جحظت عينا شهد لتصيح بصوت مرتفع وهي تنادي
- ندي، يا طنط سعاد تعالوا شوفوا بنتكم.

جاءت ندي راكضة وهي تهتف بتوجس خشية أن تغير سارة قرارها في تلك الزيجة، تنفست الصعداء حينما وجدتها ترتدي ذلك الفستان المحتشم الذي جلبته لها عوضًا عن الفستان الأرجواني الفاضح، تمتمت سارة بضيق
- يا ندي افتحي ببجي يامن مش فاتح دلوقتي
اخرجت الآخري هاتفها وكلاهما يجلسان بجوار بعضهما تحت نظرات شهد المتعجبة، هل تلك عروس؟!، وبدلا من أن تنتظره وتعد الدقائق والثواني تجلس ببرود لا متناهي
همست سارة ل ندى.

- طيب هنلعب انا وانتي
رفعت ببصرها نحو المتصنمة لتهتف بضيق
- ايه بدل ما تبصي تعالي جربي اللعبة فظييعة
اخرجت شهد هاتفها يائسة وقد قررت أن تجرب تلك اللعبة التي ادمنتها سارة قائلة
- طيب لما نشوف
بعد عدة دقائق همست شهد بحرج
- يا بنات هو مفيش حاجه تستر جسمي
ردت ندى ببرود
- لما ننزل الجيم وتموتي واحد البسي لبسه
- طيب والطاسة اعمل بيها ايه؟

زفرت سارة بحنق من كثرة أسئلة شهد المتكررة والحق يقال كانت مثلها حينما كانت مبتدئة بها وكانت تلقي وبالاً من الاسئلة ل سالم
- شهد خدي البتاع وانتي ساكته
- هو السلاح ده احسن ولا ده احسن
اقتربت ندي نحو شاشة هاتف شهد لترد وهي تشير بأصبعها نحو نقطة معينة في الشاشة
- وريني كده لا خدي الاول احسن علشان تقدري تركبي سكوب
- يا لهووي العريس جيه.

صاحت بها سارة منتفضه من مجلسها حينما استعمت الي قرع باب منزلها، جعل كلا من ندي وشهد تنفجرا ضاحكتين لتهتف شهد بمكر
- اهدي يا مزتي سالم ده عرف الفولة.

أغمضت جفنيها وهي تزفر براحة على مرور اليوم علي خير، جلب سالم معه والدته والتي كانت تستبش خير بتلك الزيجة، والدته مثله تمامًا رزينة هادئة وبشوشة الوجه، بعد قراءة الفاتحة اصر سالم علي الحديث بمفردهم لكن شهاب يقف لها بالمرصاد ربما يأخذ بثأره مثل المرة السابقة
تنحنح سالم وهو يجذبها إليه من شرودها ونظرتها الدائمة للخارج
- مبروك علينا اخيرا.

توردت وجنتيها وهي تفرك يدها بتوتر وبعينها تزجر شهد وهي تهمس بشفتيها بكلمات وقحة
- الله يبارك فيك
- كان نفسي اخليه كتب كتاب
جحظت عيناها وهي تلتفت اليه بحدة مما جعل سالم ينفجر ضاحكًا وهو يري تحولها لقطة برية مشاكسة
- ايه متقلبيش المرأة الخضراء فجأه كده، اقصد اخليها كتب كتاب علي شكل خطوبة
لانت ملامحها وهي تنظر الي عينيه الدافئتين التي تنظر إليها بنظرة مختلفة اليوم وقالت بهدوء.

- سالم قلتلك انا مقدرش اعمل حفلة خطوبة بدون ليان
غمغم ببساطة
- وانا يا ستي راضي ومستحمل
صمت هنيهة قبل ان يتابع وهو يخرج ظرف من ستره بذلته
- حبيت افرحك بحاجه
قطبت جبينها قائلة
- ايه ده؟!
اكتفي الرد بالصمت وهو يناولها الظرف، تناولته على استحياء وهي تفتحه بلهفه وفضول، صمتت لعدة لحظات وهي تقرأ محتوى الظرف ثم ما لبثت ان صاحت بسعادة
- لا متقولش اخيراً، بجد احلي خبر سمعته.

ابتسم وهو يرى تجمع عبرات السعادة المتحجرة عند مقلتيها وعبارات الشكر الكثيرة التي يتلقاها منها مما جعله يهتف بفخر
- الفنانة سارة دلوقتي هتعرض لوحاتها في اكبر جاليرى في مصر وهتنتقل للعالمية كمان
طوت الورقة وهي للحظة تود احتضانه معانقة اخوية بسيطة برئية وحينما همت بفعلها اجفلت من نظرة شهاب العدائية، رمشت بأهدابها عدة مرات وهي تعدل خصلاتها للخلف قائلة
- مش للدرجة ديه.

- خلي عندك ثقة في نفسك، بكرة هنروح نتفق مع صاحب الجاليري ونشوف العقود
دقق في النظر الي معالم وجهها الخجولة ونظراتها التي تذهب لزواية بعيدة عنه علم ان هناك من يتابع حديثهم، اقترب بخبث نحوها وهو يلتقط كفها الأيمن ويطبع قبلة دافئة علي باطنها متمتمًا بعض عبارات الغزل جعل وجنتيها تحتقنان خجلاً وقلبها أصبح يثور بشدة
- سارة.

نداء حاد، حازم، قوي من شهاب جعلها تنتفض من مجلسها قائلة وهي تداري وجنتيها التي تحولت لثمرة ناضجة قائلة بتلعثم
- شهاب ان، انا
ونظرة واحدة حادة من شهاب جعلها تفر هاربة الى غرفتها تحت نظرات سالم المتسلية، جلس شهاب في المقعد المقابل وصاح بجفاء
- نورت يا دكتور
تنحنح سالم بجدية
- بنورك يا حضرة الضابط.

يعلم مدي علاقة شهاب ب سارة، دائما ما تخبره بأنه الشقيق الذي حظت به من الدنيا، وللحظة يفكر عن تهوره انقباضات وتحفز الاخر للانقضاض عليه والافتكاك به جعله يفكر عن مدي الإصابات التي سيتلقاها منه وكل ذلك من أجل قبلة في باطن كفها ماذا إن أصبحت زوجته؟!

في الولايات المتحدة الأمريكية، ولاية نيفيدا
مدينة لاس فيغاس
المدينة المعروفة باسم الخطيئة بسبب كثرة مدن الملاهي الليلية والحانات وانتشار القمار بصورة تتقز لها النفس السليمة، لذاك لذا اشتهر المثل الذي يقول ما يحدث في فيغاس يبقى في فيغاس.

في إحدى الحانات المشهورة كان رأس الأفعي يتلذذ بشرب بعض الفودكا وينظر الي الحسناوات وان قلنا بمعني ادق عاهرات الحانة ، أطلق دخان لفافة التبغ في الهواء ليتصدر لون كثيف ابيض انشطر شيئا فشيئا حتى اصبحت معدومة، أربعة أعوام يبتعد عن زين الحديدي، يعلم انه ان اصبح في قبضته فلن يرحمه وإن كان صادقًا يبتعد عن جميع اعداءه، تابع مترصدًا بأعين كالصياد علي اي فريسة جذابة ليشبع غرائزه الرجولية، ركز ببصره نحو الهدف وهو يرى نادلة تضع بعض المشروبات الجبارة علي الطاولة ثم بكل غنج تسير نحوه توقفت بضع سنتيمترات وهي تضع مشروب اخر لمن هو بجواره وحينما التفتت عائدة لمكانها اجفلت من يمسك معصمها بقوة، مجرد عيناه التي تقدحان رغبة علمت بطلبه.

نظر نحوها ب رغبة، وردها كان ابتسامة مغرية
تحسس في منحنياتها الفتاكة، قامت بسحبه نحو احدي الغرف
هم بتقبيلها، وردها كان تنهيدة مغوية موقفه اياه مُرغمًا
زمجر بوحشية وهو ينقض عليها مباشرة يتشرب من انوثتها المستهلكة، ليتبعه استسلام بدني
لحظات تمر وكل مرة تنظر الى الساعة المعلقة علي الحائط بتركيز وخبث شديد ينطلي من عيناها والآخر وكأنه في عالم آخر،.

واللحظة حانت، حينما هو غاب ليروي نفسه جعلها تخرج نصل من خصلات شعرها الغجرية الذي لم يصل بها يده النجسة، اخترقت فجأه تدك النصل الي عرقه النابض في عنقه
تيبس، جحوظ، دماء تسيل بغزاره من عنقه كالشاه التي تذبح، اخذ ينظر اليها بنظرة اخري، يُدقق في معالم وجهها الخبيثة الماكرة، ابتعدت عنه وهي تدعه يسقط على الفراش صريعًا.

عدلت ملابسها وهي تلتقط انفاسها ثم بهدوء خرجت من الغرفة ليظهر شخص مفتول العضلات ل تغمز بعينها لتدعه يتابع عمله، سحبت جاكيت موضوع عند إحدى الأركان وهي تغلق السحاب متوجهه خارج الحانة من الباب الخلفي.

تسير في الزقاق العفن وصوت كعب حذائها العالي يصدح في الأركان، لم تكن ستنفذ تلك العملية إلا بسبب شيء واحد فقط، الأموال الكثيرة التي ستُجنيها من رأس ذلك الخنزير وضمانة من الشخص بعدم تورط اسمها في قتله، كل ما تعلمه ان بعد قتله سيكون هناك فرقة خاصة تستطيع تنظيف المكان وعدم وجود أي آثار للجريمة والجثة ستنتقل إلى الزعيم قبل إلقائها في اي بحيرة.

توقفت عن السير وهي ترى سيارة فارهة سوداء على بعد خطوات منها اقتربت من الزجاج الخلفي وهي تري الزجاج يفتح اوتوماتيكيًا ثم يد تمد لها برزم مالية ضخمة لتنفيذها العملية بنجاح صاح بخشونة وهو يشيح بأصبعه بلا مبالاة
- اذهبي
اذعنت علي الفور وهي تخبيء المال في جيوب الجاكيت وتسرع مهرولة تخرج للشارع الرئيسي، ظلت السيارة ساكنة منتظرة امر سيدها بالتحرك، صاح للسائق بحدة
- تحرك.

تحركت السيارة فورًا بناءًا علي اوامره وهي تتوجه نحو وجهتها،
تخلص اخيرًا منه، تنهيدة حارة خرجت منه وهو يخرج من جيب سترته صورة أعز امرأه علي قلبه قائلاً بحنين
- أخذت بحقك منه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة