قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سهرة منتصف الليل للكاتبة يارا رشدي الفصل الثامن والثلاثون

رواية سهرة منتصف الليل للكاتبة يارا رشدي الفصل الثامن والثلاثون

رواية سهرة منتصف الليل للكاتبة يارا رشدي الفصل الثامن والثلاثون

لم يذهب الي عمله اليوم اصبح كارهه كل شئ حوله كلما تذكر انه قام بلمسها رغمآ عنها شعر بالضيق والاختناق من نفسه..
مهما كان ما فعلته هي لا يحق له لمسها رغمآ عنها بهذه الطريقه، ليته لم يقابل عمر هو سبب ما حدث
دلف الي غرفتها وجدها تجلس امام المراة تقوم بتمشط شعرها وقطرات المياه تسقط منه
لم تتحرك من مكانها ظلت تنظر الي المرأه كما هي ليقول فارس:
لو حابه نروح القاهره تاني علشان السمر كورس معنديش مانع.

لم تجيبه بشئ ليقول وهو يقترب منها ويجلس بقربها
انا اسف مش عارف عملت كده ازاي مكنتش في وعي قابلت عمر وروحت قعدت عنده شويه معرفش ازاي شربت وسكرت كده مع اني مليش في شرب اصلا
وفريده صامته تمامآ فقط تنظر لانعاكس صورتها وتمشط شعرها ليقول هو:
كلام كان صعب عليا جواز عرفي وحمل مقدرتش اتحمل كلام ده كله يارتني كنت فضلت كده مش عارف الحقيقه فين والكدب فين وتايه في قصصك الي بتالفيها كل شويه.

وعندما وجد صمتها مازال مستمر قال:
ردي عليا اتكلمي متستغليش الي حصل بينا امبارح علشان تخلصي من قصه جوازك عرفي وحمل.

لا مش هستغل حاجه انا فعلا كنت متجوزه عرفي وكنت حامل كمان واجهضت نفسي بظبط في يوم الي اتصلت بماما تيجي تاخدني من علي كورنيش كنت عامله عمليه اجهاض قبلها بكام يوم الشهر الي انا غيبته كنت قاعده عنده في شقه عايز تعرف ايه تاني؟ اكيد حكايه الحرق الي في دراعي لا ده انا عادي ولعت في نفسي بعد ما عرفت انه مش ناوي يتقدملي ويتجوزني
صاحت به وهي تكمل:
عايز تعرف ايه تاني يا فارس؟!

لعبتي عليا ليه وفهمتيني انك بتحبيني؟!
لمعت عينيها بدموع ولم تجيبه
كنتي عايزه فتره خطوبه كذه سنه ليه؟!
ولا حاجه كنت بفكر في حل يرجعني بنت زي ما كنت وابدا معاك من اول وجديد وعملت عمليه ترقيع ودكتوره طلعت حيوانه وضحكت عليا خدت فلوس ومعملتهاش اظن كده انا جاوبتك علي كل اسئله الي في دماغك حاجه طلقني يا فارس وكفايه اووي كده
حرك فارس راسه وهو يقول:.

فعلا كفايه شهرين وهطلقك وعلي فكره انا عمري ما كنت حيوان امد ايدي علي واحده ولا اقرب منها غصب عنها
ضحكت ساخره وهي تقول:
مش ملاحظ كل تصرفات الحيوانات بتعملها لما بتقابل عمر حاجه غريبه بحد
بمناسبه عمر فكرتيني صح مين الي جه شقه ووقعت منه مفاتيح
لا دي بقي اسال عمر عليها
اتخدعت فيكي اوي يا فريده انتي ازاي طلعتي كده؟!
قالها بحسره واضحه لتقول هي:.

معلش اصل بعيد عنك ماما مكنتش فاضيه تربيني كانت بتجري ورا ابوك حب عمرها
نهض من مكانه هاتفآ:
في دي معاكي حق
رحل فارس تاركآ اياها اما هي اسندت راسها علي السراحه الموجوده امامها وصاحت باكيه اثبتت له كل شئ يفكر به..

يجلس في الكافيه ينتظر قدومها نظر الي ساعه يديها بضجر واضح وبعد مرور الوقت لمحها تدلف الي الكافيه..
جلست امامه هاتفه:
معلش يا سيف اتاخرت عليك غصب عني والله
موبيلك فين؟
متقلقش في البيت
عملتي ايه في اتفاقنا؟!
اجابته يسرا بهدوء تام:
ولا حاجه فهمته اني حامل ولازم يجي يتقدملي ونتجوز وهددته لو مجاش هروح اقول لجوز فريده كل حاجه.

نعم يا اختي؟! هو انا دورت عليكي ووصلتلك علشان احميكي من عمر وفي الاخر تقوليلي يتقدملك وتجوزيه؟ وبعدين اتفاقنا مكنش كده نهائي ايه الي انتي هببتيه ده
قالها بغضب مكتوم لتقول هي:
يعني اعمل ايه لازم يتجوزني ياما هتفضح لو اتجوزت حد تاني
اعملي عمليه ولا اي زفت اتصرفي لو اتجوزتي عمر تبقي بترمي نفسك في النار
انا مضطره يا سيف اتجوزه يمكن لو كنت ظهرت في حياتي بدري شويه وفهمتتي حقيقه عمر مكنتش هبقي في ورطه دي.

الورطه دي سهل نخلص منها بس بلاش حكايه جوازك من عمر دي واوعي تكوني فاكره انه هيسكتلك علي حكايه انك بتهدديه بموضوع فريده
يعمل الي يعمله بقي مبقتش فارقه معايا
تنهد سيف بنفاذ صبر وهو يقول:
انتي معملتيش اتفاقنا ليه؟ انا مش قولتلك تروحي لجوز فريده وتفهميه كل حاجه ووقتها هو يشوف شغله مع عمر ويخلصنا منه
كنت عايزه اخلص من مصيبه بتاعتي
طيب اعملي الي اتفاقنا عليه وانا اوعدك هخلصك من حكايه دي وارجعك زي ما كنتي.

مش كل عمليات الي زي كده بتنفع
طمئنها سيف قائلا:
هاخدك لاحسن دكتوره متخافيش بس اعملي الي اتفاقنا عليه لو سمحتي
بص يا سيف من الاخر انا بكرهه البت فريده دي وكل ما اتخيل ان عمر واقع فيها كده بكرها اكتر سيبهم يولعوا مع بعض
انتي لسه واقعه في غرام عمر ولا ايه ?!
ضغطت علي يديها بتوتر وهي تقول:
غصب عني مش قادره اكرهه.

كل الي قولتهولك ده ومش قادره تكرهيه؟ هكر موبيلك واتفرج علي كل حاجه تخصك وبعدين لعب عليكي واتجوزك عرفي وكل ده بس علشان يسلي وقته وينسي فريده عمايله دي كلها مش فارقه معاكي؟!
انا مش هقول لجوز فريده حاجه يا سيف تمام كده
مط شفتيه بعدم رضا ثم هتف:
الي يريحك هتصرف انا بمعرفتي، بس نصيحه مني ابعدي عن عمر وحافظي علي شويه الي باقين منك سيبك من حب وكلام فاضي ده
هتعرف ترجعني زي ما كنت؟

لم تدري كم من الوقت مر عليها وهي علي حالتها تلك رفعت راسها وهي تشعر بصداع نهضت من مكانها وتمددت علي الفراش مر امامها ما فعله بها فارس بالامس كالشريط السينمائي امام عينيها
همساته لها وهو يخبرها انه يحبها ولم يملكها احد غيره..
شعرت بخطواته تقترب منها ثم دلف الي غرفه قائلا:
يلا ننزل القاهره علشان تلحقي السمر كورس بتاعك ده
زفرت بضيق واضح وهي تقول:
مش رايحه زفت طلعني من دماغك يا فارس وملكش دعوه بيا.

براحتك انا كده عملت الي عليا علشان متحملنيش ذنبك
كتر خيرك والله
اخرج الهاتف من جيبه وناولها اياه هاتفآ:
كلمي مامتك لانها قلقانه عليكي وخايفه تيجي مترضيش تقابليها كلميها شوفيها
لم تتناول الهاتف منه وضعه فارس علي فارش قائلا:
اهو موبيل عندك ومش عليه باسورد فكري مع نفسك
قال جملته تلك ورحل اما هي تناولت هاتف فارس وظلت تنظر اليه هاتفه:
طبعا مش هتفوتك دي يا عمر اكيد شايفني صح؟
ابتسمت بسخريه قبل ان تقول:.

قولي انت عايز مني ايه؟
وعلي ناحيه الاخري هو بالفعل يراها من حاسوبه ويستمع الي كلماتها ويضحك باستمتاع اما فريده قامت بالبحث عن رقم والدتها ثم قامت بالاتصال بها وعندما جاء لها رد هتفت:
انا كويسه ومبسوطه مع فارس متتصليش بيا تاني ولا تسالي عليا ومتجيش تشوفني لان صدقيني مش قادره اشوفك
لم تنظر فريده ردها انهت المكالمه ثم اتجهت ناحيه الشرفه وقامت بالقاء الهاتف منها خرجت الي فارس هاتفه:.

موبيلك وقع مني في شارع وانا بتكلم اسفه
انتي هتستعبطي يا فريده ايه الحركات دي
قالها بانفعال
لتقول هي:
لا مش بستعبط اقولك حاجه انا رميته قاصده اعتبر بنتقم من الي عملته فيا امبارح
اغمض عينيه بنفاذ صبر ثم هتف:
قولتلك مكنتش في وعي متزودهاش بقي
نظرت الي الطفايه الموجوده علي طاوله وموجود بها بقايا سيجار بالاضافه الي علبه السجاير الموجوده علي الاريكه هاتفه:.

وكمان بقيت تشرب سجاير عمر ده سره باتعه اوي في يومين يعمل فيك كده شرب بيره وسجاير كمان
عمر ملهوش دعوه انا مخنوق ومش لاقي حاجه اطلع خنقتي فيها غير السجاير
موبيلك الي وقع في شارع ده مش عايزو ولا حابب تطمن حصله ايه
يعني هينزل ايه من دور خامس اكيد اتغدغ ومش هينفع يتصلح
وفي اثناء حديثهم وصل اليهم قرع جرس الباب اتجه فارس ناحيه الباب وقام بفتحه ليظهر امامه اياد..

ارمي يا فريده موبيل بردو مش هتخلصي مني
اضاء هاتفه معلنآ عن وجود مكالمه من يسرا زفر بضيق ثم تناول الهاتف وقام بالرد وصل اليه صوت يسرا قائله:
متتعبش نفسك وتيجي تتقدملي انا سقطت نفسي ومبقتش عايزاك خليك اشبع بالهانم الي انت غرقان في العسل معاها
طب والله جدعه اثتبي بقي علي موقفك ده واياكي الشيطان يوزك وتروحي تعرفي حاجه لجوزها
لا متخافش مش هروح خليك يا حبيبي غرقان معاها.

قال جملتها تلك وانهت المكالمه تنهد فارس بارتياح قائلا:
بسهوله دي خلصت منك يا يسرا؟ حاسس اني في حلم والله.

نظر اياد الي طفايه السجاير هاتفآ باستغراب:
من امته وانت بتدخن وتشرب سجاير؟
لا وجديد بقي يا اياد انه بقي يشرب بيره ويرجع كل يوم سكران طينه
هتف فارس بتحذير ;
فريده
لتقول هي:
ايه ما تعرف اخوك ولا اعرفه انا؟
لم يفهم ما الذي تلمح بيه وسوف تخبره لاخيه اما هي قالت:.

انا زهقت من العيشه معاه مبقتش قادره اتحملها من وقت ما اتجوزنا وهو يا اما يرجعلي سكران طينه يااما بيمد ايده عليا بس هي دي حياتنا من وقت ما اتجوزنا انت مش جيتلي يا اياد قبل كده وقولت اني واجعه اخوك وشايف حاله متغير من يوم ما اتجوزني وشايفني واحده شريره وظالمه ومعذبه اخوك
نهضت من مكانها وهي تقول:
اخوك هو الي معذبني من يوم ما اتجوزنا
كشفت جزء من يديها واظهرت له علامات جلده لها بالحزام قائله:.

ضرب بالحزام وطولت لسان وعيشه مقرفه انا مش عارفه انت اتجوزتني ليه اصلا علشان تبهدل فيا بشكل ده؟!
وفارس يتابع كل هذا بصدمه لا يدري لما فعلت كل هذا امام اخيه اما اياد هتف:
ليه كده يا فارس؟
نظر الي فريده وهو يقول ;
فيكي الخير
لتقول فريده:
اهو اخوك عندك يا اياد شوفلك حل بقي لاني قرفت
قالت جملتها ورحلت اما اياد هتف:
انت عمرك ما كنت بالعنف ده ضرب بالحزام هي وصلت لكده؟
امشي يا اياد لاني مش قادر اتكلم مع حد معلش.

طب فهمني في ايه حالك عامل كده ليه سجاير وبيره في ايه لكل ده
لم يستيطع فارس افضاح امر فريده حاول ذلك ولكنه لم يستطيع فهتف:
هفهمك بعدين وبلاش تعرف امها اي حاجه من الي حصلت احنا كلها كام شهر وهنتطلق
تسائل اياد مره اخري عن السبب ليجيبه فارس:
هتعرف كل حاجه في وقتها.

لا تدري لما فعلت كل هذا امام اخيه شعرت بالندم علي فعلتها تلك دلف فارس الي غرفتها بقوه بعد غادر اياد ثم قال:
عملتي كده ليه؟!
انت قولتلي عرفيهم اني بضربك علشان نتطلق ونخلص واهو بدات باخوك وعرفته
قالتها ببساطه ليقول فارس:
كنتي علي اقل عرفيني قبلها انتي بتعملي فيا كده ليه؟!

لاني انا كده دايما الفرصه الكويسه بتكون عندي وبضيعها وبرجع اندم، كان عندي فرصه افهمك كل حاجه قبل جوازنا بس انا مشيت بدماغي ونتيجه اهي زي مانت شايف
ياريتك يا شيخه فهمتيني علي اقل مكنتش اتجوزتك.

وفي منتصف الليل
تعب من التفكير في فريده خرج من الشقه باكملها ولا يعلم الي اين يذهب...
توقف امام شقه عمر ثم قرع الجرس
وفي الداخل هتف عمر بعدما نظر الي عين سحريه:
ده انسب وقت قوليله اني مش موجود
وبالفعل اختبئ عمر في احدي الغرف اما مريم قامت بفتح الباب ليقول فارس:
عمر موجود؟!
لا بس زمانه علي جايه تعال اتفضل استناه
لا خلاص ابقي اجيله مره تانيه لان وقت متاخر
ولكن مريم منعت ذلك وجذبته من يديه قائلا ;.

والله ما ينفع لازم تدخل هو جاي دلوقتي
وبالفعل دلف فارس معها اما هي هتف ;
هروح اجبلك حاجه تشربها.

وضعت امامه كوب العصير هاتفه ;
اتفضل
تناول فارس ذلك الكوب ثم قال:
انتي هتفضلي قاعده مع عمر هنا علي طول؟
اهو لحد ما يفوق لنفسه كده وينسي الي عملته فيه زهراء هرجع بعدين لخالتي
حرك راسه بفهم وهو يقول:
شكله كان بيحبها.

ااه جدا واخدين بعض عن حب بس هي بقي الله يسامحها ضيعت كل حاجه عارف انا وعمر اخوات من نفس الام والاب مختلف بس عمره ما حسسني بكده ولا حتي اثرت فيه حته ان ماما الله يرحمه اتجوزت بعد موت والده واحد تاني تؤ لا كان دايما جمبي ومعايا يعتبر هو الي مربيني بعد موت بابا وماما في حادثه
ياريت فريده كانت بربع عقل عمر اهي مامتها اتجوزت بعد موت والدها من بعد جوازهم وهي مقاطعه مامتها وازاي تتجوز مع ان ده حقها يعني.

بصراحه يا دكتور فارس فريده ليها حاجات غريبه شويه متزعلش مني
حرك راسه بنفي قائلا:
لا خالص
انتهي فارس من ارتشاف كوب العصير وظل يتحدث مع مريم..

نظرت الي ساعه بضيق واضح الساعه الثانيه صباحآ وهو لم يصل من المؤكد انه مع عمر وسيعود فاقد الوعي مثل الليله الماضيه.

فتح عينيه علي صوت بكاء مريم بجانبه انتفض من فراش بهلع وهو ينظر الي الحاله التي بها ومريم ايضآ تناول ثياب وهو يقول:
ايه الي حصل ده
بكت مريم وهي تقول:
انت حيوان حيوان دخلتك بيت واخويا مش موجود ووثقت فيك وفي الاخر تعمل فيا
حرك راسه بنفي وهو يقول:
انا مش فاكر حاجه بس اكيد ملمستكيش معملش كده انا
صرخت به باكيه وهي تخفي جسدها لتظهر بقعه الدماء علي الفراش قائله:.

انت ضيعتني يا فارس ليه كده يا اخي حرام عليك ازاي اتحولت لوحش كده
ارتدي فارس ثيابه وهو يقول:
صدقيني انا مش فاكر حاجه غير اني شربت العصير وكنت بندردش والله ما فاكر حاجه
وصوت بكاء مريم لم يتوقف ليقول هو:
طب اهدي انا هحاول اصلح غلطتي
هتصلحها ازاي الي اتكسر مش هيتصلح خلاص وعمر يالهوي عمر لو عرف هيتقتلني امشي يا فارس امشي قبل ما يجي ويشوف المنظر ده
حرك راسه فارس بنعم وهو يقول:.

حاضر متخافيش همشي ومتقلقيش هصلح غلطتي والله هصلحها
غادر فارس الشقه بتوتر ثم دلف الي شقته ليجد فريده جالسه ومن الواضح تنتظره..
كنت فين كل ده وايه الي مبهدل هدومك كده
جلس فارس علي الاريكه والقي سترته وهو يقول:
كله منك يا فريده من يوم ما اتجوزتك وانا اتحولت لانسان بشع ومقرف انتي سبب
انت بتقول ايه مش فاهمه السبب في ايه انت تروح تسكر مع عمر وتيجي تطلعهم عليا
لم يجيبها بشئ لتقول هي:.

انا رايحه انام خساره فيك القلق الي قلقته عليك
نهضت فريده من مكانها ولكنها توقفت وتجمد جسدها باكمله عندما وصل اليه صوت فارس وهو يقول:
انا هتجوز مريم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة