قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الختامي الأول

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الختامي الأول

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الختامي الأول

الي من انتظر نهاية تلك الرحلة
الي من تحمل وصمد معي خلال اشهر كتابة الرواية
الي كل رأي ونقد بناء ساهم بتحسين وتطوير كتابتي من بداية نشر اول فصل من زوجتي الشرقية حتي ختام الجزء الثاني
شكرًا لكم جميعًا.

أحبك: كلمة من أربعة أحرف، كلمة تود المراهقات سماعها دومًا من شخص ساحر، خارق للطبيعة يأتي من بين خطوط وردية.
أحبك: كلمة سهلة على اللسان، كلمة تنفجر بها ينابيع من العشق المختزنة داخل كل كائن حي لم يطأ العالم الحقيقي بعد.
أحبك: كالعلكة يقولها أي شخص ساحر، فاتن لتسقط ضحايا من المراهقات الساذجات او المتعطشات الي الحب.

أحبك: من السهل سماعها، تتردد في الاذهان لكن من يمتلك مشاعر قوية يجد لسانه يتعثر في قولها.

الحب والحرب وجهان لعملة واحدة، سواء تم سلب الراء او وضعها فهي لا تختلف كثيرًا، اذ انه ذا معنى واحد وبنفس التأثير الذي يخلفه.
ليس ما هو يخطف البصر فهو ساحر، وليس كل ما هو غامض فهو جذاب، وليس ما هو ذكر يطلق عليه رجل.
العالم هنا يريد شيء واحد للمرأة كي تسير علي استقامه معتدلة بدون اعوجاج او خشية هو سحق قلبها،.

ادفني مشاعرك يا عزيزتي تحت الرماد ولا تتركي الباب خلفك مواربًا فالسارق هو من يذهب إلى البيوت خلسة اما الفارس فهو من يدق الباب.
بعد مرور عام،
يقولون أن الفتاة حبيبة والدها، هذا المقولة صحيحة مائة بالمائة، والدليل هنا ملموس لمشاغبة الصغيرة لوالدها، اتكأت برأسها على مقدمة الباب وضمت ذراعيها إلى صدرها تنظر بشغف ومرح الي حلقة اليوم.
ثبت زين الصغيرة وهو يغمغم بجدية
- ليان توقفي عن هذا، لا تغضبي بابا صغيرتي.

تألقت عيناها الزرقاوتين شاخصة انظارها بشغف الي ابيها لتهمس بصوت ناعم
- بابا.

ضيق زين عيناه بشدة إلى ماكرته الأخري، انها تتنافس مع ليانه بشراسة في ذلك المكر الطفولي، وصوتها المغناج دائمًا يضرب في الوتر الحساس الخاص به، لطالما عيناه تغيم بعاطفة ابوية أثر كلمة بابا ، تعلم ان بعد تلك الكلمة جيدًا انه دائمًا يميل ويرضخ الي طلبات اميرته الصغيرة، رفعها إلى ذراعيه لتصبح في مستوى طوله، انزاحت غيمته العاطفية لينظر الي صغيرته بجدية شديدة
- ابدًا ليان، انه وقت النوم صغيرتي.

رضخت مستسلمة وهي تطوق ذراعيها الصغيرتين حول عنق والدها، مائلة برأسها علي كتفه العريض تصدر تنهيدات ناعمة وهو يهدهدها استعدادًا إلى النوم، وحينما شعر بارتخاء يدها قام وضعها بعناية علي مهدها ومال يطبع قبلة ناعمة على رأسها هامسًا
- نومًا هانئًا يا قلب بابا.

زفر بحرارة وهو يتأملها بشغف، يرى كيف كبرت في عامها الأول، بل جعلت لسانه يلجم حينما نطقت بأسمه هو، يتذكر حبوها في كل يوم حين عودته الى المنزل، ينعم بسلام آمن حينما يضمها بين ذراعيه، مسد عنقه وهو يتذكر الأخرى التي تنتظره في غرفة النوم، دار على عقبيه مغادرًا ليتخشب جسده برهة وهو يتساءل في خفوت
- متى جئتِ؟

تراه مثل كل ليلة حين عودته إلى منزل الجدة في المساء، مستنزف، عيناه غائمة بالحب والشبع، هزت كتفيها بلا مبالاة
- منذ تدلل تلك الصغيرة عليك يا قلب بابا.

تأملت غرفة الصغيرة بعيون لامعة وهي تتذكر كل اثاث اختارته معه لتعود عيناها إلى زوجها، والد صغيرتها، سترته ملقاة بإهمال على الأرض و ازرار قميصه محلولة حتى منتصف صدره ومشمرًا اكمام قميصه إلى ساعديه وشعره المشعث اضافه شيئًا من البرية العنيفة ببساطة هو، مهلك، فوضوي، جذاب.
تورد تصاعد الي وجنتاها أثر عيونه المتفحصة الى ثوبها، عدلت الشال على كتفيها لتغمغم بنبرة جادة.

- تتفقان كثيرًا، بل حقًا تتفقان معًا علي اكثر الاشياء التي تثير جنوني
عيناه مشطت جسدها بمنحنايته الرائعة والانثوية بتوق شديد، فستانها القرمزي لم يزيدها سوي بهائًا، ساقيها المهلكتين تتوسلانه لالتماسهم، شعرها الفوضوي تجبرك لدفن وجهك لتشم عبير عطرها، شفتيها المرتعشتين تجبرك علي الالاف من القبلات التي تسكر العقل، سار نحوها وهو يغمغم بنبرة اجشه
- ليان.

راقب عيناها الواسعتين بأنفاس مسلوبه، احتضن وجهها برقة بين كفيه ومال علي جبهتها مغمغمًا
- توقفي عن الغيرة لياني، توقفي حبيبتي
تلك الرجفة التي تصيب جسدها بالدوار والاستسلام الذي تشعر به في حضرته، لطالما علمت انه خطر عليها، وعلى نبضات قلبها، لهثت بشدة وهي ترد
- انا لا اغار يا قلب ليانك، انا فقط اكبح تلك الشقية كي لا تصبح مائعة
رفع ذقنها بانامله وغمغم بعبوس
- مائعة!
حاوطت عنقه وهي تهمس بغنج.

- نعم مائعة، الا تعلم انها تحبك لانك ترضخ بكل ما تطلبه
يعلم لعبتها جيدًا وهو اكثر من مرحب لتلبيتها، مال ليقبل شفتيها الا ان صوت الماكرة ارتفع بعبس طفولي
- بابا
شتم من بين أنفاسه وعيناه تنظر إلى ليانه المبتسمة بمكر، نظر من خلف كتفه وقال
- عيون بابا انتظريني
عاد ببصره نحو المبتسمة وقال بنبرة ماكرة
- انتظريني
مال يلتقط شفتيها بخفة لتزجره موبخة
- الفتاة زين.

عاد يقبل شفتيها بقوة وأكثر عمقًا وأشد عاطفة ليبتعد يائسًا
- انتظريني لياني
ابتسمت وهي تهز رأسها موافقة ليستمع إلى نداء الصغيرة تصيح ببكاء
- بابا
انتسلت ليان من احضانه لتعود الى الغرفة الرئيسية مستمعة الى صوت زين الناعم
- هيا لننام صغيرتي.

بعد حوالي ساعة ونصف نامت مره اخرى، تلك المرة متأكد انها تأكل الارز مع الملائكة كما تقول ليان، كون صغيرته تنام بعد محاولاته التي باءت بالفشل جعله فخورًا من نفسه، ليانه محقة ستصبح مائعة، أغلق باب غرفتها ليلتفت برأسه إلى النائمة على الفراش، خلع بنفاذ صبر قميصه وانضم إلى الفراش ساحبًا إياها بقوة إلى ذراعيه، هامسًا بنعومة
- ليان
لم يتلقى رد، عبث في خصلات شعرها الفوضوية ليقترب هامسًا في اذنها.

- اعلم انك لستِ نائمة
تمللت بين ذراعيه لتزيح خصلات شعرها عن عينها هامسه
- هل نامت مدللتك؟
نبرة صوتها الجامدة جعله يعبث في منامتها القرمزية الرقيقة بجنون وتهور، غمز بنبرة ذات مغزى
- نامت، لكن لياني تحتاج الى النوم.

تفحصت عيناه اللامعة بأنفاس محبوسة، لا تريد أن يرتد طرفها كي تتمتع بأطول فترة ممكنة من النظر لذلك البريق اللامع، اقتربت حتى لا يكاد يفصلهم سوى إنشات، تتنفس انفاسه، تشعر بتلك الهالة القوية المحيطة بهم، تلك الحبائل التي تربطهم جيدًا دون تدخل من الاخر، رفعت اناملها تتحس خشونة لحيته مقابل نعومة جلدها لتهمس
- عيناها تلمعان مثلك، تعلم تلك الزرقة البراقة تجعلني اشعر بالقشعريرة كلما تقابلت اعيننا.

تسارعت انفاسه ليضع كفه اسفل عنقها والاخري علي وجنتها ليميل بغتة يقبل شفتيها، بينما جذبتها يديه الى صدره بقوة واحاطتها ذراعيه بأحكام، ابتعد لاهثًا
- وكأنك لا تعلمين سحر القهوة عليّ
تنفست بهدر واضعة كفها على مضخته الثائرة، تتحكم في انفاسها المسلوبة بقوة، تحاول أن تمقع ذلك التورد من وجنتيها، ولكنها تفشل في كل مرة رغم انه اخبرها انه يعجبه ذلك التورد الذي يزين وجنتيها جراء قبلاته، غمغمت بجرأة.

- وما هو سحر القهوة عليك زين؟
همس أمام شفتيها التي تحمل أثر علامته
- يجعلني أود ارتشافه كل مرة، كل مرة بنفس العمق، بنفس مقدار الشغف، بل يزداد شغفي بك لياني
ذابت، استسلمت، رضخت، عيناها الضارعتين تنظران اليه بعاطفة جياشة تريدان منه المزيد، وهو اكثر من مرحب للمزيد.
نامت مستندة برأسها على نبضات قلبه واناملها تعمل على ملامسة عضلات ذراعه لتهتف بعبوس شديد.

- أعلمها كلمات العربية لكنها لا تستجيب لي، اناديها بالعربية لا تلتفت لي لكن حينما تناديها انت بلغتك البريطانية الجذابة تلتفت فورًا
ما زال دائخًا بتلك الحلوى، بذلك الانفجار الذي حدث الليلة، لمس كتفها العاري وصاح
- أنحتاج دروسًا أنا وصغيرتي؟
رفعت عينيها الى مستوى عينيه لتغمغم بعبث
- نعم، دروسًا مكثفة عزيزي
ارقدها على الفراش ومال جاثمًا فوقها قائلاً
- لما لا نبدأ الآن؟!

انفجرت ضاحكة بصوت مغناج متعمد، لتطوق ذراعيها عنقه هامسة بدلال
- زين، حبيبي
راقب بافتتان إلي خصلات شعرها التي انتشرت بفوضوية أهلكت نبضات قلبه علي الفراش، عنقها البض وبداية صدرها العاري المغطي بملاءة لعينة، تنهد بحرارة ليقول وهو يحاول ان يشتت نفسه بعيدًا عن تلك التي بين يديه الذائبة بإستسلام
- عيد ميلاد ليان غدًا
هزت رأسها قائلة
- اعلم
- سيكون هناك الكثير من الأشخاص
هزت رأسها مرة اخرى
- اعلم.

ثم تابعت بمشاكسة لطيفة
- وبعد نصف ساعة ستصرخ الصغيرة طالبة النوم في أحضانك
يعلم تلك النقطة التي تريد الوصول اليها، مال علي وجهها قائلاً بنبرة ذات مغزى
- وهذا ما أفعله لياني
اتسعت ابتسامتها لتنفجر ضاحكة بمرح، استقامت جالسة لتهجم عليه هامسة
- احبك
احتضنها بين ذراعيه مغمغًا
- اذوب بك عشقًا لياني
- بابا
خرج ذلك الصوت نشاز عن اللحن الناعم اللذان يسمعانه، ليسب زين بحنق
- اللعنة
عبست أمام وجهه قائلة بعتاب
- زين.

زفر بيأس يتذكر كثيرًا نصائحها عن عدم اطلاق اي شتائم أمام وجه صغيرته التي تعلمت النطق منذ شهرها السابع، خلل أنامله بقسوة
- اسف، لكن تلك الماكرة من المؤكد أنها تعلم أنني أحاول منذ فترة اجلب شقيق لها
ابتسامة شقية تلألأت شفتيها لتهمس بإغواء
- عليك ان تبذل مجهود أكبر كي تستطيع النوم لساعات أكثر
وافقها قائلاً
- اووه، نعم، هذا جيد
مال ليطبع قبلة على شفتيها ليستمع إلى صراخ ابنته
- بابا.

وأدت ليان تلك الضحكة من شفتيها وهي تراه يستقيم واقفًا هارعًا الي غرفتها قائلاً
- قادم صغيرتي
مطت ذراعيها بتكاسل متمتمة بنعومة
-هتوريك النجوم في عز الضهر يا حبيبي.

الجميع يعمل على قدم وساق لعيد ميلاد الحفيدة الأولى لعائلة الحديدي،
صاحت علياء بصوت جامد إلي الذي يعتلي الدرج
- سالم، لا اهبط بهذة الزينة قليلاً، قليلاً، أوه نعم هذا جيد
ابتسامة راضية زينت ثغرها وهي اخيرًا قد جمعت شقيقها وزوجها ولو في عمل بسيط، نقلت بانظارها إلى الذي يسب ويشتم في كل مرة علي ذلك العمل الذي لا يناسب وضعه لتغمغم بحدة.

- خالد، هذا غير متساوي، اريده علي نفس التساوي لا اريد شيء أعلى قليلا من الاخر
اطلق شتيمة بذيئة ثم دار وجهه بحده قائلاً
- بربك آلي، إننا في الردهة من سيهتم بذلك الأمر، الحفل في الحديقة الخلفية
هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة
- عزيزي، يجب الاتقان في العمل
تأكد من سلامة الزينة ليهبط من الدرج قائلاً بنزق
- كونك سيدة تمتلك متجرين، لا يجعل الامر ان تجبريني على عمل ذلك الشيء السخيف.

- أأسمع تذمرًا من سيادة القبطان؟!
صاحت سارة بمشاكسة وهي تتجه نحوهم لتسأل علياء
- هل جميع الاشياء جاهزة في المطبخ؟
أومأت برأسها قائلة
- لا تقلقي علياء كل شيء بخير
هبط سالم هو الآخر من الدرج ليهتف
- ها انا انتهيت
اقتربت علياء وهي تقبل وجنته بنعومة قائلة
- عمل رائع حياتي
ابتسم بنعومة وهو يضم خصرها نحوها ليرفع عيناه بمشاكسة الي الثور ليقول
- لا تنظر الي هكذا، انا زوجها
عقد خالد ساعديه علي صدره وصاح بتهكم.

- مجرد عقد لا شيء أكثر
حرب باردة تنشأ دائمًا بينهما، حرب بدأ منذ أن أصبحت علياء زوجته في السفارة، الحفلة التي جمعت والدته وعائلتها الصاخبة، غمز بعبث
- أأنت متأكد من ذلك؟
ضمت علياء يدها في كفه تمنعه عن حدوث شجار في ذلك اليوم إلا أنه ابتسم مطمئنًا لتسمع تعليق خالد الساخر
- نعم وإلا كنت اقتلعت ما تفتخر به أمامي
شهقت كلا من علياء وسارة ليصيحًا معًا
- خالد.

انفجر سالم ضاحكًا وهو يضم جسد زوجته بين ذراعيه ليتابع خالد مغمغمًا
- لم يستخدمه بعد لذلك يحمد ربه كثيرًا علي هذا
هزت سارة رأسها يائسة لتقترب منه هامسه
- حبيبي اريدك
هز رأسه موافقًا وهو يضم اناملها في كفه ليسيرا معًا عدة خطوات الي الدرج، توقف ثم دار على عقبيه وصاح محذرًا
- لا اريد ان اضبطكما في وضع مخل في ذلك المنزل
اقتربت سارة هامسه في أذنه
- هيا حبيبي.

راقب سالم صعودهم على الدرج حتي اختفي عن مرمى بصره ليلتفت إلى علياء متسائلاً
- ما رأيك؟، اظن غرفة النوم افضل شيء
احتقنت وجنتيها بخجل لتصيح موبخة
- سالم بربك
مال الي اذنها هامسًا بحرارة
- اتحبين الرواق ام الأبواب؟
انفلتت من بين ذراعيه لتصيح بخجل
- لقد أصبحت وقحًا
ضمها بين ذراعيه مدحضًا أي مقاومة للفرار ليهمس
- من عاشر القوم لولي
تنهدت زافرة بحرارة وهي تستند برأسها على كتفه هامسه
- متى سنتزوج سالم؟

ضحك بقوة وهو يستمع إلى نبرتها اليائسة، ليغمغم بوقاحة
- نحن متزوجان لولي، تبقى فقط الجزء العملي
ضربته بقوة على صدره لتصيح موبخة
- سالم
اقترب مائلاً جبهته على جبهتها هامسًا
- بعد اربعة اسابيع
حدقت به بذهول
- ماذا؟
لمس وجنتها بنعومة ليتابع بنفس الهمس
- لقد اتفقت مع والدك، يكفيني انني انتظرت شهرين لا أستطيع التحمل أكثر
اقتربت بجرأة إلى وجهه، همست أمام شفتيه بإغواء
- تشتاق سالم.

تثاقلت انفاسه ليبتلع ريقه بتوتر وهو يجيب بلهفة
- اشتاق اليك وبقوة
مالت تطبع شفتيها على خاصته لثوانٍ لتبتعد عنه صائحة بجمود
- يوجد لدينا عمل عزيزي، هيا
فرت هاربة منه وبقي هو محدقًا في أثرها بشرود، وضع كفه على مضخته الثائرة وهو يهدأ من نبضات قلبه، تلك الماكرة التي تذقه دائمًا طعم شهدها ثم تغادر متحججة بإي عمل حينما تصبح بين أربعة جدران سيتعامل معها بنفس المكر والدهاء، رفع انظاره للسماء هامسًا.

- الصبر يا الله.

اغلق الباب خلفه ليلتفت إليها صائحًا بمشاكسة
- ما الأمر نجمتي، تسحبيني وبقوة وكأنك اشتقتي لبعض من وقاحتي
تمتمت ببساطة
- نعم اشتقت
اقتربت تطوق ذراعيها حول عنقه لتميل بشفتيها على خاصته بنعومة، طوق خصرها بقوة ليحتضن جسدها الغض بين صلابه جسده، غمغم بحرارة وهو يميل يطبع قبلات ناعمة علي عنقها
- هل اشتقت لي؟
غمغمت بصوت ناعم
- كثيرًا
تحسست خشونة لحيته لتميل تقبل جانب ثغره هامسه.

- توقف عن ازعاج شقيقتك لودي، دعهما قليلا لن يأكلها
غمغم بخشونة
- سيفترسها نجمتي
ابتسمت وهي تضيق عينيها قائلة
- انه زوجها
انامله تعلم جيدًا جهتها، رفع عينيه الى عيناها صائحًا بسخط
- وهذا ما يشعرني بالغيرة قليلاً
ضمت وجنتيه في كفيها لتهمس بصوت رزين.

- انظر الي، لقد بذلت مجهودًا جبارًا للحفاظ عليها، اعلم انها طفلتك وانك ربيتها حتى أصبحت بالغة وامراة تستطيع أن تستقل بذاتها ويوجد لديها عمل تبذل فيه جميع جهدها، لكن تلك حياتها، حياتها خالد وليس من حق أحد التدخل فيه كل ما تستطيع فعله هو نصيحتها.

خمدت تلك النيران المثيرة لنتتشر غيوم رمادية في سحب عينيه، بللت شفتيها وهي تعلم أنها تضرب في الوتر الحساس لماضيه، الماضي الذي لم يتجرأ ابدًا طوال اشهر زواجهم عن التحدث، يكتفي فقط بالتحدث عن عائلته متناسيًا والدته،
تصلب فكه وصاح بصوت أجش
- لا داعي للتذكر الآن، الماضي دفن وانتهي
شيء اجثم انفاسه، شيء وقف كالعلقة في حلقه، كالشوك في منتصف خاصرته، ابتعد مسافة آمنه عنها وقال.

- كان يجب عليّ ان اكون لطيفًا وهي علي فراش الموت، لا أعلم من أين جئت بتلك الحماقة
اقتربت بلهفة تعمق عيناها في عينيه تتحداه بقوة إن تجرأ علي اشاحه عينيه من عينيها لتهمس
- رأتك واشبعت عيناها بك خالد، كون انك جئت يعني ان قلبك ما زال يميل نحوها، انها والدتك حبيبي
بان التردد على اثر معالم وجهه، لطالما يعترف أنها أكثر شجاعة منه، أكثر صمودًا، تشعل اخر فتيل ليحترق معه او يلوذ بالفرار، أطبق شفتيه في عجز وقال.

- لا احب، لا احب التحدث عن هذا
اماءت موافقة
- اعلم
بلع تلك الغصة في حلقه وغمغم بنبرة اجشة
- كان يجب ان اخبرك بذلك الأمر
لمساتها الناعمة على جسده وشعره لا يساعده اطلاقا، لطالما برعت دائمًا في تشتيته عن هدفه، عقله وكيانه كله أصبح من ساق ومنتظرًا تلك الانامل على جسده، عيناها الدافئتين أعطته ابتسامة رائعة لتقول
- لا مشكلة.

لكنه مصرًا على أن ذلك الحديث لا يفتح مرة اخرى، يود إحراق مذكراته الماضية لينعم بسلام في مستقبله المشرق معها
- كان يجب ان اخبرك بهذا ليس آلي وابي
انفرجت أساريرها بابتسامة واسعة من الاذن للاذن، لطالما ظنت انه لن ينطق كلمة أبي أمامها، بل حرص جميع الحرص علي ان يضع كلمة سيد بدلا من ابي،
تغضن جبينه بحيرة متسائلاً عن سبب تلك الابتسامة الواسعة
- ماذا؟
غمغمت بنعومة
- لقد قلت ابي.

شيء أشبه بالصعق زلزل كيانه، تلك الكلمة التي نطقها بعفوية أمامها، لا يعلم لما هي تظن انه يكرهه، لا يوجد سبب ليكره بل هو من قرر العيش مع والدته وأن ينسى انه يوجد له أب في لندن وياليت ما فعلها، هتف بارتباك يظهر لأول مرة على محياه
- أقول هذا معه فقط، انا فقط لم...
قاطعته حينما وضعت يدها علي شفتيه لترد
- اعلم ما تشعر به، واعلم انك تحبه وهو كذلك وان لم تظهر هذا كثيرًا.

قبل كفها بقوة ثم مال يضع كفها علي نبضات قلبه الثائرة ليهتف باعتراف
- انه غاضبًا مني
انتسلت يدها عن مضخته لتسحب يده بنعومة تقبل باطن كفه قائلة
- كان كذلك، لكنك اخترت ما اردته وبرعت فيه وهو فخورًا بك
وضعت يدها الأخرى على وجنته لتتلاقي عيناه الخاملة بعينيها المشعة ببريق قوي لتقترب هامسة في اذنه
- عزيزي، انا فخورة بك، و عمي وصهري وشقيقتك وطفلنا ايضًا.

اختتمتها بوضع كفه على بطنها ثم ابتعدت قليلاً، تنظر الى انفعالاه، تراقب بركانه المغلف بالعاطفة والمشاعر الاجشه.
للحظات وقف مبهوتا وكلمة واحدة فقط ترن في عقله طفلنا، ينظر الي عيناها التي تلمع مثل النجوم التي تتلألأ في السماء الحالكة ليهبط بعينه إلى كفه الموضوع على بطنها،
صاح بعدم تصديق
- ماذا؟
تدارك فورًا ما قاله حينما لاحظ امتعاض وجهها والخيبة المرتسمة على ملامحها، ليغمغم بصوت خافت
- يوجد طفل هنا؟

هزت رأسها موافقة
- نعم
مرر أنامله على خصرها وهو يتصور وجود كرة صغيرة أمام ذلك الخصر الرشيق نتاج عشقه سيظهر بعد اشهر، رفع عيناه المغلفة بغشاوة رقيقة على وشك الانهيار في أي لحظة ليتساءل بغلظة
- اهي فتاة؟
إن المرأة تحب رجلها ليس لأنه أقوى الرجال، ولا أوسمهم، ولا أغناهم، بل لأنه هو، بضعفه وقوته، والحب ليس إستعراض قوة لكنه طاقة عطاء دافئة مستمرة.
أحمد خالد توفيق.

ترقرقت عيناها أثر عيناه الغائمة بالعاطفة، يشهد العالم ولاول مرة خالد يصبح عاجز اللسان وفاقد الاستيعاب في تلك اللحظة، هزت كتفيها هامسه
- لا أعلم بعد، لكن اترغب بفتاة؟
تخيل فتاة ذات خصلات رائعة سوداء وبشرة ناعمة مثل بشرتها وعيون تسقط الشباب صرعي، تصلب فكيه فأجاب بنفي قاطع
- لا، اريده صبيًا لا اريدها فتاة كي لا اقوم بتشديد حمايتها كما افعل معك.

اجفلت بقوة من نبرته العدائية وتراقص الشرر في مقلتيه لتعبس باستياء واضح
- اهكذا تستقبل خبر حملي؟!
زفر متنهدًا بحرارة
- اووه اعتذر
سحبها إلى ذراعيه ليميل مقبلاً جبهتها هامسًا
- شكرًا لكِ نجمتي، شكرًا علي انك منحتي لي تلك السعادة
طوقت عنقه بذراعيها ومالت لتخطف قبلة سريعة من شفتيه لتهمس
- نحن نحبك كثيرًا دادي.

تلك القبلات السريعة تطيح بصوابه، تنفلت منه بسرعة قبل ان يخبرها ما معنى القبلات الحقيقية، تخشب جسده من لبرهة من الوقت وغمغم بصدمة
- دادي!
ابتسمت بدلال وهي تمرغ أنفها في عنقه
- اعتاد عليها وعلى اوامر ذلك الصغير
ضم جسدها حبًا الي جسده ورد بإستسلام
- كلي لكما نجمتي.

- وها هي جميلتي أصبحت نظيفة
صاحت بها ليان بظفر بعد أن انهكتها جسديًا من صراخها عن شيء واحد فقط، انفجرت الصغيرة في البكاء صائحة
- حلوي
وضعت ليان السلسال الذهب حول عنقها، الهدية التي احتفظت بها الجدة لحين قدوم الصغيرة، اختنقت الدموع من جفنيها وهي تهمس بنفي
- ليس الآن صغيرتي، الحلوى ضارة
كشرت الصغيرة بتهجم وصاحت بتحدي
- حلوي، ماما
ضيقت الام عيناها وقالت بتحذير صارم
- ليان.

تحولت معالم وجهها المتحدية إلى معالم بائسة ومتوسلة، غمغمت الصغيرة بتوسل
- ماما
زفرت يائسة وهي تود الآن أن تأتي بحبيب ابنتها الان الذي بفضله تعرفت على انواع الحلويات، العصابة المتآمرة ضدها، كتفت ساعديها وبدأت بتحديد خيارين لتضييق سقف أمانيها
- انسي الفستان الازرق
رفعت عيناها الزرقاوتين الي امها بنظرة العطف والبريئة التي دائمًا يستسلم لها زين لكنها تابعت بحزم
- هذا إما الفستان الازرق.

تأملت الصغيرة فستانها الرائع الازرق ثم عادت تنظر الى امها قليلاً بالقاء ذلك السلاح البارعة فيه دائمًا ودومًا لكن الام ابتسمت بظفر رغم تقاتل أحشاءها للاستجابة الي طلبها،
غمغمت الصغيرة بملامح مشرقة وهي ترفع بذراعيها في الهواء طالبة قربه
- بابا
ابتسم زين بعد أن تابع بشغف المشاجرة الصغيرة بينهما وبفوز ليانه ليرفع زين يديه مستسلمًا
- ماما هي الزعيمة صغيرتي.

ظهر الاستسلام علي الصغيرة لتتهلل أسارير ليان مقتربًا منها بحنان وهي تطبع قبلة علي وجنتها
- اتعلمين لما؟
صمتت للحظات تسترعي انتباه صغيرتها
- لأنها فاسدة صغيرتي وتسوس الأسنان
عادت تطبع ليان قبلة على وجنته صغيرتها الأخرى
- لكن اليوم سنأكل كمية صغيرة من الحلوي اتفقنا
هزت ليان رأسها بسعادة لتومض عيناها ببريق لامع يشبه بريق ابيها لتلتفت الي والدها هامسه
- بابا
استجاب فورًا إلى ندائها ورفعها إلى ذراعيه قائلاً.

- هيا بنا
مال إلى ليانه وقال بمشاكسة
- ارتدي الأزرق لياني
همت بالرد لتقاطعهم الصغيرة بنفي
- لا
حدق إلي صغيرته بصدمة ثم التفت اليها قائلاً
- انها تثرثر كثيرًا، هل هي في عامها الأول؟
هزت كتفيها واجابت
- تتعلم بسرعة عزيزي
ثم تابعت بحماس قوي
- هيا الجميع ينتظركما بالاسفل.

وقفت تراقب الثنائي الجميل أمامها، وصغيرتها التي تلعب بأناملها الصغيرة في لحية والدها واستجابة الأب للمساتها الناعمة، لمعت عيناها بالسعادة لتجفل من نظرته المتفحصة ثم بالكاد همس من شفتيه
- ارتدي الأزرق من أجلي الليلة
اجابته بهمس مماثل
- اعدك حينما نصبح بمفردنا
عصفت عيناه بلون ازرق رائق وبقي محدقًا إلى مئزر الاستحمام وخصلاتها الندية بتوق، حمحم بجدية
-تركت فستانك على الفراش.

ثم التفت الي صغيرته وهو يميل يطبع قبلة علي رأسها
- هيا صغيرتي سنهبط للأسفل لنرى عمك خالد ماذا يفعل
هرعت فورًا الي الفراش لتجد علبة مخملية الملمس تذكرها دائمًا بالفساتين من اختياره سارقة لب عقلها، فتحت العلبة لتجد لثاني مرة ثوب ناعم من اللون الأبيض مرفق بداخله حجاب من لون عيناه، كتمت شهقتها وهي تنظر بانبهار إلى لون حجابها والثوب، التقطت الكارت الصغير والتهمت الأسطر بسعادة.

ذكري عامنا الأول معًا، أحبك ليان
انفجرت في البكاء وهي تدقق الي خطه الأنيق بالانجليزية ثم الي خطه الركيك في العربية لاسمها، احتضنت الثوب داخل ذراعيها وهي تغمغم بصوت أجش
- وانا ايضًا احبك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة