قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والثلاثون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والثلاثون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والثلاثون

شخص عزيز، شخص قريب منك بشكل غير طبيعي، يستطيع ان يتفهمك، أن يهدئ من روعك، يتفهمك من غضبك وسخطك بل يستطيع أن يخترق غلافك العازل عن الجميع،
ماذا ان شعرت انه مهددًا بالرحيل عن حياتك فجأة؟!، بل يبعث لك باقة ضخمة من الزهور ورسالة تخبرك عن انتهاء مهمته التي نفذها علي اكمل وجهه، بالله كيف يستطيع ان يجمع احباؤه جميعًا دون ان يفقدهم، يضمهم اليه ك أم تحتضن ابناءها بقوة خشية ان يضلو الطريق للعوده للمنزل.

استند بتراخي على مقدمة الباب يحاول استيعاب تلك الكارثة التي سقطت علي سماءه، لطالما خلال أشهر السابقة يشعر بوجود كارثة ستحدث لا محالة ستحرق الأخضر واليابس، كان يتوقع انه من سيخرج من حياة الجميع، اقتنع بتلك الخاطرة التي طرأت عقله وسعي علي أن يتكيف معها لكن جدته!
بالكاد تخطي الان وفاة عائلته، عض على نواجذه وهو يخرج بدون كلمة إلى الخارج، يخرج فارًا من الوضع الصعب الذي يختبر الآن،.

راقبته بألم وهي تتفهم رأيه وتمنت انه لو جاء إليها، أن يعانقها بقوة وتخبره أن كل شيء سيسير علي ما يرام، لا تعلم كيف حدث ذلك خلال الساعات السابقة كانت تتحدث معها بأريحية شديدة عن طفلتها القادمة ثم فجأة ودون سابق إنذار وضعت الجدة يدها على قلبها لم تفعل سوى الصراخ ب زين وياليتها لم تفعل، ياليتها لم تضعه بنفسها بتلك النيران مرة اخري، وما استمعته من الطبيب أنها لم تكن اول مرة لها بل يخشى الطبيب أن تحدث تلك النوبة وربما تصبح أشد من المرات السابقة، أغمضت جفنيها وهي تراقب شبح زوجها لترى فجأة خالد وسارة علي اعتاب غرفة الجدة، ازدردت ريقها بتوتر وهي تعلم ان زين من هاتفه فالسيد زيدان قد غادر لندن باكرًا وعلياء قد انزوت جانبًا بعد ما علمت ما حل للجدة.

- كيف هي؟
هتف بها خالد بنبرة مختنقة ليظهر شبح ابتسامه على ليان وهمست بتحشرج
- مريضة، انها ترغب برؤيتك
اسرع خالد بفتح باب الغرفة وخلفه سارة، اقترب خالد من جدته الراقدة علي الفراش وملامح وجهها الندية اختفت وظهر شبح عجوز كهيلة، شعر بنغزة على قلبه وهو يهتف بلهفة
- جدتي
ابتسمت الجدة بشحوب مما جعل وجهها يكسر تلك الهيئة المخيفة ربتت بيدها على الفراش لتهمس بضعف
- حبيبي تعال اجلس بني.

يا إلهي كيف حدث، لقد كانت في صحة جيدة ليلة أمس، كانت في أشد توهجها وتألقها، ألهذا رغبت بحضورهم، رغبت بأن تراهم لآخر مرة؟!
راقبت سارة ملامح الحفيد والجده ونظراتهما تحمل رسالة لا يستطيع اللسان على نطقها، بهدوء اغلقت الباب خلفها وقررت ترك مساحة لكلاهما.

ربتت الجدة علي يده وهي تداعب خصلات شعره البندقية بحنان، نظرت الى عيناه المنكسرة والخاوية مثل عين حفيدها الاخر ابتلعت غصة مؤلمة في حلقها وهي لا تعلم كيف تطمئن احفادها بل وعلياء التي هربت من لقاءها ومتأكدة انها تبكي في غرفتها، لمعت زرقاوة عيناها وهي تنظر الى زمرد عيناه
- اريدك ان تهتم بزوجتك، تعلم انني اول من علم بوجود شرارة بينكما لكنني فضلت الصمت وكنت انتظر تحركك.

تواصل بصري عجيب بين الجدة والحفيد، كيف تخبره وصيتها الاخيرة! الا تعلم جدته ان رجال العائلة لا تستطيع ان تفرط شخص عزيز عليهما، هي تعلم قوانينهم الصارمة بالأشخاص المقربين إليهم، كيف تقرر المغادرة وتبحث عن مكان آخر بعيدة عنهم، كيف تفعلها؟!
- لا تفعليها جدتي.

غمغم بها بنبرة متوسلة وعقله لا يستوعب علي أن المرأة التي فتحت له ذراعيها وعاملته ك حفيد لها حقيقي مثل حفيدها زياد، كيف ترحل عنه بتلك الطريقة؟ هدأ من نبضات قلبه الثائرة وهو يتمتم متستغفرًا قبل أن يسمعها تهمس بنعومة
- لقد هرمت عزيزي وربما لا استطيع الانتظار لرؤية طفلك القادم لكن احرص على ألا تحزن تلك الفتاة.

شرخت نظراته قلبها وأدمته، لطالما تعلم خالد لا يستطيع ان يجاهد بحفظ مكنوناته بداخله عكس الاخر، لكن مع حالة حفيدها جعل الامر اكثر صعوبة من الاخر، الآخر الجامد ظاهريًا المتهالك داخليًا تري عيناه التي تموج وتعصف بالقلق والخوف، سمعت نبرته الواهنة وهو يعدها
- لن افعل
انشرح قلبها كثيرًا لتضم وجنتيه بكلا كفيها لتهمس بنبرة عادية
- لما انت غير موافق علي زواج آليا من ذلك الشاب؟

تهجمت ملامحه فورًا من تذكره للبغل، جاهد بصعوبة بالغة وهو يتحكم في أعصابه الثائرة ليقول بنبرة خرجت حادة بعض الشيء
- جدتي
استاءت الجدة وتهجمت ملامحها للضيق لتهتف بعبوس
- ارجوك لا تخبرني بسبب كونه خطيب زوجتك السابق يجعلك احمق لتلك الدرجة!
نعم هذا السبب الاول لرفضه القاطع بتلك الزيجة ولكن السبب الاكبر انه لا يطيق رؤية خصمه ابدًا، حافظ على برودة أعصابه لثاني مرة وغمغم بانزعاج.

- كيف يأتي جدتي ذلك الرجل خلال اشهر الى هنا ويريد أن يقترن بشقيقتي، ذلك الحقير كيف يجرؤ علي اخذ بنتي وكيف جعلها تعشقه بتلك السرعة، توجد حلقة مفقودة
لم تقتنع الجدة بما قاله، ببساطة انه يغار، يغار كون الرجل اختطف امرأته سابقًا حسنًا لتقولها كما يفكر رجال تلك العائلة، استطاع خطف من هي ملكة وبل تجرأ على محاربته، ابتسمت بعطف وقالت.

- هل حاولت رؤيته عن قرب؟، هل حاولت ان ترى كيف ينظر الي صغيرتك؟، هل حاولت يومًا ان تستمع اليه بدلا عن المشاجرة وضربه
بدا منزعجًا من الحديث الدائر نحو ذلك البغل، بمجرد نطق اسمه تتحفز خلاياه على الفتك به ما بالك بأن يقترب من قطعة من قلبه وروحه واعوامه الذي أفناه وهو يحافظ على صغيرته الطائشة، تلك الطائشة ستعاقب وبشدة على ما تخبره للجدة ليهتف بتوعد شرير
- بربك، آلي تلك،.

قاطعته بهدوء وببساطة وهي ترتخي في رقدتها
- آليا لم تحدثني ابدًا عما حدث ذلك الصباح، استمع الى كلا الطرفين ثم اتخذ قرارك عزيزي، بالمناسبة سمعت ان زواجك من زوجتك لم يكن سهلة
علم ما ود الجدة قوله ببساطة بعد ذلك الحديث الذي لن يجني بثمار، نفخ أوداجه بغيظ شديد وشخر بسخرية
- من اتي لك بتلك المعلومة؟
تمتمت ببساطة
- يوجد لدي عين في كل مكان
قبل كفها وهمس برجاء
- اهتمي بصحتك رجاءًا، انتظري حتى ترين اطفالي.

التمعت عيناها وهي تتمنى تحقيق طلب حفيدها، ومع ذلك لم تمنع ان تغمز بمشاكسة
- ربما من الاجدر بك ان تسرع سيادة القبطان.

زوجان من العيون المتفحصة تراقب تلك الشابة ذات جمال هاديء بتقيم واعجاب سافر، تقابلت نظرات يامن وهند وخصصا نظرة ذات مغزى ليعودا النظر إلى المرأة الخجولة أمامهم لتهتف هند
- إذا انتِ من أصل مغربي؟
احتقن وجهها خجلاً وهي تجيب بلكنة بريطانية اصلية
- نعم جدي مغربي وعشنا في لندن حتى الآن
عادت تتقابل زوجان من العيون بحديث صامت لتنظر اليها هند بفضول مما جعل يامن يهتف بتهور
- كيف التقيتما اذًا؟

زجرته هند فورًا لينظر اليها بغضب طفولي جعل سلمي تنفجر ضاحكة وهي تمتم بخجل
- كان مريضًا وانا الممرضة التي أشرفت على رعايته وهنا بدأت قصة حبنا
زفر يامن بحالمية وهو يستند بضم قبضته علي ذقنه وهتف بنعومة
- الحقي ديه بتقولك قصة حبنا، علي كده انتي قابلتي بابا ازاي؟
بالطبع لن تشي بما حدث للصغير، منذ اول لقاء حتى اعترافه بالحب امامه لم تسير مقابلتهم بخير الا وحدث مشكلة أو صراخ منه، شخرت بسخرية.

- متقلبش عليا المواجع يا حبيبي
عادت للنظر إلى سلمى وهي تتفحصها بهدوء، لا تبدو باردة مثل الانجليز ثم ملابسها محتشمة عن نساء الخارج، تمتمت بفضول
- إذا تزوجتما بدون علم احد!
شهقت سلمى باستنكار لتسارع نافية
- لا ابي يعلم الأمر واعطاني مباركته لذلك جئنا لهنا بعد زواجنا، كريم أخبرني أن نفاجئكم بخبر الزواج كي نضع والده امام الامر الواقع، لكن اتضح انها فكرة سيئة
قطبت جبينها بحيرة لتتساءل
- ولما طاوعتيه؟

تخضب ووجنتيها وعلى الرغم من كثرة اسئلتهم الا انها تشعر بالالفة معهما، تتذكر قديمًا حينما تأتي الي مقهي كمال للتعرف على العرب، تنهدت قائلة
- هل ستصدقين ان اخبرتك انني لا اعلم كيف فعلتها حتى الآن؟!
لمعت عينا يامن ببريق عاصف ليتنهد بحالميه
- عمي طلع عنده قدرات خارقة يا هدهد الجناين
جحظت عينا هند بذهول شديد من ذلك المصطلح الغريب، لتنظر اليه من خلف كتفها ونظرت اليه بشرر ناري
- نعم!

هب يامن من مجلسه فورًا عندما استقامت من مجلسها ليفر هاربًا خلف الطاولة لتنظر اليه هند باحتقان وهتفت بغلظة
- تعالى هنا يا ولد، قال هدهد قال
كبحت سلمي بصعوبة ضحكاتها وهي تري مراوغة الطفل لتسمعه يهتف بلغته التي بالكاد تلتقط منها بضعة كلمات
- خلاص انا مش عارف انتوا مش بتهزروا ليه؟

رفع يامن يديه مستسلمًا ليعود مرة اخرى الى الاريكة وهند تنظر اليه بغضب جم وفي الداخل تكاد تنهار ضحكًا كونه ارتعب منها لتنظر الي سلمي وتذكرت انها الشاهد علي ما حدث منذ قليل، حمحمت بجدية واستعادت الصورة الصلبة لتهتف
- وماذا عن عملك سلمي؟
هزت كتفيها و غمغمت
- كريم قرر الاستقرار هنا والعمل بجوار والده وانا قررت ان اعمل في احدي المستشفيات الاستثمارية هنا
عبس ملامح يامن وشخر ساخرًا
- جاية مخططة كل حاجة.

رمقته هند بنظرة نارية وهمست بكلمة خفيضة
- اخرس
وضع يامن يده علي فمه ك علامة للخرس لينتبه الى سلمى التي هتفت بابتسامة ناعمة
- أتعلمين حينما رأيتك للمرة الأولى تشبهين شخصًا اعلمه، يوجد لدي صديقه مصرية تزوجت اجنبي منذ بضعة سنوات
اسرعت بإخراج هاتفها من جيب سروالها لتنقر عليه لبضع ثواني قبل ان تقترب منها وهي تقول بنعومة
- انظري.

اقترب يامن سريعًا منها ينظر إلى الصورة بفضول شديد، رمشت هند بأهدابها عدة مرات غير مصدقة كيف الدنيا أصبحت صغيرة لذلك الحد!، ظلت تتفحص الصورة بتمعن شديد حتى أفاقت من صياح يامن
- مش ديه اخت سارة؟!
نظرت سلمي نحوهم بعدم فهم و غمغمت متساءلة
- معذرة!
تود الآن أن تنهار ضحكًا يا الهي تلك المرأة حتمًا ستصادقها في المستقبل القريب ان رأتها، ردت ببساطة
- لا شيء إنها تبدو مألوفة بعض الشيء.

شهقت سلمى على عدم علمها لتهتف باستنكار شديد
- بربك انها زوجة زين الحديدي من لا يعلم بذلك الأمر، ليان الحديدي لقد اثارت الجدل منذ اختفاء زوجها ووجهته الغير معلومة، لكن شكرا للرب أنهما عادا مرة اخرى
زاد فضولها للتعرف علي تلك الذين يصرون انها تشبهها، ان تقابلت دروبهما يومًا ستبادر هي بعرض الصداقة للتعرف عليها عن قرب لتنظر الي يامن الذي اكد حديثها
- هي.

انتبهت الي باب المكتب الذي خرج منه راشد اولاً تبعه كريم ومرتضي لتهب من مجلسها تبعها سلمي التي شحب وجهها والي يامن الذي أخذ يتنقل ببصره إلى ملامحهم المبهمة ليهتف راشد بجمود
- هيعلن جوازهم مع جوازنا اخر الاسبوع
أطلق يامن صفيرًا عاليا متنهدًا براحة كون شمل عائلته ستتحد اخيرًا
- ايوا بقي.

ضمت ذراعيها حول جسدها وهي تنظر الي السماء بشرود شديد، لقد قاربت دقات الساعة عن الثانية منتصف الليل ولم يعد زوجها حتى الآن، لم يأخذ سيارته تلك المرة لتعلم انه يتجول بدون هوادة في أرجاء القرية، رفعت عينيها نحو القمر بشرود لتمسد بطمأنينة الي طفلتها ان ابيها سيصبح بخير، لم تهاتفه تلك المرة لأنه لن يجيب على اتصالها، تركت له مساحته الشخصية حتى يأتي وتستطيع مؤازرته، أغمضت جفنيها وهي تغلق شرفتها لتتفاجئ بدخوله الى غرفتها، همست بهلفة.

- زين!
التهم المسافات التي بينهما ليسحبها بقوة إلى ذراعيه، سحقها بقوة بين ذراعيه دافنًا برأسه في تجويف عنقها، سحبته بهدوء إلى الفراش وسار بجوارها بخنوع شديد، مدت أناملها لإشعال الإضاءة الخافتة ولم يسمح لها بأن تتركه لثانيه، هلعت حينما شعرت بشيء دافيء يبلل قماش منامتها الخفيفة، رفعت برأسه إلى مستوى وجهها لتهتف بهلع وهي تنظر الي معالم وجهه المجهدة وعيناه المغروقتين بالدموع، رباااه انه يبكي!

- حبيبي ما بك؟
سحبها بقوة وهو يشدد من ضم خصرها اليه، اغمض جفنيه وهو يستنشق عبير عطرها بانتشاء، تراخت عضلاته المتشنجة فورًا منذ تلقيه دواءه، محاولاته باءت بالفشل، يشعر انه مكبل بالأصفاد، لم يكن يمر في خاطره ما حدث اليوم وحينما يئس من النسيان أو التغلف بالبرود عاد إليها، عاد وهو يعلم أنه سيجد مسكن لألمه عندها هي، هي فقط.

لم يكن يشعر بالضيق وهو لأول مرة يكشف عن ضعفه امامها، هي وهو كيان واحد، اصبحا روحًا واحدًا وهو تعب من بعده عنها، ملس خصلات شعرها برقة وغمغم بأختناق
- لقد تعبت ليان، تعبت للغاية حينما اكتسب شخصًا جديدًا في حياتي يرحل اخر، لماذا انا؟ لماذا دائمًا محفور علي ان اظل اشقي دائما؟!
شهقت بفزع وهي تمتم باستنكار.

- استغفر الله، ما الذي تقوله؟، ( صمتت قليلاً قبل ان تهمس بعذوبة واناملها تلعب بأحترافيه علي عضلاته المتشنجة ) الجدة ستصبح بخير، وستحضر ولادتي وستري حفيدتها القادمة والحفيد القادم
اضطجعت على الفراش وسحبته برقة إلى ذراعيها ليهبط برأسه على صدرها وهو يغمض جفنيه متنهدًا براحة، شعرت بانفاسه الحارة وتصلب جسده تحت أثر لمسات اصابعها لتسمعه يهتف
- انتِ أفضل امرأة حظيت بها في حياتي.

برقت عيناها بوهج خاطف شديد وهي تجد أنامله تهبط الي بطنها المنتفخة، وضع كفه على بطنها وهو يلمسه برقة، ليتابع بعاطفة اجشه
- أفضل امرأة جاءت إلى حياتي، هل اخبرتك من قبل انني احبك؟
صمتت للحظات قبل أن ترد بمشاكسة
- منذ دقائق لا
عاد يجول أنامله بحرية أسفل قماش منامتها، شعرت بأنامله الدافئة تتجول بحرية علي جلدها ليقشعر جسدها فورًا تحت وطء لمساته لتسمعه يهمس بشوق ينضح من خلايا صوته.

- لا تعلمين كم أنا متشوق لرؤية تلك الفتاة القادمة، يجب عليها أن ترى الفتاة التي ستأخذ صفات كثيرة من امها
زادت من احتضانه وقد اختارت الصموت لتترك له مطلق الحرية بالحديث عما يعتمل في صدره، تنهد زافرًا بحرارة وهو يرفع بعيناه الغائمة لعينيها الدافئة انتقلت الابتسامة المزينة في ثغرها كالعدوى اليه وهو يهتف بجمود ظاهري.

- حينما رحلت عائلتي جدتي أصبحت محور حياتي، جاهدت كثيرًا ان اجعلها تعيش في منزلي في لندن بدلاً من بقاؤها هنا، لم تستمع لي و رفضت كثيرًا متعللة بأنها لا تستطيع أن تترك مكان يوجد به جزء من روحها، وحينما تزوجتك وقررت ان تأتي معنا علمت انها تحبك كثيرًا، لقد تعجبت كيف لك أن تجعلي جدتي تنتقل لمنزلنا بتلك السهولة رغم بقاءك في منزلها بضعة أيام، لن اكذب شعرت ببعض الضيق كونك لم تلحي عليها للذهاب، ( صمت للحظات وهو يلتقط انفاسه ليشعر بالتحفز للمتابعة حينما راقب تلك النجوم التي تبرق عيناها وتلك الابتسامة ما زالت مزينة علي ثغرها ) لكن علمت لما احبتك، ظللت اتساءل لفترة كيف انا احافظ عليك لفترة اكبر، كيف اجعلك تحبينِ رغم ما فعلته لك في بداية الامر، لقد كنت بجوارك ك مراهق يصطحب حبيبته الاولي لاول مرة، كل كلام الذي رتبته تبخر منذ ان رأيتك، هل اخبرتك من قبل أن عيناك جميلة للغاية؟!

شعرت بالتخدير في سائر أطراف جسدها، ذلك التخدير الذي يأتي منه هو، ذلك التخدير الذي تشتاق إليه وبقوة في كل مرة، تلك النظرات العاشقة التي تنظر نحوها وكأنها المرأة الاوحد علي سطح الارض، تلك اللمسات الدافئة التي تسير على سائر جذعها، ذلك الصوت الدافئ الذي يجعلها ثملة بعشقه، لتهمس بنعومة وهي ترد على سؤاله
- نعم
عانقها برقة لتسارع بمبادلة عناقه بلهفه اكبر، ابتعد قليلاً وشرد في ملامحها العذبة ليهتف بخشونة.

- انتِ امرأة كاملة بالنسبة لي لياني، كاملة للغاية، وجدت بك اشياء افتقدها في حياتي
لمست اناملها لحيته المهذبة لترتفع قليلاً إلى حاجبيه الكثيفين لتهتف بغنج
- زين
رأت عيناه التي تبرقان بقوة كحجر نفيس يلمع في العتمة ليتهدج صوتها وهي تنظر الى عيناه بانبهار
- انت رائع للغاية، ستصبح أفضل زوج وأب عزيزي
رفع حاجبه الأيسر وغمغم بشك
- حبيب!
ضحكت برقة قبل تدفن رأسها في صدره
- تعلم اجابة ذلك السؤال.

ابتسم بشرود وهو يضم جسدها بين ذراعيه، يشعر انه افضل، افضل بكثير عن المرات السابقة، علم أن التي بين ذراعيه لن يستطيع التنفس دون وجودها، اعتقل خصرها بجنون كرد فعل غريزي حينما همت بالاعتدال، شعر بتراخي جسدها و أنفاسها المنتظمة على صدره ليسقط هو الآخر غافيًا في سلطان النوم.

تنظر الى السطح العاكس بشرود، لا تعلم ماذا حدث له؟ او الى اين غادر؟، فكرت عدة مرات بتهور للخروج خلفه إلى مكانه المفضل لكنها فضلت أن تراعي الجدة رغم وجود تلك الممرضة المتهجمة الملامح، بالكاد خطفت نظرات قليلة اليها وهي نائمة بسكون بعد تلقيها للعلاج لتعود الى غرفتها التي ستشاركها لأول مرة معه، فكرة مشاركة الغرفة معه جعل جسدها يتحفز ويضخ تلك الهرمونات الثائرة لجسدها، نظرت بعبوس الي منامتها السوداء القصيرة بشرود، انها معتادة على ارتداء تلك الأشياء في عالمها الصغير، كيف ستكون ردة فعله؟ هل سيلاحظ؟ بل هل سيأتي تلك الليلة أم سيظل في الخارج حتى الصباح، حاولت مهاتفته مرارًا لتجد الرد السخيف انه هاتفه خارج نطاق التغطية، تنهدت بحرارة وهي تقوم من مقعدها وقد عزمت علي تغيير تلك المنامة بشيء أكثر احتشامًا، وحينما فتحت الخزانة شعرت بفتح الباب ورائحته المعبأة بالنيكوتين انتشرت في ذرات غرفتهما نظرت اليه من خلف كتفها بذهول للشخص المتجسد أمامها، تركت ما في يديها فورًا وهرعت اليه هاتفه بلهفة.

- خالد هل انت بخير؟
ازدردت ريقها بتوتر على عدم اجابته علي سؤالها، لمست اناملها لحيته وشردت بها الي شفتيه لتعود مرة اخري الي اسفل عنقه، تحاول زعزعة ذلك الثبات الظاهري بأي طريقة كانت، لا يجب عليه أن يكون متصلبًا بتلك الطريقة المقلقة وحينما نجحت بجذب انتباهه تابعت بنبرة مفزعة
- لقد قلقت للغاية، أخبرني هل كل شيء على ما يرام؟
ابتسم وهو يشدها إلى ذراعيه بحميمية شديدة
- بخير حبيبتي.

تنهدت براحة وهي تتشبث بعنقه بلهفة شديدة، خفت نبضات قلبها الثائرة حينما وجدته عاد إليها سليمًا كما غادر، شعرت بقبلته على مقدمة رأسها لتبتعد عنه بمسافة قصيرة وذراعيه كالكماشة في خصرها لتهتف بهدوء
- علياء جاءت إلى هنا لكنني اخبرتها انك غادرت
أومأ بتفهم وغمغم بجمود
- سأحدثها في الصباح
شعرت انه سيعود للشرود مرة أخرى، لتجذب انتباهه ببساطة حينما طبعت قبلة دافئة على خده الأيسر قائلة بنعومة
- طمئني عليك حبيبي.

حملها بخفة وسار بها متجهًا إلى الفراش ليجلس على الفراش ساحبًا إياها بين ذراعيه وساقيها مثبتة حول خصره ليهتف بمرارة
- انا لست بخير
علي الرغم من ذلك الوضع الحميمي الذي تختبره لأول مرة معه، تعلمه أنه ليس في كامل وعيه، لقد انحسر ثوبها الى اعلى فخذيها وساقيها العاريتين تلف حول خصره وذراعيه تعتقل خصرها بتملك غريزي، جف حلقها وهي تتحاشى ما يطرأ في عقلها المريض، انه ليس في كامل وعيه، انه حزين على مرض جدته.

همست بثقة
- ستصبح بخير، إنها محاربة قوية لن تستسلم بسهولة إلى مرضها
اختنق صوته وهو يتذكر وصيتها التي يجب عليه أن ينفذها ليهتف
- تلك المرة، تلك المرة مستسلمة.

نكس رأسه ارضًا وهي ظلت لثواني تنظر اليه بعدم تصديق، لقد سألت ليان عن وضع الجدة والامر ليس بتلك الخطورة مجرد مرض اتي لمرحلة عمرها، هذا ما كانت تطمئن به نفسها كي لا تتهور و تصرخ وتنوح طيلة الليل، يجب عليها أن تظل الطرف الأقوى عاطفيًا تلك المرة، رفعت رأسه نحوها وهمست بنبرة صادقة
- لا لن تفعل
اتسعت ابتسامة شاردة علي شفتيه وظل لدقيقة يستشف صدق حديثها من عيناها ليتمتم بشغف
- احبك للغاية.

خفق قلبها بقوة وهي تستمع الى تصريحه لها بالحب في ذلك الوضع المشحون، لمست خصلات شعره الناعمة وردت بعاطفة
- وقلبي اصبح ملك لك
اجتذبها بقوة الي ذراعيه ودفن وجهه في ثنايا عنقها، طفلته لا بل نجمته اللامعة التي تحلق في مسار دربه أصبحت له، لا يعلم لما حتى الآن لا يستطيع التأكد من ذلك الشعور انها حية أمامه تلتصق بجذعه، يشعر بدفء جسدها علي جسده الصلب وحرارة انفاسها الناعمة تداعب عنقه،.

انتبه لوضعهما حينما رفع عيناه ليصطدم برؤيته علي السطح العاكس، لا يتذكر أنه وضع المرأة هنا قبلاً، ثم بدون وعي انتبه إلى ما ترتديه نجمته، انزاحت الغيوم وظل يراقب بتصنم الي عري ظهرها، مد أنامله برغبة للشعور بملمس جلدها مستشعرًا نعومته، شرارة كهربائية بثت في جسده ليشعر بانتفاضتها فورًا وهي تتشبث في عنقه، انفاسها الهادرة لا تساعده علي التركيز مطلقًا بل يجعله يغيب إليها، متمنيًا وصالها.

انتبه إلى شيء مكتوب على أسفل لوح كتفها الأيمن، فغر فاهه بقوة حينما دقق النظر الي كنهه هذا الشيء، غمغم بذهول
- ما هذا؟

ثم بسرعة ادارها لتوليه ظهرها وعاد بلهفه يتلمسه مرة اخري، التمعت عيناه بسعادة بالغة وهو لا يصدق انها كتبت بالحناء اسمه بالعربية على ظهرها، لا يعلم ما سر تخبأه ذلك خلف ظهرها ربما لم يكن ل يكتشف ذلك الامر حاليًا، رفعت عينها الي السطح العاكس تنظر الى عينيه التي تلمسان إلى موضع اسمه بلهفة شديدة وكانه غير مصدق انها فعلت ذلك، شعر بها تنظر إليه لتنظر الى عيناه التي تنتضحان بالعاطفة الشديدة ليهتف بصوت أجش.

- لما لم تخبريني؟
غزي الأحمرار القاني إلى وجنتيها وتمتمت بتلعثم
- اردتها ان تصبح مفاجئة لك
ارتفع نبضات قلبه وهو ينظر إلى هيئتها الفاتنة تلك الليلة، تلك المنامة أبرزت تفاصيل جسدها الانثوية جعله يرغب بها بقوة، هتف بذهول
- ياإلهي، سارة انتي، ياالهي تبدين،.

شهقت بقوة حينما شعرت انه يديرها اليه مرة اخرى بلهفة ليعانقها بعاطفة أدت إلى جعل ساقيها هلامتين، ضمها إليها بعناق اشد انساها ما حدث وما حولها وانسي اسمها ايضًا ورغبت بتهور أن تصبح جزء منه، ترغب ان تندس بقوة بين ذراعيه لتحتضن روحه، شعرت بضربات قلبه الهادرة تضرب جنبات صدرها، رفعها اليه وهو يديرها حول نفسه عدة حلقات متتالية ليرقدها على الفراش، غامت عيناها بعاطفته الاجشة لتنظر الى مقلتيه اللاتي تنظران اليها بنفس نظرته حينما كانت في عرض البحر، لمعة عيناه التي خطفت لب عقلها وعاد يهمس بنبرة ناعمة.

- احبيني نجمتي
استجابت له وهي ترد بعذوبة
- احبك
احكم ذراعه حول خصرها وصدرت خفقات قلبه لحد السماء حتى خشي أن يتوقف نبضات قلبه في أي لحظة، رباااه ماذا تفعل تلك المرأة به؟ إلى أي حد وصل عشقه ب امرأته، اتبع نبضات قلبه ليروي ظمأه وحبه ل نجمته وهو يغلق بهدوء مصباح الاضاءة.

انامله تمر علي حنايا جسدها برقة شديدة، لا يعلم كيف انتهى مطاف رحلته إلى ليلة حميمية، والنائمة كانت تشع انوثة وخجل بين ذراعيه، خجل فطري استطاع أن يزيحه بسهولة لتنضم إلى ركب جنونه، جنون لم يعلم أنه سيعيشه، شعور بالاكتمال داهمه وهو يعود التدقيق إلى معالم وجهها الناضجة، كل شيء بها يبدو شهي ومثير للغاية وارتشف ليلة امس نبع حبها حتى الارتواء ولكن الان يشعر بالظمأ، الظمأ الشديد، تنهد وهو يمرر أنامله برقة على ظهرها العاري، قبل موضع اسمه علي ظهرها بشغف لقد تلقت تلك المنطقة قبلات وافرة ليلة أمس، ليعود مرة أخري النظر إليها بعشق ينضح من عيناه وجنتيها المشتعلتان بقوة ثم الي شفتيها التي تحملان بصمته انتقل ببصره إلى عنقها ورأى اثار حبه، لقد أصبحت جزءًا منه، جزء من روحه تعلق بها للغاية وهو لا يريد ان يخسره ابدًا.

تمللت في نومها وهي تفتح عيناها بنعاس شديد، اصطدمت بأعين فيروزية متوهجة بقوة ابتسمت بخمول قابلها ابتسامة من الاخر الذي قال
- صباح الخير نجمتي اصبحت الساعة الآن الثانية عشر منتصف الليل
لم تستمع الي حرف مما قاله وهي تزيد من ابتسامتها اتساعًا لتعبس فجأة حينما علمت انه امامها وليست تحلم مثل الليالي السابقة لتصيح بدهشة
- ماذا؟

ضحك مقهقها حينما رآها تهب جالسة على الفراش يالهي انها مسلية للغاية حينما تستيقظ، خفتت ضحكاته وهو ينظر الي عريها بنظرات شرسة
- امزح ما زلنا في منتصف النهار
انتفخت أوداجها بغيظ شديد وما زال عقلها مغيب كليًا عن ما حدث ليلة أمس لتهتف بتبرطم
- لما لم توقظني؟
لمس خصلات شعرها المبعثرة على وجهها ليهتف بمشاكسة
- أحببت رؤية كيف يصبح نومك؟ لكن جيد انك لا تتقلبين كثيرًا في النوم.

تمتمت بلا وعي وعيناها تنظر الي جذعه العاري بتساؤل
- ماذا حدث ليلة أمس؟ لقد كنت انتظرك ثم جئت وتحدثنا ولا،
بترت باقي عباراتها و احتقن وجهها بقوة جراء تذكرها ليلة أمس، هبت من فراشها فورًا حينما انفجر ضاحكًا
- ايها الوقح كيف تجرأت على لمسي يا هذا، ها كيف تجرأت دون أن،
قاطعها وهو ينظر الى جسدها بافتتان
- سارة، انتِ عارية.

جحظت عيناها فورًا وهي تسحب الملاءة تغطي عريها أمامه وتتمني ان تنشق الأرض وتبتلعها، يا إلهي كيف حدث ذلك؟ رباااه ما الذي تناولته ليلة امس كي تسأله تلك الاسئلة الغبية؟
نظرت نحوه بشرز ووجهها محتقن بقوة من نظراته التي لا تخترق جسدها بل تخترق روحها لتهتف بغيظ
- ماذا؟
اقترب منها بخفه قبل أن يقبض عليها من ذراعيها، حاولت الفكاك منه لكنه احكم قبضته وهو يقول ممزاحًا
- اهدئي يا مجنونة، ما بك؟، انا زوجك.

سكنت حركاتها وهي تهتف بلا مبالاة
- متى تزوجنا؟
التمع بريق فيروزي في عيناه ليهتف
- سأذكرك
منعته بأصبع السبابة وهي تخفي وجهها عن عينيه التي تلتهما حية
- لا ابتعد، توقف خالد انت تحرجني
تنهد قائلاً بهدوء وهو يعذر خجلها منه وكل كلمة تخرج من شفتيها
- سأصمت قليلاً، اعتذر.

تهجمت ملامحها للضيق، اي اعتذار؟ ذلك الاحمق هل يظنها لتلك الدرجة حزينة عما حدث ليلة أمس، لقد شعرت بعاطفته الأجشة لها، لقد همس في اذنها بعبارات غزل لم تتصور أنها ستسمعها قبلاً، غمغمت قائلة
- علي ماذا؟
كيف يخبرها انه لم يود ان تسير ليلة امس كما حدث، كان يود أن يجعل تلك الليلة يوم لا ينسى لها، لقد ظل لشهور يخطط لتلك الليلة ولكن الامس..!
احتضن وجنتيها بين كفيه لينظر الي عيناها اللائمة والحزينة بألم غمغم.

- قررت ان اؤجل زواجنا حينما نسافر لكن...
قاطعته هاتف
- توقف، اخبرتك مرارًا لا اود حفل زفاف، لا اود ذلك خالد، انني سعيدة وانا بجوارك وهذا أفضل من مائة حفل زفاف، وعن حديثنا عن الزفاف يوجد زفاف قادم أليس كذلك؟

لما تذكره ب آلي الان، لقد تناسي ليلة أمس ما حدث، وحين الصباح ود أن يخرج للاطمئنان على جدته لكنه خشي استيقاظها في اي وقت والا يكون بجوارها، كان يود أن يعلم كيف تستيقظ أول صباح من ليلة زفافهم وهي فاقت كل توقعاته، شعر بأناملها الدافئة على ذراعيه ثم تنتقل إلى صدره لتهمس بهدوء
- ما الذي يقلقك؟
اغمض جفنيه مستمتعًا بما تفعله تلك الماكرة له، تصلب جسده من وطء اناملها الحارة علي صدره ليجيب بخشونة.

- آلي متعلقة به بطريقة لم اتخيلها، الفتاة،
ردت ببساطة
- عاشقة له
فتح عيناه لينظر الي بنية عيناها التي تجعله ينساق اليها بهدوء، زفر بحرارة وقال
- ليس بأمر هين سارة، كلما اراه أود قتله
بلعت ريقها بتوتر وهي تخشى ما يفكر به، اغتصبت ابتسامة بصعوبة وهي تهمس بتوتر
- اتظن انه يوجد شيء،
اتسعت عيناه دهشة وهو يقاطعها بعنف، اللعنة هل تظنه غبيًا أو احمقًا لتلك الدرجة ليفكر ان ما زال هناك علاقة تجمعهما.

- لا، بالطبع لا ما الذي تقولينه
تنهدت بأرتياح وهي تشعر ان حمل ثقيل انزاح كليًا على جاثمها لتهتف
- دعها تخوض تلك التجربة، ربما لن يتسن لها الحصول على تلك الفرصة مرة اخرى
لا يحب الآن التحدث عنه، سيعلمها كيف وهي معه وبين ذراعيه لا تفكر بشيء سواه كما فعلت ليلة أمس، اقترب بخطورة وهو يطبع قبلة دافئة لشامتها المميزة ثم هتف بافتتان
- احببت شعرك وهو قصير.

ذابت ك قطعة السكر من قبلته التي زعزعت كيانها ارادت ان تفيق من الشعور بتلك الدوامة سريعًا لتغمغم بمشاكسة
- حقًا الا تحبه طويلا؟ لقد فكرت بأن اجعله يستطيل كما كان سابقًا
عاد مرة أخرى يقبل شامتها بقبلة أعمق وهو يدمغها بصك ملكيته ليغمغم بنعومة
- ستبدين رائعة بأي هيئة نجمتي
استندت بذراعها على منكبيه العريضين لتقول بمشاغبة
- حسنًا سأفكر بقصه الان مثل روبي روز هل تلك الفكرة رائعة؟

روبي روز! تمزح معه صحيح، ضيق عينيه وقطب جبينه بامتعاض ليهتف بتحذير
- سارة
انفجرت ضاحكة وهي تختبيء بوجهها في عنقه وردت
- امزح معك لودي
احاط ذراعيه حول جسدها بأحكام ليدفن وجهه في ثنايا عنقها، اخذ يقبل سائر عنقها برقة جعلها تثمل وتشعر بالتخمة جراء عاطفته وهي بين ذراعيه،
اغلق جفنيه مستمتعًا بطراوة جسدها على صدره، يحاول أن يستعد اليوم المشحون واولها رؤيته للجده ثم علياء.

يسير بشرود وعيناه محدقتان في السماء، جدته تريد تعجيل زيجة شقيقته بأقرب وقت امكن، ما الذي سيغير رأيه وإن رأى ذلك البغل؟، بل ما الشيء المميز الذي في داخله جعل والده وشقيقته متلهفان عليه، أي سحر اسود مارسه عليهم!
دلف إلى اصطبل الجياد وتوجه الى غرفة فرسه، بل اخر فرس روضه، تخشب جسده حينما وجد اخر شخص من المتوقع وجوده هنا، بل من تهرب من مقابلته، حك مؤخرة رأسه وقال
- لم أتوقع وجودك هنا؟

التفتت اليه بعد ان وضعت الفرشاة الخشنة جانبًا وردت بعتاب
- ولا انا ايضًا
ربتت على ظهر الفرس بشرود شديد لتستمع الي صهيله معبرًا عن استمتاعه، لتقول بشرود
- بالمناسبة صديقك لم يصبح جامحًا بعد ما حدث، لقد هدأت ثوراته يبدو انه اعتاد على عجزه
ظهر شبح ابتسامة على شفتيها وهي تنظر إلى الفرس ثم اليه بنظرة ذات مغزى.

- سارة تخاف منه كلما جئت بالحديث عنه، لقد انقذت حبيبتك مرتين من التهلكة لا تعلم كم انني اود اخبار حبك لجميع العالم او، ( صمتت للحظات قبل أن تستطرد بحزن ) اجربه
اقترب منها وقد خفق قلبه هلعًا، وضع كفيه على ذراعيها وغمغم بقلق
- آلي.

أهدته ابتسامة ناعمة جعل قلبه ينزف الما، لماذا تفعل ذلك معه؟ لما تصر علي ان تضغط في موضع حساس للغاية؟، هو ليس اناني لتلك الدرجة، هو فقط يريد الاطمئنان عليها، أن يعطيها لرجل يستحقها، سمعها تهتف بصوت واهن
- حينما علمت جدتي انك انقذت سارة من براثن ذلك الجامح اتعلم ماذا قالت عن مروض الجياد الذي اعتزل عن امتطاء الفرس؟
غمغم متسائلاً
- ماذا؟
انفلتت ضحكة قصيرة وهي تدير برأسها اليه تحتضن وجنتيه بين كفيها لتقول.

- انه سيكابر، كما تفعل رجال العائلة وحينما يشعر انها ستهرب منه يبدأ بالقتال كما فعل زياد سابقًا وكما فعلت انت حاليًا
شردت وهي تنظر الي ملامح شقيقها، يبدو منتشعًا اليوم عكس اليوم السابق، يبدو هادئ، بل سعيد، استطردت بهدوء.

- انا ايضًا شعرت بالغيرة بالفتاة التي هزت قلب شقيقي، ظللت أتساءل ما بها مميز كي يمتطي فرسًا وينقذها بنفسه! ( وجه نظرة غامضة جعلها تغمز عيناها بمشاكسة لتردف) وحينما علمت تخلصت من تلك الغيرة الحمقاء وأصبحت سعيدة من اجلك
ابتعدت بهدوء عنه و سارت بضع خطوات بعيدة عنه قبل أن تنفجر بقنبلتها الموقوتة
- بالمناسبة رأيتك ذلك اليوم حينما صعدت الي شرفتي ورأيت نظراتك نحوها.

صمت اطبق عليهما حتى كاد ان يبتلعهما سوى من صوت صهيل الفرس الذي شق سكون الغرفة، التفت الي شقيقته وصاح بحدة طفيفة
- علياااا
انفجرت ضاحكة وهي تنظر اليه بخبث شديد ينطلي من عيونها، اخرجت الهاتف من جيب سروالها وقالت
- ماذا؟، لست ساذجة يا عزيزي لتلك الدرجة إن كنت ترغب برؤية ذلك مرة اخري لن اتردد واعطيه لك، بالمناسبة يوجد فيديو احتفظ به لكلاكما.

اعطته الهاتف لينظر بشرود الى الفيديو الذي التقطته علياء حينما اصبحت بين ذراعيه لأول مرة بفستانها الناري، يالهي هل كان احمقًا وساذجًا لتلك الدرجة؟! والجميع يعلم بالأمر وهو الوحيد المغفل بينهما، بهت وجهه وهو ينظر إلى شقيقته التي تبتسم بصدق ليهتف
- يا إلهي آلي لقد،
قاطعته بابتسامة هادئة.

- جعلت الامر اكثر صعوبة، لا تقلق انت تعلم انني لن أقدر على معارضة رغبتك، ان كنت لا تريد سالم لا مشكلة لن اتزوجه لكنني لن اتزوج رجلاً بعده
ثم التفتت مغادرة تاركه اياه بمفرده، عاد يدقق النظر الى مقطع الفيديو مرة اخري ثم إلى طيف شقيقته ليخلل أنامله بقسوة على خصلات شعره الكثيفة سابًا ذلك البغل في سره ليهتف بحنق
- ما تلك المصيبة!

اغلق الهاتف بحنق بعد علمه بالزائرة الغير مرغوبة، نهض من مقعده وهو يدور حول مكتبه ليستند بجذعه على حافة المكتب عاقدًا ذراعيه على صدره ويدعو الله أن تمر العشر دقائق بسرعة، الوضع في منزله مشحون بسبب زوجة أخيه، رغم اظهار والده الضيق أن من اختارها لا تستطيع التحدث سوي الانجليزية إلا أنه وضعها في اختبارات مكثفة طيلة اليومين السابقين، تذكر حينما أمر أن يقطن كريم في اي فندق حتي موعد الزفاف، قراره كان بمثابة صدمة ل كريم لكنه والده تفنن في تعذبيه بالبطيء، انتبه إلى صوت خطوات كعب حذاء عالي والتقط أنفه رائحة عطرها القوية عكس رائحه الاخري الناعمة، اشمئز حينما رآها وهتف بجمود.

- خير جيتي ليه تاني يا صبا؟
وجهها على أهبة الاستعداد للمواجهة، التهم السجاد رقع خطواتها لتقف امامه وهي تصيح بحدة
- عايزة اشوف ابني
ارتسم ابتسامة ساخرة على شفتيه، لم تتعلم منذ المرة السابقة اذًا، هل يظنها غر ساذج لتلك الدرجة كي يقع في فخها؟!، صاح بجفاء
- اظن اني اتفقت معاكي علي المواعيد يا صبا
رق صوتها وخفتت تعابير وجهها الغاضبة لتقترب منه حتى كادت أن تلمسه إلا أنه منعها بنظرة من عينه الغائمتين لتقول.

- راشد انا،
قاطعها بقوة وهو يبث بنظراته النارية علي وجهها الصارم الخالي من التعابير
- متحاوليش، للمرة تانية بترخصي نفسك بالطريقة دي يا بنت الذوات، اعترفي انك خسرتي كل حاجه، اهتمي بشركات والدك سمعت انه خسر المناقصة الاخيرة وعاد بخساير كتيرة
لم تعبأ بما قاله، زواجها الثاني فشل كليًا تعترف بذلك، رمقته بتفحص شديد لا تنكر انه ما زال محتفظًا بوسامته و بنيته العضلية حتى الآن!
- سمعت انك هتتجوز كام يوم.

زفر بحنق وهو ينظر الى ساعة معصمه ويتمنى دخول مديحة الآن ليرد ببرود
- اه فعلا، الدعوة بعتها فعلا لو حبيتِ تيجي تشرفي، بس صدقيني لو حاولتي تعملي اي حاجه من حركاتك دي شكلك هيبقي وحش اووي
تحولت نبرة صوته من البرود الي الغضب والوعيد المبطن، لقد جربت سابقًا نوبات غضبه وجنونه وهي لا تريد تذكر ذلك الآن، ازدردت ريقها بتوتر وقالت بصوت خافت
- انت بقيت كده ازاي؟!
رمقها باستهزاء قبل ان يجيب.

- تقدري تقولي الواحد فاق
صفعتها الحقيقة، راشد القديم اختفى، لقد اندثر، والجديد لا تعلمه، خطت بخطوات متعثرة للخلف وهي تهتف بصدمة
- ياااه للدرجة دي غيرتك!
- الواحد بيتعلم من اخطاؤه يا صبا، وبتمني انك تلاقي شخص مناسب ليكي في يوم من الايام
احتقن وجهها غضبًا وصاحت
- انت،
بترت عبارتها حينما انفتح باب الغرفة وظهرت تلك الموظفة الحمقاء ليهتف راشد وعيناه نحو مديحة.

- مديحة خدي المدام، ( ثم رمق صبا بنظرة ذات مغزى ) المقابلة انتهت
جرت اذيال الخيبة خلفها وما زال عقلها غير مصدقًا ان راشد زوجها السابق يتعامل معها بكل ذلك الجفاء والبرود، سابقًا كان تشعر به يستميل اليها بضعف، شيء من بوادر راشد يستسلم اليها لكن الأن!، ما فعلته تلك التي استحوذت عليه، صرخت بقهر ولم تعبأ بنظرات الموظفين الفضولية وهي تخرج من المكان بأكمله،.

تنهد راشد وهو يمسد مؤخرة رأسه بتعب عاد يدور حول مكتبه ليجلس بثقل على مقعده وهو يضع يديه على رأسه، نكس رأسه ارضًا وكم يتمنى انتهاء تلك الايام القليلة التي تفصله عن زوجته، أي أحمق هو ليقرر الزواج بعد اسبوع!
ارتفع رنين هاتفه ليلتقطه وهو يجيب بخمول
- ايوا يا حبيبتي
هب من مقعده فورًا وقد ألجم لسانه لفترة عن التحدث، الخرس اصابة لثواني قبل ان يتدارك ويفيق فورًا ليصيح بصدمة
-بتقولي ايه؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة