قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الحادي عشر

في مطار اسطنبول
خرج كلا من عثمان وسها من بوابة المطار بعد أن اتما جميع الاجرائات المطلوبة تتبعهما صفا التي تجر حقيبتها خلفها وهي تدمدم ببعض الشتائم...
ركب الثلاثة سيارة جاهزة لاستقبالهم اتجهت بهم إلى الشقة التي استأجرها عثمان لهم، كان عثمان وسها مندمجين في احاديثهم بينما تتأكل هي من شدة الغيظ...

ما أن وصلوا إلى الشقة حتى دلفا إلى غرفة نومهما ولم يخرجا منها حتى صباح اليوم التالي، حيث خرجا من الصباح الباكر للقيام ببعض السياحة تاركين صفا لوحدها في الشقة...
كانت تسير داخل رواق الشقة ذهابا وايابا وهي تكاد تنفجر من شدة غضبها، لا تصدق أنها يعاملها بهذه الطريقة الحقيرة وكأنها شيء زائد لا أهمية لها...
حقراء، سفلة، حمير...
كانت تتمتم بغضب شديد وهي تتوعد لهما بالكثير:.

والله لم أكن صفا اذا تركت الموضوع يمر هكذا...
فجأة لمعت في بالها فكرة جعلتها تبتسم بشغب وهي تركض بسرعة ناحية غرفتها و تخرج ملابسها من الخزانة، ارتدت ملابسها بسرعة ثم خرجت من الشقة متجهة إلى المكان المطلوب...
بعد حوالي نصف ساعة كانت صفا جالسة بجانب امرأة في الخمسينات من عمرها تحتضنها بشده وهي تقول بترحيب حار:
لا أصدق انني رأيتك يا صفا، لو تعلمين كم اشتقت اليك...
وانا اكثر خالتي، اين مصطفى...؟

سوف أخبره بمجيئك في الحال...
قالتها خالتها وهي تنهض من مكانها متجهة إلى غرفة ابنها لتبلغه بمجيء صفا...
خرج الشاب بلهفة واضحه وتقدم ناحية صفا وضمها بقوة وهو يقول بترحيب حار:
اهلا صفا، الحمد لله على سلامتك، اشتقنا اليك..
وانا اكثر...
قالتها صفا وهي تبتعد عن احضانه ليجلسا بعدها على الكنبة ويتحدثان سويا بحماس شديد فهم لم يروا بعضهما منذ أكثر من عام...

ليست موجوده...
قالها عثمان بعد أن خرج من غرفة صفا، كان قد عاد الى المنزل منذ حوالي ساعة، وجد الشقة فارغه وهادئة فشعر بان هناك شيء غريب حدث وهو في الخارج، خاف من فكرة ان تكون قد فعلت بنفسها شيء، الا انه لم يجدها حينما بحث عنها في ارجاء الشقة ليفهم أنها هربت منه...
ماذا يعني ليست موجوده...؟
سألته سها بعدم فهم ليجيبها عثمان:
هربت...
ماذا يعني هربت...؟ يجب أن تجدها حالا...

هل تدركين نحن اين...؟ نحن في اسطنبول يا مدام، اين سأجدها...؟ اين سأبحث في هذه المدينة الكبيرة...؟ اللعنه، ماذا سأفعل الآن...
قالها وهو يكاد ينفجر من شدة الغضب...
تلك الحقيرة، لا ترتاح حتى تسبب لنا المشاكل..
رمقها بنظرات مستاءة ثم خرج من الشقة ليبحث عنها تاركا سها تكاد تموت من شدة الغيظ فصفا قد خربت جميع مخططاتها لهذه الليلة بسبب هروبها هذا...

كان عثمان يسير في شوارع اسطنبول باحثا عنها، شعر بالقلق الشديد من أجلها، خاف ان تفعل شيء بنفسها، أو أن تكون هربت بلا عودة، كانت الكثير من الأفكار السيئة تعصف داخل رأسه...
توقف في مكانه للحظه وهو يتذكر شيئا هام غفل عنه، صفا لديها خالة تقيم في اسطنبول، من الممكن أن تكون ذهبت إليها، اتصل على الفور لوالدة صفا ليأخذ منها عنوان اختها متحججا بأن صفا تريد رؤيتها..

بعد فترة ليست بقصيرة كان عثمان يقف أمام منزل خالدة صفا، رن جرس الباب لتفتح خالتها له الباب و قد عرفته فورا:
عثمان، اهلا يا بني، تفضل، قبل قليلا سألت صفا عنك...
سألها بابتسامة متصنعه:
كيف حالك خالة نهلة...
إجابته بابتسامه مرحبة:
بخير، تفضل إلى الداخل...

دلف إلى داخل الشقة وتحديدا إلى صالة الجلوس لينصدم بالمشهد الماثل امامه، كانت صفا تجلس على أرضية الصالة وأمامها ابن عمها يلعبان سويا الدومنةويبدوان مندمجين للغاية في اللعب...
نهضت صفا من مكانها ما أن شعرت بوجوده ثم تقدمت ناحيته وهي تقول بترحيب مصطنع:
اهلا حبيبي، متى أتيت...؟
لم يجبها ؛ فقط اكتفى بتحية مصطفى ببرود ثم حدثها قائلا:
هيا يجب أن نذهب...
قاطعته خالة صفا:
انتظروا قليلا، لنتناول العشاء سويا...

لا استطيع، لدي موعد مع أصدقائي، يجب ألا اتأخر عليهم...
على راحتك بني..
قالتها نهلة وهي تقبل صفا وتودعها، استدارت صفا ناحية مصطفى الذي ضمها إليه بابتسامة واسعة ثم قبلها من وجنتيها مودعا أياها تحت أنظار عثمان الذي يشتاط غضبا وهو يرى زوجته يحتضنها ويقبلها رجل آخر...

ادخلي...
قالها عثمان وهي يدخل صفا إلى غرفتها راميا اياها على السرير...
هل جننت...؟ كيف تدفعني هكذا..؟
من الذي جن...؟انا ام انت...؟
، وماذا فعلت انا...؟
اجابها قائلا:
بعيدا عن موضوع هروبك...
قاطعته مصححه:
انا لم أهرب، انا ذهبت لزيارة خالتي...
دون اذني...
زفرت أنفاسها بضيق بينما أكمل هو قائلا بنبرة حادة:
كيف تسمحين له أن يقبلك هكذا ويضمك إليه...؟
تقصد مصطفى..
وهل يوجد غيره...؟
إنه ابن خالتي...

قالتها ببساطة ضاعفت غضبه منها...
اسمعيني جيدا، هذا الكلام لا ينفع معي، ابن خالتي، ابن عمتي، اخي في الرضاعة، لا يوجد شخص يحق له أن يمسك أو يقبلك أو يضمك، انا لا اقبل بشيء كهذا...
لكن هذا تخلف...
سميه ما تشائين...
أردف بعدها قائلا بجديه:
أما بالنسبة لخروجك دون إذن مني، فله عقاب، ظ
سوف تبقين في غرفتك ولن تخرجي منها ابدا إلا من أجل تناول الطعام..
ماذا تقول انت...؟
اجابها بسخرية: .

واضح جدا ما قلته، لا يوجد خروج من هذه الغرفة بعد الآن...

كان يقف أمام المرأة يعدل هندامه ثم يربت على شعره معدلا خصلاته وهو يصيح بصوت عالي:
الم تنتهي بعد...؟
جاءه جوابها الذي اغاظه كثيرا:
انتظر قليلا، دقائق وانتهي...
انتهى من إعداد نفسه ومظهره جيدا ثم وقف في منتصف الغرفة واضعا يديه في جيوب بنطاله منتظرا اياها أن تأتي، تقدمت منه بعد حوالي ربع ساعة وهي ترتدي بنطال جينز فوقه بلوزة حمراء صوفية...

تأخرت كثيرا، نحن جئنا إلى هنا لنخرج ونستمتع وليس لنقضي اغلب وقتنا في الفندق، اذا في كل مرة تأخذين ثلاث ساعات لتجهيز نفسك فهذا يعني اننا لن نخرج سوى ثلاث مرات خلال أسبوعين...
ما هذا كله...؟ هذا كله لاني تأخرت خمس دقائق..
ربع ساعة...
قاطعها مصححا ثم أردف بنبرة جدية:
ليكن بعلمك انا لا احب ان تكون زوجتي باردة، أريدك نشيطه، تتحركين بخفة و...

وماذا بعد...؟ هل صدقت بأني زوجتك بحق...؟ وحتى لو كنت، هذا لا يعطيك الحق أن تقول شيء كهذا، كما أن الموضوع برمته لا يستحق، بدلا من وقفتنا وحديثنا الممل هذا لنخرج ونبدأ رحلتنا...
مط شفتيه بملل بينما حملت هي حقيبتها وفتحت الباب وخرجت من الجناح يتبعها لبيد..

بدئا رحلتهما في شوارع اسطنبول الممتعة، تناولا غدائهما في أحد المطاعم الشهيرة، ثم زارا العديد من الأماكن السياحية المميزة، عادا الى جناحهما في حوالي الساعة الثانية عشر مساءا...
دلفت ميار بسرعة إلى الحمام وبدأت في خلع ملابسها ثم ارتدت بيجامة حمراء اللون وخرجت متجهة إلى غرفة النوم كي تنام إلا أنها تفاجئت بلبيد يحتل السرير...
اقترب منه وهي تقول بجدية:
هل من الممكن أن تنهض لانام...؟

رفع بصره ناحيتها وهو يتسائل:
عفوا، ولما سأنهض، تريدين النوم نامي، من سيمنعك...؟
انت لا تفهم، انا وانت، كيف سننام على سرير واحد...؟
وما المشكلة...؟ نحن متزوجان اذا نسيتي...
قالها ببساطة أغاضتها...
لبيد انهض، انا سأنام فوق السرير...
هز رأسه نافيا وهو يقول بعناد:
لن انهض..
لبيد لا تفعل هذا، اين سأنام انا...؟
بجانبي...
قالتها ببساطة جعلتها تستشاط غيضا وهي تقول بانزعاج:.

ماذا يعني انام بجانبك...؟ ما بك تتحدث وكان زواجنا حقيقي، أرجوك انهض ونام على الكنبة وانا على السرير..
هل تمزحين، تريدين مني انا لبيد التميمي أن انام على الكنبة...
لا طبعا، كيف لأبن العز والدلال أن ينام على الكنبة، يجب أن ينام على سرير مصنوع من ريش النعام...
تسخرين مني، أليس كذلك.؟
عقدت ذراعيها أمام صدره وهي ترميه بنظرات قاتلة ليهتف بها بدوره:.

عقابا على ما قلتيه، فاني لن اتزحزح من هنا، و افعلي ما تشائين، ضربت الأرض بقدميها ثم اتجهت ناحية الكنبة لتنام عليها لكن ليس قبل أن تدعو عليه قائلة:
إن شاء الله تأتيك ابشع واقبح الوجوه في حلمك...

الحقير، تزوج...
رمت هاتفها بجانبها وهي تكاد تتاكل من شدة الغيظ، لا تصدق انه تزوج بهذه السهولة، تزوج من أخرى ورفضها هي، شعرت بحقد غريب يتنامى في داخلها كلما تذكرت سخريته منها حينما أخبرته بوجوب زواجه منها لكي تستمر علاقتهما، وفي المقابل تزوج هو بعد فترة قصيرة بأخرى...
دلفت والدتها إلى الغرفة وهي تقول:
جوان، ما زلت مستيقظة...
لم تجبها بل ظلت على حالة الصمت التي هي بها...

اقتربت منها والدتها وجلست بجانبها ثم قالت بجدية:
تبدين منزعجة، ما بك ابنتي...؟ منذ عدة أيام وانت غير طبيعية...
تزوج...
غمغمت بخفوت لتسألها والدتها بعدم فهم. :
من هو...؟
لبيد التميمي...
حسنا، لما انت متضايقة الآن...؟ انه لا يستحق...
قاطعتها وهي تنهض من مكانها قائلة بنبرة متالمة:
أمي أرجوك، لست مستعدة لسماع نفس الاسطوانة التي تقال في وضع كهذا...
هل تحبينه...؟

سألتها يترقب لتهز رأسها والدموع بدأت تتساقط من عينيها فسارعت باحتضان والدتها والبكاء داخل أحضانها...
ربتت والدتها على كتفها وهي تقول بحزن على حال ابنتها:
لا تفعلي هكذا بنفسك يا جوان...
ابتعدت عن أحضانها واخذت تردد من بين دموعها:
لقد رفضني، واختارها هي، لما اذا كان يخرج معي...؟ لما كان يخبرني بأني حبيبته وبأنه سعيد معي، لماذا جعلني احبه وتخلى عني..؟

لأنه حقير وبلا ضمير، شخص كهذا لا يجب أن تحزني من أجله، انه لا يستحقك...
مسحت دموعها باناملها بينما أردفت والدتها قائلة:
انت قوية يا جوان، اقوى من أن تنهاري بهذا الشكل، ومن أجل شاب مثله، حبيبتي لا تؤلمي نفسك، ما حدث قد حدث، هو لا يستحق حبك، وانت يجب أن تنسيه وتبدئي من جديد...
اومأت برأسها وهي تقول:
معك حق...

ابتسمت لها ثم ربتت على وجنتيها بحنان، نهضت من مكانها تاركه اياها لوحدها فهي واثقة من أن ابنتها لن تنكسر بسبب شيء كهذا...

جلست ناريمان في صالة الجلوس بجانب اختها التي عادت لتوها من السفر وهي تقول بسعادة:
لا أصدق انك عدت اخيرا يا رويدا...
جئت لأرى المصيبة التي جلبها ابنك لنا واجد لها حلا...
لا تذكريني، انا بالكاد احاول ان انسى...
قالتها ناريمان بحزن لتردف رويدا بغضب:
تنسيها، تنسين فضيحة كهذه...
وماذا افعل انا يا رويدا...؟
سألتها بقلة حيلة لتجيبها رويدا:
لا تفعلي، انا من سيفعل...
ماذا ستفعلين...؟

الآن لن افعل شيئا، ليعودا من سفرهما وحينها لنا حديث آخر...
أردفت متسائلة:
إلى أين اخذها وسافر...؟
إجابتها بضيق:
إلى فرنسا...
ماذا..؟
صرخت رويدا بعدم تصديق ثم أردفت بانفعال شديد:
ابنة من هي ليأخذها إلى فرنسا...؟
لا أعلم، لبيد وزوجته سافرا إلى تركيا وعثمان وصفا كذلك، هما الوحيدان من سافرا إلى فرنسا...
زمت رويدا شفتيها بضيق ثم قالت بنبرة متوعده:
ليعودا فقط وحينها سأتصرف معها على طريقتي الخاصة...

كان كلا من لبيد وميار يسيران سويا في أحد شوارع اسطنبول يستمتعان بوقتهما، هما بالدخول إلى أحد المطاعم حينما لمح لبيد شيء أثار استغرابه، تقدم بسرعة ناحيته تاركا ميار لوحدها...
عثمان...
هتف بها لبيد باندهاش ليلتفت له عثمان وبجانبه سهى، تطلع عثمان إليه بصدمه شديده فهو لم يتوقع أن يحدث شيء كهذا ابدا...
من هذه...؟
سأله لبيد مشيرا بيده إلى سهى ليجييه عثمان بعد لحظات طويلة من الصمت والتردد:
زوجتي...

نعم، ماذا تقول انت...؟ ماذا عن صفا...؟ وأين هي...؟
صمت عثمان ولم يتحدث بينما اخذ لبيد يتطلع إليه بعد تصديق...

بعد حوالي نصف ساعة كانتا كلا من سهى وميار تجلسان في صالة الجلوس التابعة الشقة التي يقطن بها عثمان، كانت سهى تتطلع إلى ميار بنظرات مزدرءة فهي وزوجها قد خربا شهر العسل خاصتها اما ميار فكانت تقابل نظراتها بأخرى باردة لا مبالية..
في الداخل كان كلا من عثمان ولبيد واقفان أمام بعضيهما وصفا تقف في المنتصف...
تحبسها ايضا، كيف تفعل شيء كهذا، اخبرني...

هدر صوت لبيد عاليا فهو كان يشعر بالغضب الشديد مما أخبره به عثمان..
تطلع عثمان إليه ببرود ثم اجابه:
زوجتي وافعل بها ما أشاء...
كانت صفا تقف في المنتصف وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها تتابع ما يحدث بجمود غريب...
وانا ابن عمها، ولن أرضى لها بمعاملة كهذه...
انت لا يحق لك ان تتدخل...
قالها عثمان ببرود فقاطعه لبيد بعصبية:
بلى، يحق لي...
انت لا تعلم اي شيء يا لبيد، هي تستحق أكثر من هذا...

مهما فعلت، فهذا لا يعطيك الحق بأن تفعل به شيء كهذا، ماذا تركت للأطفال اذا بافعالك هذه...؟
لبيد...
صاح عثمان بتحذير لم يؤثر به للبته وهو يقول بتهديد:
اسمعني جيدا، سوف تجد حلا لهذا الوضع حالما تعود إلى البلاد، انا لن أسمح لان يستمع الوضع هكذا، هذا اولا، ثانيا صفا لن تحبسها مجددا، هي ليست عبدة لديك، واياك ان تعاند فيما قلته والا سأخبر جدي بكل شيء...

اومأ عثمان برأسه دون أن بنفس بكلمة واحده فهو لا يستطيع أن يتحدى لبيد كي لا يخبر جده بشيء...

بعد مرور أسبوعين
فتح عثمان باب الشقة ودلف إلى الداخل تتبعاه كلا من صفا وسهى...
أغلق الباب خلفيهما ثم أشار لصفا قائلا:
غرفتك تعرفينها جيدا، هي من سوف تقطنين بها...
تطلعت إليه صفا ببرود ثم جرت حقيبتها خلفها بعد أن جلبها الحارس ودلفت إلى داخل غرفتها...
أغلقت الباب خلفها ثم جلست على السرير وهي تقول يتوعد:
ها قد بدأت اللعبة، سوف نرى يا عثمان ماذا ستفعل انت وحيببتك المتخلفة بعدما سأفعله بكم...؟

فتحت بعدها حقيبتها وأخرجت منها بيجامة زهرية عبارة عن شورت قصير يصل إلى منتصف فخذها فوقها تيشرت زهري ذو حمالات رفيعة، رفعت شعرها بالكامل على شكل كعكة، ثم طلت اظافر يديها وقدميها باللون الاحمر القاني، خرجت بعدها من الغرفة وهي تسير بخطوات حذرة لتجد عثمان جالسا في صالة الجلوس يتابع إحدى مباريات كرة القدم...

ما أن رأها عثمان حتى فرغ فاهه بصدمة مما يراه امامه، كان مظهرها مثير للغاية، بالكاد استطاع السيطرة على ملامحه وهو يسألها بجمود:
خير..
اقتربت منه وهي ترسم على شفتيها ابتسامة لطيفة مصطنعة:
اريد الذهاب إلى منزلي لرؤية والدي ووالدتي...
هذا فقط...؟
اومأت برأسها ليجيبها:
سوف اخذك مساء اليوم..
منحته ابتسامة خلابه وهي تتجه عائدة إلى غرفتها
تتبعها نظرات عثمان المتوترة على غير العادة...
ماذا كانت تريد...؟

أفاق من شروده على صوت سهى ليجيبها:
تريد الذهاب لزيارة اهلها...
وما هذا الذي ترتديه...؟
ما به...؟
أنه قميص نوم وليست بيجامة...
لم يعلق على كلامها بينما أردفت هي قائلة:
انا لن اتحمل أن يبقى الوضع هكذا لفترة طويلة...
ماذا تقصدين...؟
انا عروس جديده، ومن حقي أن اكون لوحدي مع زوجي...
قاطعها بسرعة:
كنت تعرفين كل شيء منذ أول لحظه، وانت من وافقت عليه، فلا تتذمري من فضلك...

نهض بعدها من مكانه متجها إلى غرفته تاركا اياها تتبعه بنظراتها الكارهة...

هبط كلا من غسان وازل من السيارة وتقدما إلى داخل القصر ليجدا ناريمان في استقبالهما..
اتجهت بسرعة ناحية غسان وضمته إليها ثم سلمت على أزل ببرود واضح، تقدم كلا من غسان وازل إلى صالة الجلوس يتبعان ناريمان حينما تفاجئ غسان بخالته رويدا ليهتف بصدمة:
خالتي..
شلته الصدمة بالكامل وهو يعرف جيدا أن بداية المشاكل الحقيقية قد جاءت مع خالته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة