قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس والعشرون

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس والعشرون

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس والعشرون

مر وقتًا طويلًا حتى الآن ولم تحضر..
كان قلقًا لئلا توفي ب اتفاقهما ولا تأتي، كان عليه أن يحتاط قليلًا ويضمن إنها ستأتي قبل أن يطلقها ويتنازل لها عن معرضها..
وقف نائل ينتظر حضور وتين أمام النيابة وقد أغرقها اتصالات منذ الصباح، ولكن هاتفها وهاتف وفيق المحامي كانا مغلقين..

نظر نائل مرة آخرى نحو اليمين منتظرًا رؤيتها ولكن لم يحدث، فسأله محامي العائلة: - وبعدين ياأستاذ نائل، شوية كدا والموضوع يخلص وحبس الست والدتك يتجدد
فكرر نائل محاولاتهُ المحبطة بالإتصال بها لعلها تجيب
( في مكان آخر )
كانت المدللة الجميلة ما زالت في فراشها وقد استيقظت منذ قليل فقط عقب نوم مريح وهادئ، نظرت نحو الساعة الموضوعة بجوارها و: - أنا نمت كل ده!

وتثائبت وهي تعتدل في نومتها، سحبت هاتفها عن الكومود لتجه مازال في وضعية الطيران، اعتدلت في نومتها وقامت بتشغيله، نظرت لأعلى وقد سبح عقلها بعيدًا، سبح لمشهد نائل عندما يكتشف إنها لن تذهب للنيابة اليوم، ضحكت بصوت خافت وتمطعت بأريحية، بنفس اللحظة التي دخلت فيها داليدا بحذر شديد معتقدة إنها مازالت نائمة، ولكنها وجدتها مستيقظة وممسكة بهاتفها، ف ولجت وهي تعنفها: - قاعدة انتي هنا ولا على بالك!

- في إيه ياماما؟
وتركت الهاتف، فجلست داليدا على طرف الفراش وهي تفصح عن مخاوفها: - إزاي جالك قلب تعملي اللي عملتيه امبارح ده!، وكمان بتوزعيني! مش قولتلك تبعدي عنه وبينكوا المحكمة؟

ارتكزت حدقتيها الحادتين على والدتها وهي تنطق بحقد: - المحكمة مش هترجعلي حقي، آخرها تنفذ حكم الخلع بس
رن هاتفها برقم وجيه، العامل الوفي الذي كان مسؤولًا عن كافة الأعمال التي تخص المعارض والمصنع، فأجابت وتين بعجلة و: - أيوة ياأونكل وجيه، الحمد لله بخير، عندي ليك خبر بمليون جنيه.

واتسعت شفتيها ب ابتسامة متحمسة وهي تتابع: - بكرة هبعتلك مفتاح المعرض وتنزل تفتحه وتشوف الدنيا هناك نظامها إيه، بكلم جد، كل حاجه هشرحهالك بعدين.

ثم تنهدت براحة شديدة وهي تغمغم: - متقلقيش ياماما، انا بقيت دلوقتي مطمنة أكتر
ولكن هذه الكلمات لم تفي بالغرض ولم تبث الطمأنينة بداخلها رغم ذلك، ف السيدة التي أجهضت حفيدها لا تؤتمن، والذي يدعي الحُب ويقوم بحيلة زواج من أجل الوصول للانتقام ليس صعبًا عليه أن يستكمل المسيرة، لن يتوقف الأمر هنا في كل الأحوال، وهذا ما يثير الخوف في نفسها.

حضرت ثريا برفقة المجند المسؤول عن تسليمها أمام هيئة النيابة الموقرة، وقد تبينت هيئتها المزدرية وملابسها التي لم تتبدل منذ عدة أيام وحالتها سيئة للغاية، أسرع نائل نحوها لتسأله هي بتلهف: - عملت إيه يانائل؟ انا متبهدلة هنا!
امتعض وجهه بعجز وهو يقول: - المفروض وتين هتيجي تتنازل وتخرجي النهاردة
ف سألت ب استهجان: - المفروض! يعني إيه
فصاح بدون اكتراث بأي شئ: - معرفش.

ثم نظر بإتجاه المحامي وتمتم بغيظ شديد: - شكلي لبست في المقلب صح، وديني لأطلعه عليها لو ما منفذتش كلامها
وهنا لمح المحامي الخاص ب وتين يقبل عليهم، تركهم جميعًا وهرول إليه، أمسك بياقته يكاد يخنقه وهو يسأل من بين أسنانه بغضب: - فين اللي مشغلاك مجاش ليه زي ما قالت امبارح!؟
دفعه المحامي بعيدًا وهو يردد بصرامة جليّة: - أنا هنا مكانها ومعايا توكيل بالتصرف، يعني احترم نفسك بدل ما ابهدلك دلوقتي بالقانون.

تماسك نائل كي لا يفتعل مشكلة، بينما تركه وفيق وانتقل نحو غرفة وكيل النيابة مستعدًا للدخول وإنهاء الأمر من جذوره كما أُمر.

~ على الجانب الآخر ~
كان رحيم يتحدث عن سماعة البلوتوث بالأذن وهو يقف أمامها واضعًا يسراه في جيب بنطاله: - تمام كدا، خلينا نخلص من الموضوع ده بأسرع وقت، بلغني لما تخلص
نزع رحيم السماعة من أذنه وهو ينظر إليها بحنق بلغ حلقومه، جلس قبالتها وردد ب امتعاض جلي: - الحمد لله إني لحقت المصيبة قبل ما تحصل.

أشاحت وتين ببصرها بعيدًا عنه وعقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة: - مش نفذت اللي في دماغك وبعتلهم المحامي!، خلاص
- طالما اتصرفتي من دماغك وعملتي ال deal يبقى تلتزمي بيه، انا مش فاضي دلوقتي أشغل نفسي بتوقع ردود فعل الزفت ده، أصلًا مستني منه أي ضربة في أي وقت.

ف أطبقت جفونها وهي تردد: - متقلقش مشكلته معايا انا
كانت عيناه منحدرة لأسفل، ف ارتفعت فجأة نحوها لينظر لها بزاوية حانقًا على حديثها الغير موزون: - انتي في حاجه في دماغك مش مظبوطة أكيد
وقف وسحب سترته، رماها بنظرة مستنكرة قبل أن يقول: - متنسيش افتتاح الآچانص معرض سيارات بكرة وانا هاجي آخدك بنفسي.

جلس هشام على مائدة الغداء وشهيته مفتوحة عن آخرها منتظرًا تناول الطعام الذي اعتاد عليه من يديها، وما أن رآها تقبل عليه حاملة الصحون حتى تأهب بسرور وهو يردد: - تسلم إيدك يا...
قطع عبارته عندما وضعت الأطباق على المائدة ليتبين له ماهية الطعام، ثم عاد ينظر إليها وهو يردد مستنكرًا: - مكرونة! الغدا النهاردة مكرونة بس؟
فأومأت رأسها وهي تقول: - ماانت نظرك حلو أهو، مش شايف إنهم صنفين مكرونة!

- يعني عشان طبق مكرونة بصلصة وطبق مكرونة محمرة بقى في اختلاف!
- أكيد
قالتها والعبوس ما زال متملكًا من وجهها، وهمّت بالإنصراف ليستوقفها هو ممسكًا برسغها: - رايحة فين! مش هتاكلي؟
- ماليش نفس
قالتها ب اقتضاب وهي تسحب رسغها من يديه متابعة: - كل لوحدك
ثم تركته ودلفت لغرفتها، وكأنها في حالة اعتزال تام مع نفسها، جلست على فراشها ممدة لجسمها لتجده ولج عليها وهو يردف: - مالك يانداء؟ في حاجه حصلت!
- مفيش.

- أمال قالبة وشك ومكشرة ليه؟
- عادي، مفيش
منع عصبيته من الطفو على ملامحه، واقترب منها، جلس بجوارها وحاول التقرب إليها وهو يردد بصوت خفيض: - لأ أكيد في حاجه، متخبيش عني
وحاول تقبيلها من بعد ذلك، ولكنه وجدها تنفر بوجهها عنه، سحبت جسمها لأسفل مدثرة بالغطاء الستان وهي تقول: - عايزه أنام.

علق ببصره عليها قليلًا وهي مغمضة عيناها هكذا، ومن ثم نهض وهو يلعن حظه التعيس معها، إنها تتعمد إفتعال هذه المعاملة ليسئم هو ف يتركها ويكون الخلاص من نصيبها، لقد كشف لعبتها منذ الوهله الأولى، ولكنه اعتزم على أن لا يوليها هذه الفرصة، سيتركها قليلًا، ولكن لن يتركها للأبد.

في نفس الوقت كانت تظن هي إنها ستنجح منذ أول محاولة معتقدة أن صبره لن يطول عليها، هي أيضًا لن تيأس حتى تفعلها، وهذه هي المعادلة الصعبة.

لم يصدق عقلها تلك الحقيقة المزعجة، أو إنها أجبرت عقلها على أن لا يصدق، وجودها الآن في منزل غير منزلها وضياع المعرض أيضًا كان كفيلًا ليصيبها بجلطة دماغية. كادت تموت من هول المفاجأة، فقد انتظرت الكثير من السنوات من أجل تحقيق مبتغاها وها هو نائل يضيعه كله..

في حين لم يتحمل نائل كلمة واحدة منها عقب فعلتها، في الأساس هي المتسبب الرئيسي في هذه الورطة وهي التي دفعته لذلك بفعلتها، فجأر بصوته فيها يلومها أولًا: - انتي شايفة ان انا اللي غلطت!، وانتي لما ورطتي نفسك وورطيني معاكي مكانش غلط!، لما ضيعتي ابني وضيعتي معاه كل اللي كنت بجهزله، انتي السبب في كل اللي انا بشوفه دلوقتي.

ثم ترك زفيرًا مختنقًا وقد تهدجت أنفاسه نتيجة الصراخ المتوالي: - وكمان طلقتها، كدا كويس؟
ظلت عيناها عليه بدون أن تعقب، فتابع هو: - بس برضو مش هياخدها ابن نصار، حتى لو اضطريت أولع فيهم هما الاتنين زي ما ولعوا بيتي.

ثم شرع بالدخول عبر الرواق وهو يصيح: - مش هسيبها.

كان يوم مزدحم بكل المقاييس، الإعداد لإفتتاح گهذا سيحضره الكثير من كبار المسؤلين وذوى المكانات الحساسة كان صعبًا للغاية خاصة في وقت ضيق گهذا، ولكن فريق العمل قام بعمل دؤوب لإنهاء كل ذلك في وقت محدود، وبين كل هذا انشغل رحيم ببعض التفاصيل الهامة التي لا يجب أن يغفل عنها في الحفل.

أحدث رحيم إعلاميًا ضجة كبرى كون هذه أحدى أكبر سلسلة لبيع السيارات في مصر تحديدًا حتى حضر الكثير من الصحفيين والمصورين لتغطية الحفل وأصحاب قنوات فضائية كبرى.
وها هو الآن موعد واحد من أفخم حفلات الإفتتاح التي لم يتوقع الكثيرون أن تكون بتلك الهيئة وهذا التنسيق، كان رحيم على رأس الحفل وبرفقته وتين التي حافظ على أن لا تتركه طوال الحفل لغرض ما في نفسه..

حتى إنها تحرجت من وضعها هذا والذي ليس له مسمى، منذ ثلاثة أيام كنت متزوجة بأحدهم والآن هي مطلقة ومازال الأمر حديثًا، وهذا ما جعلها تشعر بالخجل والحرج من نظرات الجميع التي أحست وكأنها مسلطة فقط عليها بالرغم من انتشار الأخبار حول طلاقها بسرعة البرق، ولم تجد مخرج من هذا حتى، فهو لم يدعها تتنفس بمفردها.

كانت مرتدية لفستان أسود رقيق ومحتشم إلى حد ما، يفوق في جماله أي فستان آخر لديها، ذراعيه من الحرير الخالص المطعم بفصوص ماسية صغيرة أضفت عليه تميزًا، وصدره سادة لا يحتاج لأي زيادات، هي تعشق الأسود في كل الحالات، يجعل منها أميرة حقيقية وهي ترتديه هكذا وتؤسر به النظر، حتى رحيم الذي يتصنع التجاهل لها لم يخفي إعجابه الشديد بإطلالتها تلك.

وأخيرًا أصبح رحيم بمفرده الآن، فلم تتردد بعرض الأمر عليه: -رحيم انا مش مرتاحة كدا، هروح أقعد هناك شوية
- لأ
قالها وهو يبتسم لأحدهم، بينما اعترضت هي على ذلك و: - بس انا مينفعش أفضل لازقة فيك كدا، الكل بيبص عليا
فنظر إليها بحزم وهو يسأل: - مين اللي بص عليكي؟
فتنفست بصوت مسموع: - مش حد معين بتكلم عمومًا
- تشرب حاجه يافندم؟
فنظر نحو النادل ذا الثوب الرسمي و: - عصير برتقال فريش الهانم
- حاضر.

وانصرف، فعاد ينظر إليها وهو يقول: - لما حد يبصلك بصة متعجبكيش قوليلي بس، وانا همسح بيه القاعة كلها، ياريت تهدي، كل حاجه هتتفسر بعد شوية.

أحست ب هاله من الغموض تحيط بكلامه منذ أن أتت معه هنا، ولكنها تحلّت بالصبر قليلًا كما أمرها، فقد كان جليًا عليه الإنزعاج ولم ترغب هي في سكب البنزين على نيران غضبه.

بدأت ترتشف مشروبها رويدًا رويدًا وهي تتابع جميع زائري الحفل بنظرات خاطفة و رحيم يتحدث لأحدهم بجوارها، حتى رأت إحداهن والتي تعرفها معرفة شخصية ولم تراها منذ زمن، تحمست كثيرًا للقائها، فأمسكت بزرف فستانها ونظرت نحوه قائلة: - ثواني وراجعة
- رايحة فين؟
- هيام على حد اعرفه.

ثم تركت كأس العصير على الطاولة الطويلة التي يقفون عليها وبرحت مكانها، تعقب أثرها بعينيه حتى رآها تصافح إحداهن بحرارة والشوق تجلى عليهن، وهنا ارتاح قليلًا وترك تعقبها، هبطت نظراته لكأسها، ثم نظر حوله نظرة شمولية قبل أن يلتقطها، بحث بنظرة ثاقبة عن موضع شفتيها التي طُبعت على الكأس، ثم بدأ يرتشف من نفس الجهة، أحس وكأن مذاق المشروب مختلف، ورائحة شفتيها اللاتي گحبتين من الكرز فوق الكأس مما جعله بنتشي ب استكماله حتى النهاية..

تركه، ثم تشمم رائحة يده التي تلفحت براحتها، حيث كفها المملوء برائحة عطرها الذي يعشقه، أغمض لوهله وسبح في عالم آخر مع هذه الرائحة التي تفقده صوابه حرفيًا، تجعله في حالة لا يستطيع السيطرة عليها..
فتح عيناه ليجدها تقترب منه، ف جاهد ليضبط انفعالاته ولا يظهر هذا الضعف الذي يعتريه بقربها الخطير والمهلك، بينما نظرت هي الكأس وسألت بذهول: - العصير بتاعي!
- أنا شربته، كنت محتاج اشرب حاجه، حالًا هطلبلك غيره.

وأشار برأسه للنادل كي يحضر في ثوانٍ: - هات واحد تاني وخد الفاضي ده
كانت وتين تضع كفها على الطاولة، وإذا به يلمح أصابعها أصبعًا أصبعًا، فرفع بصره عنه وهمّ بوضع كفه ليغطي كفها، سرعان ما انتقل بصرها إليه، ف تجاهل نظراتها تلك، وراح كفه يتعمق أكثر ويمسك بأصابعها تمسكًا متشابكًا يجعلها تقطع التفكير في محاولة التملص، فهو صائد محترف الفرص.

أصرت داليدا على المكوث في المنزل أفضل من حضور مثل هذه الحفلات الزائفة..
جلست تشاهد التلفاز وعقلها يفكر في مئات الأشياء التي بينها عامل واحد مشترك، وتين، حبة قلبها التي تخشى أن يصيبها أي مكروه وسط كل هذه المؤامرات والمغامرات الكثيرة.
تنهدت باختناق وعيناها الزائغة على التلفاز، حتى وجدت الهاتف يضئ بأسم وجيه، لتجيب بعجلة وقد أصابها القلق: - أيوة ياوجيه، خير.

أصيبت بالذعر مع سماعها لنبرة صوت وجيه المثيرة للفزع وهبّت من مكانها وهي تسأله: - مش فاهمة حاجه ياوجيه، بتقول إيه؟
فآتاها صوته المرتاع والممزوج بتهدج أنفاسه: - بقولك ألحقينا ياهانم، روحت المعرض انا والعيال عشان ننضفه قبل ما نسافر نتفق على البضاعة الجديدة لقيناه مولع، مولع كله ياهانم ومش عارف أوصل للست وتين من بدري!

أنقبض قلبها وكاد يتوقف، وضعت يدها موضعه وهي تصرخ: - إيه!

صعد رحيم على المنصة المغلفة بالأحمر وذات خلفية تحمل أسم نصار للسيارات والتي تعلو عن مستوى الأرض الطبيعي بعدة سنتيمترات فقط، ثم نظر للجميع وهو يقف أمام مُكبر الصوت والإبتسامة المتكلفة تعلو مبسمه و: - شكرًا على وجودكم، كل اللي شارك في فرحة نصار التانية شكرًا ليه.

ثم نظر نحو وتين التي تقف بالقرب منه بالأسفل و: - والحقيقة بحب أشكر الإنسانة اللي اهتمت بكل تفصيله في افتتاح النهاردة وكان ليها فضل عظيم ف أننا نفتتح المقر التاني للمعرض.

ثم مد يده لها يدعوها للصعود إلى المنصة: - أحب أدعو شريكتي سيدة الأعمال المعروفة، وتين الصباغ تطلع هنا معايا.

بدأ الجميع يصفق وهي في حالة من الصدمة لا تصدق أيًا مما قبل، حقًا حُشرت في زاوية ضيقة وتوقف عقلها عن العمل كليًا، نظرت حولها وسوت التصفيقات يخترق مسامعها، وابتسمت مجاملة الجميع وهي تعتلى المنصة ممسكة بكفه الممدود لها، نظرت للجميع لترى بعض من نظرات الإستنكار والشدوه، ثم أخفضت بصرها ليتابع رحيم بجرأة أكبر: - ودلوقتي قدام الكل أحب أحتفل بمناسبة تانية غير افتتاح المعرض وغير شراكتي مع وتين هانم، بحتفل دلوقتي بينكم بقرار خطوبتنا.

ثم نظر إليها ليرى الذهول في نظراتها والتي تخفيه ب ابتسامة متصنعة، صوت الكاميرات والتصفيقات وأصوات الجميع تكاتفت على رأسها الآن بجانب صوت عقلها الذي لا يخلو من الضجيج..

عاد رحيم ينظر أمامه ليجد نائل يخترق صفوف الواقفين ناظرًا إليهم تحديدًا، ف ازدادت ابتسامته اتساعًا وهو يحقق النصر الأكبر الآن، أخرج رحيم علبة مخملية من جيبه تحوى خاتم ذا فص ماسي واحد متلألئ، وزرعه في خنصرها الأيمن وسط تهليلات الجميع، ثم أتبع ذلك بقوله الذي اخترق آذان الجميع: - شكرًا لأنك قبلتي تكوني شريكتي وخطيبتي، شكرًا لأنك موجودة.

ثم رفع كفها ليطبع قُبلة عميقة على ظهر كفها ومازالت وتين تحس نفسها في حلم لا تعلم متى سينتهي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة