قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل العاشر

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل العاشر

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل العاشر

عثمان انتظر...
قالتها صفا وهي تركض وراء عثمان الذي خرج لتوه من عند جده بعد أن اتفقا على كل شيء يخص الزفاف...
استدار ناحيتها وهو يرمقها بنظرات كارهه لتتقدم ناحيته بخطوات مرتبكه ثم قالت بعد تردد:
لماذا وافقت على الزواج بي...؟ لماذا لم ترفض...؟
ولماذا سوف ارفض..؟
سألها ببرود لتجيبه بجديه:
انت لا تريدني، لست مجبر على هذا...
الآن تذكرت بانني لست مجبر، بعد فعلتك الحقيرة تلك...

اخفضت رأسها نحو الأسفل بخجل بينما قال هو بتهكم:
عودي إلى المنزل يا شاطره، وجهزي نفسك فانت العروس وزفافك بعد اسبوع...
عثمان انا اسفه...
هتفت به باعتذار حقيقي وقد ادركت لأول مرة حجم الخطأ الذي اوقعت نفسها به...
صمت ولم يعلق بينما أكملت هي يتوسل و رجاء:
سامحني أرجوك، لقد أخطأت في حقك كثيرا، تصرفت بطيش، كل ما اردته أن تكون لي، عثمان انا احبك بحق...
قاطعها بغضب:.

اخرسي، لا تجلبي سيرة الحب على لسانك، فامثالك لا يعرفونه...
أردف بعدها قائلا بصراحة:
والان عودي من حيث أتيت، وجهزي نفسك لزفافك، وانتظري مفاجئتي الكبرى لك...

بعد مرور اسبوع
في إحدى القاعات الضخمة المشهورة في البلد تم الزفاف بحضور أهم وأكبر الشخصيات في البلاد...
كانت سعادة الجد لا توصف فها هو يزوج أحفاده الثلاث بيوم واحد...

كان غسان يتطلع إلى أزل طوال الوقت بابتسامه حقيقية وسعادة لا تضاهى، لا يصدق اخيرا انه نالها، بالرغم من كل الفروقات التي بينهما، لكنه اصر عليها، ونال ما تمناه، كان يعلم أن مشواره طويل وان هذه ليست سوى البداية فهو ينتظره مشوار طويل معها...

اما أزل فكانت تشعر بتوتر شديد، تتمنى لو أنها تختفي من مكانها هذا، تشعر بأن الأنظار كلها موجهه ناحيتها، تشعر بأن الجميع يتحدث عنها ويسخر منها، شعرت بكف رجولية ضخمه تلامس كف يدها...
وعينان رماديتان تتطلعان إليها بشغف...
احبك...
همس لها لأول مره، همسها بكل ما يملك تجاهها من مشاعر وأحاسيس، همسها بعشق ضاري وقلب متعطش شوقا إليها...

اسبلت اهدابها نحو الأسفل بشكل جعل قلبه يتقافز داخل أضلعه وهو يتمنى أن يلتهمها بالكامل كقطعة حلوى، اخذ يدعو أن ينتهي الزفاف على عجل ويأخذها إلى الجناح الذي جهزه لها...
اما ناريمان فكانت تراقبهم من بعيد بعينين غاضبتين وملامح مكفهرة، اقتربت من زوجها هامسه له بال:
انظر ماذا يفعل ابنك، كيف يتطلع إليها، ويهمس لها..
رمقها بنظرات مندهشه وهو يقول بذهول:
انهم عرسان، اتركيهما يفعلان ما يشائان...

اشاحت وجهها بعيد عنه بحنق وهي تدمدم ببعض الكلمات الغاضبة...
اما لبيد فكان الذهول مسيطر عليه وبشده، لا يصدق انه يجلس على الكوشة كعريس بجانب عروسه، كان يتطلع بين الحينة والأخرى إلى ميار اللتي تبتسم برقة طوال الوقت، لا ينكر انه شعر بإعجاب شديد ناحيتها، برقتها وبرائتها الفطرية، استدارت إليه فجأة لتجده يتطلع إليها، رسم على شفتيه ابتساميه رجولية اذابتها بالكامل لتسأله:
لماذا تنظر إلي هكذا...؟

اجابتها وهو محتفظ بابتسامته:
انت حقا عروس جميلة...
ابتسمت بخجل وهي تخفض رأسها نحو الأسفل بخجل شديد ترك اثرا في قلبه..
انظر إليهما كم يبدوان رائعان...
قالتها ماجدة والده لبيد بسعادة حقيقيه بينما التزم والده وليد الصمت...
ما بك يا وليد...؟ لماذا لا ترد علي...؟
اجابتها وهو يرمي لبيد بنظراته:
ما زلت غير مقتنع بهذه الزيجة يا ماجده، اشعر بأن هناك خطه تكمن وراءها...

اوه يا وليد، الا تمل من أفكارك هذه، ابنك الوحيد يتزوج، يجب أن تفرح من أجله...
هز وليد رأسه دون أن يعلق وهو يعود ببصره ناحية ابنه...
اما عثمان فكان يبتسم طوال الوقت ببرود وهو يرمق صفا بنظرات متوعده، يريد انتهاء الحفل بأسرع وقت حتى يفجر قنبلته في وجهها...

دلف غسان إلى داخل الجناح المخصص له في الفندق تتبعه أزل بخطوات مرتبكة خجولة...
أغلق الباب خلفهما ثم تقدم ناحيتها رافعا رأسها إلى الأعلى متأملا وجهها بشغف شديد...
اليوم كنت تبدين رائعة للغاية، بدوت اجمل مما تخيلت...
اشكرك...
قالتها بارتباك واضح ليتنهد بصوت مسموع ثم يقول بجديه:
انا سأغير ملابسي في الحمام، وانت غيري ملابسك هنا...

سار بعدها مبتعدا عنها وأخرج بيجامته من الخزانه ثم دلف إلى الحمام تتبعه نظراته المضطربة...
ظلت واقفة في مكانها للحظات ثم تحركت ناحية الخزانه خاصتهها وأخرجت قميص نومها الأبيض الشفاف...
اخذت تتطلع إليه بتوتر شديد ثم ارتدته بسرعه...

وقفت بعدها أمام المرأة تتطلع إلى قميص نومها بقلق شديد، اغلقت الروب جيدا حول خصرها ثم اتجهت ناحية السرير وجلست عليه، اخذت تفرك يديها بتوتر شديد وهي تفكر فاليوم يوم زفافها لكنها تجهل كل شيء مما ينتظرها في ليلة كهذا، هي لا تعلم ما يجب أن تفعله، كم تمنت أن تكون والدتها معها تشرح لها وضعها وتنصحها، هي جاهله في كل شيء وهذا أكثر ما يرعبها، احترقت عيناها بالدموع وهي تفكر في طبيعة ما سوف يفعله غسان معها، حاولت أن تعصر دماغها وتتخيل ما ينتظرها معه إلا أنها فشلت بامتياز، هو بالتأكيد سيقبلها كما رأت مرة في احد الافلام بالصدفه، ولكن ماذا سيحدث بعد...؟ هل سينتهي الأمر بمجرد التقبيل والاحتضان...؟ ام ان هناك أمور أخرى تجعلها...

رباه، ماذا سأفعل...؟ ليتك كنت معي...
سمعت صوت الباب يفتح ويخرج منه غسان متقدما ناحيتها على وجهه ابتسامه خفيفة...
اقترب منها ببطء شديد حتى بات لا يفصل بينهما سوى سنتيمترات قليلة، شعرت بانفاسه تلفح وجنتها فاغمضت عينيها بسرعة وقد اصابت القشعريرة جسدها الذي يغطيه قميص نوم ابيض طويل نوعا ما وفوقه روب شفاف...
مال الى جانبها وطبع قبله خفيفةعلى وجنتها، ارتجف جسدها بالكامل اثرها...

لا تخافي مني، انا لن أؤذيك، ثقي بي...
ما ان سمعت كلماتها تلك حتى رفعت بصرها ناحيته لتلتقي عيناها في عينيه، وجدت الصدق فيهما، شعرت به بشدة...
ازل، انا لن المسك دون إرادة منك، اذا كنت لا ترغبين بهذا الان فإنني سوف ابتعد عنك في الحال...

تطلعت اليه بنظرات حائرة، لم تكن تعرف بماذا تجيبه، والادهى من ذلك انها لم تكن تعرف ماذا ينتظرها، ماذا سيفعل الان...؟ هل سوف يقوم بتقبيلها ثم احتضنها وينتهي الأمر بهما نائمين في أحضان بعضهما...
هي تعلم ان الزواج يتضمن وجود علاقة خاصة بين الزوجين، علاقة لا تعرف معالمها، ولم تجد من يشرح لها اياها، هي تجهل كل شيء عن تلك المسماة بالعلاقة الزوجية، كما انها تخاف بشدة...

فلا يوجد شيء اصعب من انتظار المجهول، لأول مرة تشعر أنها وحيده بحق، وحيده دون سند أو ظهر يدعمها، والأدهى من ذلك أنها تشعر بالحاجه لامها، تريدها بجانبها في يوم كهذا...
انا، انا لا اعلم اي شي...
قالتها بتوتر و حيرة...
لم يفهم ما تقوله فسألها:
ماذا تعنين...؟
سألتها ببراءة مطلقة وخوف واضح في عينيها:
اذا قلت موافقة، ماذا ستفعل بي...؟

تطلع اليها ببلاهة في بادئ الامر ثم ما لبث ام استوعب ما تقصده فسألها باندهاش حقيقي:
انت تجهلين كل شيء، لا تعرفين ما ينتظرنا الليلة، اليس كذلك...؟
هزت رأسها الى الاعلى والأسفل مؤكدة كلامه ليزفر انفاسه وقد شعر بالتوتر ينتقل اليه، فهو لا يعرف كيف سيتعامل معها وهي بهذا الجهل المؤلم...
اخذ يفكر قليلا ثم قال بجدية:.

ازل حبيبتي، اسمعيني جيدا، نحن تزوجنا، وطبيعي ان يحصل بيننا مثلما يحدث بين جميع المتزوجين، انه امر لطيف ولا يخيف ابدا، كل ما اريده منك ان تسلميني نفسك وتثقي بي، وتأكدي بأنني لن أؤذيك ابدا...
هزت رأسها وهي تقول بخفوت:
موافقة...
ما ان سمع كلماتها حتى اقترب منها بخفة وقبل وجنتيها الاثنتين، ثم قبل جبينها وشعرها وانحدر الى الأسفل مقبلاعينيها، انفها واخيرا شفتيها..

كان يقبلها بنعومة و رقة مراعيا فطرتها البريئة وجهلها التام...
اما هي فكانت ترتجف من رأسها حتى اخمص قدميها وهي تشعر بقبلاته تحرق وجهها، لم تستطع ان تتجاوب معه وحينما قبل شفتيها لم تبادله قبلته...
بعد لحظات وجدت نفسها ممددة على السرير وغسان واقف امامها وهو يخلع قميصه ويرميه أرضا ليظهر صدره العاري امامها...
أشاحت وجهها بعيدا عنه بسرعة وقد ازداد خجلها أضعاف...

انحنى بجانبها وقبض على فكها بأنامله وادار وجهها ناحيته لينزل على شفتيها مقبلا اياها بلهفة وشوق، كانت قبلته رقيقة للغاية وبدأت تزداد تملكا وسيطرة اكثر وأكثر حت بدأ يقبلهابعنف ورغبة احتلت كل انش من جسده، ابتعد عنها وهو يلهث انفاسه بقوة ليجد وجهها احمر بالكامل ويكاد ينفجر من شدة احمراره، امتدت يداه لتفك حزام روبها وتخلعه عنها ثم ترميه أرضا، عاد الى قميص نومها المثير فامتدت يدها لتبعد حمالته الرفيعه عن كتفها، نزل على كتفها يقبله برقة وحب فشعربصوت انفاسها تزداد اضطرابا...

هل انت بخير...؟
سألها وهو يحيط وجهها بيديه لتهز رأسها مخبرة اياه انها بخير، اطمئن قلبه نوعا ما فعاود بتركيزه نحو قميص نومها لذي اثاره بشده، ازال الحمالة الرفيعة من الجهة الاخرى ثم بدأ يبعد القميص عن جسدها ليظهر امامه جسدهاالعاري الذي لا يستره سوى ملابسها الداخلية...

طبع قبلة خفيفةعلى شفتيها ثم ابتعد عنها تاركا اياها ترتجف من شدة الرعب، احتضنت جسدها الشبه عاري بيديها اما هو فقدبدأ يفك حزام بنطاله ثم خلعه ورماه ارضا وتبعه ببنطاله، عاد اليها هابطا ناحيتها ولكن هذه المرة محاصرا جسدها بجسده بالكامل، هبط على رقبتها يقبلها بتملك ثم نحرها و بطنها وباقي اجزاء جسدها بينما هي ترتجف بين يديه كورقة خريفية ترميها الرياح هنا وهناك...

عاد بعدها يقبل شفتيها بحب بينما يديه اخدت تعبث في حمالات صدرها تأهبا لخطوة اكثر جرأه مما سبقتها، لم تمر عليه سوى لحظات قليله حتى وجدها فقدت وعيها بين يديه...

كان يسير داخل غرفة النوم ذهابا وايابا وهو ينتظرها أن تخرج من الحمام...
رباه ماذا تفعل كل هذا الوقت في الداخل...
خرجت في نفس اللحظه من الحمام، التفت إليها بلهفة سرعان ما تبخرت وهو يرى ما ترتديه...
ما هذا الذي ترتديه...؟
سألها بسخرية لتجيبه بلا مبالاة:
بيجامه...

زوجه لبيد التميمي ترتدي يوم زفافه بيجامه زهريه اللون مرسوم عليها صورة ضفدع قبيح، لبيد الذي ترتدي النساء من أجله افضل قمصان النوم واشهاهن يتزوج من واحده ترتدي له هكذا...
عفوا، ماذا تقول انت...؟ هل نسيت أن زواجنا ليس حقيقي ام ماذا...؟
كانت تتحدث وهي تضع يدها على خصرها ليهتف بها بحنق:
كلا لم انسَ، ولكن هذا لا يعني انك...
صمت قليلا ثم أكمل:.

راعي شعوري على الأقل، انا عريس للمرة الأولى، ما تفعلين بي ظلم، لا توجد عروسة تفعل شيء كهذا بعريسها، :
لبيد أرجوك...
قالتها بملل ليقول بحنق:
اتركي لبيد و شأنه، لاذهب وانام أفضل لي...
رفعت حاجبها بتعجب بينما قال هو بسخريه:
لا تنسي أن غدا سنسافر إلى الخارج، حضري حقيبتك من الان...
ثم رماها بنظرات تهكميه وقال بغيظ:
أتمنى أن يخرج هذا الضفدع لك في جميع أحلامك...

ثم خرج بعدها من الغرفه تاركا اياها تتطلع إلى اثره بدهشة مما قاله...

دلفت إلى داخل الغرفه المخصصة لهما وهي تشعر بتوتر شديد وهو يتبعها بنظرات ساخره وملامح واثقه...
توقفت في مكانها بينما تقدم هو ليقف أمامها وأخذ يرمقها بنظراته البارده قائلا بجمود:
حسنا، منظر لا بأس به، أفضل مما توقعت...
رمقته بنظرات مستفهمه ليقول بسخريه:
أتحدث عن شكلك يا عروس...
عثمان يجب أن نتحدث...
قاطعها بخبث:
وهل هذا وقت الأحاديث يا زوجتي، انه وقت أشياء أخرى أهم...

اخفضت وجهها بخجل بينما اقترب هو منها ورفع ذقنها بانامله يتأمل وجهها بعينيه الزرقاوتين...
خلع طرحتها ورماها أيضا..
ماذا تفعل...؟
سألته باضطراب..
سوف نطبق أولى قواعد الزواج يا زوجتي العزيزه...
قالها وهو يفك ازرار قميصه الفضية...
ماذا تعني باولى قواعد الزواج...؟
سألته بتوتر جلي لينتهي من آخر زر من قميصه فيخلعه بالكامل ويتقرب منها قائلا بنبرة خبيثة متوعده:
سوف تعلمين الان...

رماها على السرير ورمى بجسده فوقها، ثم ما لبث أن قبلها بعنف، حاولت أن تبعده في بادئ الأمر إلا أنها سرعان ما استجابت له واخذت تبادل قبلته بينما يديها تحيط رقبته وتجذبه نحوها...
كانت تشعر باللهفة والشوق إليه فهي بالرغم من كل شيء تعشقه، عقلها الجاهل صور لها بأن يريدها كما هي تريده، امتدت يدها لتفك حزام بنطاله بعد أن خلع قميصه بالكامل، لم يمهلهه الفرصه وهو يدفعها بعيد عنه بعد أن توقف عن بتقبيلها...

تطلعت إليه بصدمه وهي تراه ينهض من فوقها ويقف أمامها يرميها بنظرات عدائية..
انت بالفعل مقرفة ومملة كما توقعت، وانا سوف اكون اكبر مختل أن لمستك في يوم ما...
صفعتها كلماته وبشده، تمنت لو تنشق الأرض و تبلعها، شعور الإهانة كان قاسيا كثيرا عليها..
لم تفق من صدمتها بعد لتسمع صوت أنثوي ينادي قائلا:
عثمان حبيبي...

رمقها عثمان بنظرات ساخره ثم تقدم ناحية الباب وفتحه لتطل منه شابه ترتدي فستان اسود قصير عاري الأكتاف دلفت إلى الداخل بلا خجل أو استحياء...
نهضت صفا من مكانها واخذت تتطلع إليها بصدمه شديده فمن تلك الفتاة التي تقتحم جناح زواجهم بهذه الجرأة..

وجدت عثمان يتحدث قائلا وهو يشير إلى المرأة بيده:
صفا هذه سهى زوجتي الأولى...
سهى حبيبتي هذه صفا، زوجتي الثانيه...

وقفت تتطلع إليهما بصدمة شديدة، تحاول استيعاب ما يقوله...
انت بالتأكيد تمزح...
لاحت ابتسامه خفيفة على شفتي سها بينما أردف هو بنبرة جادة:
منذ متى وانا امزح معك...؟ سها زوجتي...
وانا...؟ ماذا عني...؟
قالتها بنظرات مصدومة وهي تشير بيدها إلى نفسها ليجيبها بتهكم:
ماذا بك انت...؟ أردتِ الزواج مني وها قد نفذتِ ما اردتِ...

كانت تشعر بالضياع الشديد بينهما، الألم طغى على ملامح وجهها، الدموع ملأت عينيها، لم تشعر يوما باهانة و ذل كالتي شعرت بهما اليوم...
سها، اتركينا لوحدنا قليلا...
قالها عثمان بنبرة جديه لتخرج سها من الغرفة على الفور...
تقدم ناحيتها وهو يقول بجدية:
اظن ان كل شيء بات واضحا امامك، سهى هي زوجتي الأولى، تزوجتها قبلك بثلاث ساعات...
انت كيف تفعل بي شيء كهذا...؟ كيف..؟

قالتها بعينين مضمحلتين وشفاه مرتجفةليجيبها ببساطة:
ماذا فعلت...؟ تزوجت حبيبتي...؟ هذا حقي...
لماذا تزوجتني اذا، لماذا...؟
لماذا...! انت تسألين لماذا...؟ من السبب في هذه الزيجة، اخبريني...
هدر بها بعنف مما جعل جسدها يرتجف بالكامل...
سوف اخبر جدي بكل شيء، هو لن يسمح بشيء كهذا، سوف اتطلق منك...
أذهبي يا عزيزتي، لكن قبل ذهابك اسمعي هذا التسجيل...
قالها وهو يخرج فلاش صغير من جيبه لتسأله بعدم فهم:.

ما بها هذه الفلاشة...؟
كان قلبها يدق بعنف شديد وهي تسمع جوابه القاتل:
قبل زواجنا بيوم اتصلتي بي، تتذكرين حينها حديثك واعتذارك مني، حينها طلبت منك ان تعترفي بما فعلتيه فقلت انك لا تستطيعين فعل هذا، وانك ندمت على كذبتك تلك لكن لا تستطعين فضح نفسك، لقد سجلت المكالمة بالكامل يا صفا، موجودة على هذه الفلاشة...
اضمحلت عيناها بصدمه شديده، لا تصدق الفخ الذي وقعت به، كيف كانت بهذا الغباء...؟

ماذا تنتظرين يا صفا، اذهبي إلى جدي واشتكي له ما فعلته معك، ولأخرج انا التسجيل له، حتى يسمعه ويحكم بيننا...
تطلع إليها فوجد وجهها أصبح أصفرا باهتا وقد تجمعت الدموع في عينيها، استرسل في حديثه قائلا:
هذا غير أن والدك لن يتحمل ما يسمعه، تخيلي موقفه حينما يعرف بأن ابنته العروس سوف تتطلق يوم زفافها، وهو مريض بالقلب ويعاني بشده...
عضت على شفتيها السفلى وهي تشعر بدموعها تنسكب على وجنتيها لتقول بكره:.

انت احقر مما تخيلت...
لن احاسبك الآن يا صغيرة، فانت ما زلت في وضع الصدمة، عموما انا رتبت كل شيء، انت لن تخبري أحد بزواجي هذا، سوف تبقين أمام الجميع زوجتي الوحيدة حتى يأتي الوقت المناسب وانا أخبرهم، سوف تعيشين في شقتنا معنا، لقد جهزت لك غرفة خاصه، سوف تبقين فيها...
رمقته بنظرات حاقدة قابلها بابتسامة باردة، هم بالخروج إلا أنه توقف فجأة وهو يقول:.

صحيح، انا وسهى سوف نسافر غدا إلى اسطنبول لقضاء شهر العسل، نحن مضطرين لان ناخذك معنا، فلا استطيع تتركك لوحدك، حجزنا لك جناح منفصل فنحن عرسان جدد ونريد أن نأخذ راحتنا...

في صباح اليوم التالي
استيقظ غسان من نومته ليجد الفراش خاليا بجانبه، نهض بسرعه من مكانه واتجه خارجا من الغرفة باحثا عن أزل، وجدها واقفة في المطبخ تعد طعام الفطور...
اقترب منها متسائلا بجدية:
ماذا تفعلين يا أزل...؟
التفتت ناحيته وهي تجيبه:
اعد الفطور لنا...
لماذا تعدينه انتِ...؟ سوف يجلب عمال الفندق الطعام لنا حالما نطلب منهم ذلك...
اجابته بابتسامة خجولة ووجه محمر:
رغبت بأن اعد الطعام بنفسي لك...

ابتسم لها بحب وهو يحتضن وجنتيها بكفي يده قائلا:
جيد ما فعلتِ، ارغب لتذوق الطعام من يديكِ بشدة...
بادلته ابتسامته ثم حررت وجهها من كفي يده وعادت بتركيزها ناحية الطعام، اكملوا تناولوا طعام الفطور ثم نهضت أزل وهي تحمل الأواني متجهة بها إلى المطبخ، تبعها غسان وهو يحمل بيده علبة صغيرة حمراء اللون...

أدارها ناحيته ثم فتح العلبة وأخرج منه اسوارة ذهبية أنيقة، البسها الاسوارة ثم قبل يدها بخفة لتبتسم بسعادة وهي تتأمل الاسوارة الأنيقة، سألته بحبور:
لماذا كلفت نفسك...؟
اجابها بحب:
هذه من عاداتنا، يجب أن نهدي العروس هدية مميزة يوم الصباحية، هل أعجبتك...؟
أنها رائعة، شكرا كثيرا...
عاد وقال بعدد تردد:
البارحه، اعتذر عما حدث البارحه، لقد ارعبتك دون أن أدري...
اخفضت اهدابها خجلا ثم قالت بخجل مفرط:.

لا تعتذر، انا من يجب أن تعتذر، لقد خيبت ظنك...
قاطعها بسرعة نافيا ما تنوي قوله:
اياك، انت لم ولن تخيبي ظني ابدا...
قبض على كف يدها قائلا بجدية:
ما حدث البارحه لن يتكرر، انا لن المسك حتى تكوني مستعدة لهذا، وتطلبيه انت بنفسك، وتريديه مثلي تماما، مفهوم...؟
اومأت برأسها موافقة على حديثه بينما أكمل هو قائلا:
والان يجب أن نجهز حقائبنا، لم يتبق سوى ساعات قليلة على موعد طائرتنا...

كانت واقفة أمام المرأة تعدل من هندامها وتتأكد من كمال مظهرهاحينما اقترب منها لبيد من الخلف ووقف ورائها مباشرة مخرجا من جيب بنطاله علبة زرقاء ثم فتحها ومدها إليها...
تطلعت إلى العلبة بتعجب ثم التفتت ناحيته وسألته بجدية:
ما هذا...؟
اجابها ببساطة:
أنه عقد...
اعرف انه عقد، لكن ما المناسبة لتهديني اياه...؟
اجابها موضحا سبب هديته الغريبة:.

والدتي تقول ان العريس يجب أن يهدي عروسه قطعة من الذهب صباحية زفافها...
ابتسمت بخفوت ثم قالت بجدية:
ولكن نحن لسنا عرسات حقيقيين...
حتى لو، سوف يظل هذا أول زواج لكلينا، لذا يجب أن نطبق جميع مراسيمه دون استثناء...
صمتت ولم تعلق بينما سألها هو بدوره:
هل أعجبك العقد...؟
إجابته بصدق:
كثيرا...
إذا اعطني ظهرك لاضعه حول عنقك..

التفتت إلى الجهة الأخرى ليتقرب منها أكثر ويزيح شعرها من الخلف ثم يضع العقد على رقبتها، شعر بشيء غريب حينما لامست يديه بشرتها وهي الآخرى توترت كثيرا...
التفتت ناحيته وهي تبتسم بارتباك ليقول بجدية:
هل انتهيت من إعداد حقيبتك...؟
اجابته:
نعم انتهيت...
ارجو الا تكوني قد وضعت بيجامة الضفادع في الحقيبة...
أول قطعة وضعتها اصلا...
تأفف بضيق ثم قال بجدية:
لنخرج الآن اذا، حتى لا نتاخر على موعد الطائرة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة