قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس

غابت وضاعت من يديه، وقعت في براثنهم، في وكرهم الشيطاني وهو..!
اااه أين هو حينما ضاعت؟!
أين هو حينما فرط بها؟
أين هو وهي كانت في امس الحاجه اليه؟!
أين هو؟!
أين هو؟!
أين هو؟!
كان جامدا، متصلبا، منزوي بعيدا عنها
يختار الصمت الطريقة الوحيدة لخروجه من الحصار
كان ومازال يعبأ في حطامه
استطاع ميشيل العدو الأول له أن يضع زوجته تحت قبضته، استغل نقطة ضعفه جيدًا وكان هو يسخر ويستهزء بخصمه،.

بارع اتقن لعبته ببراعة، كان في يديه الحل لبتر قدميه وأرجله قبل ان يتخذ قرارًا بأخذ زوجته ولكن ماذا فعل؟
سكت، صمت وانتظر حتي يكشف أوراقه، وجاء دوره الآن
كونه انها انفلتت تحت حمايته كانت ك القشة التي قصمت ظهره، اطلق عهد انه سيظل يحميها لكن لم يكن أهلاً بها
لم يستطيع أن يحافظ عليها، جوهرته الثمينة فقدها بسبب غبائه.

يلعن ويسب ويكسر ويدمر اي شىء طالت يداه، وقد مر فقط علي اختطافها اربع ساعات، تحديدا مائتان وأربعون دقيقة
استند بجذعه العلوي بجوار النافذة الزجاجية لمكتبه مراقبًا السحب التي تكبلت وتشابكت ايديها مانعة ظهور الشمس
هذا هو أبسط تعريف له، تمنعه يد قوية للتخلص من تلك العقدة التي دمرت حياته سابقًا وستدمره حاليًا، هذا إن كانت لم تدمره بالأصل!

برق عيناه بوهج شيطاني وجسده انتفض بقوة وهو يأخذ سترته متوجهًا للخارج غير عابيء بمكتبه الفوضوي، الزوبعة والإعصار اللذين حدثا في غرفة مكتبه منذ أربع ساعات تحديدًا حتي مساعده والسكرتيرة لم يسلمان من بطشه وغضبه لذا اختار الجميع المراقبة من بعيد،
فتح الحارس باب سيارته ليصعد إلى سيارته هاتفًا بنبرة قاسية
- الي المستودع.

اذعن السائق رأسه عدة مرات متتالية وهو يتحاشى النظر إلي سيده، بل الرد عليه حتى لا ينصب بكامل غضبه عليه وخصوصًا احمرار وجهه وعيناه التي تتقدان كالجمر.

رائحة نتنة، سواد هذا ما تراه
لا يوجد بصيص أمل
لا يوجد بصيص للفرار
لا يوجد بصيص للنجاة
لا يوجد بصيص لنور يُشرق العتمة
مُقيدة، جسدها تم احكام قيده، ضحكت ساخرة وكأنه يوجد نافذة أمل للخروج من ذلك المستنقع القذر،
لا وقت ل اللوم ولا للعتاب كل ما تشعر به هو الخوف، شيء يصيبها ويصيب طفلها وهو ما زال نُطفة
حاسة الأذن تعمل كالرادار المتربص وحدقتي عيناها تفتش عن بقعة أو شعاع نور.

محاولات باءت بالفشل وخصوصًا جلوسها الغير مستوى، سحبت نفسًا عميقًا وزفرته على مهل طريقتها الشبة فعالة لعدم البكاء
شهقة خافتة انفلتت من شفتيها ليتبعها انهيار حصونها الرخوة المتزعزعة، غير قادرة على كتم شهقاتها، غير قادرة على مسح دموعها، غير قادرة على اعتدال جلستها
أبسط الأشياء غير قادرة عليها، دمعة انحدرت الى وجنتيها أكثر حرارة وأكثر قهرًا وقسوة.

اقشعر منابت جسدها وهي تستمع لصوت فتح قفل الباب الحديدي، ضوء قوي سلط على عينيها اصابها بالعمي للحظات حتي تعتاد علي ذاك الضوء القوي، أغمضت جفنيها واذنها ترتفع قليلاً بسبب صوت رقع اقدام شخص وصوت طرقات حذاء كعب عالي، رائحة عطر أنثوية فجة
اقتربت صاحبة صوت الكعب العالي وهبطت بجذعها العلوي أمام الجاثية علي الارض لتحجب الضوء القوي عن عينيها
ابتسمت بعلامة ظفر وتمتمت بسخرية لاذعة.

- مرحبا بالسيدة ليان الحديدي، نعتذر عزيزتي عن غرفتك التي ستقيمين بها ليست في جناح من سبعة نجوم في فندق فاخر
صوتها ميزته علي الفور، فتحت جفنيها لتنصدم من رؤيتها هنا والآن. رغم الضبابية في رؤية وجهها لكن تعلم تلك جيدًا وكيف تنساها وهي السبب في ما يحدث ل زين
- بيث
ضحكت بصوت مرتفع ادى الى ارتطام الحوائط من صدى صوتها، همست بنبرة جامدة شيطانية
- توقعت انك لن تتذكريني لكن يبدوا انك من أصحاب الذاكرة الحديدية.

والسؤال اخيرًا ستسأله، بعد افاقتها وجدت نفسها محاطة بالظلام، وجدت أخيرا من يأتي ليراها بدلاً من كونها مهمشة،
السؤال الذي يخبط جنبات عقلها قالته بتوجس
- ماذا تريدين؟
مطت بيث شفتيها وقالت
- امم دعيني افكر قليلا، لا اريد اي شيء منكِ بل كل ما اريده هو زين.

انقبض قلبها بهلع مجرد من ذكر اسمه، هو المنشود وهي وسيلة الأتصال له، هي مجرد الطعم لسحبه الي الفخ، انين يملئ أحشاء قلبها و لقطات سوداوية حالكة متخيلة ماذا سيحدث إن استطاعوا فعلها
ارتجفت شفتيها وارتجف جميع اعضائها الجسدية هاتفه بنبرة مذعورة
- م م، ماذا، ت ت، تقص، تقصدين؟
تعلم ما تقصده جيدًا، ولكن السؤال لم يكن للاطمئنان بل مجرد معرفة ان ما سيفعوله أشد قسوة مما تخيلته ام لا؟!

همست بيث بجوار اذنها بنبرة شيطانية وليست انسية
- اريد ان ادمره كما دمر شقيقي وانتي هي المفتاح
هوي قلبها وسقط بين ارجلها، تكاد تشعر ان نبضاتها توقفت لبرهة من الوقت قبل ان تعود أن تضخ بصورة أسرع، جعلتها تلهث وتلتقط انفاسها بصعوبة وكأنها كانت في مسابقة للعدو
همست بتناجي رافعة رأسها للسقف
- يا رب.

انتصبت بيث في وقفتها وهي تزيل الرماد المعلق علي ثوبها الفاحش الثراء، استدارت على عقبيها تخبر عقلها ان مهمتها ناجحة ومستمرة في النجاح حتى الجولة النهائية
لحق بها الحارس الضخم الجثة والذي كان بدوره صامتًا منذ البداية، كالجماد الذي لا يرى لا يسمع لا يتكلم، كالدمية تحديدا يحركها سيده
توقفت صوت طرقات كعب حذائها عند مقدمة الباب قائلة بسخرية
- اتلي صلواتك لكي يحفظك الرب انتِ والجنين.

جحظت عينا ليان بقوة وهي تستلم رسالتها الخطيرة، إنذار بوجود دمار قادم، ناقوس خطر خبط وصفع جنبات عقلها
همست بين قهرها وقلة حيلتها
- ارجوكِ لا تقتربي من طفلي
شعور بالنشوة والانتصار من توسلها، التوسل يأتي عن كسر، تبدو ضعيفة وهشة ك الكريستالة، تمتمت في خفوت زين لم تترك لي حلاً آخر سوى ذلك ، لا وقت للندم والبكاء، اختارت الطريق وستسير، فيه حتى النهاية وإن كانت تعلم او بمعني ادق ستسحق في دائرة الانتقام.

نظرة عابرة ألقتها عليها قبل أن تخرج متمتمة ببرود
- سنفكر في ذلك الأمر لاحقًا عزيزتي
وبعدها لم تشعر سوي باغلاق الباب بقوة وغادر شعاعها الأخير في النجاة، ستظل هنا حتي تتعفن، ستظل هنا بسبب دائرة انتقام تم سحبها بقوة دون علمها، كونها لا تعلم شيئا عما حدث لشقيقها لكن تستطيع التخمين، زفرة حارة أطلقتها وهي تهمس باستياء
- زين.

كلمة من ثلاثة حروف، ابسط ثلاثة حروفها واسهلها في النطق، لكن عند التدقيق قليلا تصبح معقدة كمسألة لوغاريتمات أو كشباك العنكبوت الذي لا تستطيع أن تمسك بأول خيط منها، هي كذلك كلما تقول انها تعلمه تكتشف أن ما تعلمه مجرد قطرة في البحر.
في الخارج،.

كانت تذرع الأرض مجيئًا وذهابًا منتظرة ايجابه على اتصالها، بالصدفة البحتة اخبرها الحارس انه وجد شريط الحمل ملقي علي الارض اثناء سقوطها في دورة مياه المقهى، زفرت براحة وهي تسمع رده لتجيبه بجمود وترقب
- حامل يا سيد ميشيل
صمت ميشيل عدة لحظات وقد توقف عن رقع القلم على سطح مكتبة الزجاجي، برقت عيناه بخبث وصاح
- اووه لم اكن أتوقع ان يحالفنا الحظ بتلك الطريقة.

همست بحدة طفيفة وهي تنظر الى شريط الاختبار ثم الى الباب الحديدي
- لا نستطيع أن نمنع عنها الطعام والماء والا سنخسر أحدهم
رد ببساطة متناهية
- تحت تصرفك يا بيث
أطلقت أنفاسها المحبوسة وقالت
- حسنًا سيدي.

وضعت الهاتف جانبًا وهي تنظر نحو الباب الحديدي بشرود، لم تكن تتوقع وجود طفل في دائرة الانتقام، لوهلة سبحت في الماضي حينما كانت تحديدًا في وضع ليان، كانت تحمل جنين في أحشائها من حبيبها لتتعرض للسرقة والاعتداء في شقتها وبالصدفة أو قدرها جعل جارها ينقذها من الموت، ولكن بعد ماذا؟!، بعد أن فقدت جنينها!

دمعت عيناها لتزيل اثر الدمعة سريعًا، لا وجود للعواطف الآن، كانت ترغب في فعل كل شيء من التعذيب لحد الموت لها، لكن الجنين هو الحج العثرة في اعادة تفكيرها مرة اخرى.

في ليلة حزن وحشية
أبحث عن صدر يحميني
ويعيد دماء شراييني
فأنا مرتعد كالأطفال
طيور النوم تجافيني
أزرع أحلامي يدميها
سيف الجلاد ويدميني
أزرع في عيني بستاناً
يأتي القناص ويرصدني
يحرق في الليل بساتيني
مهزوم في عشق بلادي
في صرخة سخطي وعنادي
حتى الأحلام تعاندني
وبكل طريق تلقيني
ما أجمل أن أجد امرأةً
في ساعة موتي، تحييني
- فاروق جويدة.

يقر ويعترف أخيرًا يحتاج ل إمرأه تختاره هو، تختار ذاته، كل ليلة أصبح يفكر هل الزواج هو من سيوقفه عن أفعاله؟، هل الزواج هو مرساه؟!، كاد أن يهاتف والده ويخبره حين عودته ان يتزوج، لكن من هي المرأة التي ستتقبل عيوبه قبل مميزاته؟
في الواقع يوجد الكثيرات يسعين اليه فقط من اجل سلطته وماله ونفوذه، لكن من ستختاره هو، تختار خالد وليس القبطان الماجن.

طيف طفلته الشرقية لا تبارحه لا في صحوته ولا نومه، آخر مرة رأي بها صديقه حينما أتى إلى غرفته والان اختار ترك له مساحة يحدد قراره، اما الاستمرار والغوص في الوحل أو النجاة.
تأزمت وتزاحمت وتشوشت أفكاره كليًا ولم يجد نفسه سوى أنه يطرق باب غرفة صديقه بكر لعله الوحيد الذي يساعده
- اهلا ب سيادة القبطان
قالها بكر بنبرة ساخرة وهو يقف أمام مقدمة باب غرفته، ليصيح خالد بحنق.

- بكر توقف، اصبحت مشوشًا ولا استطيع اتخاذ قرار
رفع بكر حاجبه الأيسر بتعجب ليفسح له مجالاً بالدخول قائلاً
- ادخل
دلف خالد الغرفة وهو يجلس على الاريكة بثقل، اغلق بكر باب الغرفة وهو لا يصدق حالة صديقه!
اهو حقًا في غرفته!، هل هو حقًا سيبوح له ما بداخله، يبدو وكأنه ضاقت به الأرض ذرعًا ليبث شكواه لأحد، جلس على المقعد قبالته وتحدث بجدية.

- كلي اذان صاغية وسأدع التاريخ يشهد أن تلك المرة التي سيحدثني القبطان عما يؤرقه
نظر اليه خالد لعدة لحظات وهو يرخي رأسه على المقعد، ليصيح بهدوء
- اريد الزواج
جحظت عينا بكر وهو يسمعه لأول مرة يتحدث عن الزواج! هل يمارس عليه احدي المزحات السخيفة كما يفعل سابقًا؟!
لكن يبدو جديًا تلك المرة، عبوس ملامحه وحاجبيه المعقودان وشروده في التطلع للسقف ليست من عادته،
غمغم بمزاح.

- توقعت شيء آخر سوى ذلك الشيء، حسنًا ومن تلك تعيسة الحظ؟
انفلتت من شفتيه شتيمة بذيئة وهو يلعن نفسه على مجيئه إلى هنا، لكن لا يوجد لديه حل آخر، ربما هو الوحيد الذي سيعطيه الحل
- بكر
ضحك بكر بابتسامة باردة والموقف لا يتحمل وجود أي مزاح خصوصًا جديته معه
- امزح يا رجل، هيا اخبرني هل توجد فتاة محددة؟
- لا سأدع الجدة تختار
- ماذا! ولكن ماذا عن فتاتك التي لكمتني بسببها.

مسد بكر كلتا وجنتيه وهو ينظر نحوه بشرز ليبتسم خالد بخفة، لن يعتذر كان مخطئًا وهو يعلمه جيدًا ومع ذلك استفزه
زفر بحرارة وقال
- طفلة
صاح بكر باستنكار شديد
- خالد!
- طفلة بالنسبة لي بكر، طفلة برئية للغاية كل ما تفعله يدل علي وجود طفلة في داخلها
حمد بكر ربه جيدًا، توقع انه حقًا ان صديقه وقع في عشق طفلة، لكن كان مجازًا وليس حقيقيًا
ابتسم بكر وقال.

- اتتذكر حينما تحدثنا عن ذلك الأمر وسألتك هل تقبل وجود رجل بجوارها غيرك وصحت بانفعال في وجهي
- نعم
زادت ابتسامة بكر اتساعًا وهتف
-تحبها يا رجل
هب من مقعده وصاح بحدة
- كلا ليس حبًا بكر أنت لا تعلم دوافعي لها كانت،
بتر عبارته وهو غير صادق علي تفوها ليجيبه بكر ببرود
- جسد
جز خالد علي اسنانه وهو يحاول التحكم في انفعالاته الثائرة
- بكر
قام بكر من مجلسه وصاح بجمود.

- اعترف يارجل انها الفتاة الوحيدة التي لم تستطيع اقامة علاقة جسدية معها لذلك لا تقدر على نسيانها
صمت خيمهم لثانية، اثنان، عشرة، جف حلقه وهو لا يصدق ما قاله بكر، قال ما يكتمه عقله، ما لم يستطع اللسان عن البوح به
- ربما
همس بكر مؤكدًا
- بل هو ذلك الأمر، انظر ذلك الأمر معقد جدًا من جهه لا تريديها ومن جهة أخرى لا تريد تركها ماذا تريد تحديدًا؟
زفرة حارة ليها ليعود للجلوس مرة أخرى على الأريكة، غمغم بضيق.

- لا أعلم لذلك جئت لأحدثك
- تريد نصيحتي
لم يرد بل نظرات عينيه كانت تتابعه بفضول، هتف بكر
- دعها وانساها ذلك أفضل لك ولها
لاحظ انطفاء بريق عيناه الزمردية وينظر نحوه بوجوم، ليتابع بكر مسترسلاً
- ماذا ألا يعجبك حديثي؟!، هل كنت تتوقع مثلا أن أقول لك اسعي خلفها وخذ ما تريده واتركها.

لم يرد اكتفي فقط ببعث له نظرات حارقة احرقته من مجلسه، بل كظم غيظه كي لا يفتك به، لم يعبأ بكر بتهديدات الأخر الظاهرة للعيان بل تابع متسائلا
- خالد متى تقابلتم؟
- في منزل الجدة
- احدي فتيات القرية؟
- لا، شقيقة زوجة زين
هب الأخر من مجلسه صائحا بدهشة وذهول يعتري قسمات وجهه
- تمزح صحيح، مصرية تركت العالم أجمع واخترت مصرية!
قام خالد من مجلسه وهمس بنبرة محذرة شيطانية.

- اتعلم لم استفيد منك شيئًا وصدقني ان علم احد بما قلته لك سترقد علي فراشك عامًا بأكمله
صاح بكر قبل خروجه
- قرر الليلة خالد
تصنم جسد خالد عدة ثوانٍ بالكاد تلحظ، ليغادر متجهًا نحو غرفته وهو حقًا عليه التفكير والقرار الليلة، قبل فوات الاوان وقبل ان تتوغل تلك الشرقية أكثر، الي بحوره الهائجة واعماقه الداخلية.

- الا تلاحظ شيئًا ستيوارت!
هتف بها زين وهو ينظر الي ذراعه الأيمن بغموض، رد الأخر بهدوء
- ماذا سيدي؟
قام زين من مقعده والتف حول مكتبه ليصبح في مواجهته، اتكيء بجذعه على سطح المكتب ووضع كلا كفيه في جيب بنطاله وقال بجمود
- انت ذراعي الأيمن والشخص الوحيد الذي اثق به اليس كذلك؟
- نعم سيدي
اسودت عيناه حتى أصبحت حالكتين مظلمتين وهمس بنبرة مخيفة بعثت في قلب ستيوارت الرعب.

- اعداد رجالي تتناقص يومًا بعد يوم وكل ذلك بسبب وجود دخيل بيننا، اسمعت عن ذلك المثل الذي يقول احذر عدوك مرة وصديقك مرتان!
توترت معالم وجهه وهمس بإرتباك حاول ان يخفيه لكن للأسف زلة خاطئة جعلته ينكشف
- م م ماذا تقصد سيدي؟
عيناه ك الصقر تراقبه بقوة وتنظر الي اضطراب جسده الملحوظ نسبيًا، رد بأستنكار
- أقصدت شيئًا!، كلا لم اقصد شيئًا الرجل المتعفن في المستودع ليس الخائن ستيوارت بل كان مجرد فخ.

صاح ستيورات بدهشة
- كيف يا سيدي لقد اعترف ب،
قاطعه زين وهو يطلق ضحكة ساخرة قبل أن يكشر انيابه هامسًا بقسوة
- ستيوارت لا تصبح بذلك الغباء انت تعلم انك الخائن بيننا
- ماذا؟
لاحت شبح ابتسامة ساخرة علي شفتي زين وقال ببرود
- لا يوجد داعي للاندهاش، أتتذكر ليلة عندما أخبرتني بهروب الحقير من المستودع انت الوحيد الذي اغشي عليك ولم تقتل
ردد ستيوارت بحذر
- لكن!

- وانا ايضًا من اخترتك ان تصبح حارس زوجتي لأنك الوحيد الذي ائتمنتك عليها؟، انت اقدم رجالي اخلاصا ستيورات من عمل معي منذ دخولي لساحة رجال الأعمال، كيف فعلتها وانا الذي استأمنتك علي اكثر شيء معزز لي؟ّ!، لم تذهب خلفها بسبب علمك أن الذي يقف في خارج المرحاض سيقتل، كم دفع لك؟

لم يسمع ردًا من الآخر بل أطرق برأسه للأسفل، صرخ في وجهه ك الأسد الذي يزأر إن تحداه أحد الحيوانات الأقل شراسة منه، جعل ستيوارت ينتفض هلعًا
- ما المبلغ ايها الجرذ القذر؟
رد ستيوارت وهو يذكر رقم المبلغ، نظر إليه باحتقار ثم صاح بقوة إلى الحارس في الخارج ليلبي طلبه ويأتي اليه
نظر الي ستيوارت ثم نظر إلى الآخر وقال بجفاء
- خذ ذلك الحقير بجوار الآخر.

هز الحارس رأسه متفهمًا ليسحب ستيورات الذي لدهشته يسير خلفه بإذعان، هو مخطئ وعليه تحمل نتيجة خيانته لسيده، رماه في الغرفة المجاورة، يزداد معدل غضبه للحقير الأخر، ذلك الحقير استطاع أن يجعل مساعده الأيمن يخونه، يحاول التقاط أنفاسه المتأججة وإلا سيجد نفسه يقتل الخائنين في الغرفة المجاورة، لم يستطيع قتل الأول، ليس بسفاح أو من عصابة المافيا لكي يقتله بدم بارد، أفضل شيء هو التعذيب الجسدي والنفسي وهذا ما يتفنن به.

قام من مجلسه وهو يدور حول المكتب ويجلس على مقعد بثقل، اخفض رأسه ووضع كلا كفيه على رأسه، قبض بقوة على خصلات شعره حتى كاد ان يقتلعهم من جذوره
يتحكم في انفعالاته بصعوبة بالغة، عرقه النافر ينبض بقوة وغامت عيناه الزرقاء اللامعة لتصبح كالجمرتين.
مكبل، مقيد، يوجد سلسال حول عنقه ويشدد حوله أكثر حتى كاد أن يزهق روحه، ان قرر اتخاذ أي قرار سيخسرها، لا يوجد لديه سوى الأنتظار،.

طرقات خفيفة بالكاد تسمع على باب مكتبه أخرجه من شروده يدل علي مدي توتر الطارق وهو يأتيه بأخبار اسؤا مما هو عليه، صاح بصوت عالي وهو يأمر الطارق بالدخول
همس الحارس بتردد وهو يقدم رجل ويؤخر الأخري وفي يده حامل ظرف صغير
- سيدي يوجد طرد لك
وضعه على سطح مكتبه لينصرف بإشارة من سيده، فتح الظرف وهو يعلم ماهية ذلك الظرف، اخرج من الظرف قرص مدمج ليضعه في حاسوبه.

ضغط على زر التشغيل وهو يستمع الى صوت اخر شخص يريد سماعه الآن وتلك اللحظة ميشيل ، قام من مجلسه وهو يضم قبضه يديه بقوة وينظر نحو اتجاه اللاشيء.

- مساء الخير عزيزي زين، دعني اخبرك اولا كيف حالك ثانيا وما حال زوجتك، انت تعلم جيدًا منافستنا الشرسة في عالم السوق لكن حقًا لم اكن اعلم انك تتخذ طرقًا ملوية مثلي في معاقبة الأشخاص الخائنين بدلا من ذهابهم للشرطة، اريد ان اخبرك بشيء جعلني اشعر بالسعادة حقًا، مبارك لك عزيزي زين ستصبح ابًا عما قريب
حبس أنفاسه وتخشب جسده عن الحركة، لوهلة اختفت الصورة من حوله ليحيط من حوله الضباب.

هل قال اب، سيكون ابًا، ليان، ليانه حامل وهو آخر من يعلم!
أغمض جفنيه بقوة وسبح في عقله ذكريات قديمة تحولت لكوابيس مفزعة حتى الآن، سيتكرر معاناته، سينفتح جرح قديم التأم منذ فتره، او لم يكن ملتئمًا من الأساس!
صراع بين زين الصغير وزين الراشد وانتهت بالاستسلام ل الماضي.

وكأن العدو يعلم تأثير تلك الكلمة عليه، وتركه عده ثواني يستوعب كلمته، ضحك بصوت اشبه الشياطين ب نجاحهم في إغواء عبدًا ليتابع بنبرة لاذعة تحمل كل معاني الشماتة والانتصار من خصمه
- اعلم انك لا تصدقني لذلك سأجعل زوجتك الجميلة هي من تخبرك هيا قولي شيئا لزوجك
ازداد معدل خفقاته الثائرة وهوى قلبه وهو يستمع الى صوتها المتشنج المذبوح وكأنها شاه تم سلخها بعد ذبحها
- زياد انا اسفة سامحني رجاء.

صوت بكاء خفيض يعلو رويدا ميزه، تخيلها وهي تكتم شهقاتها بكف يدها، دموع حارة تسيل على وجنتيها وارتعاش جسدها،
كتم تأوه مؤلم بين شفتيه زجره عقله عن فعلها، سمع صوت الحقير وهو يهمس ل ليانه وهو يعلم أنه يمسح دموعها الحارة بكف يده القذرة.

- لما البكاء الان حبيبتي، اسف عزيزي سأجعل شخص يهتم بزوجتك ويرعى الجنين مضي فقط عشر ساعات، بعد اربعة وعشرون ساعة سأبعث لك احد رجالي لك ليخبرك بعرضي، واعلم انك حاد الذكاء كي لا تأخذ شريط التسجيل للشرطة لأنني املك ادلة قوية على ما حدث للصحفي بل ايضًا تقرير من الطبيب على حالته، وداعا عزيزي
- اللعنة.

سبه وشتمه بألذع واقذر الشتائم، لو كان ذلك القذر بين يديه يقسم انه سيجعله يتمني امنيه أخيرة قبل وداعه للحياة، لو كان بين يديه لبتر اصبعه واحدا تلو الآخر وعُقله عُقله، لو كان بين يديه لبتر ساقيه وقص لسانه القذر الذي تفوه بكلمة حبيبتي .
إن كان ما فعله ذلك ليخرج شيطانه الاخر، هنيًا له أخرج المارد الشيطاني من داخله، تلألأت مقلتيه بلون شيطاني عجيب وازداد معدل الادرينالين في اوردته، ليهمس بصوت شيطاني.

- لن تنجو بفعلتك ميشيل..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة