قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

كانت تسير في ساحة المدرسة بذهن شارد والأفكار تحوم داخل عقلها، ما زالت تفكر في طريقة ما للانتقام منه، هي لن تسكت على ما فعله معها، ولن تمرر فعلته تلك على خير، اخذت تفكر في طريقة مناسبة تثأر لنفسها من خلالها وتحصل عليه في نفس الوقت، فهي رغما عن كل شيء تحبه...

اهتدت افكارها اخيرا الى خطة مناسبة جعلتها تبتسم بسعادة بالغة، كانت خطة مجنونة بالنسبة لها وجريئة لكنها مضطرة الى فعلها، خطة ستجعل من عثمان ملكا لها رغما عنه...
فكرت بأنها تحتاج الى مساعدة شخص ما، شخص يؤكد ما سوف تقوله حينها، لم تجد غيرها، نادية، الوحيدة التي سوف تساعدها، هي بالتأكيد لن تبخل عليها بشيء كهذا...
بحثت بعينيها عنها لتجدها جالسه مع احدى الفتيات فاتجهت اليها وطلبت منها ان تأتي معها...

ذهبت نادية معها الى احد الأركان البعيدة في الساحة حيث بدأت صفا تقص على مسامعها ما تنوي فعله...
ماذا تقولين يا صفا...؟ انت بالتأكيد جننت...؟
صرخت نادية بعدم تصديق مما سمعته على لسان صفا، فهي لم تتوقع منها شيء كهذا ابدا، كيف يصل جنونها وهوسها بعثمان الى هذا الحد...؟ كيف يجعلها تفكر بهذه الطريقة...؟
جاءها جواب صفا البارد:
كلا لم اجن، انا واعية تماما لما أقوله...
لكن ما تقولينه مستحيل...

بالنسبة لي ليس مستحيل...
وهل تتوقعين مني ان أقف معك في شيء كهذا...؟
سألتها نادية بسخرية لتجيبها صفا بثقة:
انت صديقتي وبمثابة اختي، يجب ان تقفي معي...
أقف معك ضد اخي، انا لن افعل شيء كهذا...
زفرت انفاسها بضيق ثم قالت بجدية:
ساعديني يا نادية، لا يوجد غيرك بامكانه مساعدتي...
مستحيل يا صفا، أساعدك في اي شيء الا في هذا...
كانت مصرة على كلامها مما جعل صفا تتوسلها قائلة:
ارجوك يا نادية، فقط هذه المرة...

ابدا، لا هذه المرة ولا غيرها...
كان كلامها صارما حازما لا يقبل جدا، تطلعت اليها صفا بكره ثم قالت بتحدي:
سوف تفعلين ما طلبته منك يا نادية، وإلا حينها سأخبر أخاك بعلاقتك مع هذاك الشاب الاشقر...
انتفضت نادية من مكانها بعدم تصديق قائلة بصدمة شديدة:
تهددينني يا صفا، تريدين ان تفضحيني، انت بالتأكيد تمزحين...
كلا لا امزح يا صفا، اما ان تفعلين ما طلبته منك او سأخبر عائلتك وتحديدا أخاك بكل شيء...

ألقت كلماتها الصادمة في وجهها ثم تركتها لوحدها وهي ما زالت غير مستوعبه بعد لما يحدث معها، فاخر ما توقعته من صفا ان تستغل شيء كهذا لصالحها وتهددها به...

كانت نائمة على سريرها تغطي جسدها بالكامل بلحاف ثخين، الدموع تهطل من مقلتيها بغزارة، والأفكار تتصارع داخل رأسها بقوة...
سمعت جرس الباب يرن فنهضت من مكانها بتكاسل واتجهت الى صالة الجلوس لتفتح الباب، فتحت الباب لتجد ليلى في وجهها لتهتف بها بسرعة:
وأخيرا اتيتِ...
شهقت ليلى بصدمة من اثار البكاء على وجهها وصرخت متسائلة:
ماذا حدث...؟

هنا لم تتحمل ميار الصمود اكثر من هذا حيث انهارت بين ذراعيها باكية بشهقات عالية...
بعد فترة من البكاء والعويل جلستا الفتاتان على الكنبة التي تتوسط صالة الجلوس حيث بدأت ميار تقص على مسامع ليلى ما حدث بينها وبين لبيد بالتفصيل...
النذل الحقير...
قالتها ليلى وهي تكز على أسنانها بغيظ شديد من هذا المدعو لبيد، تحدثت ميار من بين بكاءها الذي ما زال مستمرا:.

انا سوف اترك العمل لديه، من المستحيل ان اعمل لديه مرة اخرى...
وهل تظنين بان هذا هو الحل...؟ ان تتركي عملك لديه...؟
وما الحل برأيك...؟ ان استمر في العمل لديه بعد ما فعله وقاله في وجهي...؟
صمتت ليلى ولم تعلق بينما أردفت ميار بنبرة متألمة:
بعد ان قال لي بأنني لن اصبح يوما مثل عشيقاته ولن أكون مكانهن...
هذا اكثر ما أزعجك أليس كذلك...
ماذا تقصدين...؟

سألتها ميار بتوجس لتصمت ليلى ولم تعلق بينما تحدثت ميار مؤكدة ما يدور في بالها بعد ان فهمت ما تريد قوله:
ان تسمعي كلام كهذا من الرجل الوحيد الذي أحببته شيء صعب للغاية...
هزت ليلى رأسها بتفهم ثم اخذت تربت على ذراعها وهي تقول بجدية:
انه لا يستحق حبك هذا يا ميار...
لماذا يحدث معي كل هذا...؟ لما انا منبوذة من الجميع هكذا...؟ هل لأنني بشعة...؟ لأنني لست جميلة...؟

ما هذا الكلام يا ميار...؟ كيف تقولين شيء كهذا...؟
هذه الحقيقة يا ليلى، انا قبيحة وسوف أظل هكذا...
قالتها بالم جلي جعل ليلى تتنهد بضيق من طريقة تفكيرها ثم ما لبثت ان قالت بنبرة جادة:
ميار، انت لست قبيحة كما تظنين، انت فقط تخفين جمالك ولا تظهريه، وهناك فرق كبير بين الاثنين...
لا تحاولين إقناعي بشيء غير موجود يا ليلى...
قالتها ميار وهي تمسح وجهها بكفي يدها، نهضت ليلى من مكانها وقبضت على كفها قائلة:.

انهضي معي...
تطلعت اليها بعدم فهم ثم نهضت معها باستسلام، وجدتها توقفها امام المرأة وتأمرها:
اخلعي نظارتك...
خلعت نظارتها الطبية لتظهر حدقتيها الحمراوتين...

انظري الى نفسك يا ميار، شعر اسود طويل يصل الى منتصف ظهرك، ناعم وجميل يحتاج فقط الى القليل من العناية والاهتمام، عيون بنية واسعة برموش كثيفة تخفي جمالها خلف النظارات الطبية التي بإمكانك استبدالها بعدسات لاصقة، أنف متوسط الحجم وشفاه ممتلئة، بشرة سمراء جميلة وناعمة، اخبريني ما هو السيء في ملامحك...؟ اين تلك القباحة التي تتحدثين عنها...؟
ادارتها ناحيتها وأخذت تقول بجدية:.

انت من تخفين جمالك يا ميار، باهمالك لشكلك وعدم اهتمامك بجمالك، انا لم ارك في حياتي تضعين المكياج، لم ارك مرة واحده وانت تسرحين شعرك وتتركينه منسدلا خلف ظهرك، لم ارك ترتدين شيئا جميلا، طوال الوقت شعرك مرفوع على شكل ذيل الحصان ووجهك خالي من المكياج وبالطبع النظارة طبية تزين وجهك طوال اليوم، اما ملابسك فهذه مصيبة اخرى، نفس البنطلون الاسود العريض والقميص الأزرق وبالطبع لن أنسى الحذاء الرياضي الذي لا تستبدلينه باي شيء اخر...

قاطعتها بسرعة:
أرتدي هذه الملابس لانها تأتي على مقاسي، لأنني سمينة فلا اجد شيئا يلائمني...
وهذه مشكلة اخرى يا عزيزتي، انت يجب ان تنحفي وتتخلصي من وزنك الزائد، لانه سبب أساسي في اخفاء جمالك، اعرف فتيات كثيرا تغير شكلهن بشكل جذري بعد ان نحفن، وانت بالتأكيد واحدة منهن...
معك حق...
غمغمت بخفوت ثم أردفت قائلة بجدية:.

انا ايضا تعبت من وزني الزائد وأريد ان أتخلص منه، احيانا افكر في ان اجري عملية قَص معدة او ما شابه...
اياكِ، انها خطيرة للغاية، ولها اثار جانبية سيئة، اذا كنت تريدين انقاص وزنك فاتبعي الطرق الطبيعية، اذهبي الى نادي رياضيي ومارسي الرياضة هناك وقللي من وجبات طَعَامِك، سوف تنحفين بسرعة صدقيني...
تطلعت ميار اليها بتفكير ثم ما لبثت ان قالت:
وماذا عّن عملي...؟
لن تتركيه بالطبع...

ولكنني لن أستطيع ان أوازن بين كل هذه التغيرات وعملي...
معك حق، حسنا انا وجدت الحل المناسب، المهم فقط ان تنفذي كلامي وما أقوله بالحرف الواحد، اتركي نفسك لي وسوف اغيرك بشكل جذري...
حاضر...
قالتها ميار على أمل ان يكون التغيير من نصيبها يوما، فهي بالفعل بدت محتاجة له وبشدة...

انه يوم الجمعة
يوم اجتماع عائلة التميمي في منزل الجد مختار التميمي، حيث يجتمع ابناءه الاربع مع زوجاتهم وابنائهم وبناتهم...
كان الجميع جالسا في صالة الجلوس يتحدثون في شتى المواضيع المختلفة، تحدث الجد مختار متسائلا:
يوم الاثنين موعد حفلة افتتاح الشركة الجديدة، أليس كذلك...؟
اجابه غسان:
نعم يا جدي...
هل تجهزتم لها بشكل جيد...؟
هنا تحدثت ناريمان والدة غسان:.

كل شيء جاهز يا عمي، لقد جهزت تفاصيل الحفل بنفسي...
اتخيل مدى رقي وروعة الحفل طالما أنتِ من جهزتيه يا زوجة عمي...
قالها لبيد بابتسامة موجها حديثه الى زوجة عمه والتي ابتسمت مجيبة اياه:
أشكرك عزيزي لبيد...
اين عثمان...؟ لما لا أراه...؟
اجابه ابنه وليد والد عثمان:
سوف يأتي متأخرا قليلا، لديه بضعة اعمال...
اعمال ماذا يوم الجمعة...؟ الا يعلم بانه يوم التجمع العائلي...؟
هنا تحدثت رجاء والدته:
سوف اتصل به الان...

لا داعي لان تتصلي بي، ها قد وصلت...
قالها عثمان وهو يتقدم ناحية جده ويقبل يده ثم حيّا الجميع وجلس بجانب والدته، كانت صفا تجلس بجانب والدتها على الجهة المقابله له، شعرت بتوتر شديد بمجرد دخول عثمان الى المكان، عادت بذكرياتها الى ما فعله معها وصفعه لها، شعرت بوالدتها تقترب منها هامسة لها:
لماذا لا تتحدثين مع نادية او تجلسي بجانبها كالمعتاد...؟
اجابتها بتردد:
انا لا اتحدث معها...
لما...؟

سألتها والدتها باندهاش لتجيبها:
مشكلة بسيطة يا ماما...
تطلعت اليها والدتها بشك ولكنها لم تعقب، دلفت الخادمة اليهم وأخبرتهم ان الغداء اصبح جاهزا فنهضوا جميعا واتجهوا الى غرفة الطعام...
بعد ان اكملت تناول طعامها خرجت بسرعة من غرفة الطعام واتجهت الى الحديقة لتجده هناك كما توقعت يجري اتصالا مع شخص ما، وقفت خلفه تنتظره ان ينهي اتصاله، أنهى اتصاله والتفت الى الخلف ليجدها وراءه...

تطلع اليها بنظرات باردة متسائلا بجمود:
ماذا تريدين...؟
جئت لأخبرك بشيء هام...
اجابته ببرود يشبهه كثيرا...
شيء ماذا...؟
انا لن أمرر ما فعلته معي هكذا، قريبا جدا سوف أنال حقي منك كاملا، وارد لك صفعتك باخرى مماثلة لها، كما انك ستكون لي ولو حتى إجبارا عنك...
هربت من امامه بعد ان ألقت اخر كلماتها في وجهه تاركة إياها يتابعها بنظراته الساخرة من حديثها وثقتها الزائدة بنفسها...

كانت تقف في المطبخ تعد طعام الغداء حينما اقتربت منها اختها وهي تهتف بتعب:
اكملت مادة الامتحان اخيرا يا ازل...
هل ذاكرتيها بشكل جيد...؟
بالتأكيد يا ازل، انا جائعة للغاية، متى سوف تنتهين من إعداد الطعام...؟
لم يتبقَ سوى القليل عزيزتي...
اجابتها ازل وهي تغلق غطاء الاناء الموضوع على الطباخ، سمعت صوت هاتفها يرن فذهبت ياسمين بسرعة لتجلبه اليها...
أعطت الهاتف لها وهي تهمس اليها:
السيدة رنا...

أجابت على الاتصال بسرعة وهي تقول بترحيب:
اهلًا سيدة رنا، كيف حالك...؟
انا بخير يا ازل، وانت...؟
اجابتها ازل:
بخير الحمد لله...
اسمعيني يا ازل أريدك بموضوع هام للغاية...
تفضلي سيدة رنا...
الم تشتاقِ الى عمل الصالون يا ازل...
بالتأكيد ؛ اشتاق اليه كثيرا...
أجابتها بنبرة صادقة للغاية جعلت رنا تستمر في حديثها قائلة بحماس:
اذا ما رأيك ان تأتِ الي في المنزل و تقصين وتصففين شعري كما اعتدت ان تفعلي لي...

بالتأكيد سيدة رنا ليس لدي مانع...
وليس هذا فقط، أخبرت جميع صديقاتي وأقاربي عنك وعن مدى إتقانك لعملك، وهم رؤوا هذا بأعينهن، لهذا العديد منهن يردن ان تذهبي إليهن في المنزل، وتعملي ما يردنه منك...
انه شيء رائع، ولكن...
ولكن ماذا...؟
اجابتها ازل بجدية:
من اين سأجيب المستلزمات اللازمة لكل هذا...؟

انا سأجلبها لك، اعتبريه دين وسوف تسدديه لي عندما تجمعين الأموال، صدقيني هذا العمل سوف يدر عليك بالكثير من الأموال، خاصة حينما تصبح لديك سمعك جيدة بين زبائنك...
لا اعرف ماذا أقول لك سيدة رنا...
قولي انك موافقة وانا سوف أساعدك...
موافقة، كما انني ممتنة كثيرا لك ولما تفعلينه لي...
لا تقولي هذا عزيزتي، أنتِ في مقام اختي الصغيرة...

اغلقت ازل الهاتف وهي تبتسم بسعادة غريبة نادرا ما تلامس قلبها، هاهي نجحت في اصطياد عمل جديد اذا نجحت فيه سوف تتحسن أوضاعها المالية كثيرا، دعت ربها ان تنجح في هذا المشروع البسيط وان تنال منه ما تمنت، فهي لا تريد شيء سوى العيش بسلام...

كان جالسا على مكتبه يتابع أعماله كالعادة حينما دلفت جميلة سكرتيرته اليه وهي تقول:
لقد بعث لك السيد عمار هدا الملف...
تناوله منها بسرعة كبيرة وهو يقول:
حسنا...
خرجت جميلة مِن مكتبه اما هو فأخذ يتطلع الى الملف بلهفة شديدة، فتحه بسرعة ليتفاجئ بصورة لها وهي صغيرة واُخرى وهي كبيرة في مثل سنها هذا، اخذ يقرأ المعلومات الخاصة بها:.

ازل جابر محمد العاني: عشرون عاما، والدتها توفيت منذ سبع سنوات، ولديها اخت واحدة اسمها ياسمين عمرها اثني عشر عاما، عملت في عدة وظائف اخرها عاملة في صالون تجميل مشهور نوعا ما، تعتبر المعيلة الوحيدة لأسرتها، سمعة والدها سيئة للغاية فهو عاطل عن العمل، كما انه سبق ودخل السجن بتهمة السرقة وظل محبوسا فيه لمدة خمس سنوات...
هو من ضربها اذا، لا يوجد غيره، :.

غمغم بسخط ثم عاد يقرأ في معلومات الملف بتركيز شديد، كل شيء كان يخصها موجود فيه، لم يترك ثغرة واحدة تخصها ولم يذكرها، حتى اسخف الأشياء ذكرها، كان يلتهم حروف الكلمات بلهفة شديدة وهو مستمتع للغاية فيما يقرأه عنها، اكتشف انها تحب القطط كثيرا، كما انه تعشق الآيس الكريم والحلوى بمختلف أنواعها، تحب الورد الزهري ايضا، ظل يقرأ ويقرأ حتى وصل الى معلومة جعلت عيناه تتسعان بصدمة شديدة فهذا اخر ما خطر على باله ان يعرفه عنها، أغلق الملف ورماه على مكتبه وهو ما زال مأخوذ بما قرأه...

هذا ما كان ينقصني...
تمتم بغضب فهو لا يصدق انه كلما حاول الاقتراب منها يجد مانعا يقف بينهما اسوء من الذي قبله...
: ...
كانت جالسة على الكنبة في شقتها تتابع احد البرامج التلفزيونية المعروضة، ترتدي بيجامه زهرية اللون تحمل رسوم كارتون الميكي المشهور وشعرها الاسود مرفوع على شكل كعكة أنيقة، كانت قد خلعت نظارتها الطبية واستبدلتها بعدسات لاصقة كما انها تضع القليل من المكياج على وجهها على غير العادة...

سمعت جرس الباب يرن فنهضت من جلستها وتقدمت ناحية الباب لتفتحها، فتحت الباب لتجده امامه، اتسعت عياها بصدمة فهي لم تتوقع مجيئه الى شقتها...
مرحبا...
قالها بابتسامة جذابة وهو يخلع نظارته الشمسية لتظهر عينيه العسليتين، سرعان ما افاقت من صدمتها وهي تتسائل بجدية:
لماذا جئت...؟ ماذا تريد...؟
هل هذه هي الطريقة المناسبة لاستقبال مديرك يا عزيزتي...
عضت على شفتها بغيظ ثم قالت بضيق:.

مرحبا سيد لبيد، هل هناك شيء ما جئت لاجله...؟
أ لن تدعيني للدخول...؟
اجابته بسرعة:
بالتأكيد لا، انا أعيش لوحدي، لهذا لا يمكنك الدخول...
هز رآسه بتفهم ثم تحدث بجدية قائلا:
متى ستعودين الى عملك يا آنسة ميار...؟
اجابته بنفس الجدية:
لن اعود هذه الفترة يا سيد لبيد...
ما معنى هذا الان...؟
سألها بعدم فهم لتجيبه بارتباك:
اريد اجازة، لمدة ثلاثة شهور...
نعم...! ولماذا تضغطين على نفسك هكذا...؟!
ماذا تقصد...؟
اجابها بحزم:.

لا يوجد لدينا سكرتيرات يأخذن أجازة لمدة ثلاثة شهور...
اذا اعتبرني مِن الان مستقيلة...
قالتها ببساطة جعلته يكز على اسنانه بغيظ من اسلوبها وبرودتها...

حاول السيطرة على أعصابه فهو لا يريد ان يخسرها، ميار افضل سكرتيرة قد ينالها طوال حياته، هي مناسبة له من جميع النواحي، في العمل لا يوجد افضل منها، كما انها محترمة وعاقلة ولن تثير المشاكل كما كن يفعلن اللواتي سبقنها، حيث جميع من سبقوها وقعوا في غرامه وأقاموا علاقة معه أنتهت بطردهن من الشركة او استقالتهن...
ميار، ما هذا الكلام الفارغ الان...؟ اي استقالة تتحدثين عنها...؟

سيد لبيد، انا لن اعود الى عملي قبل ثلاثة أشهر، القرار لك، اما ان توافق على الإجازة او تبحث عن سكرتيرة اخرى لك...
وماذا سآفعل انا في هذه الثلاث أشهر...؟ من سوف يساعدني في أعمالي...؟
اجابته بلا مبالاة استفزته:
اجلب سكرتيرة مؤقتة لديك بدلا مني هذه الفترة...
اذا انت مصرة...
للغاية...
اجابته بإصرار جعلته يهز رآسه بتفهم قبل ان يتسائل مرة اخرى:
هل لي بان اعرف ما سبب هذه الإجازة...؟
انه امر خاص لا يعنيك...

جوابها كان كالصفعة بالنسبه له، جعله يبتعد عنها في الحال وهو بالكاد يسيطر على أعصابه تاركا إياها تبتسم بنشوة فهاهي قد حققت انتصار بسيطا عليه...

هكذا اذا يا ميار اللعينة، امر خاص لا يعنيك...
قالها بغيط شديد وهو يقود سيارته متجها الى الشركة حينما رن هاتفه ليجد ان المتصلة زوجة عمه فاجاب عليها قالا:
اهلًا زوجة عمي، كيف حالك...؟
انا بخير يا لبيد، لكن أريدك في موضوع هام، لكنه بسيط لا تقلق...
موضوع ماذا...؟

انت تعلم ان الحفلة غدا، وانا لدي نقص في الفتيات العاملات فيها، اللواتي يقدمن المشروبات والطعام للضيوف، هل تستطيع ان تدبر لي حوالي ثلاث فتيات جميلات حسنات المظهر، اتصلت بك لأنني اعرف جيدا ان لديك خبرة في هذه الأمور...
لا تقلقي زوجة عمي، سوف ادبر لك بالتأكيد...

أغلق الهاتف بعدها وهو يتنهد بضجر، اخذ يفكر في الفتيات اللواتي سيجلبهن الى زوجة عمه، لا يعرف لماذا خطرت على باله فجآة، وهل يوجد افضل منها لشيء كهذا، ابتسم بحماس وهو يتوجه ناحية الشركة، ما ان وصل اليها حتى هبط من سيارته ودلف الى داخل الشركة متجها تحديدا الى تلك الغرفة التي تعمل بها...

فتح باب الغرفة ليجدها تعمل لوحدها فاصدر صوتا دلالة على وجوده، نفضت يدها مما تفعله حالما رأته اما هو فتقدم اتجاهها قائلا بابتسامة:
ازل الجميلة، كيف حالك...؟
اجابته بخجل:
بخير...
أردف قائلا بجدية:
اسمعي يا جميلة، غدا لدينا حفلة مهمه بمناسبة افتتاح الشركة، ما رآيك ان تأتي وتشاركي في تقديم المشروبات للضيوف، نحن بحاجة الى ثلاث فتيات يساعدن في هذا...
لا اعلم، يجب ان اسأل ابي اولا...

هناك سيارة خاصة سوف تأخذك من منزلك وتعيدك اليه كما ان المبلغ المالي الذي ستنالينه كبير للغاية...
كان يحاول إغرائها لان توافق، وبالفعل قد نجح في هذا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة