قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي عشر

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي عشر

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي عشر

يسألونك ما هي أشد اللحظات جنونًا؟
أن ما هو ملكك لم يعد بعد الآن
أن من وضعت عليه بصمتك قد زال كممحاه وكأنك زيلت توقعيك بقلم رصاص وليس بحبر
أن ما كنت تحرك مشاعرك وتثورها أصبحت جامدة كالجبل الشامخ لن يهزها اعتي ريح عاصف
أن يخبروك أنك فقدت روحك وشقك الأخر
أنك تشاهد ما يحدث وانت تقف عاجزًا
أن تكتشف أن حياتك كانت عبارة عن خدعة كبيرة و وهم اكبر
ربما تلك هي اشد لحظات جنونًا!

جنون في جنون وهما يخبرانه ببرود ك ليلة شتاء قارصة أنها لم تعد زوجته، كيف لم تعد زوجته ورغم أنه يقسم ان شفتيها ما زالت تحمل توقيعه ولو امتد بصره لأشياء اخري سيجد توقيعاته موشومة بجسدها.
صاح هادرًا وهو ينفث النيران كتنين وحشي خرج من مكمنه
- كل ذلك جنون، ما هذا الهراء الذي يحدث؟!

رغم حالة الثورات وتفاقم وازدياد الوضع سوءًا كانا ينظران اليه بلا مبالاة وبالأخص هي تتأمل ملامحه التي تحفظها عن ظهر قلب بجفاء ودون تأثر، لم ترمش جفنيها لم تتأوه بصوت خفيض لم تلتمع عيناها سعادة كالغبية وهي تراه يأتي بعد ماذا؟!، أربعة أعوام!
ازداد جاذبية ووسامة مفرطة بلحيته المهذبة، ولكن هل ما زالت عاشقة ساذجة لكي تمحي ما حدث؟!

كلا لم تعد تتأثر بعد الآن وكأن من تراه الآن أصبح غريبًا عنها ولم يربطهم أكثر العلاقات قدسية بين اثنين.
غمغم زيدان بهدوء ثابت ورزين
- اجلس واهدأ لم اعلم انك تخليت عن قناع البرود والهدوء بتلك السرعة
ضرب بقوة علي مكتب السطح الزجاجي بقسوة، كانت منذ فترة سابقة ينقبض قلبها هلعًا وهي ترى تحوله للأجرامية وليس برجل أعمال حاملاً بعض الصفات النبيلة، لكن الآن لا مبالاة، غير مبالية اطلاقًا والدليل..!

تحتسي عصير البرتقال باستمتاع حتى لم يهتز كوبها بين قبضة يديها من اثر قبضته على سطح مكتبه، زمجر الآخر الذي كان كالليث الحبيس في قفص حديدي مرعب له، مقيد لحدوده
- انت تتحدث عن زوجتي
صحح زيدان قائلاً
- عذرًا عزيزي من كانت زوجتك
القي بعض الملفات على الأرض وهو يصيح بهدر وعرقه النافر ينبض بقوة
- اللعنة لم اطلقها، وانتي كيف توافقين علي ذلك؟

ومع كونها غير مقتنعة بوجودها هنا لكن العم أصر على تلك المواجهة الأولى بينهما
تمتمت ببرود وهي تضع الكوب على المنضدة الصغيرة وتهب من مجلسها
- معذرة! هل تتحدث معي؟، ثم التفتت الي زيدان قائلة
- هل تحتاجني سيد زيدان؟
هز زيدان رأسه نافيًا
- كلا عزيزتي عودي الي عملك.

العجيب أنه يراها و يتفحصها ويدقق النظر اليها، هل تلك ليانه؟!، هل تلك الهرة الناعمة الذي يستطيع أن يجذبها إلى خيوط غرامه بسهولة؟!، تلك مختلفة، ليست هي بنظراتها الجافئة وجسدها الخامل والذي لم يصبه اي صعقة كهربائية بوجوده، ليست هي من تسارع نحوه وتضمه باشتياق، ليست هي الراضية بأقل همسة و قبلة دافئة.

تتبع اثرها حتى اختفت عن مرمى بصره تاركة الباب خلفها تسير بخيلاء وغنج بكعب حذائها المرتفع السميك وثوبها العملي المحتشم اخفي جسدها ببراعة، عاود ببصره نحو عمه الذي يرمقه بهدوء ليهتف حانقًا
- منذ متى تعمل هنا؟، كيف لم يخبرني أحد بذلك الأمر؟
زفر زيدان بيأس وهو ينقر بالقلم على المكتب الزجاجي
- هل تركت الشركة منذ شهر شهران كي تكون الأوضاع كما هي، أفق عزيزي اربعة اعوام بالطبع سوف يحدث الكثير من التغيرات.

- اللعنة
سب ولعن بين شفتيه وهو يطلق شتائم نابية، ليهتف زيدان ببرود وليس كمن يلقي قنبلة موقوتة
- بالمناسبة لقد حددت خطيب مناسب ل ليان تعرفه فؤاد ابن صديق لي، يناسب الفتاة جيدًا
جز على اسنانه بعصبيه حتي اصطكت أسنانه بقوة وهو يخرج من غرفة عمه كي لا يحدث ما لا يحمد عقابه، صاح بقوة وهو يدير مقبض الباب
- سأحرق الشركة بأكملها بسبب ذلك الهراء.

خرج وهو يصفق الباب بقوة ارتجت لها اركان غرفته ليتابع زيدان عمله بهدوء غير عابئًا بالبركان الذي سيذقف بحممه لتلك المسكينة.

يدك الأرض بقوة غير مكترث لهمس الموظفين وهو يتوجه نحو غرفة مكتبها، هل تلك من جعلها تقسم له أنها لن تدع رجلا آخر يلمسها، أليست هي من اخبرته حينما كانت تتوسد صدره أنها تحبه ومهما حدث لن تبتعد عنه، أليست هي من جعلته يتذوق طعم الحب، اللعنة على من يحب و اللعنة عليها.

سب قلبه الذي طاوع ذلك الحب، وهو يفتح باب مكتبها ويغلقه خلفه موصدًا اياه جعلها تخرج شهقة خافتة من شفتيها، جيد انها من البشر تشعر بالذعر ولو لم تشعر لكان صدق ان الجالسة منذ قليل جمادًا!
همست بحدة وهي تستعيد هيئتها الجامدة بل تنظر إلى حدقتي عينيه الداكنة المشتعلة بتحدي صارخ
- لماذا صنعوا الأبواب برأيك؟!

تقدم نحوها بخطوات مدروسة وهو ينظر لبعض التذبذبات الخفية التي تصدر من جسدها بل تحاول الوصول بأناملها الي الهاتف، تتطلب الأمن؟!، رائع، سيخرج بفضيحة أنه يحاول التحرش بزوجته في مكان عمل.
قبض علي يدها بقوة وهو يسحب جسدها نحوه هامسًا بنبرة فحيحه كالأفعى
- سأحرقك كما احرقتيني بحبك.

رفعت حاجبها بتحدي وهي تحاول الفكاك بالذي يكبل جسدها حتي كادت أن تختنق بين احضانه، أليس هذا الحضن من يحتضنها برقة وكأنها مصنوعة من زجاج يخشى أن تنكسر؟!، تتذكر تلك الجملة جيدًا، أليس نفس الشخص..!
صاحت بحدة وهي تنظر الي حدقتيه بجمود
- ابتعد عني وإلا سأقوم بعمل فضيحة
لم يأبه بها ولم يأبه بمحاولاتها الفاشلة بالتحرر منه، ضغط بأنامله علي خصرها وهو يهمس بوعيد وأنفاسه الساخنة تلهب بشرتها.

- سأفعلها يا ليان، ستتعرفين على وجه شخص آخر غير زين الذي تعرفيه
ثم أفلتها وكأنه ينبذها متحاشيًا ان تلوثه، مغادرا مثل الأعصار وهي مازالت تحدق في شبح ظله بشرود وقلبها ينتفض هلعًا فالحرب بدأت دون الأستعداد اللازم لها وهو ليس بخصم هين كي يستسلم بسهولة.

اطلق زمجرة خشنة وهو يلقي هاتفه على الفراش، خلع ازرار قميصه بعصبيه وهو يتوجه نحو المرحاض، غرفتهم التي شهدت اكثر لياليهم الدافئة وذلك المرحاض كان يوجد به اكثر اللحظات جنونًا، يستمع الي صوت ضحكاتها الرنانة وهو يتذكر حادثة سنوات تحدث الان علي مرآي عيناه، اغمض جفنيه بقسوه وهو يجز علي اسنانه بعصبية مفرطة، جسده متشنج واعصابه منفلتة، يحاول ان يحافظ علي هدوءه حينما خرج من الشركة حتي وصل الي البيت، همس لاعنًا كل شيء.

اللعنة علي الحب، اللعنة علي من يعشق، اللعنة علي ذلك المرض الخبيث، ذلك المرض الذي يبعثر كرامتك، يهشم رجولتك، لا يصدق ما يحدث له، زين الحديدي أصبح ضعيفًا من أجل ماذا، الحب!
تريد الزواج من شخص غيره؟!، تلك الليان التي أصبحت غريبة عنه تريد رجلاً غيره!، فتح جفنيه وهو ينظر الي السطح العاكس بوجوم، ضرب المرآه بقبضه يديه تهشمت المرآة وأصبحت تسيل الدماء من بين يديه على التعرجات الزجاج المحطم همس بصوت شيطاني.

- لنرى سيدة ليان ماذا ستفعلين؟!

-ها يا يامن جاهز
همست سارة بحماس وهي تهاتف الصغير
- جاهز يا سوسو
هتفت بتزمر
- بطل والنبي كلمة سوسو ديه علشان بتخنقني
ضحك يامن باستمتاع وهو يراقص حاجبيه بمكر
- بتخنقك ولا بتضايق حبيب القلب
همست سارة بشك، من المستحيل ذلك الفرقع لوز أن يكون صغيرًا في السن، ذلك سيصبح في المستقبل ماجنًا بلا أدنى منازع
- انت قلت عندك كام سنة؟
- فاضل كام شهر وابقي ٩
همست سارة مشاكسة.

- مش مصدقاك اه والله لولا صورك اللي مغرقة بروفايلك مكنتش صدقتك
تساءل بصوت خفيض
- اعجب اي بنت في سني مش كده!
صمت دهشة بساطته في الحديث معها عن الفتيات، اللعنة وهي في مثل عمره كانت تجعل شهاب يجلب لنا قطع شوكولا، صاحت مشاكسة
- بعيونك الملونة ديه انت في التوب يا بني
تحولت نبرته المتسائلة لجدية نوعًا ما
- بجد يعني أعجب هايدى مش كده؟!
انفلتت عدة ضحكات مرتفعة وهي تضرب بكف يدها علي جبهتها
- اخ منك انت اااخ.

صموت غلفهما ليقطاعه وهو يصيح بصوت مرتفع جعل اذنها يصدر انينًا وتشعر انه قد اخترق طبلة اذنها
- الحقي في واحد تحت البيت انزله انا ولا انتي
- لا هنزله.

- زي ما اتفقنا يا هنادي ماشي
همست بها هند لهنادي ابنه حارس العمارة التي تخطت السابعة عشر من عمرها ، لنقول انها مصلحة متبادلة شقة الحارس صغيرة وضيقة ويوجد بها قطيعة من الاطفال الصغار، لذلك تأتي ب هنادي البنت البكر الوحيدة وتجعلها تذاكر دروسها اليومية مع الاعتناء بجدتها التي أصبحت قعيدة الفراش.
همست صباح بحشرجة
- ما لسة بدري يا بنتي
قبلت وجنتا جدتها وهي تهمس بشعلة غضب للمدير اللعين.

- المدير الجديد شوية وهيقتلني بسبب تأخير المرة اللي فاتت يلا سلام عليكم.

هزت هنادي رأسها وهي تأخذ نصائح هند قبل أن تغلق باب المنزل، زفرت براحة وهي كعادتها كل يوم تحمل حذائها بين يديها واليد الأخرى تحمل حقيبتها، تسير حافية القدمين تتلمس برودة البلاط واناملها لا تمس الأرض، ارتدت شبشب بلاستيكي دائما تضعه بجوار باب المنزل هبطت من الدرج وتتمنى أن لا تجد فال الشؤم أمامها، كانت على وشك الخروج من باب العقار وابتسامة نصر تزين ثغرها
- آنسة هند.

استمعت الى صوت شخص يصيح اسمها، تبدلت ابتسامتها للعبوس وهي تدير برأسها قائلة بنفاذ صبر
- اسمعني يا استاذ مُنصف انا متأخرة لو في اي مشكلة تبقي بلغ البواب عن اذنك
رأها تنتفض كالعصفور المذعور بين يدي طائر جارح، حك طرف ذقنه وهو يهمس بوعيد
- ماشي يا هند ماشي.

هبطت من سيارتها وهي تعدل من وضع دخول قدمها اليسرى إلى حذائها كانت منحنية بطريقة عجيبة وهي تستند بيدها الأخري علي مقدمة سيارتها، تنفست الصعداء وهي تعيد ترتيب خصلات شعرها
قبل ان تتوجه الى المصعد وتستقله بهدوء وثبات، فتح باب المصعد لتتفاجأ من حركة الشركة العجيبة عكس الأيام السابقة لتدك الأرض بقوة وهي تحمل حقيبتها متوجهه نحو مديحة التي كانت تسير تهرول باتجاهها من أن رأتها.

- الشركة قالبة النهاردة ليه؟
هزت مديحة رأسها وهي تهتف بحنق
- عامل اجتماع النهاردة للمدراء
شتمته بصوت خفيض متمتمة بحنق
- استغفر الله العظيم، هو ناوي يطفشنا
- افندم.

ليس ذلك الصوت تريد سماعه الآن وتلك اللحظة، وليس هذا الصوت خرج من شفتي مديحة، تشعر به خلفها لا يوجد مسافة بينهما تحسب أغلقت جفنيها حينما التقطت رائحة عطره التي حفظتها حينما انقذها من الفضيحة وهو يسندها بذراعيه، اقتربت مديحة ضاحكة في خفوت وهي بالكاد تهمس أمامها
- قابلي الوحش
همست بجزع
- وحش مين ده تنين
استدارت نحوه وهي تراقب غيوم رمادية داكنة تتألق مقلتيه ليهتف بصوت صارم
- جهزي الأوراق اللازمة للاجتماع.

-حاضر
كلمة واحدة بالكاد سمعها لتنفر منه متوجهه نحو مكتبها تتحامى به من وجه ذلك التنين.

تسير بثقة وخيلاء وهي تمر بين المكاتب وتهز رأسها في تحية الصباح، قفزت ايم من مجلسها وهي تتوجه نحوها حاملة في يديها القهوة قائلة بنبرة رسمية
- صباح الخير سيدتي
- صباح الخير.

تلك المعاملة الرائعة التي تحدث لها بسبب اسم العائلة الملصوق بالغراء باسمها، ليان الحديدي، اللقب ما زال ملتصقًا بها لن تستطيع الفكاك عنه، تستطيع استغلال ذلك الأسم كثيرًا لكن لا ترغب بذلك، ابتسمت إيم بمجاملة الي ليان وهي تناولها القهوة
- القهوة
- شكرًا
- ولا تنسي الحلوي
صاح بها الهندي وهو يقدم علبة يحتوي بها حلوي، ابتسمت بمجاملة وهي تربت علي معدتها الخالية من الدهون
- سأصبح سمينة بعد تلك الحلويات.

ضحك الهندي خان وإيم لتناول العلبة وهي تتوجه نحو مكتبها وتغلق الباب بهدوء،
جلست على كرسيها والأقنعة الزائفة تزول بسهولة، من الابتسام للعبوس ومن الثقة الي التردد والتذبذب، ومن الجمود إلى الانصهار، بدأت تشعر بزوال المسكن الذي تتجرعه من الليالي الباردة والسبب!
رجوعه، رجوع زين الحديدي بكل ثقة و عنجهية وتكبر الي حياتها.

شردت لذكري بعيدة لأربع سنوات، لم تكن هنا بل كانت في المشفى تتلقي علاجًا مكثفًا بسبب بنيتها الضعيفة، يوم هروب زين او مهاجرته جاء لها السيد زيدان يحدثها بأسف أنه سافر دون اخباره، معني انه سافر دون علم مسبق منه أنه اختار العزلة والوحدة وأين هي من كل ذلك؟! لا شيء، الصدمة لم تكن واحدة بل اثنين حينما اخبرها الطبيب بكل برود ان الجنين قد فقدته بسبب بنيتها الضعيفة، لم تتلقى حضن دافيء سوي ليلي والعم زيدان، ازمة شهر ونصف وهي غير متقبله فكرة ان احشائها فارغة، وهي كانت تأمل أن يهاتفها ولو بالخطأ، يطمئن ويسأل عن أحوالها وماذا تفعل بعدم وجوده بجوارها، لكن لم يفعل، وحينما قررت العودة اخبرها العم زيدان أن تعمل معه بدلا من الرجوع للوطن، تشكره حقًا على اقتراحه لولاه ربما لما أصبحت هنا، لولاه لما استطاعت أن تجتاز ما حدث لها، كل يوم تري في عينيه الأسف ولما يتأسف والسبب صادر من ابنه أخيه وليس هو.

أفاقت من شرودها لرنين هاتف مكتبها التقطته بهدوء لتسمع صوت السكرتيرة إيم
- السيد زين يريدك سيدة ليان
اغلقت الهاتف بعنف وهي تستقيم واقفة تسبه بين خلجات عقلها قائلة
- اللعنة.

يلعب بقلمه على سطح باب مكتبه الزجاجى بنفاذ صبر نحو المتأخرة، شتم بعنف وهو يستقيم من مقعده ليستدير حول مكتبه والخمس الدقائق أصبحت عشرة،
تلعب على نار هادئة لكن يقسم انه سيحرقها تلك الغبية، ماذا تظن هى؟ انه سيصمت مثل المرة السابقة
كلا لن يحدث، هى من اتت الى عرينه بقدميها، يجب عليها أن تتحمل المواجهات القادمة وأوامره التي ستتساقط كحبات المطر و لنرى من سيفوز فى تلك الحرب الباردة؟!.

استند بجذعه على حافة مكتبه وهو يضع بكلتا كفيه فى جيب بنطاله وياللعجب لم يرفع سماعة هاتفه ويصرخ فى وجه السكرتيرة أو مساعده ليأتى بتلك المتأخرة،
سمع صوت طرقات الباب ليأذن للطارق بالدخول، حبس انفاسه وهو يرى سيرها المستقيم المعتدل وانفها الشامخ وعيناها البندقية تنظر اليه ببرود وثغرها المطلي بلون وردي جعلها ناضجة وهي تبتسم بسخرية،.

كنزة بيضاء واسعه تصل الى خصرها و بنطال واسع يصل الى كعبيها وحذاء ذو مستوى منخفض وحجابها الوردى بنفس درجة لون شفتيها، محتشمة ولكن بطريقة ما يراها فاتنة لا يظهر من جسدها اى شىء وكأنها تمنع عليه نظرة او لمحة من جسدها الغض،
الا تعلم تلك الحمقاء انه يحفظ كل تفصيلة صغيرة فى جسدها عن ظهر قلب، رفعت حاجبها الأيسر وهى ترى عيناه الوقحتين مثبتة على جسدها
- تفضل سيد زين.

لاحت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يسمع تذبذبات فى صوتها، رغم الفراق ما زالت تتأثر منه، صاح بجمود وهو يرى الباب المفتوح على مصرعيه
- اغلقى الباب خلفك واوصديه
ارتدت للخلف عدة خطوات وصاحت بدهشة وهى تبتلع ريقها بتوتر
- معذرة!
تقدم نحو بخطوات مدروسة محكمة وهو يتوجه نحو تلك التى تجاهد فى السيطرة على جسدها الخائن، مال نحو وجهها هامسا
- كما قلت لكِ اوصدى الباب خلفك.

أنفاسه دمرتها، قلبها يصرخ انه مشتاق لصاحب ذلك العطر لكن عقلها زجر ذلك القلب الأحمق الغبي وصاحت ببرود وهي تبطىء فى إخراج كل حرف من جوفها متعمدة
- سيدى تفضل ما تريد قوله يوجد لدى بعض الأعمال المتراكمة
رد فى غموض وعيناه تنظران الى حدقتي عينيها بقوة
- وانا ايضا عزيزتى
لما ينظر إليها هكذا؟ لما يثبتها بتلك النظرات، لما لا تستطيع أن تشيح بعينيها عنه، أفاقت عندما سمعت صوت تكه الباب.

استدارت نحوه بعنف وهى تجده أوصد الباب ويشرف عليها بقامته المهيبة
ضربت على ارضية المكتب بقوة وهى تتوجه نحو تصيح بغضب
- زين، ماذا تفعل؟
رد بجفاء
- منذ قليل كنتي تقولين اسمي برسمية
هتفت بلين وهى تشير نحو الباب
- افتح الباب الان
- كلا
يكفى لحد الان، ذلك البارد يحتاج الى صفعة على وجنتيه حتى يفيق من حالته الميؤسة منها، صرخت بعنف وهى تضربه بقوه على صدره
- قلت افتح الباب.

اعتقل خصرها بقوة على صدره يضم خصرها بذراعيه وهتف بجمود
- ليس قبل ان أخذ شيء من حقى
وقبل ان تشهق بفزع اعتقل شفتيها نحو خاصته وهو يخمد كل محاولة بائسة من التحرر منه، مذهولة بل مصدومة كيف يجرأ على فعلها؟ كيف يقبلها بكل تلك الحميمية بعد ما حدث؟!

بل وفى غرفة مكتبه ايضا، أغمضت جفنيها وهى تخبر ستحظى ذلك القرب لثوانٍ ثم تدفعه، أغمضت عيناها وهي تستشعر بأن قبلته زادت تعمقا وتسحبها نحو دوامة عنيفة، تحاول الابتعاد وهى تتحرر من شفتيه فى لحظة خاطفة بالتوقف لكنه لم يبتعد بل زمجر بعنف وهو يهمس لاهثا بخشونة
- انتى زوجتى ايتها الغبية
- كلا لست زوجى لقد تطلقنا.

لم يعبأ بحديثها الارعن سيحاسبها لكن ليس الآن، سحبها نحو الحائط وهو لا يصدق انها بين ذراعيه، يقبلها بحميمة انامله تكتشف جسدها وهو يشعر انه منذ زمن بعيد لم يشعر بدفئها، كلما حاولت التراجع يعيدها نحو الحائط بقوة اكبر وهو يقبل وجنتيها جفنيها فكها ثم يعود الى ثغرها مرة آخرى.

قبلته متعطشة متملكة خلع حجابها بصورة سريعة والقاه على الارض باهمال ليسحب خصلات شعرها الذي اشتاق له بجنون نحوه، ظلت تتلوى وهي تخبره انها لم تعد زوجته منذ الآن وما يفعله خطأ لكنه كيف يكون خاطئا وهى حبيبته، نصفه الاخر
وحينما يأس زمجر بعصبية وهو يشد خصلات شعرها بقوة نحو وجه
- اصمتى
تألمت بقوة وهي تنظر نحوه بحده، زفر بحنق وهو يعود للنظر إليها شعرها اصبح مشعثا وشفتيها اصبحت متورمة اثر سحقه.

ابتسم وهو يرى اشتعال وجنتيها بالحمرة القانية وهى تلتقط انفاسها التى سرقها في جوفه
ازاحته بعنف عن جسدها، وليس هو الذى تركها منذ قليل التقطت حجابها وهى تضعه على رأسها متمتمه بسخط
- حقير لن أدعك تفلت بفعلتك
وجوابه كان صدمة لها شلت أطرافها عن الحركة
- دعى خطيبك عزيزتى يرى ماذا فعلت؟

عاد إلي منزله وشعور بالاختناق و الفجوة تزداد عمقًا بينهما، هذا غير ان هناك فرصة له بالدراسة في الخارج، حلمه منذ أن بدأ يعمل أستاذ في الجامعة أصبح يتحقق، ولكن سارة ما زالت حتى الآن لا تهدأ قلبه، امر الخطبة والزواج سيطول ربما ل أربعة سنوات أخرى، خلع ربطة عنقه بضيق وهو لا يصدق اموره لا تسير بسهولة عكس الجميع، لم يحبها ولم يعترف لها ابدًا لكنه اعتاد وجودها في حياته، أحلامه تقتصر في الزوجة الهادئة المطيعة من تحتاج اليه كلما أصابها ازمة ولكن هي أبعد ما يكون عن الهدوء هي عبارة عن كارثة تسير على قدمين، ابتسم بتأثر وهو يتذكر مشاجرتها الطفيفة مع طفل في السابع من عمره والسبب ان قطع الحلوى التي تريدها كانت من نصيبه، ربما وضع معايير لصفات الزوجة التي يردها لكن لا يعلم لما انجذب لبرائتها وطفولتها التي تحتفظ بها رغم بلوغها لمرحلة النضج، افاق من شروده علي صوت والداته الحاني.

-سالم
التفت اليها وهو يقوم من فراشه ويسرع بتقبيل جبهتها قائلاً
-ايوا يا امي
ربتت على ظهره وهي تهمس بحنان
-حضرتلك الغدا يا حبيبي
-تسلميلي يا ست الكل
رأي في عينيها شيئا تود قوله، قطب حاجبيه وهمس بتساؤل
-في حاجه حصلت؟!
هزت رأسها موافقة وهي تهمس في خفوت ومعالم وجهها الحانية تبدلت الي قلقة، مذعورة
-ابوك اتصل النهاردة
خبر ك الصاعقة اجتاحت أطرافه، والده اتصل به! تأكد من وجود كارثة ستحدث والسبب هو والده.

طرقات حذاء كعبها العالى يستفزه، يراها طوال فتره الاجتماع تذرع الأرض بحذائها المستفز ذهابا وإيابا، تحت نظرات الرجال الشهوانيه،
ثيابها لا تدع للمخيلة شيئا رغم من انها تستفزه كونه ثياب العمل، انتهى الاجتماع وهو يشعر انه يريد يزهق روحها بسبب خصرها الذى يسير فى دلال وساقيها اللعينة تتناغم مع خصرها الدقيق،.

تبادل ابتسامات بينها وبين الموظف البسيط ثم تقلصت المسافات بينهما ليتحدثا فى خفوت و تدريجيا الى ابتسامه من الأذن للأذن تحت نظرات اعينه القاتمة وجسده المتحفز على القائهم خارج شركته،
قام من مقعده وقدماه تنفسان نارا يقسم انه سيقتلع الأخضر واليابس، وسيقوم بقص خصلات شعرها الفحمية التى تصل الى نهاية مؤخرتها حتى يكون أول سبب ابتعاد تلك النظرات الرجال الشهوانية عنها.

اقترب منهم وهو يقول بجفاء دون ان يلقي النظر اليها
- حصلينى على مكتبى
اجفلت من صوته الجهورى ومعدتها ترسل ذبذبات خطيرة، هزت رأسها بخنوع وهي تلاحقه وبالكاد تواكب خطوات اقدامه السريعة،
أغمضت جفنيها عندما اغلقت باب غرفته بيديها هى واشرف عليها بقامته الطويلة وجسده الضخم لتصبح عصفورة بين يدى تنين متوحش،.

تعيش فى حالة من الرعب والهلع حينما أصبحت تعمل تحته، فى كل مرة تفكر ان تستقيل لكن ظروفها تمنعها، خائبة الرجاء مكتوفة الايدى وهى متأكدة أنها ستسمع تقريع من رب عملها
تمتمت فى خفوت و هى تلعب بأصابع يدها المرتعشة وعيناها تحدقان فى اى شىء واى نقطه الا نقطه عيناه المرعبتين
- اتفضل يا فندم
ضحك بسخرية وهو يلاحظ ارتباكها من وجوده بل بندقيتها وجسدها يفضحانها من ارتعاشاتها المستمرة، همس بخشونة.

- ايه القرف اللى انتى لابساه ده يا آنسه
تقابلت بندقيتها المذهولة واتساع خفيف من حدقتى عيناها نحو رمادتيه القاتمة، ثوانٍ مرت كالدهر وعيناها تتفحص ملامحه الوسيمة الفجة كيف يصبح مرعب ووسيم في آن واحد! أفيقي يا هند ما الذي تفعليه؟!، تصنم جسدها عندما التقطها بالجرم المشهود وعيناه تتراقص بالشرر المستعر
زفرت بيأس من اصراره على التلاعب بها نفسيا وجسديا لتقول بعملية
- افندم!

راقب ثوبها اليوم الذى كان عبارة عن تنورة سوداء قصيرة تشبه باقي التنورات اللعينة وأسفله ترتدى جوارب سوداء سميكة، رفع ببصره تدريجيا نحو بلوزتها الحمراء وقد تركت اول زرين محلولة لمرآى الجميع مبرزة عنقها الطويل
اصطبغ وجهها بالحمرة القانية من نظراته المثبتة على جسدها، صاح بحدة لا تتناسب ابدا مع الشخص الذى كان يراقبها بتأنى وكأنه يتفحص بضاعة فى السوق
- انتى مش شايفة لبسك يا انسه اتحول لبدلة رقص.

رمشت عينيها عدة مرات وهى تتمتم ببلاهة
- بدلة رقص!
اشار بأصبع السبابة إلى ما ترتديه بازدراء، وهو يصيح بحدة
- خلاص ملقتيش وظيفة تجمعى بيها فلوس غير بالطريقة الوضيعة ديه؟!
الحيوان، الحقير ماذا يظنها كي يتهم شرفها بتلك الطريقة!، ومن هو وماذا يعني لها، مجرد رب عملها ليس له شىء منها سوى عملها فقط، طرقت بقوة على ارضية المكتب بكعب حذائها صائحة بحدة
- انت سافل و وقح وقليل الادب.

عيناه لم تتسع بل انذهلت قليلا، قطب حاجبيه بغموض وهو يقترب نحوها بخطوات متمهلة جعل الاخرى تتراجع للخلف بخطوات متعثرة
جز على اسنانه بغضب وحدقتى عيناه تنطلقان منهما سهام الشرر
- بقى انا سافل و وقح وقليل الادب، انا بقى هوريكى قليل الادب هيعمل فيكى ايه.

ارتطمت بالحائط خلفها وقبل محاولة للتراجع وجدت كفه يصدمها بخشونة لتعود مرة آخرى، امسك ذراعيها بقبضة يديه الحديدية ومال بذراعيها خلف ظهرها ليخمد اى حركة ثائرة منها
شهقت بفزع عندما لعب بأنامله على فجوة عنقها وينزل بخبث بطىء الى ثنايا صدرها
زمجرت بوحشية وهى تتلوى و تتملص من جسده الذى يبلغ أربعة أضعاف جسدها النحيل
- بعد ايدك عنى.

فك زر قميصها تبعه زر آخر وعيناه محدقة بقوة على بندقيتها، لم تحدث زلة او اى شىء لينظر للأسفل، ما يفعله أنامله الماكرة، بل أنامله تعمل وعيناه الوحشية مثبته نحو خاصتها ترعب بندقيتها المزعورة
سحب ياقة قميصها بتروى نحوه وهو يهمس امام شفتيها قائلا
- ايه ما كل واحد بياخد فرصته بس متقلقيش هبعتلك اجرتك كاملة.

غشاوة احاطت عيناها و اخر شي توقعته ان يهتك شرفها بكل قذارة شعرت بغصة تؤلم حلقها، انفاسه المزمجرة الساخنة تسحبها الى نوبة الغثيان ونضاره وجهها تتحول شىء فشىء الى شحوب مخيف، ابتعد بأنفاسه المطبقة عليها بخنقه، لتعود للنظر الى حدقتى عيناه القاتمة، تريد أن تتأكد من شيء،
لم ينظر الى جسدها لم ترى نظرة الشهوة أو الرغبة بها، بل نظرة الاحتقار تملأ عيناه القاسية نحوها هى، نحو عيناها.

عادت انماله تلعب مرة آخرى إلى عنقها الطويل، تهدجت انفاسها من اللسعات الساخنة وانقبض قلبها من الرجل الذى يشرف عليها بسطوته ويلعب فى أوتار حساسة لم يفعلها رجل من قبل، اكثر رجل يكرها فى الكون بأكمله.

وعندما تمادى وانامله تصل الى مناطق محظورة خطرة سحبت قوة مختزنة تحت طيات الخنوع واستسلامها الحقير وهى تثبت كل فكرة خاطئة عنها امامه بكل سذاجة، دفعته بقوة عنيفة عن جسدها جعله يبتعد انشات عنها ويفلت ذراعيها وقبل أن يهدر فى وجهها صفعت وجهه بقوة وهى تنفس بهدر
- انت مجرد انسان حقير
زرت ازرار قميصها وهي تتخذ دهشته التى طالت لثوانٍ قليلة لصالحها،.

امسكت بمقبض الباب وفتحته بعنف لتستمع إلى صوته الهادىء المريب يشبه الهدوء قبل العاصفة يتفنن في أن يركز فى كل حرف يخرج من شفتيه
- افتكرى انا هردهالك بدل الواحدة عشرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة