قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأول

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأول

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأول

بائسة، محطمة، مكسورة، بقاياها دفنتها داخليًا، بارعة في رسم ابتسامات مجاملة وزائفة، وكل ذلك يعود ل فضله
تريد صفعه، تريد ضربه، تريد الثأر، تريد الأنتقام
لكن من فتح باب الأنتقام بيده فهو يعلم جيدا انه لا هناك مجال للرجوع وعليه السعي قدمًا وإن كان الهلاك قادم لامحاله..
تركها زوجها، تركها واخبرها يجب عليها العودة ل موطنها هي وكأن مصر ليست موطنه ايضًا.

جرت بأذيال الخيبة، الدمار، اليأس وهي تعود ل موطنها الحبيب، دفء استلذت به ما أن وضعت قدميها على الأرض التي تربت وترعرعت بها، شعور بالحنين والاشتياق واللهفة غمرها كليًا لتنساه عدة ثوانٍ أو دقائق
مكالمات باردة بينهما، تحاول اخباره بألف طريقة وطريقة انها اشتاقت له، تكاد تجزم انها تشتاق الى لمساته، دفء صوته، أن تكون بين ذراعيه..

لكن هو لن يتغير والله لن يتغير، شهران تركها في موطنها وكل مرة يؤخر عودتها اليه، الم يشتاق إليها كما تشتاق اليه؟
أليس في كل ذرة من خلايا جسده يشتاق إليها؟!
هواجس لعينة أصبحت شريكتها في الليل، عقل يعمل كالمكوك وجسد ذبل وروح تبعثرت ل اشلاء، أصبحت لا تعد الأيام والليالي بعد ان فقدت شغفها للعودة اليه مرة اخرى..
- يقولون ما هي أبسط طريقة لقطع العلاقات المتينة؟

التجاهل واللامبالاة تستطيع أن تكسر جميع الروابط والقيود المغلفة بالعشق
وهي من كانت تريد طفلاً، والحاح والدتها على وجود طفل بينهم لا تريده والله، اصبحت لا تريده، وان كانت أبلغ لا تريده ان يبتعد، تريده هو فقط
مصلحة متبادلة وانتهت، أخذ ما يريده ولكن ماذا عنها؟
عاشت ايام لا تنسى وهي معه بين ذراعيه تحديداً.

- مجرد جسد له ام ماذا؟، كلا تلك الكلمات العاشقة التي تقشعر بدنها ليست مصلحة بل من رجل عاشق لها لحد النخاع..
تعلم ماضيه تعلمه جيدا بل تستطيع ان تنطق كل حرف قاله، لكن هي بشر، لكل شخص له طاقة تحمل وهي اخبرته مراراً انها ليست المناسبة، ليست المناسبة له ابداً
زادت ابتسامتها اتساعًا وثقة وهي تنظر الي عدسة كاميرا المصور الذي اقترب من طاولتها، ابتسامة انثى واثقة لا يليق ابدا بالحِطام الذي بداخلها.

تبدلت ملامحها للضيق والحنق وهي تنظر إلى شقيقتها التي تدور في القاعة بأريحية..
ضحكت بخفة وهي تراها تشاجر طفل صغير والسبب انه يريد صورة له ب كاميرتها الغالية
ومع شد والجذب وتصاعد ابخرة الغضب ل كلا الخصمين، زادت الأجواء شعلة وهي تري الطفل يتحدث بعقلانية وكأنه يخاطب شخص أصغر منه، ومع الجولة النهائية تعلن فوز الطفل بعد ان أعطاها كعكه الشيكولا..
هزت رأسها يائسة من شقيقتها، طِفلة بجسد أنثى.

تقدمت سارة بابتسامة مشرقة وهي تجلس على المقعد وتنهيدة عميقة خرجت من جوفها قررت انتشال تلك الصامتة قائلة
- حلوة اووي ندي في فستان الفرح
غمغمت ليان بعبوس
- قولي ماشاء الله
عبست ملامحها بتهكم وقالت
- شيفاني يعني بقر انا رايحة اصورهم واجيلك ماشي.

هزت ليان رأسها كعلامة للموافقة، تطلعت إلي خاتم الألماس الذي يزين بنصرها الأيسر بشرود، لا تتذكر تحديداً متى ارتدته لكن يشعرها بالاختناق رغم بريقه الاخاذ، أفاقت من شرودها وهي لا تعلم لما دائما تنقلب الأوقات السعيدة لحزينة والبكاء علي الأطلال..
قامت من مجلسها وهي تنفض تلك الغيمة الرمادية وتتجه نحو صديقتها العروس الجميلة، ندي
ليلة زفافها ويجب ان تكون الليلة لا تنسى.

بدقات منتظمة ومتناغمة تطرق بحذاء كعبها العالي على أرضية المكتب، تركته، تشعر بالنشوة وهي لأول مرة تجرب شعور الأنفصال والهجران، لكن عند منزلها تفتقده، تقسم انها تشعر برائحه عطره في فراشها البارد
ماذا يظن هو، يخونها ثم تسامحه بكل سهولة، غلطته، غلطة لا تغتفر لن تسامح عليها وإن تحول ل قرد.

قامت من مقعدها وهي تجذب حقيبتها الجلدية وتتوجه نحو خارج الصالون، تبقى أربعة ساعات علي عودتها للمنزل، لكن لا تعلم لما أصبحت تشعر بالجوع دائما وبل تبتاع أطعمه لم تتذوقها من قبل
حيت العاملة بإقتضاب ل تهرول نحو سيارتها وهنا كانت النقطة الفاصلة
نداء من حبيب قديم بعث بذكريات كثيرة تؤلمها، تمزق روحها
- ليلي
اسمها ازداد حلاوة بين شفتيه وقد تجمدت اطرافها عن الحركة..

لم يصدق أنه كالعاشق المراهق أصبح، لا عمل لا وظيفة لا نوم ولا راحة عقله وجوارحه نحو التي أصبحت باردة جافئة
امسك كفها الأيمن باستعطاف جعلها تشيح بيدها عنه قائلة بحدة
- ادم توقف لقد انتهينا
كظم غيظه وهو يعض اسنانه بحنق
- وماذا عن ليلتنا ومشاركتك معي.

اتساع طفيف لحدقتي عينيها، الليلة التي لم تمحى في ذاكرتها يخبرها بكل جفاء، الليلة كانت مثل عاصفة هوجاء اقتلعت جمودها وبرودها لتستجيب للمساته المُلحة بل تقابل شوقه بشوق اكبر
استقلت سيارتها ورددت ببرود
- امحيها من ذاكرتك
وحين محاولته لقول شيء ما، عاجلته بحسم
- آدم لقد انتهى أمرنا عد لعاهرتك لأنها الوحيدة التي تستطيع أن تعطيك ما لا استطيع انا اعطائه لك في الوقت الحالي.

انطلقت ب سيارتها مغادرة ومعها شيء ثمين لن يستطيع أن يطالبها الآن برجوعه، قلبه الذي سحقته بكل بساطة.

إذا انفصلَتْ هَياكِلُنا
وبانَت فرُوحي نحْوَ رُوحِكَ في عِناقِ
بكى قلبي وما سالت عُيوني وفاءاً بالِغاً
أقصى المَراقي تخافُ على الأحِبّةِ في فؤادي
إذا ولّى مَعَ الدَّمعِ المَراقي
فيا لك حَسرَة هزّت كياني
أمَا لي مِنْ لظى الحَسَراتِ واقِ دُموعُكَ
هيّجَت نيرانَ قلبي
أغمض جفنيه بتثاقل وانهيار كلي في روحه، نسمته الدافئة غير موجودة، جعلها تغادر لتظل آمنه بعد هروب ذلك الحقير..

يعاملها ك الغريب وهي صابرة متحملة، يقسم انه يشعر بنشيج صوتها وانين بكائها في كل مكالمة بينهما، فرحتها، لمعة عيونها وهي تراه في شاشة الحاسوب
فقدت نصف وزنها وتحولت ملامحها البراقة لذبول، اطفأها بغبائه، أطفأ شعلته الدافئة
عاد بدون وعي منه إلى يوم كانت مجرد بداية للنهاية..
يضع كلتا كفيه في جيب بنطاله مراقبًا هطول حبات المطر على زجاج النافذة، يوم مرعب مفزع للجميع وسوداوي له، ليلة مجيئه ل لندن
- هرب.

طأطأ الحارس برأسه ارضًا مغمغًا
- سيدي كما اخبرتك حينما جاء الطبيب وذهب الغرفة ليعالجه وجدت فجأة من اقتحم المستودع وقام بإغماء وعي وحين افقت وجدت الطبيب فاقدا وعيه والحارسان في الخارج مقتولين
ارتفع حاجبه الأيسر وهو موقن بوجود خائن بينهم، رغم اتخاذه الحذر لكن خصمه لم يكن بالساذج، بيث لم تكن بمفردها، لن تستطيع الوصول اليه بمفردها، شخص ساعدها
تمتم ببرود
- أخرج.

فر الحارس هاربًا وهو يشكر الرب من خروجه سالم اليوم ليترك سيدة يفكر في الكارثة التي حدثت.

طرقت الباب بطرقات رتيبة ل تدلف وهي رافعة يديها حاملة جواز سفر بأسم جديد ومعه المتعلقات اللازمة للسفر
ابتسمت بسعادة، بظفر كونها من فازت بالحرب قائلة
- لا تقلق تيم نحن بخير وامان، ستسافر في الغد الي روما
- وماذا عنكِ؟
عقدت حاجبيها مغمغة بضيق
- لم تنتهي الحرب بعد شقيقي
ضحك تيم بسخرية قائلا
- لقد استطعتي المرة السابقة أن تفلتي من براثنه أما الآن دعيني اخبرك انه لن يتركك.

ايام ك الجحيم قضاها في المستودع العفن، معاملة غير آدمية كشفت عن الوجه الاخر ل زين الحديدي، مجرد انها ربحت الجولة الأولي لا يعني أنها فازت بالحرب.
تأففت بضيق وهي تستمع إلى حديثه الذي تغير بعد عودته، لم يكن ذلك شقيقها الذي كان ينقش اخباره دائمًا، استطاع زين فعلها أن يكسر شقيقها، ان يدعس بكرامته في التراب
- توقفت انت والسكاندرو علي اعطائي نصائح لقد قررت على المتابعة
هز كتفيه بلا مبالاة وقال بجمود.

- أول طريق في الانتقام يحرق صاحبه اولا
ردت باستياء
- ومنذ متى غيرت مبادئك؟!
ابتسم ب برود قائلاً
- لقد رأيت أشياء كثيرة علمت أن ما حدث معي لا شىء ما سيفعله بك
هزت كتفيها بلا مبالاة وقالت بجمود وهي تنظر إلى طعامه الذي لم يمسه
- انا سأغادر تناول الطعام قبل أن يبرد
استدارت على عقبيها لتتوجه نحو الباب، امسكت بمقبض الباب ناوية الرحيل
تخشب جسدها عندما استمعت ل نبرة غريبة تصدر من شقيقها
- لا تندمين بعدها.

يتفحص الهاتف بتمعن، يقلب الصور وكل مرة يدقق في ملامح طفلته، لن ينكر ان تلك القصيرة استطاعت ان تفعل شيء عجيب له، بريق لامع وجده في الطفلة الشرقية
انذار بوجود شيء خاطيء، شيء غير سار إطلاقًا لن يجعله يتسرب اكثر ويتوغل في مناطق محظورة..
اغلق هاتفه فور ان استمع الى صوت ذلك الملتصق به منذ عودته
- سيادة القبطان، ما بك؟
هز رأسه يائسًا من صديقه بكر ، رد بجمود
- لا شيء.

ضيق بكر عينيه وصاح بدهشة وهو يسند بذراعيه علي السور
- حبيبة جديدة ام رقم جديد ضمن لائحتك؟!
زفر بحنق متأففًا من محاصرته
- لا شيء يا رجل أنا سأعود لقمرة القيادة
استدار خالد علي عقبيه وهو يتوجه بخطوات سريعة نحو قمرة القيادة، استوقفه صوت بكر وهو يصيح بصوت مرتفع جعل جسده يتجمد لثواني غير ملحوظة نسبيًا
- هل ستنتظر كل تلك المدة؟
استدار بجسده وعاد إليه وقال بتعجب
- من هي؟
رد بمكر وخبث شديدين.

- من تراها على هاتفك كل ليلة
اتسعت حدقتا عينيه الزمردية دهشة سرعان ما تحولت الي داكنة شرسة ل ينقض علي بكر قائلا بغضب جليّ
- هل عبثت في هاتفي؟!
يعلم دائما صديقه عندما يغضب فإنه يصبح ك الثور الذي رأي رقعة حمراء لا ينتظر صفار الحكم لينقض، بل يهجم مباشراً، التفت يمينًا ويساراً خشية ان ينظر احد السائحين نحو ربان السفينة وهو يهاجم ويعتدي علي شخص.
رد ببرود وعيناه ماكرة تتطلع نحو ملامح صديقه الشرسة.

-بالصدفة لقد وجدت هاتفك غير مغلق واثار فضولي ما يحتوي داخله
نفض خالد يديه عن تلابيب قميص بكر وصاح محذراً
- اللعنة لا تلمس اشيائي الخاصة بكر
ضحك بكر مستمعًا وقال ببساطة
- اهدأ خالد اهدأ لم اري سوي صورة واحدة تلك التي قبل أن تدلف الى المرحاض
سيقتله، ولن يردعه أحد، اللعنة هل رأى صورة طفلته، عاد ل يهجم نحو بكر الذي ينظر اليه ببرود يجعل غضبه يتصاعد الى اقصى حد
- سأقتلك يا رجل.

- بالمناسبة تبدو جذابة و ناعمة وهشة
هل جُن صديقه، هل يغازل طفلته!، ورده كان لكمة قوية على فكه جعل بكر يتأوه متوعجًا وقال حانقا
- هل جُننت؟!
هدر خالد بعنف وهو يسدد لكمه اخري ل فكه الأخر
- نعم جننت وماذا تريدني ان افعل واراك تتغزل في فتاتي.

اتسع اعين بكر دهشة، هل يواعد فتاة دون أن يخبره؟!، ومع اللكمة الثالثة التي توجهت نحو معدته علم انه لعب في وترحساس، لطالما كان غضب خالد الأعمي يوقعه في العديد من المشاكل، قرر أن يتخذ وضع الدفاع، استمر للحظات حتى ابتعد من براثنه
التقط انفاسه المتأججة وهو يعدل قميصه وقال بجمود
- فتاتك ام نقول انها مجرد رقم في لائحتك.

سبه خالد بقوة وهو يعيد ترتيب خصلات شعره، اكتفي بعدم الرد تلك المرة ونظر نحو صديقه المنتظر الأجابة، التفت حول المكان وهو يراقب المكان خشية وجود أحدهم. زفر براحة و استدار على عقبيه ليغادر المكان
تخشب جسده عندما صاح بكر للمرة الثانية بشيء جعله يتمنى في لحظته ان يحافظ على هدوء أعصابه
- يا صاح لم انظر ولم اعبث بهاتفك لقد كان مجرد اختبار.

- اشتقت اليك زين
همست بإشتياق وكل حرف تخرجه تعنيه، لما هي لتلك الدرجة ضعيفة؟!، كانت علي وشك ان تقول لنفترق لكن لسانها خانها لتلك المرة والمرة السابقة والمرات الأقدم ولن تنكر انها لن تستطيع قولها ابدًا، برغم هواجسها، برغم ضيقها، برغم حنقها، برغم رغبتها في فعل اشياء كثيرة إلا انها تستسلم فوراً وتنسحب ببطء رافعة الراية البيضاء وتخبر جيوشها أن الحرب ستعلن في المرة القادمة.

تلك المرة مكالمة هاتفية بعد آخر مرة رأت بها ذبول جليّ علي ملامحه، رد بهمس جارف
- وانا ايضا كيف كان الزفاف؟
التمعت عيناها وقالت
- كان رائع وندي كانت تبدو ملكة بفستانها الأبيض، كل شىء كان مثالي زين.

عض شفتيه السفلى بألم، الزفاف، تزوجها بدون زفاف لاحظ نبرتها الواهنة وهي تخبره عن الزفاف تضعه داخل الحدث وتصور كل شيء رأته، انحدرت الدموع علي وجنتيها وبدون وعي منها تخبره عن فستان ندي الابيض وكم كانت رائعة كل ما تقوله يجعله يشعر بخناجر تنغرس ويَدُك دكًا الي قلبه قال بهدوء
- جيد.

شهقت بصوت خفيض وهي تلعن غبائها ولسانها الذي نطق بأشياء لم ترغب قوله، لماذا تندم لقد اخبرته انها لا تريد حفل زفاف لما تعيد فتح الدفاتر القديمة، همست بتوتر وهي تلعب بخصلات شعرها
- هل انت مشغول هل اهاتفك في وقت لاحق؟
زفير حار اخرجه بقوة وهو يتطلع الى السماء الغائمة بشرود
- كلا اشتقت لسماع صوتك
التمعت عيناها فرحة وهي تستمع لأول مرة يخبرها انه اشتاق لها، ردت الروح إليها وهمست
- زين.

سمعت همهمته مجيبًا على ندائها، استرسلت قائلة
- احبك
تهدجت انفاسه من اعترافها، همس بشوق جارف وكل خلايا في جسده تأمره بالذهاب اليها
- احبك كثيرا لياني لا تعلمين كيف الفراش بارد من عدم وجودك
تخضبت وجنتيها بالحمرة القانية من تلميحه الغير بريء بالمرة، وحينما همت بالرد قاطعها صوت والدتها تحثها على المجيء
عاجلها زين وقال
- يبدو الامر عاجل سأهاتفك في المساء
اغلقت الهاتف ووضعته جانبًا لتتوجه نحو والدتها وقالت.

- نعم يا ماما
رفعت سعاد حاجبيها وصاحت بتهكم
- علي الشغل يا حبيبه ماما
خبطت بأناملها على جبهتها وتذكرت اليوم هو اليوم العالمي للتنظيف، تساءلت ليان
- وسارة فين؟
ردت سعاد
- نزلت الكلية يا حبيبه ماما نسيتي ان كليتها بدأت
- ااه صح
- اللي واخد عقلك
امتنعت عن الرد لإيجاد رد مناسب وحينما وجدت إبراهيم يخرج من المرحاض سارعت نحوه وقالت لوالدها وهي تسحبه الى غرفته
- بابا تحب اعملك الغدا ايه النهاردة؟!

مصمصت سعاد شفتيها بامتعاض
- اهربي بس مصيرك هتقعى بين ايديا.

لم تتوقع أن تمضي ليلة زفافهم بتلك الطريقة العجيبة، لقد تركها ونام، عضت شفتيها بقهر وهي تنظر الي منامتها بتحسر..
لتعود مرة آخري لليلة أمس متذكرة ما حدث
أغلق باب غرفتهم متنهداً براحة، خلع ربطة عنقه وسترته وألقاه جانبًا ليتوجه بنفاذ نحوها وهو يطبع قبلة دافئة على جبينها
- مبروك علينا
تمتمت بخجل وهي تفرك يدها بتوتر
- شكرا
عبس ملامحه باستياء
- في واحدة لسه متجوزة تقول شكرا
لكزته بخفة علي مرفقه.

- شهاب بطل بقي
سحبها من يدها ليتوجه نحو غرفة النوم قائلاً
- طيب تعالي بقي نغير وناكل ونروح ننام علشان السفر
اشاحت بيديها بعيداً عنه وصاحت باستنكار
- نعم
عقد حاجبيه وتمتم بتساؤل
- ايه؟، في حاجه غلط من اللي بقولها!
زحفت الحمرة نحو وجنتيها وهي تطرق برأسها للأسفل، كيف تخبره بما يحدث في ليلة الزفاف
- لا بس
تلعثمت وهي تري نظراته الماكرة وقال وهو يغمز عيناه
- بس ايه، قصدك اللي بالي بالك.

قرصها بخفة من خصرها لتنتفض صائحة بخجل
- شهاب
ربت على وجنتيها كأنه يهادي طفلة صغيرة
- عيب الحاجات ديه بتاعت الكبار وانتي لسه صغيرة يا توتو
نفخت وجنتيها وصاحت بحدة وهي تطرق بقوة علي الارض متجه نحو غرفة النوم
- امشي يا شهاب من وشي انا هروح اكل وروح انت نام.

عادت للواقع وهي تنظر نحو زوجها بيأس، يبدو كالطفل الصغير، ابتسمت بمحبة وهي تطبع قبلة صغيرة علي وجنتيه لقد أمضى حوالي اسبوع لم يستطيع ان يذق طعم النوم بسبب التجهيزات السريعة للزفاف، قامت من الفراش وهي تتجه نحو المرحاض لتستعد ليومها الحافل.

- ايه الاخبار؟
صاحت بها سارة بمرح وهي تجلس على المقعد الخالي، ردت شهد بابتسامه هادئة
- تمام
غمزت سارة بعينها وهتفت بنبرة ذات مغزى
- شهد ايه الجديد في الكلية؟
حكت شهد طرف ذقنها محاولة التذكر آخر اخبار التي حدثت في غيابها، حالة من الصمت تبعها صياح شهد المفاجىء
- صح بقولك سمعتي ان كريم سافر بره مصر
برقت أعين سارة بسعادة وقالت بعدم تصديق
- بجد!
اومأت شهد وتابعت.

- اه يا بنتي والسنه ديه حته دكتور جديد جه يا خراابي عليه
تنهيدة خرجت من شفتي شهد جعل سارة تعقد حاجبيها وقالت
- بجد!
- اه طبعا طول بعرض كده وعيونه معرفش لونها بس ايه جامد اخر حاجه
- مين ده؟
هزت شهد كتفيها بلا مبالاة
- معرفش اسمه الصراحة تعالي يلا الساعة ٩ شكل المحاضرة بدأت
هزت سارة رأسها يائسة لتقوم من مجلسها وتسير بجوار صديقتها ول تري من هو ذلك الدكتور!

زفرت الجدة بحرارة وهي تضع قدح القهوة علي الطاولة، نظرت نحو زيدان وقالت بضيق
- هل رأيت ما يحدث يا زيدان؟
رد ببساطة وهو يرتشف القهوة
- لقد بذلنا قصارنا جهدنا
عبست ملامحها وهي تهمس بضعف
- لا استطيع ان افرض وجودي بينهم مرة اخري يا زيدان
رد برزانة
- جاء دورها يا سيدتي.

عنيدان، كلاهما، وإن كان الآخر سيموت بدونها لكن لسانه يعجز عن البوح بكل شىء، عقدت ذراعيها على صدرها وهي ترى تحول منزلها إلى هادىء وساكن نسبيًا عكس الأيام السابقة
- استشفيت من حديثي من ليان انها تريد العودة ولكن الاخر رافض
غمغم زيدان بغموض
- حدثت أشياء كثيرة وزين يقوم بحلها
تحول مجرى الحديث نحو القبطان لتهتف
- ما اخبار خالد؟
صموت لعدة لحظات تبعها ابتسامة هادئة وهو يقول.

- كما هو لكن دعيني ابشرك لم يقوم بعمل علاقة منذ عودته
تمتمت بنبرة ذات مغزى
- الم اخبرك؟
- كانت جديدة بالنسبة له، خالد متخبط لن أجازف في ذلك الشيء ابداً، وانا متأكد من أن تصبح بين ذراعيه سيتركها
هزت رأسها نافية وبابتسامة مشرقة قالت
- لا اظن ذلك
ضحك زيدان بخفة، ان كان الجميع يظن انه واقع في الحُب إلا انه يعلمه جيداً، فقد ورث العديد من الصفات منه، صاح بهدوء.

- خالد بطبعه ما أن يرى شيئا جديدا يجذبه ذلك الشىء البراق ليهرول سريعا ويقوم باقتناصه لكن مع مرور عده ايام سينطفئ ذلك البريق ويتركها أشلاء أنثى
لما لا يوجد خبر جيد وسط تلك الغمامة الرمادية، انحسرت ابتسامتها وصاحت بقلة حيلة
- عدنا للبداية
صحح زيدان قائلا
- مجرد بداية جديدة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة