قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع عشر

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع عشر

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع عشر

كان رحيم يجلس على المقعد الموازي للمكتب، ترك ظهره لدورة المياه وتصنع التجاهل على الرغم من براكين النار المضرمة بين ضلوعه رافضة ذلك حتى وإن كان حقيقة، عيناه على الفراغ وملامحه غير مقروءة..
حينما خرجت وهي تمسح وجهها بالمناديل الورقية، سحبت شهيقًا عميقًا زفرته ببطء وهي تتقدم منه: - أنا آسفه
وقف عن جلسته ليكون أمامها، ثم سألها بفتور: - انتي تعبانة أجيبلك دكتور؟

ف اضطربت على الفور و: - لأ لأ، أنا بخير، بس عندي برد في معدتي بسبب الجو والتكييف
التقطت حقيبتها و: - لو اتأكدت إن عمي فعلًا ليه أيد في اللي حصل...
- سيبك من الموضوع ده انا هجيب أصله
قاطعها وهو يسحب مفاتيح سيارته: - يلا بينا، أنا اللي هوصلك
وقبل أن تعترض وضع سبابته على فمها: - شششش.

لم تجد مفرًا من مطاوعته، ف سارت بطواعية گالعادة ولا تدري أي من الخطط يدبر لها، قرر ألا يفصح عن شكوكه، فهي بالكاد لن تكون صادقة، وإلا لكانت أفضت بخبر كهذا من البداية، لذلك قرر التأكد بطريقته الخاصة وفي الخفاء، بدون أن يثير عواصفها فتهيج نحوه.

وضعت ماريا أطباق الطعام الشهي بشكل منسق مريح للعين على المائدة، ثم نظرت من بعيد لتجد الشكل النهائي مريحًا لها، تنهدت ب حبور وهي تضبط وضعية المقاعد، حتى ظهر وليد من غرفته وهو يجفف رأسه بالمنشفة الصغيرة، استطاع التقاط رائحة الطعام بسهولة، ف همهم بإعجاب و: - هممم، الريحة لوحدها جوعتني
ثم نظر لأطباق الطعام و: - مدلعاني وجيبالي فطار من بيتكم مخصوص، ناقص تقوليلي عملاه بنفسك.

ف ابتسمت بسعادة وهي تميل برأسها نحوه بدلال قائلة: - الحقيقة لأ، ماما هي اللي عاملة الفطار وانا جيبته وجيت على طول، قولتلها هفطر انا ونرمين صحبتي سوا.

جذب لها مقعد المائدة وأجلسها بلطف بالغ: - أرتاحي طيب ياحببتي واقفة ليه؟
ثم جلس بالقرب منها، ناولته لقيمة بالبيض المقلي في فمه وهي تردد: - أنا مش هعرف أتأخر النهاردة
ف تأفف وليد وهو يمضغ الطعام، ابتلعه ثم: - انا مبقتش عارف اتلم عليكي من ساعة ما خلصتي امتحانات ياماريا.

ف ذمّت شفتيها بضيق بيّن و: - ماانت عارف مش بنزل كتير، الأول كانت الدروس بتخليني أخرج، إنما دلوقتي ماما قافشة عليا أو?ر دوس كأني هطير.

ثم أطبقت على كفه وهي تقول: - بكرة لما تخطبني كل ده هيتغير
كاد الطعام يقف في حلقه ليحجب عنه التنفس حينما التقطت أذناه تلك الجملة، ولكنه تفادى ذلك وحمحم وهو يقول: - إن شاء الله، ممكن تعمليلي شاي
ف نهضت بتحمس وهي تردف: - حالًا يابيبي، ثواني ويكون عندك
وطارت تنفذ له طلبه، حينما تتبعها هو بنظرات وغمغم: - عبيطة دي ولا إيه!، أنا أخطب واحدة من دور عيالي؟، ده انا لو متجوز زماني مخلف قدها!

ثم جذب طبق المقبلات وتناول منه: - ربنا يكملها بالستر.

وضعت سوسن فنجان القهوة السادة خاصته على المنضدة وهي تردف: - القهوة يارحيم بيه
ثم خرجت، نظر رحيم حوله بتأنِ ودقة، المكان كما كان قديمًا، اللحظة الأولى التي وطئ فيها هذا المنزل منذ أكثر من خمس سنوات لن ينساها، حينها كان قصر سامي الصباغ قيد التحديثات الديكورية ف اضطرت الأسرة للانتقال هنا حتى تنتهي أعمال القصر..

اليوم الأول الذي رأى فيه وتين كان هنا، واللحظة التي سرقت فيها عقله كانت هنا أيضًا، كيف ينسى وهذا المكان هو الشاهد على ختمها لقلبه، حتى جدران المكان يعشقها لأنها تنتمي لها.
زفر رحيم ببطء وهو يسحب قهوته، ليجد وتين قد حضرت عقب أن غابت بالداخل قليلًا: - الباسبور بتاعي أهو، بس مقولتش عايزه ليه؟
سحبه منها وتفحصه بدقة وهو يجيب: - محتاجه
- أيوة يعني في إيه؟!

تحركت عدسات عيناه لتتطلع لوجهها بصمت، ف أومأت رأسها بتفهم و: - فهمت، مش هترد گالعادة
ف وقف ليضع جواز سفرها بجيب بنطاله و: - كويس إنك بدأتي تتعودي
نظر حوله وكأنه يبحث عن شئ ما: - انتي أوضتك لسه مكانها؟
فأجابت بتلقائية وصفو نية: - آه
استمعا لصوت باب الشُقة، ف نظر رحيم نحوها متسائلًا: - مين؟
- معرفش
استمعت وتين لصوت فضل وهو يسأل عنها، ف زاغت نظراتها ورمشت قائلة بتوتر: - عمي!

- إياكي تبيني حاجه أو تقعي بالكلام، إياكي، أطلعي شوفيه وانا هستنى جوا
واستبقها هو نحو غرفتها تحديدًا، وكأنها الفرصة التي سقطت عليه من السماء ولن تعوض، يجلس منذ وقت ينتظر أن يحدث إعجاز يسمح له بالدخول وها قد حدث.

أغلق الباب من الداخل، وبدأ رحلة البحث الطويل عما يريد، بمعنى أدق يبحث عن تأكيد شكوكه أو نفيها، لم يهتم حتى بوجود فضل فما يشغل باله أكثر واضحًا، أدراجها وخزانة الملابس وحتى الكومود، بحث كثيرًا وكأنه يبحث عن شئ صعب، حتى وجده في الأخير.

نتيجة التحليل الأخير الذي أجرته بالمشفى واحتفظت به، تفحصه فلم يفهم منه شيئًا، فقام بتصويره عبر هاتفه ثم أعاده بمكانه بجوار الكومود على الأرضية، تنهد براحة، ثم راح يقف خلف الباب ل يتلصص عليهم، تفاجأ حينما استمع لهذا الكذب الذي يرويه عمها: - وازاي يابنتي تأمني لواحد زي رحيم، ده ممكن ينسى كل حاجه ويرجع ينتقم منك انتي
- مش هيعمل كدا ياعمي، أنا أعرف رحيم كويس.

ابتسم رحيم بسمة طفيفة بسخرية وهو يتابع التلصص: - عمره ما هيفكر يأذيني، بس انت عرفت منين كل ده؟ وشوفت رحيم فين؟
لم يظهر فضل أيًا من هذه المشاعر التي تنتابه، وأجاب بهدوء: - كنت عند الحيوان ده، بحاول أوصل معاه لحل وسط عشان انتي متتبهدليش ياحببتي
قطبت وتين جبينها بتعجب، بينما استطرد فضل مستكملًا هذا الحوار الكاذب: - اتخانقت معاه جامد وبرضو هو مصمم يرجعك ليه
- مش هيحصل، مش هرجع.

هبّت من مكانها وهي تقول ذلك، بينما حاول فضل أن يرسم خطته جيدًا عقب أن كشف رحيم أمره، فكان عليه إحكام قبضته على لجام هذا الموضوع كي لا يفسد قبل أن يحصل على مبتغاه.
كان رحيم يقف خلف الباب مباشرة يستمع لهذا الكذب الذي يرويه فضل، ابتسم بسخرية وهو يغمغم: - يابن ال فاكر نفسك هتعرف تعملهم عليا!

نفخ بضيق وهو يبتعد عن الباب، ثم تجول بنظراته في زوايا الغرفة، دس يديه في جيب بنطاله وهو يدنو من منضدة الزينة، كانت هناك زجاجة عطرها التي يحتفظ بشبيهتها الفارغة، التقطها، نظر إليها مليًا ثم تجرأ وضغط عليها لينثر منها في الهواء، أطبق جفونه مستمتعًا بهذه الرائحة للحظات..

رآها تسير وسط حقل أخضر ممتلئ بزهور الأوركيد الأصفر الناعم بفستان صيفي برتقالي اللون يعلو ركبتيها، تتحسس ملمس الورود بأطراف أناملها ونسمات الصيف الرطبة تداعب شعرها حاملة رائحتها لأنفه، وهو ينتظرها بنهاية الحقل، بسط ذراعه كي تمد يدها إليها، وإذ بها تسقط متغلغلة بين أغصان الزهور.

فتح عيناه فجأة وكأنه غفى في هذه الوضعية لهنيهه وأفاق على هذا الكابوس، انقبض قلبه وازدرد ريقه وهو يترك زجاجة العطر، ثم تحسس صدره وهو يقترب من الباب راغبًا بترك هذه الغرفة في الحال، ليجدها تفتح الباب بنفس التوقيت و: - خلاص عمي مشي
ف أردف متعجلًا وهو يشير نحو أذنيه: - الهري بتاع عمك دخل من الودن دي وخرج من الودن التانية، مفيش كلمة قالها دخلت دماغي.

تشممت وتين تلك الرائحة الفريدة التي تعرفها جيدًا، ف ضاقت عيناها وهي تنظر نحو أشيائها قائلة: - إيه الريحة دي؟ دا ال perfume بتاعي!
تجاهل حديثها وهو يخطو نحو الباب مرددًا: - أنا لازم امشي
وخرج مسرعًا ليترك خلفه علامة استفهام كبيرة لم تستطع هي فهمها أو ترجمتها، نظرت في الأرجاء نظرة خاطفة، ثم تردد في آذانها كلمات عمها مقارنة بتكذيب رحيم له، هناك شئ ما ناقصًا هي تشعر بذلك، ولكن ما هو!

كان في قمة عالية، وكأنه جبل..
منفردًا بنفسه في هذه الظلمة لا يوجد سوى إضاءة السيارة، ينظر للقاهرة من الأعلى ليراها كلها، صدره ضيق، وفي يده هاتفه المحمول، عقله هنا وهناك، لا يعلم له مكانًا أو وجهه، لقد سرقت عقله كليًا في هذه الآونة وأكثر من أي شئ آخر، رن هاتفه ف أجاب عليه متعجلًا وأول ما سأل عنه: - ها، نتيجة التحليل اللي بعتهولك إيه؟

تجمدت الدماء في عروقه وهذا الهواء بدا أكثر برودة وهو يلفحه، تصلب گقطعة من الحديد وهو يلفظ بتلك الكلمة شديدة القسوة: - حامل!؟
أرتجفت أنامله من وقع هذه الكلمة وهو يفرك فروة رأسه بعنف: - في قد إيه؟!
وفجأة صرخ صرخة ظهر صداها المتردد وهو يقذف بهاتفه من أعلى قمة الجبل قذفة عنيفة، جلس على ركبتيه وهو يرفع رأسه ومازال يصرخ لتخرج تلك الطاقة السلبية التي عجّ بها داخله..

لم يكفي إنها تزوجت غيره وفضّلت غيره، أيضًا تحمل في أحشائها طفل لغيره، مأساة حقيقية يعيشها يوميًا، لقد رأي بصيص أمل فيما حدث والآن حتى هذا البصيص قد اختفى، لم يعد منزله، قضى وقتًا غير معلوم بالخارج لا يعلم مقداره.

في نفس الآن: -
دخل نائل توًا غرفة والدته وهو يقول: - أنا مش هسيب حاجه ل فضل
اعتدلت ثريا في نومتها بعد أن كادت تستسلم للنوم، وحدجته ب عدم رضا قائلة: - بس ده مش في مصلحتنا، خلي فضل تحت إيدك أحسن يانائل
ف اقترب منها وهو يتابع بهذه النظرات الخبيثة: - مش محتاجه خلاص، ده اللي هيجيب آخر وتين، كفاية تعرف بس إن عمها كان عارف كل ده وسلمهالي بأيده.

عقدت حاحبيها وهي تسأله: - يعني إيه؟ هتقولها؟
ف ابتسم نائل بخبث جلي وردد: - تؤ، مش انا اللي هقولها، رحيم هو اللي هيقولها
ارتفع حاجبي ثريا ومازالت غير راضية عن هذا الفكرة ولكنها تعلم نائل جيدًا، إن أراد ذلك سيفعل بكل تأكيد، لذا تراجعت عن فكرة مناقشته واكتفت ب: - وهتفتح المعارض أمتى؟
عقد ما بين حاحبيه وهو يتسائل باندهاش: - انتي ناوية نفتح المعارض دي؟

ف ضحكت ملء شدقيها وهي تجيب بكل ثقة: - طبعًا، وهنعمل افتتاح كمان بعد ما نغير أسمه ل الثريا، ساعتها بس هحس إن مالي وحقي رجعلي.

هذا الأمر يكاد يكون القشة التي ستقضم ظهر البعير بالنسبة ل وتين، لن تتحمل شئ گهذا بكل تأكيد، رؤيتها لأملاكها تنهار هكذا وتنسب لغيرها سيكون مؤلمًا حد الإحتراق، فكر نائل قليلًا في ألا يفعل ذلك، ألا يتسبب في فعلة گهذه، ربما ما زال هناك نسيج واحد مضئ بداخله، شريان واحد يرفض كل أفعاله ويحثه على التوقف، وهو بكل طاقته يحارب هذا الشريان كي لا يتغلغل بين الشرايين الأخرى گالوباء فيفسد كل ما حدث.

أخيرًا أجابت على اتصالاته التي لم تنتهي منذ أكثر من ثلاثة أيام متواصلة، وقف بدر غير مصدقًا إنه يستمع لصوتها الآن ونطق بتلهف: - كاميليا!، حرام عليكي نشفتي دمي لحد ما رديتي، هتفضلي تبعدي كدا لحد أمتى؟!
فآتاه صوتها الذي ظهر وكأنها تبكي: - إحنا مش هينفع نكمل مع بعض يابدر.

توقف كل شئ لوهله، حتى أنفاسه، دقات عقارب الساعة أيضًا توقفت، لحظات وهو يستوعب ما قيل توًا حتى استطاع إدراك حجم الكارثة: - ب بتقولي إيه؟، انتي بتعيطي ياكاميليا!
- قولتلك مش هينفع نكمل مع بعض، أنا تعبت لحد ما خدت القرار ده ومش هينفع غير كدا، ابعد عن طريقي يابدر.

فجأر فيها فجأة: - إيه الجنان ده على الصبح آ...
وبتر كلامه عقب أن اكتشف إنها أغلقت المكالمة، دلف مدير الموارد البشرية وهو يردد: - دي أوراق الموظفين الجدد و...

دفعه بدر من أمامه وشق طريقه للخروج غير عابئًا بأي شئ، إنه يفقد أنفاسه وروحه مع الوقت، عليه فعل شئ ما وإلا سينتهي هذا الأمر نهاية سيئة جدًا.
بات الأمر شخصي بحت، وحل العقدة أصبح يشبه المستحيل.

كانت وتين تراقب الطريق بتوجس أثناء قيادة السائق الذي أرسله رحيم في هذه الساعة المبكرة من الوقت، تعلم إنها حتى وإن سألته لن يجيبها بما يرضيها، ف صمتت وراقبت الطريق بتركيز شديد، حتى إنها حفظته أيضًا.

كان طريقًا غريبًا إلى حد ما، وكأنه طريق سفر، اضطرب تفكيرها والتخمينات التي جالت برأسها كافية لتشتيتها، حتى وجدت السيارة تتوقف أمام استراحة راقية للزوار والمسافرين، ترجل السائق وفتح لها الباب: - اتفضلي ياهانم
نظرت وتين للمكان جيدًا وتفحصته وهي تتسائل: - انت جايبني فين؟
- جايبك عند رحيم باشا.

لم تسترح سوى عقب رؤية سيارة رحيم مصفوفة بمقدمة المقهى، تنفست بعمق وهي تهبط عن جلستها ف قادها السائق نحو مدخل المقهى و: - اتفضلي
دلفت للداخل لتتفاجئ بخلو المكان ما عدا منه، اتسعت المساحة ما بين شفتيها قليلًا وهي تنظر إليه بذهول، فأشار لها كي تجلس أمامه: - تعالي أقعدي محتاج اتكلم معاكي، انا مفضي المكان مخصوص عشانك
تقدمت منه والفضول مُعتريها، وجلست حيث أشار وهي تتسائل: - للدرجادي الموضوع مهم؟
- جدًا.

وضع أمامها إخطار يفيد بموعد جلسة المحكمة و: - أول جلسة بعد 3 أسابيع من دلوقتي
نظرت للأخطار بنظرات لم يفهمها، ثم أومأت برأسها و: - وبعد كده هبقى حرة؟
- طبعًا لأ، الخلع بيبقى جلستين على الأقل
ثم اقترب قليلًا، أستند بمرفقيه على الطاولة الخشبية وراح يرمي ببعض الكلمات المقصودة: - بعدها هتنفذي وعدك ليا
تهربت بنظراتها منه، ف استطرد وهو يبتسم ابتسامة مقلقة: - بس انا عندي شرط عشان اكمل في الحكاية دي.

قطبت جبينها و: - شرط إيه!؟
تلقائيًا تحركت نظراته لترتكز على بطنها، لحظات، لحظات أشعرتها بالقلق والخوف والريبة، كذبت ظنونها رغم علمها بأن هذا هو الصدق، وظلت مستمرة في تمثيلها المزيف، حتى رفع عيناه نحوها مباشرة وقال بحزم: - ياأما أنا
وأشار برأسه نحو بطنها وتابع: - ياأما هو.

وهنا أمسكت ببطنها بلاأرادية وقد فرت الدماء من عروقها فور ما سمعت، لقد حدث ما كانت تخشاه، وهو قادر على تنفيذ تهديده وتركها هكذا بمنتصف الطريق إن لم تصغى، ماذا ستفعل؟
لقد حشرها في زاوية ضيقة للغاية ولن تستطيع الخروج بسهولة أبدًا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة