قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والعشرون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والعشرون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والعشرون

الحياة تستطيع أن تعطيك جانبها الوردي لكنها لا تنفك ابدًا ان تعطيك جانبها الرمادي ليس الاسود، بل رمادي.
رأي قهوتها الضائعة ونظراتها المشتتة وجسدها المذعور وكل ذلك بسبب رؤيتها له، رؤيتها له سببت في فقدانها للوعي وهي بين ذراعيه تحديدًا، والطبيب أخبره ببساطة شديدة حامل، تحمل في احشائها طفلا منذ تلك الليلة...

ترى كم مر من الوقت منذ تلك الليلة؟، وقت كافي للغاية لتحمل نطفة بداخلها، أطلق شتيمة نابية وهو ينظر اليها نائمة بسلام في فراشه الخاص، قريرة العين، تصدر انفاس منتظمة دلالة علي عمق نومها وذبول وجهها كانت كالشوكة في منتصف حلقه، والدها كان محقًا لقد اذبلها لم يرعاها بطريقة كافية، كان يطارد اشباح ماضيه ونساها هي فى خضم مشاكله، ربما الطبيب الخاص به كان محقًا ما كان عليه أن يتجرأ لخطوة الزواج إن لم يكن مستعدًا، لكنه عطشي، عطشي بقربها ونعومتها ورقتها التي اصهرت جليده، قهوتها الدافئة الناعسة كانت كفيلة للغاية بدك جدران قلبه، غزت روحه كليًا، اصبح يتشرب تفاصيلها الغير مرئية على بعد كافي كي لا تستيقظ مفزوعة في اي لحظة، اللعنة من المفترض أن يكون مفعول المخدر قد حل منذ نصف ساعة لما لم تستيقظ بعد؟!

آنت بضعف، ف انتفض بذعر وكل خلية من خلايا جسده متحفزة بترقب، أحس بشيء يغزو قلبه في خوف، شيء كالمرارة والفقدان، كالصدأ في حلقه
الستار الأسود يخفي وجهها عنه وهي تتملل للناحية الاخرى، تتملل بجسدها في فراشه الضخم ليشعر ب ضآلتها، أغمض جفنيه بقسوة وأظافره تضغط بعنف على راحة يده.

تأوهت في خفوت وهي تتملل مرة أخرى في الفراش ك محاولة يائسة ان تخمد خمول جسدها والذاكرة تقريبًا محيت بأخر الأحداث والمستجدات، تقريبًا منذ اربعة أعوام وانفها ألتقط عبق رائحته علي وسادتها، تتملل براحة وانفها يبحث عن رائحة عطره أو عنه تحديدًا! ليرن جرس الانذار علي الفور وهي تشهق بقوة منتفضة من الفراش، اللعنة لقد رحل ليس هنا انها في منزلها في فراشها بوصف أدق...

شهقت بذعر وعيناها تتسعان باضطراب نحو الغرفة التي تبدو مألوفة عليها، ليست منزلها ولا ذاك المنزل الذي جمعها معه لمدة اشهر رائعة ولا ذلك المنزل الذي اشترته،
صمت، صمت أطبق أنحاء الغرفة سوي من هدير انفاسها المرتفعة التي تشق اركان الغرفة الهادئة بشكل يثير رعبها
نظرت الي حالتها وهي تري حجابها الملقي بأهمال على الكرسي الخشبي امامها اسرعت النظر الي ثيابها لتزفر براحة.

وهو كان يراقبها بأبتسامة ساخرة، ألتلك الدرجة خائفة من أن يتعرض أحدًا لطريقها يقسم أنه ل قتل اي رجل فقط حاول النظر إليها ما بالك من أن يتحدث اليها او يمسك يديها؟!
- استيقظت الاميرة النائمة إذا؟

بسرعة رهيبة نظرت الذي ذلك الظل الشامخ بذعر، صوته، انه هو اللعنة انها في عرينه، ازدردت ريقها بتوتر وهي تراه يقترب بهدوء يوتر اعصابها المُتلفة ورائحة عطره تزداد قسوة مزعزعة روحها، عيناه القاسيتين ارجفت بدنها وهو يتحدث بسخرية لاذعة
- ماذا، كأن القط بلع لسانك
اشاحت بوجهها عنه وهي تضم جسدها بذراعيها قائلة
- اتعلم حقًا، صدقت الآن ما انت سوي مريض نفسي ولن اتخلص منك سوى بموت احدنا.

تقوس عضله فكه وشحب وجهه من عبارتها ليجلس على الفراش وهو يتمتم بصوت صقيع
- تريدين موت ابني
انحبست انفاسها لوهلة وهي تري عيناه قد فقدت معالم الحياة لتهتف بحذر وهي تزداد انكماشا حول نفسها
- من اخبرك؟

وكأنه لا يعلم ماذا تفعل؟!، يعلم كيف تفكر في أشد لحظاتها جنونًا حينما اختارت الانتحار في المرة السابقة، لكن يصل بها الحد لقتل ابنه؟!، اتصال الحارس وهو يخبره ان زوجته جالسة في سيارتها ولا يوجد أي شيء في العقار سوي عيادة نسائية، لم يحتاج للتفكير للحظة سوى أنه خرج من الندوة وأسرع ب لحاقها وقد نبهه عقله ربما قد ظهر اخيرًا حصاد تلك الليلة، تخشب جسدها أمام باب المركز اثار به الشك وما زاد يقينًا فزعها الغير مبرر له وكأن مخططها قد انكشف و كل ذلك قرأه من عيناها.

اغمض جفنيه وهو يقول ببرود
- لا يهم لكن الاهم ما هو الدافع لقتل ابني
صرخت هادرة بعنف وهي تضربه علي صدره
- توقف عن هذا انت تعلم ما حدث تلك الليلة المشؤومة
دحض مقاومتها وثائرتها وهو يسحبها بقوة حتي اصطدمت بصدره ولوي كلا ذراعيها للخلف وهو ينظر الي بؤبؤ عينيها قائلاً بجمود
- انظري الي ليان اعترفي انني لم اغتصبك، لم ابتزك عاطفيًا كنت سأتراجع لولا شعوري بأنك تبادليني في آخر لحظة.

عضت شفتيها بقهر وهي تلتوي منه بعنف لكنه كالجبل لم تهزه اي حركه منها لتقول بألم
- توقف
ضغط بحزم على ذراعيها حتى تأوهت بوهن وهو يدمدم بعنف وانفاسه المدمرة تدغدغ عنقها
- لن اتوقف، رغم عدم مبادلتك شعرت بك تستجيبين لي، تستجيبين لعاطفتي.

اللعنة لما يعيدها إلي تلك الليلة التي انهارت بها، تعترف أنها شجعته، شجعته لكي يحدث ما حدث، كان صادقًا شعرت به علي وشك الابتعاد مدركًا فداحته لكنها شجعته طلبت منه ألا يبتعد، نظر الي عينيها قبل ان يبتعد، لن تنسى ابدًا تلك النظرة التي نظر اليها وهي تخبره بعيناها متوسلة ان لا يحرمها من بعده
عادت تنظر اليه وهي تقول بضعف.

- كيف جعلت الجميع في صفك كيف فعلت بابا ماما ليلى صديقتي الوحيدة في الغربة كانت جاسوسة لك ايضًا
صاح مسرعًا وهو يدرك كيف تربط الخيوط معًا.

- ليلي ابدًا لم احدثها بل اعني لم ترغب في محادثتي لم اجد سوي الطبيبة التي ترسل تقاريرك الطبية لي، والدك وافق على عودتك لي بشرط أن أعيدك كما كنتِ سابقة وقد وافقت السيدة سعاد علي مضض علي اقتراحي لذا وبما انه يوجد جنين سيجعلني أبذل قصارى جهدي خلال اشهر حملك ثم اعدك سأعطي ورقة حريتك مقابل طفلي
قفزت فجأه من الفراش وهي تصيح بعنف لذلك المختل
- ابدًا هل جننت
كز على أسنانه بقسوة.

- كنتي تريدين اجهاضه، علي كلا لن امنعك ستظلين هنا لمدة تسعة اشهر وانا معك حتى أعيدك كما كنت سابقًا لعل هذا الشيء الوحيد يصفح لهم.

تراجعت عدة خطوات حتي اصطدمت بالجدار خلفها لتنزلق بجسدها عليه وشيئًا فشيء تنفتح البصيرة، ليلي لم تخونها بل محافظة على علاقتهما، والدها وافق علي يأس منه ربما تعود كما كانت، لن يفهمها ابدًا بقدر ما تحبه بقدر ما تكرهه لا هي بقادرة علي ان تبتعد عنه ولا هي بقادرة على أن تعيش بجواره اجهشت في البكاء بنواح
- بابا
شعرت به يقترب منها وهو يجثو على ركبتيه قائلا بنعومة.

- يحبك للغاية وهو يشعر بالخزي لانه زوجك من مختل صدقيني لم أكن لأبتزك واضغط عليك، كان الشيء الوحيد هو ان اتقرب منك لمدة شهر وتتعرفين علي لكن تعلمي جيدًا ما حدث ابتزيتك وافرضت سيطرتي عليك و رغم ذلك رأيتك احببتني وكنت انتهازي وانا استدرج مشاعرك اتجاهي ما كان علي ان اجعلك زوجتي في منزل الجدة لكنني فقدت السيطرة بمعني ادق كنت اتوق لأشعر بك في جواري.

أيشعر بالأسف الان لانها اصبحت زوجته في منزل جدته أم لأنه تزوجها من البداية؟!
رفعت عيناها وهي تنظر اليه بصدمة، اللعنة تبًا له اهذا هو حديثهم آخر مرة حينما قدم إلى منزلها، همست بحدة
- كم الساعة؟
انتصب واقفًا وهو ينظر الى ساعة معصمه قائلاً بجمود
- السادسة مساءًا سأكون في غرفة المكتب ان احتجتي لشيء توجد ممرضة تهتم لأمرك لا تقلقي، انسى ما قلته لك سأجاهد بعدم الاقتراب منك الا انني لن اعدك بذلك.

ايحبسها هنا بل يخبرها سيجاهد بعدم الاقتراب منها حقًا يا لكرم ودثامة اخلاقه، زفرت بغيظ وقالت
- لا اريد البقاء في منزل بعيد عن اعين الجميع
رد ببرود وهو يضع كلا كفيه في جيب بنطاله
- لم اشتري منزل قريب من بيت والدك ثم هم فقط تسعة أشهر تحمليهم ليان اعلم انك قوية.

ليست قوية، همست بها بقهر وهي تجده يغادر مبتعدًا لتشعر بعد عدة لحظات صوت ممرضة اجنبيه لتهز رأسها بيأس تحت حديثها الخافت لتستجيب لها وهي حقًا حتى تواجه يجب عليها أن تسترد عافيتها، الملكة تلك المرة ستحارب في ساحة القتال.

قلبه ينتفض كل مرة وعيناه تفيض دموع خاشعة من حديث الشيخ ذو الهيئة البراقة، يتحدث عن دينه، رباه اين كان؟
كان في مستنقع، مستنقع قذر لكنه وجد من ينتشله بقوة من ذلك الوحل، تدفقت الدموع من مقلتيه وهو يستمع بأذن خاشعة الي صوت الشيخ الجلي عن النعيم بمن اتبع طريق الحق ثم العذاب لمن اختار الضلال.

أغمض جفنيه وهو ما زال يستمع إلى صوت الشيخ الوقور والناعم وهو يردد آيات ذكر الحكيم بالعربية ثم يقوم تفسيرها ببطء وبطريقة مبسطة ل لغته
تفاجيء بذراع تربت على كتفه لتجفل عيناه وهو ينظر إلى ذلك الشيخ وهو يقول بإبتسامة بشوشة
- منذ أن انفض الجميع الا انني وجدتك ما زلت في مكانك وحيدًا، منزوي
عض شفتيه وهو يقول بألم
- هل يستطيع مسامحتي، ارتكبت أخطاء كثيرة ولا اعلم هل سيغفر لي اخطائي ام لا؟

اتسعت ابتسامة الشيخ وهو يقول بلهجة هادئة.

- أتذكر حينما جئت إلى هنا منذ فترة ليست ببعيدة اعلم انك تأتي على فترات متفاوتة لكن جديتك تلك المرة منحني شعور عارم أنك بدأت تسير على الطريق المستقيم، اسمع يا بني الانسان بطبعه خطاء جميعنا نخطيء لكننا نعود مرة اخري نتضرع اليه متوسلين ان يسامحنا وهو عز وجل قال في كتابه المقدس: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ. أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ).

بدأ يفسر الآية بطريقة مبسطة جعلته يزداد آلمًا ك أنصال تخدش جسده بقوة، رباه اين كان هو، كيف كان أعمى لتلك الدرجة؟ استمع الى الشيخ وهو يردد قائلاً
- باب الرحمة ما زال مفتوحًا الرب لطيف رؤوف بعباده، لا تيأس من التوسل إليه ولا تجعل للشيطان مكانا في قلبك يجعله حائلا بينك وبينه عز وجل والاهم لكي تقبل توبتك أن تكون عازمًا على عدم العودة لنفس الخطأ مرة أخرى.

هم بالتحدث ليستمعا إلى صوت المؤذن الشجي وهو يردد بالاذان ليقول الشيخ وهو يمد يده له
- إنها صلاة العشاء هيا بنا يا بني ما زال يوجد اشياء كثيرة ارغب التحدث بها معك.

لم يتردد لحظة وهو يستقيم واقفًا ويسير بجواره محدثًا ببعض العبارات المطمئنة والمشجعة له ليشعر بتلك اللحظة انه خالد القديم عندما كان يأخذه أبيه الي صلوات العيد معه وصلاة الجمعة، خالد القديم الذي كان اكبر فرحه له عندما يعود والده من العمل ويجلب له متطلباته البسيطة، قلبه ينبض تلك المرة صارخًا بفرحة وروحه المذعورة خمدت اخيرًا ليبكي بقوة على سجادة الصلاة التي لم يلمسها منذ فترة بعيدة وهو يتذلل طالبًا عفوه ورجاءه ومسامحته على أخطائه وزلاته الكثيرة، راحة كبيرة غمرته حينما انتهي من الصلاة وهو يعود ببصره إلى الشيخ الذي ينظر اليه بحنان ليبتسم بهدوء وهو يقترب منه، عالمًا تلك المرة انه يسير في الطريق الصحيح.

عقله مشغول بابنته التي أصبحت مرة اخرى مع زوجها، لا يعلم هل ما يفعله صحيح ام خاطئ حينما اقترح ذلك الاقتراح الاحمق ولهفة زوج ابنته الذي لم يسأم في محاولاته التي تنتهي بالفشل، ما جعله صابرًا هو أنه لو كان يوجد نسبة شك في تلك الزيجة المرة الاولي الي ان تلك المرة قد تلاشت كليًا، هيئته الجديدة التي اختفي بها كل شيء وبقي حطام رجل ادهشته بل صدمته كليًا والصدمة الاكبر هي موافقه سعاد علي عودتها له مبدئيًا، ابنته لم تجعله يحدد نهائيًا ويضع القرار الفاصل تقول للجميع انها ترغب الانفصال بحدة وعيناها تصيح بقوة علي عدم تنفيذ اي من رغباتها، أفاق على صوت سعاد وهي تقول بحزن.

- اللي عملناه غلط رميناها ليه تاني انا قولتلك لأ في الاول يا إبراهيم ليان مش هترجع زي ما كانت
غشي وجهه بالحزن وهو يغمغم بخشونة
- اكيد قالها، مش هي ليان اللي اعرفها ليان اللي جت مش هي اللي اديتهاله بأيدي ازاي وافقت اديله حتة من قلبي وانا شاكك إن كان هيراعيها ويحافظ عليها او لأ، صدمني من مشاعره ليها لاني عارف مهما دورت مش هلاقي حد بيكن مشاعر ليها زيه بس واضح اني نسيت اهم حاجه...

ترك حديثه معلقًا وهو يقول فجأة
- المهم قوليلي اتصل تاني بعد ما راحت بيته
يالهي لماذا تركته اسبوعان وهي ترفض الحديث معه، بل مع الجميع تكتفي فقط برسائل نصية قصيرة ل سارة وكأنها تعاقبهما ولا تعلم هي ان نفذ رغبتها حقًا ستموت حقًا ستموت فما كان عليه سوى أن يعود للساقي طالبًا منه ان يعيد تلك الزهرة الذابلة للحياه مره اخري
-اتصل وقال انها حامل.

سقط الكوب الذي كان يتجرع منه بعض الماء متهشمًا إلى شظايا وهو يقول
- وده اللي مكنتش عامل حساب ليه في الوقت الحالي
ليان، ابنتي ما الجرمية التي ارتكبتها في حقك لكي اجعلك تقعي في حبه إلى حد المرض، إن كانت تنكر ورفضت الاعتراف بذلك وتلك اربعة الأعوام التي عزمت علي ان تكرهه تلاشي كليًا كمن بني قلاعًا ضخمًة من الرمل امام الشاطيء بأقل موجة تهدم تلك الحصون.

تلك الممرضة الشقراء حقًا ستقوم باقتلاع عيناها الزرقاء، اللعنة انها لا تنفك الا وتغذيها ك الرز الذي يكبس بقوه في الحمام، قامت من فراشها بنشاط بعد أن تم شحن طاقة بما فيه الكفاية لرؤية ذلك الذي لم تراه منذ اسبوعان، خطت خارج الغرفة التي تحمل رائحه عبقه بقوة لتنزل من الدرج بخطوات هادئة، اين تلك الشقراء اذًا؟ هل غادرت؟

لم تهتم بتاتًا وهي تتوجه نحو المطبخ وشبح ذكري يراودها حينما كانت تقوم بأعداد طعام له، هزت رأسها بسخرية وهي تتأمل كل قطعة وكل ركن بهدوء لم يتغير أي شيء اطلاقًا كما هو، انتفضت مجفلة حينما رأت جسده ظهر فجأه من العدم هو شبح حقًا، نظرت اليه بازدراء قائلة
- اريد الخروج من هنا
وضع قدح قهوته في المغسلة ولم يلقي ولو نظرة عابرة نحوها قائلا بجمود.

- ستبقين لعدة أيام هنا حتي تماثلين الشفاء جسدك يحتاج لتغذية وانتي اهملتي ذلك لذلك من واجبي ان اراعك
ليست طفلة هي حتى يهتم بها بتلك الطريقة المريضة، نظرت اليه بحنق لتدب علي الأرض بقوة قائلة وهي تتوسط خصرها
- لن تجعلني حبيسة الغرفة
اجفلت من نظرته، بريق لامع في زرقاوته جعلها تزيح يدها من خصرها و تعدل القميص ب خجل، ما زالت تخجل منه؟! تبًا له، اشاحت بوجهها بعيدة عنه لتسمعه يقول بجفاء.

- كنتِ ستكونين في المشفي اعتبري انك حبيسة في غرفة المشفى الكريهة ذات رائحة المعقمات
همست في خفوت
- بغيض للغاية.

عيناه لم تزيح ابدًا عن ذلك القميص، راقب بكثب عنقها و عظمتي ترقوتها وبداية صدرها حتى، اشاح بنظره فورًا وهو يسبها في خفوت ما الذي تفعله لقد اشتعلت تلك الجذوة ولن تنطفيء سوي بقربه لها، وتلك الخصلات يالهي كان منذ قليل يعبث بشعرها قبل استيقاظها اليوم بل كل يوم، لا يعلم كيف سيكون ردة فعلها ان علمت انه يحتضنها كل ليلة لمدة ثلاث ساعات،
- لما لم تتناولي شيئًا؟

صاح بها متسائلا وهو يجلس علي المقعد بهدوء وهي ما زالت واقفة يمشط جسدها من رأسها حتى أخمص قدميها العاريتين، جذابة، مهلكة، ناعمة، هشة، مغرية
صاحت في جفاء وهي تزجره من عينيه الجريئتين الوقحتين
- لا أرغب في شيء
ابتسم بجذل وهو يحك ب سبابته اسفل ذقنه مستمتعًا من مظهرها المغري قائلاً
- انتي مرغمة
زمت شفتيها في عبوس وقد تذكرت تلك الممرضة
- أين تلك الشقراء؟
شبح ابتسامة ظهرت على شفتيه وهو يغمغم ببساطة.

- اووه جانيت لقد اخذت مستحقاتها ورحلت، بمعني انا وانتي بمفردنا في ذلك البيت الواسع
جحظت عيناها من نبرته الخبيثة ورسالته الوقحة لتدب بقوة على الارضية
- اكرهك
تمتم ببساطة وهو يسند كلا ساعديه على الطاولة
- وانا ايضا ليان.

اذوب بك عشقًا هتف بها سرًا وهو يراها تغادر تلاحق شياطينها، لقد بدأت تعود كما كانت من قبل، دندن في خفوت ليقوم من مجلسه وعيناه على النافذة الزجاجية العريضة مراقبًا اياها تسير بلا هدف في الحديقة ليخفض رأسه ارضًا متمتمًا بألم
- يجب ان تتعافي جيدًا حتي تستطيعي أن تبقى صامدة.

عيون ك الصقر التي تتربص منتظرة هجومها نحو فريستها، فريسة سهلة للجميع، ك التفاحة المحرمة، ابتسامه موؤدة وسير معتدل وظهر مشدود حتى انتهت اخيرًا من العرض، زفرت براحة وهي تجلس علي مقعدها وعقلها معلق بالذي قرر السفر لعمله، بقدر ما احزنها غيابه وعدم مهاتفته إلا أنه يكتفي برسالة باردة، قلبت شفتيها بتملل
- سيئة الحظ مع الرجال يا آليا.

منذ ان وعت للحياة ارادت رجلاً مثل ابيها، ويوسف يشمل بعض الصفات الظاهرية له إلا أنه ليس كامل، ابتلعت مرارة في حلقها وهي تتذكر بعد أن قبلته، كانت قبلتها الأولى أرادت ان تتهور وشعرت باستجابته الا انه ابعدها عنه سريعًا وهو يخبرها انه لا يصح، بقدر ما احبطها بقدر انها أكنت الإعجاب به
أفاقت من شرودها على رنين هاتفها لترد بجذل
- أبي
ضحكت بغنج وهي تستمع الى دلال ابيها لها لتبتسم وهي ترد عليه.

- اشتقت اليك ايضًا
عبس وجهها فجأه وهي تستمع الي اخر تطورات ابن عمها وزوجته، انتظرت عدة دقائق وهي تستمع الى نصائح والدها ثم مناسبة قرب الشهر الكريم لتهتف بهدوء
- لا تقلق تعلم ان ذلك الشهر نقضيه معًا، حسنًا لن اطول بابا الى اللقاء
اغلقت الهاتف لتنظر الي السطح العاكس تتأمل ملامحها الفتاكة التي تصيب أي رجل بشعرها البندقي وعيونها العسلية التي ورثتها من ابيها لتقول بشرود
- الي اين سنسير چو؟

استمعت إلى مساعدتها وهي تخبرها كي تتجهز لحفلة تلك الليلة، هزت رأسها موافقة لتقوم من مجلسها وهي ترتدي ذلك الفستان المصمم مخصوصًا لها يجب عليها ان ترتديه وتري نظرات النساء الحاسدة ونظرات الرجال الشهوانية كي يقيموا الفستان او يقيموا قوامها شخصيًا؟!
لا تعلم حقًا اين كان عقلها حينما رغبت المغامرة في ذلك المجال، ربما عليها ان تعود لبريطانيا قريبًا!

مستندًا ب كلا ساعديه على مكتبه ورأسه منخفضة للأسفل، حل أزرار قميصه العلوية ورفع اكمامه حتى مرفقيه، ليلة زواجه وحديثها معه تبدو واثقة للغاية وكأن خطوة الزواج استعدت لها بعد تفكير عميق، زفر بحنق وهو يشعث خصلاته الداكنة، تعامل ابنه بحب شديد بل اصبحت تحضر مبارياته في النادي،.

ابتسم بجذل وهو يراقب الصورة الصغيرة الموضوعة على مكتبه التي تجمع كلاهما، افاق من شروده على صوت ضجيج عالي في الخارج تبعه اقتحام لمكتبه لتلحق سكرتيرته مديحة بتلك الزائرة همت بالاعتذار له لتجد رئيسها هب من مقعده قائلاً
- صبا!
نظرت صاحبة القوام المهلك بخصلاتها الغجرية نحو السكرتيرة بابتسامة مقتضبة لتنظر ل راشد قائلة
- محتاجين نتكلم.

أشار لمديحة بالانصراف لتهز رأسها ايجابًا وهي تنسحب بهدوء مغلقة الباب انتظرت صبا ثواني من مغادرة السكرتيرة ثم قالت بغيظ
- انت اتجوزت اللي اسمها هند بجد، مفيش اي حاجه تميزها عني علفكرة عادية جدا
ضيق عينيه وهو يضم قبضتيه في جيب بنطاله قائلاً
- صبا عاوزة ايه؟

تأملته مليًا بملامحه الوسيمة الطاغية ورماديته الداكنة، حتى في قسوته وغضبه يبدو جذابًا مهلكًا ما بالك إن ابتسم أو ضحك، يبدو خطيرًا على سلامة عقل النساء أيدرك ذلك؟، وهي قد خسرته في المرة الاولي لذلك ستبذل قصاري جهدها لإعادته مرة أخرى
-سيبها
ود لو يضحك في تلك اللحظة، صاح بسخرية
- وبعدين؟
اقتربت منه وهي تضع اناملها بجرأه علي صدره تتحسس عضلات صدره بوقاحة قائلة بغنج
- نرجع لبعض.

تصلب صدره من ملمس تلك الحية ليمسك اناملها بقسوة صائحًا بخشونة
- والاستاذ اللي معاكي سابك علشان لقي اللي بتديله بنك الفلوس معهاش اي حاجه بعد ما اطلقت
تألمت حينما ترك اناملها لتعود بخبث اكبر وهي تحيط ذراعيها حول عنقه قائلة بصوت ناعم
- انت مبتحبهاش انا عارفة وانت عارف كده كويس، اتجوزتها علشان مفيهاش اي شبه بيني وبينها علشان تنساني بيها.

ود تلك اللحظة صفعها كي تعود لرشدها، صمت خيمهم وهي ما زالت تحاول بائسة اثارة غرائزه الرجولية التي كان يستجيب لها في السابق لكن الآن كان جامدًا متصلبًا والجرأة الأكبر حينما همت بتقبيله أشاح بوجهه عنها ليتجمد نظره نحو الواقفة بصدمة سرعان ما تحول لضيق وخذلان وخصلاتها الفحمية شاركت كل تفصيلة من شعورها الداخلي ألقى بنظره نحو باقة الورد المرمية ارضًا سرعان ما نظرت إليه نظرة اخيرة مودعة قبل ان تستدير مغادرة مغلقة الباب، ليشيح فورًا مبعدًا تلك الحية ثم أسرع لاحقًا فورها قائلاً.

- هند!

- بربك كانت جولة مذهلة
هتفت بها لوري بأستمتاع طفلة صغيرة وهي تتناول غزل البنات وفي يديها حاملة دمية قد فاز بها سالم وأهداها لها بهدوء
يسير بجوارها خصلاتها الشقراء تموج وتتحرك بعبث من الهواء الطلق ليضم قبضتيه في جيب بنطاله قائلاً بامتعاض
- لا اصدق انني مصطحب طفلة
امتعضت ملامحها وهي تراقب الملاهي وكم الالعاب الرائعة والمثيرة التي جربتها معه لتقول بعبوس طفولي.

- سالم لا تنكر أنها كانت جولة مذهلة وخصوصًا تلك الدمية حقًا سأحتفظ بها أصبحت عزيزة علي
اقترب منها وهو يقرص وجنتيها بخفة لتحمر خجلا وهي تقول مرتبكة
- توقف لست طفلة
نظر إلي اللون الوردي الذي غزا وجنتيها ليدرك أن تلك الفتاة ليست ك الاخريات من ذويها، رغم تحررها قليلا لكن يبدو أنها تحتفظ ببعض الحياء، برق عيناه ب اعجاب وهو يتنهد قائلاً
- لا يوجد سوي ان افعل ذلك، حسنًا اعترف انه كان يوم رائع.

لن يكذب لقد استطاعت تلك الشقراء ذي عيون القطط ان تؤثر شيئًا غريبًا في قلبه، كانت دائمًا تلتصق به كل يوم حتى أصبح يعتاد عليها على اتصالاتها وازعاجها، ويوم العطلة استغلت ذلك اليوم جيدًا في الملاهي
- هل انت مرتبط؟
هتفت بها وهي تنتشله من شروده ليعود النظر الى عينيها قائلاً
- اعزب
تنهيدة حارة اصدرتها ثم ابتسامة خفية تبعها عبوس
- اعزب!، من تلك التي لم تتشبث بك؟
هز كتفيه بلا مبالاة
- لم اجد حاليا من تستحق قلبي.

اوقفته فجأة وهي تضع أناملها على موضع قلبه الذي يضخ بقوة ما إن أراحت كفها عليه لتسير رعشة خفيفة في جسدها وإحمرار طفيف طغي وجنتيها ل تقول هامسه
- هل تعطيني اياه أعدك أنني سأحافظ عليه
تقابلت عيونهم للحظات قطعه رنين هاتفها ل تنسل الهاتف من جيب بنطالها مجيبه بهدوء
- حسنًا، لا تقلقي سأصل في الموعد عزيزتي
بعد انتهاء مكالمتها التي استغرقت ثواني محدودة قالت للذي يقف كالتمثال
-شقيقتي تتصل بي، سأرحل الآن وداعًا.

أودعت قبلة على وجنته اليمنى برقة، ثقلت انفاسه وهو يراقبها تغادر بين الحشد الجم وهو ما زال واقفًا مكانه، رباه ما تلك الفتاة؟! وما الذي تسعى اليه حقًا؟! وضع راحة يده على موضع نبضاته مغمغمًا
- يخفق!

تسحبت خلسة نحو القابع أيامه ولياليه في غرفة مكتبه، وقفت امام الباب بتردد وهي لا تعلم اتدخل أم لا؟
حسمت أمرها وهي تفتح الباب ببطء كاللص وحينما وجدته غير جالس علي مقعده كانت ستغادر لكن تصنم جسدها حينما وجدته جالس على الاريكة يقرأ بصوت خفيض، ارهفت السمع لتتسع عيناها ذهولاً وهي تقترب منه ببطء وجدت بعض الكتب الدينية بالانجليزية ملقية علي طاولة صغيرة بأهمال.

شعر بأنفاسها وعبيرها الشرقي ليرفع بصره عن الكتاب وهو يراقبها بعبوس، تلك المرة الأولى منذ انزاوائها العجيب تدخل لغرفته، اسدلت أهدابها الكثيفة هامسة بحرج
- اسفه لازعاجك لكنني سئمت حقًا لن اظل هنا دون أن افعل شيئًا
وضع الكتاب جانبًا وهو ينتصب في وقفته قائلا بهدوء
- هل اخذتي دوائك؟
الدواء! حقًا لقد طار آخر ذرات تعقلها لتهجم عليه فجأه وهي تضربه على صدره صائحة بحرقة
- انت يا عديم المشاعر انني لست حبيسة هنا.

كان جامدًا وهو يتركها تنفس عن غضبها في وجهه قال بنبرة ذات مغزى وهو يضم خصرها بين ذراعيه جعلها تنتفض كالعقرب الذي القي سمومه داخل أنسجتها
- تعجبيني وانا اراك مهرة جامحة، جيد بدأتي تعيدين شخصيتك القديمة لن اطول في الجلوس بجوارك
لاحظت مرارة حديثه وغيوم زرقاويه تميل إلى لون رمادي كئيب جعلها تبتلع غصة مؤلمة في حلقها قائلة بتلعثم
- رائحتك
ضيق بصره قائلا بعدم فهم
- ماذا؟

قطبت جبينها وبدي اشمئزازها علي صفحات وجهها قائلة
- مقرفة للغاية تثير اشمئزازي غير رائحة عطرك، اتعلم لا تضع أي عطر امامي
اتسعت عيناه ذهولاً ثم تنهد بحرارة وهو يبتعد عنها قائلاً
- حسنا سأضع ذلك ضمن قائمة طلباتك شيء آخر؟
صاحت بجفاء
- نعم اريد ملابس فضفاضة تلك الملابس التي أتيت بها لا ارغبها
رمق فستانها الأبيض الصيفي الذي يصل لكاحلها مبرزًا ذراعيها المرمية ليهز رأسه قائلاً
- حسنًا
تابعت وهي تقول ببرود.

- واريد طعام هندي في الغذاء
وضع اصبع السبابة والابهام على مقدمة أنفه وهو يقول بنفاذ صبر
- الصبر يا الله
هم بالمغادرة لتوقفه قائلة بابتسامة باردة اعتاد عليها منذ ان اصبحت في منزله
- انتظر لم تنتهي قائمتي بعد
صمت للحظات ثم استطردت
- شهر رمضان قادم لذلك سنذهب انا وانت ونبتاع المستلزمات الخاصة به واحرص على جلب فانوس كبير وبعض الزينة كي نغير ذلك البيت الكئيب.

هز رأسه يائسًا ليغادر فورًا من الغرفة قبل حدوث مالا يحمد عقابه، سيكون مستمتعًا حقًا إن قص أظافرها الطويلة التي تنبش في وجهه موقفًا عدائها وهو حتى الآن لم يحاول التقرب إليها،
صرخت بمرح وهي تتابعه يصعد الدرج بخطوات سريعة وكأن جني مسه، استندت بجسدها علي الحائط هامسة
- لنرى اذًا كيف ستتحملني الأيام القادمة.

خرجت من سيارتها علي الفور وهي تدلف باب المقهى تنظر الى الجميع بتشوش، نظرات مشفقة ونظرات مزدرية ونظرات متعاطفة، تبحث بين الجميع عن أخيها الذي استجاب لندائها فورًا ما إن رأها انصدم إلى هيئتها التي رآها المرة السابقة ما ان انهى يوسف علاقته بها، قبضة باردة اعتصرت صدره حتي شعر بثقل جسدها على صدره والجميع يتابعون ما يحدث دون أن يتحدثوا بكلمة وكأنهم يشاهدون مشهد درامي.

همست بلوع وهي تشدد بقوة على قميصه
- عمار
اجلسها ببطء علي المقعد وهو يحتضن كلا كفيها قائلاً
- عملك ايه؟
انفجرت في البكاء وهي تتذكر الليلة السابقة حينما ارادت ان تفاجئه بقدومها بل كان يوجد خطة رائعه لقضاء يوم عائلي مع الصغير المشاغب ولكن كل ذلك ذهب في مهب الرياح حينما اصدمها بقربه الحميمي مع زوجته السابقة، لو تأخرت قليلا كانت ستشاهدهم في موضع مقزز.

أطرقت رأسها ارضًا وشعور بنشيج مؤلم على موضع قلبها، رباه انها تحبه، لقد وقعت في حبه بقسوته وجفاءه وخشونته، بغيرته العصبية بتعليقه على تنوراتها التي تذهب بعقله وحنانه وعبارات الغزل الذي يطرب قلبها، انها تشعر بأنوثتها بجواره، بكت بحرقة وهي تهتف بنواح قطة فقدت مصدر الرعاية
- اتجوزنى علشان مش بيحبني، انا متأكدة
ربت بحنان على ظهرها بأخوة
- اهدي يا هند.

رفعت ببصرها نحوه وهي تهتف بألم وهي تضرب بقوة على موضع قلبها
- تصور يا عمار مقالش حاجه استنيته يرد عليها بس سكت سكت لحد لما شافني
نظر اليها وهو يشعر بألمها، هتف بجدية
- قولتلك متتسرعيش في الارتباط، قولتلك خدي فترة كبيرة تقدري تتعرفي عليه
ناولها كوب الماء لترتشفه بهدوء حينما شعر انها ستعود لنوبة بكاء هستيرية، عضت شفتيها بقهر
- صدقته والله صدقته انه حبني بس كنت غبية جدًا، جرحني جرحني اووي.

أراحت رأسها على صدره ل يهدهدها بهدوء وهو عازم على فهم ما حدث من الاخر، كان يلقي بتعويذات ناعمة تؤدي للنعاس وهو يتذكر سابقًا حينما طلبت منه الحماية وأن يأخذ بحقها المسلوب من الأطفال الذين يشاكسونها، لا يصدق كم مرالوقت سريعا حتى أصبحت امرأه ناضجة واصبح طبيب نفسي لحل مشاكل اصدقائه وشقيقته التي لم تنجبها والدته
شعرت بالسكينة وهي تمرمغ برأسها في صدره وقد ارتخت اعصابها المتشنجة
- هند.

صاح صوت جهوري جعلها تنتفض بذعر وتبتعد عن عمار لتتسع اعينها ذهولاً من نظراته النارية الحارقة، لقد ايقظته، أيقظت التنين المجنح من سباته!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة