قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني

رسائل معاتبة، بكاء يشطر قلبه، والعقل جامدا لا يتأثر
يصرخ القلب متمنيًا نسمة او دفء او لفحة من عطرها الشرقي، لكن العقل صلداً لا يتأثر،.

تنهد بأسي وهو يرمي سترته جانبًا، احمال تتثاقل عليه، تراكمت حطامه ولم يعد يتحمل، يود الركض، الهرب، رحلة نحو اللاعودة، يتشاغل في العمل يضعه امام نصب عينيه ل ينسي، يفعلها ل ينسي صوتها وهمساتها بأسمه زياد نبرتها تحمل نشيج يؤلمه، يبعثره، لما لا تستطيع الفهم لا يود رجوعها الآن رغم صرخات قلبه،.

توالت الأيام ورأي فقد بريق شغفها، لا تعلم كم عدد الخناجر التي التقطتها بصدر رحب، قرر التوقف عن مكالمة الفيديو ل تصبح مكالمة هاتفية، تحول صوتها الي برود بعد آخر مكالمة لهم تحديداً بعد زفاف صديقتها، وكأن المكالمة تحمل آخر رسالة من عاشقة بائسة محطمة من معشوقها البارد الجلف.

ابتسم بحزن وهو يتذكر حينما كانت بين ذراعيه وتخبره عن صفاته السيئة بكل بساطة، ليست صفات مكتسبة بل موشومة في جسده، بل روحه تحديدا، لا يستطيع التخلص منها بتلك السهولة وكأنه امر هين.

أصبحت كالسراب رغم وجودها، كالنجمة العالية في السماء رغم انه يمتلكها بقبضة يده، فراق وبعد وبرود منه ستتسرب بين يديه، جفاء عقله سيرسل ب حياته إلى جحيم آخر لا يود الذهاب اليه رغم ان قدماه تسيران نحو الجانب المظلم رافض نداء الجميع.

رنين هاتفه أخرجه من دوامته العنيفة وصراعاته النفسية، وفي كل مرة يخرج دون أن يقرر ما يفعله كل هدفه الآن للذي هرب من قبضة يديه، وهو موقن انه من ساعده علي الهرب ليس ل شهرته الصحفية، بل إنذارات موجه نحوه هو أن أقرب الأشخاص إليه يستطيع ان يصل إليهم ولو في جوف الحوت
غمغم بخشونة وهو يقلب عيناه الزرقاء بملل
- نعم
برق عيناه وصحبه بريق آخاذ، لينتصب واقفًا من مجلسه قائلا
- دقائق وسآتي إليك.

تنهد براحه وهو يضع هاتفه في جيب بنطاله، ليسرع بالتقاط سترته والتوجه خارج منزله وتحديداً إلى مكان هدفه.

تنهدت بحالميه وهي تلعب بخصلة من شعرها الفحمي، تتذكر الذكريات التي حفرت في عقلها، كل شيء يمر أمام نصب عينيها ك شريط سينمائي ولكن بدلاً من دور البطولة إلى دور المتفرج، يوجد به لذة رائعة عكس دور البطلة.

المتفرج هو من يلم شخصيات الجميع ويضعها في تحليل كافي و وافي، نظرت الي لوحتها وهي تنظر الى صاحب الصورة بوله، عضت شفتيها السفلي وازداد حمرة وجنتيها نضارة عندما تذكرت انها احتضنته رغم دهشته منها، تغرس أصابعها بقوة على قميصه، تقسم انها تكاد ان تضع رأسها في التراب علي ما فعلته وما بدر منها تحت غياب وعيها،.

مشهد آخر وهي بالفستان النارى وهو يحيط ذراعيه على خصرها، رغم حنقها وخجلها لكنه نمي غرور انوثتها استطاع أن يوقظ الأنثى التي بداخلها وهي ظنت انه في سبات عميق، تخجل من حديثه، نظراته المثبتة عليها وهو يتأملها ببطء، عذراء في أفعالها، عذراء في مشاعرها اما عنه هو الماجن استطاع ان يجعل النساء مجرد خاتم في اصبعه،.

ترددت كثيراً وهي تنظر الي ملامحه في اللوحة، خلال ايام كانت تعمل ب روحها وهي تستعيد صورته امامها ل تتفاجأ بالصورة وكأنها حية امامها، رغم أنها الرسمة الوحيدة التي أرهقتها ذهنيًا وجسديًا وعاطفيًا بالتحديد لكن النتيجة مشرفة تستحق عليها وسام.
انتفضت مجفلة على صوت الباب لتخبئ لوحتها وهي تستدير نحو الذي دلف إلى الغرفة
رفعت ليان حاجبها بشك وهي تلاحظ تورد وجنتي سارة وعيونها المتهربة منها.

- مالك يا بنت في ايه؟
قامت من مقعد مكتبها وهمست بارتباك جلي
- مفيش حاجه
رفعت ليان حواجبها بمكر وقالت وهى تشير بأصبعها نحو الورقة البيضاء
- اكدبي علي حد غيري، انا خبزاكي كويس، مين اللي مخبياه عليا؟
صاحت سارة بحدة طفيفة وهي تخرج من الورطه بأقل الخسائر الممكنة
- مفيش يا ليان ومن فضلك بقي بطلي علشان ورايا كليه.

حجة مبتذلة، تعلم شقيقتها جيداً رغم شغفها في قراءة الروايات الوردية لكن تستطيع وضع حدود فاصلة لأي شخص وردع اي متحذلق، لكن بعد عودتهما تحديداً من بريطانيا ظهر التمرد لشخصية سارة وأصبحت حادة الطباع، قل مزاحها الثقيل معها وأصبحت شاردة مثلها، هزت رأسها يائسة وقالت بإستسلام ظاهري وهي تتجه نحو فراشها
- ماشي يا ستي اهربي مني براحتك بس مصيرك يا ملوخية تيجى تحت المخرطة.

استلقت سارة علي فراشها والقت بنظرة عابرة نحو شقيقتها الذي يبدو الشحوب جليًا علي ملامحها وردت باستياء
- وبنعرف نقول امثال
أغلقت ليان المصباح واستدارت بجسدها نحو الحائط قائلة
- نامي يا حبيبتي سهرتنا هتكون صباحي لو كل واحدة فينا علقت على كلام التانية
ألقت نظرة عابرة نحو شقيقتها المولية ظهرها، لتنظر هي نحو السقف بشرود وملامحه لا تبارح عقلها بعد غيابه همست بين شفتيها
- تصبحي علي خير
ردت شقيقتها.

- وانتي من اهل الخير
تقلبت يميناً ويساراً متأففة بضيق، حينما تغلق جفنيها تفزع من صاحب الأعين الزمردية، صاحت بيأس وهي تسبه بين خلجات عقلها، أخرج خالد، أخرج سيادة القبطان، نحن لسنا مناسبان اطلاقاً، نحن لن نكون معاً ابداً، انا مجرد طفلة بالنسبة لك، تنهدت بقلة حيلة على حالها المتقلب، أي لعنة وضعتها عائلة الحديدى بها!

أغلقت ليان جفنيها وهي تحتضن وسادتها الباردة تتخيله هو، دمعت عيناها بألم ويزداد الشك رويداً رودياً متغلغلاً ثنايا عقلها ويدلف الشيطان بكل راحة يلقي بسمومه الي عقلها و ك طبيعة البشر في لحظة ضعف، ألم، يأس، دمار، يوسوس الشيطان إليها بأنها اصبحت لا قيمة لها، دوافعه كان مجرد جسدها، يلمس أول امرأة لم يمسها بشر قط وكأنها من الحور العين نزلت إليه.

كتمت شهقتها سريعاً وهي تتمتم بسخرية وحينما يهاتفك تنقشع تلك الأشياء السوداوية، تنقشع ولا يكون لها أثر للوجود اطلاقاً ، بدأت تشك هل تعاني هي من مشاكل عقلية أم ماذا؟!

جالس في مقهى يرتشف قهوته الصباحية وبجواره بعض المعجنات اللذيذة الساخنة، رست السفينة في مدريد، ليست تلك زيارته الأولي ل مدريد، زارها عدة مرات
وضع قدح القهوة على الطاولة وبدأ يراقب المكان بأعين متفحصة كالصياد الذي ينتظر ظهور فريسته،
وأخيراً رأي فريسته الجديدة تتهادى بخطواتها ك الملكة، فستان يصل الي ركبتيها ويظهر قوام جسدها الغض، صفر بإعجاب وهو ينظر إلى خصلات شعرها التي تصل إلى أسفل خصرها.

دائما يفتتن بالنساء ذو الشعر الطويل، وقوام المهلك، ووجود بعض الاوشمة في مناطق، عض شفتيه السفلي دون ان يذكر اسماء تلك المناطق، رأي وشم أسفل عظام ترقوتها، اذا تلك هي المنشودة.
تقابلت عيونهم وكلاهما ينظر برغبة، ارتفع حاجب المرأه وهو تراقب ذلك الوسيم الابيض ملامحه تبدو انجليزية فجه
تطلعت الي نظراته الراغبة بإبتسامة مغوية، لتتقدم نحوه بخطوات أقل ما يقال انها راقصة في حانة،.

وصلت الى طاولته وضعت بكلتا ذراعيها على الطاولة وهي تراقب عضلات صدره القوية اسفل القميص الذي ترك ازراره محلولة حتى منتصف صدره، عضت شفتيها السفلي وزاد اعينها توهجًا، همست بصوت مبحوح وتحدثت بإنجليزية
- مرحبا
رد بصوت رخيم
- مرحبا
اقتربت نحوه وهي تضع كفيها على صدره الصلب وهمست بجانب أذنه قائلة بنبرة راغبة
- هل تريد اخذ جولة؟

أومأ موافقًا وهو يضع النقود على الطاولة، التمعت عيناه بقوة لتراقب هي حجرين كريمين براقيين بقوة سلبت انفاسها، اخذ يدها وتوجها نحو إحدى الفنادق من الدرجة الثالثة،
وقد صار ما حدث، ارتدي بنطاله وهو يراقب تلك النائمة ببرود، اتجه نحو الشرفة وهو يشعل لفافة تبغ، حرق عدة لفافات دون أن يدرك وهو ينظر الى الشارع بوجوم وملامح قاسية، أيكذب ويقول انه نسي طفلته الشرقية؟

يحاول التأكد من شعوره نحوها بدافع الرغبة أم شيء آخر!
ما جعله يفتتن بها حينما رآها ترقص بالفستان الأسود الذي أظهر منحنيات جسدها الفجة بسخاء وساقيها، كتم تأوه بين شفتيه
وهو يشعر ب سيل من الحمم البركانية تسير في اوردته،.

التقط هاتفه وهو يبحث عن صورها، ابتسم بعبث وهو يتخيل ردة فعلها إن علمت أن معظم صورها في الهاتف مخزنة في جهازه، ستكيل به الضرب في جميع أنحاء جسده ليأتي هو ويخمد جميع ثورانها بقبلة يتيمة تجعلها خاملة، ساكنة.
لح عليه عقله بشيء والجسد رافض، ممتنع، عزم امره وهو يحدد جميع صورها الا صورة واحدة
راقب شاشة هاتفه وهو ينظر الي تضاءل الصور حتى تبقت صورة، غمغم في خفوت
- لا اناسبك ابداً.

وضع هاتفه في جيب بنطاله ودلف إلى الداخل، التقط قميصه وارتداه في عجالة وهو ينظر إلى الساعة، ألقي نظرة سريعة نحو المرأه النائمة ليخرج من الغرفة متجهًا نحو المرفأ.

كانت تدندن وهي تهز رأسها بحركات رتيبة، شقيقتها لقد وافقت اخيراً ان تعجلها تقود سيارتها، نظرت الى صديقتها شهد التي كانت ترقص بمرح وهي تحرك بيديها عشوائية منسمجة مع احدي الاغانى الرائجة
هتفت سارة بحنق وهي تدلف نحو الجامعة تتجه إلى المرآب
- قعدتي تقولي دكتور جديد وجنتل بقي ولا كأنه احمد عز في زمانه وفي الاخر بقاله اسبوع مبدأش معانا
ردت شهد ببساطة شديدة وهي ترتشف العصير المعلب بتلذذ.

- الله وانا ايه اللي عرفني انه اخد اجازه، بس انا شفته بالصدفة يخرابي عليه كده تحسيه كأنه دكتور لا كأنه ضابط بحرية او طيار او ممكن قبطان
انحسرت ابتسامتها شيئًا فشيء وهي تتذكر قبطانها، ذلك الشخص العجيب الذي خرج من أسطر الروايات الوردية، خصلات شعره البندقية الكثيفة ولحيته المهذبة،.

تذكرت عندما اصاب جسدها برعشة لذيذة عندما دفن بوجه نحو جديلتها، ارتجف جسدها بقوة حينما لمس لحيته عنقها، دوامة عنيفة ابتلعتها وعطره النفاذ اخترق وتوغل روحها كليًا،
افاقت على صوت حاد من شهد جعلها تنتبه إلى الطريق
- انتي رحتي فين؟
تمتمت بارتباك وهي تدقق ببصرها كي تتفادى الاصطدام بشخص
- هاا، لا مفيش حاجه
- عيني في عينك كده
نظفت حلقها جيداً وهي تدلف بسيارتها الي المرآب قائلة بمرح حاولت اظهاره وللأسف فشلت.

- هنعمل حادثه يا حبيبتي، والعربية يدوب مستلماها النهاردة
آثرت شهد الصمت وهي موقنة أنه يوجد شىء حدث في رحلتها، ارتشفت العصير وهي تفكر في طريقة لجعلها تتحدث افاقت على صوت سارة وهي تقول بتعجب
- الله مش ده مكان الركنة بتاعتك يا شهد.

نظرت نحو مكان اصطفاف سيارتها التي كانت تأتي بها حتى أمس ولكن مع تغير خطة سارة والتي أصرت أن تأتي بسيارة شقيقتها إلى الجامعة أدى إلى أن أحد ركن بسيارته في مكانها المعتاد، ردت ببساطة
- اه هو
شتمت صاحب السيارة بحنق لتضرب بيديها على المقود قائلة
- وبدأنا بقي في قلة الأدب.

نظرت سارة مره اخرى الى السيارة الفارهة بلونها الأسود البراق، لتعيد النظر مرة أخرى إلى المسافة الفاصلة بين سياره ذلك الأحمق والسيارة الأخرى، مسافة جيدة تضع سيارتها بين السيارتين الفارهتين، تحركت بسيارتها نحو المسافة الفاصلة بين السيارتين لتسمع صوت احتكاك شديد في مؤخرة سيارة الفاهرة لم تكترث للصوت، تابعت القيادة حتى زفرت براحة لنجاح مهمتها وحدث ذلك تحت نظرات شهد المصعوقة.

نظرت الى السيارة السوداء والتي تجلي بها أثر الخدش وصاحت بصدمة
- يخربيت جبروتك خدشتي العربية
فتحت سارة سيارة الباب وخرجت منه قائلة بعدم اكتراث
- احسن والله يستاهل
خرجت شهد هي الأخري ودعت في سرها أن لا يأتي صاحب تلك السيارة ليري تلك الفاجعة، انتبهت علي سارة وهي تكتب بشيء ما في ورقة بيضاء لتقترب منها متسائلة
- بتعملي ايه؟
رفعت سارة بوجهها نحو شهد وردت بإبتسامة خبيثة
- زي ما شيفاني بكتب.

رمشت شهد أعينها عدة مرات وهي تقرأ ما تكتبه صديقتها بدهشة، ستطرد كلتاهما لا محالة وخصوصا انها وضعت تعبير ساخر في نهاية جملتها، ضربت بكفها علي رأسها وهي تهز برأسها بيأس،
وضعت سارة الورقة على مساحة تلك السيارة البغيضة اللامعة والتفت إلى شهد قائلة بنشوة
- يلا بينا
سارت بجوار سارة وردت بقلق جلي
- افترضي انهاعربية دكتور!
امتعضت ملامح سارة وهتفت بضيق.

- بطلي تكوني متشائمة هتطلع عربية لواحد سيس ابوه جبهاله يا نن عين امه
انفجرت شهد ضاحكة وهي تهز رأسها قائلة
- ده انتي مصيبة.

عينان حالكتين، سواد يغطي ملامحه، تكشيره زادت ملامحه شيطانيه وشراسة وهو يقترب نحو المجثي علي الأرض
ارتعب الرجل وازدرد ريقه بصعوبه وهو يراقب شيطان متجسد في جسد رجل، كتم أنفاسه حينما همس رب عمله محذراً من اي اجابه خاطئه تصدر منه
- من هو رئيسك؟

ارتعب اوصال الرجل وهو يراقب سيده بهيئه جديدة لم يراها، يلعن اليوم الذي وافق به على خيانة سيده ظانًا أنه سينجو منها بسهوله، همس بتردد وارتباك جلي وهو يحرك بؤبؤ عيناه نحو المكان المظلم ذي الرائحة النتنة
- سيدي اقسم لك لم يكن لي دخل بما حدث
ضحك زين مجلجلاً حتي صدي صوته ضحكاته في الارجاء بطريقة مخيفة، شرسة، يخبرك بأن نهايتك اقتربت
صاح زين بخشونة
- ستيوارت.

ركض ستيوارت نحوه وهو يجلب معه الكلب الشرس، جحظت عيون الرجل وهو يراقب الكلب الذي ينتظر إشارة من سيده ليهجم عليه، وقبل إعطاء الإشارة صاح بسرعة وهذيان
- يكفي يكفي سأخبرك
اقترب زين وخطوات اقدامه تصم أذنيه، جثي علي ركبتيه وهو يقترب نحو موظفه الخائن قائلاً بوعيد دفين وعيناه تنطلق منهما شرارات نارية
- من هو رئيسك؟، وان لم اجد الاجابة صدقني لن ترى نور النهار
أجاب الرجل بسرعة وتلعثم
- س ي د م ي ش ي ل سيدي.

بريق مخيف ظهر في مقلتي زين جعله يشيح ببصره نحو الفراغ ويراقب زمجرة الكلب وهو يحاول الفتك به لولا قبضه ستيوارت التي تحكم في سلسلة لقضي عليه الكلب، عاد ببصره نحو سيده وهو يراقب صموته الذي بعث في قلبه الرهبة، الخوف.

ازدادت الأجواء من حوله شعلة ونشاطًا رغم الصمت الذي خيم المكان لوهلة، اضطرابات تنفسيه تخرج منه هو الشىء الوحيد الذي كسر حاجز الصمت، نظر نحو الكلب ليجده اختفى واختفى الرجل الأخر وبقي هو و سيده في المستودع المظلم.
همس زين الاسم الذي يحمل تاريخ سوداوي
- ميشيل
انتصب من مجلسه وهو يلقي بنظره نحو الرجل وصاح مرة آخري منادي ستيوارت ليأتي حاملاً معه مسدس وينظر نحو الرجل بجمود
غمغم زين بخشونة
- ستيوارت كما اخبرتك.

هز ستيوارت رأسه بإذعان ل سيده ونظر نحو الخائن بملامح خالية من التعبير، همس الرجل ببطء وعطف ورجاء
- سيد زين ارجوك
ألقي نظرة نحوه قبل ان يستدير على عقبيه ويتوجه نحو الباب قائلا بجفاء
- أنت تعلم أن الخائن بيننا يُقتل.

خرج من المستودع وهو متجه نحو سيارته، استقل سيارته وعيناه خالية من الحياة، خالية من تعبير بشري، ظلام، حلكة لا يوجد بصيص من الأمل أن القابع في السيارة بشري، اختفت معالم البشرية من وجهه وهو ينظر إلى المرأه، يستعد للمواجهة وللحرب الذي لم يشارك به، دخله عنوة وعليه الفوز في الحرب.

بخطوات انثى تسير بدلال وصوت طرقات كعب حذائها العالي يجذب نظرات الرجال في المطعم، ارجعت خصلات شعرها الشقراء للخلف وقدميها تسيران نحو اتجاه محدد
اقتربت من الطاولة التي يجلس بها رجل اشتعل رأسه شيبًا وملامحه لا تقل خبثًا عن ملامحها، ألقت بنظره عابره إلى حراسه المفتولين العضلات وجلست في مواجهته قائلة باغواء
- سيد ميشيل اخبرتني ان ننتظر ولا اعلم لماذا لا نبدأ بالتحرك
ضحك ميشيل بإبتسامة لعوب وتمتم.

- الصياد هو من ينتظر ان تقع فريسته في المصيدة
- ولكن ا ا
رد سريعاً وهو يمسك كفها ويضغط عليه ببطء
- بيث حبيبتي اهدئي ستأخذين بثارك ولكن يجب علينا اختيار اللحظة المناسبة، هل غادر شقيقيك؟
هزت رأسها إيجابًا
- نعم
لاحظ توترها وهي تلعب بيدها الحرة على عنقها وتمسده، نظرات اعينها أصبحت زائغة، قرأ ما يدور في خلدها من أعينها وقال مطمئنًا
- لا تقلقي سيكون هناك حارسين لحمايته.

ابتسمت بهدوء لتبعد عن يديه ببطء وقررت أن تغير مجرى الحديث قائلة
- لقد سألت سؤالا في أول يوم جئت إلى هنا واخبرتني انك ستخبرني الأجابة في وقت لاحق ام يحن ذلك الوقت
أجاب بخبث تشعان من أعينه
- كما قلت لك يوجد بيننا نقطة مشتركة وهي أن نحطم زين الحديدي كليًا
لاحت ابتسامة ماكرة على شفتي بيث وبسؤال أكثر من كونه إجابه تصدر منها
- سنفعلها؟!
اومأ موافقًا وهو يرتشف قهوته بتلذذ منتصر ربح من جولته الأولى
- بالتأكيد.

- اتفضلي في بيتك يا عروسة
صاح بها شهاب بترحاب شديد، دلفت ندي ببطء شديد وهي تراقب الشقة بأعين براقة، بيتها الذي دائما تراه على شاشة هاتفها وكان مصراً على عدم ذهابها يخبرها انه سيتكفل بجميع المتعلقات والأشياء التي ترغبها في منزلها، وحينما انتهي أصر علي عدم رؤيتها المظهر النهائي
سألها بريبة وهو يرى تعبير ملامح وجهها الجامدة
- ايه رأيك في الشقة.

ردت بانبهار وهي تراقب كل قطعة أثاث اختارته معه موضوعة في أماكنها التي رغبت بها
- تحفة يا شهاب بجد
لعب حاجبيه بمكر
- ولسه اوضه النوم حكاية تانية
اتسعت عيناها دهشة من تصريحه، قالت ببرود وقد جاءت فرصة ثأرها علي طبق من فضة
- صح فكرتني هروح بقي احط الشنط وهجري نوم
استشاط غضبًا وهو يراها تسير بدلال متجه نحو غرفتهما
- لا خدي هنا هو انا علشان سايبك فترة من جوازنا مش هاخد اللي بالي بالك.

توقفت عن السير وهي تكتم ابتسامتها لتستدير بوجهها أمامه وردت بعبث
- مش كنت لسه صغيرة والحاجات ديه للكبار
زفر شهاب بياس وهو يلعن وظيفته وصاح بحنق
- تعالي يا حبيبتي ربنا يهديكي مش كفاية المرمطة اللي من تاني يوم جوازنا انزل الشغل
كتفت يديها وردت بتشفي
- مش مشكلتي يا حبيبي يلا اتكل علي الله
غمز بوقاحة وهو يقترب نحوها
- طب بوسة واحدة وهبعد.

لم تتحرك من مكانها قيد أنملة بل ظلت تراقب عبثه ونظرات اعينه تزداد رغبة ردت بعبث
- انسي يا سيادة المقدم ويلا بقي شيل الشنط وحصلني علي الاوضة
شهقت بفزع حينما وجدت نفسها في الهواء
- شهاب اعقل يا حبيبي
احكم تثبيت خصرها جيدا بين ذراعيه ل يتوجه بها نحو غرفتهم
رد بنزق
- لا ما انا عاقل اهو اسبوعين يا مفترية تبعدي عني وكل ده علشان شغلي والسكن الجديد
همست بإغواء وهي تدفن رأسها في عنقه.

- ومين اللي قرر يسافر مش حضرتك استحمل بقي
وضعها علي الفراش وهو يتنفس الصعداء أخيراً، زوجته أصبحت زوجته أخيراً يحق له فعل أي شيء بها، همس بمكر
- خلاص تم اصدار الفرمان.

وقبل محاولتها أن تثنيه والأمتناع وجدته يدنو نحو شفتيها وهو يقبلها بنعومة بعثرتها، حاولت لمام شتات انفسها لتجده يجرد ملابسها بهدوء وروية، انهارت تماسكها وهو يغزوها بكل أسلحته المغلفة بالعشق الخالص نحوها، لتبدأ سطور حكايتهم تبدأ بالعشق سطر يليه سطر حتى نهاية القصة عشق جارف ولن ينضب ابداً.

- اتفضلي يا تيته
قالتها هند بحبور وهي تحث جدتها على الدخول، ابتسمت صباح بحب وهي تدلف الشقة، قررت ترك شقتها للعودة الي القاهرة، لم تستطيع أن تبتعد عن حفيدتها لتوافقها بقله حيلة،
راقبت هند الشقة التي حملت طفولتها التعيسة، تجمعت الدموع عند مقلتيها.

همست بصوت متحشرج وهي تنظر إلى كل بقعة كان يوجد بها بصمتها، بصمة فتاة صغيرة بين أحضان أسرتها الدافئة، أشعلت الدفء وانارت البيت ليعمه الفرحة والسعادة للعائلة الصغيرة، ولكن لا تبقي السعادة دائمًا، دائما ما يأتي ريح عاصف تدمر الأخضر وتتركه صحراء جرداء، لتغادر الفرحة للعائلة الصغيرة وينطفئ شعاع البهجة والحياة في الشقة، لتتيتم الطفلة الصغيرة مبتعدة عن الاحضان الدافئة تقابل العالم الموحش بمفردها لا يوجد مساعد أو منقذ، حتى اهتدت لجدتها التي ضمتها بكل دفء معها وأصبحت جدتها الأم والأب والصديقة والأخت وكل شىء، الجدة أصبحت عالمها.

- البيت زي ما هو كان محصلش فيه تغير مع مرور السنين
صوت صباح انتشلها من ذكريات لا تود استرجاعها ابداً
- هند
- نعم يا تيته
- ربنا يحفظك يا حبيبتي ويحميكي من كل شر
ابتسمت بامتنان وهي تقبل كف جدتها لتقول بهدوء
- انا هروح اشتري اكل وبسرعه وهاجي وبكره هنبقي نشتري الحاجات الناقصة
هزت صباح رأسها إيجابًا وردت
- متتأخريش
- حاضر يا تيته.

راقبتها وهي تخرج من الشقة، لتجول صباح ببصرها نحو الشقة وفي يديها عصاها التي تستند عليها، جلست على اول مقعد رأته حتي تأتي قرة عيناها، ولا تعلم هل المجيء إلي هنا خطوة صحيحة أم لا؟!، هل المجيء إلى هنا صفحة جديدة أم مجرد فتح ذكريات قديمة طال عليها الزمن!

أغلق باب شقته وكل عظمة في جسده تحثه علي الراحة، تكاد ترجوه بل تستغيث عقله الصامت، صعد الدرج بخطوات متكاسلة وبريق عينيه انطفأت، وكيف ستشع ومتوجهته غائبة، فتح باب الغرفة وهو يضيء الانارة في الغرفة،.

رائحة عطرها ما زلت موجودة في غرفتهم، يكاد يجزم أن الرائحة المعبأة في الغرفة ليست كالمرات السابقة، نظر إلي الفراش المرتب البارد بنظرات مبهمة، تحرك متجهًا صوب الخزانة ليري ملابسها، يداه كانت تعمل بحثًا عن شيء محدد توقفت يداه عن الحركة وانعقد حاجبيه بعبوس شديد وهو يري ان منامتها الزرقاء مفقودة،.

أعاد البحث بحركة أسرع وعقله يكاد يجن، اين ذهبت؟ لقد تركها في موضعها في الصباح ك كل ليلة يحتضن منامتها الزرقاء ويتخيلها هي بين ذراعيه
- زين
تصنم جسده وهو يستمع إلى همسها، اللعنة كونها غير موجودة لا تصل مرحلته اليائسة الي أن يستمع ل همسها، همسها بأسمه يزداد كل مرة ويلح صاحبة، ليستدير برأسه نحو مصدر الصوت
فرغ شفتاه معاً وبرق عيناه بلمعة زرقاء تخطف الأنفاس لا تظهر إلا في وجودها وبالكاد همس
- ليان.

تحرك نحو صورتها أو هيئتها، يا إلهي إنها هي بنفس المنامة الزرقاء التي رآها مرة واحدة، نضرة، شهية، ناضجة تحثه على فعل أشياء اشتاق لها بقوه، وكي يصدق أنها حقيقة وليست خيال او مرأه عاكسة، ضمها بقوة بين ذراعيه يتنفس عطرها وهو يدفن رأسه في تجويف عنقها يستنشق عطرها وكأنها اكسير الحياة، تجدد نشاطه وغاب عقله ليستمع إلى جسده وروحه تلك المرة.

دنا نحو شفتيها وهو يلتقطهم بقبلة تجدد عهدهم، انصهر جسده كليًا وهو يشعر انها تبادله، قبلات شغوفة متملكة توزع في جميع انحاء وجهها وكل شبر يطيله شفتيه ليعود مرة أخري إلي شهدها، ضم جسدها بقوة أكبر حتي شعر أنه يسحق عظامها وهو يلمس خصلات شعرها الذي اشتاق لهم، اشتاق لكل شيء بها، شعرها الفحمي، وجنتيها الناضرة. شفتيها الشهية، انفها الدقيق، بندقيتها الدافئة، خجلها، حيائها، دفء جسدها، لسانها الذي كان دائما يود معاقبته، همسها بإسمه، وأكثر اسم معزز على قلبه،.

لم يكن يعلم أن مجرد قُبلة اعادت أنسجته الخاملة للحياة، ابتعد ببطء عن شفتيها مرغماً والخيال يزداد واقعية بشكل أصابه بالصدمة، ملس شفتيها التي وضع بها صك ملكيته ليقتنصها من الأرض ويتوجه بها نحو فراشهم،
اعتلاها وهو يعود يقتنص شفتيها مرة أخري، دوامة مشاعر سحبته ولم يفيق سوي من تمزق منامتها، تهدجت أنفاسه وهو ينظر إلي بندقيتها اللامعة بوهج خطف انفاسه.

فقد سيطرته كليًا واخر ذرة من عقله الذي لم يعمل، عاد الدفء مرة اخرى، بين ذراعيه كما يتمنى في كل ليلة والمنامة التي طار بها عقله وابرز منحنيات جسدها الغض استفزته واثارته بشكل لم يصدقه، توقع مع الانقطاع برود يحتل كلايهما، فترة تجاهل أصاب كلاهما باليأس والدمار، ومن البرودة للدفء، الشغف ازداد بينهم بشكل أكبر، وكأن فترة الأنقطاع لم تتأثر بعواطفها الجياشة رغم مشاعرهم التي تخبطت بهم.

همس بصوت أجش بجانب أذنيها جعلها ترتعش بقوة
- هل انتِ حقاً أمامي ولست اتخيل؟!
ومع إيمائتها بالأيجاب وهي تحتضنه بقوة، جاءه الجواب، ليان في لندن
التي بين ذراعيه حقيقة وليست خيال او عقله الذي صور وجودها، انتفض من مجلسه علي الفور وهو يعيد ترتيب خصلات شعره الكستنائية بأصابع يده.

خطوة خرقاء جعله يندم علي فعلها وهو ينتفض ك من لدغته حية، أظلمت عيناه بقوة وهو لا يصدق تلك الخطوة الحمقاء التي ارتكبتها بدون أذن منه
شهقت بقوة وهي تراه يسود قتامة تلك الهيئة التي رأتها من قبل، قبل رحيلها
وبدلاً من إصلاح العلاقة وتجديد مشاعرهم، ستنقطع الرابطة في تلك الليلة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة