قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع عشر

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع عشر

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع عشر

الشخصيات نور محمد أمير كمال الدين
أبطال نوڤيلا لأنها لي
النوفيلا هتلاقوه في الصفحة اقروا النوفيلا علشان تعرفوا قصتهم،
لا تتركنّي بهذا العالم المخيف، أو أسحبنّي إليك، فلا حياة لي من دونك.
ثانية، اثنان، ثلاثة، عشرة، وهو يتخيل أن يستيقظ من الكابوس لكن لما الكابوس بدي واقعًا ضبابيًا بشكل أخافه!
لما حتى الآن لا يعود لصحوته!
إذا ما حدث هو عين الواقع
كان حقيقة
الحقيقة المروعة.

سقطت علي ارتفاع عالي نحو المياه الباردة
لم يفكر ولم يتردد للحظة وهو يلحقها لإنقاذها
ولما؟!
لأنها صاحبة أول نبضة وأول خفقة في قلبه الذي لم يدنسه أحد قبلها، قلبه ما زال نديًا ويحتاج لها بشدة ولجنونها.
صاح بخشونة وهو يتحدث عبر الجهاز اللاسلكي وعيناه محدقة نحو مكان سقوطها، لم يجدها اختفت في جوف المياه
- ابعث بطاقم الطبي حالاً في مؤخرة السفينة.

ضغط بزر خاص أدي الي سقوط قارب نجاة اوتوماتيكيًا الى الأسفل، ليقفز هو الأخر ويده حامله سترة النجاه ونبضات قلبه ترتج في قفصه الصدري، نغزات قوية ك النصل يخترق فؤاده، في اسوأ كوابيسه لم يتوقع أن تفكر بالأنتحار بتلك الطريقة، الحظ أم القدر كان بجواره حينما قرر هو بتوقف السفينة لبضع دقائق قبل خروجه من قمرة القيادة!

كل ذلك حدث خلال ثوانٍ معدودة، يلتفت يمينًا ويسارًا بحثًا عنها او اي شيء خاص بها في ذلك المحيط العميق، عرقه النافر ينبض بقوة وخفقات قلبه أشبه بحلبة ماراثون، لحن كئيب يتسلل فؤاده وهو حتي الآن لم يجدها، شذب خصلات شعره بجزع وشكوكه الوهمية تتسع فجوتها بعمق، ابتلعتها المياه وسحبتها الى القاع.

عند تلك النقطة كان سيعود أدراجه مرة أخرى الى سطح البحر وقد ايقن ان فؤاده وروحه قد نزفت ومقلتيه ستعزف لحن وشجنًا عن فراق الحبيب سيشاركه في غرفته فقط لكن!
جذب انتباهه على بعد مسافة بعيدة حد ما جسد يطفو علي سطح المياه، اشارة نور او باب قد فتح على مصراعيه للأمل انها هي!

سبح بقوة حتى توجه إليها ثم رفع نفسه إلى مستوى البحر ما إن رآها أمامه سليمه معافاه حتي زفر وتنهد براحة وضربات قلبه بدأت تخفض من نوباتها المفزعة، بحركات سريعة ارتدت سترة النجاة وقد ادي مهمته بنجاح
ضيقت بصرها نحو الذي ظهر امامها من العدم وقد قطع خلوتها لتقول بدهشة
- خالد!

مجرد نطق اسمه جعل شياطينه تتراقص في مقلتيه، شرر ناري توهج مقلتيه وقد اسودت عيناه بلون شيطاني جعلها تشهق مفزعة وقبل ان يتيح لها فرصة للابتعاد قبض بقوة علي ذراعها
حتى التصقت بصدره، تشعر بمضخته الثائرة ما إن التصقت به كليًا، سخونة انفاسه صفعت حرارة ملتهبة الي وجهها وعنقها برغم من برودة المياه إلا انها قد ذابت بل انصهرت بقربه.

يسبها ويلعنها بقوة بين شفتيه وجفنيه منغلقه بسبب قربها المهلك له يحاول ان يقنع قلبه انها هي بجواره حية يشعر بهدير أنفاسها على وجهه، أطلق سباب لاذع جعلها تشهق منصعقة وقبل أن ترد عليه كان أمسك بأصبعي السبابة والإبهام يضغط على شفتيها المكتنزة بقوة،.

فتح جفنيه وهو ينظر اليها ك الذئب الذي وجد فريسته وقهوتها تتسع هلعًا من نظراته المخيفة التي قشعرت بدنها، جز على اسنانه بسخط وهو يقسو بقوة علي ذراعها دون وعي ثم صاح بحدة
- اللعنة عليك ايتها الغبية اتعلمين كم مترًا بين السطح المائي والسفينة
انتظرت قليلاً حتي حرر أصبعيه من شفتيها لتلهث بقوة وهي تلتقط أنفاسها المسلوبة قبل ان تجيب بحذر وخشية.

-أربعون مترًا المسافة بين مؤخرة السفينة وسطح المياه أقل ارتفاعًا عن المستوى القمة في السفينة
تلك المرة لم يصفعها بل صفع بيده علي المياه حتى انتفضت بقوة ثم صاح يصرخ في وجهها وانفاسه الساخنة تقتل اي ذرة اكسجين حولها
- اللعنة على غبائك، هل تعلمي المصائب لو حدث لك شيء احمدي ربك ان السفينة متوقفة في عرض البحر وأنه لا يوجد أي أمواج عاتية تسحبك معها.

أغمضت جفنيها وهي متحاشية النظر إلى مقلتيه التي أرعبتها وجعلت الدماء تنسحب من وجهها وهي لثوانٍ لم تعلم الذي جوارها، هل هو انجليزي!
ليس انجليزي يوجد به صفات الدماء الشرقية التي تسير في اوردته، لثواني ظنت انه سيبتلعها وهي تشعر بمدخنة نار تهب وجهها وانامله تقسو بشدة علي ذراعيها
فتحت جفنيها بتحدي زائف وهي تنظر الي بؤبؤ عينيه وهي تلاحظ غشاوة رقيقة تهدد بالانهيار في أي لحظة.

- لقد كان مجرد تحدي، لا تقلق انني سباحة ماهرة
تيبس جسده لبرهة وقد قرر فك اسر ذراعها، نظر نحوها ساخرًا
وما زالت حدة صوته وقسوته لم تتغير، عاد مرة أخرى وعقله لا يعمل كل ما يعمل هو قلبه وخشيّ فقدانها
جذب قميصها الذي ترتديه بقسوة حتى همس أمام شفتيها التي تبعد عن خاصته بضع انشاتٍ وهو ينظر الى عيناها.

- غبية وحمقاء مغفلة، ترمين نفسك في أعماق المحيط أي عقل تملكينه؟، هل فكرتي لثانية ماذا سيحدث لي إن لم اراكي مرة اخري؟!، هل أنت مدركة ماذا سيحدث لي إن مُتي!، متخيلة لجرميتك الشنعاء ماذا ستفعل بي؟، الا يعجبك حوض سباحة السفينة ام اردتي شيئًا اكبر واعمق ليبتلعك
تلجلجت وتلعثمت وهي تحاول الابتعاد عنه او عن قبضه يديه التي تتمسك بقوة بفتحتي قميصها بخجل، امتقع وجهها بحمرة محببه له وهي تهمس بحذر
- خالد.

اسند جبينه على جبينها وهمس بصوت متحشرج جعلت أوتار قلبها تصرخ هلعًا وفرحة من قربه، تعلمه غير واعي لما يفعله وهي بشتي الطرق تحاول ابعاده لبرهة تلتقط انفاسها المسلوبة
- خشيت أن يحدث لكِ شيئا، اعصابي انهارت وتخيلت أسوأ شيء يحدث لكِ وانا اراكي داخل تلك المياة الباردة، اخبريني هل تشعري بي؟، هل علمتي نتيجة فداحتك وتهورك؟
صمت هنيهة قبل أن يتابع
- اللعنة لا تتحركي حتى ارى إذا اصبتي بشيء.

صاح فجأة بقوة وهو يتذكر فداحته، خشي أن يصيب شيء في فقراتها العنقية او قد حدث كسر في أطرافها
وجدته فجأة يتفحصها بدقة بأنامله المرتجفة على جسدها يحاول التحكم في أنامله وهو يطمئن انها معه
رفعت كلتا كفيها واحتضنت وجنتيه بكفيها متأثرة بحالته الضعيفة المنهارة وهلعه، ترسل الي عيناه الكئيبة رسالة اطمئنان قائلة بصوت ناعم
- خالد، خالد انا بخير انظر لي، انا بخير صدقني.

تلك المرة أمسك كفها الأيمن يضعها علي موضع قلبه هامسًا بصوت خفيض مؤثر الي نبضات قلبها خاصة.

- كدت ان افقدك نجمتي، هل تشعرين بنبضات قلبي ان حدث لكي شيء، قلبي كاد يتوقف عن نبضاته من قفزك للمحيط، انظري لي هل تتخيلي ما سيحدث لي ان لم ارى ابتسامتك الخلابة التي توزعينها لكل شخص بسذاجة، قهوتك الدافئة والتي تشتعل بمجرد مشاكستي لك، نبضات قلبك التي استمعها من مجرد قربي لك، تورد وجنتيك الي حمرة محببة تجعلني اريد اقتطافهم، هل تعلمي ما سيحدث لي ان اكتشفت ان كل ذلك سرابًا هل تعلمي ام اخبركِ اكثر؟

وقفت هي مبهوتة وهي تنظر الى عيناه، مقلتيه التي تراها لأول مرة وقد انزاحت شياطينه إلى شيء أعمق، أعمق بكثير لم تكن تتوقع ان تجده في داخله، أغمضت جفنيها وهي تشعر بتذبذبات نبضاته الثائرة تنتقل إليها هي الأخرى، عضت شفتيها بقوة وهي تنظر الى عيناه مرة أخرى تحتفظ بتلك النظرة الى الخلود، كيف يكون صادقًا هكذا، كيف نبرته بكل ذلك التأثر لروحها كيف يحافظ لأخر جهد أن لا يسقط دموعه، هل...!
- خالد.

منعها معنفًا بقوة وهي تشعر بجسدها الذي تحول الى قطعة هلامية الي نظراته التي تخترق روحه
- توقفي انتي لا تعلمين شيء، تتخذين اكثر قرارات متهورة في حياتك غير عابئة لمن حولك وما مصيرهم من قراراتك التي ستودي بحياتك وحياة من حولك
عضت شفتيها بقهر قبل أن تعود تحتضن كفيها بين وجنتيه بعفوية هامسة بصوت معتذر
- اسفه، انا حقًا اسفه لأنني أقلقتك
هز رأسه بقوة وهو يقاطعها بنشيج نخر عظامها
- لم اقلق عليك انا كدت اموت.

لفت ذراعيها حول عنقه وهي تلتف حول جسده تستمد دفء من جسده برغم تلك المياه المجمدة قائلة بأسف وهي تدفن وجهها في عنقه
- اسفه، حقًا اسفه، سامحني رجاءًا.

زفر براحة وهو لا يعلم حتى الآن كيف نجت من تلك القفزة العالية، معجزة حدثت حقًا، التفت يحتضن أنثاه التي خلقت من ضلعه الأعوج، زافرًا براحة سيدعها تلك الليلة تسير بهدوء ثم صباح التالي سيحاسبها على كل نبضة ثائرة، وكل فزع وكل ثانية مرت عليه دهرًا وهو متخيلاً انها غادرت حياته.

بعد تفحص الطبيب لكلا حالتهما وتأكد من عدم وجود أي اصابات خطيرة لها، وبالطبع ما حدث أصبح الركاب أجمعهم يعلمون قصة عشقه التي ظهرت للعيان، سار متوجهًا نحو غرفته ومساعده يتولى زمام أموره بعد تهدئة الوضع وانطلاق السفينة إلى وجهتها
استمع الى صوت ساخر يصيح
- عمل بطولي خارق يا سيد القبطان، سيظل ذلك الحدث لعدة أشهر
عبس وجهه بضيق وهو ينظر إلى شخص يستند بجذعه على الحائط وعيناه تنظر اليه بخبث
- من انت؟

حك الآخر يده مؤخرة رأسه وهو يشعث خصلاته الكستنائية وبريق زيتوني تألق مقلتيه
- أمير كمال الدين
هز خالد راسه بسخرية وهو يعلم أنه أهم رجل أعمال في تركيا، تأفف قائلا بضيق
- وماذا تريد سيد أمير؟
نظر أمير إلى خصلاته البندقية الندية ثم صاح بمرح
- اراك تشبهني كثيرًا، على كلا الاحوال انت امامك فرصة اخيرة استغلها جيدًا كي لا تخسرها اما انا لا املك فرص
قطب جبينه بامتعاض
- ماذا تهذي يا رجل؟

ضحك امير وهتف بنبرة ذات مغزى
- ان كان العشق هذيان، فأنت واقع لحد الثمالة في ذلك العشق
ثم بعدها غادر بهدوء بعد ان جاء إليه كالإعصار، تنهد وقال مغمغمًا بسخرية
- السفينة أصبحت عبارة عن مجانين خرجوا من المصحة النفسية.

- سارة طمنيني من فضلك
هتفت بها ليان بجزع وعيونها محمرة بقوة ويوجد انتفاخ مخيف اسفل مقلتيها، خبر كذلك هز أرجاء السفينة بأكملها، هي استيقظت فزعة حينما استمعت لأصوات في الخارج عن سقوط فتاة في قاع المحيط، وحينما نظرت للفراش البارد بجوارها علمت أنها شقيقتها، تتذكر حينما عادت مرة أخرى على متن السفينة ونظرات شرارية بينها وبين القبطان لتعلم أن هناك عشق قادم سيهدم جميع الحصون والعادات.

هزت سارة راسها بابتسامة هادئة وهي تنقل بصرها نحو علياء التي تبكي بفزع ثم إلى نور التي تهدأ علياء لتعود مرة أخرى إلى شقيقتها
- كويسة يا جماعة، انا بس اتزحلقت
- الحمدلله
صرخت علياء بزمجرة وحشية وهي تبتعد عن نور
- يا غبية كدتي ان تفقدي عقلي
تنهدت سارة ساخرة
- اتعلمين لا اصدق تلك الايام القليلة على وشك الانتهاء
قبلت ليان وجنتيها وهمست بحنو
- نامي وارتاحي.

ثواني قليلة قبل أن تستسلم سارة لسلطان النوم لتستأذن نور وهي تسحب علياء معها خارج الغرفة.

- ازيك يا هند
هتف بها يوسف ببشاشة وهو يستقيم واقفًا ما إن رآها أمامه
- اهلا يا يوسف
جلست على المقعد ويتآكلها الفضول على قدومه لموطنه
- عاملة ايه؟
- تمام الحمدلله، واضح انك زي ما انت
جعد جبينه وابتسم في سخرية علي حاله ليعود اليها قائلاً
- انتي اتغيرتي
ابتسم بمحبة واسترسل قائلاً
- عينك بتلمع واضح ان فيه حب جديد او هو الحب اللي بتدوري عليه.

جف حلقها لتتوتر من كلماته، أخذت كوب الماء و تجرعته ببطء، وضعت الكوب بأيدي مرتعشة على الطاولة قبل أن تهمس
- لقيت الانسانة المناسبة ليك؟
لم يرد علي سؤالها بل قال
- عارف اني ظلمتك كتير يا هند انا اسف، مش عايز الماضي يأثر على حاضرك ومستقبلك
نظرت اليه وقد تشوشت الرؤية من عينيها قائلة بضعف
- انا تمام كويسة.

نظر نحوها بألم قبل أن يمد يده يتمسك كفها المرتعشة بين كفيه، هم بقول شيء ما ليقاطعه صوت صارخ جهوري جعلها تنتصب واقفة من مقعدها
- هند!
ازدردت ريقها بتوتر وهي تلمح ملامح راشد العدائية نحوها ونحو يوسف الذي ينظر اليه بعبوس، همست في خفوت وارتجفت ساقيها من نظرته الداكنة الخالية من اي حياة لم تكذب حينما قالت انه تنين، تنين مجنح مفترس
- راشد.

همت بقول شيء لتجده فجأة أمسك ذراعها بعنف غير عابيء بمن حوله يسحبها ك الشاه، حاولت بكل قوة ان تبعده لكنه لم يستجيب لها ولا صراخها وضعها بكل عنف داخل سيارته قبل ان يتلفت يتوجه نحو مقعده وهو عازمًا على عقابها بقسوة، من الألف للياء.

وجهته غير محددة، تقسم انه ينفث النيران من فمه، يضغط كفه بقوة على المقود، تستمع الي صوت اصطكاك أسنانه وهي...
تصرخ وتصيح وتخرب ما امامها لأثارة حنقه بدلا من تجاهلها الذي تكره، شدت خصلات شعرها الطليقة بجزع وصاحت بحدة وقد استنفذت اخر ذرة من صبرها لتضربه بقوة على ذراعه
- انت اتجننت وقف العربية فورًا.

واخيرا أوقف السيارة، لكن في المكان موحش وعدم وجود أي شيء يدل علي الحياة! ماذا سيفعل سيقتلها أم يغتصبها!
شهقة مفزعة أطلقتها وهي تجد يمسك ذراعها ك الكماشة تأوهت بقوة من قبضته وقبل أن تهدر في وجه انسحبت الدماء من وجهها وهو يهتف بغضب مستعر
- اقدر اعرف رفضتي ليه
اللعنة عليه، كل ما فعله بسبب رفضها لعرض زواجه، زمجرت بغضب وهي تتلوي يمينًا ويسارًا.

- اعتقد دي اسبابي ولو سمحت بقي رجعني الكافية تاني علشان ارجع بعربيتي
- مش راجع
تأوهت بصوت مرتفع عندما ضغط بقوة أكبر علي ذراعها، تأمل ملامحها وملابسها بغضب و، غيرة!
بداية من خصلاتها الفحمية الثائرة الي فستانها الصيفي الذي يبرز ذراعيها المرمرية وجسدها الغض وساقيها البيضاء الناعمة، وماذا تضع ايضًا أحمر شفاه!
اغمض جفنيه بقوة وهو يرخي جسده علي ظهر المقعد هامسًا بخشونة وهو يمسح راحة يده على وجهه بنفاذ صبر.

- اللهم طولك يا روح
فضلت الصمت وهي تجد جسده الذي يتحكم به بإنفعال وقوة، اللعنة سيفتك بها، حاولت بكل قوة ان تفتح باب السيارة لكن الأحمق أغلقه اوتوماتيكيًا، عضت شفتيها بقهر وقد خرب موعدها مع يوسف، نظرت الي الزجاج وهي تكتف يديها تنتظر حتى يُطلق سراحها
- سمعت انك مرتاحة في شركة المنصوري.

صاح بها ساخرًا وهو ينظر اليها بعين متفحصة، ضحكت بملء فيِّها وهي لا تصدق كل تلك الاشياء السخيفة التي يتحدث معها، ردت ببرود وعيناها تراقب الطريق الخالي من اي سيارة او بني آدم
- جدا علي الاقل لا بيقولي اتاخرتي خمس دقايق ولا بيطلعلي زي الشبح في كل مكان، راجل كوول وهادي كده رزين مش منفعل ومتحرش
أيضحك أم يؤدبها الآن، زفر بحرارة وهو يقول بهدوء زائف
- هند متختبريش صبري رفضتي ليه
- اسبابي الخاصة.

جذب ذراعها بقوة حتى صاحت متألمة بقوة، تجمعت الدموع من محجريهما وهي تسمعه يهمس بخشونة وغضب مستعر ونيران تخرج من أنفه
- هند رفضتيني ليه، انطقي
صاحت بصوت متحشرج وهي تضربه بقوة على ذراعيه
- علشان بحب حد غيرك، استريحت، قلبي لسه متعلق بيه.

أغمض جفنيه بقوة وهو يستمع إلى اعترافها انها تحب رجلاً غيره، قبضة بارده في موضع قلبه وطعم مُر كالعلقم لم ينزاح من حلقه، نظر اليها بقوة وهو يجدها تفرك ذراعها الذي انطبع عليه أنامله، نظر إلى ذلك السلسال الرقيق ومحفور عليه حرف الياء ، تحبه، تحبه من كل جوارحها، عض شفتيه بقسوة وهو يغمغم بغضب وغيره متأصله به
- الراجل اللي كنت قاعدة معاه
هزت رأسها عدة مرات ايجابًا
- ايوا.

إذا تزينت وتعطرت وخرجت بصورة ألهبت حواسه له للأخر فقط، تحب ذلك السارق، سارق نعم لقد سرقها منه،
همس بغموض وهو يحرك بسيارته متوجهًا الي منزلها
- ماشي.

جحظت عيناها بقوة، هل استسلم اخيرًا، لا لم يستسلم حدجها بنظرة جامدة من رماديته الهوجاء لتعلم انه لن لم يرضخ ولم يستسلم، جيوشه ما زالت مستعدة لمحاربتها، ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتلمس ذلك السلسال المحفور بأناملها غير عابئة بنظراته التي اسودت قتامة وضغطه العنيف على المقود كي لا ينفجر بها
همس بصوت خافت متملك
- كلها كام يوم و هتبقي ليا.

قضت ليلة كاملة وهي نائمة وما إن أفاقت أخبرت ليان التي كانت تجاورها انها ستذهب للخارج قليلاً ثم ستعود، سارت ببطء ناحية السور الحديدي وهي تهاتف سالم، تحدثت معه لبضع دقائق وقد أخبرته شقيقتها عن الحادث الذي حدث، كان يعاتبها ويقسو عليها في بعض العبارات ثم يهاتفها بجدية حتي انقطع حديثها صوت عميق ذو لكنة بريطانية
- مرحبًا بالمريضة اراكِ بخير.

التفتت بحدة نحوه تزجره وتعنفه بنظراتها الحادة ثم هتفت ببعض الكلمات المصرية الي سالم
- سالم سلام دلوقتي هكلمك كمان شويه
ما لا يصدقه حتي الآن المعجزة التي حدثت ليلة أمس وعدم موت أحدهما وهما في عرض البحر، مجرد تذكره ليلة امس جعله يغمض جفنيه بقوة وهو يزيح الغُمة التي قبضت صدره.

رآها تسير ببطء نحو مكان غير محدد وتهاتف احدًا في خفوت وكأنها تتحدث عن أسرار حربية وبين كل ثانية والأخرى تهتف اسم ذلك البغل، قبض انامله بقوة علي راحة يده وهو يعض اسنانه غيظًا كي لا يفتك بها، اللعنة عليها أما زالت مرتبطة به بعد ما حدث، بعد ان كشف لها مشاعره وعناقها الحميمي له، اكانت هي مغيبة عن الوعي! أم كانت تحاول فقط تهدأته!، عند تلك النقطة، عصفت زمريدته بلون داكن وهو يراها تهتف ببرود.

- يوجد شيء يسمى بالذوق هل سمعت عنه؟، عندما اتحدث مع خطيبي سالم عليك الانصراف وعدم التلصص عليّ
جز على اسنانه حتى استمعت الى صوت اصطكاك عنيف ادى الى ان تبتلع ريقها بخوف
- تقصدين البغل
زفرت بيأس وهتفت
- لن اتحدث معك
راقبها تغادر ببطء وعيناه تتابعها حتى اختفت عن مرمى بصره، نقل ببصره نحو الجميع بشرود ليستمع الي صوت ذلك المتطفل المدعو ب أمير
- هدء من روعك صديقي ستهرب الفتاة منك
صاح بحدة وهو يود لكمه والآن.

- وما دخلك يا رجل اهتم بأعمالك
غادر هو الآخر لينظر أمير الي حبيبته نور وهي تتحدث بأريحية مع إحدى العجائز ليتنهد بعشق قائلا بحرارة
- لا يوجد لدي سوى عمل واحد.

- يعني اتجوزتي تركي، يالهووي علي جمال تركيا ومزز تركيا
صاحت بها سارة بصدمة جلية على ملامحها وهي تنظر الي نور باستنكار لتلكزها ليان بقوة وهي تحدجها بنظرات نارية لتهمس بصوت خفيض متألم
- براحة يا لي لي
هزت علياء رأسها من عدم فهمها من لغتها العربية، لتنظر إلى نور التي تشرتشف العصير الفريش هامسة بتساؤل
- اذا وماذا ستفعلين؟
غمزت نور عيناها بشقاوة
- لاشيء اشاهده عن كثب فقط.

ضحكت ليان وعلياء لتقول ليان بمشاكسة
- هذه هي الروح
تجعد جبين سارة وهي تقول بسخرية ونبرة حالمة وهي تستند بقبضتها على ذقنها
- دا انا اضعف وهو بيقولي سامحيني انتي مشوفتيش مسلسلاتهم عاملة ازاي، اول ما بيعيط قلبي بيعيط فورا، قلبي كده بيدق جامد لو قال للبطلة بحبك
ضحكت نور وليان أما علياء كانت تنظر اليهم بتعجب، هتفت ليان بمزاح إلى نور التي تنظر اليها بابتسامة هادئة
- اختي اتلسعت.

رنين هاتف منعها من متابعة حديثها، لتبتسم بظفر وهي تتنهد بحالميه
- سالم بيرن، تشاو بقي يا شلة بنات فقر
ابتسمت علياء إلي معالم سارة المضحكة لتقول بتصميم وهي تنظر الي نور من جهة وليان من جهة أخرى
- حقًا سأضيف اللغة العربية لأتعلمها.

بعد يومها الحافل مع الفتيات كانت تتجه نحو غرفتها كي تأخذ قسطًا من الراحة قبل أن تتوقف السفينة في المرفأ
شهقة مفزعة تم كتمها بقوة وهي تشعر بجسده يسحبها بقوة الي مكان بعيد عن اعين الجميع
اقترب نحو اذنها وهمس بصوت مغوي وذراعه تحيط خصرها بتملك
-مرحبًا عزيزتي نور لقد مر تقريبا شهران لم نرى بعضنا
ابعد كفه عن شفتيها لتهمس بصوت مغناج باللغة التركية
- مرحبا امير بي.

اقترب بوجهه، كثيرًا وانامله تتشبث بقوة في خصرها وهي مستسلمة هادئة ساكنة، اقترب حتي لفح انفاسه في وجهها أغمضت جفنيها وهي تعلم إلى أين يريد الوصول، ارتعش جسدها وكل خلية في جسدها من زفراته الحارة همس بصوت ابح
- تخلقين حديثًا عن الحب والزواج ولا تنظرين لنا
مد يديه وهو يمرر أنامله على وجهها وهو يرسل اعظم رسالة وأبلغ من الكلام نظرات عينيه طالبة الغفران، لتقول بصوت جاف.

- امير بي دعني اذكرك لقد تطلقنا ألا تفهم ذلك انظر لقد سئمت من تلك الأفعال الصبيانية اهتم لعملك لأنك لن تجد سوى رد واحد فقط وهو لا، أفهمت
لكنتها التركية الرائعة أسعده جعل قلبه يخفق بروعة، ما زالت تتعلمها حتى بعد انفصالهم وتحدثه بها بدلاً من اللغة الإنجليزية التي يُمقتها
تذكر تذمراتها وهي تخبره أنها ستعمله اللغة العربية، هو تعلم بعض الكلمات المصرية لها فقط، غمغم بخشونة.

- وإن انتظرت لعشرات السنوات سأظل ورائك نور، انتي قدري ادخلي ذلك في عقلك
ظهر ابتسامه صفراء باردة وهي تقول
- سأذهب
همت بالابتعاد عن حصاره لتجده يضيق مساحتهما الفاصلة وهو يقول بنبرة باردة
- لم انتهي بعد
ضيق عيناه بعبوس وهو يلاحظ عيناها الشامتة وثغرها الذي يتزين بإبتسامة ماكرة، نظر الي شفتيها ليري عبوس طفيف مع ارتفاع حاجبها الأيسر، صاح بيأس.

- بربك في كل بلدة اذهب بها خلفك نقوم بحل مشكلة بين عاشقان، ايتها المصلحة العاطفية ألن تحني قليلا علي حبيبك
- لا
كلمة واحدة قالتها ببرود جعله يرخي قبضته علي خصرها ثم صاح بمكر
- قاسية يا نور
تمتمت ساخرة
- اعلم، اهتم بأعمالك
ثم تملصت بهدوء منه وهي تغادر أطلقت تنهيدة متأوهة علي حالتها الميؤوسة منها، حك مؤخره رأسه بعبوس وهو يقول بنبرة لاذعة.

- تريدني اتحدث مع ذلك المغرور القبطان، حقًا أعانني الله كي اصل سالمًا الى موطني.

حتى الآن لم تتوقف عن التوسل له كي يحادثها بهدوءه ودفئه كالمرات السابقة، همست بصوت متأثر وهي تنظر الى البحر بشرود وقد أيقنت أن تلك الليلة هي اخر يوم لرحلتها العجيبة
- سالم
غمغم بهدوء ونبرة باردة لم تعتادها
- بخير، انتي عاملة ايه حاليا
- مش كويسة
- اما زلتي تهاتفين ذلك الأحمق حتى الآن.

سمعت صوت حانق من خلفها لترتعب فورًا وقد ألقت هاتفها من صدمتها في عرض البحر، نظرت الى المياة التي ابتلعت هاتفها صدمة لتعود النظر اليه بغضب وقد تجمع الغضب والشياطين والحزن امامها.

هو السبب، لقد افزعها وجعلها تلقي بهاتفها، اللعنة عليه لقد اشترت الهاتف منذ بداية الشهر وكل أعمالها ومشروعاتها القادمة في داخله، تجمعت غشاوة رقيقة لهاتفها ثم ألقت نظرة إلى المكان الخالي من السياح لتبلع ريقها بتوتر وهي ببساطة لن يوجد احدًا لانقاذها من ذلك المختل، الى متى سيتوقف عن ملاحقتها ومحاسبتها في كل نفس وكل كلمة تخرج منها
أشارت بأصبع السبابة بتحذير.

- ليس من شأنك خالد، اهتم بعملك فقط لا تتدخل بي هل هذا واضح، سالم خطيبي وعدة اشهر سيصبح زوجي لا تتدخل في أشياء لا تخصك
حك طرف ذقنه وقال بغموض
- حقًا دعينا نرى ذلك
وقبل ان ترد عليه وجدته يحني بجذعه ويمسك ركبتيها ويرفعها بكل سهولة علي كتفه
- الحقووني.

صاحت بها باستغاثة وهي محمولة على كتف شخص مختل، ك شوال بطاطا او مجرد سجادة ك خف الريشة تحمل على الكتف، حدقتي عينيها تجول المكان ولكن لا يوجد أحد لإنقاذها، الجميع أختفي كالزيبق
صاحت بأستغاثة للمرة الثانية بقوة أكبر علّ أحدا يسمعها وينقذها من براثن ذلك المختل الإنجليزي
صاح بسخرية وهو يخطو ببطء مثير يتعمد إستفزازها وينقل رسالة خفية وإن كان يسير ببطء لن ينقذها أحد.

- ايتها الغبية نحن لسنا في مصر لكي تتحدثى العربية
استشاطت غضباً نحو ذلك المتعجرف المغرور
- اخرس خاالص يا حيوان
لم تنتبه أنها تتحدث بلغة الأم معه، تزجره و تسبه وتشتمه بأكثر الشتائم البذيئة التي تعلمها
تتلوى بجسدها بقوة كالثعبان ولكن احكم تكبيلها بذراعه علي خصرها، تضربه على ظهره بشراسة ثم تفتح بلوعتها وهي تشتمه بالعربية، لا يحتاج لمترجم كي يترجم له ماذا تقول!

يكفي فقط حرقتها وشراستها وجسدها الذي يرفض الانصياع ليعلم أنها تسبه وتلعنه
- اصمتي
قاطعته بصراااخ
- لا مش هكست انت
نفذ صبره نحو ذلك الحد، وقبل ان تنهي جملتها ضربها علي مؤخرتها بكف يده الحرة
جحظت عيناها للحظات وتيبس جسدها، هل تلقت صفعة على مؤخرتها، عدلت لسانها من لغتها إلي لغه الآخر المختل
- هل جننت يا رجل اتصفعني
صاحت بهدر وهي تضربه علي ظهره ك جلد التمساح لا يتألم وكأنها بعوضة قرصته.

أومأ مجيبًا وهو يحمد ربه انه وصل الى غرفته دون حدوث أي كوارث
- نعم وسأقوم بفعل أي شيء لأصمات شفتيك
أطلقت زمجرة حانقة
- سافل حقير منعدم التربية
سيؤدب تلك سليطة اللسان، يقسم انه سيفعلها، ولن يتركها سوى أن تقع صريعة في هواه، اغلق الباب خلفه وهو يوصده منعًا لهروب تلك المهرة الجامحة.

ألقاها علي الفراش بقوة جعلها تنصدم من فعلته تألمت بقوة تشعر بعظامها التي تكسرت بفضله، تنهد براحة وهو يعيد خصلات شعره البندقية الكثيفة للخلف
- وها قد أصبحنا وحدنا
زمرد عيناه ترسل رسائل خطيرة، ماذا تريد أكثر!، جالسة على فراشه والغرفة موصودة و يشرف عليها بقامته المهيبة تبقي فقط خطوة واحدة
قالت بتوجس وعيناها تراقب الغرفة التي لا توجد بها أي بصيص من الأمل للفرار.

- خالد لا تتهور انني مرتبطة يا رجل، وتلك الأشياء لا تصح ابداً
تتعمد دائما قولها وكأنها تردد ما تقوله كالببغاء، يعلم ان شخص أعلن ملكيته عليها وهو غير موجود، غشت في اللعبة إذاً إنها غير عادلة
انتهى دورها وحان وقته هو، سيعتمد كل الطرق الخبيثة والخادعة كما فعلت ليحصل على ما يريد
- اتقصدين ذلك البغل
- بغل! اتقصد سالم، كلا لن اسمح لك ان تنعته بالبغل
صاح مزمجراً بقوة
- ساره توقفي.

صيحته اخرستها، اقشعر جسدها من حدته، جعلها تبتلع لسانها لبرهة من الزمن، عيناه حادتان مظلمتان، مخيفتان، توتر في انتظام تنفسه أقلقها، بلعت ريقها بصعوبة وهي تراقب اضطراب تنفسه
تنهدت بقلة حيلة وهي تهب من فراشه
- ماذا تريد سيادة القبطان؟
- ألا ترين يا غبية انه لا يناسبك
نعتها بالغبية!، سحقت شفتها السفلي وعضت علي أسنانها وهي تحاول ألا تسبه، من هو ليخبرها من إختارته يناسبها أم لا
- بلي يناسبني.

إجابتها كانت ك الشعلة، ك زر الأطلاق، ك النور الأخضر ليتلبسه الشياطين جميعًا في جسده
امسك ذراعيها بقوة وصاح هادراً
- كلا انتِ تناسبيني انا، انظري أنتِ مناسبة جدا لي، مناسبة جدا بين ذراعي
انقشعت تلك الغمامة الرمادية لتتحول تدريجيًا إلى غمامة وردية، وألحان هادئة رومانسية وهو يخبرها انها مناسبة بين ذراعيه، كلام يحمل في طياته معاني وقحة
تملصت بهدوء بين ذراعيه وقالت.

- خالد توقف انت تتمادى كثيراً هل أنت مخمور
أغمض جفنيه بيأس ورد بسخرية
- لم اقبلك لكي تقولي انني تماديت
وهل هو يتصور أنها ستدعه يقبلها حتي، في أحلامه، لكن لماذا يقترب منها عادت للخلف بخطوات شبه متعثرة وهو يتقدم نحوها بكل ثقة
- ارجوك ابتعد ما تفعله لا يصح ابداً
- وزواجك من البغل لا يصح ابداً
همست بحنق وهي تجز على أسنانها بغيظ
- يا رب صبرني
عدلت لسانها إلي لغته وهي تكتف ذراعيها
- ماذا تريد مني لكي تبتعد.

- هل ستفعليها؟
ورغم الحيرة، ورغم القلق من نبرته الخبيثة ردت بثقة
- نعم
وضع كفيه في جيب بنطاله وراقب المسافة الفاصلة بينهما قائلا ببرود
- اريد قُبلة جريئة منك لاذعة كالليمون ومُسكرة كالخمر
شهقت بفزع، وجحظت عيناها بقوة، جريء!، كلا إنه وقح وسافل ومنحط
زمجرت بحنق وهي تدب بقدمها علي الأرض بقوة
- تبقي بتحلم
راقبها بتسلية وهو يرفع حاجبه قائلاً بتساؤل
- هل افعلها انا ام تفعلينها انتِ.

ولا تعلم كيف تعثر لسانها ليوقعها في تلك الذلة
- وماذا بعد القبلة؟
رد ببساطة
- سنمارس الحب
كتمت شهقتها وهي تضع كفها على ثغرها، وساقيها تحثها على الفرار، أزاحت كفها وبللت شفتيها وقالت بتهور أكبر
- وماذا بعد؟
إبتسم وهو يراها تعود للخلف وما أن وصلت للحائط لم يتردد ولو للحظة ليشرف عليها بقامته، دنا نحو أذنها قائلاً
- سأجعلك تُنجبين مني طفلاً.

انفرجت شفتيها و تثاقلت أنفاسها من تصريحاته تود صفعه تود ان تُزهق روحه تود تود!، ابتلعت غصة مؤلمة في حلقها وهمست
- وماذا بعد؟
- ستصبحين اسيرتي
ومن حالة الضعف والهذيان جاء بصيص من القوة والإفاقة، يطلب كل تلك الأشياء ولا يوجد بينهما رابط رسمي، وايضاً عدة أشهر وستصبح زوجة و يأتي ذلك الوقح الإنجليزي يطالبها بأشياء تقسم أنها تتمنى الموت ولا تتجرأ بفعل اي خطوة من تلك الأشياء المقززة.
هزت كتفيها ببرود وقالت.

- إذا انا لست موافقة
ومع علمه بالإجابة رد بثقة لا تعلم من أين جاء بها
- حسنا سواء وافقتي أم لا في كلتا الحالتين يوجد قبلة اريدها
- خالد
تمط اسمه وهي تحذره بقوة من اقترابه الغير برىء، سيقبلها ذلك العديم الأخلاق سيقبلها ويذهب كلامها وتحذيراتها في أدراج الرياح.

وهل كانت تتوقع بعد ان تنطق اسمه سيتركها! تحلم، يكفي فقط انها الوحيدة التي تنطق اسمه بطريقة صحيحة وتُشدد علي كل حرف من اسمه من ثغرها، زمجر بخشونة وهو يسحب وجهها نحو وجهه وقد سبق السيف العزل
- لا تنطقي اسمي ابداً وانا على وشك تقبيلك
همست بضعف
- ا ا رجو،
قطع عبارتها وهو...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة