قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

كان جالسا على الكنبة يفكر بعمق حينما دلفت هي إلى الداخل وهي تحييه بهدوء:
مساء الخير...
نهض من مكانه وتقدم ناحيتها متسائلا بنبرة حادة:
أين كنت...؟
اجابته بضيق واضح:
كنت لدى والدتي...
والدتك، هل تصالحتما...؟
سألها باستغراب لتومأ برأسها وهي تجيبه:
نعم، تصالحنا حينما كنت مسافر...
هز رأسه بتفهم ثم تسائل:
وماذا عن عائلتك الحقيقية...؟ هل يحاولون الاتصال بك أو مضايقتك...
اجابته بنفي:
ابدا..
جيد...

غمغم بخفوت ثم أردف قائلا:
أريد الحديث معك في موضوع مهم...
ركزت انتباهها عليه لتجده يقول:
انا سأتزوج...
رمقته بنظرات مستغربة وهي تقول بدهشة:
ماذا يعني ستتزوج...؟
أردفت قائلة بنبرة ساخرة:
هل هذه مزحة...
هز رأسه نفيا وهو يقول بثبات:
انا لا امزح، انا سأتزوج جوان الطائي...
اضمحلت عيناها بصدمة سرعان ما اختفت ليحل محلها الغضب الصاعق...
تطلقني اولا، تطلقني قبل أن تفعلها...
مستحيل، انا لن اطلق...

ماذا يعني لن اطلق...؟ انا لن أصبح زوجة ثانية هل فهمت...؟
قالتها بعصبية كبيرة ليهتف بها: .
هي من ستصبح زوجة ثانية، انت الأولى...
وهل هذا هو المهم...؟
صرخت بعينين متسعتين من كلامه الذي يثير غضبها وغيظها ليتحدث بنبرة هادئة:
اسمعيني يا ميار، الطلاق ليس من صالحك، اهلك لن يتركونك وشأنك، هم الان لن يقتربوا منك كونك زوجتي، في حمايتي، ولن يجرؤوا على الاقتراب طالما انت هنا معي...

هل تظن بكلامك هذا بأنني سأوافق، سأرضى بوضع كهذا...؟
على اساس ان زواجنا زواج مصلحة لا أكثر...
ماذا تقصد...؟
سألته بارتباك ليجيبها بتعقل:
انت من قلت هذا، نحن تزوجنا لغرض محدد، لماذا اذا مهتمة اذا تزوجت بواحدة غيرك أو اثنتين او ثلاثة حتى..
لم تعرف بماذا تجيبه بينما أكمل هو بخبث:
طالما انني آخر همومك ولست الرجل المنشود بالنسبة لك، لماذا اذا متضايقة من زواجي بأخرى...؟
انا لست متضايقة...؟
واضح، واضح...

قالها بسخرية جعلتها تكز على اسنانها بغيظ وهي تنهره بعصبية:
لا تستفزني...
اسمعيني ميار، هذا ليس وقت التصرفات المتخلفة، يجب أن نفكر في تعقل، انت لا يجب أن تتطلقي مني، الان على الأقل، حتى لو انت أردت هذا فأنا لن اقبل، انت أمانة لدي، هل فهمت...؟ فكري بعقلك وستجدين أن بقائك معي هو افضل حماية لك، فطالما انت معي لا يجرؤ أحد من اهلك على الاقتراب مني...

بعد مرور اسبوع
تقدمت ياسمين من أزل وهي تحمل بيدها صينية تحوي كوب من عصير البرتقال الطبيعي بجانبه قطعة من كيك الشوكولاته، وضعت الصينية على السرير وجلست بجانبها وهي تقول:
تناولي الكيك واشربي العصير يا أزل، فانت لم تتناولي فطورك جيدا...
تحدثت أزل بصوت مرهق:
لا أريد، ليس لدي شهية لتناول أي شيء...
عارضتها ياسمين بقلق:
أزل من أجل طفلك على الأقل، هل تريدين أن تفقدينه...؟

شهقت ازل وهي تقول بخوف واضعه كف يدها على بطنها:
بالتأكيد لا، انا اريده أكثر من أي شيء...
إذا تناولي فطورك..
قالتها ياسمين بحنان لتمد أزل يدها الى قطعة الكيك وتتناولها بصمت...

كانت ياسمين الوحيدة المسموح لها ان تدخل إلى ازل وتبقى معها بناء على أوامر غسان، لقد منع أي أحد سوى ياسمين من الاقتراب منها، كما أن أزل لم تخرج من غرفتها اطلاقا إلا مرة وحدها اخذها فيها غسان إلى الطبيب في اليوم التالي من عودتها ليطمأن على صحتها وصحة الجنين ليؤكد له الطبيب أن الاثنان في حالة جيدة...
انتهت أزل من تناول قطعة الكيك وشربت العصير بأكمله لتهتف بعدها:
ها قد تناولت الكيك وشربت العصير كله..

جيد، عوافي على قلبك...
اخفضت أزل انظارها بحزن لتتطلع إليها ياسمين بشفقة وهي تقول بمواساة:
لا تحزني يا أزل، أرجوك...
رفعت أزل عينيها الدامعتين نحوها ثم قالت بألم:
غسان لا يقبل أن يسامحني يا ياسمين، لقد حبسني في هذه الغرفة، كما أنه لا يزورني أو يأتي ليراني...
لا بأس يا أزل، سوف يسامحك بالتأكيد، اصبري قليلا...
أردفت أزل قائلة بنبرة حزينة:.

لا مانع لدي أن يحبسني هنا في هذه الغرفة، لكن على الأقل أن يكون هو معي، الا يتجاهلني..
تحدثت ياسمين بنبرة جادة:
يا أزل ما فعلتيه خطأ كبير، لهذا غسان من الطبيعي أن يعاملك ويتصرف معك هذا...
اومأت أزل رأسها وهي تقول:
معك حق، لقد اقترفت ذنبا كبيرا، واستحق ما يحدث معي...

كانت رويدا تدور في أنحاء غرفتها وهي تفكر في حل لهذه المشكلة، اسبوع كامل ابنتها أمامها ولا تستطيع الاقتراب منها أو التحدث معها، غسان يحاصر الجميع بشكل جيد، ويمنع اي احد أن يصل إليها...

فكرت في الأتصال بزوجها واخباره بكل شيء لكن ماذا ستخبره بالضبط...؟ عن تسببها بهروب ابنتها منها وضياعها مرة أخرى...؟ الا يكفي أنها كانت السبب في فقدانها مسبقا، لقد سامحها مرة واحده بعد معجزة كبيرة وبالتأكيد الآن لن يفعل...

لكن هي أيضا تريد أن ترى ابنتها، وغسان لن يسمح لها أن تراها ابدا ولكن بتدخل زوجها سوف يسمح لها بذلك، قررت اخيرا أن تذهب إلى غسان لآخر مرة تطلب منه السماح واذا رفض كالعادة فإنها ستضطر إلى أخبار زوجها بما حدث وليحدث ما يحدث...
خرجت من غرفتها وهبطت درجات السلم متجهة إلى مكتب غسان فهو بالتأكيد هناك، طرقت على الباب ثم دلفت إلى الداخل لتجده مشغولا بأعماله وتركيزه منصب على الحاسوب الشخصي الذي أمامه...

جلست على الكرسي المقابل له ثم قالت بجدية:
غسان، أريد الحديث معك...
أغلق حاسوبه الشخصي ووضعه جانبها ليقول:
خير يا خالتي، تحدثِ...
بدأت بالحديث قائلة:
إلى متى سيستمر الوضع هكذا يا غسان...؟ هل سوف تبقى أزل محبوسة في غرفتها طوال الوقت...
اخذ غسان نفسا وزفره ثم قال:
سوف أخرجها اليوم...
تفاجئت مما قاله لتهتف به بعدم تصديق:
حقا...؟
اومأ برأسه مؤكدا كلامه بينما عادت هي وتسائلت بتردد:
ومتى ستخبرها الحقيقة...؟

اجابها بنفاذ صبر:
اليوم ايضا...
عقدت حاحبيها بتعجب مما يقوله، تحدثت بنبرة متعجبه:
اليوم، غريب لم اتوقع منك أن تخبرها بهذه السرعة...
هل تريدين أن نؤجل الموضوع...
قاطعته بسرعة نافيا ما قاله:
بالتأكيد لا، انا ارغب في أن تعرف الحقيقة اليوم قبل الغد، انا فقط متفاجئة...

هل كنت تظنين بأنني سأخبئ عنها حقيقة كهذه طويلا، انني سأستمر في خداعها، أزل يجب أن تعرف الحقيقة، لا يجب أن تعيش في خداع أكثر من هذا، انا لا أنكر قلقي عليها من صدمتها، لكنني حينما فكرت في الأمر جيدا، وجدت أن هذا هو الحل الوحيد والصحيح في نفس الوقت...
اشكرك غسان، اشكرك كثيرا...
قاطعها:
لا تشكرينني، انا افعل ماهو صحيح، الآن عليك أن تفكري في كيفية الاقتراب منها، وجعلها تتفهم كل شيء، وتتقبلك من جديد...

هزت رأسها بتفهم وهي تشعر بصعوبة وثقل المهمة التي القيت على عاتقها إلا أنها ستفعل المستحيل لتنجح بها ليس من أجلها بل من أجل ابنتها...

ارتقى غسان درجات السلم متجها إلى الغرفة التي تقطن بها أزل والتي كانت مشتركة بينهما مسبقا، وضع مفتاح الغرفة في مكانه ثم حركه ليفتح الباب، دفع الباب ببطأ ودلف إلى الداخل ليجد أزل جالسة على السرير تحتضن جسدها بيديها وتنظر أمامها بشرود، ما أن رأته حتى قفزت من مكانها بسرعة واتجهت ناحيته قائلة بلهفة:
وأخيرا أتيت...
حاول التماسك كثيرا حتى لا يشعرها باشتياقه لها فقال بنبرة جادة:.

نعم أتيت، سوف تنزلين وتتعشين معنا اليوم...
هل ستخرجني من هذه الغرفة اخيرا...؟ هل سامحتني...؟
اجابها بحزم:
كلا لن اسامحك، لكنني لن أحبسك في هذه الغرفة بعد الآن...
أغمضت عينيها بإحباط بينما أمرها هو قائلا:
هيا، لننزل سويا، فالجميع ينتظرنا ليبدؤا في تناول العشاء...

تقدمت أمامه بملامح يسيطر عليها الألم والقنوط بينما سار هو خلفها، هبطا سويا إلى الطابق السفلي وتقدما إلى غرفة الطعام لتجد أزل كلا من والدة غسان ورويدا وياسمين هناك في انتظارها...
نهضت رويدا على الفور بلهفة إلا أن إشارة واحده من غسان جعلتها تتراجع إلى الخلف فهي لا تريد أن تستعجل في اي تصرف قد يصدم ابنتها، لا بأس أن تنتظر قليلا فلم يبقَ شيء على معرفة ابنتها الحقيقة...

كانت ناريمان هي المبادرة في الحديث فقالت بترحيب ونظرات حنونة:
الحمد لله على سلامتك صغيرتي، اهلا بك بيننا من جديد...
اومأت أزل برأسها دون أن تعلق أو تنتبه حتى لحديث السيدة اللطيف على غير العادة فهي كانت في حالة من الوهن والضياع بسبب ما قاله غسان...
جلست على الكرسي الخاص بها بينما هتفت رويدا بتردد:
الحمد لله على سلامتك أزل...
شكرا...

اجابتها بخفوت وهي مخفضة رأسها نحو الأسفل بينما اخذت ياسمين تقلب انظارها بين ناريمان ورويدا بعدم اقتناع فهي تشعر بأن ثمة شيء مريب يحدث بسبب هاتين الحيتين كما لقبتهما في وقت سابق...

بدأ الجميع في تناول الطعام بصمت تام بينما كانت عينا غسان لا تفارق أزل التي بالكاد تضع القليل من اللقيمات في فمها، حاول أن يطلب منها أن تهتم بطعامها أكثر لكنه تراجع في آخر لحظة إلا أن ياسمين يبدو أنها قرأت أفكاره فقالت موجهه حديثها إلى ازل:
أزل أنت لا تتناولين طعامك بشكل جيد، هذا لا يجوز فانت حامل...

ما أن سمعت أزل ما قالته ياسمين حتى بدأت تتناول طعامها بكمية أكبر وهي تتذكر حملها الذي يجب ان تحافظ عليه مما جعل غسان يتنهد بارتياح و يشكر في داخله ياسمين ويتمنى لو كانت أزل مثلها في رجاحتها وعقلها فالفتاة بالرغم من سنوات عمرها العشرة إلا أنها ذكية وواعية بشكل خطير...

ما أن انتهيا من تناول طعامها حتى نهض غسان من مكانه ووجه حديثه إلى ازل قائلا:
أزل يجب أن نتحدث سويا، تعالي معي إلى مكتبي لنتحدث هناك...
نهضت أزل من مكانها وتوجهت مع غسان إلى مكتبه تحت أنظار ناريمان ورويدا المتوترة وياسمين القلقة...
دلف غسان بها إلى مكتبه وأغلق الباب خلفه، وجدها تتقدم بخطوات متوترة إلى داخل المكتب وتتفحصه بنظراتها القلقة فاقترب منها وحدثها بهدوء قائلا:
اجلسي...

أشار لها إلى الكرسي المقابل لمكتبه فجلست عليه فورا بينما جلس هو على الكرسي المقابل لها...
تنهد بصوت مسموع ثم قال بصوت هادئ:
أزل، انت تعرفين بان جابر ليس والدك الحقيقي...
قاطعته بسرعة:
نعم اعلم، اعلم انهم ليسوا عائلتي الحقيقية وانني لقيطة...
كلا، انت لست بلقيطة...
قالها بصرامة جعلتها تعقد حاحبيها في تعجب وتسأله بحيرة:
كيف..؟ انا لا عائلة لدي، اذا فأنا لقيطة..
زفر نفسه ضيقا ثم قال بجدية:.

لقد وجدت عائلتك الحقيقية...
اتسعت عيناها بصدمة وهي تتراجع إلى الخلف بينما اخذ هو يتطلع إليها بنظرات ثابته تؤكد ما قاله...
من هم...؟
اجابها:
والدك اسمه رياض حمدي، هو مهندس يملك شركة للبناء والأعمار في الإمارات والدتك...
صمت قليلا وهو يتطلع إلى نظراتها المترقبه والمتلهفة:
رويدا أحمد، تعمل طبيبة جراحة، مقيمة ايضا في الإمارات...
كيف عرفتهم...؟

جاء سؤالها صادما فيبدو أن زوجته الذكية لم تتعرف إلى اسم والدتها، سألها بتردد:
اسم والدتك يذكرك بشيء...
ضيقت عينيها وهي تسأله بتفكير:
هل من المفترض أن أعرفها...؟
اجابها وهو يهز رأسه:
أنها رويدا أحمد، خالتي يا أزل...
لم تحرك ساكنا ابد او تنتفض او تصرخ، نظراتها كانت تائهة و ملامحها حائرة بينما سيطر على وجهها الشحوب، ظلت على حالتها لفترة ليست بقصيرة مما جعله ينهض اتجاهها وينحني بجانبها متسائلا بقلق:.

أزل، هل تسمعينني..؟
احتضن وجهها بين كفي يده واداره نحوه ليجد الدموع قد تكونت داخل عينيها الحمراوتين...
وأخيرا نطقت بصوت يملأه العجز وقلة الحيلة:
كيف...؟ كيف عرفت...؟
اجابها وهو ما زال محتضنا وجهها بكفيه:
منذ أن علمت بأن جابر ليس والدك قررت أن أبحث عن اهلك الحقيقيين، وبعد فترة ليست بقصيرة وتحديدا يوم هروبك علمت بأنك ابنة خالتي التي اختطفت من عشرين عاما...
لكنها طردتني، هي لا تريدني، أليس كذلك..؟

قاطعها بسرعة نافيا ما قالته:
كلا يا أزل، هي لم تكن تعرف بأنك ابنتها، وعندما عرفت تدمرت تماما...
صمتت ولم تتحدث ليكمل هو حديثه قائلا:
قد تكون خالتي قاسية متسلطة لكنها كانت تعشق ابنتها بشده حتى أنها عانت كثيرا بعد فقدانها، لهذا يجب أن تفهمي بأن ايجادها لك هو الشيء الذي انتظرته لسنين طويلة...

أبعدت كفي يده عن وجهها ثم نهضت من مكانها وخرجت راكضه من مكتبه، ارتقت درجات السلم متجهة إلى غرفتها بينما تبعها هو راكضا، وجد خالته وامه تخرجان من صالة الجلوس بقلق فأشار لهما أن يعودا إلى الداخل بينما اتجه هو إليها...
دلفت أزل إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح جيدا ثم انهارت على ارضية الغرفة باكية وهي تسمع طرقات غسان وتوسلاته إليها أن تفتح الباب له ليتحدث معها...

بعد مرور ثلاثين يوما
بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها...
قالها لبيد بتعب واضح وهو يجلس على الكرسي المقابل لمكتب غسان ليقول الأخير:
لا تقلق، سوف تعود بالتأكيد، لن تظل هاربة طوال عمرها، هي تفعل هكذا فقط لتؤدبك بعد فعلتك هذه...
اشاح لبيد وجهه بضيق ليردف غسان:
اهدأ قليلا يا رجل، شهر كامل وانت لم تكف عن البحث عنها، حتى انا لم افعل هكذا حينما هربت أزل مني...
ثم قال بنبرة ساخرة:.

من يراك هكذا سوف يظن انك واقع في حبها...
استدار لبيد ناحيته وهو يقول بضيق:
ولم لا، الا امتلك قلب مثل باقي البشر...
اخذ غسان يتفحصه بنظراته قبل أن يقول بدهشة:
حقا يا لبيد، انت تحبها؟
اجابه لبيد بارتباك:
لا اعلم...
عاد غسان وسأله بجدية:
وماذا عن جوان؟ ماذا ستفعل بها...؟
زفر لبيد أنفاسه بضيق قبل أن يقول بحنق:
سوف اتزوجها، لا يوجد اماني حل آخر، لكن سأطلقها حالما تنجب، لقد اتفقت معها على هذا...

هز غسان رأسه بتفهم ولم يعقب على حديثه...
بينما سأله لبيد هذه المرة:
وماذا عنك...؟ كيف هي علاقتك مع زوجتك...؟
اجابه غسان بجمود:
لا يوجد جديد...
سأله لبيد بعدم فهم، :
ماذا يعني لا يوجد جديد..؟ هل ما زلت مقاطعا لها..؟
اومأ غسان برأسه مؤكدا كلامه ثم قال بسخرية:
ليس هذا فقط، بل أنها تركت المنزل ايضا، ذهبت مع والدتها إلى منزلها...
ماذا...! هل جننت يا غسان...؟ كيف تسمح لها بشيء كهذا...؟
اجابه غسان بلا مبالاة:.

بكل الاحوال انا سوف أسافر غدا من أجل العمل ولا اعرف متى سأعود...
الا تخاف ان تنعدي منها وتأخذ اطباعها...؟
قالها لبيد بتهكم ليرمقه غسان بنظرات مزدرءة قبل أن ينهض من مكانه وهو يقول:
انا سأعود إلى المنزل، غدا سوف أسافر مبكرا، انت ايضا عد إلى منزلك وارتاح قليلا...
نهض لبيد من مكانه وهو يقول بارهاق:
معك حق، انا بحاجه للنوم فعلا...
خرج الاثنان من المكتب كلا منهما متجها إلى منزله ليأخذ قسطا من الراحة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة