قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والثلاثون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والثلاثون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والثلاثون

عندما تضيق بك الدنيا، وجميع من حولك يتخلون عنك، يسخر الله لك اناسًا يحومون حولك و يعطونك محبة، تتبدل حالة الحزن للسعادة ومن الوحدة للانس والألفة.
من يقولون اننا نظل نشقي دائمًا ولا نجد طعم السعادة، مخطئون
السعادة ليست بحفنة أموال، السعادة تأتي من تحقيق هدف، الصحة، أقارب يتمنون لك السعادة.

التهمت الدرج بعد يوم طويل ومرهق بصحبة سلمي، ما أن رآها حارس العقار حاملة حقائب كثيرة سارع بمساعدتها، قابلت الحارس وشكرته في خفوت لتتابع صعودها لأعلى وابتسامة سعيدة على ثغرها، لقد هاتفها عمار في صباح اليوم واخبرها عن حضوره إلى حفل زفافها، ودت الآن الاتصال ب تنينها الخاص وتخبره ان شكوكه ليست في محلها، عمار مجرد اخ يهتم لأمرها كثيرًا، اخ قد جلبه الله لحياتها التعيسة سابقًا،.

تفاجأت قبل صعودها الدرج الخاص بطابقها صوت بعث الرجفة لقلبها
- مش هسيبك
وقبل ان تبدي اي حركه او ان يستجيب جسدها بردة فعل تفاجأت بيد غليظة تسحبها نحو، الهاوية
سقطت حقائبها ارضًا واصطدم جسدها بنظرات حارقة، مغيبة عن الواقع، ما ان رأت وجهه حتى هتفت بشراسة
- انت اتجننت ابعد عني.

وهو مغيب عن الواقع، ينظر لمن ليست بملكه ويصور عقله المريض انها له، إن ما سيفعله هو الشيء الوحيد لاستعادتها له وإن كان كرهًا، لم يعبأ بتهديدات زوجها او ضربه المربح الذي جعله قعيد الفراش، بل زاده شراسة وعزيمة اكبر، تمتم بنبرة خطيرة
- مش هسيبك يا هند، مش هسيبك.

سحبها بقوة إلى باب منزله وهي تتلوى بين ذراعيه كالفريسة التي تحتمي من براثن صائدها لاخر قطرة، زحفت الدموع من محجريهما مما ادي الي تشويش بصرها لكن لم يمنعها أن تهتف بشراسة
- يا مجنون، الحقوووووني.

انقطع حبل نجاتها ما ان سمعت صوت اغلاق الباب، نظرت الى حقيبتها التي سقطت ارضًا بين شراستها واللوذ بالفرار منه لتنظر إليها بمناجاة، ستصل للشيء الوحيد الذي يستطيع مناجاتها، الجيران لن يستطيعون انقاذها لقد علمت ذلك ما أن تسمع بكوارث تحدث خارج العقار ولا تجد أي شخص يقدم يد العون
كبل جسدها بقوة بين ذراعيه القاسيتين وهمس بلهجة مشمئزة
- سبتيني علشانه، علشان فلوسه مش كده!

جحظت عيناها ونظرت اليه بعدم تصديق، تيبس جسدها لثواني وكان ذلك كفيل بجعل عدوها أن يغتنم بتلك الفرصة، هتفت بتأتأة
- انت،
همس بإصرار شديد جعلها تنظر اليه بتشوش
- لو عمل ايه مش هسيبه، مش هسيبه يتهنى بيكي ابدًا.

جارها مريض، تأكدت من ذلك وهي ترى عيناه الزائغتين ورغم ضعف بنيته عن زوجها الا ان ذراعيه كالكماشة التي تنغرز في جلدها، تعلم أن تلك المحاولات المستميتة بالفرار لن تجدي نفعًا، تخاطب صوت عقلها الذي لا يعمل، من صدمتها شل عقلها وجسدها عن القيام بخطوة واحدة، نظرت اليه بحقد دفين وهتفت باشمئزاز
- انت مريض
تابع موافقًا وانامله تنغرس في جلدها الطري
- مريض بيكي يا هند
- مش ممكن، مش ممكن.

تمتمت بها بهذي وهي تدفعه بقوة ادى الى اختلال بعض توازنه ووجدت تلك الفرصة للهرب وحينما توصلت الي مقبض الباب صرخت بفزع حينما شعرت بقسوة انامله علي خصلات شعرها، صاح بنبرة قاسية
- رفضتيني ليه وانتي عارفة نظراتي ليكي، سيبيه وتعالي معايا
رقت نظراته العدائية و تحولت نبرته ل توسل وهي ترمقه باحتقار شديد
- انت اتجننت انا متجوزة ازاي بتطلب طلب حقير زي ده
عادت نظراته للاشتعال وتلغف وجهه بالجمود ليهتف قائلاً.

- علشان كده قررت اني اخد اللي نفسه فيه، هاخده قبله.

لم تجد سوى أن تضرب بساقها في نقطة ضعف الرجل بين ساقيه بغل شديد، استمعت إلى صرخته المدوية وتابعت بغرس كعب حذائها على قدمه لتسمعه يولول كالنساء، وهو يعود خافضًا بجذعه للأسفل متأوهًا بشدة، اسرعت بجلب حقيبتها وحينما همت بالخروج اقتحم رجل ضخم الي المنزل نظرت اليه بقلق شديد ليرمقها بهدوء ودفء وهو يفسح مجالا الخروج، لم تفكر كثيرًا وهي تفر هاربة من المنزل لتقابل احتشاد بعض الجيران حول المنزل، لم تعبأ بنظرات احد ولا نظرات الحارس المنكسرة او هنادي تلك التي تنظر اليها بنظرات مشفقة اخرجت هاتفها وهي تتصل بالشخص الوحيد الذي سيساعدها للتخطي من صدمتها، ما ان استمعت الى رده الدافئ حتي صرخت بلوع.

- راشد انا بموت.

كانت تستمع إليه بإنصات شديد، حياته القديمة والنساء الكثيرة اللاتي آذاهن دون ان يشعر، قامت من مجلسها وهي تنظر اليها بإشفاق شديد غمغمت بصوت هاديء
- مفكرتش ليه تبدأ من جديد، مفكرتش ليه ان اللي سبتها عايزاك
انكسرت نظراته وتذكر الضحية الاخيرة التي اذاها بشدة وقسوة بكلماته التي كانت كالنصل الذي يخترق قلبها، هتف بسخرية على حالته الميؤسه.

- مقدرتش، مش مكتوب عليا للاسف ان اعيش حياة طبيعية زى اى شخص، اي حد بيدخل حياتي بيخرج منها مجروح وانا تعبت اووي
شبكت اصابعها وهي لاول مرة تقابل شخصًا بحياته الحافلة بالنساء الجميلات، بل شخصًا وسيمًا مثله يعاني بمرض، هتفت بتشجيع
- لسه الدنيا فتحالك دراعتها تقدر ان،
قاطعها بجمود وهو يستقيم من رقدته
- للاسف انا كده اكتفيت يا مريم.

اجفلت من نبرته الجافة، الخاوية، لن تجعله يستسلم بتلك السهولة، هي لم تفشل في علاج من يطلب منها مساعدتها وإن أبي هو لتهتف
- لكن
اشار بأصبع السبابة امام وجهها لتبتلع باقي حروفها في جوفها، وقف بجمود وثبات قائلاً
- اكتشفت اللي حبيتها بجد مش موجودة في حياتنا، وكل واحدة تدخل وتخرج من حياتي مش بقدر احتويها، ورد موجودة جوايا.

نكست رأسها ارضًا ولا تعلم اين ردودها المحفزة للرد عليه، بل لم تجد اي رد على كلامه، كلامه الصريح الجمها كأن شخصًا يطلب الموت وما زال حيًا، خفت صوتها وهمست
- تمام تمام
نظر نحوها بتردد وقال بحرج
- بجد انا بعتذر علي الموقف اللي حصل من فترة.

رفعت وجهها لتقابل عيناه وهي تتذكر مقابلته بزوجته ام خطيبته السابقة!علي كلا لا يهم، لم تعترض حينما قدمها امامه كونها زوجته وهي مجرد طبيبه ام صديقه لتنتشله من دركه المظلم!
هزت كتفيها بلا مبالاة وقالت
- لا ولا يهمك، هتسافر تاني؟
هز رأسه نافيًا وقال
- كفاية لحد كده هروب.

ثم استأذن مغادرًا لتتابعه بعينيها حتى اختفى أثره وهي تنظر اليه بنظرات مشتعلة بالعزيمة، لن تتركه ابدًا حتي تجعل حطام ذلك الرجل الي حصون متينه مرة اخري لن تتركه ابدًا، هي لم تترك أي شخصًا دون ان تعالجه، وان طالت الايام لن تفقد اصرارها ولو مقدار بسيط، هتفت بنظرات مشتعلة بالتصميم
- ماشي يا يوسف يا انا يا انت والايام بينا تشهد.

- كل شيء سيصبح بخير
هتفت بها الجدة وهي تربت على كف حفيدتها، توترت خلجات علياء و غمغمت بنبرة حزينة
- لكن جدتي لما اخبرتيه عنه، ربما سيزداد تشبثًا و يرف...
قاطعتها الجده بنبرة واثقة
- لن يفعل، انا واثقة من ذلك
نكست علياء رأسها ارضًا ولا تعلم مقدار تلك الثقة الكبيرة التي تختزنها جدتها، دمعت عيناها وهتفت بصوت متحشرج
- بماذا تفكرين جدتي؟ انتِ مريضة وتفكرين بزواجي في اقرب وقت.

لم تجد الجدة سوى التمثيل وادعاء المرض ليلة أمس، رغم أن الطبيب لم يكذب عليهم ابدًا وأخبارهم بمرضها الذي صاحب سنها، لكن ليلة واحدة فقط للتمثيل ليست سيئة وإن كان لغرض ضروري، رغم اخفائها لمرضها للجميع لكن لا وقت للادعاء سترحل هي بمرضها او بدونه وهي تريد الاطمئنان على أحفادها، ابتسمت بنعومة واجابت
-اريد الاطمئنان آليا، اريد ان اراك بالفستان الأبيض قبل ان اموت
- بعد الشر يا قمر.

هتفت بها سارة وهي تقتحم غرفتها، لمعت عينا الجدة بسعادة وهي ترى التغيرات التي طرأت جليًا علي معالم وجهها لتهتف إلى علياء
- انظري عروستنا قد جاءت
جذبت مقعدًا وجلست عليه وقالت بحسن نية غير مدركة لكلماتها المبطنة
- لقد تزوجت منذ عدة ايام جدتي
تألقت زرقاوتها وقالت بمكر
- ألا يجعل ذلك كونك في شهر عسل؟ هل هذا صحيح ام لا؟
شهقت سارة وتخضب وجنتيها بالحمرة مما جعل علياء تضحك بملء شدقها قائلة بعتاب.

- جدتي ما الذي تقولينه؟
لم تهتم الجدة كليًا بل استطردت بتساؤل
- عزيزي القبطان لم يخيب رجائي أمس، صحيح سارة؟
اخفضت سارة وجهها بين كفيها وهمست بخجل
- جدتي!
ضحكت الجدة في خفوت وهي تراقب ذلك الاحمرار الذي غزي اطراف جسدها لتنظر الي علياء وقالت
- ربااه انظري لقد احمرت وجنتيها لا اعلم لما تظنون ذلك المنزل مجمع للعشاق، الا يوجد منزل تفعلوا به ما أردتم!
- تطلب التعجل بجلب حفيد ثم تزجرنا بعد فعلتها.

ذلك الصوت خرج من بين شفتي ليان المرح وهي تنضم إلى التجمع النسائي، ارتفعت أعين سارة المستنكرة وهي تنظر الي شقيقتها الخجولة استحالت إلى أخرى جريئة مثلهم ل تهتف بلوم
- ليان!
لعبت ليان بأطراف حواجبها لتنظر الي الجدة وملامحها المستشرقة عن ليلة أمس اقتربت تقبل وجنتيها بمحبة شديدة
- كيف حالك جدتي؟
اتسعت ابتسامة الجدة دفئًا وغامت زرقاوتها بعاطفة شديدة لتهتف بنعومة.

- بأفضل حال ( ازدادت نظراتها شراسة وضيقًا) كفاكم النظر إلى ك مريضة، لولا انني لا استطيع السير بسهولة مثل السابق لكنت دققت بعصاي علي رؤوسكم
استاذنت علياء بالمغادرة ثم اغلقت الباب خلفها لتنظر الجدة نحوهما وقالت بعطف
- اجتمعن يا جميلاتي
اقتربتا من فراشها لتنظر اليهما بدفء كبير يشع من مقلتيها وهمست.

- اكاد اجزم الان ان رجالكم أظهرن حرارة دمائهم مما يجعل بطريقة او اخرى ان دماء الشرقية الحارة ما زالت تسري في عروقهم رغم معيشتهم في الخارج
اختتمتها بنظرة خاصة نحو سارة التي امتقع وجهها وهتفت بنبرة خجلة
- جدتي
ابتسمت بنعومة لتنقل بعيناها نحو ليان، احتضنت كفها علي وجنتها اليسري لتجفل ليان من توسلات الجدة من نظراتها، ازدردت ريقها بتوتر وخشت من القادم، عيناها تحمل الوداع الأخير، سمعت همسها الناعم.

- ليان عزيزتي لقد اعربتي سابقًا عن حبك لحفيدي وهو كان يكابر لكن تلمست فيه تغيرًا، استطعتي ان تفعلي به ما عجز الجميع عن فعله، وصيتي الاولي والاخيرة كوني في اعز لحظات ضعفه أم يتلمس بها دفء يغمر كيانه كليًا، وزوجة تستطيع تعبأ منزله البارد راحة وسكينة مما يجعله راغبًا المكوث اطول فترة ممكنة في شقه الأخر، كوني باردة ان استلزم الامر الي مشاجرة طفيفة بينكما لكن لا يصل ذلك ان احتاجك تبتعدين عنه، اياك ومهاجرته لقد تشبث بك باظافره واسنانه.

فرت دموعها الحارة الي وجنتيها وهي تهز رأسها ايجابًا، لن تبتعد عنه بل هو لن يقدر علي ان تبتعد من محيطه، لقد رأت ذلك في عينيه والتغير الذي حدث بعد هجره، ان قررت في وقت لاحق بمجرد التفكير لفعلها هو ببساطة لن يسمح، لن يسمح ابدًا بل سيتوغل لعقلها ويمحي تفكيرها...
اشارت الجدة الي قلبها وتابعت بحنان
- انت تملكين قلبه وروحه والروح لا تستطيع الابتعاد عن جسدها، صحيح!
تحشرج صوتها وتمتمت بنبرة اجشه
- صحيح.

انتقلت بعيناها نحو عيناي سارة الشقيتين، واخيرًا حفيدها الاخر استطاع ان يريح قلبها قبل مغادرتها لتلك الحياة، اقتربت تتلمس وجنتها بنعومة وغمغمت.

- وانتِ جميلتي لا استطيع ان اجزم ان خالد يختلف عن زياد حفيدي كثيرًا الا انه حينما يغضب اخمدي ذلك الغضب فورًا وحينما ترين جميلات تحمن حوله اظهري غيرتك وليس غبائك الرجال يحبون النساء العاقلات، جينات تلك العائلة المتحكمة تحوم حول اشخاص يهتمون بهم ربما تجدونه لعنة، لكن مع مرور الايام ستعلمن ان تلك اللعنة ما هي الا مجرد خيوط متشابكة لن تستطيعين التخلص منها، حبهم كالطوفان وغضبهم كالبركان وانتما ستتأرجحن بين تلك الكفتين لكن انتما تملكن ما لم تمتلكه نساء قبلكن.

صمتت للحظات وهي تنظر الي عيناهم المشبعة بالعاطفة الشديدة، لتبتسم متابعة
- القلب، الشيء الوحيد النقي الذي لم يستطعن نساء غيركن علي مساسه، لذا حافظوا عليهما وعلي قلوبهما، لان اصعب مرارة ممكن ان يذقه الانسان هو كسر القلب، اتعدنني فتياتي؟
اهتزت جفن سارة واسرعت تهتف بلهفة
- سأفعل.

توجهت عين الجدة نحو الاخري لتجدها تومأ رأسها وتبكي بصمت، تنهدت الحدة براحة شديدة واستقرار نفسي عجيب تملك كل ذرة في كيانها، غيرت دفة الحديث وهتفت بشقاوة
- متي يحين ظهور تلك الشقية؟
ابتسمت ليان بين دموعها وربتت علي بطنها المنتفخة وغمغمت
- تبقي ثلاثة اشهر جدتي
جحظت اعين الجدة وهتفت بتبرم
- هذا كثير والله كثيرسأحرص خالد علي ان يجلب حفيد لي في اقرب فرصة ممكنه والا سانتظر لأعوام كثيرة.

انفجرت ليان ضاحكة بينما نكست سارة راسها وهتفت بقلة حيلة
- جدتي بالله عليك سأموت خجلاً.

يموج ويعصف كالاعصار لا يترك شيئًا الا وجعله كالرميم، ما حدث وابلغه حارسه الذي كلفه بالعناية بها جعله يغلي كالمرجل بل كالجمر المتقد، رغم انه سيحاسبه علي تأخره واقصاره في عمله لكن يكفي انها بخير، اقترب بخطوات راكضة نحو الجالسة في اقرب مقعد وبجوارها عسكري وساعي يتحدث بخفوت معها ليتركها علي مضض، راقب معالم وجهها الخاوية المنسحبة منها الدماء وعيناها المغروقتين بالدموع وخصلات شعرها المشعثة وملابسها التي تجعدت وجسدها المرتجف، اقترب منها وهو يهمس بلهفة.

-هند
رفعت عيناها فورًا للنداء البعيد، قامت من مجلسها واسرعت تتشبث به دافنة وجهها في عنقه، لتمتم بخواء
- انا خايفة
جذبها اليه وهو الان يتنفس، يتنفس بعمق، اقسم بأغلظ الايمان الا يترك ذلك الحقير من بين يده، سيعاقبه بقسوة علي كل دقيقة وثانية مرت وهي منتفضة بين ذراعيه، ربت علي خصلات شعرها وهتف بحنو
- تعالي يا حبيبتي هنروح البيت
رفعت عيناها وغمغمت بصوت مرتجف
- تيته
احتضن وجنتيها بين كفيه وتمتم بنبرة ناعمة.

- في بيتي متقلقيش كل حاجه هتبقي كويسة
اُجبرت علي رسم ابتسامه مرتجفة علي ثغرها، تتذكر ما حدث خلال الدقائق السابقة، علمت هوية الرجل الضخم بل وحينما ذهبت الي المخفر وجدت محامي خاص ب راشد تكفل بجميع الاجراءات وجيرانها لاول مرة ادلوا بما حدث، اطبقت شفتيها تمنع تلك الرعشة من جسدها لتهتف بتحشرج
- انا مكنتش،
قاطعها بهدوء وهو يسحبها الي الخارج متوجهًا الي سيارته.

- اهدي متفكريش باللي حصل، الحقير ده هياخد جزاؤه وصدقيني هخليه يكره اليوم اللي تجرأ يلمس شعره منك
استوقفته هامسه
- المشكلة في لبسي مش كده! هي ديه المشكلة الكل شايف اني لما البس قصير او كعب اني مجرد عاه...
ضغط علي ذراعيها وتمتم بلهجة حادة
- اسكتي.

رفعت عيناها نحوه، اجفلت من عيناه الغائمتين وفكه المشدود، تصلب جسده وتلك الذبذبات التي تنبعث من جسده كفيله بأن تبتر كلمتها، رقت نظراته وهو يلمس وجنتيها بنعومه وهمس بحرارة
- انتي احلي واجمل ست شوفتها في حياتي، الوحيدة اللي خلتيني ما اهتمش بشكلك او لبسك اجبرتيني بطريقة والتانية انك اعمق بكتير واطهر بكتير من الصورة اللي بيحاول كتير انهم يلزقوها فيكي.

رقت عيناه اكثر وهو يضمها اليه، ينتسبها امام الجميع انها له، ملكه، همس في اذنها
- عمري ما هنسي في كل كلام بينا وكل خروجة بقضيها مع ابني انك السبب لقربنا، كنت فاكر اني ضيعته بس معاكي اكتسبته من جديد
قادها الي سيارته وهي تسير بجواره بخنوع شديد لقد اصدمها بنبراته وعيناه التي تنضح بالعشق الخالص نحوها، صعدت في السيارة والتفت هو الي المقود وانطلق بسيارته الي جهته،
صمت اطبق انفاسها لتهتف بعاطفة.

- انا حبيت عيلتك اوي قبل ما اقابلك، عمي مرتضي اول ما شوفته واشتغلت معاه لفترة مثل ليا امان وحيز كبير جدا في عيلتي ( تخشرج صوتها للسخرية والمرارة قائلة ) بابا اللي مشفتهوش غير يوم فرحي بس وماما اللي هي يا عالم اتجوزت الرابع ولا مهتمية بعيلة جوزها وانا، انا يا راشد صفر، صفر يا راشد
شعرت بكفه التي تتمسك بكفها وهمس مطمئنًا
- انا معاكي.

غمغت بهستريا، لقد كانت وحيدة بين الجميع، لا يوجد في عائلتها السند من تتلمس منه الحماية سوي الذي اصبح زوجها، راشد او التنين المجنح اقتبست منه عاطفه فياضة اغرقتها كليًا،
- حبيت عيلتك اووي اعتبرتهم عيلتي اللي نفسي اكبر فيها
شعرت بشيء دافيء في باطن كفها لتجده يطبع عدة قبلات ناعمة ليقول
- انا هنا يا حبيبتي، هفضل جنبك وعمري ما هتخلي عنك ابدًا
ابتسمت وهتفت بمشاكسة
- ابدا!
هز راسه وتابع نبرة مرحة.

- ابدًا، حماكي قلقان عليكي من اول ما سمع الخبر
اخفضت رأسها ارضًا وتركت كفها يحتضن كفه بحرية لتهتف بحرج
- بس انا مش عايزة اعمل ازعاج ليكم
ضغط بخفة علي كفها وهتف بنبرة جادة
- ابدًا هتفضلي عايشة في بيتي لحد لما ربنا يسهل ونشوف موضوع الجواز ده اخرته ايه
ارتسمت ابتسامه علي شفتيها وهي تستمع الي سخطه وحنقه لتنظر بشرود الي الطريق وتفكر ان لم يصبح راشد في حياتها وحدثت تلك الفاجعة هل ستصبح ناجية!

طوال الدقائق السابقة ينقل بصره نحو الباب ثم الي جده الجالس بتوتر علي الاريكة ليهتف يامن بتبرم
- وصلوا يا جدو؟
حدجه مرتضي حفيده وهتف بنفاذ صبر
- لسه وبطل كل شوية توترني اكتر ما انا متوتر يا ولد
ارتمي جسد يامن علي الاريكة وصاح بحنق
- يعني الاخت سلمي طلعت فوق ونامت ولا كأن وراها مدرسة الصبح ورغم كل ده والتجهيزات بتاعت الفرح مش عارف انام حتي من كتر ما انا متحمس للفرح
سمع يامن صوت مرح يهتف
- مساء الخير.

استقام مرتضي من مجلسه وهتف بنبرة جادة
- ايه اللي جابك هنا يا ولد
وقف كريم بثبات امام وجه ابيه وقال بمشاكسة
- ايه يا بابا هو محرم عليا اجي بيتي ولا ايه!
تغضن وجه مرتضي وصاح قائلاً
- بيت مين يا ولد مش كل يوم اقول نفس الاسطوانة
هز كريم رأسه بيأس، يعلم والده ما زال عابسًا من زوجته رغم انه رأي ان عيناه تلمعان بسعادة، دائمًا يخفي سعادته ويعطي الوجه الخشب امامه ليهتف
- هي فين؟
اندفع يامن وقال
- تقصد المزة!

اندفع مرتضي ينظر الي حفيده بشرز
- ولد
عبس وجه يامن وهتف ببراءة
- ايه يا جدو، من حقي اعبر عن اعجابي لو الست حلوة
رمق مرتضي كريم الواقف امامه وابتسامه بلهاء علي وجهه ليقول بأزدراء
- عجبك يا عمو كريم
غمز كريم ابن اخيه وهتف بفخر
- تربيتي
انفلتت ضحكات صاخبة من فم يامن وهو يضع يده علي صدره قائلاً بإمتنان
- حبيبي تسلم
جال كريم بعيناه نحو انحاء الردهة وغرفة الاستقبال بحثًا عنها ليهتف
- هي فينها؟
رد يامن ببساطة.

- نامت قالت ان المشواير اللي عملتها مع هند اهلكتها، ( اقترب من عمه وهمس بنبرة ذات مغزي ) البنت مش متعودة وتغذيتها ضعيفة لازم تهتم اكتر من كده
اخفض كريم بجذعه الي مستوي ابن اخيه وقال بمكر
- من عنيا
وكل ذلك حدث امام عينا الجد، طرق بقوة علي عصاه الخشبية وصاح حانقًا
- ايه يا ولد انت وهو
هم كريم بالرد ليقاطعهم دخول راشد بصحبه هند قائلاً
- مساء الخير
هز مرتضي رأسه وقال
- تعالي يا راشد.

شعرت انها المرأة الوحيدة بين اربعة شباب، لطاما اقتنعت ان يامن مجرد شاب بجسد طفل لتهتف بحرج
- مساء الخير يا عمي، انا بجد اسفه لو هزعج ح،
قاطعها يامن وهو يجذبها من ذراعي والده
- تزعجي مين ده انا ما صدقت البيت ده هشوف فيه ستات حلوة، ده انا كنت هخلل من الرجالة اللي في البيت ده، تعالي يا هند اوضتك قريبه من اوضتي مش قريبه من اوضة بابا.

تلاعب يامن بحاجبيه ليرمقه راشد شرزًا تحت نظرات كريم العابثة، هتف مرتضي بجمود
- ومين قال ان راشد هيبات هنا
جحظ عينا راشد وهتف بدهشة
- نعم!
غمغم مرتضي بلا مبالاة
- زي اخوك لِم لبسك ومشوفش وش حد لحد يوم الفرح
انفجرت ضحكات يامن وكريم وهند تراقب كل ما يحدث بحرج شديد
صفق يامن بسعادة تشع من عيناه الرمادية
- ايوا كده يا جدوو يا جامد
التفت مرتضي إلى حفيده وصاح بلهجة خطيرة.

- صدقني كلمة تانيه وهتاخد لبسك انت كمان وتحصل ابوك
انكمش يامن وقال باستسلام
- لا وعلى ايه الطيب احسن
ابتسم مرتضي مفتخرًا بما فعله ليلتف الي هند المنكمشة حولها بحرج وقال بابتسامة ودودة
- اتفضلي يا حبيبتي البيت بيتك يا هند انت مش ضيفه انتي بقيتي مننا
سحب يامن ذراعها وقال بتعجل
- هطلعها اوضتها.

التفتا ثلاثة أزواج من العيون نحوهما حتى اختفا عن مرمى بصرهم، أخفض كريم رأسه وشعث خصلات شعره بحرج وهو يرمق أخيه الذي أوشك على أن يصبح بركانًا ثائرًا في أي لحظة ليهتف مرتضي بنزق
- مستنين حضراتكم ايه؟، يالا كل واحد يروح لحاله
غادر مرتضي متوجهًا إلى غرفة المكتب ليهتف كريم بنظرات متسلية الي اخيه
- انا بحقد الواد يامن اووي
نظر راشد الي الدرج بشرود
- ومين سمعك.

يخطو بخطواته الى المنزل متوجهًا إلى غرفة علياء، لقد اتخذ قراره بعد ضغط الجميع منه، نظر الي زين الذي هبط الدرج خافضًا رأسه إلى الأسفل وأذنيه محتقنين ليستوقفه خالد قائلاً
- ماذا؟
كان الاخر متعجبًا، بل مندهشًا بما حدث وما اخبرته الخادمة منذ دقائق حين وصوله، ليغمغم ببساطة
- جلسة نسائية
عبس خالد وجهه وقال
- لم افهم
أشار بعينه إلى الطابق العلوي وغمغم.

- ألا تستمع للصوت الصادر من الغرفة؟، وكأنهن يحيين حفلًا صاخبًا في الداخل طرقت مرارًا لكن لم يسمعني احد
جحظ عينا خالد باتساع شديد وقال
- تمزح صحيح! وجدتي؟
رد ببساطة وهو يدس كفيه في جيب بنطاله
- الجميع في الداخل.

ارهف خالد أذنيه و استمع الى الموسيقى الصادرة من الطابق العلوي بعبوس شديد، ثوانٍ من الصمت اتخذها حتى اندفع خالد متلهمًا الدرج إلى غرفة جدته، ألحان شرقية في منزل جدته لا يوجد سواها هي، هي وهل يوجد غيرها، دفع الباب بتهور مقتحمًا الغرفة وصاح بقوة
- سارة.

توقفت سارة وعلياء عن الرقص لتغلق ليان الموسيقى المنبعثة من الجهاز، التهم عيناه وهو ينظر الى جدته وبجوراها ليان اللتان يبدوان عليهما المشاهدين لذلك العرض المغري له، توترت معالم سارة و غمغمت
- خالد
التهم الخطوات الفاصلة بينهما وسحب ذراع زوجته نحوه وهو يغرز اظافره في خصرها، كانت تتمايل وترقص كما رآها سابقًا وشقيقته ترقص بجوارها، هتف بنبرة اجشة
- اعتذر سيداتي لكنني اريد زوجتي في الوقت الراهن.

ثم نظر إلى جدته واستطرد قائلاً
- ماذا تفعلن؟
ردت الجدة ببرود ذكره بأبن عمه
- نحتفل
نظر اليها بعتاب شديد
- جدتي
صاحت الجدة بحنق
- وكأنني علي فراش الموت!، ما بك؟ ما بال الجميع، لقد كانت وعكة وانتهت
انشغل خالد بحديثه مع الجدة لتنسل من بين براثنه وتلتقط المئزر الخاص بها وترتديه بتعجل، تعلم انه لن يمررها علي خير بنظراته المشتعلة لتسمتع الي خالد الذي هتف
- حسنًا بما انكم جميعًا هنا اردت إصدار قرار
غمغمت علياء.

- قرار؟!
أومأ موافقًا وهتف بحنق
- نعم بخصوصك وذلك البغل
شعر بجسدها يحتضن جسده وهمسها الخافت يهتف معاتبًا في أذنه
- لودي
غمغم بخفوت وهو يكبح تلك الرغبة القاتلة ب تقبيلها وكسر عظامها
- ليس هنا سارة، ليس هنا
نظر الي شقيقته التي تنظر اليه بعتاب ليقول
- اعتذر لكن لا استطيع ان اغير اسمه، بما أن الجميع موافقون عليه، أنا ايضًا موافق ولكن،
انفرجت أسارير علياء وما ان استمعت الى لكن ازدردت ريقها بتوتر وهتفت بقلق.

- لكن!
رد بجفاء شديد وقبض بقوة علي خصر زوجته كي لا تنفر هاربة منه
- سأراه صباح الغد
هتفت الجدة بجفاء
- وكأنه لا يوجد لديك عمل!، اين ذلك الرجل الذي كان يصارع من أجل الرحيل من هنا!
نظر إلى جدته بعتاب شديد، ليهتف بجمود
- عملي في الاسبوع القادم و سأصطحب سارة معي
اسرعت علياء بمعانقة شقيقها لتنسل سارة بهدوء من قبضته، ابتسمت بنعومة وهي تستمع الي صوتها الخافت
- شكرا حبيبي.

ضم خالد جسد شقيقته نحوه بقوة، همس بنبرة ناعمة وهو يطبع قبلة على جبهتها
- لا استطيع ان ارفض طلبًا لك، ولنرى إن كان صادقًا أم لا!

- لودي ما بك؟
هتفت بها متألمه حينما جذبها بقوة امام الجميع الى غرفتهما، أغلق الباب خلفه واوصده قبل أن يتوجه نحوها ويجذبها اليه لينحني رأسه معانقًا شفتيها بلهفة، بتوق شديد، شعر بأستكانتها بين ذراعيه رفع رأسه وهتف
- جننت نجمتي، جننت
تمتمت لاهثة وكل عظمة في جسدها ارتجف شوقًا لعناقه
- يا إلهي توقف لا استطيع
قبل وجنتيها ثم غاص الي شامتها وقبلها برقة متمتمًا
- لا تستطيعين ماذا؟

أغمضت جفنيها وهي تشعر بأنامله تعبث في مئزرها لترد في خفوت
- التنفس
توقف للحظات قبل أن يهتف بلهجة خطيرة
- جيد لانكِ س تتنفسين بي
القي مئزرها جانبًا وهو يتفحص منامتها القصيرة بأعين مشتعلة كبح شوقه بصعوبة مبتعدًا عدة خطوات عنها قائلاً
- هيا عزيزتي اريني بعض ما كان يحدث في غرفة جدتي
نفت سريعًا وهي تخفي ذراعيها حول جسدها من عيناه الجريئتين
- لا بالطبع لن افعل
هتف بنبرة لعوب
- سارة
هزت رأسها نافيًا
- لا.

عاد يهتف بإصرار شديد
- سارة
عضت شفتيها السفلى بحرج شديد، لن يتركها تعلم ذلك، لن يفيدها تمنعها بشيء، غمغمت
- استدر
ارتفع حاجباه بدهشة وقال
- معذرة!
ثم تابع بنظرات مشتعلة متفحصًا كل انش في جسدها الذي يظهر أمامه بسخاء شديد
- سأنظر فقط، الا انني لا اعدك انني سأكتفي بذلك فقط
احتقن وجهها بخجل شديد وقالت بتبرم
- الجميع سينزعج من الصوت
نفي قائلاً
- لن يفعلوا.

استسلمت صاغرة وهي تسحبه الى الفراش ليجلس عليه بأريحية شديدة، انتسلت هاتفها وهي تشعل الموسيقي وعيناها تنظران الي البريق في عينيه بابتسامة خجلة الي هادئة ثم واثقة،.

لم تستطع اشاحة عيناها عن مرمى بصره، عيناه تشعان ببريق عاصف قام بتآكل ثباتها وزعزعة كيانها، لم تستطيع الركب لجنونه، كل ما فعلته أنها تمايلت بنعومة على النغمات الرقص الشعبية بخفه، تجيء وترحل وتترك في كل ركن في تلك الغرفة التي شهدت ليلة أمس ملحمة ملتهبة بصمة مميزة، بصمتها هي، ثوبها الاسود المغري اكسبها بعض الثقة للنفس حتى قطعت عناق نظراتهم حينما دارت حول مسارها عدة مرات وتطاير شعرها القصير بافتتان شديد،.

دعته بأصبعها حتى وجدته يقوم بتكاسل شديد،
ك صياد اشبع فريسته حد التخمة قبل ان ينقض عليها، ينقض متشربًا كل انش بها حتى الثمالة، يلمس جميع تفاصيلها المغرية، يهدأ من نبضات قلبه الملتاعة بشوق،
اقترب حتي وجدها لمست كفها ذراعيه وهي تأخذه في جولة عناق لأول مرة، سحر آخر وهي بين ذراعيه.

جسدها يحتضن جسده بحميمية وابتسامتها لم تغادر ثغرها قط، عيون ناعسة وفم منفرج بلهاث خفيف من فرط مجهودها الشاق هل يوجد دعوة أكبر من تلك؟
الالم الذي اصاب جسده لا يعادل مقدار شغلها المبذول، قبض بقوة علي خصرها الذي يتمايل على نغمات السريعة ليكبح تلك التمايلات الغير بريئة اطلاقًا مغمغًا بصوت اثخن بالعاطفة
- افقدتي صوابي نجمتي، ستظلين تفقدين صوابي يا سارة.

ارتفعت ضربات قلبها وأصدر اذنيها طنين قوي جعلها تستكين فجأة بين ذراعيه التي ضمتا خصرها وجسدها الذي التحم صدره العريض أصابها بالعجز الشديد لتغمغم
- خالد
هبط بأنامله يتحسس كل عضله وكل خط علي طول فخذها، كما عهدها ناعمة، هشة، مهلكة، طرية احس بأرتجاف جسدها تحت وطء انتهاك أنامله لجسدها، ليرتفع بأنامله بخصرها يتحسس كل موضع وكل حركة صدرت منها، اصدر صوت اجش حينما ارتفع بأنامله الى وجنتيها.

- خصرك لن يتمايل سواي فقط، انا من سأرى كل ما بك نجمتي، وابتسامتك المغوية وتلك الثياب التي تفقد صوابي ويجعلني ارغب بعنفوان وقوة بتمزيقهم لن ترتديه أمام أحد غيري
دوار عنيف كاد أن يبتلعها اللي هويته هو، تلاحقت أنفاسها و أغمضت جفنيها بقوة وكل عضلة في جسدها يستقبل لمساته المُلحة، الراغبة بخجل وهي تتلعثم هاتفه
- خالد.

لم تجد اي رد، واي رد ستقوله وهي تستقبل كل ذلك التحكم والغيرة التي تستطيع الشعور بها من ذبذبات جسده التي تلتقطها برحب شديد ومريب في آن واحد، أي رجل ذلك مصنوع؟، من أي مادة صنعت لتجد كل تلك الصفات المتناقضة به، شعرت بأنامله تغوص بحرية واكتساح شديد إلى خصلات شعرها الثائرة وكانت اللحظة، فتحت جفنيها لتجفل من عمق نظراته نحوها وكأنه توقع أن تفتح جفنيها تلك اللحظة، استمر محدقًا في تفاصيل وجهها حتي اردف بلهجة خطيرة جدًا لا تقبل النقاش.

- خصلاتك الثائرة لن تشع بكل تلك ال، ، بكل ذلك الدلال والغنج، كل ذلك لي أنا، لي أنا فقط
وكالعادة كل أمر يصدره لم تجد سوى رد واحد
رد واحد تعلمونه جيدًا
- خالد
همس بنعومة وهو يستشعر حلاوة وطراوة شفتيها بين أنامله
- نعم
هتفت بتلعثم شديد وهي مستكينه بين ذراعيه، محتواة داخل صدره الدافئ
- انت، انت كيف تفعل ذلك بي؟
اضطرب انفاسه، واشتعل توقه وهو يقول بصوت أجش
- بل انتي ما الذي تفعلين بي؟

قبلها للمرة الثانية وتلك المرة غابا معًا، نسيا الواقع وما فيه، لترتفع معه الي مقامات عشقه.

نائمة بين ذراعيه، مستمتعة بذلك الدفء المنبعث من جسده، متلذذة بالشوكولا الذائبة في فمها، استمعت إلى نبرته الماكرة وهو يمرغ انفه في ثنايا عنقها
- هل انتِ سعيدة؟
أومأت بتلذذ شديد وهي تنظر الى بداية شروق يوم جديد
- جدًا
طبع قبلات متفرقة في جيدها ليهمس بتساؤل
- كم وزنك؟
عبست وهي تنظر اليه بعدم فهم قبل ان تلتفت اليه وهي تغمز بصوت مغناج
- لودي لا تسأل امرأة ابدًا كم عمرها او وزنها، ألا تعلم ذلك؟

هز راسه وهو يطبع قبلة أخرى في جيدها قبل أن ينظر في جسدها بتفحص شديد
- استطيع التخمين
ثبتها علي الفراش مائلاً فوقها وقال بعد أن راقبها تختفي في الملاءة تغطي بها وجهها وعيناها منه ليقول بنبرة لعوب
- 119 باوند ( بما يقارب ٥٤ كيلو)، صحيح!
ازاح الملاءة من عيناها ثم اقترب متلمسًا شفتيها ووجنتيها المحتقنة بالدماء، لهاث مكبوت فر منه قبل ان يقول بصوت أجش.

- تخيلي أنني التهم تلك الكمية الكبيرة من الشوكولا، ساصاب بالتخمة
فغرت فاها وهي تنظر اليه، سارقًا منها تفكيرها، كلماتها، انفاسها لتهتف بصوت خافت
- لودي
سحبها الي عانقه الكاسح وهو يرفعها لتصبح في مستواه، لفت ذراعيها حول عنقه وهي تراه يعانقها برقه ثم برقة اقل وعاطفة مدوخة ابتعد هاتفًا.

- عشقتك ولا اعلم كيف، توغلت قلبي بكل خبث مُحتلة حصني المنيع، كنت بمثابة الغازية لي واروع غايزة هدمت حصوني، وانا هنا سأثملك في عشقي يا صغيرتي
تمتمت بنفي وعيناها تنظران بخجل الي صلابه صدره، كتفيه العريضين ثم إلى الشعاع الفيروزي من عينيه، كل شيء منه منبعث بالرجولة والسُكر، ستمثل في عشقه هو متاكدًا من ذلك وهي مستسلمه بشدة إلى تلك التيارات الجارفة
- لست، لست صغيرتك
أومأ مؤكدًا
- صغيرتي.

انحني امام شفتيها التي تتمتم بنفي
- لا، لست صغي،
وضع إصبع السبابة على شفتيها وقال
-بلي
ما ان شعرت بتلامس جسديهما حتى انفلتت تلك الشرارة الكهربائية دون تدخل أحد منهما، تسارعت انفاسها وهي تنظر الى عيناه المشبعتين بالعاطفة الاجشة قبل تدفن وجهها في عنقه هامسه
- احبك للغاية يا سيادة القبطان
ارتفعت أنامله تلامس موضع اسمه خلف ظهرها بنعومة شديدة، ليهتف بنعومة
- وسيادة القبطان يعشقك.

نائمة بسلام تنعم بأحضان زوجها حتى الصباح، لكن الآن لا تشعر بذلك الدفء، تحسست يدها على الطرف المجاور لتجده باردًا، تغضن وجهها بانزعاج شديد قبل أن تفتح جفنيها بأرق، ليلة أمس كالسابق تركته يتحدث عن ماضيه وعن حياته في المدرسة الداخلية دون ان تتفوه بكلمة ثم لم تدري اهي سقطت في النعاس ام هو!
مطت ذراعيها وكل انش في جسدها ينتشر به الخمول، قامت من فراشها وهي تدلف الي المرحاض لتنشط عقلها من سباته.

خرجت من الغرفة وهي تحكم من وضع الحجاب حول رأسها، هبطت الدرج وهي تطرق باب المكتب قبل أن تدلفه بهدوء، لتجده، خالي!
تعجبت من عدم وجوده لتستمع إلى صوت الخادمة الخارجة من المطبخ تتحدث مع الخادمة الأخرى، اقتربت منهما وهي تتحدث بمودة
- صباح الخير
سارعت الخادمة وهي ترد بلهفة وتعجب شديد من ظهورها
- صباح الخير سيدتي
بللت طرف شفتيها وهمست بتساؤل
- ألا تعلمين اين زين؟
اومأت برأسها قبل ان تقول.

- خرج لأمر طاريء، تلقي هاتف من الحارس يعلن عن ضيف
قطبت جبينها و هتفت باستنكار
- ضيف!
هزت الخادمة واجابتها بصبر واحترام
- نعم سيدتي
كانت ستتوقف عن طرح الأسئلة، لكن فضولها الأنثوي لم تستطع أن تزجره لتهتف
- ألا تعلمين من هو؟
صمتت الخادمة تعصر ذهنها مستحضرة الاسم قبل ان تهتف
- اعتقد ان اسمه تيم
كادت الارض أن تميد بها وهي تستمع الى اخر شخص من الممكن أن يظهر في حياتهما مرة اخرى، عادت للخلف بخطوات متعثرة هامسة.

- ياإلهي
لن يتركه زين، لن يترك ذلك الذي قدم نحوه برجليه، عاد عدوه ينبش في الصفحات القديمة، بعد أن نجحا بصعوبة في تخطيه الماضي لكن لما القدر مُصر على معاندتهما!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة