قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والعشرون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والعشرون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والعشرون

ثلاثة انتبه منها: الماء والنار والمرأة، فالماء يغرق و النار تحرق و المرأة تجنن.
عينان تنضحان بقوة عن العاطفة الممزوجة بألم، برفق، بعتاب، بقلب يستجدي كفي يا معذب الفؤاد فانا قد سقطت صريعة في هواك، ارحم قلبي وكفي هجرًا بي.

اختلج قلبه من رؤيتها، لم يكن متوقعًا رؤيتها بتلك السرعة، بالكاد هو لم يتخطي عقبة صدمته منذ أن تحولت دمية الباربي إلى شيء دافيء قادر على لمسه، علي الشعور به، أن يتمرمغ في خصلاتها البندقية وأن يلمس بشرتها المخملية.
تنفس بهدر وهو يحاول تجميع شتات عقله، تلك العيون العسلية الناعسة افقدته صوابه، أغمض جفنيه لثواني يتخلص من سحرها او تلك اللعنة التي ألقت عليه!

لعنة؟!، بالطبع لعنة وهو يشعر أن تلك الحدقتين تطالع كل انش به وكأن دهرًا مر منذ لقائهم وليس بضعة أيام يعتبر لعنة لن يستطيع ان ينفك عنها، اقترب بخطوات هادئة نحو سارة وهو يبتسم بدفء
- الف سلامة عليكي، كنت مسافر برة ويدوب عرفت وجيتلك علطول
اتسعت ابتسامتها تدريجيًا من مبادرته، وكأن عهد الصداقة الذي قطعه سابقًا لم ينقضه، تهللت أساريرها وهي تلتقط علبة الشوكولا بحبور
- الله يسلمك يا سالم.

لم تعي ما يحدث حولها، عيناها تلتقط كل ردة فعل سارة ثم تعود إلى سالم، رباه يبتسم! وعيناه، كبحت شهقتها المتألمة وهي تنتفض من الفراش مبتعدة عنهم تاركة مساحة لكلاهما من يعلم ربما...!
هزت رأسها نافية تلك الشكوك والهواجس اللعينة التي احرقت اعصابها لتهتف بتلعثم
- حسنًا انا سأغادر سأترك لكما مساحة، سألقاك مرة اخرى.

القت نظرة عابرة نحوه لتلقي ما في جعبتها نحوه، ثم التفت مغادرة وهي تسير بلا أدنى هدف، خطواتها أشبه بالركض واستحال تورد وجنتيها إلى لون شاحب، لما تتلقي دائما صفعات اقوي واشد المًا عن السابقة، لما هو يمنع عنها ابتسامته الساحقة ويخصصها للاخري، اللعنة علي تلك الغيرة الحمقاء التي تنهش صدرها، تعلم انه لا يوجد أي علاقة ستجمعهم وإن كان من طرف سارة ال واقعة في حب شقيقها اما عنه ماذا؟

اصطدمت بجسد وهي تحاول ازالة دموعها العالقة في رموشها لتتخذ قرار لا رجعة له، لن تتوسل إليه ما دام لم يعطيها فرصة للتقارب، شهقت بصدمة وارتباك جلي على ملامحها المذعورة
- خالد!
ضيق عيناه متفحصًا ارتعاش جسدها وارتجاف شفتيها ثم إلى معالمها الكئيبة ليهتف بلهجة قلقة
- ما بك آلي؟
اطلقت العنان لدموعها وهي ترتمي في صدره بوهن، بكت بنحيب حار مزق فؤاده لحال صغيرته
- لقد وقعت في الحب اخي.

أطبق شفتيه وهو يسحبها معه متجهًا إلى غرفة نجمته، الليلة سيعود لموطنه وعليه أن يودعها، لكن هيئة صغيرته المدمرة جعله يعلم ان سبب زيارتها لمصر لم يكن هدفها الاول زيارة سارة بل لحبيب، آثر الصمت للحظات وهو يحتضنها بقوة يبث مشاعر الأخوة والابوة في آن واحد، يخبرها انه السند، الحضن الدافيء الذي تلتمس فيه الحياة واستقرار الروح المضطربة، همس بصوت أجش
- من هو؟ هل أعلمه؟

كففت دموعها بظهر يدها وهي تغير دفة الحديث، غير مستعدة الآن للاعتراف امامه، بالله كيف تعترف وتخبره انها احبت شخصًا لم يعترف بمشاعره امامها حتي الان!
- لماذا جئت؟ الم تخبرني ستسافر تلك الليلة؟!
هز رأسه وهو يجاري امتناعها عن الرد بنبرة هادئة
- جئت لتوديعها واخذك
شهقت بصوت خفيض لكن كفيل جدًا بأن تلتقطه أذناه لينظر نحوها بعبوس وقد عصفت خيالاته بشيء تمني ألا يكون هو،.

زجرت نفسها بعنف وهي تري باب غرفة سارة علي بعد خطوات منها، تعلم كيف سيكون رد فعل شقيقها ما أن يرى من في الداخل، لن يتوانى عن جعل ذلك اليوم أسوأ يوم في تاريخ حياته بل من الممكن أن يجاور سارة بالغرفة الاخرى، نظرت الى الباب المغلق بقلق جلي وهمست بارتباك
- يوجد ضيف في الداخل وحتمًا لن،
قاطعها بعنف وهو يبعد يده عنها وقد ازدادت شكوكه وهو ينظر الى باب الغرفة بتفحص
- أي ضيف، ولما حبًا في الله تمنعينِ.

حاولت أن تمنعه أو تصرف انتباه لكنه فتح باب الغرفة، زوجان من العيون تتطلعان من اقتحم الغرفة بتعجب، وقعت عيناها عليه وهي ترى تعابير وجهه الغامضة لتنتقل بنظرها إلى سارة التي تنظر إلى شقيقها بابتهاج، ابتسامة صغيرة كللت ثغرها لتستمع إلى صوت سارة قائلة بلهفة لم تقدر على إخفاؤها
- خالد
عيناه كانت ثابتة كالوحش الكاسر ببرود، ثم إلى زوج من العيون المرتقبة بغموض، التفت إلى سارة وهو ينهي حديثه الذي طال.

- اظن كده انا وضحت كل حاجه
أومأت برأسها واتسعت ابتسامته تدريجيًا بعد أن انزاح هم ثقيل في صدرها
- اكيد
هم بالحديث ليقاطعه صوت خالد العنيف
- ما الذي يفعله هنا؟
ابتلعت غصة مؤلمة في حلقها وهي تنظر الي خالد بترقب وتوتر وهو على أهبة الاستعداد أن يتجاوز حدود ثورته للخطوط الحمراء، اللعنة تعلم ما يفكر به حاليًا لتنظر نحوه باستنجاء ونبرة ناعمة
- خالد لقد جاء لزيارتي.

بكل تبجح تقول له لقد جاء لزيارتها، أي قلب تملكه تلك الباردة ذات القلب الثلجي، الا تعلم نيران قلبه ولا تلك الجمرات المشتعلة التي نبشت صدره، انه بركان هائج على وشك الثوران في أي لحظة، ثور رأي رقعة حمراء وهو عازم على الفتك بتلك الرقعة وحاملها، التهم الخطوات الفاصلة بينهما لينظر الي ذلك البارد وقد ازداد غضبه اشتعالاً
- ما علاقته بالأمر ذلك الحقير.

شهقتين الأولى خرجت مستنكرة والثانية خرجت معاتبة، صاحت سارة بلوم
- خالد
أغمض جفنيه بيأس تلك التي تثير سخطه وغيرته اخمدت نيرانه بأسمه، فقط اسمه تراجع الثور الذي في مكمنه معلنًا انسحابه ويختبأ خلف الاسوار رافضًا الخروج للنور مرة اخري، احس بيد شقيقته التي همست بنبرة عابسة
- اهدأ عزيزي
زفر بحرارة وهو يرمق ذلك البغل بنظرات شرسة واعين صارخة بالتحدي ليهتف بنبرة لاذعة وهو يصك بختم ملكيته.

- ابتعد عن امرأتي يا رجل
هز سالم رأسه يائسًا مزاجه متعكر وليس مزاجه رائق لنشب عراك احمق، نظر الى عينيها الناعستين بازدراء لم يستطيع مداراته تلك الكاذبة الجميلة خرج دون أن ينبس ببنت شفة ليستمع الي صوتها المخملي تؤازر شقيقها
- هون عليك يا عزيزي.

هدأت الأوضاع فيما بينهما، اعترافها الصريح أمامه بحبها للقبطان لم يحزنه قط، هو أكثر من علمها درسها على مر أربعة أعوام جريئة وخجولة في آن واحد، لكن خدشت شيء به، علي كونه مغفلًا لتلك الدرجة، غشاوة أحاطت عيناه لعدم رؤية عشقها للقبطان الذي ظهر جليًا كالشمس التي تتوسط كبد السماء، زفر متنهدًا بحرارة وهو يحمد ربه علي ان ذلك الثقل الذي توسط جسده قد انزاح كليًا بعد قراره عن فسخ الخطبة دون سابق انذار كان يحتاج لمسافة آمنة ليفكر بها بتروي، لاحت عليه عينان عسلية ناعسة ليسبها فورًا وهو يشذب خصلات شعره بجزع.

استمع الى نبرة انثوية ببحة مميزة من خلفه
- سالم، سالم حبا في الله اسمعني.

كررت ندائها بيأس على امل ان يتوقف عن هرولته، توقف فجأة وهو يدير علي عقبيه ليمعن النظر نحوها بملامح غامضة، وضعت كف يدها على صدغها وهي تلتقط انفاسها المتأججة وحينما همت بقول شيء سحب ذراعها بخشونة متوجهًا لاحدي الاورقة الهادئة انبثق من ذلك الرواق الساكن غرفة تبدو قديمة بعض الشيء ليلصقها بخشونة على الجدار وهو امامها ينظر إليها كما تنظر الذئاب الي الخراف.

بنشوة، بجوع، بابتسامة ظفر تزين شفتيه المغوية، ازدردت ريقها وهمست بتلعثم
- ماذا تفعل؟

اخفض ببصره إلى فستانها! معذرة وهذا يعتبر فستان؟، فستان وردي من خامة الشيفون به ورود حمراء ملتصق بجذعها كليًا يبرز ساقيها الرشقتين وذراعيها المرمرية وجسدها الغض، كل ذلك استفزه بشدة، ثم حبًا في الله اي احمر شفاه صارخ تضعه في الصباح مشعلاً رجولته لازالته بطريقة أكثر فعالية؟ اين هي؟ اتتخيل انها تسير على السجادة الحمراء! غمغم بنبرة لاذعة
- وهل هذه ثياب ترتديها امرأة محترمة؟

اربكها نظراته المتفحصة لكل انش في جسدها لكنها اعتادت على تلك النظرات أليس كذلك، اذا لما تشعر بتدفق الدماء في وجنتيها؟! لما لم تشعر بالاشمئزاز إذا؟ الا ان نظراته أعمق بكثير عن نظر اشتهاء رجل لامراة، جف حلقها وهي تنظر الي عينيه الغاضبتين لتهتف بشراسة
- ما بها ثيابي؟ ثم اتعلم انا مخطئة لانني اردت الاطمئنان عليك.

همت بالمغادرة من ذلك الحصار الذي يربك ويزعزع جمودها، وتنتشي تلك المشاعر التي تحلق في مدارها وتجعلها تشعر بحالة من النشوة والسعادة فقط من قربه، الشعور بانتظام انفاسه، ابتسامته الدافئة، عينيه الحانيتين
- علياء.

صاح بنفاذ صبر وهو يضع كلا يديه في جيب سرواله، دارت على عقبيها وهي تحتضن ذراعيها على صدرها منتظرة تقريعه وكلماته الجافئة، انتظرت طويلاً وبقي هو يتفرس كل شيء بها تشنجات وجهها وجود شامة صغيرة علي نحرها وبشرتها المتوردة التي يود لمسها ليهتف بنبرة جامدة خالية من أي ذرة من المشاعر
- لما جئتي ها؟ اتريدين ان تعلمي ماذا سيحدث اذا نظرت اليها من يعلم ربما توجد شرارات منطفئة اندلعت حينما رأيتها!

حدقت به ذاهلة، كيف تجرأ على قولها؟!، اهي لتلك الدرجة معراة المشاعر امامه؟ سخطت وهي تدب بكعب حذائها المرتفع على الارضية
- قذر
وما ان استدارت هاربة منه حتي شهقت بفزع حينما شعرت بذراعيه تتمسك بقسوة على عضديها ويسحبها بقوة إلى صدره، صاح بخشونة وهو ينظر نحوها بشرر
- لا اسمح لك ابدًا بإهانتي، افهمتي
تأوهت بوهن وصفعتها حرارة أنفاسه وكلماته المبطنة بالوعيد لتعض شفتيها بألم وهي تهمس
- تؤلمني سالم.

تراخت يديه لكن بقي متحكمًا اسرًا إياها بين ذراعيه متابعًا بحدة
- شقيقك الذي تفخرين به اخبريه ان كان سيحضر عضلاته انا علي اهبه الاستعداد ولن أخرج من تلك المعركة سوى أن يحمل شخصًا منا علي المحفة
شهقة صادمة خرجت من أعماقها، مشاجرة بين اعز اثنين على قلبها وبسبب ماذا؟ ودوافع كل شخص يملكه بدون تردد احتضنت وجنتيه بكفها وهمست بنبرة متألمة
- انتما عزيزان على قلبي، لا تفعلها حبيبي ابدًا.

حبيبي! كيف تجرأت علي قولها تلك المحتالة الناعمة ازاح يديها بعنف وهو يعود عدة خطوات للخلف تاركًا مسافة آمنة لكلاهما تلك المتهورة لا تعلم ما تفعله به، شخر ساخرًا
- توقفي واللعنة انتِ مجرد كاذبة مخادعة
نكست رأسها ارضًا وقد علمت أين هي في قلبه، لم تصل لشيء بعد ما زالت بعيدة، لقد مرغت كرامتها في الارض بسببه لم تركض خلف رجلاً قبلاً وتسعي وتطلب حبه، بالكاد همست
- الم تسامحني؟

وحينما احس بمغادرتها سحب ذراعها بقوة لتقبع بين ذراعيه وكأنه مكانها الأزلي وخصص لها وحدها فقط لتمرغ أنفها بين جنبات صدره، تنفس بهدر وهمس بلا وعي
- انظري الي بالكاد اقتنعت بحب امراة ذات عيون القطط لتأتي انتي وتكشفي عن عينيك الاسريتين الن ترحميني ولو للحظة في يقظتي وسباتي.

إذا اتعتبره اعتراف ام في موجة وخضم المشاعر خرجت منه بعفوية او بلا وعي منه، لا تريد أن تتشبث بوعود وامال زائفة لينكسر المتبقي منها ويصبح حطامًا، هي لا ترغب في ذلك كليًا نطقت اسمه بذهول
- سالم
نظر الي عيناها الواسعتين بشيء من الانبهار وهو يراقب اللمعة الذهبية في عيناها ليبكح مشاعره وهو يفلتها من يده
- توقفي يجب ان ننهي ذلك الهراء، وحبًا في الله ابتعدي عن عالمي.

تحدث اياه بوضوح، تعلم تذبذبه كل ذلك بات جليًا، هو على وشك الاستسلام لما يحدث بينهما بتلك الكيمياء الغريبة و الانجذاب الحسي لكنه قطعه بقوة ليلقيها في ذلك الجحر المظلم رافضًا اعلان خروجها
- وان لم افعل؟
اشتدت نظراته واندلعت النيران في مقلتيه ليهمس بنبرة اجشة
- سأحرقك علياء، سأحرقك بنيراني.

- ماذا يفعل هنا؟
صاح بها صارخًا في وجهها بعدائية شديدة وهي ترمش بأهدابها متى تحول ذلك المسالم إلى شخص ثائر، لتعلم أن الطبقة العازلة التي اصطنعها منذ قليل ما هي إلا بداية لثوران البركان، العجيب في الامر انها لا تنفر من غيرته وحمائيته الدائمة! اهي طبيعية؟!، حمحمت بجدية
- لن أتحدث معك وانت مثل الثور اهدأ وسنتحدث.

عاد النظر إلى تلك العلبة التي تحتضنها بقوة تاركة باقته في ركن بعيد عنها، مسح علي وجهه بعصبيه وهو لا يصدق تلك تقول له انه ثور بهدوء لا مبالي، بالكاد هو حافظ علي ضبط النفس كي لا يحدث ما لا يحمد عقابه وذلك البغل معها والباب مغلق عليهم، أصر أن ينفجر بركانه وهو منفردًا بها يخرج بضع من ثورته أمامها
- اي هدوء وانا اري خطيبك السابق ارسل علبة شيكولا
نظرت إلى علبة الشوكولا المفضلة اليها بحب لتهمس بلا وعي.

- يعلم انني احب الشوكولا
شهقت بصدمة حينما رأته يلتهم باقي المسافات بينهما، يقترب من وجهها بخطورة محذرًا إياها عن التمادي بأي شيء آخر، غمغم بسخط
- سارة
- اسفه
أزاحت عيناها فورًا عن مقلتيه الحاملة أعاصير مدمرة وهي ترتعب خوفًا، خوفًا من شيء يأتي بدون سابق انذار، خوفًا عليه فقط من اقتحام والدها للغرفة، سحقت شفتيها السفلي بتوتر
- تريد التنفيس عن غضبك امامي تفضل انا جاهزة.

لفح بانفاس تحمل عبق رائحته وطوفان من المشاعر التي اقتلعتها من جذورها
- لا تعلمين ما أود فعله الان سارة حتى أعلن ملكيتي ضاربًا بكل شيء في عرض الحائط لذا لا تستفزيني
احتقن وجهها من صراحته وجرأته التي تقترب من الوقاحة، برغم كل شيء هي ما زالت مبتدئة على تلك الألعاب، لا تفهم نهج تلك الالعاب جيدًا ما زالت ساذجة رغم ادعائها بالشجاعة همست في خفوت
- لماذا جئت؟

تنفس بهدر وهو يستنشق ويختزن في صدره رائحتها الخاصة، ابتعد مفزعًا حينما ادرك ما قاله، اللعنة ما الذي تفوه به منذ قليل، بالكاد يكبح كل شيء وأي شيء حتي تصبح ملكه لا يريد خدش عذريتها بتلك الكلمات الوقحة، وضع أنامله أسفل ذقنها لتتقابل عيناه بعينيها البندقية النعاسة نظر إلى انعكاس صورته بابتسامة عذبة
- لأخبرك فقط أنهما ثلاثة أشهر وسأضع في بنصرك الايسر خاتمي، خاتم يعلن للجميع انكِ صرتي ملكي.

دغدغتها تلك الكلمات التي خرجت من شفتيه بعاطفة جياشة لتتسع ابتسامتها وهي تهتف بتساؤل
- ثلاثة أشهر!
هز رأسه بتصميم
- ثلاثة أشهر نجمتي، تجهزي واياك حينما اهاتفك تتمنعي عن الرد او اي شيء اجلبه لكي وان كانت ثيابًا خاصة
تورد وجنتها وهي تومأ صاغرة ل تردف بتلعثم
- سأرتدي اي شيء تجلبه لي حينما اصبح زوجتك
همس بصوت ابح عاطفي
- قريبًا نجمتي.

ران صمت مقدس بينهما سوى من صوت أنفاسه اللاهثة ومضخته الثائرة ولون مقلتيه التي عادت للون فيروزي لامع في حضرتها
- اتثير غضبك غيرتي؟
نفت بسرعة
- لا، احبها
ابتلع ريقه بصعوبه واختلج قلبه وهو يود لو أن يزرعها بين احضانه، ليعاود تكرار سؤاله بتوسل عجيب
- لن تغضبي أو تشعري بالاختناق من غيرتي
هزت رأسها نافية لمرة الثانية واتسعت ابتسامتها تدريجيًا
- ابدًا
رفع حاجبه وهو يهتف
- ابدًا؟
همست من بين شفتيها
- أحبها للغاية.

زفر بحرارة وهو يخلل أنامله بقسوة على خصلات شعره، تبًا ألا يستطيع ان يتزوجها تلك الليلة كي يقبلها كيفما يشاء!
- أعانني الله نجمتي على تلك الايام التي سأبتعد بها مرغمًا، لا تخشي من غضبي سارة انتي تعلمين مهما بلغ عظم غضبي فانتقامي لك لن يكون سوى شيء واحد تعلمينه بالطبع.

انتقامي ليس عتاب ولا فراق ولا كره انتقامي قبلات دافئة تتقاتل مع شفتيك حتى تعلنين رضوخك وتستلمين لجنوني رباه كيف لها ان تنسي تلك الكلمات الوقحة، احتقن وجهها خجلاً ونكست رأسها ارضًا وابتسامة شاحبة تزين ثغرها و خلف تلك الابتسامة، هاجس لعين يخبرها ان هناك امرأة قد جعلته متشككًا بأي امرأة، ستعلم كل شيء عنه حقًا لكن حينما تصبح زوجته، تعلم انه لن يخبرها بأي شيء عن حياته الماضية، طفولته إلا بعد مرور تلك الأشهر.

قامت من مضجعها بتكاسل شديد لترى الساعة قد تخطت السادسة ليلاً، تأففت بشدة من مواعيد نومها التي لا تستطيع ضبط منبه لها لتتوجه نحو المرحاض الملحق بالغرفة لكي تستعيد بعضا من نشاطها، خرجت وهي تزيل آثار المياه من وجهها ليلفت نظرها علبة كبيرة مخملية الملمس تذكرها بالفساتين التي ارتدتها حينما صاحبته في حفلاته، ابتسمت وهي تلتهم المسافة الفاصلة بينها وبين العلبة لتسحب الرسالة الخاصة بها وتتلهم السطور بأعين رائقة.

لياني، قررت اليوم كتابة اسمك بالعربية آسف لخطي الرديء بعض الشيء لكن منذ فترة لم أكتب كلمة بالعربية، لا اريدك ان تخرجي من الغرفة قبل الثامنة والنصف تجهزي حبيبتي اريدك فاتنة، اتتذكرين أول مرة حينما رأيتك بذلك الفستان الاسود، لياني كنت تبدين فاتنة وجميلة وأسرة القلوب وددت ان اهدر في وجهك ما الذي ترتدينه؟ والفستان الاخر اتتذكرينه! أتتذكرين قبلتنا الأولى، من فضلك لا داعي لتورد وجنتيك الان لانني سأقتطفهم تلك الليلة، لن اخبرك عن شعوري في اسطر لأن ذلك يحتاج إلى شعور متبادل، تجهزي حبيبتي فذلك اليوم هام جدا بالنسبة لي، احبك.

طوت الرسالة وهي تضعها على نبضات قلبها تهدأ قلبها الاحمق الذي استمال لكلماته التي أذهبت بلب عقلها، اول مرة تقرأ رسالة تحوي الكثير من مشاعره استطاعت ببراعة أن تحس بها، ان تلفها في فقاعته الخاصة، همست بخجل وهي تفتح العلبه لتشهق من الفستان الابيض الذي امامها
- ياإلهي، مجنون ام انني اتخيل.

لكن اليوم ليس ذكري زواجهم، ولا يوم ميلاده ولا يوم ميلادها! عبس وجهها وقطبت جبينها بانزعاج لعدم معرفة تلك المناسبة الخاصة المهمة بالنسبة له، توجهت نحو المرحاض وهي تتمنى أن تنتهي قبل نهاية الوقت، كي تتفادي التأخير.

في الموعد المحدد هبطت حافية القدمين تتلمس الارضية الباردة وحفيف فستانها الطويل جعلها تزداد خجلاً اهتمت بزينتها وشعرها وكأنها عروس تلك الليلة، فستان ابيض طويل كلاسيكي أظهر بروز بطنها، ماذا يفعل ذلك الرجل بها وبقلبها؟، نظرت الي الطابق الساكن بتعجب وهي تري الاضاءات خافتة عن أي يوم سابق، خطت بقدميها ناحية غرفة مكتبه لتجدها فارغة، عصف القلق في أوداجها لتلتفت ناحية الزجاج الي تلك الاضاءات اللامعة في الحديقة، أسرعت مهرولة في الخارج لتجد طاولة مزينة بدقة وعناية بها عشاء شهي، الاضاءات الرومانسية اربكت نبضات قلبها لينبعث فجأة لحن رومانسي خافت وهي تنتظر حضوره، استمعت إلى صوته الذي اقشعر بدنها.

- رباه
همس بها وشفتيه منفرجة قليلاً، ليانه امامه بتلك الصورة الفائقة هبط بصره الي بروز بطنها ك علامة مؤكدة انها ملكه، تنتمي له، راقب خصلاتها الناعمة التي تتأرجح بفعل الهواء جعلت نبضات خافقه تلحن بأسمها فقط فقط صاحبة النبضة الأولى والأخيرة، اقترب حتي أصبح قبالتها طبع قبلة ناعمة على جبينها ليستمع الي همسها الناعم
- زين.

احتضنها بقوة وهو يزرعها بين ضلوعه، يستنشق عبير عطرها بثمالة، أيام جافئة قررت التمنع عن النوم بجواره، ترتدي قمصانه الزرقاء الخاصة به وهو يكظم غيظه كي لا يفتك بها، لكن تلك الليلة...!
- إنها ذكرى زواج ابي وامي، اعلم انني تبخست بحقك ولم أقم حفل زفاف حتي الان
اتسعت ابتسامتها وهي ترى تلك الغيوم التي تكلل سحابته الزرقاء، همست بمشاكسة
- حفل ماذا وأنا بتلك الكرة زين؟
مسد بكف يده على بروز بطنها وهمس بنعومة.

- خلابة وجميلة للغاية لياني
اتسعت ابتسامته وتحشرج صوته بالكآبة
- اتعلمين انهم تزوجوا في نفس موعد لقائهم
التمعت عيناها وهي تتفحصه بعناء، تخلص من السترة وربطه العنق الذي حتى الآن لم يتعلم كيفية عقدها، قميصه الأبيض الذي أبرز منحنيات جسده العضلية، تخضبت وجنتيها بالحمرة حينما تقابلت عيناها بعيناه اللامعة
- والدك رومانسي للغاية
همست بها وهي تحتضن وجنتيه ليتنهد بحرارة وهو يحتضن خصرها بتملك.

- بل امي اتعلمين يوجد بينكما صفات مشتركة كثيرة.

قادها بخفة إلى طاولة الطعام ليسحب مقعدها وتجلس عليه بارتباك، تلك المرة الأولى التي يبادر بها زين بتلك الاشياء، رغم اشهر زواجهم السعيدة لم يصطحبها إلى عشاء رومانسي سلفًا، جلس على المقعد المقابل وهو يحثها على تناول الطعام، التقطت الشوكة وهي تتناول المعكرونة بالصوص الأبيض بتلذذ، نظرت اليه وهو يتناول الخضار المطهو بهدوء وعيناه مثقلتان بالعاطفة، اسدلت أهدابها وهي ترتشف قطرات من المياه لتعاود تناول الطعام متحاشية النظر إليه،.

ترك الشوكة ليستند بذقنه على قبضتيه، يرى كيف تتناول كيف تتلذذ بكل قضمة ثم استمتاعها بالدجاج المقلي، يعلم أن ذلك الطعام المفضل لديها منذ اسبوعان دائما تلح عليه لتناوله لكنه يرفض متعللا ان الطبيبة لم تسمح لها، لكن الآن كل ما تود تذوقه متاح لها تلك الليلة فقط، أطال النظر إلى شهيتها المفتوحة والي شفتيها التي صارت لامعة بسبب دهن الطعام، حمحم بجدية.

- اخبريني هل الطعام جيد، في الحقيقة حاولت ان اطهي شيئًا لكن كما تعلمين لا أقدر على عمل شيء سوى كوب قهوة
أجابته وهي مغلقة الجفن
- لذيذة للغاية
فتحت عيناها لتنظر اليه بعبوس
- لماذا لا تأكل؟
هز كتفيه بلا مبالاة وغمز بعبث
- طعامي ليس هذا بل شيء آخر.

تناولت المحرمة وهي تمسح بها شفتيها ثم التقطت كوب العصير ترتشفه ببطء ليهب زين من مجلسه وقد تصاعدت اغنية رومانسية مد كفه وهو يسحبها ببطء نحوه مال اسفل اذنها بصوت أجش
- أنصتي إليه جيدًا، اجعليه أفضل ذكرى تحفظينه في عقلك لسنوات القادمة
أحاطت يديها بعنقه ومالت برأسها على صدره لتهمس بشرود
- لماذا تقلقني؟

ورده كان يحيط خصرها بقوة يلتحم جسدها بجسده مانعًا أي ذرات هواء تفصل بينهم، مد أنامله يعبث بشعرها الفحمي ليغمغم
- انا بجوارك
ابتعدت برقه وهي تنظر الى عيناه بشرود لتهمس بصوت مثقل بالعاطفة
- زين
- احبك.

همس بها أمام شفتيها وهو يسحبها ببطء إلى عالمه، لم يجد أي رفض او ممانعة منها وحينما شعر بها تستفيق من تلك الدوامة دحض مقاومتها الواهية وهو يحملها بين ذراعيه متوجهًا بها نحو فراشهم، يخبرها بطريقة أكثر فعالية كيف اشتاق لها، يخرج مكنوناته الداخلية امامها لتلتقطها بصدر رحب وهي تمرغ انفها بين جنبات صدره وطردت وسواسها تلك الليلة.

فتحت جفنيها ببطء وهي تنظر إلى الساعة التي تخطت العاشرة صباحًا، بدأت مشاهد الليلة السابقة الحميمية تعود الي ذاكرتها، تخضبت وجنتيها بالحمرة القانية وهي ترى علامات ليلة أمس ملموسة، فستانها ملقي بأهمال على الارضية وقميصه بجوار الفستان، سحبت الغطاء بقوة تلفه حول جسدها العاري لتستمع الي صوته الناعم
- صباح الخير لياني.

تحكمت بقوة بالغطاء وهي تهمس بعد أن رأته يرتدي قميص ازرق وسروال جينز وبعض قطرات المياه تسقط على جبينه
- صباح الخير
اقترب منها وهو يجلس بجوارها على الفراش ليسحب ذلك الغطاء بقوة وهو يهمس برقة
- لا تفعلي ليان ما بيننا أكبر من ذلك، لا تخفي أي شيء عني
احمرت وجنتيها بقوة وهي تشعر بقبلات ناعمة علي عنقها ووجنتيها لتهمس بتلعثم
- لكنك تخفي زين.

تنهد بحرارة وهو يلتقط ثغرها بحميمية ليستمع إلى همسات اسمه وهو يبتر آخر حرفه في كل مرة، احاط وجنتيها بكفيه وهو يهمس
- يا قلب زين، لا تمنعي عني الحياة ليان تلك الليلة لا تكلليها بالخزي والخطيئة انني زوجك زوجك لياني ارجوكي توقفي عن هذا
بهتت للحظات وهي تنظر الى عيناه الزرقاء المحملة بعواصفه المدمرة لتتلعثم قائلة
- انا.

دفن وجه في عنقها يستنشق عبيرها براحة، لا يوجد شيء يمنعه عنها مرة أخرى، كانت ناعمة للغاية ليلة أمس واستطاعت أن تذيب جليد قلبه، غمغم بحرارة
- ان اردتي ان ابتعد عنك ليان سأحاول لكن لا استطيع ان اجزم بذلك
اختتم عبارته بوضع صك ملكيته علي شفتيها لتهمس بمرارة
- انا اسيرة لك في كل خطوة وكل حركة سواء بقربك او بعدك
قاطعها بلهفة متغافلاً عن نبرتها المتشنجة.

- بل انا من وقع اسيرًا لك منذ اول يوم رأيتك، اخبريني ماذا افعل لاجعلك تغفرين لي؟
اعادت سحب الغطاء حولها مرة أخرى تلتصق بحافة الفراش وهي تطرد تلك الذرات التي سحبتها للغمامة الوردية، تلك فرصتها الان يجب أن تنتهزها همست بصوت مرتبك
- احتاج مساحة خاصة زين، ارغب بالعودة لمنزلي.

تجمدت نظراته وهو ينظر الي اثر ليلة أمس، وجنتيها المشتعلة نحرها الذي يحمل علامته، شفتيها التي انتفخت من أثر انتهاكه، خصلات شعرها الذي ألقي به شعرًا ليلة أمس ليقاطعها ببرود
- منزلنا
جف حلقها من برودته وكأنها تلقت للتو صفعة منه لتهمس
- منزل والدي، كل ما تفعله زين يربكني تفرض سيطرتك وعاطفتك علي، لا اريد تكرار الخطأ مرة أخرى.

انتفض من الفراش وهو يكظم غيظه، تلك ال، ، اللعنة عليها لما في كل مرة تهبطه إلى الارض بعد ان كان يحلق في الأفق، يقسم انه لو أعاد في التو ليلة أمس سيخرس لسانها الذي يتفوه بالحماقات الى الابد، زفر بحنق وهو يشعث شعره ليغمغم بجمود
- وإن وجدتي ان ببعدك عني ستجدين راحتك.

كبحت شهقة منفلتة منها وهي تراه يدير بوجهه عنها، تعلم انه يخفي حزنه عنها و يتصنع البرود والجمود كي لا يعود للتوسل اليها، لن يفعلها تلك المرة، لقد اخبرها وهي بين ذراعيه كل انش في جسدها يعجبه حتى وإن ازدادت وزنًا سيكون قادرًا على حملها، اخبرها ان فتاته القادمة سيسميها ليان حتي يكون اسم الأنثى الوحيد الذي ينطقه حين مماته، وماذا فعلت الآن!
تنهدت بحرارة وهي تهتف بجمود
- سأفعلها.

دلف الي العقار بملامح عابسة، تلك الليلة حدثت مشاداه بينه وبين ما يسمى بوالده، ما زال مصرًا على زواجه بابنة صديقه، الا يوجد لديه رأي لكي يختار شريكة حياته، الا يكفي انه لم يستطيع اختيار والده؟!، تجمدت انظاره حينما رأى صاحبة العيون العسلية واقفة أمامه بهدوء، هز راسه يائسًا علي مخيلته الواسعة الا يكفي انها تقتحم أحلامه و الآن بدأ يراها في صحوته بصورة حية
ابتسم بشرود وصاح بنبرة عذبة
- علياء.

أغمض جفنيه وهو يستشعر أنفاسها اللاهثة، هيئتها اهلكت رجولته وجعلته يتمني لو ان يلمس بشرتها الناعمة
أطرقت بعينيها ارضًا وهي لا تصدق كيف تحولت فتاة متهورة الي تلك الدرجة، انتظرته لمدة نصف ساعة حتي عودته من الخارج، ران الصمت بينهما لتهمس
- جئت لأودعك، سأغادر ولن اعود مرة اخرى، اردت ان اعتذر لك على ما سببته في الايام السابقة.

فتح جفنيه وهو يحدق في وجهها بجمود، صاحبة الفستان الاسود القصير امامه، اغمض جفنيه يائسًا من ثيابها الفاضحة ليهمس بعبوس
- اعتذار؟!
مسدت عنقها بتوتر وقالت
- لقد فرضت عليك دون ان اترك لك حرية للتعبير عن مكنوناتك، لكن انا اعلم ان انتظاري هنا دون جدوى
راقب خصلاتها البندقية التي تتدلي علي كتفيها بضيق، حذائها المرتفع والثوب الملتصق بجسدها مبرزًا منحنياتها المهلكة، تراقص الشرر في مقلتيه وهو يهتف بخشونة.

- علياء ما هذا الذي ترتدينه؟
صاحت مستنكرة وهي تنظر الي ثوبها برضي
- ماذا؟
وهو اصبح يتقلب على نار متقد، يفكر كم رجلاً افتتن بها؟، كم رجلا راودته افكارًا منحلة وهي كالتفاحة المحرمة للجميع، عض على شفتيه ودمدم بسخط
- اي شيء سخيف ذلك الذي ترتدينه بربك ألا ترين ثيابك التي لا يصح الخروج بها من غرفة نومك
توسعت حدقتي عينيها وصاحت مستنكرة
- ماذا؟
قبض على ذراعها بقسوة غير عابيء بتأوهاتها ليغمغم بسخط.

- ثيابك تلك تبدو،
قاطعته بحزن
- هل ابدو مريعة لتلك الدرجة؟
ثم تابعت بحزن بائس
- لم افكر بما ارتديه اخترت ما قابل وجهي في الخزانة لكي اسرع برؤيتك قبل رحيلي
اللعنة انها فاتنة الآن كيف ستبدو في موعد عشاء رومانسي؟! ماذا سترتدي؟! منامة! رباه انه يغار عليها، لم يغار بنفس المقدار على خطيبته السابقة لكن تلك...!
صرخ في وجهها بأنفعال بائس منه
- كيف اتتك الجرأة لكي تتحدثين بوقاحة عن علاقتك الحسية بحبيبك.

ارتجف جسدها و ارتعشت شفتيها من هيئته الأشبه برجل ملثم لتهمس بتوتر
- علاقة! اخبرتك انها مجرد قبلة
صاح مستنكرًا
- قبلة؟ لا اصدق وقاحتك تخبريني ببساطة دون مراعاة شعوري كرجل شرقي
إلى هنا وكفى، صرخت في وجهه.

- اخبرتك انني كنت طامعة للمشاعر، انساق هو لغرائزه لكنني شعرت انني مجرد عاهرة من قبلته وهو كان يشعر بالتخبط والتيه جراء ما فعله، لن اكذب عليك انه حاول ان يجعلني حبيبته لكنه لم يتخطي حبيبته الراحلة وهذا ما سبب عائقًا ثم اكتشفت ببساطة انه خدعني كان يستميلني كي أقع في عشقه ويكبلني بقوة بحبائله حتى وجدتك
زحفت الدموع من مآقيها وضربته علي صدره بقوة وهي تهمس بخواء، بروح مكللة بالعار، بجسد اعترف بالخيانة.

- كنت يائسة ومحطمة وقتها من بعده عني أسير في الطرقات دون جهة محددة حتى اصطدمت بك وحينما حطت عيناي على عينيك ظننت لوهلة أنك هو لكن ما إن أمعنت حتى وجدتك رجلا آخر، بدون ان اعلم وجدت بك أشياء كثيرة كانت مفاجئة بالنسبة لي، عالمي لا يوجد به اشخاص مثلك ابدًا اقتربت منك حتى اصيبك بلعنتي لكنك قاومتني بضراوة حاولت ان اصورك كأي رجل يتبع غرائزه لكنك صدتني وما زلت، الأول تصور انني فتاة متحررة وقال لي انه مهما حدث لن يتزوج بفتاة عاشت في الغرب واتخذت الحياة الغربية نهجًا لها بل قال مكاني فقط خليلة لا اكثر اتتصور ذلك الحقير وانا اكن له المشاعر اللطيفة يصفعني لتلك الدرجة، لم استطيع ان اخبر شقيقي بذلك لانني اعلم ان لن يتوانى على قتله.

وهو ايضًا يود قتله سحبها بيأس نحو صدره لتبكي بين احضانه ليقول
- اهدئي
انفجرت باكية وهي تمرغ أنفها في عنقه لتهمس بنبرة متشنجة
- الثاني اتخذني بنفس الوسيلة وان كان الدافع شيء اخر لكنني تعبت اقسم لك سئمت من كل شيء
اعتصرها بين ذراعيه وهو يربت علي شعرها قائلاً بنعومة
- اهدئي
تشبثت بقوة في ياقتي قميصه وصاحت بنواح
- كيف اهدأ بالله كيف اهدأ وانا بدأت أقنع نفسي بتلك الطريقة أنا مجرد امرأة فاس،.

صاح معنفًا بقوة في وجهها
- اصمتي ايتها الغبية
مسح على وجهه بنفاذ صبر
- حتمًا لم اجد فتاة في جنونك وغبائك بل تفوقتي علي جميع النساء اللاتي عرفتهن
ابتعدت عدة خطوات عنه ليلتقط في ذهنها خطيبته السابقة لتشهق بصدمة وهي تهمس بمرارة
- اتقصد...!
نفذ صبره لذلك الحد، رباه أي عقل تلك تمتلكه، التهم المسافة الفاصلة بينهما وهو يضع كفه علي شفتيها يصيح هادرًا
- توقفي لا اعلم كيف عقلك يجعلك تعودين الي صورة واحدة فقط.

ابعد كفه عن شفتيها بسبب انصهار عيناها لتعود تهمس برقة
- انا اكتوي سالم و اتلظى النيران في احشائي، لم اجرب ذلك الشعور من قبل امام رجل بقدر انه يستطيع ان يحرق الجميع لكنه يدفئ قلبي
غمغم ساخطًا
- حتمًا مجنونة وستتعبيني
نكست رأسها ارضًا وهمست بألم.

- لا تقلق كما دخلت سابقًا سأخرج، لن اتودد لك لن اتصل بك بل لن يجمعنا نفس المكان مرة أخرى سأعود للندن سأفتح متجر ضخمًا لثياب السيدات لذا لا تقلق لن تتلاقي دروبنا مرة اخرى، اعتذر على تلك الفوضى التي سببتها لك.

لم تنتظر رده بل اسرعت مغادرة، لا تحتاج رجلاً يسير متأرجحًا بين طرفين، بقدر انها تري عاطفته المخبأة بين عينيه القاسيتين بقدر انها تراه في كل مرة يبتعد عنها، ستعود لموطنها يكفي انها تستسلم في كل مرة خائبة الرجا مطالبة ب عفوه، انتهت تلك القصة للأبد قررت انها ستمضي باقي عمرها للعيش مع والدها، لكنها كانت غافلة عن عيونه التي تشتعل بقوة من سيرها المتبختر في الرواق، اتخذ قراره سيتركها ليالي تتلظي بنيران غيرتها ثم سيخمد تلك النيران بطريقة واحدة.

- يامن قولنا ايه؟، بلاش جري والنبي مش هقدر اجري وراك وانا شايلة اللي في ايدي
صاحت بها هند بعتاب ليسير بجوارها يتفحصان المحلات التجارية وحتى الآن لم تجلب سوى ثيابها العملية التي تحولت إلى بلوزات فضفاضة وسراويل واسعة بناءًا على قرار تنينها بل قرر اصطحاب ابنه بجوارها حتى يخبره بأخر المستجدات كونه مسافرًا إلى فرع الشركة الأخرى، تهجمت ملامحه للضيق
- ماشي يا ابلة هند
كررت كلمته باستنكار
- ابلة؟!

انفجرت ضاحكة وهي تغمز بعينها له، ليرد يامن بسخط
- اعمل ايه بابا مُصر اني مقولش اسمك حاف كده ولا انا ادلعك زي ما هو بيعمل
قرصت وجنتيه وهي تراه يحمل حقائبها البلاستيكية بأسف، يخبرها انه رجل وقادر على أن يحمل أطنانًا، استرسل بهدوء
- كان مصمم يقدم الفرح عن معاده بس انا قولتله لا سارة لازم تيجي
- وقالك ايه؟
زفر بحنق و عادت ملامحه للضيق
- ولا حاجه مردش عليا
- وجدو؟

صمت للحظات وهو يراقب عيونها الفضولية، ليرد بمكر
- انا اتفقت مع جدو و واضح كده ان بابا مستعجل حبتين تلاته
شهقت باستنكار
- يامن
سحب كفها وهو يسرع للخروج من المول، لقد وعدته أنهما سيتناولان بيتزا دون علم جده، ابتسم بخبث
- ايه بس انا اقصد انه عريس ملو هدومه وعنده شقة وعربية وواد قمر زي كده وناقص عروسة بشنطتها
هزت رأسها وهي تعلم أنه لا جدوى من الحديث معه
- بجد انت مصيبة.

انتبهت فجأة إلى ملامح رجل تعلمه وهو يحتضن يد امرأة، اقتربت منه بذهول وصاحت
- يوسف!
تفاجيء يوسف من صيحة انثوية لينظر اليها بتعجب
- هند!
تدارك الامر فور ان رأي التي بصحبته تنظر إليهم بعبوس ليهتف بهدوء
- احب اعرفك علي مراتي مريم
اتسعت حدقتي عيناها بذهول ولم يخفي الأمر عن يامن الذي ينظر إلى الرجل بريبة ومتحفزًا لاي ردة فعل منه لتقول بتعجب
- بجد الف مبروك.

صافحت المدعوة مريم بهدوء وهي تراقب ملامح وجهها الرقيق يبدو انها لم تصل لمنتصف العشريين بعد، اسرع يوسف يهتف بجمود وهو يزيد من تشبثه بزوجته
- الله يبارك فيكي، عن اذنك.

لم ينتظر ردها ليسرع مغادرًا بصحبة زوجته وبقت عيناها تحدقان بهما حتى اختفا عن مرمى بصرها، ضحكت وهي لا تتصور انه قد قرر الزواج بل تبدو ان ملامحه جدية للغاية وقراره ثابت ان تلك المرة لن يترك الفتاة كمل فعل معها، افاقت من شرودها على صوت يامن الذي هتف بضيق
- مين ده؟
نظرت الي يامن وملامحه التي تشبه ملامح زوجها خصوصًا ذلك البريق الرمادي الماكر لتقبل وجنتيه وهي تهتف بلا مبالاة.

- ماضي واتقفل يا حبيبي، يلا بينا نحط الشنط دي في العربية علشان نلحق نتعشا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة