قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سهرة منتصف الليل للكاتبة يارا رشدي الفصل العشرون

رواية سهرة منتصف الليل للكاتبة يارا رشدي الفصل العشرون

رواية سهرة منتصف الليل للكاتبة يارا رشدي الفصل العشرون

دلفت معه إلى الشقه وسيف يقول:
الشقه هتجدد يا لولو وشكلها هيتغير خالض
تفحصت الشقه بعينيها اثاث قديم الحائط مقشر باكمله والسقف ايضآ الاضاءه خافته للغايه
اومات راسها بالايجاب ليكمل سيف:
حياتنا هنبداها سوا من النهارده عايزين ننسي اي حاجه قديمه اتفقنا؟!
ربنا يسهل فين اوضه النوم عشان افضي شنطتي
اشار لها ناحيه الغرفه حملت حقيبتها واتجهت لها...
كلما تتذكر ما فعله بها عمها امام سيف تشعر بالضيق والاختناق...

بدات بفتح الحقيبه شعرت بذراعيها تحاوطها من الخلف هاتفآ بهمس:
سيبك من الشنطه دلوقتي
التفتت اليها وهي تقول:
اوعي يا سيف عايزه افضي شنطه
هتف سيف بهدوء:
انا فاهم إلى جواكي شايفه ان عمك رخصك قدامي مضايقه من شكلك قدامي بس صدقيني انا مش في دماغي كل كلام ده،
مفيش حاجه تهمني غيرك
انهي جملته وهو يضمها إلى احضانه تشبتت به فسيف منذ ان تعرفت عليه واصبح كل شئ بنسبه لها كل حياتها...

وفي يوم ما..
تجلس على الارجوحه الموجوده بالجنينه تسند راسها على العمود الذي بجانبها...
شعرت برعشه بجسدها منذ ان بدات تناول الحبوب التي اعطتها لها الفتاه وهي تشعر بالعديد من الاشياء الغريبه من البدايه وهي تعلم انها لم تكن حبوب منومه ولكنها تريد التخلص من التفكير وعدم الشعور بشئ حولها وتلك الحبوب ساعدتها على ذلك...
شعرت بجلوس احداهما بجانبها لم تلتفت اليه ظلت ساكنه على حالتها ليصل اليها صوت اياد:.

كل سنه وانتي طيبه سمعت من والدتك ان عيد ميلادك النهارده
كيف لم تتذكر ذلك؟! اعتادت كل عيد مولد تقوم بالاحتفال بيه وتحضر اصدقائها...
كانت تفعل كل ذلك عندما كانت حياتها مطمئنه اما الان فحياتها محطمه
هتفت دون ان تنظر له:
وانت طيب شكرا
بابا كان عايز يعملك حفله صغيره كده بس والدتك قالت هترفضي
فعلا كنت هرفض انا مش عايزه حاجه سيبوني كده قاعده في حالي ومحدش له دعوه بيا
مد يديه ناحيتها ثم قال:.

انا عرفت من شاهي انك كسرتي موبيلك فجبتلك موبيل جديد يارب يعجبك
التفتت اليه ثم نظرت إلى حقيبه الهدايا ثم حركت راسها بالنفي هاتفه بهلع:
لا مش عايزه موبيلات ابعد البتاع ده عني ابعده
اخفي الحقيبه خلف ظهره وهو يقول:
خلاص اهو شلته في ايه لرعب ده كله؟! ده مجرد موبيل عادي يعني
حياتي ادمرت بسبب موبيل عادي، اسكت انت مش فاهم اي حاجه
طب فهميني؟!
لم تجيبه بل نهضت من مكانها ورحلت تاركه اياه في حيره من امرها هذا...!

وعلي بعد كان يقف فارس يراقب ما يحدث لم يعجبه ما فعله اياد اقترب منه ثم قال:
انت هتضرب صحوبيه مع بنت مرات ابوك ولا ايه؟!
انتبه اياد إلى اخيه هاتفآ:
وايه المشكله مش عايشين مع بعض في بيت واحد
ملكش دعوه بيها يا اياد ومتنساش فريده بنت مرات ابوك مش واحده من إلى بتعرفهم
على فكره انا مفكرتش فيها كده اصلا
ليقول فارس:
انا بنبهك وخلاص البنات صحابك حاجه وفريده حاجه تانيه
فاهم يا عم فارس ومش محتاج لتنبهيك.

متنساش نفسك بقي وافتكر ان البت دي تبقي بنت مرات ابوك إلى مهانش عليه يستني يعدي سنه على وفاه ماما وجاب مراته جديده تعيش في بيتها
فاكر
ثم تابع وهو يناوله حقيبه الهدايا وهو يقول:
خلي موبيل ده ليك اهو ينفعك
رحل اياد تاركآ فارس يقف مكانه وينظر إلى حقيبه التي في يديه..

يراقبها ويراقب كل شئ خاص بها علم الكثير عنها وايضآ اصبح لديه العديد من الصور لها...
قام بالاتصال برقم هاتفها وعندما وصل اليها صوته هتف بعذوبه:
انسه يسرا معايا؟!
اه مين معايا؟!
ليقول عمر:
واحد بيحبك بقاله سنين كتيره من قبل ما تعرفي الواد الصايع يوسف حقيقي مكنش يستاهل واحده زيك مش قادر افهم ازاي قدر يعمل فيكي كده ويخطب واحده غيرك؟!
انت صاحب يوسف ومتصل تشتغلني شويه؟!

انا مبصاحبش عيال صحابي كلهم رجاله يا يسرا
مين جبلك رقمي؟!
لم يهتم بسؤالها هذا ثم قال:
انا بحبك واقع فيكي بقالي سنين بس مش قادر اوصلك كنت بموت كل يوم وانا بتخيلك مع يوسف ولما سابك فكرت كتير اقرب بس خوفت متصدقنيش خصوصآ ان لسه جرحه موجود بس خلاص فاض بيا مبقتش قادر استحمل
توقف عن كلماته عندما وجدها قامت بانهاء المكالمه نظر إلى شاشه الهاتف وهو يقول:
ومالووو اقفلي سكه في وشي دلوقتي براحتك اووووي.

قام بارسال اليها رساله نصيه محتواها:
متحرمنيش من صوتك الجميل ده
وعلي الناحيه الاخري
قرات محتوي الرسال وهي في حيره من ذلك المتصل ولكن قلبها بنبض بقوه...

اقترب من غرفتها وطرق الباب اذنت له بدخول دلف إلى الغرفه تاركآ خلفه الباب مفتوح...
كانت هادئه تمامآ مفعول القرص الذي تناولته بدا بالعمل
مينفعش تسكتي على ايدك اكتر من كده انا بتكلم معاكي بصفتي دكتور
لاحت على شفيتها ابتسامه ساخره وهي تقول:
انت عايز تعالج ايدي المحروقه يعني؟! طب وروحي إلى اتحرقت مين هيعالجها يا دوك
جلس على المقعد الموجود بالغرفه ثم قال:.

ايه إلى غيرك كده؟! لما اتخانقت معاكي كنتي واحده تانيه غير إلى شايفها قدامي دلوقتي
عينك مكنتش مطفيه بالشكل ده، بالعكس كان فيها لمعه مميزه اول مره اشوفها في واحده
اطلقت ضحكه عاليه هاتفه:
ده كان زمان بقي إلى قدامك دي واحده مدمره كل حاجه فيها مدمره
ليه؟!
نهضت من فراشها وتوجهت ناحيته قائله وهي تحرك راسها بالنفي قائله بآسف ;
مش هتفهمني
هفهمك والله
الفضول بداخله سيقتله يريد معرفه سر تحولها لهذه الصوره...

انا مش قادره اعيش حياتي لما ببقي صاحيه عقلي مش بيسبني في حالي اسئله كتير ورغي ولما بنام بشوف كوابيس
لم يتوصل لاجابه واضحه من كلماتها تلك فقال:
وجود بابا مع طنط هو السبب طيب؟!
جلست بجانبه وهي تقول:.

عذبت بابا كتير كان نفسه بس يسمع كلمه كويسه منها دايما كانت بتعامله بقسوه وكرهه حتى لما يجبلها هديه كان بيجي من شغله مبسوط وفرحان ملهوف يشوف رد فعلها وهي تقوله بكل برود الدنيا كويسه مكنتش عارف تجيب حاجه احسن من كده حبها حب متستاهلهوش
كانت غريبه امامه كلماتها تائهه منها تتحدث في العديد من الاشياء الغير مترابطه ببعضها بالاضافه إلى ارتعاش جسدها اكثر من مره امامه راقب تصرفاتها بصمت لتقول هي ضاحكه:.

اوعي يغرك طقم الحنيه إلى بتعمله ماما ده هي عمرها ما كانت حنينه معايا اصلا غير بعد ما اتجوزت ابوك قبل كده كانت بستخسر تاخدني في حضنها
سكتت قليلآ ثم قالت ابتسمت بالم قائله:
بابا بس إلى كان بياخدني في حضنه
اغمضت عينيها وهي تقول:
كفايه رغي بقي انا نعسانه اووي ومحتاجه انام
انهت جملتها تلك وهي تسقط بين احضانه نظر اليها فارس باستغراب ثم ازاح خصلات شعرها عن وجهها وبدا في افاقتها ولكنه توقف وتآمل ملامحها.

حلو تقولي انا ملكش دعوه بيها يا اياد ومتنساش انها بنت مرات ابوك وتيجي انت اوضه نومها تاخدها بالاحضان
انتبه فارس إلى اياد الواقف امامه ثم وضع فريده على الاريكه وقال بعصبيه:
ايه الهبل إلى بتقوله ده انا كنت بتكلم معاها على عمليه وفجاه لقيتها مغمي عليها واهي قدامك مش حاسه بحاجه
اغمي عليها في حضنك؟!
قالها اخيه بسخريه ليقول فارس:
الزم حدودك يا اياد وروح هات اي حاجه افوقها بيها
لا فوقها انت بمعرفتك يا دكتور.

خرج اياد اما فارس احضر الكوب الزجاجي الموجود على الكوميدو وبدا برش بعض قطرات المياه على وجهها فتحت عينيها ببطء وهي تقول بصوت ضعيف:
المكان كله مليان كاميرات
فسر كلماتها تلك بانها مجرد هلاوس لا اكثر قام بحملها برفق ثم وضعها على الفراش والقي الغطاء عليها، اغمضتت هي عينيها وراحت في النوم خرج من الغرفه ثم ذهب لااياد هاتفآ بعصبيه:
انت ازاي تفكر فيا بشكل ده
ابتسم اياد بسخريه قائلا:.

ومطلوب بقي افكر ازاي؟! وانت من كام ساعه بتقولي ملكش دعوه بيها وبعدين اجي القيكي واخدها في حضنك
بقولك كان مغمي عليها يا بني ادم
اغمي عليها تفوقها مش تفضل سايبها في حضنك وسرحان فيها
صمت فارس فاخيه محق ليقول اياد ;
ابقي فكر نفسك بقي انها تبقي بنت مرات ابوك إلى اييييه؟ ابوك اتجوزها على امك زي ما بتفكرني يا دكتور يا محترم فكر نفسك..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة