قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثاني عشر

دلفت أزل إلى غرفتها يتبعها غسان الذي أغلق الباب خلفه وتقدم ناحيتها ليجدها تلتفت إليه وعلى شفتيها ابتسامة مرتبكة...
حبيبتي، اسمعيني، لا أريدك أن تتضايقي من والدتي أو خالتي رويدا، هما قد يتصرفا معكِ بطريقة سيئة أو يجرحانكِ في الكلام، لا تسمحي لهن بهذا، واذا شعرت باي ضيق اخبريني وانا سأتصرف معهن...
ما بالك غسان...؟ هما لم تفعلا اي شيء يضايقني...

تنهد بصوت مسموع ثم قال بنبرة جادة فهو يعرفهما جيدا، استقبالهما العادي لأزل ماهو الا تمهيد لما هو قادم:
اعرف هذا حبيبتي، لكني نفذي ما قلته من فضلك...
هزت رأسها بتفهم بعد أن منحته ابتسامة ودودة ثم قالت بشوق:
متى سوف اذهب لأرى ياسمين...؟
الآن حالا اذا لم يكن لديك مانع..
حقا، بالتأكيد ليس لدي اي مانع...
ابتسم لها بحب ثم قال لها بجدية:.

لنذهب اذا، لكن قبلها، عليك ان تعلمي اني ابقيت ياسمين مع جارتك حتى لا تبقى وحدها في القصر، انتظرت لنعود نحن ونجبلها إلى هنا...
بادلته ابتسامته وهي تقول:
اعلم هذا...
إذا هيا بنا...
مسك يدها وخرج بها من الغرفة متجها إلى منزل جارتها حيث توجد ياسمين...

جلست أزل بجانب جارتها وهي امرأة كبيرة نوعا ما في السن في أواخر الأربعينات من عمرها متزوجه ولديها خمس أطفال، هي جارتهم منذ وقت طويل وكانت تحب أزل كثيرا وترعاها بشكل دائم...
كيف حالك حبيبتي...؟ طمئنيني عليك...
ابتسمت أزل وهي تجيبها بسعادة حقيقية:
انا بخير، سعيدة جدا، أشعر أني أسعد امرأة على وجه الأرض...
ربتت المرأة على كفي يدها وهي تقول بصدق:
تستحقين هذه السعادة يا أزل، تستحقينها كثيرا...

منحتها أزل ابتسامة خفيفة لتشعر المرأة بأن هناك شيئا ما بها فتسألها قائلة:
ازل حبيبتي، أشعر بأنك تريدين قول شيء ما...
فركت يديها الاثنتين بتوتر ولم تعرف كيف تفتح الموضوع معها فشعرت المرأة بتوترها هذا...
ازل، لا تتوتري، انظري الي انا مثل والدتك، لا تخجلي مني...
انا وغسان...
صمتت ولم تستطع أن تكمل ما بدأته لتقول المرأة:
لم يحدث شيء بينكما صح...؟
هزت رأسها لتقول المرأة مرة أخرى:.

وبالطبع هذا حدث بسبب خوفك وخجلك...
انا لا اعرف اي شيء...
تمتمت أزل بخجل لتبتسم لها المرأة وهي تقول:
اسفة يا أزل، زواجك تم بسرعة، وانا كنت مسافرة حينها، يا ليتني كنت موجوده وشرحت لك كل شيء...
لا عليك...
حسنت سأشرح لك كل شيء، لا تقلقي، ما مررت به طبيعي، لكن بعد ما ستسمعيه مني سوف تتغلبين على حاجز الخوف والخجل باذن الله...
حقا..
سألتها أزل بعيون لامعة لتجيبها المرأة بجدية:
حقا...

ابتسمت أزل براحة ثم صبت جل اهتمامها وتركيزها نحو المرأة التي بدأت تشرح لها كل شيء وبطريقة بسيطة ومريحة...

في المساء
دلفت ميار إلى غرفتها لتجد لبيد متمددا على السرير يقلب في هاتفه والذي ما أن رأها حتى اعتدل في جلسته وهو يسألها:
لقد تأخرت كثيرا...
اجابته وهي تخرج بيجامتها من الخزانه:
كنت اتحدث مع والدتك..
تتحدثان عني بالتأكيد...
التفتت إليه وهي تقول بحاجب مرفوع:
توجد أشياء أهم منك بكثير يا لبيد لنتحدث عنها...

تنحنح بحرج بينما حملت هي بيجامتها ودلفت إلى الحمام انهض بسرعة من مكانه ويخلع قميصه ثم يقف أمام المرأة ويعدل من شعره ويضع عطره المفضل.
اسبوعين وانا انتظر، لم يعد هناك مجال أكثر للانتظار..

قالها لنفسه وهو يقف في منتصف الغرفة منتظرا اياها أن تخرج، حقيقة أن هذا الزواج على الورق فقط يزعجه، لا يعلم لماذا، كل ما يعرفه انه يريد ميار زوجة حقيقية له، خلال أسبوعين عرفها من خلابه تأكد بأنها المرأة المناسبة لتأخذ هذا المحل، لتكون زوجته وام أولاده، نعم هو يريد أطفال وعائلة، لقد اكتشف ان حياة العبث السابقة ليست مميزة كما ظن، بعد أسبوعين قضاها مع ميار فهم بأنه بحاجه الى الاستقرار والبدء من الجديد، صحيح أن الشعور هذا جاء فجأة وبسرعة إلا أنه اقتحمه بقوة، اذا فلا يوجد من هو أفضل من ميار لتمنحه هذا الشعور...

خرجت ميار من الحمام وهي ترتدي بيجامتها وتلف شعرها بالمنشفة، غضت بصرها عنه وعن صدره العاري وتقدمت ناحية المرأة، جلست على الكرسي وبدأت تمشط شعرها، اقترب ناحيتها ثم أخذ المشط من يدها وبدأ يمشط شعرها لتتجمد في مكانها من هول الصدمة، التفتت ناحيته واخذت ترمقه بنظرات تائهة بينما رفع هو ذقنها بانامله وابتسم لها...
حررت ذقنها من انامله ونهضت من مكانها تتجازوه حينما قبض على ذراعها هاتفا بها:
إلى أين...؟

إلى النوم...
إجابته وهي مشيحة وجهها عنه ليتقدم ناحيتها أكثر ويقول بجدية:
هذا ليس وقت النوم يا ميار، هذا وقت أشياء أهم...
ماذا تقصد...؟
سألته بتوتر ليجيبها بصراحة:
انا اريدك...
وكانت الصدمة من نصيبها، صدمة شلت أطرافها، فهي لم تتوقع صراحته تلك معها، لم تتوقع منه شيء كهذا...
ما بك...؟ هل جننت...؟ انت نسيت زواجنا على الورق فقط...
نجعله حقيقي...
اتسعت عيناها بدهشة ثم قالت بسرعة:
انت لا تعني ما تقوله...

بلى أعنيه كثيرا...
وفي لحظة واحده كانت هي محمولة بين يديه وموضوعة على السرير بينما هو فوقه...
طبع قبلة خفيفة على جبينها ثم قبل وجنتيها بحرارة جعلت جسدها يرتجف بالكامل..

ماهي الا لحظات وشعرت به يقبل شفتيها، لحظات قليلة استسلمت له، لحظات انتهت بسرعة وهي تتذكر حقيقته، حقيقة الرجل الذي معها، الرجل الذي سبق واهانها عدة مرات، قلل من شأنها، وتزوجها لأجل مصلحته الخاصة، حتى ينقذ نفسه من زواج آخر كان سيقيده، عند هذه النقطة دفعته بأقصى قوتها بعيد عنها، نهض من فوق السرير وهو ينظر إليها باستغراب، منذ لحظات قليلة كانت معه تبادله شغفه، مالذي جرى لها...؟ لماذا تحولت فجأة هكذا...؟

ماذا حدث...؟
سألها بجدية لتنهض من مكانها وهي تقول بملامح باردة:
ماذا كنت تتوقع...؟ تتوقع أن استسلم لك بكل سهولة...؟ أن اكون لك كما تريد...
ميار، افهميني...
قاطعته بصرامة:
ما تفكر به لن يحدث بيننا ابدا، زواجنا على الورق وسوف يظل هكذا...
انا اذا اردت ان يحدث بيننا شيء فسوف يحدث، حتى لو حدث اجبارا عنك...
لا تهددني لبيد...
اقترب منها أكثر متسائلا:
لماذا...؟ لماذا ترفضين...؟

تريد أن تعرف لماذا، حسنا سأخبرك، لأنك شخص غير مسؤول، عابث وزير نساء، شخص لا يستطيع تحمل مسؤولية نفسه حتى، شخص يريدني وكرا لملذاته ينهل منه متى ما يشاء ويتركه متى ما يشاء، شخص يتركني في منتصف الطريق من أجل امرأة أخرى، انا لن امنح نفسي لرجل كهذا، انا حينما أكون لرجل، يكون لرجل يتحمل مسؤوليتي، رجل لا يعايرني بشكلي ولا يسخر مني، لا يقلل من شأني، رجل بحق يكتفي بي وحدي..

تطلع إليها بصدمة من كلماتها تلك، لا يصدق أنها تفكر به هكذا، تراه على هذا النحو، تنتقص منه ومن رجولته...
اما هي فتعجبت من نفسها وما قالته، لا تعرف لماذا انفجرت في وجهه هكذا...؟ كيف تفوهت بكلام بشع كهذا...؟
لبيد انا...
ولا كلمة...
قالها وهو يرتدي قميصه ثم يخرج من الغرفة تاركا اياها تبكي بصمت...

ولج غسان إلى صالة الجلوس ليجد والدته وخالته جالستين فيها، تقدم منهما وهو يقول:
مساء الخير...
مساء النور حبيبي...
اجابته والدته بسعادة بينما قالت خالته بابتسامة:
تعال واجلس بجانبي...
كلا، انا فقط جئت لاقول شيئا مهما وأذهب إلى غرفتي...
ماذا تريد أن تقول...؟
سألته خالته ليجيبها بنبرة جاده:
انا، لا أريد لأي منكما أن تقترب منها، او تؤذيها باي كلمة...

زمت رويدا شفتيها بضيق من كلامه بينما اشاحت والدته وجهها بعيدا ليردف هو بدوره:
ازل خط أحمر، من يقترب منها سوف يفتح على نفسه أبواب جهنم...
وتركهما، تركهما بعد أن ألقى تهديده في وجهيهما، تهديد جاء قبل أوانه، لكنه يعرفهما جيدا، يعرف ما تنويان القيام به، لذا قرر أن يحذرهما حتى تفكرا في كل خطوة تخطيانها...

دلف إلى داخل غرفته ليجد أزل في انتظاره ترتدي قميص نوم اسود اللون قصير، تأملها بعينين متسعتين، كم تبدو جميلة ورائعة...؟ ود لو يلتهمها كلها على بعضها...
اقتربت منه عدة خطوات حتى باتت قربه ثم قالت بحب:
اشتقت اليك..
ماذا تقولين...؟
كررت ما قالته بلهجة أكثر علوا:
اشتقت اليك...
التهم شفتيها بقبلة عميقة مرر من خلاله شوقه إليها وشغفه بها، ابتعد عنها وهو يقول من بين لهاثه:
انت تثيرين جنوني بشكل مبالغ فيه.

وضعت كف يدها على صدره وهي تتأمل عينيه الزرقاوتين لتقول:
أحبك...
ازل، سوف اتهور حقا بسبب كلامك هذا...
تهور كما تشاء...
ما معنى هذا...؟
انا جاهزة غسان..؟
قالتها بنبرة خجولة ووجه يشع احمرار...
هل أنت متاكده...؟
سألها بقلق فهو لا يريد أن يكرر ما حدث في تلك الليلة مرة أخرى...
اومأت برأسها ثم قالت بصدق:
نعم متاكده...

قبل أن تكمل كلامها كان قد حملها واتجه بها إلى السرير مسيطرا على جسدها بجسده، مقتحما اياه بكل لطف وتأني لتسلمه نفسها بكل وداعة تبادله شغفه وشوقه..

دلف عثمان إلى شقته وصفا تتبعه، أغلقت الباب خلفها وتقدمت ناحيته وهي تناديه ليلتفت لها بنظرات متسائلة..
شكرا، شكرا لأنك سمحت لي بمقابلة والدي وتوديعهما قبل سفرهما..
لم يكن يوجد أي داعي لتشكره، فهو كان سوف يأخذها إلى هناك بكل تأكيد، لكنها أرادت أن تتلاعب معه قليلا، هز رأسه دون أن يعلق بكلمة واتجه إلى غرفته...
ذهبت هي بدورها إلى المطبخ لتجد سهى موجوده هناك فسالتها:.

ماذا تفعلين...؟اجابتها سهى بضيق من اقتحامها خلوتها:
اعد طعام العشاء لي ولعثمان...
لا داعي أن تتعبي نفسك، عثمان تعشى معي ومع عائلتي..
ليس من شأنك...
انا أشعر بالشفقة من اجلك...
قالتها صفا بخبث فتسألها سهى بسخرية:
لماذا..؟
يعني كونك زوجة في السر، امر مثير للشفقة...
هذا أفضل من أن اكون زوجة منبوذة..
ابتسمت صفا بتهكم ثم قالت:.

حتى لو منبوذة، سوف أبقى انا زوجته أمام الجميع، انا من يخرج بها أمام عائلته، انا من يعرف الناس على أنها زوجته، انا من يلتقي معها باصدقائه، اما انت مجرد نكرة، زوجه خلف الظل، كنت وسوف تظلين هكذا...
اخرسي...
صرخت بها سهى غاضبه لتخرج صفا من المطبخ وهي تبتسم بشماته...
وقفت سهى أمام عثمان وهي تقول بعصبية بالغة:
انا لن استطيع التحمل أكثر من هذا، هذا الوضع لم يعد يناسبني...
والمطلوب...؟

سألها عثمان الجالس أمامها ببرود لتجيبه بجدية:
طلقها، طلق صفا يا عثمان وأعلن زواجنا...
وإذا قلت لا...
إلا تفكر بي قليلا، الا تفكر بكرامتي..؟
إذا انت لم تفكرِ بها، فلمَ سأفكر أنها بها...؟
تطلعت إليه بصدمة مما قاله...
كيف تقول شيء كهذا...؟
نهض من مكانه مقتربا منها قائلا بنبرة ساخرة:
ماذا...؟ تفاجئتِ...؟
انت كيف تفكر بي هذا...؟
عفوا...
أردف بعدها قائلا بسخرية:
عثمان التميمي، بنك المال المتحرك، يفكر هكذا...

رفعت بصرها ناحيته بصدمه مما سمعته لتقول بتردد:
ما معنى هذا الكلام...؟
سألته ليسألها هو بدوره:
الم يكن هذا كلامك...؟
انت فهمت بشكل خاطئ...
كان عليك أن تتاكدي من غلق هاتفك قبل التفوه بكلام كهذا...
عثمان اسمعني...
قالتها بتوسل ليهدر بها بعصبية:.

ماذا سأفهم...؟ انني كنت مجرد منبع الأموال بالنسبة لك، كنت تخططين للإيقاع بي بسبب اموالي، مثلتِ الحب والاهتمام من أجل هذا، وانا الغبي صدقتك، قررت أن اقف بوجه الجميع من اجلك، نعم لا تستغربي، عندما فعلت صفا ما فعلته، قررت أن اقف في وجه جدي، ارفض زواجي من صفا واتزوجك، انا كنت جاد معك يا سهى، لكنني سمعتك وانت تقولين عني بنك للمال، سمعتك باذني، حينها قررت أن أنتقم منك ومن صفا في نفس الوقت...

انت تزوجتني لهذا السبب اذا...؟
سألته بنبرة مشوشة ليجيبها بسخرية:
نعم، بالتاكيد لن اتزوجك من أجل سواد عينيك...
أردف قائلا بقهر:
عندما عرضت عليك الزواج مني في السر، كان لدي امل صغير ان ترفضي، لكنك خذلتني كالعادة ووافقت، انت لم تحافظي على كرامتك، فماذا تتوقعين مني...
اخفضت رأسها بخجل بينما تطلع هو إليها بسخرية ثم خرج وتركها ليتفاجئ بصفا امامه تتلصص عليهم...
قبض على شعرها بكف يده وهو يقول:.

ماذا تفعلين هنا...؟ تتلصين علينا...
عثمان، اتركني، انت تؤلمني...
ماذا سمعت...؟ اخبريني...
والله لم أسمع أي شيء، حاولت ولكن فشلت...
قالتها وهي تعدل من شعرها بعد أن تركها ليأمرها قائلا:
إلى غرفتك...
هربت بسرعة متجهة إلى غرفته بينما اخذ هو يهز رأسه باسف شديد فيبدو بأنه لا توجد فائدة منها فهي لا تنوي أن تتغير ولو قليلا حتى...

جلست رويدا على سريرها وهي تنوي النوم حينما رن هاتفا لتلتقطه من فوق الخزانة وتجيب على المتصل...
حقا...؟ ماذا عرفت عنها..؟
وفي ثواني كان الجواب يصلها، صادما...
انت متاكد...؟
جاءها الرد بأنه متاكد مما يقوله لتأمره:
غدا في الصباح الباكر الملف يكون معي، إياك أن تتأخر...
أغلقت الهاتف في وجهه وهي تتمتم:
يبدو أن نهايتك جاءت بسرعة يا أزل، اسرع مما كنت اتخيل...

ولج لبيد إلى داخل أحد البارات المشهورة، تقدم ناحية الناظل وطلب كأسا من المشروب، اخذه وتناوله بصمت ثم تبعه بعدة كؤوس أخرى، فجأة سمع صوت مألوف بالنسبة له، التفت إلى جانبه ليجد جوان جالسه على بعد مسافة عنه ويبدو عليها السكر الشديد..
تقدم ناحيتها قائلا:
جوان، ماذا تفعلين هنا...
التفتت جوان إليه واخذت تتطلع إليه بعدم استيعاب ثم قالت بعدها بسخرية:.

اووه، لا اصدق، لبيد التميمي يترك عروسه المبجلة ويأتي هنا بعد عدة أيام من زفافه...
ابتسم ساخرا وهو يتناول كأس آخر، كان يشرب بلا وعي وهي الآخرى تفعل ذلك، ظلا يشربان سويا حتى وقت متأخر من الليل...
نهض لبيد وهو يترنح في مكانه فنهضت جوان هي الأخرى ليهتف بها:
انت سكرانة ولا تستطيعين الذهاب لوحدك، تعالي لاوصلك...
حسنا، لكن ستوصلني إلى أحد الفنادق فأنا لن أعود إلى المنزل في وضع كهذا...

كلا سوف نذهب إلى شقتي، فأنا ايضا لن أعود إلى المنزل في وضع كهذا
هزت رأسها بلا وعي و خرجت معه...
وصلا إلى العمارة التي توجد بها شقتها، خرجت من السيارة وهي تحاول قدر المستطاع أن تمشي إلا أنها تعثرت في خطواتها ووقعت ارضا، هبط من سيارته وتقدم ناحيتها وهو يترنح في مشيته، حملها بصمت ثم تقدم بها إلى شقته وهي لم تكن واعية بشكل كاف لمنعه...

اخرج مفاتيح الشقة وفتحها ثم دلف بها إلى الشقة ووضعها على الأريكة، جلس بجانبها و اخذ يتأملها مليا لتنهض هي من نومتها وتحتضن وجهها بين كفيه وتقول:
لبيد، انا احبك، لماذا تركتني...؟
اخذ يتأملها بعينيه وفجأة تحولت امامه خصلات شعرها الشقراء إلى أخرى بنية، عيناها العسليتان اصبحتا بنيتان، ملامحها باتت تشبه أخرى يعرفها جيدا، أخرى أرادها زوجه له بحق لكنها رفضته...
ميار...

تمتم بخفوت لتهز رأسها نفيا وهي تقول بسكر ولا وعي:
كلا ؛ انا جوان...
بلى انت ميار...
وفي لحظة واحده كان قد تناول شفتيها بقبلة استسلمت لها على الفور، امتدت يده إلى بلوزتها يخلعها بينما امتدت هي يدها تفك ازرار قميصه ليستسلما سويا دون وعي أو إدراك من قبل اي منهما، فيسقطا سويا في فخ الخطيئة والخيانة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة