قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث

دائما قادراً علي فعلها، ب جعلها تسبح في ملكوت عشقه ثم يسحبها بكل عنوة ويُلقيها نحو الأرض، قادر علي أن تجعله تبادل مشاعره بكل عنفوان ثم يتهرب منها بكل سخرية بل يلفظها بكل صلف وغرور.
عذراء معه في كل فعل يفعله لها، همساته، قبلاته، صوته الأجش ثم جنونه في الصباح، يتعمد ظهور خجلها وحيائها بكل سهولة و بساطة، خبير في فعلها لطاما هو خبير النساء يعرف ما يردن دون الحاجه لأخباره.

لم تصدق عم زيدان أن يرسل لها بتذكرة سفر للندن ثم قال بهدوء عندما استقبلها بحفاوة في مطار لندن يحتاجك بقوة لكنه يكابر ، كل هواجس وأفكار لعينة دُفنت تحت التراب واستمعت إلى دقات قلبها التي اصبحت ملكه، كل نبضة تخرج، كل نفس يتردد بها أصبح له، لم يخترقها قلبًا فقط بل غزي الي روحها بكل سهولة.

تزينت وهي ترتدي المنامة الزرقاء، تعلم لونه المفضل، ارتدتها وهي تعلم أن الليلة ستكون يوم لا ينسي، سيجددون عهدهم، ستجعله يعدها بأغلظ الايمان والأسماء المعززة علي قلبه، صراع، كانت تعيش في صراع وقررت أخذ هدنة وهي تعود مرة أخرى بين ذراعيه.

رأت تلك النظرة اللامعة التي في حدقتيه، ثم عناقه الذي سحبها لدوامة عنيفة، كان صادقا، عيناه صادقة، حضنه صادق، اشتاق اليها مثلما اشتاقت له، قبلاته الشغوفة، أنامله التي تمرر على جسدها، ارتعشت بقوة وهي تراه يضعها على الفراش ثم يعاود لمهاجمته وحصاره دون أن يترك لها فرصة للحديث.

لكنها وللعجب منذ أن كانت تبادله قبلتهم الأولى التي غمرتها السعادة، زحفت حمرة وجنتيها وهي تستمع الي صوت تمزق منامتها نظرت الي المئزر الموجود في طرف الفراش لتعود النظر إلى مقلتيه، عيناه كانت تبوح بالكثير
كانت تراه مذهولاً وهو لا يصدق انها معه تحديدًا بين ذراعيه، عقد لسانها عن الحركة وهي تومئ برأسها بالإيجاب وتحتضنه بحميمية وكأنها تعانق روحها.

لكن تكسرت الاحلام وخفض صوت الالحان الهادئة وانتشر الظلام وهي تراه ينتفض من الفراش، حركة خرقاء فعلها لكن كانت كالنصل الذي اخترق جسدها
لملمت شتات نفسها وهي تلتقط انفاسها، بعد طوفانه الذي زلزلها تحتاج لسحب أكبر كمية هواء في كل خلية من جسدها، وقامت أخيراً تحت نظراته الغاضبة، تراه يريد محاولة الفتك بها لكن جسده المتصلب لا يستجيب لأوامره
التقطت المئزر وغطت جسدها بأحكام وهي تقول بنبرة لاذعة مؤنبة.

- توقعت ان المفاجأة ستعجبك لكنني مخطئة
- ليان
قالها في نفاذ صبر وهو يعيد ترتيب خصلات شعره الكستنائية، وضع اصبع السبابة والإبهام على أنفه ويده الأخرى تتوسط خصره، يسب ويلعن نفسه على ما فعله رأي تلك النظرة المؤلمة التي بعثتها له بعينيها البندقية الحزينة
افاق من شروده علي صوتها الهاديء على غير العادة
- اعتذر حقًا.

رفع بصره نحوها ليجدها تخرج حقائب سفرها أسفل الفراش، عقد حاجبيه وهو يراها تخرج ثياب من حقيبتها بل توجهت نحو المرحاض وكل ذلك تحت اثر صدمته،.

إن اخبره احد ان هناك حوريه تنتظره في غرفته ما كان ليصدق، وأن ليان عادت اليه بعد ما حدث بينهما بل تتزين أمامه وتخرج بصورة خاطفة لأنفاسه، علق ببصره مرة أخري ليرى صوت فتح باب المرحاض وتخرج هي بثوبها وفي يديها منامته المفضلة التي تمزقت اثر طوفانه وبكل غضب ألقتها على الأرض بعدم اكتراث
تابعها وهي تخرج حجابها من حقيبتها وتضعها علي شعرها، وجاء منبه عقله يبعث برسالة خطيرة، ستغادر، ليان ستغادر.

ربما صدمته جعلها تنهي ارتداء ملابسها بيسر دون اي مهاجمة او حصار منه، وما إن وضعت يديها علي حقيبتها تفاجأت بكف قاسية يمسك ذراعها كالكماشة تأوهت بضعف وهي تراه يدير بجسدها ناحيته، همس بغلظة
- الى اين تذهبين؟
راقبت انفعالاته، ثورته الواضحة للعيان، لكن لم تهتم لقد فاض بها الكيل جزت على أسنانها وهي تهمس بحده
- لن أبقى هنا معك.

نفضت ذراعها بعيدة عنه وهي تلتقط حقيبتها، عاد لمهاجمته مرة آخري ولكن وضع كلتا يديه علي خصرها يثبتها بقوة، يحاصرها بكل عنوة، رسالة خفية نقلها إليها وهو يخبرها انها شِقه المفقود ان مكانها بين ذراعيه، ارتجفت اوصالها وهي تري حدقتيه تعود مرة أخري لحالتها الطبيعية
صاح ببرود
- ايتها المجنونة الساعة الثانية صباحًا
- سأذهب إلى بيت سيد زيدان، ابتعد زين.

همست اسمه بيأس بعد محاولاتها الفاشلة بالابتعاد عنه، عن أكثر شيء يضعفها، جحظت عيناها بقوة وهي تراه يخلع حجابها بل ويفك اسر خصلات شعرها ليطلقه حراً طليقًا
نظر بافتتان إليها، يرى طفلة متمردة أمامه، يشعر أنها تكاد تذوب به ولكن تمتنع، تمتم بجمود
- لن تخرجي من هنا.

وقبل أن ترد بحديث لاذع، اقتنصها من الأرض وهو يحتضنها بكل جوارحه، مناسبة بين ذراعيه للغاية، خُلقت خصيصًا لتبقى بين ذراعيه، سمع تذمرها وهي تمط شفتيها
- لا تضمني اكرهك
اغمضت جفنيها وهي تلتهم شفتيها كي لا تنفلت شهقة منها، يعتصرها بشوق، بحميمية، بلهفة، تكاد تشعر بملامسة شفتيه لوجنتيها بل انامله تزاد خبثًا وهو يخلع ثوبها، نعاس غلبها وهي بين ذراعيه ولم تشعر بإسقاط ثوبها على الأرض.

شهقت في خفوت بعد أن أفاقت من نعاسها الخفيف نظرت إليه تريد أن تعلم إلى أين تلك مرة تمادى معها، وجدته يشبك أصابعها بقوة وهو يقبل وجنتيها وثغرها، دنا نحو أذنها هامسًا
- اششش اهدئي اهدئي لن اؤذيكِ حبيبتي.

استسلمت وهي موقنة انها لن يؤذيها كما أخبرها، كيف يؤذيها وهي أصبحت روحه، كالماء والهواء لن يقدر الإنسان الابتعاد عنه، مصدره للحياة، احتضنها بقوة وهو يداعب خصلات شعرها الفحمية اعتصرها بين ذراعيه وهو يضع ذراعه علي خصرها الدقيق مستنشقًا عطرها.

برق عيونه بقوة وهو يلاحظ همهمتها بأسمه، مد كف يده الحرة وهو يلامس وجنتيها النضرة، تزداد حلاوة بوجنتيها المشتعلة وشفتيها التي تحملان صك ملكيته، بل خصلات شعرها تزيدها فتنة، ملس خصلات شعرها وهو يشعر بأن الالامه وتعب الأيام السابقة أختفت بسبب وجودها.

رأيتك حين يفيق القمر
وحين تحاكي العيون السهر
وحين الرؤي تسافر خوفأ
وحين تناجي النجوم السحر
رأيتك حلماً وصحواً ووجداً
وليلاً وصبحاً وبحراً جميلاً
يردد أصداء لحن السفر
رأيتك طفلاً صغيراً
يبكي و يضحك عند نزول المطر
وعقلاً كبيرا يفوق خيالي
وقلباً رفيقا لقلبي رأيتك
، ما أجمل لقاءك بعد طول فراق
وبعد سيل من الأشواق
إنها لحظة ترسم أحداثها في لوحه ربيع العمر
لحظة يزاد فيها نبض القلب
وتتجمد المشاعر من فرح القلوب.

لحظه فيها من الوفاء
ما يروي الأحاسيس وضماهها نعم، ما أحلى
استيقظت وهي تشعر بأنامل لحوحة تداعب جفنيها، فتحت جفنيها بتثاقل وما زال اثار النوم منتشر في جسدها، ابتسمت بهدوء وهي تراه مشرق الوجه تمتم بنبرة رخيمة
- صباح الخير
ردت بخمول وهي تحرك بؤبؤ عينيها يمينًا ويساراً
- صباح الخير.

أسندت بجذعها العلوي علي مقدمة الفراش، جحظت عيناها بقوة وهي ترى أنها ارتدت قميصه، متى وكيف حدث؟ هو الوحيد الذي يعلم، آخر شيء تتذكره ليلة أمس همسته فقط ولم تشعر سوى بالنوم الذي كان يجافيها في القاهرة، نامت قريرة العين وهي تشعر بوجوده، روحها يميز رائحة عطره قبل أنفها
لاحظ زحف حمرة وجنتيها ليقترب منها وهو يهمس بخشونة قشعرت أوصال جسدها
- كيف كان نومك؟
- جيد.

ردت في خفوت وهي تبعد أنامله التي تحل ازار قميصه، رد بأبتسامة خبيثة وهو يلاحظ صعود صدرها وهبوطه بسرعة، لا يصدق بعد ايامهم في القرية تخجل منه وليست من كانت تبادله شوقه ليلة أمس قبل أن،
بتر عبارته وهو ينظر نحوها بألم، لن يستطيع قولها وهو يعلم أن جرحها بعمق عندما نبذها، رآها تبتسم ببطء وهي بالكاد تهمس بل تحرك شفتيها لا عليك ، عاد وهج زرقاوته وهو يقول بنبرة ذات مغزى
- جيد.

أزاحت أنامله وهي تراقب وجهه الذي يظهر عليه الإعياء، رغم ما يفعله تشعر به، متألم، يخفي شيء عليها لكن لا وقت للحديث الآن، سألت في خفوت
- هل نمت؟
- ساعتين فقط لكن لم استطيع النوم دون أن انظر اليك
ثم تابع متردداً ونبرة الحزن تردد في صوته
- هل آلمتك ليلة أمس؟

صمتت للحظات وهي لا تجد ما ترد عليه حاليًا، ماذا تخبره انها لم تشعر بأي شيء، وكأنها فاقده الوعي لكن روحها تشعر بكل حركة يفعلها، فسر صمتها بطريقة خاطئة، ليحتضن وجنتيها بكلا كفيه قائلاً بأسف
- اعتذر حقًا من شدة شوقي إليك لم أعلم أنني سأؤذيك
ابتسمت بهدوء وهي تغمغم
- لاتقلق انا بخير، سأقوم لأعداد فطار الصباح.

بخير!، تكذب عليه لم يصدق نفسه في غمرة مشاعره الجياشة نحوها أن يقسو عليها لذلك الحد، فاق فقط حينما خرجت شهقة خفيفة بالكاد لا تسمع، التقطتها أذنيه لينظر نحوها وينظر لحاله، تنهد باسف وهو يراقب قميصه الذي ترتديه واسفله علامات زرقاء تزين عنقها والتجويف بين عظامي ترقوتها البارزة، رفع ببصره نحو شفتيها التي تورمت والي جانبي فكيها التي تحملان أثره،.

اقترب ببطء وهو يحتضنها بين ذراعيه، يعبر عن اسفه للمرة التي لن يعلم ما عددها، عنيف معها بعض الشيء يعترف بذلك لكن كونها بين ذراعيه لم يدرك ما يفعله، حضن يعبر عن اشد اعتذار قد يخونه لسانه او لا يصل بدرجة كافية للاعتذار الذي يليق بها، ب ليانه
همس بتعب وهو يضمها لجسده
- ابقي معي لياني اريدك.

استجابت له وهي تضمه بقوة هي الأخري، سحبها في احضانه وهو يغلق جفنيه، ينسى انتقامه، ينسى الحرب الذي دخله عنوة، ينسى الخسارة التي ستحدث عما قريب، ينسى كل شيء ليغفي قرير العين وهو يعترف اخيراً، عقله يعترف اخيراً انه يحتاجها بكل جوارحه، سيكون حارسها وامانها وعينيها حتى تنتهي تلك الحرب وبعدها سيأخذها إلى مكان لا يوجد به سواهم، ولكن كلها مجرد احلام لا تتوافق ابداً مع واقعه الضبابي.

دفنت وجهها في وسادتها وهي حتي الآن تتذكر فداحة أمرها ليلة أمس، لقد كان أستاذ في الجامعة، من خدشت سيارته الفارهة أستاذ جامعة،.

تذكرت ليلة أمس حينما انهت محاضرتها لتنطلق نحو المرآب وقد تناست أمر تلك السيارة، تقسم انها نست ما حدث لولا أنها وجدت شخص فارع القامة يستند علي سيارته رأسه منحنية للأسفل وهو عاقداً ذراعيه، لم تستطيع أن تتأمل ملامحه بوضوح، يضع نظارة قاتمة على عينيه، وحينما أحس بوجود ظل شخص رفع ببصره نحو صاحب الظل،.

وجدته يخلع نظارته لتظهر حدقتيه العسلية بوضوح كالشمس في كبد السماء، وحينما همت بقول شيء وجدته يخرج من جيب بنطاله ورقتها، الورقة التي كتبت بها كلام لا تتذكره، نستها او تناستها،
ثم سألها هل هي فعلت ذلك أم لا؟!، عقلها يخبرها بقوة أن تهرب لكن رأسها هز إيجابًا وهي تنتظر عقوبته، عقوبة القاضي أمام المسجون، كان يتفرس ملامحها بقوة جعلت وجنتيها تشتعلان حمرة وهي تطرق برأسها ارضًا.

وحينها سمعت صوت ضحكات رجولية جذابة نظرت نحوه وعيناه تتسعان ذهولاً وصدمة، أيضحك أم انها تتخيل؟!
خف ضحكاته حينما وجدها تحدق به ببلاهة وصدمة، تمتم بعبارات خفيفة بصوت رخيم جذاب وهو يفصح عن هويته، وحينما قال انه استاذ في الجامعة كادت الارض أن تميد بها بل تستقبلها بحفاوة شديدة، رحبت الارض بحفاوة شديدة لتسقط مغشي عليها ام نظراته التي تحولت إلى دهشة ثم ما لبثت أن تحولت لخوف،.

أفاقت من اغمائها لتجد انها في غرفة الممرضة في الجامعة وبجوارها صديقتها شهد وحينما همت بالسؤال من الذي جلبها إلى هنا وجدته يدلف الغرفة بهدوء بعد ان طرق عدة طرقات هادئة، تأملته، تأملته مليًا جذاب للغاية وذو وسامة شرقية ممتازة، جسده يبدو متناسقًا بل لا يوجد اي شحم زائد في جسده، شعره اسود ناعم كثيف، يا للهول انه وسيم!

وللحظة طار عقلها بعيداً هل حملها بين ذراعيه؟، هل حدث مثل الروايات الوردية، هل وضعت رأسها نحو موضع قلبه تستمع إلي نبضات قلبه، هل حدث شيء، هل تفجرت في اوردته براكين؟.

اسئلة تدور وتدور وهي لن تعلم اجابتها ابداً لتأتي الإجابة وهو يهتف ببحة مميزة قشعرت جسدها أن صديقتها رأتها مغشي عليها وقد كان الحظ يحالفه لأن لم يكن يعلم كيف سيتصرف بدقة وخصوصاً انها اول امرأة يجدها تفقد وعيها أمامه، كان يتحدث بكل لباقة وهدوء أدهشها، لأول مرة تعامل وكأنها مثل أميرة، نبراته رزينة، عيونه هادئة دافئة، ملامحه بشوشة.

القي دعابة لكن وصلت إليها دافئة انه سيعتبر أنه لم يكن شيئًا حدث ثم استأذن مغادراً ولم تشعر حتى الآن كيف أتت إلي شقتها بل غرفتها تحديداً في فراشها،
قامت من فراشها وهي تتجه نحو مكتبها جلست عليه وهي تخرج اللوحة، صاحب الصورة يخرج من حدقتيه مكر وخبث شديد لكن اعماق اعماق بؤبؤيه حزينة، ملامح رجولية غربية فذة للحظة ترددت هل تحتفظ بالصورة أم تلقيها في مهب الريح ام تحرقها، تحتاج لمن يهديها الى حل؟

لكن كل الحلول ذات مفعول قصير، خبئت اللوحة وهي تعود مرة أخري إلي فراشها، والعقل يعقد مقارنة بين القبطان والأستاذ الجامعى.

كان يصب كل تركيزه في عمله، مستمعا الي همهمات مساعديه أما عنه فكان ينظر نحو بقعة في الفراغ، نظر الى ساعة معصمه ليجد أنه مر وقت طويل للعمل او هو الذي شرد ولم يشعر بمرور الوقت
خرج من قمرة القيادة متوجهًا نحو غرفته، يسير بلا هدف وهو يرى السياح يأخذون عطلتهم وعلى وجوههم ملامح هادئة مستمتعه، نفض رأسه سريعًا وهو يرى بكر يقترب منه ببطء و رويدا بعد آخر شجار حدث لهم
- كيف حالك؟
- بخير.

نظر بكر نحو صديقه خالد بقلق جليّ على قسمات وجهه ليتساءل بشك
- هل يوجد شيء بك؟
غمغم بهدوء ظاهري ولأول مرة لا يصدق نفسه انه هادىء، لكن هل هدوءه سيستمر للأبد أم ينفعل وتتحول نيرانه لحمم بركانية
تصهر من اقترب منه
- كلا
ازدرد ريق بكر بتوتر، وهو يعلم تلك الحالة جيداً لقد جرب جنون صديقه حينما كان معه، قال بتردد
- هل هاتفتك إيف؟

تصلب جسده عندما استمع إلى اسمها، اسودت عيناه قتامة وهو يعض باطن كفه بقوة، يحافظ لأعلي قدر الا يفتك بأحدهم واولهم صديقه، رد بغلظة
- نعم
- ماذا حدث؟
ارتفع حاجب خالد سخرية وهو يقول
- مثل كل مرة نبذتها وعنفتها بشدة
ربت بكر على كتف خالد قائلاً
- رفقًا يا صديقي الأمور تتخذ بهدوء
وهنا كلماته بمثابة الشعلة التي اقتربت من البنزين، من أخرجت المارد من مكمنه ل يصيح بانفعال وثوران.

- تستحق ما فعلته بي تلك الخائنة المخادعة الساقطة
التقط أنفاسه المتأججة وهو يشيح ببصره عن بكر، أغلق جفنيه للحظات قبل أن يفتحهما مرة أخرى، غمغم بصوت أجش وهو يستدير على عقبيه
- سأتوجه لغرفتي
راقبه بكر بهدوء حتي اختفي عن مرمى بصره، هز رأسه يأسًا وهو يغمغم في خفوت
- اللعنة من تلك سيئة الحظ التي سترتبط بك وانت مثل الثور.

شبه ابتسامة خبيثة لاحت على ثغره وهو يتذكر وسط ثورته أنه يوجد لديه فتاة، حقًا يريد ان يرى تلك الفتاة التي استطاعت ان تفعل مالم تستطيع باقي النساء على فعله، رغم كونه غربيا إلا انه لم يستطيع اخذ صفات الغرب، تكفي فقط عصبيته وغضبه ليظهر الجانب الشرقي منه، انحسرت ابتسامته وعادت للتهجم، ما زال يمارسه مجونه لم يتغير بعد، هل انفصلا ليعود هو مرة آخري إلي أفعاله المجونة؟!

هل هي طريقة لنسيانها، ام ان لم يستطيع التحمل أكثر دون ملامسة جسد امرأة ليعود إلى مستنقع!

- ايجابي.

قالتها ليلى وهي تراقب الخطين الحمر بملامح باهتة، إن كان في زمان ومكان مختلفين لكانت استقبلت خبر حملها بأشد أشد فرحها، لماذا يا آدم فعلت ذلك؟، كيف استطعت فعل ذلك بي؟، تذكرت مثل مصري قديم كانت دائما ساره تردده لها كلهم مصطفى أبو حجر لم تفهم معنى المثل جيداً لكن مع الشرح الكافي والوافي ل سارة علمت، بل اخبرتها أن آدم حبيبها مختلف جميع رجال العالم، ولم يكن مختلفًا بل كان مثل معظم الرجال، تريد أن تعطيه عذر لكن لا يوجد أي شيء، لا يوجد سبب كافي ليخونها،.

أفاقت من شرودها وهي تنظر الى ليان الهادئة، منذ قليل أخبرتها أن تأتي بأختبار الحمل قبل أن تمر عليها، رغم رفضها أصرت ليان بقوة علي فعلها لتستسلم وهي تصطف بسيارتها وتخرج لتأتي باختبار الحمل قبل أن تتوجه لمنزلها، رغم مرور أسبوع منذ عودتها، إلا هناك كسر عميق في عيونها، حزن يخيم ملامحها، كانت تظن أن هناك شجار حدث بينها وبين زياد إلا انها اخبرتها انه يوجد مشكلة بها،.

صاحت بصوت مرتفع وهي تجلس على الأريكة بجوارها
- ليان
شهقة خفيفة خرجت من شفتيها وهي تنظر اليها بتدقيق لتعود النظر مرة أخري إلي الأختبار بين أصابعها همست بسعادة جلية وهي تحتضنها
- مبارك لكي ستحظى بطفل رائع
أطرقت ليلى برأسها أرضًا وهي تفكر قليلا، لتعود رفع رأسها بهدوء قائلة
- لا اريده يا ليان لا اريده ان الطفل منه لا ارغب به
جحظت ليان عيناها بقوة وهتفت بصدمة.

- توقفي عن جنونك ألم تخبريني انك تريدين ان تصبحي ام، ها قد حدث ما تريدينه
ردت ليلي بإنكسار وقد اغرورت عيناها دمعًا وحزنا
- لكن بعد فوات الاوان لقد انتهت قصتنا
- لم يفت الأوان بعد، من يعلم ربما تكون بداية جديدة لكلاكما
- لكن؟!
ظهر التردد والحيرة علي قسمات وجهها، تري في أعينها القبول والاستسلام لكن جسدها يتفاعل بطريقة متناقضة مع عيناها
ربتت ليان على ساقها الأيمن قائلة.

- لا تتعجلي وتتخذي قرارات في اشد لحظات ضعفك
صمتت للحظات، محاولة التهرب وهي تلاحظ نظرة الأنتصار والفوز في حدقتي ليان، كلماتها جعلتها تعيد تفكيرها مرة آخري في ان تحمل طفل في أحشائها
غمزت بشقاوة
- عجبا انظروا من يتحدث معي؟!
عدلت ليان ياقة قميصها بترفع وزهو قائلة وهي تغير مجرى الحديث
- اخبريني ما أحوال الفتيات؟
ردت ليلى.

- سافرت جاسمين ولا نعلم مكانها اما سلمي فقد عادت إلى موطنها زيارة لعائلتها وكمال كما هو يدير أعماله
وااه اسفاه على حالة جاسمين، تلك الفتاة التي عشقت انجليزي، مرآه الحب عمياء فعلا لم تكذب تلك المقولة ابداً والدليل هي وغيرها والكثير والكثير من الفتيات العاشقات لحد المرض، لحد الهوس!
قامت من الاريكة وهي تهتف بمرح زائف
- هل تشعرين انك تريدين شيئا ما؟
تحسست ليلي بطنها وفكرت بهدوء
- نعم أرغب الآن بالكشري.

رفعت ليان حاجبها الأيسر قائلة بشك
- ليلي
- ماذا اخبريني ايضا انكِ لا تعرفين كيفية طهيها، انا اعلم ابتعدي لقد فعلتها في منزلي عدة مرات
قامت ليلى برشاقة من مجلسها لتتوجه نحو المطبخ وتتبعها ليان، كانت تعبث في الأدراج والخزانات وهي تخرج المقادير وبدأت تشمر ساعديها، لم ترغب ليان التدخل او مساعدتها فهي تعلمها لا تحب احداً يساعدها في الطبخ وخصوصًا الطعام المصري، ابتسمت بهدوء مردفة
- انجليزية بنكهة مصرية.

ضحكت ليلى و التمعت عيناها بفخر
- وهذا ما يجعلني لامعة حبيبتي
- مغرورة
لم تكن تدري ليلى أن خبر حملها بمثابة إنبثاقة أمل ل ليان، دافع اموي غزيزي جري في دمائها، لتتخذ اكثر قرار متهور، لم تستجيب لنداء العقل تلك المرة ستسير وراء ما تريده تلك المرة وتتمنى أن لا تندم بعد فوات الاوان!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة