قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والثلاثون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والثلاثون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والثلاثون

في كل مرة نبتأس، نحزن، تحوم حول خلايانا الرغبة بالرحيل، الرحيل عن الحياة الجافة، المُرة، بدون اسباب تذكر، بدون فكر والنظر للنصف الكوب الممتليء ظانًا ان التفكير الذي وصل اليه العقل هو عين الصواب، لكنه للإسف ليس كذلك.

هبطت من الدرج بعد ليلة عصيبة ومؤرقة لمضجعها، اطمئنت علي جدتها التي تتناول الطعام بمساعدة احدي الخادمات ثم همست الخادمة ببساطة ان العائلة تنتظرها بالاسفل، العائلة، دمعت عيناها وهي تشكر ربها في كل سجدة علي وجود عائلة دافئة ك عائلة زوجها التي احتوتها، غمروها بالحنان والدفء والمشاكسة اللذيذة، تشكر ربها لوجود شخص رائع ك راشد الذي علمته جيدًا عن قرب، اصبحت تعلمه جيدًا كخطوط يدها وتعلم ابنه الذي هو بالحقيقة مجرد تنين صغير تحت ترويضها، اتسعت ابتسامتها وهتفت بأشراق.

- صباح الخير
هلل وجه يامن بسعادة وعصف بريق لامع في عينيه ليهتف مرتضي بمحبة
- صباح الخير يا حبيبتي
جلست على مقعدها بارتباك وخجل شديد وهي ممتنة أن حقيبة ملابسها جاءت في الصباح بدلاً من مكوثها بثياب ليلة أمس، لم تجد سوي أن ترتدي فستان صيفي مريح وقد اسدلت خصلات شعرها على ذراعيها لتهمس بخجل
- اسفه علي التأخير بس كنت بطمن علي تيته
هم مرتضي بالرد ليقاطعه يامن وهو يغمز بعبث.

- لا ولا يهمك، بس مكنتش اعرف انك احلي بالفستان، الحلوة التانية لسه نايمة وواضح انها هتصحي علي الضهر
كتمت ضحكة ناعمة بيدها حينما سمعت زمجرة مرتضي الخشنة وهو يهتف محذرًا
- يامن
غمغم يامن بضيق وهو يعبث بطبقه
- بحاول امنع جيناتي انها تتحرك بس للاسف مش قادر، كل ما اشوف حاجه حلوة بعترف علطول، لساني هو اللي بيتكلم قبل عقلي
تلك المرة اطلقت هند ضحكة مجلجلة شق ارجاء القصر الساكن لتهتف بنعومة.

-لا ولا يهمك يا قلبي هو انا لاقيه حد قمر كده يعبر عن اعجابه بيا
- مش قدامي يا ولد
صدر ذلك الصوت الخشن من خلفها، لتبتلع ريقها ببطء وخشية من ان تلتفت اليه، تخشى رؤية ذلك الضباب في عينيه، وتخشى أن يعمي عينيه بسبب الغضب، واخيرًا تحكمت في اوتار اعصابها المشدودة حينما شعرت بتذبذبات جسده تنتقل اليها ودفء جسده غمرها كليًا، همست بنبرة مصعوقة
- راشد.

نظر راشد بطرف عينه إلى بهائها وجمالها الفاتن ليشيح بوجهه عنها بصعوبة وهو يلتفت إلى أبيه الذي قال بجمود
- ايه اللي جابك؟
دس يديه في جيب بنطاله وهتف بنبرة جامدة
- جيبت حاجات هند هاتحتاجها، ( ثم نظر اليها بنظرة خاصة ) هستناكي في المكتب قبل ما اروح الشغل، عن اذنكم
سارعت بالسؤال حينما وجدته يتحرك صوب المكتب
- مش هتفطر.

اشار بأصبعه ب لا وهو ما زال متحركًا دون الالتفات للخلف، عادت بنظراتها الواجمة إلى الطبق مرهفة السمع إلى صوت اغلاق باب المكتب، رفعت عيناها بحرج شديد إليهم لتجد مرتضي يهتف بغموض
- روحيله
وهذا الذي انتظرته
الاشارة الخضراء
استقامت من مقعدها وهي تنتطلق بخفة الي غرفة المكتب، نقرت بالباب بهدوء ثم فتحته بتعجل واغلقته خلفها وهي تهمس بلوع
- راشد.

استقام راشد فزعًا من علي الاريكة، لم يتوقع أن تأتي في ذلك الوقت، ارق الليلة الماضية اختفى وهو يمعن في ملامحها المعذبة لقلبه، التهم المسافات بينهما وضم كفيه علي وجهها وهو يهتف بذعر
- انتِ كويسة؟!
اطلقت اهه عميقة من قلبها، تنظر الي ملامح وجهه المتألمة والي قسمات وجهه المجهدة، لم ينم ليلة امس، رفعت عيناها تعانق عيناه بشغف شديد هامسه
- جدًا.

زفر بحرارة وهو يلفح نيران صدره المستعرة من ليلة امس، لم تنطفأ ولم تهدأ نيرانه رغم محاولاته الناجحة في التحكم باعصابه امامها، يشكر والده علي اقتراح ليلة امس، يشكر والده الذي اسرع بالفصل بينهما، ليعود يتأمل ملامح وجهها باشتياق ولهفة ثم همس بعذاب
- مرتاحة
رقت نظراتها واشفقت عليه كثيرًا، خفق قلبها ولعًا وأدركت كم هي قريبة منه، قريبه لحد العذاب، لحد الهلاك، لتهمس بدفء
- اوووي.

استحكم بصعوبة بالغة وحوشه الضارية، يكبحهم بقوة كي لا تخشاه، ازداد ثقل انفاسه وهو يجذب خصرها ليصطدم جذعها بصدره وهتف بنفاذ صبر
- هند بلاش اللي بتعمليه معايا، انتي متعرفيش انا بعمل ايه علشان اكون واقف كده
لمعت عيناها وهي تنظر الي مقلتيه التي اضحتا غائمتين بالعاطفة والرغبة، عيناه الشرستين تدقق في تفاصيل وجهها وانامله تعبث بحرية في استكشاف وفحص دقيق جدًا لجذعها، ابتسمت وهي ترد بعبث
- بتعمل ايه؟

وتلك كانت الاشارة الخضراء له
الزر الاحمر لأطلاق وحوشه
التقط شفتيها بين شفتيه في عناق آسر، متحكمًا في كل ذرة من ذرات الهواء حولهما وكل عضلة تتهاون في جسدها وكل خفقة من قلبها الملتاع، مبادلتها الخجولة زادته تشبثًا واكثر عمقًا واكثر احتياجًا،.

ابتعد بصعوبة وهو يستدرك وجوده في غرفة المكتب الغير موصدة بالقفل، تطلع الي عيناها المغلقتين والي ابتسامتها الناعمة علي ثغرها وتلك الحمرة المحببة على وجنتيها، لمست انامله وجنتيها وقال بصوت اجش
-عرفتي بعمل ايه
هزت رأسها وهي تفتح عيناها لتصطدم بعيناه التي ظهر اثره من ذلك العناق الدافيء، اخفت وجهها في صدره وذراعيها تضمان خصره بقوة ليضم جسدها ويعانقها بقوة اكبر هامسًا قرب اذنها.

- هانت يا جوز الهند، استعدي يا قلبي
شعر بتلك الرجفة في جسدها لتتسع ابتسامته وهو يمرر بأنامله علي خصلات شعرها برتابة شديدة، استمع الي همسها الخافت قبل ان تعود تدفن وجهها في صدره
- حاضر.

يشعر انه علي فوهة البركان، بل كالجمر المقتاد، بل نار أضرمت في المحاصيل، شيء في داخله متقهقر، السلام النفسي الذي حظي به لم يجعل ذلك البركان الخامل يظل خامدًا،
لن ينكر انه كان بأنتظاره
بأنتظار عدوه الاول
الشخص الذي تعدي علي ملكيته
الذي تخطي الخطوط الحمراء
الذي اظهر جانبه الوحشي.

لمحه وهو يتكيء بذراعيه علي مقدمة سيارته الرياضية، يبدو ان الممول الخاص به ثري جيدًا ليجعله يكتسب ثقه لا بأس بها لرجوعه، عائدًا بشجاعه، حاملاً سيف معركته، الفارس المصاب نزل لساحة القتال
ما ان ابصر تيم ذلك المارد القادم امامه، خلع نظارته واضعًا ايها علي مقدمه رأسه وهتف متفكهًا
- مرحبًا.

والرد لم يكن سوي لكمه سددت في وجهه جعل الاخر يتخبط بجسده علي معدن سيارته، حك تيم موضع الاصابة وهو ينظر الي نظرات المارد ببرود ونظرة متسلية،
اشتعل الاخر من برودته ليصيح بوحشية
- ما الذي جاء بك الي هنا ايها المتبجح؟
دس تيم يديه في جيب بنطاله وقال ببرود
- ان كنت تتوقع مني انني جئت للانتقام فأنت مخطيء
لم تهتز عضله من الاخر بل اخذ يطالعه في وجوم شديد ونظرة حارقة، ليسترسل وعيناه محدقتان في الفراغ.

- وان ظننت ايها الثري انني جئت للاعتذار فأنت للمرة الثانية مخطيء
انفلتت ضحكة ساخرة، شرسة منه، غامت عيناه بعاصفة هوجاء لا تبقي شيئا ولا تذر ليهمس بجفاء
- لا انتظر شيئًا من رجل وغد، قذر، حثالة
افلت تيم يديه من جيب بنطاله ووضع كفه بدراميه علي موضع قلبه وهمس متأثرًا
- لقد جرحتني حقًا، ما رأيك ب وصلة عذاب لكي تشفي غليلك مني
فصل المارد الحدود بينهما، قبض زين بقوة علي تلابيب سترته وصاح بشر.

- اريد ان ابتر كل اصبع لمست به شيئًا ليس ملكك
صراع اعين عنيف، وتحفز الخصمان وكل منهما علي اهبة الاستعداد في اشارة الحرب، ابتسم تيم بسخرية وهو ينفض يدي المارد عنه
- كما قلت تلك الشرقية فعلت بك العجائب سيد زين
احس بتذبذبات خطيرة من جسد المارد وهو يعلم انه تخطي معه تلك الحدود التي رسمها، اتكيء بجذعه علي السيارة وغمغم.

- كرهت التخفي والقلق، كوني صحفيًا وتلك الصفات التي اكتسبتها ليست من شيمي، اردت فقط ان اخبرك انني عدت للندن ولا تحاول ان تقطع عني رزقي يا سيد زين فأنا صحفي لامع
لاحت ابتسامه ساخرة علي شفتي المارد، ركل حصوة اعاقت طريقه، وكأنه في انتظاره ان يخبره بتحركاته مثلا! قاطعه ساخرًا
- سابقًا
رمقه تيم وتابع بلا مبالاة
- لن اقترب من عالمك لا تقلق
حدجه زين بنظرة خطرة وود لو اعاد لكم ذلك الاحمق ليقول.

- وكأني بأنتظار اشارة من حشرة مثلك مثلاً
تنفس تيم وهو يكاد يفقد تهوره، يتمسك ببرودة اعصاب الا يفتعل حربًا ليس اهلاً بها ليقول بفكاهة
- جئت لهنا كي لا تفزع من رؤيتي كثيرًا في العاصمة
سار عدة خطوات مبتعدًا عنه وهو يتأمل الطبيعية الساحرة في ذلك الصباح الباكر بأبتسامة مشرقة، التفت برأسه وقال
- نسيت ان اخبرك انني لا ادين لك بشيء، لقد اصبحنا متعادلين.

بدي عدم الاهتمام من الاخر ونفاذ صبر، ليستجمع شتاته وهو يهتف بلهجة صلبة.

- شقيقتي انتحرت، المسكينة لم تتحمل عذاب السجن، ما زلت اتذكر منذ أعوام حينما رأيت خبرًا أنه تم القبض عليها ليس فقط بتهمة الخطف بل لتواطئها لعمل غير شرعي مع ذلك القذر، لوهلة وانا اقرأ الاسم واعود متابعة الخبر اقول ليست تلك المرأة شقيقتي، من المستحيل ان تفعل ذلك، لكن حينما زرتها، (اخنتق صوته وهمس بصوت متحشرج ) ياليتني لم افعل، لقد عنفتها بشدة وقسوت عليها واخبرتها كلامًا جارحًا وكأنني ايقظت بيث القديمة الصحفية لاتفاجىء لثاني يوم انها انتحرت وتركت رسالة تتوسلني بمسامحتها وانت ايضًا.

قطب جبين زين بغموض وهو يسترعي انتباهه له، ليسترسل تيم ناظرًا الي معالم الاخر المندهشة ليس من ذكر ما قاله، بالتأكيد علم بخبر انتحارها بل من الرسالة الاخيرة
- لا تتعجب فما فعلته ليس بهين، القذر غسل دماغها وكنت سعيد انه قُتل بل الجميع سعد بذلك
اشاح زين وجهه للناحية الاخري، من يصدق ذلك الصحفي البارد يراه الان متأثرًا بل دقيقة وسيري الدموع تسيل علي وجنتيه، تأفف حانقًا
- لما تخبرني بكل ذلك؟!

انفلتت ضحكة خشنة من تيم وهو يفتح ذراعيه مستقبلاً النسيم البارد وقال بنعومة
-مرحبًا بك يا عزيزي في الجنة، لقد طردت اخر شبح في ماضيك، استمتع بحياتك وهذا ما سأفعله
فاض به الكيل وإن لم ينتهي ذلك المهرج سيأخذه إلى حظيرة المواشي، هتف بحنق
- لا اريد رؤية وجهك امامي مرة اخري
ابتسم بغموض وقال
- ربما ستكون بصمة لتذكر الماضي وتشكر الرب بعدها.

التفت زين الي ساعه معصمه وهو يلعن موافقته علي الحديث مع ذلك الحقير، الحقير الذي علم دواخله جيدًا، درسه وتفحصه جيدًا قبل الاقدام بشجاعة الي عتبة منزله، صاح ببرود انجليزي
- اذا انتهيت، يمكنك المغادرة
لم يعبأ تيم بمحاولات الاخر لطرده، وكأنه فعل ذلك حبًا به، لا سيظل ما حدث ندبة تترك علامة علي اجسادهم ليقول بتألم.

- لن انكر انك قد غيرت بي شيئًا، شرخ لا بل كان كسر ولن استطيع استعادته وذلك الكسر هو شقيقتي لذلك اخبرتك انني لا ادين لك بشيء، اصبحنا انا وانت وجهان لعملة واحدة
انتفض زين وهو يلتهم الخطوات بينهما، اي تشابه ذلك الحقير ينطق به، قبض علي عنقه وصاح بتوعد
- ايها القذر إن تفوهت،
قاطعه مدافعًا عن نفسه
- توقف يا سيدي، العملة التي اتحدث عنها مرارة الاهل والحرمان، يكفي لهذا القدر لقد تأخرت علي عودتي ل لندن.

اطلق سراحه فورًا حينما شعر بتلك الوخزة المت صدره، حدق بعيناه التي انطفئت ثم الي تعابير وجهه المتألمة بشرود مخيف، ايعتبر اذًا الضحية الثانية لدوامته السوداء، كيف علم بما يشعر به، امجرد احساس وتواصل عجيب بينهما ادي الي ذلك!
شعث خصلات شعره وهو ينظر الي تيم بنظرة شرسة عدائية ليهتف
- ان اقتربت مرة اخري ن،
قاطعه تيم وهو يهتف بمرارة.

- يجب ان تعتاد سيدي، لقد احببت للغاية مناغشتك سابقًا في الصحف الصفراء، رغم انني تركت تلك الاعمال لكنك ستراني في بعض الحفلات وسأمارس بعض التطفل علي حياتك، ( ضم اصبعي الابهام والسبابة كعلامة للتحية ثم غمز بعبث ) الي لقاء قريب اذًا.

التفت مغادرًا وهو يصعد سيارته ليزأر محركها ثم انطلق بسلاسة الي جهته والاخر حدق في الارض بشرود ثم ارتفع بعيناه الي السماء، دس يديه في جيب بنطاله ولا يعلم لما روحه اليوم خفيفة عن اي يوم اخر، أكان ينتظر مقابلة ذلك الحقير كي يستنشق عبير الصباح بسكر أم هو يائسًا بشدة لتحقيق تلك الامنية التي اضحت من المعجزات في قاموسه، خطوة ايجابية للجميع وليس لهما لما حدث سابقًا، لقد انهار وسقطت بيادق اللعبة ولم يبقي سوي الملك دون جيش حامي، اتخذ خطة ذكية في اعلان السلام مع حفظ مسافة امنة بين البلدين، ارتسمت ابتسامة شاحبة علي شفتيه وقرر ان التي استيقظت مفزعة من نومها يجب ان يطمئن عليها.

- لا تقلقيني، زوجك بخير
هتفت بها الجدة برزانة شديدة وعيناها تحدق نحو زوجة حفيدها التي تجيء غرفتها ذهابًا وايابًا، صاحت ليان بتوتر شديد
- اخشي من القادم، اخشي ان يعود
قاطعتها الجدة بثبات
- هل تثقين به؟
تخشب جسد ليان من سؤال الجدة المباشر، لم تجد اجابة سوي ان تتنهد بحرارة ل تجلس علي الفراش بجوار الجدة متمتمة
- كثيرًا جدتي، كثيرًا تلك المرة تركت كياني و روحي له
لاحت ابتسامة ناعمة علي شفتي الجدة وغمغمت.

- وهو فعل المثل لذلك لا تقلقي
اخفضت ليان رأسها وفركت يدها بتوتر، عضت شفتها السفلي لتغمغم
- كان ذلك اللقاء سيحدث عاجلاً ام اجلاً
رفعت رأسها نحو الجدة لتصطدم بزرقة عيناها الصافية الشبية به وقالت بتألم
- انا لا اعلم ما الذى فعله زين به؟، انت لا تعلمين حرقة شقيقته وهي تتوعد بالاذي ل زين
ربتت علي كفها وهمست بتفاؤل
- لقد رحلت تلك الافعي.

تنهيدة اخري عميقة وحارة خرجت من جوفها، لكم هي قلقة من تبدل حالته، تلك المرة ستموت والله، لن تقدر سوي ان تنتحب بصمت لتهمس بشرود
- رحلت لكن شبح تلك المرأة ساكن جزء من زين، زين لا يستطيع التخلص بسهولة من ذكريات الماضي
استمعت الي صوت ضحكة موؤده لترفع عيناها تنظر الي الجدة بشرر يتطاير من عيناها لتصيح بحنق
- لماذا تضحكين بالله عليكي.

تنهدت الجدة بيأس وهي حائرة في اثنين، اتخبرها هي الاخري قلقة وتخشي تحوله لشخص متبلد ام تبهج ان تلك الناعمة تحفظ زوجها جيدًا، بل استطاعت التوغل الي اعماقه بحروب باردة اقيمت بينهما، قالت بأبتهاج
- اطمئننت كثيرًا، لقد أحسن شباب العائلة في المرأة التي تمثل شقه المفقود، ومن كان يصدق انهما سيجدناه في فتاتين ناعمتين، فائقتي الجمال، يفقدن صواب جميع الرجال في ذلك المجتمع.

ابتسمت ليان بدفء شديد وقالت بمشاكسة تخفي خجلها
- جدتي ماذا تقولين؟
ضاقت عينا الجدة وهتفت
- الا تعلمين؟!، حينما تأتي نظرة اعجاب لك من رجل كيف يتصرف!
زحفزت الذكريات زحفًا الي عقلها وهي تتذكر غضبه وغيرته العمياء كأي رجل ذو دماء حارة ان اقترب ذكر حر طليق حائمًا حولها، شبح ابتسامه احتفظت بها وقالت
- يصب غضبه الجام عليّ
تراقص المكر في عيناها وقالت.

- لا أعتقد ذلك، ربما يصب قسطًا من الغضب أمامك لكنني اكثر من متأكدة ان الغضب يتبدد تمامًا ل شيء اخر
صعقت ليان ولفترة عجز لسانها عن الحركة، وما ان استوعبت صمتها الذي طال انفلتت ضحكة صاخبة من شفتيها لتقول بين ضحكتها
- إن كنت تتوقعين مني ان اخجل كما حدث سابقًا لن افعل
أخفت الجدة بمهارة ابتسامتها وصاحت ببؤس
- ياإلهي اصبحتي مملة مثل حفيدي، اين ليان القديمة الناعمة، الهشة، الخجولة
- انها كذلك معي.

صدر صوت رجولي جذاب ساندًا بجذعه على مقدمة الغرفة عاقدا ذراعيه على صدره وعيناه تنتظر بلهفة لرؤية معشوقته، زوجته الدافئة، تحقق ذلك الاتصال البصري بينهما وسمع همستها الناعمة بين شفتيها
- زين
رغم بعد المسافة بينهما لكن التقاء الاعين كانت الوسيلة الوحيدة لقرب المسافات بينهما، استمع الي نحنحة الجدة
- عزيزي واخيرًا رأيت تورد تلك التي تماثلك برودة.

تقدم بخطوات هادئة إليها وهو ينظر الي عينيها الناعستين وهي تدعوه بقوة إلى عناق يخف من شوقه ولوعة ليلتفت إلى جدته
- عذرًا جدتي
كتمت ضحكة تسلية من شفتيها وقالت بحنان
- تفضل حبيبي
سحب ذراعها واستسلمت هي بخنوع شديد ليذهب بها الي عالمه الخاص غافلا عن اعين جدته التي رفعت بعيناها الي السماء متمتمة
- لا تنقص فرحته، لقد تعب كثيرًا في حياته، يستحق السعادة التي سلبت منه وهو صغير، يا الله.

حينما اغلق الباب استدارت اليه تواجهه بقوة قائلة بلهجة معاتبة
- ابدًا لا تفعل ذلك أفهمت، لا تقلقني عليك وتفزعني حينما استيقظ بعدما انعمت بدفء ذراعيك ليلة امس ولا اجدك ( اقتربت منه تلمس وجهه بنعومة ) وافكر بيأس انها مجرد اضغاث احلام
عضت شفتها السفلي بحزن وانهزمت جيوشها الصامدة لتنعم بعناق دافيء بين ذراعيه وهو يتمتم بأسف
- اعتذر لياني لن افعلها ثانية، اعدك.

رفعت ذراعيها تتوق عنقه بلهفة شديدة، مرغت انفها في عنقه وتنفست عطر سائل الاستحمام الخاص به المختلط برائحته الخاصة بأنتشاء شديد، كالمدمن الذي وجد جرعة سعادته، همست بدلال
- مرة اخري
لاحظت صمته لترفع عيناها اليه تموج في زرقة عيناه الصافية، لمست اناملها صدره وتحسست ذلك القميص العازل بضيق شديد، تعترف انها اصبحت اكثر جراءة لكن بتلك الطريقة!
تصلب جسده تحت وطء لمساتها، عادت تدفن جسدها كليًا وغمغمت.

- اسمي المدلل حبيبي
زفر بحرارة ليرفعها بخشية وقلق من ان يؤذيها ويؤذي طفلته، اراح جسدها علي الفراش واجثم فوقها متطلعًا الي عيونها الناعسة وشفتيها المنفرجة قليلاً، اقترب اكثر يستشعر الانفاس الدافئة التي غلغلت روحه، اطبق علي شفتيها برقة ونعومة وهو يسحبها معه الي دوامته التي تجعلها خائرة، مستنزفة القوي افلتها وهمس بحرارة
- لياني.

عبث في ثوبها وتخلص من حجابها سريعًا وهو يدقق عيناه بلهفة الي خصلاتها الناعمة حول وجهها، تأمل تلك الفتنة بقلب اضرم النيران في احشاءه ليختم بقبلة دافئة علي جبينها،
اي جاحد هو كي يترك نعمة ارسلها الله له،
اي جاحد هو ليترك تلك المرأة ذات الانوثة المهلكة لقلبه،
أي جاحد هو ليستسلم بسهولة إلى أشباح ماضيه،
اي جحود، واي قلب امتلك ليهجرها!
انتبه إلى همسها الناعم الذي اثلج نار اكلت احشاؤه.

- لا اعلم لما تلك الكلمة لا اجدها مجرد كلمة ملكية، شيء اعمق بكثير من الياء الملكية العربية
رأت ذلك البريق الآسر في عيناه لتنجذب هي بشدة وهي تستمع الي صوته الاجش
- انها كذلك، نداءي يحمل بعواطف شديدة يخونني لساني من ان انقلها بما يجيش في صدري.

ثم بدون انذار انحني الي شفتيها، يتذوق الجنة، يرتشف قطرات من رحيق شهدها، الي اخبارها بمشاعره التي لن يستطيع التعبير عنها جيدًا، خاشيًا لسانه ان يتعثر في نقلها كامله، استنزف مشاعرها وصارت مأخذوة الانفاس، تظل تحدق به بأنبهار شديد لتقول بصوت اثخن بالعاطفة
- وانا مكتفية به
دفن وجهه في عنقها يطبع قبلات رقيقة ويده تمسد بطنها بحرارة بالغة، ارتفع وجهه الي وجهها وقال بعذاب.

- تؤلمينني جدًا لياني رغم كل شيء اجدك راضية بالقليل مني
اهدته تلك الابتسامة التي تجعل قلبه يقفز هلعًا، لقد حققت مطلبه بابتسامتها الساحرة، حينما وضعت أناملها على وجهه، تتحسست خشونة لحيته المهذبة علي كفها الناعم قالت بصوت مسروق الانفاس.

- ومن قال انني حينما عدت رضيت بالقليل، ابدًا سيد زين لقد اخذت ضمانات عديدة من ذلك الذي يخفق بجنون في حضرتي ( مشيرة الى قلبه بأصبعها) وهذا الذي افقدك صوابك في كل ليلة انام بها جوارك متمنعة ( مشيرة الي عقله )
اقترب بمكر هامسًا امام شفتيها بأغواء
- ايتها الماكرة كنتِ تعلمين
مس شفتيه علي خاصتها فابتسمت بخمول وردت.

- لا، الحقيقة انه منذ بضعة ايام راودني ذلك الشك، كنت تهذي بكلمات لم اعلمها وهذا الشيء جعلني اشك من انزعاجك من وجودي جوارك وحينما اردت في يوم الابتعاد عنك والتصرف بجنون أثناء اصطناعي النوم
أحست بخدر كامل استحوذ وجنتها اليمنى اثر قبلته وقال
- لم اسمح لك
ابتسمت بدلال شديد قائلة بصوت غلبه العاطفة.

- تلك المرة كبلتني بقوة وقبلت رأسي وأنت تردد بعض الأذكار لقد صدمت تلك الليلة بشدة وأنا أراك تذكر ادعية وعلمت سبب غيابك واعتكافك في غرفتك بين الكتب الكثيرة، لذلك هذا كان ضمان كبيرًا لعودتي
تجمعت دموع تحجرت عند جفنيه ليهبط قليلا الى الاسفل وانامله تمسد بطنها وقال
- وفتاتي الصغيرة ما أحوالها؟
ردت وهي تنظر الى عيناه المغروقتين بأسي شديد وقالت بحماس.

- تشتاق بشدة الى بابا، ولنري اتحمل الفتاة ملامحي كما أخبرني أم ملامحك
رفع عينيه الى عينيها وقال بدهشة
- وهل ان حملت ملامحي يزعجك!
هزت رأسها وتمتمت بتبرم
- نعم وبشدة
رمش بأهدابه عدة مرات قائلاً
- ماذا!
استقامت من الفراش واقتربت بخبث إليه وهمست بإغواء
- ألا تنظر زين، إذا اكتسبت تلك الصغيرة عيناك وانا متأكدة ان ذلك سيمتد لأجيال قادمة وخصلات شعرك ستصبح مطمع الجميع حينما تكبر وتنضج.

قبل أرنبة انفها وضم خصرها اليه وصاح بخشونة
- لا تقلقي أنا هنا، سأقف بالمرصاد لكل من يحاول الوصول إليها، سأسحقه
انفلتت ضحكات صاخبة منها وردت بعبوس
- لا، لا تكن دمويا عزيزي
دفن وجه في عنقها وهو يطبع قبلات في جيدها ثم اقترب بخبث الي اذنها وهمس
- حسنا ربما نجلب شقيق بدماء اكثر حرارة من شقيقته الهشة، ما رأيك؟
ارتجفت بين ذراعيه تحت وطء لمساته وارتفعت عيناها اليه مغمغمة
- زياد.

قابلتها تلك النظرة التى رأتها سابقًا لتهز رأسها وهي ترد
- نعم سيصبح اسمه زياد، لقد اخبرتك سابقًا
عانقها بقوة وهي تبتسم بحلاوة تربت علي ظهره متمتمة ببعض الأدعية، ليسحبها فجأة وهي ترى نظرة التسلية من عيناه
- انتظري هنا لقد نسيت شيئًا هامًا، لقد كنت تتغزلين بي منذ قليل، صحيح!
ضحكت برقة واقتربت تسند ذقنها علي كتفه وتمتمت
- ألا أستطيع التغزل بك كما تفعل بي
زفر بحرارة وهو يحاوط جسدها بين ذراعيه هامسًا.

- افعلي بي ما تشائين لياني، انا ملك لك.

تقف متوترة، مشدودة الأعصاب، تحدق في البوابة بمعدل ثلاث مرات في الدقيقة، من حسن حظها وحظه أنه ما زال في العاصمة، وقفت تنظر إلى هيئتها الفاتنة، ارادت ان تطيح بصوابه بفستانها العسلي الذي يصل إلى منتصف فخذيها وصندلها المريح عكس كعب الحذاء العالي، أنها تشعر بحرية، تطير وتحلق في الأفق، غير محبوسة في ذلك القفص الذهبي، لأول مرة ترتدي من أجل رجل، ترتدي لترى تلك النظرة التي تشتعل في عينيه ثم يوبخها بضيق، ابتسمت بعذوبة وهي ترى السيارة تشق طريقها إلى مدخل المنزل،.

اقتربت نحوه واصطفت السيارة أمام المنزل وترجل منها بهدوء امرًا السائق بالانتظار وما أن رفع عينيه نحوها حتى رأت الاشتعال في مقلتيه، والابتسامة الدافئة التي تزين ثغره
همست بحلاوة شديدة
- سالم
استفاقت سريعًا من شرودها وهي تسحب ذراعه نحوها هامسة بقلق
- اعلم انك ستتلقى لكمة من خالد وانت ستستسلم له وهذا ما يزيده سخطًا وغضبًا لكن ارجوك كن كن،
قاطعها قائلاً وهو يقف في منتصف الطريق.

- لا تقلقي لن اخرج من هنا سوي وانا متأكد ان بنصرك الرقيق سيوضع به خاتمي
اشتعل وجهها بكلماته الحازمة الرقيقة، من أول رجل يدغدغ انوثتها بتلك الرقة والعاطفية، غمغمت بخجل
- سالم
راقب عيناها المتوهجتان ثم انحسرت عيناه الي فستانها لينصعق أثر ما رآه، لما تهلكه بتلك الطريقة، لما تشعل أوردته وتتركه يتلظى بتلك النيران المستعرة بمفرده، زفر بحرارة وهو يستمع إلى همسها الخافت باسمه وقال بصوت اجش.

- ابدًا يا امرأة تلك النبرة الرقيقة منك لا اتحملها، ( تهجمت ملامحه للضيق) ثم بربك علياء ما هذا الذي ترتدينه؟
ازداد توهج عينيها العسليتين وقالت وهي تنظر الي الفستان ثم اليه
- فستان صيفي به...
قاطعها بفظاظة
- اري جيدًا واتفحص بعيون ذكورية كل ما هو ملفت للنظر وملفوف
شهقت بصدمة واضعة كفها علي ثغرها ثم استدركت لتقول بجدية
- لا تتواقح معي
فصل المسافة بينهما واقترب من اذنها هامسًا بصوت اجش دمر أعصابها المشدودة.

- هل اخجلتك، إذا توقفي عن ارتداء أشياء تفقد اعصاب اي رجل حار الدماء
ارتخي جسدها واشتعلت الأجواء من حولهما وهي تستشعر حرارة جسده، هي وهو ومسافة ضئيلة بينهما، تبتسم بإغواء حتى ترى مستوى قدراته للتحمل ليقابلها ابتسامة ماكرة وهو يبتعد ببطء عنها تاركا اياها تلتقط انفاسها، انتبهت الى صوت ساخر يقول
- يبدو أن هناك شخصًا وصل في الموعد
رمقته بعتاب وعبوس طفولي شديد لا يظهر سوي أمامه لينظف خالد حلقه وصاح حانقًا.

- آلي كفي عن تلك النظرات
تقدم سالم بخطوات هادئة نحو الواقف بترصد أمام باب المنزل ليحدجه خالد بنظرات قاتمة والآخر يبتسم ببرود، دلفا الى غرفة المكتب وصاح خالد بفظاظة
- تفضل ما الذي تريد قوله
جلس سالم ببرود على الاريكة وقال
- اين سيد زيدان؟
دس خالد يديه في بنطاله الجينز وهتف بعدوانية
- سيد زيدان لا يعلم أي شيء عن تلك المقابلة، ومن حسن حظك انك ما زالت في لندن والا كنت اغلقت أمر تلك الزيجة بضمير مستكان.

ابتسامه ساخرة تطرقت شفتي سالم وهو ينظر الي الثور المستعد للانقضاض عليه في اللحظة الحاسمة، رقعة حمراء او زرقاء لا يهم فهو في انتظار الاشارة الخضراء ليطيح به، شبك أصابعه وهتف
- ما الذي تخشى منه؟، افسادى لزواجك ممن كانت خطيبتي سابقًا سارة، وانتقم كالاحمق واندفع إلى شقيقتك
ثار الآخر وهو يتقدم نحوه ممسكًا بتلابيبه وهتف بعدوانية
- ايها البغل لا تتحدث عن زوجتي، لا تفكر حتى في نطق اسمها.

رمقه سالم بتفكه قبل أن يقول ببرود
- انت حار الدماء سيد خالد
تركه على مضض وهو يجلس في مقابلته، ليس اكرامًا منه بل للاخري التي تستمع بأذن مرهفة الحس خلف الباب ليهتف
- انا اجلس معك هنا اكراما لابنتي وشقيقتي ليس من اجلك، والزواج لن يتم دون موافقتي
هز سالم رأسه بلا مبالاة وهتف بصراحة
- اعلم، هذا شرط علياء للموافقة.

صمت خيم للحظات واطبق على أنفاس خالد، يتذكر توسلات سارة وعلياء بل وأمر ابن عمه بالتعقل، ايظنه مجنونًا هو متأكدًا ان رأي احدًا يحوم حول زوجته سيستعمل قبضته قبل لسانه، انتبه إلى سالم وهو يهتف بجدية
- لنعد الي امرنا، اسمع انا لم اقترب من شقيقتك اطلاقًا ولم أفكر بتلك السذاجة، رغم مشاعر الاحترام والأخوة التي تبادلناها انا وسارة سابقًا
اشتعلت عيناه بعاصفة هوجاء وهو يقبض على يديه بعنف.

- ايها الوغد أخبرتك أن...
صاح سالم بهدوء
- استمع الي ما جئت لقوله أولا وقرر بعدها
نظف حلقه وقال بصوت جامد.

- رأيت في سارة شيء طمعت بأن اناله، لقد كنت انظر اليها واقارن بنفسي حينما كنت في مثل عمرها كنت متهجمًا، عابسًا، بل غاضبًا بمعنى أدق لحياتي وعائلتي وابي، كنت منجذب فطريًا لها كرجل يطمع أن يذق طعم السعادة بعد مدة من تذوق طعم العلقم، استجابت لي وكانت المشاعر صريحة وواضحة لكنها لم تتجاوز اكثر من مشاعر صديق وأن تستند اليه فقط وياللعجب لم أكن أطمع بأكثر من ذلك، ( صمت للحظة وهو يرفع عينيه إلى العابس واسترسل ) لكن في ما فترة وجدتها مرتبكة بعد معرضها عصبية تثور من اقل كلمة لذلك علمت ما خبأته عني، ( صمت وهو يبتسم بشرود) يجب أن تراها وقتها حينما تذكر فقط اسمك جاء ذلك مرة حينما حدثتني عن الرحلة إلى ذلك المنزل، حاولت إخفاء مشاعري والعبوس من وجهي ولكن في اعماقي حاولت الشعور بالغضب او بالخيانة لكني لم اجد، وحينما علمت أنها ذهبت لرحلة بحرية بصحبة شقيقتها و شقيقتك ( رفع عيناه ينظر اليه وهو عاقدًا جبينه ) علمت انها كانت النهاية لذلك اصريت بالنهاية متمنيًا لكما السعادة.

تألقت عيناه الخاملة بوهج خاطف وهو يتذكر ملامح علياء وقال بابتسامة جذابة.

- لكن الأمر بات مختلفًا مع شقيقتك، أشياء غريبة حدثت لي وأنا أراها فجأة اقتحمت حياتي دون ادني انذار ( اتسعت ابتسامته وتحشرج صوته ) ويا له من احلي اقتحام مر ب حياتي التعيسه، لذلك لم اقدم علي اي تهور دون التأكد من صدق مشاعري وقوتها وطلبت فورًا الدخول في الزواج دون تطرأ لاي علاقة شائبة لأنني ما كنت لأرضي نفسي وديني بفعلها واستسلم لذلك التهور.

ذهل خالد وهو يري صدق عيناه ومشاعره الجياشة ل ابنته، انخرس للحظات وهو يعبث بأنامله في خصلات شعره، توقع منه أن يكون باردًا عمليًا لكن نبرة صوته في حديثه عنها، عيناه التي تعصفان جعله مبهوتًا أمامه، صاح ساخرًا بعد أن تمالك اعصابه
- حتمًا كنت ستجدني نزعت ما افتخرت به بيدي العاريتين
انصعق سالم للحظات من نبرته العدائية والمعني المستتر قبل ان ينفجر ضاحكًا
- ياإلهي لا اصدق ذلك
ثم استقام من مجلسه وقال.

- اظن اننا اتفقنا
استقام خالد بتكاسل شديد وهتف بامتعاض
- مرحلة الخطبة ستطول كثيرًا
غمز سالم عينه بشقاوة قبل ان يرد
- اشك في ذلك
تجهم وجهه للضيق وصاح بتحذير
- لا تحاول أن تثير سخطي ابدًا
نقرات خفيفة علي الباب قبل أن تدلف وهي تهتف بتوجس
- خالد
عاتبها بنظراته ثم نظر في بقعه معينه الي نجمته التي تبتسم بعذوبة أمامه، رقت نظراته وبادلها الابتسامه قبل أن يدير عينيه نحو شقيقته ساحبًا إياها بين ذراعيه وقال.

- آلي تجهزي ياعروس العائلة، الخطبة ستحدد بعد عودتي ( ثم صاح بتهكم ) وانسي الزواج في ذلك العام أو العام المقبل
صرخت علياء بسعادة وهي تقفز في عنقه وتتشبث به غافلاً عن عين اسودت قتامة لما حدث، لتهتف علياء بنعومة
- اروع خالد حظيت به في الدنيا
ربت على خصلاتها الناعمة وصاح بعنجهية
- اعلم وهل يوجد مني اثنين.

انفلتت ضحكات ناعمة خفق علي اثرها قلب سالم الذي ينظر لهما بعدائية شديدة لتلك الحميمية الشديدة بين الاخ واخته، لا يعلم أي شعور غبي يساوره من النظر إليهما ليتمتم بصبر
- هانت يا سالم.

اغلق عيناه بأرهاق شديد وكل عظمة في جسده تأن وجعًا، حل أزرار قميصه حتى منتصف صدره وارخى راسه على المقعد يتمنى الراحة لدقائق معدودة، هب من مقعده على الفور حينما اقتحم شخص غرفته، تقدم نحوها بلهفة وصاح معذورًا
- هند.

انكمشت هند وهي تلف ذراعيها حول جسده، تفجرت الدموع العالقة من عينيها وبكت بحرقة ادي إلى شعوره بسواط يسقط على جسده، اقترب دافنًا جسدها المتشنج اليه، تراخت عضلاتها بعد فترة وهو يمرر أنامله على وجهها وهمس
- مالك؟

انفجرت في نوبة بكاء أخرى، وهي تشعر ب لمساته الحانية، ودفء ذراعيه، تعالت خفقات قلبها المجنونة وهي تشعر بصلابة صدره على جسدها، اغمضت عيناها تكافح ذلك الشعور الذي يداهمها حينما تصبح قريبة منه، تشعر بانتمائها له، وكان أعوامها التي مضت كانت تبحث عن لفحة من عطره، غمغمت باختناق
- طلعوا عيلتي، عيلتي يا راشد
لمس وجنتيها ورفعها الى مستوى بصره و همس بدفء
- اهدي كده وفهميني.

عضت على شفتها السفلى بحرج، اخفضت عينيها عنه وهي تفيق الان من هذيانها، الصدمة التي اعترتها منذ ساعة قبل أن تقتحم غرفته، امسك ذقنها بأنامله ورفعها اليه لتنظر الي عيناه التي تبدي اهتمام وقلق بالغ لتهمس بسخرية
- عملت تحليل DNA وكان عندي شك، شك اني مش من بنتهم وإني سبب انفصالهم لكن للاسف طلع ايجابي، ايجابي يا راشد.

اختنق صوتها وعادت تلك الرجفة العنيفة لجسدها لتشعر بذراعيه تضم جسدها بقوة اكبر وحميمية أشد ل يقول بعاطفة
- حبيبتي اهدي، انا معاكي وعمري ما هسيبك ابدًا طول ما فيا نفس جوايا
تقهقرت، والتزمت الصمت لثوانٍ، يعدها بوجوده في كل نفس يلفظه، يعدها بحمايته وهي بجواره، يعدها أنها ستحظي بعائلة متكاملة، همست بنحيب.

- ليه كده يا راشد، مهما كان الجفاء والعداوة يسيبوني انا، طفلة صغيرة لوحدي لحد لما كبرت عايشة لوحدي مع تيته
زفر لحظات وهو يضمها بحناية اليه، لو طال به لزرعها بين جنبات صدره، هتف بعتاب
- وانا فين يا هند، انا ويامن
حدقت بعينيه الغائمتين ولمست لحيته وقالت
- انتوا عيلتي اللي عمري ما هسيبها، عيلتي اللي ربنا بعتهالي وعمري ابدًا ابدًا هسيبكم الا لو هخرج ب كفني.

أطبق شفتيه وتراجع علي ما وشك التفوه به بعزيمة، دفن وجهه في عنقها وهمس بصوت أجش
- ليه يا بنت الناس بتعملي فيا كده، بتوجعيني دايمًا
ترقرقت عيناها بفرح وهمست
- بحبك يا راشد، بحبك اووي
اختتمها بقبلة دافئة، متملكة على جبهتها وهو متأكد إن انجرف لمشاعره ستحدث فضيحة ويفقد هيبته أمام الموظفين، احتضن وجهها بين كفيه وقال بحماس
- جاهزة يا عروستي لحياتي وحياة ابني
اومأت رأسها عدة مرات وصاحت بصوت مختنق.

- جدًا وهقعد على قلبكم
انفلتت ضحكة خشنة منه وقال بعبث
- يا سلام هو انا هلاقي كل الحب ده من فين
صمتت للحظات قبل ان تميل تقبل وجنته اليسرى بامتنان شديد، أثقلت كل عواطفها في تلك القبلة ثم ابتعدت بهدوء لترى عيناه تشعان ببريق فضي سلب لب عقلها، قالت بارتباك.

- انا عارفة انك متضايق اني بشتغل مع شركة منافسة لمجموعتك خصوصًا انها هتدخل في حرب باردة، لذلك هند حسني قررت انها تسيب الشغل وتشتغل جنب عمي مرتضي، وعلشان يطمن تنيني اني مش بلفت الانتباه
غمغم بارتياب
- انا تنين!
تعلقت بذراعه واثقلت بجسدها علي جسده وهمست بنعومة
- ايوا تنين مجنح بس طيب اووي وبيحبني اووي اووي.

ثبت خصرها جيدًا مستشعرًا اقترابها وكل حركة وكل عضلة تلتصق بجسده، ارتفعت الحرارة في جسده ليصيح بنفاذ صبر
- هند احنا في الشركة
انفجرت ضاحكة وهي تبتعد عنه لتهمس بمشاكسة
- خلاص هستنى للفرح، ( تلون وجهها بالحمرة القانية وهمست ) شكرًا انك موجود في حياتي
امسك كفها ولثم باطنه وصاح بصوت اجش
- وشكرا انك في قلبي يا حياتي..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة