قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والعشرون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والعشرون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والعشرون

وكأنني لم اكن اعيش
أو لم اجرب طعم الحب
الحياة اضمحلت أمام وجهي فجأة
حتى جئتي
كنتِ ك نور شاحب لكن سعيت للاقتراب منه
لم يكن ضوءك قوي لكن كفيل جدًا بالتمسك به للخروج إلى الحياة.
تنقلب حياتنا رأسًا على عقب بكلمة، تستطيع أن ترفعنا في سحابة نقية وبكلمة واحدة تسقطنا سابع ارض، كالارض الملغمة ما إن تطأ بها قدميك حتى تعلن انفجارات مهولة.

كيف شعورك حينما تكتشف انك كنت في كذبة او خدعة رائعة اسرت عينيك، لا بقادر على أن تنبذها ولا بقادر على التمسك بها، تتأرجح بين شيئين متناقضين وبرغم ذلك تتمناها بقوة ك النار التي تجذب الفراشات، من كومة شعر اشقر فوضوي الى خصلات ناعمة بندقية ومن تبلد تلك عيون القطط الي عينين دافئتين، رباه بما كان يفكر وقتها وكأن الزمان والمكان قد توقف حينما التقط عيناها، حزينة، دافئة، ذا تأثير قوي لقلبه، دافئة، مفعمة بالحياة، دافئة.

اللعنة، زفر بها في سره وهو لا يستطيع أن يتوقف عن نطق تلك الكلمة دافئة ، وما زاد اتساع حدقة عينيه اسمها، اسم سمعه قبلاً لم يكد أن يتساءل عن هويتها حتى أصابته بالطامة الكبرى، شقيقة ذلك القبطان، الذي ما تزال صوره وخبره عن إنقاذ فتاة سقطت في عرض البحر يتصدر المرتبة الاولى في أمريكا والمملكة المتحدة، سحب نفسًا عميقًا حتي أدى إلى تضخم صدره وهو يهمس برجاء يتمنى أن يكون اسمها مجرد تشابهًا لا أكثر.

- ماذا؟ هل انتِ،
لم تتردد وهي تقاطعه بحزم مختلف كليًا عن نظرات اعينها الكئيبة، وكأنها تعلم كيف ربط اسمها باسم ذلك القبطان
- نعم
انقلبت تعابير وجهه إلى مائة وثمانون درجة، تسارعت وتيرة أنفاسه حتى رأت انقباض وانبساط انفه جعلها تتراجع عدة خطوات تحفظ مسافة امان بينهما، ليس منه بل من الوحش الكاسح في مكمنه
رأته يطيح فجأة بيده علي الجدار صائحًا بصوت اجش جعل قلبها يتحفز كليًا.

- كيف؟ يا الهي هل كنت انا احمق لتلك الدرجة؟!
اخشوشن صوتها وقد ارتفع معدل الادرينالين في وجهها وهي ترى ملامحه السوداوية ونظرات عينيه كفيلة بجعلها تتحاشى تقابل عيناه، القاسية، المتحجرة، الغاضبة، ازدردت ريقها بتوتر وكل ما خططت لقوله تبخر ما ان صعقت من مظهره البري الوحشي.

- استمع سالم اقسم لك كل ما حدث بيننا كان حقيقًا لم اشيء ان اخدعك ولا أخي له علاقة بالامر، اقسم انني لا اعلم بهويتك سوي بعد عودتي للندن قبل هذا الشهر، حاولت ان انهي الامر حاولت والله وان تتفرق سبلنا لكن لم اقدر لقد توغلت داخلي بتلك السهولة ولم اقدر على أن أتخطاك، لقد نفذت اسفل جلدي سالم أقسم لك.

أسند كلا كفيه على الجدار ليخفض رأسه ارضًا وهو يحاول بأقصى جهد الحفاظ على ضبط النفس، لم يتجرأ احد علي ان يفقد اعصابه سوي ذات عيون، اللعنة ان عيناها انهارًا من العسل، لم يشعر بكل ذلك الغضب وتلك المشاعر التي تموج به في تلك اللحظة تحديدًا، أين أتت تلك المرأة! وكيف سمح لها باختراق حاجز قد بناه سلفًا!، عض شفتيه وهو يحاول ان لا يمد يده نحوها، مستمعًا الي اعترافها بحبها بصورة مختلفة لم تلفظها صريحة وكأنها تحاول ان توصل له رساله ان كلمة احبك غير كافية لوصف شعورها.

رفع رأسه بحدة لينظر الي عيناها بوعيد شديد، سحق اسنانه بقوة
- لوري معذرة سيدة علياء او آليا لا يهم، تستطيعين المغادرة الآن
علياء فقد قلبها عدة نبضات من موضعه ما ان نطق اسمها الصحيح، رغم عدم اعترافها به و استهجانها لذلك الاسم امام ابيها متحديا اياه ان ينطقه مرة اخري لكن لما وقع علي مسامعها ك همسة ناعمة دغدغ انوثتها وهو في الواقع ما الا نبرة تهديدية وصوت أجش خشن.

عضت شفتيها تكبح جموح مشاعرها وهي تقترب منه بخطورة غير عابئة ب رده فعله، كبحت بصعوبة منفذ الدموع وهي تهمس بألم.

- تلك الليلة التي رأيتك بها كنت في عرض ازياء وابي كان حريصًا جدًا علي عدم صبغ شعري باللون الاشقر ولكن بما انني مجرد دمية في ذلك العالم ارتديت عدسات لاصقة وشعر مستعار، بدأ كل شيء يخنقني من اعتبرته شيء هام يتسرب من بين يدي ادركت انني مهما حاولت ومهما قلت قلبه معلق بفتاة ليست موجودة في عالمنا، لقد كنت عطشى لتلك المشاعر التي اختزنها لتلك المرأة المحظوظة، ثم ما بي انا كل شخص ينبذني وكأنني عاهرة او لا استحق حفنة من مشاعر.

صرخت بقوة وهي تبكي بنشيج ألمه وقلبه الغبي استمال لها فورًا وهو يقبعها بين ذراعيه يهدهدها ك طفلة صغيرة قد انكسرت لعبتها للتو، مرمغت انفها في جنبات صدره تتثبت به بأظافرها وقلبها يصرخ بمناشدة، هو من كانت تبحث عنه، هو ضالتها
- اهدئي علياء.

توقع أن تهدأ لكنها انفجرت في موجة أخرى جعله يساندها مؤازره، تلك المرأة تفعل الأفاعيل لجسده، حاول ان يبتعد عنها لكن ذراعيها كان لها رأي آخر، سب عقله فورًا بما آلت اليه الامور، أي أحمق ذلك الذي ترك امرأة جميلة جذابة دافئة مخادعة مثلها، اي رجل فقد بصيرته لكي لا يستميل لها!
سمعها تصدر شهقات متفاوتة وهي تغمغم بسخط.

- ذلك الاسم يقوله لي والدي فقط، هو الوحيد الذي ينطق اسمي صحيحًا اما الاخرين لم يفعلا كانا ينطقان اسمي كالغرب أرأيت الآن ما السبب الذي دفعني للوقوع في حبك.

هدأ من ثورات قلبه وهو يعطي اخيرًا مساحة كافية بينهما وعيونه تطالع خصلاتها التي أصبحت مشعثة و انفها المحمر وشفتيها المذمومة بطفولية ثم عيناها التي تعلقت بهما دموعها كقطرات ندى سقطت على أوراق شجر اضفي لها رونقًا لامعًا، خانه بصره لشفتيها ثم عاد يغمغم بجمود
- علياء اهدئي
لكن ما قالته اطاح باخر ثبات جسدي له.

- قدمت له شفتي كانتا عذروايتن، كان أكثر شيء جنوني فعلته في حياتي حاولت أن أعرف ما شعرت به من خلال قبلته لكنني لم اجد شي ء، لم اشعر بتضخم مشاعري او انصهار جسدي بقربه اما عنك انت...

حرقة نبشت في صدره ما إن تركت كلمتها معلقه وهو لوهلة عجز عن التفكير، لطالما كان قراراته ثابتة صارمة، لما ود الان لكم ذلك الغبي الذي انتهك ما كان سيكون له، شفتيها التي ستصبح ملكه بل هي كليًا، ما ان عاد النظر إليها حتى صفعته الحقيقة مرة اخرى، هي شقيقة القبطان، هدأ ثوران قلبه وهو يجذب خصلات شعره بجزع وهو يستمع إليها.

- كنت في لندن الشهر السابق وتهربت من الجميع وجئت وأنا قلبي بين يدي علي امل رؤيتك وعدم ذهابك بعيدًا عني
صمت اطبق أنفاسها وهي تنظر اليه منبهرة به، رجل بكل ما للكلمةمن معني، هي تريده أن يفكر أبعاد تلك العلاقة، رغم سيرها في أرض ملغمة لكن روح مغامرة جعلها تتشجع أكثر ولم تنسحب كالجبانة
- احتاج وقت للتفكير.

ما ان سمعت صوته الأجش حتى تهللت أساريرها وهي تضرب الجميع في عرض الحائط أبيها وشقيقها ثم سارة لتنشق ابتسامة خلابة وهي تهمس
- كل شيء كان بيننا لم اكذب به، انت الشخص الوحيد الرائع في حياتي الكئيبة رجاءًا اغفر لي خطئي الصغير
كان على وشك أن يرد لكن ما ان سمع نداءًا علي الراكب الأخير لرحلة عودته لموطنه حتى استفاق اخيرًا من غيبوبته وهو يهمس بجفاء
- علي الذهاب.

تخطاها مبتعدًا عدة خطوات لا بأس بها وعقله يفكر فقط، اتكذب؟، ليس ساذجًا لتلك الدرجة كي لا يستطيع التمييز بين الأشخاص، ألتلك الدرجة احبته؟ وهي كانت علي علاقة برجل اخر تتلمس فيه شيئا أو صفة من صفات والدها، لطالما أخبرته عن صفات والدها وهو كان يشرد كثيرًا ايعقل وجود والد في تلك البلدة المتحررة يستطيع ضبط سلوكها ولكنها اخبرته بصفاقة انها قبلته، كان هو أحق بها منه، زجر نفسه وهو يسحب حقيبة سفره ما أن رفع بصره حتى وجدها امامه تهمس بغيرة واضحة ميزها بسرعة.

- هل احببتها؟
صمتت قليلاً وقطب جبينه بأمتعاض وهو لا يصدق وقاحتها تلك الكاذبة تغير عليه من علاقته السابقة وهي الوقحة تخبره ببساطة عن قبلتها الجامحة بشخص آخر، اللعنة عليه لما يفكر بالأمر اساسًا مرة أخرى، استمع اليها تهمس بنحيب
- خطيبتك السابقة التي من المفترض أن تصبح زوجة اخي.

زفر بحرارة وهو ينظر الي عينيها العسليتين بنظرة ثاقبة جعل جسدها يرتجف اثرًا له، اشاحت بعيناها بعيدة وقد اخضب وجنتيها بلون وردي، رباه انها تخجل!
ابتسم بظفر وهو يغمغم بهدوء
- اتعلمين امرًا لطالما كنت اشك ان قلبها معلقًا لشخص آخر لكن صدقيني لا اتمنى لها سوي السعادة قبل كل شيء كانت تستعين بي كأخ وصديق قبل، حبيب.

لم تقدر على أن تفهم سوى شيء واحد، انه لم يحب خطيبته، ابتسمت بانتشاء ترقرقت عيناها بالدموع من السعادة، لم تكن تتوقع أن يكون مسالما لتلك الدرجة، ايكذب؟! كلا ليست تلك الأشياء من شيمه، همت بقول شيء لتبتلعه في جوفها ما أن رأته اختفي مع مهب الريح، تمتمت بأنتشاء
- لنا لقاء قريب اذًا.

لجسمك عطرٌ خطير النوايا، يقيم بكل الزوايا
و يلعب كالطفل تحت زجاج المرايا
يعربش فوق الرفوف، يجلس فوق البراويز
يفتح باب الجوارير ليلاً، ويدخل تحت الثياب
لجسمك عطرٌ خطير النوايا
لجسمك عطرٌ به تتجمع كل الأنوثة، كل النساء
يدوِّخني، يذوِّبني، ويزرعني كوكباً في السماء
ويأخذني من فراشي إلى أيّ أرض يشاء
وفي أيّ وقتٍ يشاء.

فتح جفنيه فورًا ما أن استعاد ما حدث الليلة السابقة، بعد وعده تسحبت منه خلسة واوصدت باب غرفتها تاركة اياه وحيدًا ويده فقط تحمل حجابها لم يجد سوى أن يذهب لغرفة مكتبه ويمد جذعه على الاريكة ويشتم عطرها العالق في انسجة القماش بانتشاء، كالمدمن الذي يبحث عن جرعة السعادة، اتسعت ابتسامته وقد تألقت عيناه ببريق لامع وهو يتذكر استسلامها الرائع بين ذراعيه، انتفض فورًا من مضجعه وهو ينطلق كالطفل بحثًا عن والدته، تبدلت معالم وجهه وهو يرى باب الغرفة مفتوح على مصرعيه ولا يوجد شيء يدل فيه الحياة أو نسمة تدل علي وجودها منذ قليل، التهم الدرج وقادته قدماه صوب المطبخ المكان الوحيد الذي سيجدها بداخله، ما ان رآها جالسة علي الارض مولية اياه ظهره تحتضن طبق من الحلويات حتي هدأت ملامحه المتشنجة وراقت عيناه وهو يجدها تأكل بشراهة كما الايام السابقة ضربت نصائح الطبيبة بعرض الحائط، التهم الخطوات الفاصلة بينهما وعيناه تتابعان بحنان طريقتها العجيبة في تناول الطعام، كادت ان تنفلت منه ضحكة لكنه كتمها سريعًا ما ان اخفض ببصره إلى جذعها، تلك ال، ما الذي ترتديه في ذلك الصباح؟!

تعجب من عدم مبادرتها بأي شيء أو ملاحظتها لوجوده علي غير العادة لقد كانت مهووسة برائحة عطر الاستحمام الخاص به، ولكن الآن كيانها منساق لتلك الحلويات
هبط بجذعه وهو يطبع قبلة خلف عنقها توقع ان تذوب من بين يديه لكن من حيث لا يدري وجد قطعة الحلوى التي في يديها على وجهه،
ازدردت ريقها بتوتر وهمست بشحوب وهي تنظر الى عيناه الجامدتين
- لقد اخفتني رباه ما بك؟

أخرج محرم من جيب بنطاله وهو يزيل أثر الشوكولا على وجهه ثم برقة ازال بقع من الشيكولا اسفل شفتيها ليهبط ببصره إلى عنقها المرمرى ثم الي فتحة القميص الذي يبرز بداية صدرها عاد يرفع عيناه بمكر وهمس بصوت اجش وانامله تداعب بشره عنقها
- بعد ليلة أمس ليان ستعاقبين، ماذا فعلتي بي؟
نظرت الى الطبق الشبه فارغ ببراءة ثم نظرت الى عيناه التي تلمعان بشدة لتهتف بتبرم ويدها توضع على بروز بطنها.

- لقد شعرت بالجوع ما بك، ثم انت كبلتني بطريقة لم تحبذها صغيرتي
حدق بها مندهشًا وهو يحل زر القميص الاول بخبث ليفصل المسافة بينهما هامسًا بصوت أجش
- هل هذا سبب ارتدائك لقميصي؟
اقشعرت منابت جسدها وامتقع وجهها وهي تنظر الي قميصه بخجل، اتخبره انها اشتاقت له وأنها كانت على وشك اقتحام غرفته ليلة أمس لتكون بين احضانه؟ وبدلا من ذلك ارتدت قميصه؟ ايعتبرها دعوة اذًا.

اختلج قلبها حينما شعرت يطبع قبل متفرقة علي عنقها يجعلها تتشوش كليًا وتنساق خلف جنونه برحابة صدر، اوقفته وهي تمط شفتيها بعبوس
- انني بدأت اكل بشراهة شديدة وصدقا ملابسي تلك لن تسع صغيرتي
ازدرد ريقه بتوتر وهو ينظر إلى هيئتها التي سلبت لب عقله بتوتر، ان لم يجعلها تغادر حتمًا سيحملها بين ذراعيه الى غرفتهما،.

صعقة كهربائية هزت جسدها حينما وخزتها لحيته الشقراء علي وجنتها غمغم بنبرة لعوبة وانامله تعبث بأزرار قميصه
- كل قمصاني لك لياني حفاظًا على السلامة العامة غادري لغرفتك قبل ان انهي ما بدأته امس واعلم انك ستكونين وديعة بين جنبات صدري
هربت بعيناها الي البراد علها تنسي تلك الحرارة التي اجتاحتها سريعًا بقربه، انتزعت نفسها انتزاعًا وهي تهب من على الأرض قائلة
- غادر انت لعملك سأظل في المطبخ حتي المساء.

امسك عضدها مانعًا اياها من هروبها الساذج منه، ضغط بذراعيه على عضدها وهو يغمغم بنبرة لعوب
- سنهتم بطعامك صغيرتي لا اريد فتاتي أن تصبح بدينة
عبست ملامحها للاستياء وصاحت بهدر وغيرة دفنيه
- وهل برأيك ان اصبحت بدينة سيغير من رأيك شيئا؟

صمت وهو يمعن النظر اليها قميصه الذي بالكاد يغطي مؤخرتها ثم سروالها البيتي القصير هبط ببصره إلى ساقيها الرشقتين وود للحظة لمسهما براحة حتي ارتفع بصره بتركيز الي جذعها العلوي جعلها ترتبك وتشيح برأسها للجهه الاخري، ابقي عيناه على قميصه وهو يمعن النظر الى لون لباسها الداخلي، فصل المسافات التي بينهما وعيناه لم تشح عن مكانهما، شعر ذبذباتها تنتقل إليه وهو يغمغم بنبرة اجشة.

- ليان اقسم ان اصبحتِ بدينة ستزداد بعض الأشياء في مواضعها الصحيحة
حدقت به بذهول وشفتيها فارغتان بطريقة مثيرة للشفقة، اما الهواء الحار المنبعث من شفتيها طار بأخر جزء من ذرة تعقله
- وقح، منحرف
همت بالهرب حينما علمت ماذا ينتوي فعله، لكنه شهقت بعنف ما ان امسك ذراعها بقوة هاتفًا بجمود
- لكنه زوجك.

اختتم بطبع ثغره علي خاصتها وهدأت براكينها المشتعلة لثاني مرة، ماذا يفعل ذلك الرجل بها؟ كانت تكذب حينما اخبرته انه عبارة عن لوح جليد لا يتزعزع ابدًا
لكنه انصهر
بل أصبح بركانا
يقذف بحممه البركانية بلا أدنى رحمة
وهي تشتعل لهبًا وتنضح حرارة
بالكاد تمالكت سيقانها الهلامية حينما سمعته يغمغم بجوار اذنها.

-لا تحرميني من تلك القبلات التي تهدئني ليان، بالكاد استطيع ان اخرج كبت مشاعري الجياشة بقبلات من زوج بائس وزوجة متحجرة
نظرت اليه بلهفة وهي تعلم ما يزرعه بداخلها، عيناه غائمة بعاطفة جعلت رعشة لذيذة تسير في أطرافها، لهثت بحرارة
- لم اعهدك هكذا بربك سأصبح فيلاً، ألا ترى بروز بطني؟
ابتلع ريقه وقال.

- ما زلتي مهلكة لاعصابي ليان، لا اعلم لما افقد اعصابي وتهوري بوجودك اصبح شخصًا حتمًا لا اعلمه، ضبط النفس الذي تعلمته في الشهر السابق وانا اراكي تمرغي انفك في عنقي و دفء جسدك يستحوز برودة جسدي يجعلني اشعر بالجحيم تنامين قريرة العين وابقي انا اتقلب على جمر متقد
شهقت وحدقت به بأسف وحينما حاولت أن تتملص منه لم تجد سوى انه تشبث بها أكثر، هتفت بتلعثم
- لم، لم اكن، حقا لا اعلم.

لاحظت غيمة رمادية تستحوذ زرقاوته الرائقة، لتحتضن وجنتيه بيدها هامسة بعاطفة ما زالت متأثرة بقبلته
- مابك؟
شعرت به متذبذب، شفتيه التي علي وشك قول شيء ثم اغلاقه جعلها تنظر اليه بألم، حتى الان لم يعتاد علي أن يفصح مكنوناته، جحظت عيناها حينما سمعته يهمس بأبحة عاطفية.

- افكر منذ أن ابتعدت عنك يا إلهي كيف كنت جاحدًا لتلك الدرجة؟، افكر في كل ليلة بعد مرور الوقت استتركينِ حقًا، استجدين رجلاً هادئًا وتعيشين بسعاده، هاجس لعين وغضب اعمي يحرق اعصابي الباردة إن رأيتك ولو بالصدفة بين احضان رجل غريب غيري، أأنت واعية لما تفعلينه بي؟! اغار يا امراة من نسمة خفيفة تداعب شعرك أو يبرز منحنياتك لعيون جائعة، لم اشعر بتلك النار التي تتأجج صدري سوي معك.

رغم انها لاول مرة تستمع إلى ما يدور في عقله بقدر ما جعل سعادة منتشية تطير عقلها بقدر ما جعلها قلقة، بل خاشية أن ما يحدث مجرد بضع ايام فقط
- زين
قاطعها باعتراض وهو يجذب عنقها وشفتاه تهمس بنعومة امام شفتيها
- نطقك لاسمي يجعلني أرغب بك وبقوة، تلك النبرة الواهنة تنطقين بها بأسمي تعتبر كدعوة صريحة لكي تصبحي بين ذراعي
ارتجفت شفتيها وهي تراه على وشك أن يستأنف ليلة أمس، تحججت بوهن وهي تنفلت من بين براثنه.

- حسنا، الهاتف يرن علي الذهاب
توقعت أن يتشبث بها لكنه وببساطة تركها، وكأنه يخبرها مسألة أيام وهي التي ستعود اليه، راقب أثرها بملامح مبهمة
- مسألة أيام لياني، ايام وانتِ من ستطالب أن تمرمغي رأسك بين جنبات صدري وانا من سأمتنع.

كانت تنظر بملل الى غرف المرضى، ساعات من الملل أصابها بعد مغادرة المريض المشاكس، في اول مرة غازلها صراحة ثم ثاني مرة حاول ان يمسك يدها، بقدر ما انها تري غمامته الرمادية تنصهر للون فضي إلا أنها رأت غيوم سوداء عصفت حدقتيه حينما راها مع حبيبها السابق، تنهدت بقلة حيلة
- أفيقي يا فتاة لقد غادر وانتهت القصة.

لم تنتهي صرخ عقلها بجنون، لقد اخبرته ببساطة ما ان انتهي بزواجها أن يغادر، كيف بالله تتزوجه وهو الأحمق يتخذ من سباق السيارات عملاً، لا احد يعلم من عائلته سواها هي، سمعت نداءًا خاص لها في إحدى غرف المرضى لتهدل كتفيها بإحباط متوجهه نحو الغرفة تحاول انتشال صاحب العيون الرمادية، فتحت باب الغرفة ولم تكد سوى أنها تخطت عدة خطوات حتى سمعت صوت اغلاق الباب يدوي بعنف.

شهقت بذعر حينما وجدت شخصًا يهتف خلفها بسخرية
- مرحبا بالجماد
دارت على عقبيها تضع يدها على ثغرها تتطلع الي الساخر بأعين معاتبه، نزعت يدها عن ثغرها وهي تهتف بصدمة
- كريم
ودت أن تسأله كيف ومتى جاء الي هنا؟ لكن بترت ما تود قوله حينما وجدته يقبض بقوة على ذراعها صائحًا بلهجة عنيفة
- لا كلمة جئت الآن لاخذك إلى مصر للزواج.

هزت رأسها بالنفي عدة مرات وحالة من الهذيان والصدمة اعترتها كليًا، لسانها التصق بسقف حلقها من قراره الذي صدمها، اي زواج أنها بالكاد تعرفه ثلاثة أشهر ظنته يمزح سابقًا
- ماذا؟ امجنون انت، لن أبرح من مكاني ابدًا
زفر بيأس ليترك يدها وهو يضع اصبعي السبابة والابهام على مقدمة أنفه ويده الأخرى تتوسط خصره ليصيح بيأس
- يا متحجرة ذات العقل الصلد احبك ماذا تريدين اكثر؟

شهقت بقوة أكبر حينما استمعت إلى ما يصفها به، متحجرة ذات عقل صلد؟! وماذا عنه هو؟! عابث وماجن
بشق الأنفس حافظت على توازن عقلها وهي تهمس بحدة طفيفة
- انت عابث سيد كريم
هز كتفيه بلا مبالاة
- لكنه لم يعد يرى نساء غيرك، لقد امتلكتي مفاتيح قلبي أيتها السارقة هيا سنغادر.

رمشت أهدابها عدة مرات، أهكذا يعترف لها بحبه؟!، هل هذا اعتراف بالحب؟ ألا يشاهد افلام رومانسية، الا يوجد نبرة ناعمة بدل القذف بوجهها بألفاظ خشنة لا تمت للرومانسية بصلة عقدت ذراعيها ببرود
- مناوبتي لم تنتهي بعد
لم يكذب حينما قال انها جمادًا، بل يعتذر للجماد حقًا أنها كائن لا فائدة له يسير على الأرض بساقين مهلكتين لقلبه، عض شفتيه وهو يكبح مشاعره بصعوبة بالغة.

- جئت من اخر الدنيا ثم تقولين مناوبة، لكنني رجل محترم ذو عقل متفتح سأنتظرك في تلك الساعات اللعينة التي لن تنتهي وسنضع النقط على الحروف
ثم في لمح البصر فتح باب الغرفة وانصرف علي وعد بل وعيد بأن اللقاء القادم سيسير على نهجه هو..!

ثلاثة ليال في موطنها ثم العودة لموطنه، بعيون ناعسة وقلب مضطرب بالفرحة تتذكر حينما عادت الى احضانه مرة اخري، سبب عودتها ليس بقدوم فقط السيدة فريدة بل زوجته الثانية التي كانت تتغني في صفاته، أرادت وبقوة ان تنزع تلك الغيرة الحمقاء قبل ان تفتك بالفتاة المسكينة، جاهدت ان تتخطاه او تمحي من ذاكرتها يوم مقابلته، تنهدت بعمق وهي تعلم عودتها تلك المرة مختلفة تمامًا عن السابق.

شعرت بأيدي دافئة تحتضن خصرها وقبلة ناعمة غزت عنقها وهمسات اجشة اطارت تعقلها
- مرحبا بزوجتي في موطنها
دارت حتي اصبحت في مواجهته وبعثت اجمل ابتسامة رآها يومًا، هالته نبضات قلبه وهو يشعر كأنه في حلبة ماراثون وما زاد الطين بلة صوتها المغناج
-امير
اقترب دافنًا وجهه في عنقها تشعر بوخزات قشعرت منابت جسدها من ذقنه الغير الحليقة، وصوته الرجولي يجعلها تسبح في غيوم العشق.

- موطنك هو ذراعي تستطيعين ان تمرغي رأسك في جنبات صدري و تستنشقين عطري
تأوهت بقوة حينما غرس اسنانه علي عنقها، أردفت بعتاب
- لم تكف عن وقاحتك حتى الآن
صمت هنيه وهي تتابع بنبرة جامدة
- كل شيء سيتغير للأفضل، امل ان لا اندم لاحقًا.

أغمض جفنيه بصعوبة بالكاد يسيطر على انفعالاته الداخلية، داخله يثور وبقوة يحتاج الاشارة خضراء حتى يخرج مكنوناته، هو يعلم رغم عودتها اليه الا انها تحمل شرخ لعلاقتهما، شرخ سيعمل علي ازالته نهائيًا بمرور الايام هذا وعده لها ولوالدها الذي رأى أنه الأجدر بابنته
احتضن وجنتيها بكفيه وهمس بنبرة رجولية
- نهائيًا يا عشقي.

داعبها الهواء العليل من الشرفة لترفع ببصرها الي أصوات طيور النورس المحلقة في الأفق وكأنها شاهدة على وعده لها، تحفزت خلاياها بالاثارة وهي تهتف بنبرة حماسية
- هيا اريد اكتشف كل انش في اسطنبول لقد وعدتني كل شهر سنذهب لاماكن لم اراها قبلاً.

وطلب اميرته سينفذ سمعًا وطاعة، سحب ذراعيها نحوه يحتضنها بتملك بقدر الأيام والشهور السيئة التي لا تسمح له بعناق ولو اخوي، لكنها عادت زوجته وسيحرص أن تلك البداية مختلفة جذريًا عن الأخرى
- وانا عند وعدي نور
همس بجوار اذنها وهو يستطرد بنبرة متحشرجة
- بقدر تلك الأيام السيئة وبقدر جرحك سأحافظ على أن تلك البداية جيدة لكلانا
لمعت عيناها بوميض عاشق وهي تهز رأسها ايجابًا
- وانا واثقة من هذا حبيبي.

-جووول
صرخ بها يامن بقوة حينما احرز هدفًا ليقابله نظرات هند الحانقة وقسمات وجهها الثائرة بادية علي ملامحها، استمع ردها
- ده غش لا اسمح به.

راقبهما راشد وهو يتفحص ثوبها بامتعاض، سروال جينز قصير يبرز ساقيها الرشيقتين وتيشيرت قطني يتلصق بجذعها العلوي، لا يدع شيئًا للمخيلة، اما شعرها الفحمي الذي اهملته بقوة كان له تأثير ساحق علي قلبه، اللعنة من اين تأتي بتلك الثياب؟! هو رجل في النهاية وما كان يسمح لها أن ترتدي ما يسمى ثياب رياضة سوي في بيته مع عدم وجود شقيقه و والده، هدأ نبضات قلبه الواثبة وهو يقترب منها ملتهمًا باقي المسافة بينهما هامسًا بنبرة لعوب.

- جوز الهند بتعترض
احتقن وجهها من الغضب لذلك اللقب الذي لا تستطيع أن تنفك عنه، مسحت العرق المتصفد على جبينها بذراعها وقد استنفذ مباراة كرة القدم المتبقي من صحتها
-راشد راقب المسافة فيه عيل صغير
لم يتردد يامن وهو يهتف بلا مبالاة
- العيل الصغير ممكن يسيب لكم المكان عادي
- يامن
صرخ بها هند وراشد في آن واحد جعله يهز كتفيه بلا مبالاة
- انا رايح اخد شاور.

راقبت نظرات الابن والاب الخبيثة بضيق وهي تنظر الي راشد بحنق
- تعالي هنا كده غش انا ويامن كنا بنلعب وانت اللي بتساعده علي انه يعرف الثغرات ده مش مسموح ابدًا
هتف راشد بلهجة حادة
- يامن ادخل جوا
فر الابن فورًا إلى المنزل لتبقى هي أمامه عاقدة ذراعيها على صدرها تنظر اليه بتهكم واضح للغاية، عاد النظر إلى ثيابها بضجر ثم فورًا قام بسحبها إلى غرفة المكتب
- تعالي.

بالكاد حاولت أن تتملص من قبضته التي غرزت في ذراعها بقلة حيلة
- بتجرني وراك كده ليه؟
لم يعبأ بصراخها الذي اخترق طبلة اذنه، أغلق باب المكتب فورًا ثم الصقها في الجدار ليهتف بنبرة ماكرة
- تفتكري انا كنت بقوله كده ليه؟ مش يمكن مثلا عاوز استفرد بيكي
ازدردت ريقها بتوتر واستحال وجهها للون احمر دموي، بالكاد تخطت قبلاته الشغوفة في الزاوية اما الان!
- راشد ممكن حد يدخل الاوضة.

همست بها بتلعثم وهي تراه يفصل الانشات الفاصلة بينهما لتشعر بأنامله تحرر حصار شعرها ليهبط بسلاسة على كتفيها، رفعت عيناها تقابل عيناه التي استحالت للون فضي، غمغم بنبرة اجشة
- محدش يقدر يدخل الاوضة من دون اذني
همس بجوار اذنها
- بس بيقولوا ان لكل قاعدة ليها شواذ
شهقت حينما طبع قبلات متفرقة علي وجنتيها وساقيها تتخطب كليًا لتتمسك بذراعيه بتشبث.

- راشد ابدًا انا مسمحلكش كفاية ان الموضوع عدي علي خير المرة اللي فاتت ومجاش بوليس الآداب
همست بنبرة معاتبة ليطبع قبلات متفرقة على خطوط عنقها نزولا لمقدمة صدرها حتى صاح بقوة
- انتي معايا انسي اي حد ماشي ده بقي غير اني وحشني جوز الهند
أغمضت جفنيها وهي تشعر بجسدها يتصلب تحت وطء لمساته و هجومه الضاري على روحها، همس بنبرة اجشه قبل ان يأخذ مأربه
- كل حاجه فيكي بتجنن كان نفسي اعمل كده.

طار جميع اعتراضها الواهنة وهي تعلم رسالته الخفية تحت أثر قبلاته، ابتعد بلهاث حار بشعور قوي لا يقارن بشعورها وهو يستطرد
- والجيب القصيرة يا هند كانت ب،
اخشوشن صوتها وهي ترى نظراته العميقة نحوها
- راشد بطل قلة ادب
قبض على خصلات شعرها وهو يهمس بعذاب
- ولما تلبسي الكعب يا هند بتعملي اعصار في قلبي قبل الارض وريحة شعرك اللي،
همست بخجل
- راشد من فضلك
ألصق جبهته على خاصتها وهو يرد بتصميم.

- بتخليني افقد اعصابي يا هند فرحنا لازم يبقى في أقرب فرصة مش هقدر استني للعيد الجاي
ثم عاد لأخذ ما هو له، ما هو حقه، لم تجد سوي الاستسلام وكيف ستواجه اعاصير مدمرة محملة بمشاعر كانت تبحث عنها دائمًا، واخيرًا حينما فك اسرها عيناه كانت تهبط إلى مقدمة صدرها الذي يرتفع ويهبط بجنون يتخطى نبضات قلبه بأشواط، بالكاد حينما أفاقت استندت على صدره بأنهاك هامسه
- و يامن متنساش انه عاوز صحبته تحضر الفرح.

سب ابنه في تلك اللحظة وهو يصيح بهدر عن علاقته النسائية المتعددة ب نساء اكبر منه في العمر
- الواد ده مش هيبطل يقرب من ال
ابتسمت برقة وهي ترفع رأسها نحوه
- ومتقولش ليه ان البنات هي اللي بتجيله
قاطعها بصلابة
- ابدًا هو لو عايز حد معين هو اللي بيقرب منهم ومبيسمحش لاي حد مهما كان مش طايقه يقرب من محيطه.

فرغ فاهها وهي تنظر الي نظراته المتصلبة وتوتر فكيه حينما سلط بصره عليها، ازاحته عنها وهي تترك مسافة آمنة بينهما
- واضح كده ان في صفات مشتركة بين الأب والابن
قطب جبينه بعبوس وهو يقبل وجنتيها بتملك غريزي
- قلبك اسود اووي يا هند
طعم صدأ في حلقها جعلها تقتل ذرات الغيبوبة من هجماته لتهتف بنبرة ساخرة
- متنساش انك اهنتني كذا مرة يا راشد.

الا تعلم كيف كانت تأثيرها مهلكًا لأي رجل برغم من غضبه وسخطه وردود أفعاله الغريبة كان يعلم انها تلك المراة المنشودة، بالله انها اول امرأة يفقد ذرات تعقله في حضرتها، أغمض جفنيه بيأس وهو يستحضر تلك الجوارب الشفافة والسميكة اللعينة التي تبرز ساقيها الممشوقة والبذلات العملية التي تبرز قدها الممشوق وكأنها مجرد عارضة أزياء تتبختر في ارجاء شركته، غمغم بسخط
- اسف بجد مكنتش في وعي انتي كنتي زي ال.

ثم تابع ما يود قوله بهمس في اذنها جعل عيناها تتسعان من وقاحته رباه اكانت تفعل ذلك به؟! تصلبت ملامحها وهي تهتف باستنكار
- راشد بطل قلة ادب
ورده لم يكن سوي نظرة عميقة الي عيناها واختتم ب
- شكلك عايزة تشوفيها بجد بس لما تبقي في اوضتي
راته يسارع في الخروج من الغرفة وكأن هناك شياطين تلبست به، تهاونت ساقيها ولم تتحملانها لتحضتن الأرض الباردة علها تفيق من موجته الأخيرة، لمست اصابعها الباردة وجنتيها.

لتنصعق بسخونتها، كيف تجرأ ان يهمس بكلمات مخجلة هكذا امامها؟! حتمًا لن تأتي هنا بعد تصريحة الا بعد زواجهما.

إختاري قدراً بين اثنين
وما أعنفها أقداري،
مرهقةٌ أنت، وخائفةٌ
وطويلٌ جداً، مشواري
غوصي في البحر، أو ابتعدي
لا بحرٌ من غير دوار،
-نزار قباني.

إنها المرة الأولى التي يأتي بها إلى هنا في وقت مبكر، لقد انتهت اجازته ويجب عليه العودة لموطنه، لكن وعده لها انه لن يبرح من مكانه سوي وهي متزوجة جعله بين ناريين، يجب أن يضع النقاط على الحروف سيعلم رد والدها ولن يخرج الا وهي تحمل خاتم زواجه، اتسعت ابتسامته الجذابة وهو يفتح باب غرفتها ولكن اضمحلت ابتسامته تدريجيًا من ما رآه،.

تضحك بصوت مرتفع وتبتسم ببلاهة للطبيب الشاب الذي يقابل ابتسامتها بابتسامة واسعة بلهاء، لم يستطيع فهم مجري حديثهم نظره فقط علي تلك التي يود دق عنقها الان، ما ان تقابلت عيناهم حتى رآها تعبس فجأة وتهتف بتوتر
- خالد!
لو كانت النظرات تحرق لأحرقت الطبيب من مجلسه، رمقه باستهزاء وهو يقطع المسافة الفاصلة بينه وبينها ويهبط بشفتيه الي جبهتها بقبلة بعثرت مشاعرها، ابتعد بصعوبة وهو يهمس بنبرة متحشرجة
- نعم انه انا.

ثم عاد النظر للطبيب بعدائية ليهتف بصلف
- هل انتهيت؟!
توترت سارة من نظرات خالد القاتمة الموجهة للطبيب تعلم قبلته تلك ما هي إلا إعلان ملكية ما هو له، خشت أن ينشب عراك بينهما لتستمع الي رد الطبيب
- نعم
استمعت الي الطبيب بتشويش حينما خلل أنامله متشبثًا ب كفها جعلها تهز رأسها للطبيب بشرود
- اكيد طبعًا
انفلتت ضحكة ناعمة من تعليق الطبيب علي خالد لتنظر اليه بابتسامة حالمة وهي تهز رأسها ايجابًا،
وهو.

يحترق وسيحرق كلاهما، الحريق الاول بقذف الأحمق في بركان نشط والحريق الثاني من نوع خاص جدًا، ما إن أغلق الطبيب باب الغرفة حتى أصبح في مواجهتها تفاجأت به مقترب من وجهها بشدة معالم وجهه مختفي منهما العبث والمكر، مجرد غضب
- تضحكين لرجل غيري وتبتسمين تلك الابتسامة الفاتنة والغنج في صوتك كل ذلك لرجل غيري؟

صاح بها بنبرة خشنة واطلت من عينيه لهيب من الاحتراق الذي أحرقها ولكنها وبالرغم من ذلك وقفت مبهوته تشاهد تقلبات عينيه، كالفراشة المنجذبة للحريق، تشعر بتذبذات التوتر والمغامرة من حولها والاكسجين قد اضمحل كليًا حتى لم تعد أي مساحة للتنفس
- خالد
همست بها وهي تمط شفتيه بحذر من غيرته وسخطه، بالله كيف لملامحه الباردة يقبع في داخله بركانًا ثائرًا؟!

رقت نظراته نحوها وانتفض جسده من الحرارة المنبعثة منها، ك دعوة غير صريحة منه للاقتراب، وهي لم تغفل عن عيناه التي تموج بما في داخله، لكنه قاوم تلك الجاذبية بل أسرع بأخذ مسافة آمنة بينهما ليهمس بعذاب
- لما لا تستوعبين؟ انا ايضًا لا استطيع استيعاب ذلك، رفقًا بي يا امرأة.

رباه ما حدث كان قريبًا منها لدرجة انها استنشقت رائحة النعناع من شفتيه، كان يرتدي قميص اسود قطني وسروال جينز انه مبهر في كل مرة لما رجلها يبدو جذابًا ووسيمًا بل مهلكًا لذلك الحد!، عضت علي شفتيها وهي تهمس بنعومة
- انظر لي، انا لا اري رجلاً غيرك، عيناي توقفت البحث عن رجل بعد أن تقابلت أعيننا، روحي اصبحت ملك لك، اتريد شيئًا آخر؟!

زمجر بخشونة وهو يهب مبتعدًا عنها، ايريد اكثر من ذلك؟! تلك الكلمات اكتفي بها لتزيد من اصراره، خلل أنامله بقسوة على خصلات شعره
- نجمتي لا تعلمين كم اريدك الان، عوائق كثيرة تمنعني من احتضانك ولو كان عناق اخوي لكنني اعلم انني لن اكتفي به ابدًا ولن يصبح عناق اخوي بتاتًا.

شهقت من جرأته وكانه يضعها مرة أخرى بما حدث منذ دقائق، يضعها لثاني مرة لكن بما يجيش في صدره هو بمكنوناته هو، الاضطرابات الداخلية التي تموج في داخله يخرجها ببضع كلمات ايحائية
- خالد
لم يمنع نفسه وهو يقترب لثاني مرة بخطورة، ضبط النفس الذي تعلمه خلال اشهر قد محي تمامًا، غمغم أمام عينيها الواسعة المنبهرة.

- في كل مرة تنطقين اسمي مجردًا خالي من الألقاب، رباااه انتي المرأة الوحيدة الذي تنطقه صحيحًا الخاء المفخمة ثم مد الالف واللام ثم الدال التي، يالهي، ارأيتي رجلا سبق وعشق اسمه من مجرد امرأة تنطقه بكل غنج ودلال.

تلاحقت أنفاسها وظلت تنظر اليه بخرس، أحاطت بها كلماته وتوغلت إلى ثنايا قلبها، ماذا تريد اكثر؟ في كل مرة يجعلها المرأة الوحيدة التي اخترقت حصونه ودوافعه المتينة، أي شيء تريده أكثر من ذلك؟، غمغمت بشرود وقد وقعت اسيرة لعيناه الزمردية
- ماذا فعلت بي يا رجل؟
لهاثها الخافت يصفعه بموجات من المشاعر الناعمة، زلزلته تلك الدوامة العنيفة وهو يرد
- انتِ الذي تفعلين بي الاعاجيب.

اصبحت ثملة لا تعي ما يحدث من حولها، تنبعث منه ذبذبات التي افقدتها صوابها منذ لقائهما الأول
- انا، انا حقًا لا اعلم ماذا اقول
قاطعها بنبرة اجشه
- لا تنطقين بشيء او كلمة تفسد سحر تلك الدقائق.

اتسعت ابتسامتها أكثر لينجذب اكثر الي سحر تلك الشرقية، لقد كان مخطئًا حينما ابتعد عنها، بل كانت مدة كافية كلاهما ليدرس حالته وسر انجذابه نحوها، لا يريد جرحها بقوة وتكون دوافعه مجرد شيء آخر، برقت عيناه حينما استمع إلى تصريحها
- عيناك رائعة جدًا انبهر من تغير لونهما علي حسب حالتك المزاجية بدءا من اللون الفيروزي اللي عاصفة داكنة هوجاء
امتقع وجهها حينما صمت للحظات يراقب زلة لسانها، همس بعبث.

- حسنًا سننجب أربعة أطفال جميعهم يحملان صفاتي
انكسرت سحر تلك اللحظة وهي تنفلت ضحكة صاخبة لتضع يدها على ثغرها تحاول تهدئة موجة الهستيريا
- أربعة؟! اليس كثيرًا
- كلا ستنجبين لي اربعة اخريين يحملون لون عينيك
حدقت به بذهول واردفت
- ثمانية؟ خالد انت تمزح صحيح
قاطعها حاسمًا وهو يبتعد اخيرًا ويجلس على المقعد.

- لا ابدًا وسأنفذها ما ان تصبحين امرأتي، أخبريني فقط اسم مدينة تودين السفر إليها وسفينتي جاهزة للإبحار ولا اريد سوى موافقتك علي ما اريده بعدها
لثاني مرة يوجهها في ذلك الشعور اللذيذ، كلماته تعبث عن النعيم، انفاسها تتغير، تشعر بدفء بشرتها، بخفقان قلبها، أغمضت جفنيها وهي تبتلع الغصة في حلقها
فتحت جفنيها حينما رأت شخصًا لم تتوقع وجوده في تلك اللحظة، همست بتشتت
- بابا.

هب خالد من مقعده وهو يهز رأسه احترامًا
- مرحبًا سيدي
- إلى أي مدى تحب بنتي؟
فاجئه ذلك السؤال منه، من كان يتعمد الابتعاد عنه يرمقه بنظرات غامضة الآن أمامه يسأله بجفاء، زوجان من الاعين تحدقان به الاولي بغموض والثانية بترقب، جمع شتاته سريعًا وهو ينظر إلى نجمته بعاطفة جياشة.

- سيد ابراهيم كلمة حب أصبحت مبتذلة، ان اخبرني احد انني سأعشق فتاة لحد الثمالة قبل أربعة أعوام وبضعة أشهر ما كنت لاصدقه، اعلم ما تخشى منه صدقني سأحفظها داخل عيني وقلبي قبل ان افكر بأذيتها، وكيف عساي ان اقتل روحي سيدي؟!
تلعثم الأب من نظرات ابنته التي تبادله عاطفته، ثبت عينيه نحوها وهو يهتف بجمود
- تريدينه سارة؟

عضت علي شفتيها بتوتر وهي تلاحظ نظرات والدها بس استخدام لغة الآخر ليبقي على معرفة بما يحدث حوله
- بابا
- لا داعي للخجل سارة انه ينتظر ردك
عادت النظر إليه والنظر إلى والدها، لم تتوقع ان يضعها في ذلك الموقف ابدًا كانت ستجلس معه تتفهم رفضه لكن هو الان يضعها في خيارين لا ثالث لهما، عاودت النظر إلى خالد الذي ينظر نحوها باستنجاء لتهز رأسها وهمست بصوت ابح
- نعم.

تنهد ابراهيم بحرارة وهو يتمسك بعصاه الخشبية لينظر الي خالد بجمود
- اسمع يا بني ستأتي بوالدك بعد تماثل شفاء ابنتي ونبدأ بالتحدث عن التفاصيل.

ثم سارع بالخروج من الغرفة بهدوء وما ان اغلق باب الغرفة حتى تنهد بحرارة، ابنته تعشق ذلك الفتي، عيناها تنضحان بعشقها له، ارتمي علي اقرب مقعد وهو لا يصدق انه يسلم ابنته الأخرى لتلك العائلة، أي كاذب هو حينما ظن أن لعنته لم تستحوذ على ابنته كليًا شعر بظل يمنع عنه الضوء ليرفع ببصره نحو سعاد التي تطالعه بابتسامة
- قولتلك يا ابراهيم
سخر من حاله وهو ينظر الي تقدم شهاب نحوهما ليهتف.

- وانت يا شهاب مش عايز تقول حاجه
تنهد شهاب وهو على علم بما يشعر به عمه، يسلم قرتي عينه إلى عائلة ملعونة كما يقول عمه غمغم بمنطقية
- كده كده كان هيتم الموضوع ده حتي لو ماطلنا بس انا عارف سارة كويس لو مخلنهاش تجرب بنفسها وتعرف نتيجة افعالها مش هتسمع لحد فينا حتى لو قلنالها ان البحر ده فيه سمك قرش برده هترمي نفسها في البحر حتي تشوف سمك القرش بعينيها
جلست سعاد بجوار وهي تهمس بنعومة.

- ابراهيم دى سنة الحياة انا وانت عارفين ومن هما بضفاير هيجي اتنين يخطفوهم مننا
غمغم بقلة حيلة
- علي الاقل عامل حسابي لو هيبعدوا هيكون مسافة محافظات مش أميال
قاطعته سعاد
- بس هي سعيدة معاه، ده مش مكفيك؟!
بالطبع يكفيه هو اب بالنهاية، لكن هاجس عنيف يقتل فؤاده لا يريد تكرار نفس الخطأ مرة أخري رغم اختلاف شخصياتهم
- ليان برده سعادتها وشقائها مع جوزها وخايف لسارة تكون،
قاطعته مرة اخرى.

- منضحكش علي بعض كل شخص فيهم مختلف عن التاني وانت عارف اقصد ايه كويس
لا يعلم بتاتًا سبب تشجيع زوجته لذلك الشاب، رمقها بنظرة غامضة وهو يستطرد
- خايف لبعد سنين تيجي مكسورة واندم زي ليان
- سارة قوية وصدقني هتتحمل قرارها بنفسها اما ليان
تركت كلمتها معلقه وهي تتنهد بحرارة، تعلم هي رغم تلك الأشهر الزائفة ما هي إلا شهور لغزو فؤاد ابنتها مرة اخرى، سمعته يهتف ساخرًا
- سحروهم يا سعاد
هتفت بنبرة ذات مغزى.

- وانت الصادق بناتك هما اللي سحروهم.

أيام قليلة وستعود لمنزلها، ستنتهي اخيرًا من رائحة المعقمات، تلمست بيدها ضمادة الرأس وهي تفكر بتحسر متى سيعود شعرها بطوله مرة اخرى؟! مسألة أشهر فقط ويعود شعرها كما كان طويلا كثيفًا، الأب اصدر فرمانًا بعدم وجوده هنا كونه أعطى كلمته، سعادة منتشية تود إخراجها بأي صورة ابيها وافق بتلك السهولة؟! لم يماطل بل، انقطعت أفكارها على صوت باب الغرفة لتطل من خلفه اعين عسلية لامعة هتفت بدهشة.

- يا إلهي هل هذه انتِ ام انا اتخيل؟
ضحكت علياء باستماع وهي تفصل المسافة بينهما لتضع باقة الورد التي جاءت خصيصًا من القبطان لها لتغمز بمشاكسة
- لا انها انا اعتذر كان لدي بعض الاعمال وتأخرت، لقد بعث القبطان هدية لك
احتقن وجهًا خجلاً وهي تري كارت صغير مرفق لتقرأه سريعًا وهي تنهش كل حرف وما ان انتهت حتى برقت عيناها بقوة وهي تعض طرف شفتيها بخجل، نظرت الي علياء التي تنظر اليها بابتسامة واسعة لترد بخجل.

- عزيزتي ليس بالأمر المهم على كلا هي بضعة أيام وسأغادر المشفى اخيرًا و سأجلس في فراشي و بين جدراني يوجد لوحاتي
غمزت علياء بمشاكسة
- هل رسمتي القبطان ايضًا
شهقت سارة وهي تزجرها بعنف
- آليا ما بك يا فتاة انني اخجل
هزت كتفيها بلا مبالاة وهي تجلس بجوارها علي الفراش قائلة
- لا اصدق كيف وافق السيد ابراهيم بتلك السرعة، توقعت انه سيماطل كثيرًا رغم أن شقيقي كان ليخطفك ان سمع رفضه.

حدقت بها لثواني وهي تستمع الى مزاحها، لكن احقًا سيفعلها اسيختطفها!
- اسيفعلها؟
نفت علياء بثقة
- لا
رأت القلق يعتري ملامحها لتقول بنعومة
- ماذا تخشين؟
هي بالنهاية شقيقته واكثر شخص مقرب له، هي التي ستبرد نار قلبها
- اخشي ان اكون مجرد فتاة لم يستطيع ان يجعلها خليلته لذا قرر ان يتزوج م،
هبت علياء من الفراش وصاحت بعنف.

- اتقولين هذا عن اخي؟، لا لا انتي لا تعرفينه انه عاشق لكل شيء بك، انصدمنا جميعًا انا وابي وجدتي منذ ان اخبرنا بمشاعره نحوك رغم ان جدتي تعلم ذلك سابقًا وقالت انها مسألة وقت فقط
تفاجئت من دفاع وحمائية علياء نحو شقيقها، امتقع وجهها وهي تتخيل كيف افصح عن مشاعره امامهم، اي كلمات وقحة استخدمها؟! والجدة اللطيفة اشتاقت لها حقًا
- كيف هي؟
تراخت ملامح علياء وهي تهمس بهدوء.

- بخير على حد ما، تعلمين تلك العجوز تستطيع ان تجلب خالد وزياد من خضم أعمالهم من مكالمة واحدة وتخبرهم انها على وشك الاحتضار
ضحكت سارة في خفوت قائلة
- كم مرة فعلتها؟
- كثيرًا جدًا حتي انهم يقعون في نفس الفخ
اقتربت من سارة وهي تعلم ما يموج في صدرها لتقول.

- شقيقي كان شخصًا ملتزمًا لم يفكر باقامه علاقة مع الفتيات حتى بعد انتهاء كليته لكن لا اعلم ما الذي غيره لكنه حتمًا عاد طريقه مرة أخرى كان يريد يد تنتشله من الظلام، مشاعره لا يستطيع اخفائها كما يفعل زياد وهذا ما جعله لم يماطل ويدعي غير ما يشعر به، اخي اروع شخص ستحظينه يا سارة
كلماتها كالبلسم التي طيبت جروحها، غيرت دفة الحديث وهي تهمس بمكر
- حسنًا انسه آليا الا يوجد شخص هنا او هناك؟!

لم تنكر وهي تتذكر ملامح وسيمها
- يوجد
همست سارة بانبهار
- حقًا؟
ودت ان تنطق اسمه لتعلم ان كانت تحتفظ بالقليل من المشاعر نحوه أم لا؟!، هي تشعر بالغيرة كونها هي أول امرأة ارتبط بها رغم انه اوضح مشاعره التي تبتعد عن علاقة حب لكنها انثى تغير على رجلها، لقد تركها واخبرها انه يحتاج لبضع الوقت لكنها لم تتحمل البعد ابدًا سافرت لموطنها لأول مرة من أجله فقط، ان تراه ولو بالصدفة، همست بشرود.

- وجدته اخيرًا لا اصدق انني وسط بحثي عن شخص مثل أبي وكنت اشعر انه هو لاكتشف انه رجل اخر، له شخصية وكاريزما و تعامله معي في حدود الادب اتصدقين لم يقبل ان اقبله اخبرني انه يحتفظ مشاعره فقط لأنثاه
بهتت سارة وهي تستمع لنبرة علياء الحالمة وكأنها تستحضر ملامحه لتهتف بعبث
- اشقر هو؟ برازيلي، استراليي، أمريكي، ايطالي؟
هزت رأسها نافية
- بل مصري
حدقت بها بذهول سرعان ما انفجرت ضاحكة.

- مصري؟! لا اصدق حقًا لثاني مرة
بل لثالث مرة همست بها ساخرة لتنغض ملامحها للاستياء
- لم انجذب للاشقر ابدًا بالله عليك كيف احب رجلاً أشقر ذو عيون ملونه
ثم تداركت ما قالته لتهمس
- لا اقصد الاهانة خالد وزياد خارج المعادلة بالطبع دماءهم حارة جدًا، زياد أول من اعترض على عملي كعارضة لكن مع اصراري والحاحي لأبي وافق على مضض
همست سارة بلهفة
- وخالد؟

ابتسمت بنعومة وهي تتذكر دعم شقيقها الدائم بقدر ما تعلم انه يتمني لها الافضل بقدر ما تخشى من ردة فعله ان اخبرته عن مشاعرها لسالم
- القبطان يعلم ان ذلك ليس لوني لذلك كان ينتظر مني ان اخبره انني اريد التوقف
- حسنًا اذاً من هو ذلك المحظوظ الذي خطف لب عقلك؟
هتفت بها ساره بفضول مما جعل علياء تتحفز كليًا لأخبار اسمه كاملاً، لقد جاءت تلك اللحظة الحاسمة همت لتقول بأسمه لتسارع سارة تهمس
- سالم!

اتسعت اعينها ذهولاً من مجرد نطق اسمه بتلك السهولة، نظرت الي عيناها التي تحدقان خلف ظهرها لتبتلع ريقها بتوتر وقد حانت المواجهة المنتظرة..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة