قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

مساءا
في إحدى قاعات المناسبات المشهورة تمت خطبة صفا على عثمان، كانت صفا تجلس على كوشة العرس بجانب عثمان، كانت ترميه بنظرات جانبيه بين الحين والآخر لتجد الجمود مسيطرا على ملامحه، أبعدت انظارها عنه ووجهتها ناحية والديها الجالسين على الطاولة المقابلة لهما فوجدت والدها واجم كالعاده فهو لم يرغب بهذه الخطبة بتاتا...
اخذت تتلاعب بخاتم الخطبة الماسي الذي يزين اصبعها حينما شعرت به يهمس بجانب اذنها:.

تظنين انك حصلت على كل شيء، لكنك مخطئة عزيزتي، ما زال هناك الكثير ينتظرك مني، وحقي سوف اخذه عاجلا أم آجلا...
مع آخر كلمه قالها تلاقت عيناها بعينيه اللاتي كانتا غاضبين بشده، اشاحت بوجهها بعيد عنه و قد شعرت بالتوتر الشديد يسيطر عليها...

كان جالسا بجانب غسان الشارد طوال الوقت يتابع الحفل بملل شديد...
ما هذا...؟ لا يوجد فتيات جميلات على الإطلاق، الموضوع بات ممل فعلا...
لم يتلق أي رد على كلامه فالتفت ناحية غسان ليجده شاردا يفكر في أمر ما...
غسان، اين ذهبت...؟
تنهد غسان ثم سأله:
ماذا تريد يا لبيد...؟
اجابه لبيد بضيق: ،
أقول بأن الحفل ممل للغاية...
عاد وسأله بجدية:
انت تبدو متضايق من شيء ما، ما بك...؟
اجابه غسان بجدية:
لقد خطبت أزل...

نعم...!
تطلع إليه لبيد بعدم استيعاب ثم سأله بصددمه:
هل أنت جاد فيما تقوله...؟
هز غسان رأسه مؤكدا كلامه ليعاجل لبيد في سؤاله:
وماذا عن والديك...؟ ماذا قالا...؟
اجابه وهو يزفر أنفاسه:
والدتي تضايقت كثيرا ورفضت الأمر ووالدي موقفه ما زال مبهما...
لا اعرف ماذا يجب أن اقول، لكن والدتك معها حق، الموضوع من الصعب تقبله...
اعلم هذا، لكنني أحبها، ليس من المعقول أن أتخلى عنها فقط لكونها عاملة نظافة أو...
أو ماذا...؟

سأله لبيد ليجييه بسرعه:
لا يوجد شيء...
هكذا اذا، تخبئ عني انا يا غسان...
اشاح غسان وجهه بضيق فهو لا رغبه لديه في الجدال مع لبيد اما لبيد فعاد بانظاره إلى أرجاء الحفل محاولا اقتناص فتاة مناسبه يقضي معها بقية الحفل حينما وجدها تدلف إلى داخل القاعه مع أحدى زميلاتها بالشركة
نهض من مكانه على الفور وأخذ يعدل من هندامه وهو يقول بخبث:
ها قد جاء وقت المتعه...

تقدم ناحيتها حيث جلست بجانب مجموعة من زملائها، وقف أمامها ثم مال عليها هامسا بجانب اذنها
أريد الحديث معك لوحدنا قليلا..
تطلعت إليه بتعجب ثم نهضت من مكانها وتوجهت معه، وقفا في إحدى أركان القاعه البعيده لتسأله بسرعه:
ماذا تريد سيد لبيد...؟
اجابها وهو يتأملها بنظرات اعجاب:
أردت ان اقول لك كم انت جميله ورائعة اليوم...
تراقصت دقات قلبها فرحا إلا أنها ابت أن تبين له ذلك فعقدت حاحبيها وهي تقول بضيق مصطنع:.

هل طلبت مني النهوض والمجيء إلى هنا لتقول لي هذا الكلام الفارغ...؟!
لم يبدو مهتما لما تقوله ولم يتأثر به حيث أكمل بنفس الإعجاب:
عطرك رائع، اي ماركه تستخدمين...؟
سيد لبيد عن اذنك يجب أن أذهب، وقوفي معك هكذا يجلب لي الأنظار والكلام...
في نفس الوقت بدأت فقرة رقص العروسين فسألها بابتسامه:
ما رأيك أن نرقص سويا...؟
بالطبع غير موافقه، لا ينفع شيء كهذا...
مط شفتيه باستياء بينما قالت هي بجديهة:.

انا سأذهب فالناس بدئوا ينظرون إلينا...
ثم ابتعدت مبتعده بينما يرميها هو بنظراته الساخره قائلا:
اهربي كما تشائين يا ميار، قريبا جدا لم يعد هناك مجال للهروب...

كانت واقفه في المطبخ تغسل الأواني وذهنها شاردا بعيدا يفكر في أمر غسان وطلبه الغريب، ما زالت غير مستوعبه بعد لما يجري، لم يظهر عليه انه يرغب بها، لم يتحرش بها يوما أو يقوم باي تفصيله صغيره تدل على انه يريدها، حاولت تذكر أي تصرف صدر منه طوال فترة عملها لديه يدل على رغبته بها إلا أنها فشلت في هذا...
افاقت من افكارها على صوت اختها تنادي عليها...
ماذا هناك يا ياسمين...؟

بماذا انت شارده يا أزل...؟ انادي عليك منذ وقت طويل...
أردت، كنت افكر قليلا فقط...
تفكرين في طلب السيد غسان أليس كذلك...؟
هزت رأسها مؤكده كلامها ثم سألتها:
ما رأيك انت...؟
اجابتها بجديه لا تليق بعمرها الصغير:
انه قرارك انت، هو بالطبع عرض رائع لن يعوض، لكنك لا يجب أن توافقي من أجل هذا فقط، يجب أن توافقي لأنك مقتنعه بغسان كزوج لك يشاركك حياتك القادمه، اذا كنت مقتنعه به جدا فوافقي...

هزت رأسها بتفهم وعادت تغسل الأواني وصدى كلام ياسمين يتردد داخل اذنها...

أجلس يا لبيد لنتحدث قليلا...
قالها الجد موجها حديثه إلى لبيد الواقف امامه في منزله فجلس على الفور وهو يتسائل بقلق:
خير يا جدي لماذا أردت رؤيتي بعد الحفل مباشره...؟
اجابه الجد بجديه:
ماذا فعلت مع جوان يا لبيد...؟
جوان، ما بها..؟
سأله بعدم فهم ليجييه الجد بعصبيه:
الفتاة منهاره بسببك، بسببك سوف أخسر صداقتي مع اعز أصدقائي...
مط شفتيه إلى الأمام بضيق ثم قال بملل:
ها قد بدأنا في دلع البنات الممل...

لبيد، انت يجب أن تصحح خطأك...
قالها الجد بصرامه بيقول لبيد بسرعه:
خطأ ماذا جدي...؟ انا لم أخطأ معها من الاساس...
الي اين وصلت العلاقه بينكما...؟
اجابه بوقاحه:
اطمئن جدي لم انم معها بعد...
سافل...
تمتم الجد بغضب ثم قال بعدها بجديه:
انت يجب أن تجد حلا لوضعك هذا، لا يجب أن تبقى هكذا، حالك لا يعجبني...
تطلع إليه لبيد بصمت بينما أكمل الجد بجديه:
لذا انا قررت أن ازوجك يا لبيد، انت سوف تتزوج جوان..

انتفض لبيد من مكانه قائلا بنبرة عاليه بعض الشيء:.

هذا مستحيل...
لماذا...؟ أنها فتاة جميله ومن عائلة محترمه، و
قاطعه بسرعه:
لا ينفع يا جدي، لا ينفع...
كلا ينفع...
كان الجد مصرا على رأيه فاضطر لبيد إلى القول كذبا:
بصراحه جدي انا لا استطيع ان اتزوجها وانا مغرم بأخرى غيرها...
ماذا تقول انت...؟
سأله الجد ليجيبه لبيد بجديه: ،
انا احب فتاة أخرى وسوف أتزوج بها عن قريب...
ومن تكون تلك الفتاة اخبرني...
حسنا، انت لا تعرفها...
قاطعه الجد بصرامه:.

قلت اخبرني، من تكون...؟ ما اسمها...؟ من عائلتها...؟
شعر لبيد بالإضراب الشديد وهو لا يعرف بماذا يجيبه...
اخذ يفكر في الجواب المناسب له حينما وجد نفسه يقول فجأة:
أنها ميار يا جدي سكرتيرتي...

كانت قد انتهت لتوها من خلع ملابسها وارتداء بيجامتها الحريرية حينما سمعت صوت جرس الباب يرن، تعجبت من هذا فمن هذا الذي يأتي إليها في وقت متأخر كهذا، اتجهت ناحية الباب وفتحته لتتجمد في مكانها حينما عرفت هويته...
قبض على شعرها بقوة و جرها من شعرها بعد أن أغلق الباب خلفه...
تظنين انك قادرة على الهرب والاختباء مني طويلا، ها قد وجدتك، وسوف احاسبك على ما فعلتيه أيتها الحقيره...
ابتعد عني...

همست بضعف وهي تحاول ان تحرر شعرها من قبضة يده القويه، حرر شعرها بينما قبض على ذراعيها الاثنتين قائلا بغضب شديد وملامح متوعده:
تهربين مني أيتها الحقيره، تستغفلينني، على عالعموم انا قد وجدتك، وعدت بين يدي مرة أخرى، والان لا أحد سوف يمنعني من زواجي بك..
حررت ذراعيها من بين قضيتي يده وهي تقول بنزق:
انت مجنون وانا لن أتزوجك، لو بقيت آخر رجل في الدنيا لن أتزوجك...
قهقه عاليا ثم قال بملامح واجمه:.

سوف تتزوجينني غصبا عنك، عائلتك في انتظارك، جهزوا كل شي لزفافنا ما أن علموا انني وجدتك، نسيت ان اخبرك بأنني اتبعك منذ وقت طويل، كل شيء جاهز لزواجنا زفافنا سيكون غدا...
تطلعت إليه بصدمه شديده وهي ما زالت غير مصدقه أنها وجدها مره إحدى بعد ثلاث سنوات من الهرب وهاهو عاد من جديد ويطالبها أن تصبح زوجته...

في صباح اليوم التالي
اخذت نفسا عميقا وهي تتقدم ناحية سكتيرته، وقفت أمامها وهي تقول باستيحاء:
أريد أن أقابل السيد غسان...
رمقتها السكرتيرة بنظرات متعجبه فمالذي تريده عاملة النظافة من مدير الشركه لكنها مسكت الهاتف واتصلت برئيسها تخبره بهذا والذي طلب منها أن تدخلها على الفور مما أثار استغرابها وبشده...
دلفت أزل إلى غرفة مكتبه بخطوات متوتره لتجده جالسا هناك في انتظارها..
صباح الخير...

قالتها بصوت خافت ووجهها منخفض نحو الأسفل ليرد عليها على الفور:
صباح النور، تفضلي يا أزل اجلسي..
جلست على الكرسي المقابل له والتزمت الصمت للحظات قليله ثم ما لبثت أن قالت:
من أجل موضوع البارحه...
شعرت بالخجل من إكمال الحديث وقد شعر هو الآخر بخجلها فاكمل عنها:
نعم، من أجل طلبي للزواج منك، هل حددتِ جوابك...؟ في الحقيقه انا اريد معرفته اليوم قبل الغد...
انا موافقه...

إجابته على الفور وشعرت بحمل ثقيل ينزاح من عليها، لقد فكرت طوال الليل، اخذت بنصيحة اختها الصغرى، فكرت به لشخصه بعيدا عن مركزه وسمعته وأمواله وبعيدا عن ظروفها التعيسه، لقد وجدت أنها منجذبه إليه وبشده، تفاجئت من افكارها تلك وبشده إلا أنها تمسكت به، فغسان كان حلم بالنسبة لها ولا مانع من تحقيقه، أليس لها الحق أن تحقق أحلامها ولو لمرة واحده...؟
افاقت من افكارها على صوته وهو يقول بسعاده لا تخفى:.

لن تندمي على قرارك هذا ابدا، تأكدي من هذا...
اخفضت رأسها نحو للاسف بخجل شديد، همت بالنهوض من مكانها حينما وجدت الباب يفتح وتدلف منه فتاة شقراء جميله تتقدم ناحية غسان وتحييه بالحرارة...
اخذت تراقبهم سويا حيث صافحته الفتاة وقبلته من وجنتيه ثم ابتعدت عنه واخذت ترمق أزل بنظرات متسائلة قطعها غسان حينما قال:
نيفين اعرفك، أزل خطيبتي...
أزل، هذه نيفين ابنة خالتي...

شعرت نيفين بدلو من الماء البارد يسكب فوقها، لم تصدق ما سمعته، لقد جاء اليوم الذي يعرفها به غسان على خطيبته، وهي تقف أمامها هكذا بكل بساطه...
نهضت أزل من مكانها بدورها ومدت يدها ناحية نيفين وهي تقول:
مرحبا..
استقبلت نيفين يدها وحيتها ببرود بينما اخذت تتأمل فستانها القديم وحذائها البالي بنظرات تهكميه...
سحبت أزل يدها من يد نيفين ثم وجهت حديثها إلى غسان قائلة:.

سوف أعود إلى عملي الآن، هل تريد مني شيئا آخر..؟
كلا، بإمكانك الذهاب...
خرجت أزل من المكتب تاركه نيفين وغسان لوحديهما، حل الصمت بينهما قليلا، صمت قطعته نيفين وهي تقول بابتسامه مصطنعه:
مبارك، خطيبتك جميله للغاية، ،
شكرا...
اجابها باختصار بينما عقله اخذ يفكر فيما ستفعله والدته حينما تعلم بما حدث فنيفين لن تتأخر لحظه واحده في نقل الخبر إليها...

كان يسير داخل غرفة مكتبه ذهابا وايابا وهو يشعر بالغضب الشديد، ينتظرها منذ الصباح ولم تأت، طوال ثلاث سنوات لم تتأخر عن موعد قدومها ابدا، لماذا اليوم بالذات تأخرت...؟ هل لأنه يحتاجها دونا عن بقية الايام...؟ لاول مره يعلم أن حظه سيء لهذه الدرجة...؟

حاول الاتصال بها عدة مرات لكن هاتفها مغلق، وضع الهاتف داخل جيب بنطاله ثم ارتدى سترته وخرج من مكتبه متجها إلى منزلها، فهو لن ينتظر أكثر من هذا، يجب أن يتحدث معها بشأن ما اخبر جده به، يجب أن يرتب هذا الموضوع جيدا...
وصل بعد حوالي نصف ساعة إلى العمارة التي تقطن بها، ارتقى درجات السلم متجها إلى شقتها، رن جرس باب الشقه ليفتح له الباب رجل غريب يراه لاول مرة، هو يعلم أن ميار تسكن لوحدها...
من انت...؟

سأله لبيد بتعجب ليسألها الرجل بدوره:
انا من يجب أن يسأل، من انت...؟
في هذه اللحظه ظهرت ميار امامه وهي تصرخ:
لبيد أرجوك ساعدني...
ادخلي فورا...
صرخ بها الرجل وهو يحاول إدخالها عنوه عنها حينما قبض لبيد على ذراعه وابعده عنها وهو يسأله بحدة:
من انت...؟ وكيف تتعامل معها هكذا...؟
اجابه الرجل:
ابن عمها وخطيبها...
كاذب...
صرخت ميار بسرعه ليهتف ابن عمها بها:
كلا لست بكاذب، نحن سنتزوج اليوم...
بالإجبار...

قاطعته بسرعه ثم اردفت بالك:
انه يريد اجباري على الزواج به، هجم علي البارحه وحبسني، اخذ مني هاتفي ومنع عني أي اتصال...
أيها المجرم الحقير...
انتفض لبيد عليها ولكمه بقوه...
من سمح لك ان تتدخل...؟
سأله الرجل وهو يمسح دماء انفه بكل يده ليقول لبيد بصرامه:
انا اتدخل وافعل ما اشاء، يبدو أنك لا تعرفني جيدا، انا لبيد التميمي، بإشارة واحده مني اجعلك خلف القضبان، انت لا يحق لك ان تتهجم عليها بهذا الشكل...

قلت يحق لي، أن ابن عمها...
اخرس...
صرخ به لبيد بحده ثم اقترب منه وأمره قائلا:
أخرج من هنا حالا ولا أريد أن أرى وجهك والا اقسم لك بأنني سأقدم فيك بلاغ بتهمة الاعتداء على فتاة عزباء في منزلها، ومن خلال معارفي في الداخليه سوف أجعلك تتعفن داخل القضبان...

إذا قررت أن تتزوج اخيرا يا غسان...
قالها الجد بسعاده حقيقيه فحفيده الأكبر قرر اخيرا أن يودع العزوبية ويتزوج...
عاد وسأله:
ومن سعيدة الحظ التي اوقعت حفيدي في غرامها وجعلته يقرر الزواج بها...
اجابه غسان بجديه:
اسمها ازل...
اسم جميل، ابنة من هي وكيف عرفتها...؟
اجابه غسان بعد لحظات من الصمت
تعمل في الشركه، عاملة نظافة...

اضمحلت عينا الجد بصدمه حقيقيه، صمت لفترة ليست بقصيرة سببت التوتر لغسان، تحدث اخيرا قائلا بجديه:
وماذا عن عائلتها...؟

والدتها متوقعه ووالدها في السجن، لديها انا واحده صغيرة...
تنهد الجد بصوت مسموع ثم قال بجديه:
غسان انت تعرف انني اثق بك، انا لا يهمني عمل الفتاة وحالتها الماديه، ما يهمني الفتاة نفسها، صحيح انني في داخلي كنت اتمنى لك زيجه غير هذه، لكن يبدو أنك تريدها، ولأني اثق بك وفاختيارك فسوف أوافق على زواجك بالتأكيد...

ابتسم غسان براحه فهو يعرف جده جيدا ويعرف طريقة تفكيره، هو لم يفكر يوما بالغنى أو الفقر، جل ما يهمه سعادة أحفاده...
متى سوف تقيم حفل خطوبتك...؟
في الحقيقه أريد أن أقيم حفل الزفاف مباشره...
متى يعني...؟
الاسبوع القادم...
خيرا على خير...
قالها الجد له مباركا زيجته...

لا أعرف كيف اشكرك، لقد اتقذتني منه...
قالتها ميار بامتنان حقيقي فلولاه لكانت الآن متزوجه من ابن عمها المجنون...
فعلت ما هو واجب علي، لا تشكرينني...
حل الصمت بينهما، صمت طويل قطعه لبيد:
الن تخبريني ما قصتك بالضبط يا ميار وما حكاية ابن عمك هذا...؟
تطلعت إليه بنظرات متوتره، اخذت تفرك يديها الاثنتين بتوتر لاحظه...
إذا تريدين لا تتحدث، لن اضغط عليكي...
ا.

وضعت خصلات شعرها خلف اذنها في حركة اعجبته للغاية ثم قالت:
كل شيء كان جميلا بل رائعا، حياتي كانت مثاليه جميله مع ابوين محبين، حتى اكتشفت بأنهما ليسا والدي الحقيقيين...
تطلع إليها بصدمه سرعان ما اخفاها بمهارة وهو يسألها:
كيف عرفت..؟
ابتسمت بحزن ثم اجابته:.

علمت بهذا حينما جاء والدي الحقيقيين وطالبوا بي، اكتشفت حينها بأن والدي الحقيقيين مختلفين، وعلمت انهم باعوني لعائلتي هذه حينما ولدت لان حالتهم الماديه كانت سيئة...
لاحظ تجمع الدموع داخل عينيها فضغط على كفها بكف يده وهو يقول:
حسنا، لا تبكي، لا يوجد شيء يستدعي البكاء..

المشكله ليس في انهم عادوا، هم جاؤوا ويريدون تزويجي لأبن عمي، بعد كل هذه السنوات تذكروا أن لديهم ابنه، جاؤوا يطالبون بي، طبعا هم لم يفعلوا هذا من اجل سواد عيني، وإنما والدي الحقيقي عليه ديون لدى عمي وهذه الطريقه الوحيده لتسديدها...
مسحت دموعها باناملها بينما اخذ لبيد يتطلع إليها بشفقه على وضعها، فكر كثيرا كيف يستطيع اهلها أن يفعلوا بها شيئا كهذا، كيف ضحوا بها هكذا...؟

افاق من افكاره على صوتها وهي تقول:
انا أخبرتك بهذا لانني شعرت بالحاجة لان افضفض وأتحدث عما يحدث معي، منذ هروبي من منزل عائلتي وانا وحيده، اتعذب لوحدي، واعاني لوحدي، انا خائفة للغايه لبيد...
طمأنها قائلا:
اطمئني، لا أحد سوف يقترب منك، انا سوف أساعدك، كوني واثقه بي...
هم سيفعلون المستحيل لتزويجي من هذا الحقير...
لن أسمح لهم بهذا، اعدك بذلك...
كيف...؟ ماذا ستفعل...؟
صمت للحظات ثم فجأة تحدث قائلا:.

: ميار، تزوجيني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة