قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الختامي الثاني

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الختامي الثاني

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الختامي الثاني

اخبرهما السائق الخاص بقرب وصولهما إلى منزل المزرعة، تأمل الطبيعة الغربية والهواء البارد الذي تسلل إلى رئتيه ليلتفت إلى هند صائحًا بضيق
- هنتأخر كدة
ابتسمت هند بنعومة شديدة قائلة
- يامن اهدي، عشر دقايق وهنوصل
زفر حانقًا وهو ينظر إلى السائق العجوز الانجليزي ثم إليهم
- انا مش عارف الراجل ده ماشي بطيء ليه؟

يشعر بالتحفز والاثارة لمقابلة الصغيرة، من التي من المفترض ان تصبح زوجته كما يخبرهم دائمًا لكن أحب الشعور بالمسؤولية تجاه كائن صغير وهذا ما سيحدث بعد أشهر قليلة لقدوم اخت الي عائلته، نظر إلي انتفاخ بطن هند وبقي يعد الايام والشهور بفارغ الصبر، انتبه إلى صوت بوق عالي بجوارهم ليرفع بعينه الى سيارة عمة كريم الرياضية الحمراء، القي عمه سلام ثم زأر بمحركه لينطلق صوب المنزل تاركًا اياه يغلي كالمرجل، التفت نحوهما بحدة.

- شايفه عمو كريم وسلمي سبقونا
ثم عاد بعيناه الي انتفاخ بطن هند واقترب يلمس اصابعه عليها هامسًا
- امتى هتيجى النونو؟
ربتت هند علي بطنها وقالت
- كام شهر وهتنور العيلة
تألقت رماديته بوميض فضي ليرفع عينيه إلى والده الذي يضم جسد هند الي ذراعيه ليهمس بعبوس
- كان نفسي يبقي ولد بس مش مشكلة هعلمها اللعب معايا
ابتسم راشد وهو يغمز عينه لصغيره
- واثق انت
غمز الصغير بشقاوة
- اكيد يا بوص.

ثم عاد ينظر إلى طريق الريف الانجليزي، أخبره والده أن بعض الأعمال المشتركة بين العائلتين جعلهما يقتربان أقرب إلى حياتهما وما سهل عليه ذلك هو وجود سارة،
التفت هند اليه بعد ان لاحظت ان الصغير متشاغلاً النظر إلى الخارج
- اللي يشوفك كده ميشوفكش اول ما قولتلك الخبر
ابتسم بشرود وهو يتذكر حينما كان جالسًا علي مقعده يباشر عمله من خلال غرفة منزله لتتقدم هند نحوه وهي تتحدث بطريقة عملية شديدة
- راشد، انا حامل.

هو لم يكن بكامل عقله، بل منصب بكل تركيزه علي الاوراق والمحاسبات المالية واعطي فقط تهنئة باردة
- مبروك
استشاطت غضبًا من برودة أعصابه لتضرب بكلتا يديها على سطح مكتبه صائحة بوحشية
- راشد سيب الزفت ده وركز معايا، انت معايا باللي بقوله
خلع نظارته الطبيه وراقب عضلات وجهها المتحفزة علي الأنقاض ليرد بعقل غائب
- ايوا
أصبحت على شفا أن تخرج نيران مستعرة من انفها لتصيح بتهكم
- قولت ايه؟

ضيق جبينه بإمتعاض وبقي محدقًا في وجهها الثائر بلذة ليقول
- قولتي ايه؟
رمت ابتسامة صفراء في وجهه وقالت ببرود
- حامل
انتصب واقفًا من مقعده ودار حول المكتب ليصبح في مواجهتها وقال بذهول
- بتتكلمي جد!
دقت على الارضية الصلبة بقوة وصاحت بهدر
- هو الموضوع ده فيه هزار برده يا راشد.

لم يجد سوي شيء واحد يثبط شراستها، ذلك الشيء الوحيد الذي يجعل كل ثوراتها تخمد، استجاب بتحفز وهو يسحبها بقوة إلى ذراعيه مائلاً برأسه مقبلاً شفتيها بقوة، وعمق، ببطء أكثر، وعاطفة مدوخة
لهثت بشدة وهي تستند برأسها على كتفه وتحول جسده إلى كائن هلامي لم تجد سوى أن تتشبث قميصه بقوة هامسه بوهن
- راشد
غمغم باعتذار صادق
- اسف
افاق من شروده علي نظراتها الماكرة ليهمس بحرج من ذلك اليوم الذي لا تنفك الا وتذكره به.

- وعلي ايه ما الطيب احسن
رمت ابتسامة باردة في وجهه
- قولت كده برده
صاح يامن بمرح
- وصلنا يا بابا
توقفت السيارة أمام المنزل ليهرول إلى الواقفة أمام المنزل صائحًا بسعادة
- سارة
احتضنته بلهفة بين ذراعيها ثم سارعت بالتحدث إلى والديه وصديقتها المقربة الجديدة هند
- حمدلله علي السلامة، يا رب تكون الرحلة مريحة
همت هند بالرد ليصيح يامن
- هي فين؟
تحكمت في ضحكتها لتهمس ببراءة
- جوا.

لم يتردد يامن كثيرًا ليهرع الى الداخل، عادت بعينها اليهم قائلة بترحاب
- اتفضلوا
قابلهم على الباب زين الواقف بتصلب مد راشد يده بترحاب
- مرحبًا بك يا سيد زين، تشرفت بمقابلتك
غمغم زين ببساطة
- اهلا بك يا سيد راشد، اسعدني وجودك، الاصدقاء والعائلة مرحب بهم دائمًا هنا
ثم مال برأسه إلى زوجته
- مرحبًا بك سيدتي، ارجو ان تكون الرحلة مريحة
تمتمت ببساطة.

- نعم انها مريحة شكرًا لك سيد زين علي استضافتك لنا وعيد ميلاد سعيد للصغيرة
السائق تعامل ببساطة مع الهدايا الضخمة لتضعها الخادمة بعناية الذي غرفة للهدايا،
كاد أن يرد لكنه انتبه إلى صراخ وبكاء ابنته بقوة ليلتفت نحوها ليجدها قابعة على الأرض وبجوارها الصبي المشاكس، غمغم باعتذار
- اعذراني لحظة
اقتربت هند نحو يامن وهي تغمغم باعتذار خافت الي زين وهو حامل صغيرته لتلتفت بعتاب اللي يامن
- عملتلها ايه؟

نفخ يامن أوداجه بحنق وصاح بقرف
- انا مش عارفة بتبكى على ايه الزنانة ديه، ده انا يا دوب لمستها
التفت نحوها عند سماع صوتها وهي تهتف بنعومة
- بابا
راقب يامن بشغف ضم تلك الصغيرة بين ذراعي والدها وبقي متشوقًا على احر من جمر لقدوم صغيرة الى عائلته ليدللها كما يفعل الأب مع تلك، المائعة!
صاح بقرف شديد
- مايعة اووي
اقتربت سارة منه وهي تقرص وجنته بمشاكسة لطيفة
- شوفت بقي اللي بتصدعني بيها عاملة ازاي.

ألقي نظرة عابرة نحوها وهي تنفجر ضاحكة مع مداعبات ابيها ليهتف بإشمئزاز
- ديه مش ريد فيلفت بالشوكولا دي عرق سوس بالنعناع
- ابقى شوف مين اللي هيجوزهالك
صاحت بها سارة وهي تقترب من ذلك الصغير الذي يرمق الصغيرة بشرز ل تنظر إليه بأنفه، غمغم بحقد
- مش عايزها
لطالما يفاجئها ذلك الصغير بكلماته، قطبت جبينها بعبوس
- بالسهولة دي؟
تأفف وقد ضاقت به الأرض ذرعًا من تلك الماكرة التي ترسل نظرات باردة نحوه ليهتف.

- زنانة وهتصدعني، انا مش عايز اختي تبقي زي ديه
انفجرت سارة ضاحكة لتهز هند رأسها بقلة حيلة من ذلك الصبي البالغ، نظرت بطرف عينها نحو راشد الذي يتحدث معه أخيه لتعود النظر إلى صغيرها العابس بإشفاق وهو يبرطم ببعض العبارات الحانقة، نفس تهكم وعبوس راشد، كل شيء به يشبه راشد، انتبهت إلى قدوم سلمي نحوهم وهي تصيح بمرح
- ماذا يقول هذا الشقي؟
تهللت أسارير يامن وصاح بنعومة
- سلمي.

قبلت وجنته بنعومة ثم نظرت بطرف عينها الي صاحبة عيد الميلاد
- أرأيت الصغيرة؟
غمغم بحنق
- كابوس، انها كابوس
وضعت كفها على شفتيها مغمغة بأسف زائف
- اووه يا للاسف، تحملها قليلاً عزيزي
عقد ساعديه على صدره وهز رأسه نافيًا
- لن اتحملها ولا اريد رؤيتها
- اتتحدث عن ابنتي؟

صاحت بها ليان بدهشة وهي تكبح ابتسامة شقية تزين ثغرها، إنتفض جسد يامن بتحفز وهو ينظر إلى ليان بود حقيقي واحترام ونظرًا لوجود سلمي لم يجد سوى أن يتحدث بالانجليزية، اقترب منها بلباقة وهو يصافح يدها
- سيدة ليان، من الجميل رؤيتك
عقد عقلها مقارنة صغيرة بين اول مرة رأته وتلك المرة لتجد هناك فرق بين الشرق والغرب، ربتت على كتفه وهي تنظر الي هند بتقدير
- طفل مهذب
غمغمت هند بعبث.

- انه هكذا أمامك فقط يا حماته المستقبلية
انفجرت سلمي وسارة ضاحكتين ليصيح يامن بعنف
- لا يوجد مشروع زواج، انها مزعجة و مائعة ولا احب المائعات
كبحت بقوة تلك الضحكة لتهتف
- تعجبني صراحتك عزيزي، اعذروني دقيقة.

توجهت بخطواتها الثابتة الي زين وصغيرتهما وهي تبتسم بسعادة في وجه الجميع الذي حضر اليوم لعيد ميلاد صغيرتها، ذلك المجهود الجبار لم يكن لينفذ لولاه، راته يدغدغ صغيرته وهي تنفجر ضاحكة بملء فيها لتقول بمشاكسة
- لقد طار اول عريس
نظر نحوها من خلف كتفه وصاح متعجبًا
- اتريدين التخلص منها الان لياني؟

ثم صمت للحظات وهو يراقب ثوبها الأبيض الذي التف حول قدها بنعومة، لم يكذب أنه حينما نظر اول مرة للثوب في احدى مجلات الأزياء مع بعض التعديلات التي ستجري عليها ليناسب ليان أنه سيصبح رائعًا عليها، لكن هذا...
عجز لسانه عن وصف بدقة إلى هيئتها ليغمغم بصوت أجش
- لياني، تبدين فاتنة
نظرت الي الثوب ثم إليه لتهمس بمشاكسة
- تحب اللون الابيض زين
غمغم بنعومة وهو ينظر الي حجابها الملتف بعصرية حول وجهها
- والازرق.

اقتربت تفصل الحواجز بينهما لتسند بذراعها على كتفه والأخرى تداعب الصغيرة التي تلعب في لحيته المهذبة لتهمس بإغواء
- الأحمر؟
هز رأسه نافيًا
- اعشق الازرق عليكِ
ثم التفت إلى الجميع المشغولون بالحديث لتهمس
- ايوجد احد اخر؟
أومأ موافقًا
- نعم يوجد الكثيرون
اقتحمت ليلي كعادتها بمرح إلى بهو الاستقبال وهي تشكر الرب لوجود الخادمة التي اخذت علب الهدايا منها
- مرحبًا بالجميع.

التفت الي زين وعيونها تلمع بالسعادة لتهرع إلى ليلى قائلة
- مرحبًا بالثرية التي أصبحت مشغولة بالعمل
اندفع جسد صغير الي ساقيها قائلا بسعادة
- عمة ليان
هبطت ليان الي مستوي الصغيرة ومالت تطبع قبلة على وجنتيها الوردية
- اووه آنا، كم اشتقت اليك جميلتي
طوقت آنا ذراعيها حول رقبتها لتميل تطبع قبلة على وجنة ليان
- وانا ايضًا اشتقت اليكِ
انتصبت واقفة فورًا من نظرة زين الحارقة الذي أصبح على مقربة منها، غمغمت نحو آدم.

- مرحبًا آدم، تسرني رؤيتك
صاح آدم بمرح وهو يضم خصر ليلي نحوه
- مرحبًا ليان، ما اخبار الأبوة زياد؟
قبل زين ارنبة انف صغيرته الساكنة بين ذراعيه وقال وعيناه تومضان بالسعادة
- ليست سيئة
اقتحم يامن تجمعهما متوجهًا نحو الفتاة الشقراء الخجولة
- اوعي المزة الجديدة
عبست ليلي ونظرت بتفحص نحو ذلك الصبي
- معذرة!
هزت ليان كتفيها بيأس لتتابع وهي تراه يقدم يده نحو الصغيرة قائلاً
- يامن.

بتردد وخجل اكمن انا نظرت الى والديها لترى منهما نظرة مشجعة لتعود بنظرها نحو الصبي قائلة
- آنا
زفر بارتياح كونها لم ترفضه كما فعلت تلك المائعة ذات عيون زرقاء لا تشبه عيناي اللطيفة آنا، اقترب من والداتها قائلاً
- وانتِ من المفترض ان تكوني والدتها اليس كذلك؟
حدقت ليلي نحوه بإعجاب شديد
- من هذا الصبي الوسيم؟
غمغم يامن بثقة
- زوج ابنتك القادم.

حدقت ليان نحوه بذهول لتنظر بطرف عينها نحو هند التي هزت رأسها يائسة لتهتف بصدمة
- ده انت مصيبة
صاح صوت مرح آخر لفت انتباه الجميع
- هل يوجد من مرحبين يا اصدقاء؟!
رفعت عينيها نحو الواقفة أمام عتبة المنزل وهي تسلم بعلبة ضخمة مثل بقيتها إلى حجرة الهدايا، تمتمت بذهول
- لا لا، لا اصدق عيناي
ثم اقتربت نحو زين لتدمع عيناها بفرح
- اجلبتها هي ايضًا؟

لم يكن يريد ذلك اليوم أن يمر مرور الكرام بدون اجتماع جميع احبائها واصدقائها، يكفي زواجه الصامت منها واعتراضها التام على وجود حفل زفاف بعد ولادة صغيرته، غمغم ببساطة
- نعم، انها صديقتك
ابتسمت بنعومة نحوه وقالت بتساؤل
- كيف علمت؟
اقترب هامسًا في اذنها بنبرة ذات مغزى
- لا يوجد شيء بك لا أعلمه لياني
سارعت ليان الاقتراب من صديقتها التي أصبحت تحدثها عبر تطبيق الواتساب لتحتضنها بمودة
- نورتي البيت، اتفضلي.

ابتسمت نور امام وجهها وقالت وهي تنظر خلفها
- لم آتي بمفردي بل جلبت معي زوجان
ثم أصدرت صفيرًا عاليًا لتتقدم جاسمين بجوار كمال ومعها حقيبة ضخمة من الهدايا تم التعامل معها مع الخادمة، همست جاسمين بحياء
- مرحبًا ليان
حدقت نحوهما ببلاهة وهي تحاول ان تعرف ما علاقة نور ب جاسمين، افاقت من شرودها علي اقتحام ليلي بعدائية نحو جاسمين
- أيتها الحقيرة
سارعت جاسمين بإلقاء جسدها بين ذراعي ليلي
- اشتقت اليكِ صديقتي.

سبتها ليلي بعنف ثم صاحت بحنق
- اللعنة تخبرنا بزفافك ثم تختفي كالزئبق والحجة هي شهور عسل وليس شهر واحد والآن نراها دون أي طفل بجوارها
انفجرت جاسمين ضاحكة وقالت
- انتِ كما انتِ لم تتغيري
ضيقت ليلي عيناها نحوها بقوة لتغمغم
- يوجد حديث آخر بيننا
ألقت سلمي نفسها بين ذراعي جاسمين لتصيح موبخة
- سنعاقبها بقسوة ليلي، وانت كمال ستعاقب على ما فعلته بصديقتنا
حدق كمال نحوهما بدهشة وصاح.

- انا، لم افعل بل هي التي جعلتني الف البلاد لتوافق علي
ربتت ليلى على كتف جاسمين قائلة بفخر
- إنها صديقتي
توجهت جاسمين نحو ليان لتعانقها بمحبة وبقت ليان تحدق في جاسمين، إنها متفتحة وسعيدة بوجود كمال بجوارها، غمغمت جاسمين باشتياق
- اشتقت لكما عزيزاتي
صاحت ليان بتساؤل
- كيف تعرفتما على نور
اقترب كمال ضامًا جسد جاسمين بين ذراعيه لينظر إلى نور بامتنان
- نور هي السبب لجمعنا معًا
حدقت ليان نحو نور وقالت.

- مصلحة عاطفية؟!
اتسعت نور ابتسامتها وهي تهز رأسها موافقة لتهتف ليان بتوجس
- هل اتيتِ بمفردك؟
هزت رأسها نافية
- لم اتي وحدي لكن أمير قال ان سيركن سيارته، ااه ها هو قد جاء
صاح أمير بمرح
- صباح الخير للجميع، اين هي صاحبة عيد الميلاد؟
رفع زين يد ليان وقال
- هنا
اقترب امير ضامًل، جسد الصغيرة بين ذراعيه ويا للدهشة لم تصرخ، لم تبكي، بل بقت تحدق به بفضول حتى استسلمت لمداعباته وهي تسمعه يقول.

- انظري لتلك الصغيرة، انها رائعة
اقتربت ليان نحو نور لتمسك كفها وهي تري عيناها تنظر بسعادة إلى العلاقة الرائعة التي تكونت بين صغيرتها وأمير
، انتبهت نور نحوها لتهمس ليان
- طمنيني عنك
غمغمت نور بثبات
- أملنا كبير في ربنا، والحمدلله على كل حال
تلعثمت ليان للحظة وهمست بحرج شديد
- انا، انا
انفرجت أسارير نور وصاحت بسعادة تملع من عيناها
- حامل، باركيلي
غمغمت ليان بدهشة
- بجد؟

اسرعت معانقتها وهي تسيل بالتهاني والقبلات لتهمس نور بصوت متحشرج
- بعد ما رضيت باللي ربنا كتبهولي، ربنا طلع كريم اوووي معانا
تشبثت ليان بيدها أكثر لتستمع إلى صوت علياء المرح
- هيا يا رفاق، يبدو أن صغيرتنا شعرت بالضجر.

راقبت بعيون فخورة الي زوجها الذي يلبي طلبات اميرة الحفل، جميع من تعلمهم متجمعون حول احتفال طفلتها لعامها الأول، لم يخلو الجو من مشاكسة يامن نحو الجميع وبعض المزاح الثقيل من خالد لسالم، للحظة تمنت وجود البقية، وجود العم زيدان الذي تحجج بالسفر إلى لندن لعمل هام، والدتها ووالدها ثم ندي وطفلها وابن عمها، أغمضت جفنيها وهي تزيل دمعة حارة التي هبطت بخبث الي وجنتها لتهتم بالجميع من حولها وحينما هم الجميع بترديد عبارات عيد الميلاد قاطعهما صوت رجولي.

- هل ستبدأوا الاحتفال من دوننا؟
وقع على مسامعها صوته، ارتفعت عيناها نحو زين الذي ابتسم في وجهها لتلتفت الي أبيها ووالدتها وعم زيدان و، عم حمزة!
هرولت الي ابيها وهي تسارع بمعانقته بمحبة
- بابا
ضمها ابراهيم بين ذراعيه ومال يقبل جبهتها بحنان لتهمس بصوت متحشرج
- وحشتني جدًا
- وانتي اكتر يا بنتي
ثم استدارت نحو والدتها لتغرس نفسها بين ذراعيها، مغمغة
- وحشتوني اووي
مسحت سعاد دموعها العالقة وهمست.

- وانتي اكتر يا قلب ماما
رأت سارة هي الأخرى تسرع بإحتضانهما معًا في آن واحد لتبتسم في خفة وهي تقترب من الرجل الأشيب صائحة بسعادة لقدومه
- عمو حمزة
ابتسم مرحبًا وهو يحتضن كفها بين يده بمحبة
- كل سنة وهى طيبة
هزت رأسها بإيماءة
- وحضرتك طيب، غيبت فترة طويلة اووي
ابتسم بحنان وقال بنبرة ذات مغزى
- كنت في فترة تقاعد، مهمتي وقتها انتهت.

احمرت وجنتيها وهي تتطلع بعيناها نحو زوجها الذي رحب بحرارة إلى عائلتها، خفق قلبها حبًا وولعًا نحوه، لتعيد النظر الى ثوبها ثم اليه،
صاح زيدان حينما اقترب مقبلاً وجنتي حفيدته ليان
- انظروا ماذا أحضر جدو اليوم لعيد ميلاد صغيرته
تطلعت ليان بانبهار إلى كعكة أكثر ضخامة من السابقة، لتصفق يدها بمرح
- حلوي
مال يقبل جبهتها هامسًا
- عيد ميلاد سعيد صغيرة عائلة الحديدي
التفت ليان نحو والدتها هامسة
- ماما.

ابتسمت ليان وهي تقترب من صغيرتها تشير بيدها إلى مقدار صغير
- قطعة صغيرة
هزت الصغيرة رأسها بسعادة وهي تصرخ بسعادة ليستمعا إلى صراخ علياء الحانق
- ستفسد الحلوي، هيا
تأبطت ليان ذراع زوجها لترفع بأناملها تطبع قبلة ناعمة على وجنته هامسه
- شكرًا واحبك
عيناه تبوح بالكثير، الكثير مما ستحظيه حينما يصبحان بمفردهما، دندن الجميع بسعادة كلمات عيد الميلاد،.

رفعت عيناها نحو السماء ثم الي الجميع هامسه لقد حققت امنيتك جدتي، المنزل لا يسوده سوي الحب والدفيء وهذا ما ساحرص عليه في اعوامي القادمة
انتبهت الي ذراع زين الذي أحاط خصرها، لتنظر الي ليان التي تصرخ بمرح مع عمها وشقيقتها، صاح بصوت قوي جاذبًا انتباه الجميع
- اود ان اجذب انتباهكم يا اصدقاء
رفعت عيناها نحوه لتجده عيناه تلمع بسعادة وعطاء شديد، استرسل بصوت هاديء.

- قررت انا وليان اقامه حفل زفاف تعويضًا عن المرة السابقة وبما أن الجميع هنا اردت ان اعترف ان ليان لها فضل كبير علي ما اصبحت عليه الان
صفر كلا من خالد يامن ودوي تصفيق حار من الجميع ليحتقن وجه ليان خجلاً حينما صاحت سارة بوقاحة
- اين ستقضيان شهر العسل؟
زمجرت بين انفاسها
- سارة
ابتسم زين ورد بلطف
- سنذهب الي بلد احببت رؤيتها للمرة الاولي.

انهالت مباركات من الجميع وكأن حفل عيد ميلاد تحول الي ذكري احتفال زواجهما، عادت ليان القديمة التي تخجل من اي اطراء او تعليق وقح وكل ذلك بفضله، بالكاد تخلصت من الحشد لتقترب منه هامسه بقلق
- ماذا عن ليان؟
ضم وجنتيها بين كفيه وهتف بصوت ناعم
- سيهتم بها الجميع، لا تقلقي لن تبكي، السفر لمدة اربعة ايام اريدك ان تستغليه جيدًا كي اجلب زياد
دفنت وجهها في عنقه وهي تغمغم بحرج.

- لا اريد ان اصاب بزيادة الوزن مرة اخري زين
لثم جبهتها بعمق واجاب
- احب قوامك ليان
ثم مال هامسًا في اذنها بوقاحة
- وضعت في الحقيبة عدة منامات زرقاء جديدة علي ذوقي عوضًا عن الذي اتلفته بيدي
ضربته علي صدره موبخة
- زين
اجاب بنبرة اجشة
- احب الازرق عليكِ
اراحت رأسها تستمع الي نبضات قلبه الخافقة من اجلها، تعشق ذلك الرجل وبقوة، لم يكذب حينما اخبرها انه روحها، استمعت الي ضحكات صغيرتها بصوت ناعم
- بابا.

غمغم زين بسخط
- ذلك الطفل بدأ يثير سخطي
راقبت ليان صغيرتها ويامن، تتعجب من استسلام صغيرتها للصبي لترفع عيناها نحوه هامسة بمشاكسة
- انها مستمتعة معه
اقترب يامن نحوهما وهو يضم جسد الصغيرة بعناية بين ذراعيه ليقول بجدية
- سيد زين، سيدة ليان، اعتذر واسحب ما بدر في كلامي سابقًا، تلك الطفلة المسماة ب ليان مزعجة ومائعة ولكنها شرسة وهذا اكثر ما احبه في الفتيات.

نظرت بطرف عينها الي نظرة العداء الخالصة من زين الي الصغير، لتهتف بسرعة
- وماذا عن آنا؟
صمت للحظات ثم هتف بصراحة
- انها خجولة اكثر عن اللازم، ثم كنت افضل ان يكون شعر ليان اسود لكن لا مشكلة بالشعر الاشقر ما دامت ستتحدث بالعربية مثلي
لاحظ ابتسامة صغيرة تشق شفتي ليان لينظر الي حماته المستقبلية بأمل
- اذا، هل ستوافقون علي طلب زواجي؟
- اعتذر يا صغيري لكن الطفلة ستتزوج بأبني.

التفتت ليان الي الصوت المرح الذي صدح خلفهما لتصيح بدهشة
- ندي!
ابتسمت ندي وهي حاملة طفلها الصغير لتهمس بأعتذار
- اسفه علي التأخير لكن للاسف العربية عطلت بينا واحنا في الطريق
هزت رأسها بتحيه نحو شهاب ثم التفت الي ابراهيم الصغير الذي يقارب عمر ابنتها وهمست بإنبهار
- يا ربي ما شاء الله، حبيب عمتو ده يا ناس
صاح يامن بعبوس
- لا، الفتاة لي، وسأتزوجها
انفجرت ليان ضاحكة وهي تهتف بمشاكسة نحو زين.

- إنه مُلح علي طلبه
اقتربت هند محرجة منهما وصاحت بعتاب
- يامن
التفت يامن بحدة وهو يضم الصغيرة التي تعبث في خصلات شعره الطويلة ليقول بجدية
- هند، قوليلهم اني جد في كلامي
مالت ليان نحو يامن وهمست بعقلانية
- حسنًا يا زوج ابنتي المستقبلي، سانتظرك حينما تكبر بعد ٢٠ عام ونري ان كنت تريدها حقًا ام لا
هز يامن رأسه موافقًا
- موافق
ارسلت غمزة سريعة الي زوجها ثم التفت الي هند وبادرت بمشاكسة
- بشبهه عليكي.

انفجرت هند ضاحكة وهي تضم يدها حول بطنها لتهز رأسها نافية
- اووه لا ده كان زمااان
ثم تابعت بعيون لامعة وهي تراقب راشد الذي اختلط بالرجال وخصوصًا سيد زيدان
- انا مش مهتمية غير بعيلتي اللي حواليا وربنا يقدرني واسعدهم دايمًا زي ما بيسعدوني
صاح صوت زين بقوة
- ليان
همست بعبارات خافتة نحو هند
- خدي راحتك، عن اذنك.

اقتربت من زين الذي سحب ذراعها متوجهًا بها نحو الخارج وهي تسير بجواره في طواعية، فتح باب السيارة لتجلس الي مقعدها ثم دار حول السيارة يتخذ مقعده خلف المقود ينطلق بسيارته خارج المنزل، بل خارج القرية لتهتف ليان
- الي اين؟
بقي محدقًا الي الطريق امامه وقال ببساطة
- سنهرب الان
تمتمت بذهول
- ماذا؟
وكأنها لاتعلم
وكأنها جاهلة بما يبوح عيناه.

تلك العاطفة، ذلك الوعد القادم من عيناه، تلك الذبذبات التي بينهما، رفع عيناه نحوها وهمس
- لا اريد اضاعة ساعة واحدة لتلك المدة القصيرة
عبست متسائلة
- الحقائب؟
رد ببساطة
- في حقيبة السيارة
لاحت عليها ذكري قبلته التي اذابت عظامها داخل سيارته، تلك القبلة التي تود اعادة تجربتها الان في السيارة علي قارعة الطريق، اقتربت تضع يدها علي كفه الموضوعة بحرة علي فخذه لتهمس بسعادة
- شكرًا علي كل ما فعلته لي اليوم.

قبل باطن كفها بنعومة وهو يردف بإمتنان
- بل شكرًا لك علي كونك اساس في حياتي، وشكرًا لانك ملئتي منزل جدتي بالدفء مرة اخري
تلك المرة تشجعت لتجلس علي فخذه تلثم جانب شفتيه وبصوت مغوي همست
- ما رأيك ان نجلب توأم؟
ركن سيارته علي جانب الطريق والتفت نحوها، مركزًا جميع حواسه عليها، ضم ذراعيه حول خصرها ليميل مقبلا شفتيها بخفة
- اثنين؟
تمتمت بمشاكسة
- نعم، من يعلم ربما يصبحن فتاتين
قاطعها نافيًا.

- لا، ساحرص علي جعله ولدين
شدت ياقتي قميصه نحوها لتضغط شفتيها علي شفتيه في قبلة ناعمة، مترددة، خجله كونها المبادرة سرعان ما احاطها بعنفوان وقوة، تمسكت بكتفيه بقوة وعادت نفس عنفوان مشاعره ولهفته في تلك القبلة مثل تلك المرة التي استسلمت بقوة الي طلبه، ابتعدت لاهثة واضعه رأسها علي كتفه هامسة
- من الاحري لك ان تسرع زين كي لا نقوم بعمل فعل فاضح في الطريق
غمغم بموافقة
- انتِ محقة.

للحظات يحاول ان يستعيد وعيه من لمسات جلدها الناعم، رجفة جسدها القوية في كل مرة يقترب منها، شهقاتها وآناتها الناعمة بين شفتيه واستسلامها الرائع بين ذراعيه، اطبق شفتيه بسيطرة وهو يعود لرشده ليعود التحكم في المقود ليشق بطريقه متوجهًا نحو وجهته المحددة.
سأقولُ لكِ أُحِبُّكِ..
عندما أبرأُ من حالة الفُصَام التي تُمزِّقُني،
وأعودُ شخصاً واحداً،
سأقُولُها، عندما تتصالحُ المدينةُ والصّحراءُ في داخلي،.

وترحلُ كلُّ القبائل عن شواطئ دمي،
- نزار قباني
يقولون ان النهايات السعيدة هي للقصص التي لم تنتهي بعد، اخالفك الرأي عزيزي، فالنهايات السعيدة تأتي حينما نتخلص من العقبات في حياتنا، تلك العقبات التي تقف ك حجر عثرة في طريقنا والمرء بنفسه هو من يقرر متي يتخلص من تلك العقبات
إلي اولئك الذين يقولون ان الحب شيئًا عقيمًا
الي اولئك من يقنعونك بعدم وجود الحب
الي اولئك الذين يتخذون الحب متاجرة
تبًا لكم،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة