قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي والعشرون

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي والعشرون

رواية سفراء الشيطان الجزء الأول للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي والعشرون

وصلت داليدا لأسفل العقار بعد شراء أدوية وتين حينما كانت سيارة الإسعاف مصفوفة وعربة الشرطة أسفل مقر سكنها، أنقبض قلبها وهي تتطلع للمشهد بتفحص واقتربت لتستكشف ما الذي يحدث، لتنتابها الصدمة الشديدة مع رؤية ثريا وهي تُجر من قِبل رجال الشرطة ويزج بها بداخل عربة الشرطة، وانتقلت عيناها للبناية، ف إذ برجال الإسعاف يحملون وتين على فراش نقال راكضين بها والملاءة التي تغطي جسمها مليئة بالدماء، صرخت وحقيبة الأدوية تسقط منها، وهرعت إليها وهي تصيح: - بنتي، عملت فيكي إيه؟ وتين!

كان رحيم بجوارهم مباشرة، سكونه لا يواري صفار وجهه المرتعب بشدة، حتى رُفع الفراش لداخل العربة وحاولت داليدا مرافقتها، فمنعها المسعف: - ممنوع يافندم
- لأ هركب معاها
جذبها رحيم بقوة قائلًا: - تعالي معايا
فتخلصت من ذراعيه وهي تصرخ بتألم: - لأ، مش هسيب بنتي لوحدها أبدًا
فصاح فيها رحيم هادرًا: - متعمليش عطلة على الفاضي، قولتلك تعالي معايا.

وقادها برفق حتى سيارته، أجلسها بالأمام ونظر على سيارة الإسعاف التي بدأت تتحرك من مكانها، وسرعان ما استقر في مكانه ليلحق بها متعجلًا.
كل ذلك و سوسن تراقب المشهد من بعيد وساقيها ترتجفان من فرط الذعر، من ناحية لأنها مذنبة، وناحية أخرى إنها المتسببة فيما طال وتين بسببها، ومهما فعلت للتكفير عن ذنبها لن تجدي محاولاتها نفعًا.

- هو ده اللي حصل بكل صراحة
كانت نظرات حسني الثاقبة تتفحص كل شئ به، حتى نظرات عينه وتعابير وجهه وإيمائاته، استشعر فيه الصدق والصراحة بجانب هذا الحُب الطاغي الذي تجلى في عيناه ونبرة صوته الشغوفة المشتاقة، أجفل حسني بصره وهو يعقب على كل ما سمع به: - كاميليا حكيالي عن موضوع صحبتها فعلًا، لكن مكنتش اعرف إنه مأثر عليها للدرجة دي
- والله ياعمي والله ما ليا ذنب ولا كنت اعرف حاجه عن اللي حصل
- مصدقك.

ارتفع حاجبيه مندهشًا: - بجد؟ أمال هي مش مصدقاني ليه؟
فأجاب حسني بتفهم ورقي: - اللي عاشته مع صحبتها مكنش بسيط، وطبيعي يكون عندها مخاوف زي دي حتى لو واثقة فيك 100 ?.

فرك بدر كفيه سويًا وهو يسأله بشأن مطلبه: - طب و آ، حضرتك مقولتش رأيك في الموضوع التاني
ف ابتسم حسني وهو يقول: - أنا معنديش مانع المهم هي، وأنا متوقع بعد اللي حصل النهاردة إنها توافق
ف زاد حماسهِ وهو يقول: - طب ما تكلمها ياعمي ونقرأ الفاتحة النهاردة
- النهاردة!، مينفعش يابني، المواضيع دي متجيش كدا، كل حاجه ليها أصول وتقاليد.

ف ثبطت عزيمته من جديد وهو يوضح حسن نواياه: - أنا مش هعارض حضرتك في أي كلام، اللي تشوفه هعمله وأي حاجه هتطلبها موافق عليها، يبقى نأجل ليه
- عشان كل حاجه بالأصول يابدر، على الأقل أهلك يكونو موجودين
ف ذمّ بدر شفتيه مترددًا: - أنا والدي ووالدتي متوفيين، ماليش غير طنط ثريا ونائل وعمتي اللي عايشة في السويس، والحقيقة مش عايز حد يتدخل في الموضوع ده منهم.

تفهم حسني مقصده وأوضح موافقته: - أنا كمان مش عايز حد منهم يدخل بيتي، عمومًا أنا هشوف الموضوع مع كاميليا وربنا يقدم اللي فيه الخير.

وقف بدر عن جلسته و: - طيب، انا همشي وهكلم حضرتك كمان يومين.

وقف حسني ليصافحه ويرافقه لباب الشُقة، حينما كانت كاميليا تختبئ خلف العمود الخارجي تستمع لحديثهم ومازالت سيقانها تتخبط ببعضها البعض من هول الصدمة، تراجعت للخلف كي لا يرى منها حتى ظلها، ثم عادت تخرج بعد أن اطمئنت من مغادرته، لمحت العديد من التساؤلات المحتارة في نظرات والدها الذي كان ينزع نظارته قبل أن يسألها: - إيه رأيك ياكاميليا، لسه مش عوزاه بعد اللي حصل؟

أطرقت كاميليا رأسها بخجل منه، ورددت بصوت منخفض يشوبه الحزن: - مش عارفه يابابا، قلبي واجعني ومش عارفه أعمل إيه
ف عاونها والدها بمفتاح قد يفتح لها هذا الباب المغلق: - متظلميش حد ياكاميليا، الولد لو مش كويس مكنش جه لحد هنا واستعان بيا
ثم مازحها قائلًا: - وبعدين انا مكنتش متجوز قبل أمك الله يرحمها ولا ليا أعداء عشان بدر ييجي ينتقم مني فيكي.

ف خرجت منها ابتسامة عابرة، دنى منها والدها وضمها وهو يقول: - صلي استخارة وشوفي ربنا هيختارلك إيه، أنا عن نفسي شايف الولد كويس ومفيهوش عيب
ثم رفع وجهها إليه قائلًا بتلميح: - وبعدين شكله واقع أوي ياكوكي.

حمحمت كاميليا بتحرج وهي تخفض بصرها، مخبئة نظراتها منه لتثير ضحكته من منظرها، بدأ قلبها يلين من جديد، وكأنها تشعر براحة وطمأنينة الآن، فعلته تلك زرعت بداخلها الثقة أكثر، حتى إنها تلوم نفسها على ما فعلته، ولكنها في الأخير بشر يتأثر ويشعر ويرتاب ويخاف ويقلق، ألخ
كان لابد من حدوث ذلك لها في ظل الظروف التي عاشت بينها، وحتى الآن مصير رفيقة عمرها مجهول.

كانت داليدا تبكي ب انهيار وهي تجلس على مقعد ب رواق المشفى منذ أن حضرت، بينما كان رحيم مستندًا بمرفقه على الجدار ورأسه عليه، يستمع لصوت بكائها وكأنه شظيات تشتعل في أذنيه، كل همه أن يسمع إنها بخير، ثم لا شئ آخر.
سئم من صوتها المستفز والمثير لأعصابه، ف اقترب منها مندفعًا وهو ينطق ب كراهية شديدة: - بس، بس كفاية صوت صريخك بيولع وداني أكتر
ثم سألها وكأنه يوبخها: - كنتي فين وسيباها لوحدها؟

فقالت وشهقاتها تمتزج بصوتها الضعيف: - كنت بجبلها الحقن وال?يتامينات اللي ناقصة، لو اعرف مكنتش نزلت ولا سيبتها مع...

وتوقف بكائها هنيهه وهي تهمس ب توجس: - سوسن؟، فين سوسن؟
ف ابتسم من زاوية فمه بسخرية و: - سيبتيها مع غراب البيت دي! اللي كنت بكرهها كره العمى وياما قولتلك شكلها مش مريحني؟

نهضت داليدا فجأة عن جلستها وهي تصرخ به: - انت ازاي تكلمني كدا، أسمع، لو ملتزمتش بحدودك معايا بعد كدا هتشوف مني وش مش هيعجبك، لو بتكرهني ده مش مبرر لأسلوبك.

فلم يهدأ، بل ثار أكثر وهو يقول: - هو انتي كمان ليكي نفس تزعقي!، انتي جزء من اللي بتعيشه بنتك، لو كنتي وقفتي في وشها زمان مكنش ده يبقى وضعها.

أستمع لصوت فتح الباب، ف هرع نحوه ليجد اثنان من الأطباء يخرجون معًا، وسألهم بتلهف: - قول بسرعة بالله عليك، مش لازم نظرات وتعابير وشك دي
ف أسرع الطبيب بقول: - طبعًا الحالة جت في وضع حرج، أضطريت استغنى عن الجنين عشان أنقذ الأم
- في ستين داهية
على صوته فجأة في هذه الجملة التي خرجت منه براحة شديدة جعلت الطبيب يرمقه بغرابة، وسرعان ما تحكم في نفسه متابعًا: - المهم هي بخير؟

- هتبقى بخير لو ارتاحت ومشيت على التعليمات الفترة الجاية
ثم نظر الطبيب لزميله و: - لما ينقلوها تابعها بنفسك و...
وسار الأثنين سويًا حينما بقى رحيم بمكانه، أحس بنظرات داليدا عليه، ف نظر ناحيتها يسألها بحدة: - بتبصيلي كدا ليه؟
- طبعًا مبسوط من اللي حصل!

ف برزت أسنانه وهو يجيبها بصراحة مطلقة: - الحقيقة أنا مكنتش مبسوط من فترة طويلة زي دلوقتي، اللي حصل ده أنقذ بنتك وأنقذني وأنقذ الكل من مصايب كان ممكن تحصل وانتوا مش حاسيين بيها.

ف أردفت بدون تفكير أو تعقل: - البيبي ده هو اللي كان هيقويها، هو اللي كان هيرجعلها كل حقوقها
ف دنى منها خطوة وهو يردد بنبرة مختلفة: - أنتي أنانية وعامية، مش بتبصي غير لفوق، لحد ما هتقعي في مرة على جدور رقبتك..
أنا، أنا اللي هقويها وأقف في ضهرها، أنا اللي هرجعلها كل حاجة، أنا مش حد تاني.

فصرحت داليدا مباشرة بما يجيش به صدرها: - وجودك هو اللي هيصعب كل حاجه أكتر، ونائل مش هيسيبها بالعند فيك
وكأنه يتحداها بثقة وغرور: - أرتاحي، من اللحظة اللي لجأتلي فيها وتين وهي تبعي، ومسألة خلاصها مش هتاخد مني وقت، بس انتي ارتاحي، عشان انا اللي مش هسيبها ليه تاني.

وظلت نظراته المتوحشة تلك ترمقها ب صرامة، حتى وجد فراشها يخرج من غرفة العمليات، تصلب بمكانه، وركضت هي عليها..

بقى رحيم مشاهدًا فقط دون حركة، حتى اختفى الجميع وأصبح بمفرده في الرواق الواسع، جلس على طرف المقعد وهو يفكر في تدابير القدر، فشل هو في فعلها ونجحت ثريا بذلك، لقد حالفه الحظ وبشدة هذه المرة، وبدلًا من أن يكون هو قاتل طفلها أصبح الأمر أشد تعقيدًا بالنسبة ل نائل ووالدته، لاحت ابتسامة مريحة على ثغره وهو يستشعر أحساس الخلاص من هذا الهمّ، رغم علمه بإنها ستعاني بعد إفاقتها، ولكن كمّ الحقد داخلها سيتضاعف، وهذا سيفيده كثيرًا في الأيام المقبلة، بقى القليل، القليل فقط.

قلبه يحترق ورأسه ستنفجر من السخونة، جلس نائل في غرفة ضابط المباحث ينتظر حضور والدته بعد معرفته بما حدث، وقف عن جلسته ينفخ زفيرًا مختنقًا، فقد فسدت كل مخططاته التي يُعد لها، كان على وشك إستعادتها، ولكن ثريا بفعلتها قضت على حلم انتصاره وظفره بهذه الحرب التي شنّها رحيم..

انفتح الباب وترك المجند والدته تدلف، ثم أغلق الباب، ارتكزت نظرات نائل المحتقنة عليها وهي تنظر إليه بثبات وكأنها لم تفعل شيئًا، مما دفعه لبدء الحديث: - نفذتي اللي في دماغك!، دلوقتي مرتاحة؟
فلم تهتم حتى للغضب المُشعّ من عينيه وقالت: - آه مرتاحة، إن شاء الله تكون ماتت ونخلص.

فزأر بنبرته التي احتدت وهو يندفع نحوها: - انتي موتي ابني أنا، هي هتقوم وهتبقى كويسة، إنما فرصتي اللي مستنيها وبنيت عليها حجات كتير أنتي هدتيها.

تشبثت ثريا بذراعه وهي تقول ب انفعال: - الطفل ده كان هيبقى نقطة ضعفك، أفهم يانائل
ف نظر لها بسخرية و: - ودلوقتي!، ماليش نقطة ضعف؟
- دلوقتي أنت أقوى
فصدمها بسؤاله: - وانتي؟، تفتكري وتين هتخرجك من هنا من غير مقابل؟
أنقبض قلبها مع هذا الترجيح الصحيح بنسبة كبيرة، ولكنها مازالت تعافر: - كنت بدافع عن نفسي، هي كمان ضربتني على دماغي
- بس انتي كنتي في بيتها!
فصرخت في وجهه: - انت معايا ولا معاها؟

لم يجيب وعيناه المملؤة بالقهر عالقة عليها، سحب نفسه وكاد يخرج لولا إنها تمسكت به: - رايح فين يانائل، متسبنيش هنا!
- أكيد هروح اشوف المقابل اللي هدفعه عشان تخرجي من هنا
- أوعى، أوعى تعملها يانائل
وكان هذا التحذير الأخير منها قبل أن ينصرف.
أصبحت الساعة على مشارف الثامنة صباحًا، عندما غادر نائل قاصدًا المشفى.

خرجت داليدا من غرفة وتين عقب أن اطمئنت عليها، كانت مستيقظة، ولكنها لم تفتح فمها بكلمة، ب أنين، بتألم، أو حتى بكاء، وكأنها في حالة من الصدمة متملكة من حواسها..
تنهدت داليدا وهي ترى رحيم يمد لها كوب مشروب ساخن و: - أشربي ده
تناولته منه وهي تقول بحزن: - مش راضية تفتح بوقها بكلمة، أنا قلقانة أوي عليها
- متقلقيش هتتحسن، عرفتي الخدامة اختفت فين؟

أحمرّ وجهها مع ذكر سوسن، وما أكد شكوكها هي عدم وجود أيًا من أشيائها في المنزل وكأن الأرض انشقت وابتلعتها، هزت رأسها غير مصدقة ما حدث بعد كل هذه السنين: - مش مصدقة، 17 سنة شغالة عندي وبعد كل ده تخوني وتأذي بنتي!، دي هي اللي مربياها!

أجاب رحيم على إتصال السائق الخاص به متعجلًا ربما يأتيه بأمر جديد: - ها، طيب
أغلق وهو يستعد للإنصراف قائلًا: - نائل طالع، أنا لازم امشي من هنا
- ليه؟
وكأنه محترفًا في قراءة ما سيحدث: - مش عايزه يشوفني دلوقتي، خليه يتفاجئ بيا بعدين
تأهبت داليدا للقائه بعدما انصرف رحيم، حتى الطبيب الذي دلف للإطمئنان عليها تركته يدلف بمفرده، وتعمقت في تفكيرها لتفيق على رؤيته، يفصل بينهما خطوة، حينما سألها: - هي فين؟

ف جمعت كل قوتها لتصفعه صفعة مهينة، صفعة جعلت فكي أسنانه يصطكين ببعضهما، لم يتمكن حتى من الرد أمام عيناها التي تقذف شظايا حامية، وفي ظل خروج الطبيب: - في دوا ناقص في المستشفى وتقريبًا مش موجود كتير في مصر، لكن محتاجينه ضروري لو حد يعرف يجيبه.

فبادر نائل بصوت أجش وتعابير وجهه المخيفة: - عايز أسمه في ورقة وانا هجيبه
فسأله الطبيب وهو ينظر لهيئته المنمقة: - مين حضرتك؟
فقال بثبات وحزم: - أنا جوزها
تنغض جبينه وهو يسأل ب تحير: - أمال مين الأستاذ اللي بايت جمبها من امبارح.

ف انتقلت نظرات نائل تلقائيًا ل داليدا وقد استطاع استنباط هوية المُتحدث عنه، فلا يوجد غير رحيم قد يكون بجوارها طوال الليل، تحسس نائل صدغه الذي تلقى صفعة للتو وهو يردد بحقد: - أخوها، أكيد أخوها
ثم تجاوز الطبيب وهو يردف: - ياريت تكتبلي أسم الدوا، وانا هاخده منك لما اخرج.

دلف نائل إليها، عندما كانت نظراتها متعلقة نحو النافذة، تتأمل هذه العصفورة الواقفة على النافذة تذقذق بصوت رنان، علمت إنه هو الزائر حيث استمعت لنبرة صوته التي تحفظها منذ أن كان بالخارج.

جلس بالقرب منها، وتطلع لوجهها الذي تغير كثيرًا، كل ذلك بفضله، أخفض بصره غير مدرك بأي حديث يبدأ، ليجد الكلمات الإرتجالية تخرج منه بدون إرادة: - مكنتش ناوي ءأذيكي أوي كدا، كان في نيتي آخد حقي وأمشي بهدوء، لكن انتي اللي استفزيتي التحدي اللي جوايا.

وكأنه گذرة من الهواء مرت من أمام وجهها وعبرت، لم تكترث حتى بوجوده، ف أثارت اندفاعه ضدها: - ماانا مش هشوفك مع الراجل ده وانتي لسه على ذمتي وهسكت!
أستمع لقرعات على باب الغرفة، ومن بعدها ولج ضابط الشرطة برفقة رئيس المباحث والكاتب: - الدكتور سمحلنا ناخد إفادتك، ممكن تتفضل برا حضرتك
ف خرج الحديث من فمها أخيرًا: - لأ، من فضلك خليه موجود، ده جوزي.

وزع الضابط نظراته عليهم، ثم نظر ل رئيس المباحث ليومئ له بالموافقة، وقبل أن يبادر أحدهم بالحديث كانت وتين تردف قائلة: - كويس إن حضرتك جيت، أنا عايزة أعمل محضر ضد حماتي، أتهجمت عليا في بيتي وتعمدت ضربي لحد ما أجهضت جنيني، وكمان حاولت تسممني.

وهنا نظرت نحو نائل لتجد تعابير غير محددة ما بين الشدوه والغضب والامتعاض والعصبية، هذا هو التحدي الحقيقي، يبدو إنها لن تتهاون في حقها، وقد أتيحت لها فرصة لن تتكرر ثانية.

كان حذرًا بشدة هو ورجاله وهو ينظر حوله قبل اقتحام المكان، انتظر أن يحلّ الليل بظلامه حتى يتمكن من إنهاء هذه المأمورية بسهولة ويُسر، وبعد العديد من المحاولات والتحركات حول ال?يلا، ولج..
نظر نظرة شمولية على البهو، ثم أشار لرجاله وأملى عليهم الأمر: - نصكم فوق والنص التاني هنا، خلي بالكم مش عايزين حد يجراله حاجه.

توزع الجميع بين الطابقين، ثم بدأت عملية سكب المادة المثيرة للأشتعال في جميع الأرجاء، عود ثقاب واحدة فقط، كان كفيل بتحويل المكان ل كتلة ملتهبة من النار المُضرمة، تعالت الأدخنة وألسنة اللهيب حتى خرجت من الأبواب والنوافذ، بنفس التوقيت الذي كان يخرج فيه هذا المُستأجر ورجاله.

كان رحيم ممسكًا ب هاتفه، منتظرًا الخبر المبشر، حتى وردته مكالمة ?يديو عبر أحد وسائل التواصل الإجتماعي، فتحها بتلهف وهو يضع أصبعه على السماعة الخارجية ليمنع الصوت، واستمتع بمشاهدة هذه النيران وهي تأكل ?يلا نائل بالكامل بكل ما تحمل، گالماء البارد الذي لمس صدره المحموم ف هدأ منه، ليس إنتقام بقدر ما هو إلهاء قليلًا، ف هو يحتاج بعض الوقت الذي سينشغل فيه نائل بما حلّ ب ال?يلا خاصته وما حدث فيها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة