قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

أحاول دوماً ترميم ما تصنعه من شروخ في جدران صرحنا، و ما ألبث أن أتعافى من إحداها حتى تأتيني بنيران تهاونك بي، فتحرق الجدار بأكمله.
انها اللحظة الحاسمة، مجرد لقاء او انفجار لا تعلم اي منهما سيحدث لكن بلا شك أنه سيكون فتح جرح اخر، تصميم والدها علي محادثته وجهًا لوجه جعلها توافق علي مضض وهي ترتدي ثيابها ثم حجابها رغم انها زوجته! هل بدأت تشعر بالخوف منه؟!، قليلا.

دلفت إلى الحجرة المعبأة برائحة عطره النفاذة بقوة جعلتها على وشك الاختناق، مختنقة من حصاره، مختنفة من جيوشه الضارية،.

حيت العم زيدان مع إيماءة رأسها ثم نظرت الى والدها اما عنه متحاشية النظر اليه كليًا وكأنه غير موجود او مجرد شيء لا اهمية له، حديث وهمهمات بين الأب والعم ونظرها مثبت في السجادة الأرضية لا تعلم كيف تتداخل الألوان الصارخة في مزيج العجيب الأحمر والأخضر يحتلان معظم المساحة في السجاد، استفاقت على تربيت والدها على ظهرها لترفع نظرها إليه تستعطفه بل بالكاد تترجاه عدم تركها هنا معه، نظرة قوية ثم ابتسامة دافئة منه ويده تمد بالحماية ثم ترك يدها ببطء تحت أنظار الآخر الذي ينظر الي كل ما يحدث بألم، غادر الجميع ثم تبقت هي معه مع إغلاق باب الغرفة أغمضت جفنيها بيأس مع سقوط دمعة حارة من مقلتيها.

قام من مجلسه وجلس على ركبتيه ويداه تحتضن كفيها بدفء هامسًا بصوت ناعم
- ليان
يتفرد في نطق اسمها ببراعة، تلك اللام المكسورة والياء المفتوحة ثم إهماله للألف والنون التي تشدد من شفتيه لِيَنّ، أنامله تداعب باطن كفيها ثم يعود لأحتضان كفيها مرة أخرى بأمل، يقبل كل اصبع وكل أنملة بأشتياق ولهفة وهي تكاد تختنق من رغبتها في صفعه والآن، ليس في كل مرة يعتذر تسامحه، ليست تلك المرة تحديدًا.

نفضت بكفيها عنه وهي تمسح دموعها الخائنة بأناملها لتصيح بقوة
- ماذا تريد؟، اعتقد انك حصلت علي كل شيء زين، لم يعد لدي شيء لأعطيك إياه
وهو لم ييأس بل مُصر علي انجاز مهمته كما تدّعي، استقام وجلس بجوارها ملتصقًا بها ليدير برأسها ناحيته هامسًا بأسف
- لياني حبيبتي اسمعيني رجاءًا.

لحظة تقابل العيون التي تبوح بالكثير تتأمل ملامحه مليًا هل نقص وزنه ام هي تتوهم! هل عيناه التي كانت تلمعان بوهج قد حل محلهما لون رمادي كئيب، ولحيته وشاربه اللذان استطالا و ازداد جاذبية بهما، اخفضت عيناها بسبب نظرته المتفحصة لتستقيم من جلستها وهي تقول بسخرية
- مثل كل مرة أحاديث كثيرة ووعود مزيفة ثم ماذا زين؟، تحطمني وتكسرني وتخذلني.

قام من مجلسه علي الفور وهو يقبض علي ذراعها يحتضن خصرها بقوة مستندًا جبينه على جبينها وتكاد ارنبة انفها تلمس ارنبة انفه، همس بصوت صادق
- المرة تلك ليست مثل المرة السابقة
- قلتها سابقًا ابحث يا عزيزي عن جملة جديدة
لمست بأناملها كفه التي تحضتن خصرها لتزيحه بهدوء وهي تصيح بانفعال تدور في الغرفة بدون هوادة وعيناها تقعان عليه باشمئزاز
- ماذا فعلت لتعطيني كل ذلك الألم؟، ماذا فعلت لكي تثأر مني بتلك الطريقة؟!

تحرك بضع خطوات وهو يوقفها عن هذيها، الصقها بالحائط وقد انتهت الحرب بفوزه في الجولة الأولى، لن تستسلم له تُحرك يديها وذراعيها وساقيها لتتخلص منه الصق بجسده علي جسدها بقوة مدحضًا اي مقاومة للفرار منه وهو ينظر الي قهوتها بقوة.

- تغيرت لياني تغيرت اقسم لك خضعت لعلاج نفسي علي مدار ثلاثة أعوام ثم قررت ان احضر عدة ندوات للتعليم الإسلامي اعلم حتى وإن تخطيت عقباتي النفسية لكن الديانة ستشكل عائقًا أكبر لنا، تلقيت دروسًا عديدة عن ديانتي التي كانت عبارة عن اسم في جواز سفري فقط هذا غير ان هناك بعض الاشياء قد تفتحت لي بعد وجودي بين ايدي امينة، اعلم انني كنت مقصرا في عبادتي كثيرًا لكنك لم تشتكي يومًا رغم انني رأيت ذلك في عينيك كل مرة لكنني حقًا اخبرك انني تغيرت تغيرت لياني سنحيا حياة هادئة كما تريدين سيكون لنا طفلا رائعا يشبهك كثيرًا.

نظرت اليه بتشويش وانفرجت شفتيها، تنظر الى عيناه، تستشف صدقه وللأسف لم تجد سوي انها تصدقه، ابتلعت غصة في حلقها وهي تقول بصوت متحشرج
- هذا جيد، جيد لك تستطيع أن تحيا حياة طبيعية مع شريكة اخرى
حقًا طفح الكيل، قبض بقوة علي ذراعها وهو يهزها برفق سمع تأوها لكنه لم يعبأ بذلك حاليًا دنا نحو شفتيها قائلا بغضب
- شريكة اخري! ماذا تقولين انتي زوجتي انتي امرأتي انتي شريكتي لا اريد شيئًا اكثر من ذلك.

أهو غاضب الآن! تشتم رائحة النيران المندلعة من مقلتيه وماذا عنها هي؟! كيف تكون غاضبة أم يائسة ام لا مبالالية!
ضحكت بسخرية وهي تهمس بقهر
- تريد ان ترغمني على عودتك زين، لم اعهدك يوما هكذا، اتتذكر ندائي يوم المشفى تذكر كنت اناديك باستغاثة ولهفة ولكن هل لبيت ندائي يومًا؟!، قررت الاستماع لعقلك وتركت نداء قلبك هذا إن كان حقًا ينبض لي.

فك اسر ذراعها وعاد بضع خطوات للخلف، ينظر إليها غير مصدقًا إلى ما آلت إليه الأمور، الأمور أصبحت معقدة، أشياء أكبر بكثير من تلك الليلة، اشياء محتفظة بها في داخلها ويبدو أنه حان وقت الانفجار
جذب خصلات شعره الكستنائية بجزع وهو يسير ذهابًا وايابًا وسكونها في الحائط ثارت له شكوكه
- اتشككين في حبي لك ليان؟، بعد كل ما حدث لا تصدقي حبي لك؟!

- هل تعلم ما هو الحب؟ العلاقة المقدسة وهي الزواج اتعلمه زين، لم تكن دائمًا بجانبي ابدًا في محنتي طلبت قربك وماذا فعلت خذلتني وهجرتني، انت ابعد ما يكون عن عاشق او محب أو حتى زوج
ارتمي علي المقعد بوهن وهو يغمض جفنيه الكئيبتان، هو السبب غبائه صور له انها ستسامحه، همس بصوت غليظ.

- كل الاشياء تكررت ثانية موت عائلتي في حادث سيارة تكرر امامي وانا اراكي تتصارعين من أجل البقاء الدماء التي رأيتها بغزارة علي ملابسك اضعفني جعلني هش وضعيف زين صاحب العشر اعوام وليس انا، فقدانك للجنين هذا حطمني حقًا لذلك اخبرتك لا اريد طفلا يكرر نفس مأساتي ليان، ثم بعد ذلك اكتشفت ان زيدان أم نقول عمي علي علم ان الحادث كان مدبرًا
- ماذا!

سمع همستها المصدومة ليفتح جفنيه مرة أخرى ينظر اليها تنزلق بجسدها على الأرض وارجلها التي تحولت لهلامية لم تعد قادرة على الوقوف والثبات أكثر
ضحك بسخرية وهو يخلل بأنامله شعره الكثيف بعشوائية ثم استدار نحوها وقال بصوت مكسور جعل قلبها ينزف آلمًا
- ميشيل كان يريد والدتي ولكن عندما علم انها تزوجت والدي حاول بكل الطرق لفصلهم لكن مع كل فترة ومحاولته التي تنتهي بالفشل دبر حادثا ليتخلص منهما.

لم تسعفها الكلمات لتستقيم واقفة وهي تقول بجمود
- اسفه، صمت هنيهة ثم صاحت بصدمة
- اذا انت قتلته سعيت للثأر خلفه وقتلته، يالهي اخبرني انك لم تفعل زين
هز رأسه نافيًا بعنف وهو يستقيم من مقعده صائحًا بقوة
- لا لم اقتله، لم اقتل يوما شخصًا، صديق لي قتله كونه قتل زوجته
ارتمت على المقعد بوهن وتمنت أن يأتي والدها، يكفي حديثها معه الذي لن يأت بفائدة، احتضنت وجهها بين كفيها وهي تهمس بهذي
- تعبت حقًا تعبت.

شعرت بقربه امامها بل انفاسه المضطربة تلفح بحرارة ناعمة جعلتها تشعر بالخدر، مد أنامله بحذر وهو ينظر اليها هامسًا بعطف ببحة خشنة
- لياني
تلك المرة لم يهمل الألف مدها قليلاً ثم تركيزه علي الياء الملكية العربية، قطبت جبينها مكشرة أنيابها صائحة بحدة
- ابدأ توقف عن قولها لا تنطقها زين ابدًا ياء الملكية توقف عنها لم اسامحك ابدًا ولن اسامحك علي فعلتك الشنيعة التي ارتبكتها في حقي.

اغمض جفنيه بضعف وهو ما زال علي جلسته يضم كفيها باحتواء بين كفيه هامسًا بنبرة تعذبها هي
- ليان
تهدجت انفاسها وهي تشعر بقبلاته الناعمة علي جبينها المتكررة بأسف، صاحت بحدة وهي تحاول أن تنفض بيدها عنه
- حقا توقف عن قولي اسمي ايضًا بت لا أطيق سماعه.

احتضنها بقوة وهي تحاول ان تتملص من عناقه الحميمي، تأوهت بوهن وهو يشدد احتضانها له، اغمض جفنيه للحظات يشتم عبير عطرها الشرقي بلهفة انغمس أكثر وهو يدفن رأسه في تجويف عنقها يجمع كل خلية في قلبه رائحتها ليلاحظ سكونها بعد لحظات من مقاومتها الشرسة ثم الي ارتجاف جسدها وصوتها المكتوم، ابتعد بجزع وهو يلاحظ دموعها التي تتساقط بغزارة، تنهد بيأس وهو يزيل دموعها ثم اقترب من وجهها هامسًا.

- انت لي لياني وانا لكِ، جئت الى هنا طالبًا عفوك وغفرانك
ضحكت بسخرية وهي تهتف بجمود
- تخيل وضع نفسك مكاني في كل مرة اطعنك في قلبك ثم اطلب منك مسامحتي واشد وقت تحتاجني اليه اتركك او اهجرك بمعني ادق تخيل ما هي ردة فعلك؟، دعني اخبرك يبدأ ان الحياة تسود في وجهك الحياة الوردية الرائعة تسحبك بقوة الي الهاوية، صدمة ثم يأس و ضعف ثم انكسار ثم يتحول لغضب ومُقت وكره كل ذرة اوهبتها لشقك الآخر تتحول رمادًا.

صمت وهو ينظر إليها في جمود، مجرد ان لاح عليه انها تتركه جعلت شياطينه تتلبسه جميعًا، تعلم ما تحاول الوصول اليه، أن طريقهم مسدود، زفر بحرارة ثم همس بنبرة ذات مغزى
- كان يوجد لديك الفرصة لننفصل، لما انتظرتي كل تلك المدة ليان، لما؟
انفلتت عدة ضحكات ساخرة ثم ما لبثت أن تحولت لوحشية وهي تقول
- حتى اخبرها أمامك ثلاثة كلمات فقط بالانجليزية انا اكرهك اسمعت اكرهك اكرهك بالمصرية بكرهك بكرهك هل ارتحت الآن.

انتهت من ما تريد قوله لتستقيم من مجلسها بحدة وهي تتوجه نحو الباب لتشهق بقوة بسبب كفه الغليظة التي قبضت علي ذراعها وعادت اليه
ضم خصرها بيده الأخرى واحتضنها بقوة لاحظ تيبس جسدها لبرهة من الوقت ليهمس بجوار اذنها
- ثانية ليان ثانية وانتي بين ذراعي
أغمضت جفنيها للحظات ثم قالت بجمود
- انا اكرهك اكرهك هل ارتحت
نظر اليها بمرارة وهو يلاحظ عيناها المتهربة منه، أمسك ذقنها ثم رفع ببصرها نحوه قائلا بصوت ابح.

- لا استطيع هناك خيوط تلفنا ليان لا انا استطيع البعد عنك ولا انتِ ايضا، هناك رابطة اقوي ليان أقوى من خيوط الغرام تعلميه وانا اعلمه لن استطيع ابعادك عني ليان صدقيني لن استطيع انا روحك وانتِ قلبي
غشاوة رقيقة جعلت الصورة مشوشة، تملصت منه بيأس هامسة بضعف
- اسفه لا استطيع لقد سئمت سئمت.

نظرة اخيرة ألقتها إليه وهي تجده يضع كفيه في جيبي بنطاله مطرقًا برأسه للأسفل، توجهت نحو الباب وفتحته بهدوء لتجد والدتها تنظر نحوها بتساؤل هزت رأسها يائسة وهي تلقي نظرة اخيرة عليه لتغلق الباب في هدوء متجهة نحو غرفتها.

نداء والدته الذي يلح عليه بأستمرار جعله يشعر بالاختناق أكثر، فتح باب غرفته وهو يسحب حقيبة سفره متجهًا خارج غرفته، صاحت درية بيأس
- سالم
توقف عند مقدمة الباب وهو يغمض جفنيه متذكرًا نداء مشابه لذلك النداء، نداء سارة، كان يجب ان يعلم أنهما لن يستطيعا ان يستمرا فى تلك العلاقة، هو كان مخطىء وهي استمرت في ذلك الخطأ، زفر بضيق يجثم فؤاده ومرارة مؤلمة في حلقه.

هزته درية بقوة وهي تنظر الي تصلب جسده منتظرة أن يفسر ما قاله منذ قليل عن فسخ علاقته ب سارة
- فهمني بقي ايه اللي قولته من شوية
قبض كفه بقوة على مقبض حقيبته ليقول بجمود
- زي ما قولتلك انا وسارة فسخنا علاقتنا، طولت علاقتنا زيادة عن اللزوم وانا زهقت
قبضت علي ذراعه وهي تنظر اليه برجاء
- طب ما تقولي السبب وبعدين كلمني عدل ي سالم انت يدوب جاي من السفر فيه اي بس ايه اللي حصل واخد الشنطة ورايح فين.

- هروح اسافر واعيش هناك
هذا ما تخشاه، الذي خشت حدوثه وقع الآن، ابتلعت غصة في حلقها وهي تهمس بصوت متحشرج وبُعْدِها عن فلذة كبدها
- وانا يا بني
قبل جبهتها وكفها بحنان وهو يهمس بضعف
- اسف يا أمي بجد مخنوق
- والدك مش كده!
قست ملامحه وقطب جبينه بأنزعاج وصاح بحدة
- متقوليش عليه والدي لأنه هو السبب في كل حاجه في حياتي
ربتت بحنان علي كتفه وقالت بعطف.

- سالم اهدي وفكر بالعقل طول عمرك هادي وراسي مكنتش بتفكر وتاخد قرار في وقت غضبك
ارتخت ملامحه المتوترة وسار بضع خطوات ليجلس على الفراش بوهن، قبض كفه بقسوة على راحته وهو يصيح بهدر
- ليه كده يا امي ليه بسبب غلطة زمان هتعاقب عليها في حياتي
سارت درية نحوه بلهفة واحتضنته قائلة باسف
- اسفه يا سالم اسفه بجد.

كل ذلك بسبب المسمى بوالده، حياته التي تحولت لجحيم، ظنونه أنه قد ابتعد عن دائرته القذرة، لم يكن يتوقع انه بكل هذا الغباء ليظن أنه قد ابتعد كليًا عن حياة والده الجحيمية نظر نحو والدته تبكي بصمت ليمسك كفها ويقبلها بحنان قائلاً
- متعتذريش يا أمي اللي يعتذر اللي اسمه اسماعيل
استقام من مجلسه وهو يسير بضع خطوات ليمسك بحقيبته السفرية قائلا
- انا ماشي بس اوعدك اني هرجع.

ابنها قد قرر. لن تستطيع أن تعدله عن قراره أو يتراخى عنه، ابتسمت بألم وهي تهمس
- ربنا يوفقك ويجعلها في كل خطوة سلامة ويرزقك ببنت الحلال قادر ي كريم يا رب
عض شفتيه قهرًا عند ببنت الحلال اغمض جفنيه بألم وهو يهمس بمرارة
- ادعيلي
- بدعيلك ي حبيبي
ألقي نظرة وداع ليغادر الشقة بل الموطن تحديدًا هارب وليس بمغادر يبتعد متجهًا نحو نقطة الصفر، بداية جديدة بعد ان طوى صفحة الماضي ومن يعلم ربما ليس نصيبه هنا!

نظرت الى العلبة بشرود، منذ متي شخصًا يرسل لها هدية عبر البريد بل من الخارج، تنهدت وهي تخرج من جيب بنطالها الحلقة الفضية، تتذكر قيامها من مقعدها وركضها خلفه لتجد كل ذلك سرابًا اختفى كالزيبق وظلت هي تنظر الي جميع الوجوه بأمل، وحين عودتها وجدت عامل البريد امام باب منزلهم بل كاد أن يقرع باب منزلهم، خلعت الخاتم الخاص بها ووضعته في جيب بنطالها مع الحلقة الفضية لتفتح تلك العلبة التي أثارت فضولها،.

هاتف! علمت إذا من هو صاحب تلك العلبة، يكفي انه جعلها تُلقي بهاتفها الثمين في المحيط، لن تسامحه حقًا وإن كان الهاتف الذي بحوزتها كانت تتمني ان تملكه، لونه الأخضر اللامع الذي يذكرها بوميض من زمرديته التي سلبت انفاسها
- سارة
انتفضت على صوت ليان لتخبئ العلبة خلف ظهرها، صاحت بارتباك جلي علي قسمات وجهها
- ها، ايه فيه؟!
ضحكت ليان في خفوت ثم قالت بعبث
- اي اللي وراكي؟

مطت شفتيها بيأس وهي تظهر ما خلف ظهرها قائلة
- تليفون جديد بخط دولي
أطلقت ليان عدة ضحكات ناعمة وهي تغمز بمكر
- واضح ان القبطان مكلف نفسه اووي مش بعيد انه عاملة خط لمدة سنة قدام
زفرت بيأس وهي تضعه على المكتب، ثم صاحت بحنق
- والله لو عمل ايه كفاية انه ضيعلي نص الارقام من الفون بجد غبية مش كنت دونتها في دفتر
اقتربت منها بخبث وهي تلقي بنظرة دقيقة الى الهاتف ثم إليها لتقول بنبرة ذات مغزى.

- عيني في عينك مش ده الفون اللي كنتي بتصدعيني واجيبهولك
هزت رأسها نافية وصاحت بنبرة متوعدة
- برده غبي ومصمم ينرفز اعصابي، مش هفتحه وهشتغل على الخط بتاعي وهستني بقي مكالمة صاحب المعرض ويارب يكون في اسرع وقت علشان مروحش في خبر كان
هزت ليان كتفيها بلا مبالاة
- براحتك
صمتت قليلا وهي تنظر الي عينا شقيقتها الكئيبتين، همست بتساؤل
- عمل ايه؟

قلبت عينيها بملل وجلست على الفراش الذي يضمها هي وشقيقتها معًا قائلة ببرود
- طلب انه يرجع وانا رفضت
ثم تسائلت متهربة من سيل الأسئلة التي ستلقيها سارة عليها
- حصل ايه مع سالم؟
- فسخ الخطوبة ولسة يدوب قلتلهم وحاولت اكلمه بس قافل تليفونه فبجمع كل حاجته وارجعاله
قطبت ليان حاجبيها وقالت بعدم فهم
- غريبة يا سارة من ناحية الاقيكي مضايقة ومن ناحية تانية الاقيكي فرحانة
ضحكت سارة بخبث وقالت بنبرة ذات مغزى.

- هتتعبي عشان تعرفيني
صفرت ليان بإعجاب وهي تغمز بعبث
- ياواد ياجامد
ثم تابعت بلهفة وفضول
- افتحي الفون ممكن بعتلك رسالة
هزت رأسها برفض لتعبس ملامح ليان همت بالحديث لتجد نداء من والدتها قامت من الفراش وهي تنظر الي سارة بمكر قبل ان تغلق الباب خلفها.

نظرت الى هاتفها والي الهاتف الجديد بتردد، ستري ما في داخله وستغلقه مرة أخرى، وضعت الخط في الهاتف لتضغط على زر التشغيل وهي تنتظر عدة لحظات حتى انفتح الجهاز، عدة ثوانٍ مرت حتى استمعت الي نغمة رسالة مسجلة بإسم خالد بالعربية قرأته بفضول وعيناها تنهش كل جملة وكل كلمة وكل حرف،.

مرحبًا نجمتي اعتذر حقًا علي افسادي لهاتفك ارجوا ان تقبلي هديتي جميلتي، وبالمناسبة يفضل عدم وضع اي صورة رجل في داخلها سواء كان عاري الصدر أو كليًا لانني حقًا سأعاقبك عقابًا سيعجبك للغاية، سيسرق انفاسك نجمتي، نعم هو الذي دار في ذهنك إن كنت تفضلين رؤية شباب وضعت صور كثيرة لي بكافة الاوضاع التي تريدينها، اتمنى ان تعجبك، أراكِ قريبًا نجمتي.

توجهت سريعًا ل الاستوديو وهي تشهق من كمية الصور الكثيرة الخاصة به، توردت وجنتيها بحمرة قانية وهي تنظر الي صدره العضلي العاري بخجل عند تلك النقطة تحديدًا اغلقت الهاتف سريعًا وهي تتنفس وتلتقط انفاسها المسلوبة لتغمغم بخجل وهي تسبه بعنف في سرها
- الوقح.

- صباح الخير
صاحت بها هند بمحبة وعيناها تمر نحو ارجاء القصر بأمل من وجوده بعد عدم مهاتفته لها أمس
ابتسم مرتضي بمحبة وهو يخلق عادة اجتماع العائلة في يوم العطلة، هز بعصاه الخشبية وهو يدعوها
- صباح الخير يا بنتي تعالي هنفطر مع بعض وهنروح التمرين مع يامن
- لكن
علم ما تحاول أن تقوله وهو يلاحظ عيناها التي تجيب اركان القصر ابتسم بمكر وهو يتوجه نحو الطاولة.

- راشد اضطر يسافر الصبح علشان أوراق متعطلة في الفرع التاني
عبس وجهها وقالت بصوت هامس
- بس هو مقالش
توقف عن السير و دار علي عقبيه قائلا باستفهام
- بتقولي حاجه يا هند!
هزت رأسها نافية وهي تسير خلفه بابتسامة مقتضبة
- لا اطلاقا
جلست علي المقعد المخصص لها منذ وطئها لهذا للقصر، وعقلها شاردًا في الذي غاب فجأه دون اي اتصال او رسالة
- انتي هنا بجد.

أفاقت من شرودها علي صياح يامن التفت برأسها نحوه لتجده يركض في اتجاهها ثم يحتضنها بقوة صائحًا
- بجد مبسوط اووي انك جيتي وهفرح اووي لو هتيجي معايا النادي
قبلته بحنان من جبهته ثم شعثت خصلاته السوداء الطويلة، نظر برماديته المتوسلة نحوها لتقول بمحبه
- واضح كده يا بطل انك هتجيب اهداااف النهاردة
وقف مزهوًا بنفسه وهو يعدل ياقة قميصه مفتخرًا
- طبعا وهتشوفي
ضحك مرتضي بمحبة ثم قال بنبرة ذات مغزى لحفيده.

- يا يامن سيبها كده بدل ما انت مكتفها
تأفف يامن ثم مط شفتيه بعبوس ليجلس علي المقعد بجوارها وهو ينظر إلى جده بتحدي، ابتسم مرتضي بخبث وتمني للحظة رؤية ابنه راشد ورده فعله علي ما يحدث.

الفراق
نار ليس للهبه حدود
لا يحسه إلا من اكتوى بناره
الفراق
لسانه الدموع
وحديثه الصمت
ونظره يجوب السماء الفراق
هو القاتل الصامت
والقاهر الميت
والجرح الذي لا يبرأ
والداء الحامل لدوائه
الفراق
كالحب تعجز الحروف عن وصفه وإن أبين تفرقاً.

لم يصدق انه حبيس جدران غرفة مكتبه التي شهدت معظم مقابلتهم، في كل شبر وكل جزء في تلك الغرفة تحمل بصمتها الخاصة، لم ييأس لم يعرف اليأس يومًا لكن هناك شعور بمسمي الألم الذي يجعلك فاقد الشعور بكل شيء يسير حولك.
الظلام منتشر في كل بقعة في الغرفة، ما عدا ضوء شاحب يأتي من مصباح الغرفة، سمع صوت طرقات الباب تبعها دلوف شخص يعلمه جيدًا.

جلس الشخص على الأريكة وهو يشبك أصابعه ببعضها ثم أرخي برأسه على ظهر الاريكة قائلاً بسخرية
- هذه هي الحياة ليست عادلة يا صديقي
نظر اليه بحنق ليطرق برأسه ارضًا وهو يصيح بضيق
- خالد حقًا توقف لا اعلم سبب مجيئك الي هنا، إن كنت تريد الحديث معي وفر ذلك لاحقًا.

ضحك خالد باستمتاع وهو ينظر الي معالم وجه ابن عمه بأسف، لا معنى للحب دون الشعور بالألم، رغم كل شيء ف ابن عمه يريد زوجته لكنه جرحها، تأفف خالد بضجر وقال بضيق زائف
- إنها زيارتي الأولى يا رجل ثم انني منذ نصف ساعة هنا أظهر بعض مروءتك وكرمك يا رجل
ألقي بنظرة عابسة نحو خالد، ليزفر خالد بحرارة وهو يسأل باهتمام
- كيف اصبحت الأحوال؟
ابتسم ساخرًا وهو يغمغم بتهكم
- سيئة للغاية
غمز خالد و أردف بنبرة ذات مغزى.

- رجال عائلة الحديدي لا تستسلم يا رجل
غير زين دفة الحديث وقال بنبرة ماكرة و عيناه تضيقان نحوه
- اصبحت تريند يا رجل على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت كابتن بريطانيا
صاح خالد في زهو وقال بنبرة عابثة
- أرأيت علي الاقل كابتن اميريكا ممثل لكنني حقيقي
ابتسم زين وهو يتنهد بحرارة قائلا
- لم اكن اعلم ان الشرقية ستجعلك عاشقًا بل بطلاّ
- ماذا افعل يا رجل لقد اصبت بداء العشق وسأسعى جاهدا لتصبح معي اليوم قبل الغد.

رفع حاجبه بتهكم وقال بنبرة تهكمية
- مع السيد ابراهيم لا اصدق
هم خالد للرد لكن صدح صوت زيدان المتعجب
- خالد!
لم يكن صوت والده متعجبًا وكأنه يعلم بوجوده هنا بل كان أشبه بدخول الفريسة في المصيدة، تنهد خالد وهو يقوم من مجلسه بتكاسل قائلا بنبرة جادة
- مرحبا سيد زيدان حسنًا بما ان الجميع هنا سأخبركم بما أتيت لأجله.

نظر الي زيدان الذي ينظر اليه بملامح عابسة، ليعلم ان هناك كارثة علي وشك الحدوث بل يبدو انه عالمًا لما سوف يحدث!

- برافو يا بطل
صاحت بها هند وهي تصفر بقوة بعد أن أحرز يامن هدفًا ثم اعلان الحكم علي انهاء المباراة التي حكمت بفوز فريق يامن، نظرت الي مرتضي بحرج لتعود الجلوس على المقعد مرة أخرى وهي تتصنع النظر في الوجوه بين الأشخاص
- هند
صاح بها مرتضي بمحبة لتستجيب لندائه قائلة
- نعم يا استاذ مرتضى
عبس ملامح مرتضي وأردف باستياء
- استاذ مرتضي برده مش قولنا نقول يا عمي.

كحت بحرج بالغ وهي تعبث بخصلتها الشاردة لتقول بخجل
- انا بس مش متعودة كل حاجه جت بسرعة جدًا
- جدو
جاء ما يسمى بالأعصار وهو يحتضن جده بتوق شديد، ابتسمت هند بحب وهي تنظر الي العلاقة المترابطة بين الجد والحفيد ربت الجد على كتف حفيده قائلاً
- حبيب جدو كنت بطل النهاردة
ابتسمت هند وهي تصافحه بمحبه هابطة الي مستواه قائلة
- شكلك هتغلبني الايام الجاية يا بطل.

احتضنها وهو يلف بكلتا ذراعيه حول عنقها كاد ان يرد عليها لكن تيبس جسدهما عندما استمعا إلى نبرة امرأة لعوب
- يامن حبيبي
- ماما!
صاح بها يامن متعجبًا، لتسحب صبا ذراع صغيرها قائلة بلهفة
- وحشتني اووي، عامل ايه؟
هز رأسه بإيجاب وهو يرى والدته لأول مرة تأتي بعد فترة انقطاع طويلة إلى النادي
- تمام الحمدلله
نظرت صبا بتقييم الي ملامح هند بانزعاج طغى على ملامحها الباردة.

- انتي بقي هند، مش بطالة زي ما توقعت هيختار قطة مغمضة
صاح مرتضي بحدة وهو يطرق عصاه الخشبية بقوة على الارضية
- صبا
ضحكت صبا بمرح وهي تقول بنبرة ذات مغزى
- اي يا اونكل بتعرف عليها فرصة سعيدة يا حرم راشد الهندي مقدمًا
اقتربت من هند تصافحها بود مبالغ به لتقترب من اذنها هامسة
- راشد عمره ما بينسي ابدًا افتكري ده كويس.

شحب وجهها بقوة من نبرتها الخاوية لتضع أناملها تتحسس علي السلسال المحفور، أغمضت جفنيها وقد أيقنت حدوث كارثة بالتأكيد ما إن تصبح زوجته، بل ورغبته إن جعلها تخلع ذلك السلسال لن تقدر لقد وعدت صاحبه انها لن تخلعه ابدًا ما دامت حية، استفاقت على صوت مرتضي وهو ينادي بصوت مرتفع
- هند
هزت رأسها وهي تقول بهمس وما زال عقلها في ذلك المسافر
- ايوا حاضر.

كانت تناول قدح القهوة وعيناها تمر علي الفرنسيين بهدوء، غدًا ستعود للموطن بعد ان اخبرتها منه انها ستأتي هي واطفالها الي المنزل، وضعت القدح علي الطاولة لتشعر ب ظلاً يقف حائلا بينها وبين الشمس، رفعت برأسها نحو صاحب الظل لتبتسم بعبث
- أمير بي
أجاب بنبرة ناعمة وهو يسحب المقعد ويجلس عليه
- مرحبا بقلب أمير
ثم همس بعبث
- هل تسمحي لي بالجلوس
ابتسمت بتهكم مغمغمة بضيق
- اراك فعلتها.

تناول قدح قهوتها وارتشف من موضع الذي أرتشفت منه ليغمغم بتلذذ وهو يقول
- هل هذه آخر محطة عزيزتي؟!، أخبريني لانكِ قد استهلكتي نصف صحتي بالسفر خلفك
- سأقضي على النصف الاخر
ضحك وهو يغمز بطرف عينيه
- تعجبيني وانا اراك شرسة
وضعت النقود على الطاولة لتسحب حقيبتها وهي تقول بجمود
- عذرا سأغادر
ارتشف ما تبقي من القدح وهو يراها تغادر المقهى ليقول بتنهيدة حارة وهو يضع يده على موضع قلبه درامية.

- سنعود لحيلنا القديمة عزيزي، يبدو انها اشتاقت لوقاحتي.

كانت تسير شاردة وهي تضع كفيها في جيب الجاكت الخاص بها، لتشعر فجأه من يسحب ذراعها وبيده الأخرى يكمم فمها متجهًا نحو زقاق ضيق، كانت تركله بقوة وهي تستخدم قدميها محاولة للفرار منه ويدها كانت تضرب اي منطقة سانحة لها للملثم، سمع صوت همهماتها ليقترب بقوة نحو عنقها ويجعلها تشتم رائحة عطره، تيبس جسدها وسكنت حركاتها ليلصقها في الحائط وهو يحاصرها بين ذراعيه بقوة.

زفرت بحرارة وهي تستند بقوة بذراعيها على كتفه قائلة بصوت واهن
- أمير لقد اخفتني
اقترب وهو يقترب يشتم رائحة المسك التي أسكرته منذ أول مرة، همس بصوت خشن وهو يستمع الي صوت دوي قلبها
- ما كنت لاسمح لشخص غريب ان يلمسك نور سأبتر أصابعه التي لمستك
همست بحذر وهي تري نظرته الزيتونية التي تألقت بلون ماكر تعلمه جيدًا
- قربك أصبح غير بريء بالمرة.

رفع ببصره نحو قهوتها الناعمة ليلمس بأنامله على وجنتيها قائلاً بصوت ناعم
- قبليني
جحظت عيناها بقوة لتصفعه على وجنتيه قائلة بحرقة
- ايها الوقح لم تتغير ابدا توقف عن عبثك ابحث عن العاهرات
أغمض جفنيه يائسًا، كان متوقع صفعة مدوية منها لكنها كانت ضعيفة لمس اناملها بنعومة هامسًا
- اريد قبلة من حبيبتي هيا اعطيني وبعدها صدقيني ستأتي الشرطة وتمسكنا متلبسان وانا اطارحك الغرام في ذلك الزقاق الضيق.

نفضت اناملها عنه بنفور جلي قائلة
- تحلم عزيزي، بدأت اخاف منك أمير
اسند جبينه علي جبينها وهمس بحرارة
- الي متي نور، الي متى سنعود؟، عامين وأربعة أشهر وعشرون يوما وانا اتعذب بمفارقتك هيا اغفر لي خطأي اقسم لك انه لن يتكرر
هزت رأسها نافية وهي تحاول ازاحته بقوة لكنه كالجبل الذي لم يتحرك
- انا لا اصدقك ما زلت كما انت لم تتغير
امسك كفها ووضعه على نبضاته الثائرة، اراح اصابعها بكل أريحية على موضع قلبه قائلا.

- هل تشعرين به؟، ينبض من اجلك فقط، استشعري ب نبضات قلبي يا معذبتي، احببتك بكل اخلاص، اعطيتك شيء ثمين لي لم تدنسه الأيام ولا الغربة، قلبي ما زال نديًا، يطرب فرحًا برؤيتك، يخفق شوقًا وولعًا من اقترابك، لمساتك تسحرني يا امرأه، لم اكن اصدق يومًا ما ان اكون واقع في غرامك سوي ببعدك عني، انني في محراب عشقك أتعبد، كالحلم أتيتِ وكالحلم سترحلي وسأبقي وحدي وسامضي كل ليله بسماء العشاق وأنثر حروفي بأرضهم وأخبرهم عن حبيب سلبني العقل والفؤاد وجعلني طفل لا يرسم بأوراقه إلا حروف اسمكِ.

تلألأت الدموع من مآقيها وهي تهتف بتأتأه وصدمة تستحوذ على أطرافها كليًا من ثورة مشاعره الجياشة نحوها، رفعت عيونها نحوه تتأمل ملامحه الذابلة باشتياق، وكفها يرتعش في كل مرة من مضخة نبضاته الثائرة
- انا، انا
- خذي وقتك لكن ارجوكِ فكري مرة ثانية واعطيني فرصة، فرصة واحدة يا معذبتي بأنني لي اهليه الحق في كسبك لي مرة اخرى، انني استحق قلبك.

ثم ابتعد بهدوء مغادرًا وهو يلقي نظرة اخيرة عليها قبل ان يدور على عقبيه وقد القي بأخر ورقة له، سينتظر اخيرًا قرارها النهائي بدلاً من المماطلة والرفض بشكل غير مباشر في كل مرة.

حاملاً باقة الزهور في يده، بمعدل ثلاثة ثواني ينظر إلى ساعة يده، توقف عن السير ما إن رآها أمامه ب فستانها المبهر وخصلاتها الناعمة جعلت اوتار قلبه تنتفض بقوة، أصبحت علي مقربة منه وثوانٍ كان يغوص في عسليتها الناعسة، وقف مبهوتًا وشل لسانه عن الحركة من هيئتها الجديدة عليه
غمزت عيناها بمكر جعله يستفيق سريعًا وهو ما زال مسحورًا بها
- فاتنة اقل صفة استطيع وصفها لك.

ضحكت بنعومة وهي تأخذ الباقة من يديه قائلة بزهو وهي تزيح خصلاتها الثائرة للخلف
- اعلم هذا اقل شيء عندي
ضحك بصخب وهو يمسك بكفها متوجهًا نحو المطعم قائلاً
- تبًا لتواضعك آنسه آليا
مع سماعها لصوت الموسيقى الهادئة التي تصدح في جميع أركان المطعم مد يده بلباقة وهو يشير لساحة الرقص
- أتسمحي لي؟
وضعت الباقة على الطاولة وقالت بشك
- هل تستطيع؟
غمز بعينه وهو يقول بنبرة عابثة
- لا تستخفي بقدراتي آنستي.

مدت كفها ليحتضنه بين كفيه قائلة بمرح
- لا شك في ذلك عزيزي جو
وضع كفه علي خصرها والاخري ممسكة بكفها أما هي فوضعت كفها الاخر برقة علي صدره، الحان هادئة وتناغم جسدي مبهر اقتربت برقة وهي تريح رأسها علي صدره ويدها تلف حول عنقه برقه ثم تحولت الرقة الي تشبث، تشبثت بقوة باحثة علي أي مصدر أمان لم تجده في أي رجل بعد والدها، لن تكذب انها اصبحت تنجذب له بطريقة مخيفة ولكن ماذا عنه هو؟!

صوت المغنية الشجي جعلها تسبح في عالم خاص الجميع اختفى ولم يبقي سوي هو، رفعت برأسها وهي تنظر اليه بنظرات جعلته يتوتر بقوة، ازاحت كفها الذي تحتضن كفه لتلفها حول عنقه مع الأخرى وابتسامتها تزداد اتساعًا ونظراتها أصبحت أكثر عمقًا.

اقتربت نحو شفتيه وبدون اي مقدمات قبلته برقة ويديها تزداد تشبثًا حول قميصه بنجاة، ابتعدت وهي تلهث برقة لتنظر الى عيناه التي غامت بلون داكن اظهر تأثيرها عليه تصنمه جعلها تبتعد بحرج، أزاحت كفيها حول عنقه لتهمس باعتذار صادق
- اسفه حقا لم اكن سأفع،
شهقت بقوة حينما ضم خصرها بقوة كتم باقي عبارتها وهو يلصق شفتيه حول شفتيها بعمق لم تجد سوي أن تستسلم لاقتحامه الكاسح..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة