قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي والثلاثون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي والثلاثون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي والثلاثون

عيناه شاخصتان إلى روحيه، بالكاد يتحكم في عاطفته الابوية كي لا يخطف ابنتيه إلى منزله الدافئ الذي شهد وحفر بذكرياتهم، تلك المرة هو موقن ان ليان لن تضطر للعودة مرة اخري الي هنا، لا يعلم لما احساسه لا يكذبه وهو يدقق النظر الى عين زوجها، رباااه عيناه ليستا باردتين، لقد زعزعت ابنته ذلك الجبل الجليدي حينما زاره اول مرة مصطحبًا عمه و طالبوا يد ابنته البكر، لم يكذب له بل اخبره بكل صراحه عن حياته العبثية كأي مراهق طائش قبل أن يتسلم مقاليد عمله مع عمه، رغم عيناه التي كانت باردتين كان في أعماق عينيه يسكن عاطفة حيوية زلزلته هو شخصيًا، نقل بصره إلى غريمه الجديد والذي تحكم في ابنته الاخري، رباااه انه يغار، يغار بقوة على الرجلين اللذين يحتضنان ابنتيه بحميمية وتملك.

كبح دموعه وهو يشعر بجسد ابنته تحتضنه بقوة، لكم سيشتاق الى شعنونته، لكم سيشتاق اليها بقوة
- سأشتاق اليك بابا
امتعضت ملامحه وقد بدأ تأثير المدعو ب خالد عليها في لغتها، نظر الى عينيها اللامعتين بتأثر ليربت على وجهها بخفة قائلاً بجدية
- اول شيء واهم شيء انك متنسيش اصلك، متخليش الحياة هناك تغيرك يا سارة اوعديني.

امتقع وجهها إلى رسالة وجهها، لم تقصد ابدًا ان تفعلها بل انها بالكاد تخلصت من مشاكسات زوجها لتلحق بوالدها، يالله انها حتى الان لا تصدق تلك الكلمة، زوجي تشربت الاسم ببطء ولذه شديدة لتنظر الي ابراهيم وهي تهز رأسها ايجابًا
- اوعدك
هتف بنداء اب يخشي فقدان ابنته في الحشد الجم
- ليان.

اقتربت ليان والتي كانت علي مقربة منهم لتنسل بعيدًا عن ذراع زوجها وتقترب من والدها وهي تعانقه بقوة، تكبح دموعها بشدة كي لا تطلب البقاء هنا حتى موعد ولادتها لتهمس
- حاضر يا بابا.

ابتعدت وهي تمسح دموعها العالقة بابتسامة جاهدت ان تبدو شقية لينظر ابراهيم الي بناته اللتين اصبحا لهما حياة خاصة، احتضن وجنة كل واحدة منهما بكفيه قائلاً بعطف شديد ليزيح يديه كي لا يخبرهم أنه يرغب ببقائهم، اقتربت سعاد وهي ترتمي في أحضان بنتيها
- بناتي، خدو بالكم من نفسكم كويس، لو حد من دول زعلكم متتردديش انكم تتصلو بيا وهوريهم الحماة المصرية على اصولها.

انفجرت الشقيقتان ضحكًا حتى ابتسم زيدان الذي يراقب الوضع دون تدخل حتى الآن، اقترب خالد يهمس بجوار زين بحنق شديد
- هل حدثت كل تلك الدراما سابقًا!
لاحت ابتسامة ماكرة علي شفتيه يعلم حنق ابن عمه، لقد أصر إبراهيم أن يسافرا مساء اليوم التالي حتي يستطيع ان يتخطى بعدهم عنه، وهذا بالطبع جعل مخططات ابن عمه تذهب في أدراج الرياح، لكزه بمرفقه وهو يردف بخبث.

- توقف واصمت، السيد ابراهيم ان وجدك تتذمر هكذا سيأخذ ابنته بعيدًا عنك
تغضن جبينه بانزعاج شديد لينظر إليه ساخرًا
- وماذا عنك؟
ابتسم ببرود ظاهري وهو ينظر الى عيني خالد الداكنتين
- امتلك حجة قوية.

عاد ببصره متعلقًا بليانه، الليلة التي نامت بين ذراعيه مرة أخرى بمثابة الروح التي ردت إلى جسده الساكن، علم انها لم تكتفي بغزوة قلبه فقط بل غزت روحه كليًا، برغم سعادته التي ارتسمت علي ملامحه الكئيبة بقدر حزن عميق وذلك الوسواس الذي لم يغادره يومًا، يعلم انه تخطي عقبات كثيرة لكن لم يتخطى العقبة الأكبر وهو الخشية!

يخشى فقدانها، يخشي ان تنسل من بين يديه ك الماء من بين اصابعه، شعر بيد خالد يربت علي كتفه قائلاً
- إنه ينادينا
اقتربا الاثنين نحوه بقامتهم المهيبة ليزيد ابراهيم من ضم ابنتيه بقوة وحماية غريزية ليهتف الي اللذين أصبحا أمامه بخشونة ونظراته مركزة على خالد الخاطف الجديد
- اسمعني يا ولد.

اتسعت اعين خالد وحدق نحوه بذهول شديد، هل اخبره انه ولد ام انه هناك عطب في أذنه! حينما استمع الى ضحكة سارة ومعالم زين الجدية الا من شبح ابتسامه علي شفتيه تأكد أن ما سمعه حقيقي، أن حماه اخبره انه ولد! اللعنة الا يري طوله الذي يسد بابًا وشاربه ولحيته بل عدة سنوات قليلة وستأتي الشعرة البيضاء تغزو رأسه!

نظر إلى والده من خلف كتفه ليراه يحاول كبح ابتسامته ابتسم بشر اليه ليعود النظر إلى حماه الذي هتف بجمود
- كما أخبرت ابن عمك من قبل سأخبرك انت ايضًا
ازدادت سارة تعلق بذراع ابيها ليربت على شعرها بنعومة وهو ينظر الي صغيرته، فتاته التي كانت تقفز على حجره استحالت الى شابة يافعة، نظر الي خالد وغمغم بنبرة عاطفية.

- أعطيتك ابنتي، قطعة مني ومن روحي، منذ المهد حتى أصبحت فتاة يافعة وانا اعلم انه سيأتي يوم وستذهب بعيدًا عني، لقد صدقتك وصدقت حبك الجم لابنتي لكن الحب لن يكون كافيًا، الحياة الزوجية ستأخذك في دوامة عاصفة بين رياح عاصفة ونسمات ناعمة، كن حليمًا معها ولكن إن اخطأت عاتبها ولا تضربها لم امد يدي علي ابنتاي يومًا، افهمت.

اختفي الضيق والغضب المرسوم على وجهه، هو يشعر بما يجيش في صدر حماه، آلي شقيقته الصغري شعر ناحيتها بالمسؤولية الأب قبل الاخ في أيام مراهقته، ابتسم وعيناه تعصفان بمحبة الى زوجته
- لا تقلق سيدي
تهجمت ملامح إبراهيم إلى تلك الكلمة البغيضة سيدي ليصحح قائلاً
- لست سيدك انا حماك
اتسعت ابتسامته وهو ينظر بتوعد إلى سارة التي تبتسم بشقاوة
- حسنًا يا حماي العزيز، ابنتك سارة سأحفظها بروحي.

اومأ ابراهيم بتفهم وهو يزداد من ضم ابنته ليان الشاردة لتنظر اليه بابتسامة ناعمة بادلها فورًا بعد جلستهم السريعة للالتحاق بزوجها إلى لندن مرة اخرى، نظر الي زين بعبوس
- وانت يا ولد.

اتسعت اعين زين بذهول! ليقابلها ضحكة خالد الخشنة وهو يربت علي كتفه لينظر إبراهيم نحو سارقي ابنته، نعم السارقان اللذان اختطفا عقل ابنتيه، حاول ان يعلم سر تلك الحمائية الشديدة عليهم، ربما المرة السابقة كان مريضًا وبالكاد اطمئن من وعد زين بحمايتها دون التشديد عليه، او لا يود اعادة تلك الكارثة المفجعة مرة أخرى، لينظر إلي الرجلين وهو يهتف بقوة.

- كونكم رجالاً وذو قامة طويلة لا يعني انكم تمتلكون الدنيا ومقاليدها، نصيحتي الأخيرة لك ان اتت لي مرة اخرى اعدك انا من سأتصرف افهمت وستصبح ليان خارج المعادلة
ازدرد زين ريقه وهو ينظر الي ليان التي تحتضن والدها بقوة وكأنها تستمد منه الحماية ليهتف
- لا تقلق يا سي، حماي
اومأ ابراهيم بتفهم لينظر الي خالد بعيون ضيقة
- جيد، وانت طبعًا ينطبق عليك
هز خالد راسه وهمس
- حسنًا.

عاد ينظر إلى ابنتيه ليبتلع تلك الغصة المؤلمة في حلقه وحديثه يتمحور نحو ليان
- روح أبيكم وقطعتا من فؤاده، إن جرحتي منه أو تأذيتي منه انا اول شخص من تألجي إليه افهمتي، اول شخص، ابيك ما زال اسدًا وإن اقترب أحد يؤذي قطعتي من فؤاده سيكون له بالمرصاد.

بكت ليان بين احضانه لتنسل سارة بخفة وهي تترك المساحة لهما، حاوطها بذراعه الأخرى لتنفجر في بكار حار وهو يضم ابنته بين ذراعيه بعاطفة ابوية جعل زين تلمع عيناه وهو يحشر قبضتيه في جيب سرواله يمنع بقوة أن يسحبها بين ذراعي والدها ويغرسها بين ذراعيه بقوة
همست ليان بأسف
- اسفه، سامحني
مسح دموعها بأنامله واغرورقت عيناه بالدموع ليقول بجدية
- متكرريهاش تانى
همست من بين شفتيها
- حاضر.

ربت على ظهرها وهو يمسح تلك الدمعة التي انسابت منه ليقول
- هيا اذهبا الي ازواجكم ولا تنسوا التقاليد التي تربيتهم عليها منذ نشأتكم
واخيرًا قرر زيدان التدخل بعد ان نظر الى ساعة معصمه ويعلم أنه ما بقي سوى القليل للصعود إلى الطائرة ليقول
- متقلقش يا استاذ ابراهيم، بناتك زي بناتي وفي غلاوة علياء بنتي، لو فكروا بس انهم يأذيهم هيشوفوا تصرف مني مش ممكن هيتخيلوه
ابتسم إبراهيم بامتنان وهو يصافح يده بحرارة.

- وأنا واثق من كده.

- كاميليا انتِ يا امرأة أين انتِ، لما تركتِ باب المتجر مفتوح
صرخت بها علياء بعد أن فرغ الزبائن من المتجر الذي افتتحته مؤخرًا، بالكاد تخلصت عبء تلك الشهور من وكالتها بشق الأنفس والشرط الجزائي وضعته على طاولتهم نقديًا واخيرًا خرجت من الوكالة تتنفس بالحرية.

صارت عصفورًا خارج القفص الذهبي لا تعلم أي غباء دفعها لتدلف لذلك العالم الغير مألوف لها، لن تكذب ان المتجر فكرت به سابقًا حينما كانت تسير في شوارع لندن المزدحمة جذبها ذلك المتجر الضخم القديم للفطائر واسرعت الى صاحبه بمساعدة زياد لتشتريه من مالها الخاص رافضة اي مساعده من عائلتها وخلال أشهر تحول المبنى القديم الذي تفوح منه رائحة نتنة المكون من طابقين إلى متجر نسائي فخم ذو رائحة عطرة من العطور الشرقية لا يرتاده سوى الطبقة الرفيعة من لندن ومخططها القادم سيشمل الطبقة المتوسطة، نظرت الى المكان الساكن بشرود وهي تتوعد إلى كاميليا ليجذب انتباهها الجرس المعلن عن قدوم زبائن، دارت على عقبيها لتعتذر الى الزائرة لكن لجم لسانها صوته الذي هتف ببحه مميزة.

- مرحبًا
حدقت به بذهول حتى سقط الملف منها ارضًا، شعرت بتلك النغزة في قلبها لتنظر اليه بعاطفة شديدة وعتاب أشد لتهمس
- سالم!
اقترب وهو حامل في يده علبة فاخرة من الشوكولا وباقة من الورد، اقترب حتى ما عاد هناك فاصل بينهما لينظر الى عيناها العسلية الذي اشتاق اليها بشدة، همس بنبرة عاطفية جعل جسدها يرتعش من رأسها حتى أخمص قدميها
- اشتقت اليكِ.

افيقي آليا لقد قال اشتقت فقط ما ذلك الهذيان الذي داومك وكأنه، قبلك من شفتيك أفيقي كي لا يغشي عليك، ابتسمت بنعومة وهي تتناول العلبة الفاخرة والباقة وتبتعد عنه عدة خطوات فقط لتضعها على الطاولة وهي تسحب الورد الطازج وتستبدله بالورد الذي ذبل منذ ان اشترته صباح أمس ما ان انتهت تفاجئت من زمجرته الخشنة
- ثم ما هذا الذي ترتدينه؟، لا احب امرأتي ترتدي شيئًا عاريًا، تحشمي يا امرأة.

نظرت الى ثوبها العملي بعبوس شديد لا تعلم لماذا يصرخ ليس قصيرًا كي يصرخ في وجهها وكانت غافلة تمامًا عن تلك التي نطقها بعفوية وما ان عادت كلماته ببطء حتى نظرت إليه بعبوس شديد ثم هدرت بعنف تأد تلك الابتسامة التي تود الظهور لشفتيها كي لا يظنها مختلة
- امرأتك؟ اهذه طريقة جديدة لطلب الزواج تصرخ في وجهي!

اللعنة، حتمًا سيتخلص من خزانتها يومًا من تلك الثياب التي سترديه قتيلاً، ابتسامه شقت طريقه وهو يراها تضع الورد في المزهرية ولم يركز في ثوبها الا حينما انحت قليلاً لتظهر بداية صدرها، تلك الفتحة الواسعة من ثوبها سيمزقه بالمقص يومًا، اقترب فاصلاً المسافات بينهما ليضع راحة يده على الطاولة ويميل أمامها قائلا
- انني مختلف
ثم عاد للعبوس وهو يهتف
- هل ظللتي تلعنيني؟

هتفت باندفاع وهي تقترب منه بجرأة تضع أناملها على مقدمة قميصه ليظهر اسفله صلابة صدره من قميصه لتهمس بإغواء
-لقد ظللت ألعنك كثيرًا، جدًا
لم يبتعد تلك المرة عيناه شاخصتان نحو عيناها يراقب الى متى ستتمادي صغيرته على تلك اللعبة التي تلعبها بغير كفاءة
- يا متوحشتي الصغيرة، سأقوم أظافرك ولسانك يومًا.

تعجبت من عدم تذمره لتميل إلى ذلك الشيء البارز في عنقه لتشعر بانتفاضة جسده تحت يديها التي استحالت الى انامل مرتعشة لتقول بوحشية
- لن تقدر
ثم اقتربت حتى لفحت أنفاسها الدافئة أمام وجهه
- لكن إن قصدت قبلة لا امانع
اغمض عينيه بصعوبة وهو يعلم الى متى تحاول الوصول اليه، ليجذب يدها بقوة وحزم يبعدها عنه وهو يقول بحدة
- علياء، تحشمي انني رجل غريب عنك.

لم تتذمر بل ابتسمت بسعادة، عيناها تغمز له بمكر وهي تبتعد بهدوء ليدرك ما هو الا اختبار صغير منها، الماكرة!
- لقد عانقتني سابقًا
صاحت بها ببرود وهي تضم ساعديها بهدوء لينظر إليها ويغمغم ببساطة
-انت من اقتربتي مني وارتميتي بين ذراعي
صححت بمشاكسة
- بل انت من ضممتني اليك بقوة و حميمية
هم بالرد عليها بوقاحة لكن اطبق شفتيه وهو يغمغم
- لن ارد الان.

ضحكت بصوت مرتفع جعله ينظر الي ابتسامتها الواسعة وعنقها المرمرى الذي مال للخلف ليذكره ذلك العنق بعنق البجعة، لن يكذب انه خلال تلك الأشهر بعيدًا عنها انه لم يعد يرغب سوى أن تصبح له فقط
- لقد حاصرتك في الزاوية
قالتها بابتسامة مغوية ليرد معترفًا
- لا انكر
ثم استطرد بهدوء وعيناه تتفحص المكان الواسع الفخم
- المتجر جميل
اتسعت ابتسامتها وهي تهمس
- حقًا، ما رأيك بأن تأخذ جولة؟!
هز كتفيه وهو يقول.

- سأصطحبك إلى تناول مشروب دافئ، يوجد مقهى قريب هيا
كبحت جموحها كي لا تنطلق اليه وترتمي بين ذراعيه وهي تعلم الى اين يريد الوصول، تعلم أنه يريد إصلاحه أخطائه لتقول بمشاكسة، ولا تعلم لما تحب مشاكسته، تريد أن تخرجه عن طور هدوءه وقناعه الجامد
- اهذا موعد؟
غمغم بمشاكسة هو الآخر
- لا تطري نفسك كثيرًا مجرد قهوة وانت من ستدفعين ثمنها، من انتِ لأدفع انا من نقودي
حدقت به بذهول من، من بخله لتصرخ في وجهه.

- يالله، يالك من بخيل
تناول سترة سوداء نسائية راها علي الطاولة ليقترب منها وهو يضعها علي كتفيها ليقول بعبث
- وهل ظننتي أنني سأتركك تضعي يدك في حقيبتك وانا بجوارك
كانت ستصمد لكن الحاجة لمشاكسته جعلها تهتف
- وان فعلت؟!
اقترب وهو يسحب ياقتي سترتها إليه لينظر اليها بتسلية
- سأبتر يدك.

أغمضت جفنيها وهي تستنشق الى رائحته العطرة بانتشاء، ك المدمن الذي يبحث عن جرعة سعادته، تعترف انها لاول مرة تتخلى عن حاجزها وهي تتعمد قربه ومشاكسته لكن الان! تخشى ان تفضحها نبضات قلبها المدوية لتهتف بحرج
- دموي للغاية سالم
تركها وهو الآخر يبتعد عن تلك الجاذبية التي تلفه وتقيده ك خيوط العنكبوت التي تأسر فريستها ليهتف قائلاً بجمود
- إن يوجد اشياء اخرى اجلبيها، سأنتظرك.

غمزت بعبث وهي تتوجه نحو الطابق العلوي
- لن اتأخر.

لن تكذب ان تقول ان حفلة العشاء في منزله كانت كارثية، بداية من مشاكسات يامن ومعرفته بزفاف صديقته، وما أن طالب بالتعجل قاطعته بحزم أن يتريث قليلاً، تعلم أنه انتظر وقت طويل، لكنها ليست مستعدة بعد، ليست مستعدة، انها تخشي تلك الحياة الجديدة وخصوصًا علاقته السابقة، تعلم أنها اختفت فجأة لكن هذا لا يمنع ظهورها ومطالبتها بحق طفلها، والان هي في طريقها إلى منزلها تستمع إلى تذمر وسخط تنينها المجنح تلفت اعصابها تحت سخطه لتصيح هادرة.

- متزعقش، انا قولتلك انا
اشتدت أنامله الرشيقة بقسوة على المقود ليصيح بحنق وهو يكبح خروج نيرانه من فتحتي أنفه
- هند
تريث للحظات وهو يهتف بصراحة
- ايه اللي مخوفك مني؟
صمتت للحظات وهي تريح رأسها علي المقعد باسترخاء لتهتف
- مفيش انا تعبانه
عاد يهتف بجمود وهو يختلس النظر اليها وما ان وصل الي عقارها حتى عاد يلف بجسده نحوها وهو يهتف باهتمام
- هند
نظرت اليه من بين أهدابها مستمعة إلى نبرته القلقة لتهتف بجمود واهي.

- تعبانة يا راشد عن اذنك
ترجلت من السيارة وهي تدلف الى العقار بخطوات شبه راكضة، التهمت الدرج حتى لا تترك لتنينها الفرصة ويستجوبها، فزعت فجأة من الشخص الذي كادت أن ترتطم به
- استاذ منصف!
نظر منصف نحوها ليقول بحرج
- مساء الخير يا انسه هند
نظرت الي الدرج المؤدي الي شقتها بعبوس ل تعلم انه صعد الي شقتها، وهذا ما ينقصها ذلك الرجل اللزج، هتفت بين أسنانها وهي تضم ساعديها
- مساء النور، خير واضح انك نازل من شقتي.

حمحم بجدية وهو يمسد عنقه بتوتر بدي علي قسمات وجهه
- كان فيه مياه بتنقط من سقف الحمام طلعت فوق ولقيت هنادي موجودة قلت لما تيجي صاحبة البيت ادخله
همست من بين شفتيها بضيق
- كانت نقصاك انت كمان
نظر الي معالم وجهها المجهدة وتقاسيمها الناعمة تأن وجعًا ليسب عقله فورًا وهو يلعن التأخر الذي لم يجعله ان تصبح زوجته، اقترب منها بجرأة وهو يهتف بقلق
- شكلك مرهق يا انسه، هو فيه مشكلة حصلت بينك وبين خطيبك.

اتسعت عيناها ذهولا من قربه الغير بريء لتهتف بخشونة
- نعم!
كادت أن ترد عليه وتسبه بوقاحة لتصرخ فجأة حينما تم سحبه فجأة من أمامها وصوت خشن يقول
- لا جوزها يا روح امك
اتم عبارته وهو يلكم وجهه حتي صرخت هند بجزع وهي تضم يدها علي ثغرها تمنع صرخة عالية تشق اجواء العقار الهاديء دائمًا، تتعجب من عدم اهتمام الجيران ببعضهم، كل شخص في عالمه ولا يكترث بما يحدث خارج عتبة منزله
- راشد.

همست بها بجزع وهي ترى الدماء التي انبثقت من الخصم الأضعف في المعركة، وهو لم يكن هنا كان يسدد اللكمات في أي جزء يطيله يده، يخرج كبته و حنقه منها اليه، وما ان استمع الى صوتها علم أن العقاب يجب ان يتوجه نحوها هي الاخري، استقام من رقدته وهو ينظر إليه بعلو ونظرة شريرة
- عارف قسمًا بربي لو لقيتك بس او شميت ريحتك قريب من محيط مراتي هتزعل من اللي هعمله
ابتلعت هند ريقها بصعوبة وهي تقترب تلمس كتفه بخشية.

- راشد
عاد يصيح بقوة في وجه المجثي علي الارض بلا حول ولا قوة، ك جثة هامدة ليصيح هادرًا ما ان استمع الي اسمه من بين شفتيها
- فهمت ولا افهمك بطريقة تانية
تمسكت بقوة من قميصه حينما هم بالعودة لضربه لتحضتنه بقوة وهي ترتعب حرفيًا إذا نبذها لتهمس
- راشد، بلاش فضايح من فضلك
اعتصر خصرها بأنامله وهو ينظر نحوها وبركانه الثائر لم يهدأ ونظرته القاسية الداكنة جعلتها ترتجف كالقطة التي تتقلب على صفيح ساخن.

- لا هو فيه فضايح بس مش هنا
سبحها بقسوة شديدة الي الطابق العلوي وهي تدفن وجهها في صدره وانامله التي تغرز خصرها تقسم انه سيبقى علامة لعدة أيام، التقط حقيبتها وهو يخرج المفاتيح وما أن وضعها بعصبية في ثقب الباب، تأوهت بوهن لتغرس اناملها في قميصه هامسة بألم
- براحة
تنفس بهدر وهو يخفف من قبضته على خصرها ليفتح الباب وهو يسحبها بقوة إلى منزلها وهي تبكي وتنتحب بصمت
- أستاذة هند!

جاء ذلك صوت هنادي التي صرخت هادرة ما ان رأت ملامح زوج صاحبة المنزل القاسية وملامحها المتألمة لتهمس هند
- روحي يا هنادي دلوقتي
نظرت بينهما بقلق لتشجعها ابتسامة هند الشاحبة، هزت رأسها وهي تهتف بهدوء
- حاضر، الحاجة نامت من نص ساعة
- تمام يا حبيبتي مع السلامة دلوقتي
سارت عدة خطوات الى الباب وحينما تذكرت الذي جاء منذ دقائق صاحت
- اه، استاذ منصف جيه هنا.

رأته يجز علي اسنانه بقوة والقميص علي وشك ان يتمزق من عضلاته النافرة لتهمس
- ايوا كلمني هو اتفضلي علشان متتأخريش بكره
اسرعت فارة من المنزل وما ان اغلق الباب حتى جذب ذراعها الى غرفتها وما ان اغلق الباب خلفهم حتى الصقها بالجدار المجاور لتتأوه بألم هامسة
- راشد
اقترب بقوة من وجهها ليصيح بخشونة
- من امتي؟

اللعنة هل تلك نوبة غيرة وغضب معًا وعليها ان تتحمله؟! ابتلعت غصة مؤلمة في حلقها وهي تحاول التقاط انفاسها بين سخونة انفاسه التي تسحبها لدوامة أخرى لتهتف بشراسة
- ايه هو ده اللي من امتي!، ومن فضلك يا راشد انت عارف انا مبحبش الحركات دي، انا انسانه مش بهيمه
زادت ابتسامته وحشية وهو يجذب عنقها نحوه لترتطم بصدره وهو يردد بسخرية
- لا بهمية
حدقت به بذهول لتهمس بوهن
- راشد.

ألصق جبهته على خاصتها وهو يسحب عطر الجوز الهند الذي تضعه على خصلاتها المهلكة ليهمس
- بهمية علشان مقولتش لجوزها ان فيه واحد لزج بيبص علي مراتي و ب يتحجج باي حجه علشان يشوفها
ربااااه انه ينتقل إلى أشياء خاصة لا تود أن يفعلها الآن، يسحبها الى دوامته وهي حتى لا تستطيع أن تعارضه ل تتركه يبحر في عالمهما، أفاقت من هيامها لتقول ببساطة.

- متكبرش الموضوع، كل الموضوع ان فعلا فيه ميا بتنقط من سقفه وكنت بجيب السباك يصلحه
لقد ازداد غضبه لمعدل اضعاف مجرد تخيله انها تذهب الي منزل الرجل ولو بجوار رجل آخر بل صعوده إلى مرحاضها الخاص الذي يود دخوله علّه يوجد أي شيء من ثيابها الخاصة بالداخل، تنفس بهدر وهو يسحبها بقوة اكبر الي صدره ليغمغم بخشونة
- متتعامليش معاه تاني، فاهمه
لا تريده أن يعطي أوامر ليست صغيرة كي تتلقى أوامر منه الآن، صاحت بسخط.

- متصرخش في وشي، ومتزعقش
صاح بقوة أكبر اخرستها كليًا وهي تنكس رأسها ارضًا
- هند
رفع ذقنها بأنامله لينظر الي ملامحها الناعمة بهدوء والي شفتيها المذمومة باشتهاء شديد، يود اقتلاع شفتيها بمفك او يسحقهم بطريقة اكثر فعالية ليهمس امام شفتيها
- انت شايفه غيرتي خنقاكي
تلجلجت متلعثمة وهي تتحاشى النظر إلى مقلتيه التي انزاحت بها عواصفه الرمادية
- مش القصد
طبع قبلة دافئة على جبهتها وهو يتنهد بحرارة.

- تمام يا ست البنات، نامي دلوقتي و هكلمك بكره الصبح
ود أن يطبع القبلة في مكان آخر، لكنه يعلم انه ما ان يمسهم ربما سيسحبها الي داومة ستبتلعهم كليًا ولن يندم عليه سوي لاحقًا، كبح جماح أفكاره وهو يسرع مغادرًا من الشقة ليتركها تلك الليلة البائسة وعلّ الصباح يصبح أكثر هدوءًا!

- إنها زيارتي الأولى لهنا
غمغم بها سالم ببساطة وهو يجذب انتباهها الشارد في وجهه لتحتقن بخجل حينما أمسك بها بالجرم المشهود لتتنحنح قائلة
- حقًا! لما لم تخبرني؟
اقترب نحوها وهو يهمس بمشاكسة
- اردت صحبة معك
زادت حمرة وجهها من حديثه، ربااه ان كلماته عادية حدًا، عادية مابها هي!
- أتخجلين؟
صاح بها سالم بدهشة وهو يراقب وجنتيها التي تحمر بحمرة محببة إليه لتقول بفظاظة
- لا اخجل.

ضحك بانطلاق وهو يلاحظ عبوس شفتيها لتنفلت نبضات قلبها صارخة وهي تتطلع إلى وجهه الوسيم الرجولي ليقول بمشاكسة
-لقد رأيتها، يوجد تورد طفيف في وجنتيك
عبس وجهها وهي ترتشف قهوتها الباردة
- لا انه بسبب الحرارة ليس أكثر
قام من مقعده وهو يسحب مقعده ليجلس بجوارها، لا يعلم لما ابتهج انه يلاحظ ان مشاكسته الصغيرة تخجلها! لا يعلم أي سبب احمق جعله يريد ان يجلس بجوارها، لكن قلبه أراد، لفحها عطره المسكر ليقول بعبث.

- الخجل بسبب إطراء، لكن انا لما اخبرك من قبل ان عيناك دافئة للغاية ارغب بالتطلع إليها دائما
رفعت عيناها تنظر إليه بذهول، اتساع حدقتيها مكّنه من الاستمتاع بالشرارة الذهبية التي تتألق مقلتيها، يالله كم يود أن يحتضنها الان، ثم اخرس نداءات وقحة ليمتقع وجهها وهي تهمس بتلعثم
- سالم، توقف لم اعهد ذلك منك
استند بقبضته المضمومة على ذقنه وهو يرد باستمتاع
- أرأيتي تخجلين، توقعت انك تستمعين إلى إطراء الجميع.

صمتت للحظات وهي تنظر الي الكوب امامها لتقول بصراحة
- حسنًا لم اسمع اطراء علي عيناي من قبل
عاجلها بسؤالها الخبيث
- اين اذا؟!
لم تجيب وهو يعلم اين الإطراء الذي حصلت عليه ومواقعها تحديدًا، ليضم قبضة يده بقسوة وهو يضرب على سطح الطاولة الخشبية بقوة انتفضت على اثرها
- طبعًا تخرجين كل انش من جسدك وتتوقعي انه لن يغازلك به احدًا.

حرارة حارقة تنبعث من اعماقه لا يعلم سببها، حرارة قادرة على الفتك بأي شخص امامه، حرارة قادرة علي أن تدمر الأخضر واليابس، رباااه انه يغار ولاول مرة على امرأة!
همست بصوت ضعيف
- لم اكترث، عملي جعلني اقابل أكثر من مجرد نظرة او لمسة
لمسة! هذه هي الطامة الكبرى له حقًا، حاول كبح جماح تمرد عقله من عدم الفتك بها ودق عنقها ليهتف بقسوة شديدة
- ماذا تقصدين؟

رفعت عيناها اخيرًا عن الكوب لتنظر الي عيناه القاسيتين، المخيفتين، ربااه لقد أظهرت الوحش من مكمنه لتقول بجرأة
- أستتزوج بي ان لم اكن عذراء؟
صمت للحظات وهو ينظر الى عيناها بغموض والي خصلاتها المسترسلة على ظهرها بأفتنان ليقول بجمود
- لست ذكية بما فيه الكفاية لولي
ضيقت عينيها و قطبت جبينها بامتعاض
- لولي!
قال ببساطة وهو يغمز عيناه بمكر
- اسم التدليل.

كبحت ابتسامة خجولة من شفتيها وهي تحاول ان تستمع بأسمها المدلل الطفولي الناعم للغاية بنبرته الرخيمة، يوجد تناقض بالطبع من نطقه الخشن لذلك الاسم الناعم لكنها احبته منه لتقول بعبوس
- انه طفولي أليس كذلك؟
مال يلمس خصلاتها البندقية بإعجاب وهي تنظر الى عيناه بهدوء، ربااه سالم تغير لقد أصبح جريء للغاية ام هي التي لم تعلم سلفًا؟! غمغم بهدوء
- وما به الا تريدين ان تصبحي امرأتي وطفلتي في آن واحد؟!

احتضنت وجهها بين كفيها لتقول
- سالم لم اعهدك هكذا
شهقت حينما شعرت بأنفاسه ترتطم صفحة وجهها لتنظر الي عيناه الاسرة وهو يقول ببرود لا يتناسب اطلاقًا مع تلك الشعلة التي اندلعت بسبب قربه
- أنتِ جرئية في حديثك معي، لذا قررت ان اكون اكثر جرأة في الحديث معك، كي لا تتوقعي انك تورطي مع رجل لم يسبق له التجارب مع النساء
تود الان ان تنشق الأرض وتبتلعها، خصوصا مع نهاية جملته التهكمية لتزيح بعيناها عنه بقوة لتهمس.

- سالم، رباااه
هتف بتسلية
- رائع، حسنًا كيف سأقابل والدك أيتطلب حجز شهر مسبق؟!
لا تصدق كمية تلك المفاجآت التي استقبلتها تلك الليلة، جاء ليتزوجها وليس لإصلاح حماقته فقط، استعادت تشتتها سريعًا
- لا تحتاج الى ذلك انا من سأخذك اليه
ثم عادت تتذكر الطعم الذي رماه بهدوء، لتصيح بحنق
- ثم اي نساء اللاتي عرفتهن!
رد ببساطة
- كما اخبرتينِ بالرجال الذين كانوا حولك انا ايضًا اخبرك عن النساء اللاتي كن معي.

اللعنة صرخت بهدر وهي تسحب ياقتي قميصه نحوها وهي تهتف بشراسة
- ومن هن؟!
نظر الي يدها القابضة على قميصه بوجوم ليعود النظر نحوها ل تفلت يدها بحرج وهو يجيب ببساطة
- امي
ثم اتسعت ابتسامته بشرود
- كانت ابي وامي وشقيقة ثم صديقة
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها لتهتف بمرارة
- اتعلم كنت ارغب بذلك حقًا ان تكون لي أم أشكو لها مشاكلي العاطفية
وضع يده بدرامية على موضع قلبه
- انا هنا
كتفت ذراعيها على صدرها وهي تهتف بحنق.

- لا تورطني لم تجيب عن سؤالي بعد
تذكر سؤالها الذي تناساه، ليميل نحوها وهي تنظر اليه بتحفز اقترب نحو أذنها هامسًا
- حسنًا تذكرت، انتي بالكاد حظيتي على أول قبلة فكيف بعلاقة كاملة!
لثاني مرة تود أن تنشق الأرض وتبتلعها، حقًا تود أن تدفن تحت التراب الآن، نظرت اليه بترفع غير عابئة بوجهها الذي ينضح حمرة من الخجل
- وإن لم اخبرك!
تنهد بحرارة وهو يبتعد عن أسر تلك المغوية لينظر إليها وهو يقول.

- لو اخبرتك انني لا اعبأ بذلك الشيء استصدقينِ؟
هزت رأسها ايجابًا لتهتف
- اصدقك.

- حبيبتي
همست بها سارة حينما عانقت الجدة بمحبة، ربتت الجدة على ذراعي سارة وهي تقول
- اشتقت اليك حقًا
ابتعدت سارة وهي تجلس على الفراش الجدة لتهتف الجدة وعيناها نحو الحانق الواقف ورائها
- في عمل زوجك ستكونين هنا بجواري
قاطعها خالد بجدية
- سأصطحبها معي جدتي
نظرت الجدة بتسلي الي نظرات حفيدها المتصلبة لتهتف بنعومة
- الفتاة ستكون بجواري
اقتربت سارة نحو الجدة وهي تهمس بمكر
- لا تقلقي سأختبئ واتي اليك.

ضيقت الجدة عينيها بشك
- أأنتِ واثقة!
هزت سارة نافية وهي تحمر خجلاً
- لا
انفجرا ضاحكتين وهو يسأل الله الصبر علي ان تمضي تلك الدقائق بسرعة، التفتت الجده بعيناها نحو الباب وهي تهمس بلوع
- ليان
ثم تابعت بانبهار وهي تراقب بروز بطنها بانبهار
- يا الله، ما هذا الجمال؟ لم اتوقع الحامل تصبح بذلك الجمال ابدًا
امتقع وجهها وهي تسحب الجدة بحبور لتهتف الجدة فجأة حينما لمحت الواقف المستند بجذعه علي مقدمة باب غرفتها.

- ما هذا لما البنات تخجل هكذا من حديثي، ماذا تفعلين حينما يغازلك زوجك؟
تفجرت الدماء في وجنتي سارة وليان لترتسم إبتسامة هادئة علي شفتي زين وعيناه شاخصتان نحو ليانه، نظر خالد الى ساره ليجيب بحنق
- تغلق الهاتف في وجهي
التفتت سارة برأسها نحوه وهي تهتف بعتاب
- خالد
لمع البريق الفيروزي في عينيه وهو يهمس متأوهًا بدرامية ضاربًا ب قبضته علي قلبه
- قاسية نجمتي
ثم تابع بجدية شديدة وهو يسحب ذراعها.

- حسنًا اقضوا وقتًا رائعًا، سأخذ جميلتي في جولة سريعة
همست بخجل من طريقته الفظة لخروجهم
- خالد
هتف بصرامة شديدة
- هيا عزيزتي.

سكنت زمجرة محركات سيارته الرياضية وهو يقفز من السيارة برشاقة قائلاً
-وصلنا سيدة سارة الحديدي
دار حول السيارة وهو يفتح باب السيارة بلباقة جعلها تتعجب من الظلام الذي يغلف المكان حولها سوى من صوت حشرات الليل المزعجة التي تعلن بصراحة على انهم خير شاهد لتلك الليلة العجيبة، همست بتعجب
- في الظلام!
امسك بيدها يقودها بخفة الي موقعه المفضل ليغمغم
- هذا مكاني المفضل حينما أتى إلى هنا.

جذبها تلك الاضاءة من اسفل التل للقرية بأكملها، جعلها تنظر إلى المشهد الرائع بانبهار شديد لترفع عينيها إلى السماء وقد تلألأت النجوم وبدت قريبة بطريقة مثيرة الي الارض، تمتمت بذهول
- لم اتي من هنا قبلاً، اقصد لم تخبرني علياء بذلك
اقترب معانقًا خصرها بلهفة وهو يشير بيده الي الفضاء قائلاً بنعومة
- أترين تلك النجمة؟
ضيقت عيناها الي ما يشير بيده لتقول بعبوس
- أين؟

دفن وجهه في حنايا عنقها مستنشقًا شذى رائحتها العبيرية بإنتشاء شديد، صاح بنبرة اجشة ويداه ما زالت محلقة في بقعة محددة في الفضاء
- هذه أشدهم قوة وبريقًا.

تراخت ساقيها لتلاحظ بذراعه الذي ضم جسدها بقوة وهو يمرر بشفتيه من عنقها الي وجنتيها بخفة جعلت معدتها تتقلص بشدة، لا ترغب بفعل فضيحة في قارعة الطريق رغم قراءتها للروايات الرومانسية المشابه لما يحدث الان لكن في الحقيقة شيء آخر تمامًا لتبتلع ريقها وهي تحدق في الفضاء قائلة
- نعم
-هذه انتي، نجمتي القطبية.

اتسعت ابتسامتها وطردت ذلك الخوف من قلبها ما ان شعرت بنبضات قلبه المدوية ما ان دار بجسدها أمامه والصق جسدها الغض بين ذراعيه، احتضن خصرها وهو يهمس بنبرة ناعمة حينما ألصق جبهته بخاصتها
- اخبرك سرًا؟
أغمضت جفنيها وهي تستمع بقربه، بأنفاسه التي تلفح في وجهها، برائحة النعناع المنعشة في فمه ورائحه عطره الغربية، تشعر بتذبذبات جسده التي تنتقل إليها لا ارديًا نحوها، امتقع وجهها وهي تجيب بهمس
- أحب الاسرار.

زفر بحرارة شديدة وهو يقنع نفسه ان تلك الفاكهة المحرمة اصبحت زوجته، التي ظلت طوال أعوام لا تفارق مخيلته، ازداد قربًا حينما شعر بأنتفاضة جسدها ما ان لفح بحرارته ليهمس بنبرة اجشه
- حينما امتطيت الفرس وكاد أن يقذفك، شعرت الدنيا تحوم من حولي، لا اعلم كيف انتابني الشعور ان احميك، أنك شيء يخصني
رفعت رأسها تنظر الى عيناه، رغم الظلام شعرت بعينيه التي غامت بعاطفة شديدة، ارتعشت اطرافها وهي تهمس
- حقًا؟!

تابع وهو يهمس بنعومة
- وحينما صفعتينِ للمرة الأولى، كنت اود
قاطعته بمزاح
- صفعي؟!
وعلى حين غرة ثبت كلا يديها خلف ظهرها ليهمس أمام شفتيها تحديدًا
- بل تثبيت يديك خلف ظهرك واقبلك بقوة، لكن لا بأس كنت احتاجها حقًا
حبست انفاسها وهي تتمتع بحاسة الأذن في كل حركة وكل نفس يتردده أمامها، شعرت بوخزات في وجنتيها اثر شعيرات لحيته لتهمس
- ولما؟
فك اسر ذراعيها ليعيدها ساحبًا اياها نحو صدره العريض بقوة قائلاً.

- لانني كنت أخرس ندائًا يخبرني انك مختلفة، كنت سأقبلك وابتعد عنك كليًا ربما ان بادلتيني سيجعلني أعلم أنك فتاة عادية، لكن مع محاولاتي للقرب منك وانت تبتعدي عن مداري كي لا تسقطي في تلك الهوة علمت انك التي كنت ابحث عنها، انك نجمتي القطبية
رباااه لثاني مرة تكتشف أن تلك الدماء التي تسري في دمائه، دماء حارة، تفكيره شرقي بحت، رفعت عيناها وهي تزمجر بخشونة
- أكان كل ذلك اختبار؟
رد بهدوء.

- حسنًا، نستطيع أن نقول هذا
نزعت يدها انتزاعًا منه لتصيح بقوة
- أيها،
قاطعها بنبرة قوية جمدت الدماء في عروقها
- اياااكِ
سارت عدة خطوات مبتعدة عنه وهي تدير ظهرها عنه لتضع يدها في خصلات رأسها بشرود، اهدأي سارة، اهدأي انها الليلة الاولي لكما، غمغمت بشرود
- أأخبرك سرًا؟
وافق قائلاً
- بالطبع
سحبت نفسًا عميقًا وزفرته بهدوء لتحتضن ذراعيها حول صدرها هامسة بشرود.

- حينما سقطت إلى عرض البحر ليس كما تظن حقًا أو كما اخبرتك، كنت اختبرك
لم تشعر بصوت انفاسه، مجرد صوت حشرات الليل المزعجة وتلك النسمات الباردة التي اخترقت عظامها
- تختبرينِ؟
صدح ذلك الصوت قريبًا من اذنها ارتدت علي اثرها خطوتين للخلف ذعرًا لتهتف بتلعثم شديد
- اختبر مقدار حبك لي، يعني هل انا مهمة بالنسبة لك ام مجرد اي فتاة عادية!
شعرت بطوله المهيب يقترب منها وتقسم ان عيناه تعصفان بعواصف هوجاء عنيفة.

- ماذا اكتشفتِ؟
ضمت كفيها بحرج وهمست بإقرار
- ان كنت فتاة عادية كنت ستبعث ب طاقم الطوارئ لتنجدني يعني ما كان القبطان لينقذ اي احد سقط بالخطأ إلى عرض البحر، يعني ينجد شخصًا ولا يهتم المئات من حياة السائحين، كنت اراقبك من بعيد شاردًا لفت انتباهك ثم ببساطة سقطت وحديثك ولهفتك وعيناك خالد يالهي لا اتصور ان اجد كل ذلك منك انت تحديدًا.

أغمضت جفنيها وهي تتذكر عيناه التي عصفت بلون لم تحدد ماهيته، ذلك البريق أتي مرة واحدة فقط، شعرت بذراعه اللذان جذبا خصرها الي صدره وانفاسه المتأججة تحرق بشرة وجهها ليهمس بين شفتيه
- أيتها،
قاطعته بخبث
- ايااااك
عاد يدفن وجهه في عنقها ليقبلها مرة أخرى لترتعش من أثره قبلته، بقي عدة ثواني يشعر بها وبنعومة جسدها وهشاشته بين ذراعيه رفع وجهه إلى عيناها ليهمس
- سأخبرك آخر سر
- اكيد.

ما ان تذكر ما لاح على عقله حتى ازدادت انفاسه سخونة وضراوة ليصيح قائلاً
- رأيتك ترقصين
ردت بلا مبالاة
- اعلم حينما كنت ارسم،
قاطعها وانامله تتحسس بجراءة منحنيات خصرها المغوي الذي كاد ان يرديه قتيلاً
- لا كنت ترقصين بأنوثة شديدة بذلك الفستان الاسود
هتفت باندفاع
- اي فستان أسود لم ارقص من قبل بأي،
أطبقت شفتيها حينما تذكرت بدلة الرقص السوداء، حوقلت به بذهول وهي تتنفس بهدر
- أيها المتلصص، أكنت تراقبني!

مرر بأنامله على وجهها ووجنتيها تحديدًا، استشعر سخونة وجنتيها ليعلم أنها خجلة منه وبقوة، كبل جسدها الذي يود الفرار منه ليقول بأدراك
- حسنًا لم اقصد التطفل عليك، لكنك صدمتيني
صاحت بذهول وعيناها شاردتان إلى بقعة مظلمة، راها ترقص؟! راها ترقص ب تلك البدلة التي اصرت علياء علي ارتدائها يومًا بل تعليمها الرقص الشرقي، راها ترقص وبقي ينظر اليها بعينيه التي تعلم الان انها تاكلها حية.

- يالهووي يالهووي، الناس هتقول عليا ايه دلوقتي
قاطعها بخبث من صدمتها ليقذفها بصدمة اشد
- استرقصين لي؟
قاطعته بنفي شديد وهي تحاول بيأس شديد التملص منه
- لا لن أفعل بالطبع
عاد يقبل عنقها بحميمة مغمغمًا
- ولما؟
حاوطت عنقه بجرأة لاول مرة وهي ترفع اطراف أصابعها لتصبح موازية لطولة لتهمس في اذنه
- اخجل منك، ان كنت بين الفتيات أو بمفردي استطيع لكن امامك انت وبنظراتك التي تفترسني لا.

عاد يقبل عنقها للمرة التي لا تعلم ماذا وهو يهمس بنبرة مغوية
- سأنظر بأحترام الا انني لا اعدك
تنفست بهدر وهي تتشبث بقميصه أكثر كي لا تقع على الأرض، اهدئي سارة، مجرد قبلات على العنق ليس أكثر، ما بك؟!
- اي سر آخر؟
- حاليا لا
ابتعدت قليلاً عنه لتعيد النظر الي وجهه لتهمس
- اريد منك شيء، حسنًا كنت اود تجربته مع من سيصبح زوجي
لاحت ابتسامه علي شفتيه استطاعت رؤيتها
- كلي لك.

اقتربت بجرأة واضعه ذراعيها حول عنقه لتتجه نحو لحيته لتطبع قبلة رقيقة وهي تبتعد تقول ببساطة
- هذا
ابتعدت عدة خطوات لخلق مسافة آمنة بينهما، صمته المهيب اقلقها لتشعر بتنفسه الحارق امام وجهها وهو يقول ساخرًا
- اهذه قبلة لم تحذري بعد القبلات لا تكون هنا
شهقت حينما عانقت يده عنقها والاخري حول خصرها بتملك شديد ليميل بغته حول شفتيها وهو اخيرًا يعلن صك ملكيته نحوها،.

اهذه القبلة اذًا، صاحت بها في سرها بتعجب، لما تشعر ان تلك عبارة عن دوامة عجيبة محملة بعواطفه الجياشة الخشنة نحوها، بسطت راحة يدها حول موضع قلبه، ارتجفت بشدة اثر نبضاته العنيفة، استشعرت بحرارته التي دفئت جسدها، ابتلعتها دوامته العاطفية حتى قبضت اناملها بقوة على قميصه.

ابتعد بحرارة ولفتهما انفاسهما التي دمغتهما سويًا، تردد صدي خفقات قلبيهما معًا، وهي ما زالت تتأرجح في تلك الدوامة الخاصة به، ارتجف جسدها وهو يهمس بنبرة اجشه
- هيا لنغادر لا اود ان،
قاطعته بلهاث وعقل مغيب تحت أثر قبلته المدمرة
- اريد البقاء هنا لودي.

طار اخر ذرة تعقل به من لودي التي تقولها برقة شديدة ليعانق شفتيها بين شفتيه يضم جسدها بقوة بين ذراعيه بقوة اكبر، ربااه رغم انه كان على علاقات عابرة من الشقراء والصهباء والسمراء لكن هي أثرت شيء بقلبه، شيء لا يعلم كنهه، رغم كل خبراته يشعر انه مراهق ساذج يقبل حبيبته لأول مرة، اربعة أعوام وهو ينتظر الحصول ولو قبلة يتيمه منها، أربعة أعوام من اليأس والخيبة والدمار حتى أصبحت له، شيء منه، قطعة من قلبه.

ابتعد وهو يزفر بحرارة
- يكفي لنعود سأفقد تهوري سارة
احتقن وجهها ولا تعلم لما احبت البقاء هنا، ان تنظر الى السماء وهي بين ذراعيه تحديدًا، شاكسته وهي تحاول ازاحة ذبذبات قبلته بعيدًا
- لا لقد أحببت هذا المكان سأخلق مسافة بيننا
غمغم بخشونة
- لا يوجد مسافات بيننا، لقد اخترقت كل المسافات
ثم همس بمكر
- هل أعجبتك قبلتي ؟
شهقت بذهول وهي تضربه بلوم على كتفيه لتصيح بغضب
- خالد توقف.

انفلتت من شفتيه ضحكة رجولية خشنة وهو يجذبها الي احضانه، ويدعو الله أن يمر تلك الليلة العجيبة على خير في سيارته والا يفقد تهوره.

كانت العائلة تتناول الطعام في صمت مهيب، سوي من مشاكسات يامن لجده بين الحين والآخر، أما عنه فبقي ساكنًا، جامدًا، هاتفها صباحًا لكن هاتفها مغلق ود للحظة ان يأتي لمنزلها ويدق عنقها ثم، ثم يقبلها، ضجرت ملامحه للضيق الشديد وهو يلوك الطعام بدون ادني شهية ليستمع إلى صوت دقات كعب حذاء عالي علي ارضية القصر، علم فور صاحبة ذلك الحذاء العالي حينما هبت رائحة جوز الهند لتتشعب أنسجة رئتيه، رفع عينيه نحوها لتتسع عيناه ذهولاً من عودتها للتنانير مرة اخرى، عض على نواجذه غيظًا وكمدًا حينما تطلع الي عيناها الشقتين التي تشاكسانه لاول مرة، اقتربت منه وهي تحيي الجميع.

- صباح الخير
حمحم مرتضي وهو يدعوها للجلوس
- صباح النور، تعالي يا هند
لم تستمع الي رده بعد لتعلم أنه ما زال غاضبًا، تنينها الساكن في كهفه ما زال غاضبًا منها لانها اغلقت هاتفًا صباحًا، وعلى حين غرة طبعت علي وجنته اليمني قبلة ناعمة وهي تقول بغنج
- صباح الخير
حذرها بعينه القاسيتين من نبرتها لتستمع الي صيحة يامن
- وانا فين انا كمان عايز بوسة.

ضحكت بغنج متعمد وهي تسير بتبختر أمامه لتصل الي يامن وهي تقبل وجنتيه ب بمشاكسة
- وادي انت كمان بوستين مش واحدة
جلست بجوار يامن وهي تستند بذقنها علي قبضتها المضمومة لتهتف بمرح
- على فكرة يا عمو وحشتني جدًا جدًا
جارها مرتضي بخبث وهو ينظر الى ابنه المتهجم الملامح سوى من اختلاج فكيه ليهتف
- وانتِ كمان يا حبيبتي وحشتيني جدًا
أردفت بعتاب وعيناها تنظر نحو تنينها بشقاوة.

- يرضيك يا عمي متكلمنيش بالليل قبل ما تنام علشان اطمن عليك
ضحك مرتضي أما يامن غير عابئًا بحديثهم كونه حديث كبار لقد حذره جده كثيرًا ليأخذ وضع المشاهد تلك المرة
- لا عيبة في حقي يا حبيبتي اوعدك اني هتصل وقت ما اصحى وقبل ما انام
اجفلت حينما نفض راشد المحرمة بقوة علي الطاولة
- شبعت عن اذنكم، ( ثم نظر نحوها بقوة )تعالي ورايا.

قامت من مقعدها علي الفور مما جعل يامن ينفجر ضحكًا وعينا جده تحذره بقسوة، سارت بضع خطوات إلى الامام لتلاحقه إلى غرفة مكتبه لتتذكر شيئًا ما لتدير على عقبيها هامسة بخوف زائف
- لو صرخت ابقوا الحقوني
علا صوت ضحك يامن مرة اخري وهي تسير بتعثر نحو غرفة مكتبه، ظل ينظر يامن الي جده بتسلية ليقابلها جمود تام من جده.
طرقت عدة مرات على باب غرفته لتستمع الي رده القوي
- اتفضلي.

وضعت يدها على مقبض الباب وهي تسأل الله الصبر والسلامة وعدم خروجها من هنا الي المشفي، فتحت الباب بحذر لتغلقه خلفها وهي تراه ساندًا بجذعه علي المكتب ضامًا قبضتيه في جيب سرواله وعيناه، كانت حكاية أخرى
عيناه تعصف برياح عاتية رغم سكون جسده، اقتربت منه بخطورة شديدة وهي تبسط راحة يدها علي صدره اذهلها صعود وهبوط انفاسه العنيفة ثم دوي صخبات قلبه على راحتها لتميل إلى وجنته اليمني تطبع قبلة هادئة.

- وحشتني علي فكرة
قابلها صموت منه سوي من زيادة اضطراب انفاسه، ابتسمت بخبث وهي تنتقل الي وجنته اليسرى تطبع قبلة اخرى
- وحشتني بقولك
لا رد منه، احاطت ذراعيها حول عنقه وهي تنظر الي عينيه بثبات شديد
- متبقاش كده يا حبيبي انت عارف اني بفقد اعصابي لما ببقي متوترة
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه ورد بجمود
- طيب.

سحقت شفتها السفلي بغيظ شديد، هي التي ارتدت وتعطرت وخرجت بصورة مهلكة له في الصباح بل تقبله لاول مرة بجرأة ثم تحصل علي كلمة واحدة باردة منه
صرخت في وجهه وهي تلكزه على كتفه
- انا غلطانة تصدق، انا ماشية رايحة الشغل.

سارعت بمغادرة غرفته قبل أن ترتكب هي جريمة في حقه، اللعنة عليه لقد اخذت اليوم اجازة لتبقى في المنزل وستطالبه بالبقاء لقضاء يوم عائلي لكن هي المخطئة، ما إن مدت يدها على المقبض حتى امتدت يده القاسية التي تمسكت بذراعها شهقت حينما سحبها بقوة الى صدره وهو يميل بغتة يقبل شفتيها،.

لم يكن ليفعلها، والله لم يكن يفعلها، ماذا تريد منه أن يفعل حينما تخبره انها ستذهب بتلك الهيئة التي تغوي راهبًا الي عملها، لم يكن يملك سوي خيارين، أن يحطم رأسها او يقبلها وفضل الثانية التي تجعلها تصبح لفترة من الوقت غير مدركة كليًا لما يحدث حولها
ابتعد قليلاً وهو ينظر الى عيناها الغائمتين تأثرًا بقبلته ليهمس بخشونة
- وافقي
عبست قائلة
- اوفق علي ايه؟!
- الجواز اخر الاسبوع
قطبت جبينها وهي تهتف بتأتأة.

- لكن..!
عاد مرة أخرى يأخذ مأربه منها ليشعر بذراعيها تحيط بعنقه لأول مرة تتشبث بقميصه بقوة، ابتعد قائلاً بنبرة حاسمة
- آخر الاسبوع هند
وهند لم تكن معه حقًا، لم تكن معه في ذلك العالم الحالي كانت معه في عالمه الاخر ولم تملك سوى أن تهز رأسها ايجابًا ليضم جسدها بين ذراعيه، واخيرًا خمدت نيران التنين المستعرة!

كانت محاطة بين ذراعيه وهما يسيران في وقت الظهيرة عائدين للمنزل، لا تصدق ان ليلة امس كانت حقيقة، لقد ظلت ساهرة بجواره تتحدث بانطلاق عن لوحاتها ومواقفها الطريفة سواء في المعرض او كليتها وهو كان مستمعًا جيدًا لا تدري متي غفيت بين ذراعيه لتستيقظ حينما شعرت بحركة السيارات على الطريق، حينما ايقظته اخبرته انها جائعه ولبى ندائها بفطور انجليزي لا تعلم كيف جاء به لكن ما أثار امتعاضها الفاصولياء التي تكرهها مُعدة في الفطور، بالكاد تناولت عدة لقيمات ثم فضلت السير حول القرية تستكشف اشياء لم تعلمها قبلاً ورحب هو بحرارة لم تدري بالوقت وهي ب جواره حتى أصدر معدتها صافرًا قويًا وتلك المرة فضلت العودة للمنزل، ما ان وصلا عتبة المنزل هتفت بقلق ظاهري.

- اتظن سيشك احدًا بأختفائنا
عبس ملامحه بضيق وهتف
- انتِ زوجتي بالله عليك هل اختطفتك؟
لن تستطيع المزاح معه، غمغمت بها بضيق وهي تدلف الى المنزل لتشعر بيده تتسلل الي خصرها وهو يطبع قبلة دافئة علي عنقها جعلها تبتسم اليه وقد تخضبت وجنتيها بحمرة قانية، التفتا الى مصدر الصوت الصادر من غرفة المكتب لتقترب معه وهي تلاحظ هناك زائر في المنزل
- حسنًا لا تقلق، تشرفت بزيارتك.

هتف بها زيدان بجمود وهو ينظر الى عينا الشاب الذي يبتسم بتبهج، صاح صوت خالد بخشونة وهو يقاطع نظرات هائمة بين عاشقين
- ما الذي جاء بك الى هنا؟
نظر خالد إلى خصمه بنظرات غاضبة، شرسه ليقع عيناه خلف والده الي نظرات شقيقته الهائمة، شقيقته الهائمة نحو، البغل!
اندفع متهورًا وهو يفلت ذراعه من خصر سارة ليوجه قبضه فولاذية نحو وجه ذلك البغل بقوة، ارتد على اثرها سالم وانبثق الدماء من أنفه، لتصيح سارة بجزع
- خالد.

وجه خالد نظرة شرسة نحو سارة لتبتلع ريقها بتوتر، تخشى ما يفكر به، تخشي تلك النقطة التي يفكر بها نحوها هي وسالم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة