قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل التاسع

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل التاسع

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل التاسع

في منزل ممدوح التميمي
كانت صفا نائمة على سريرها بعمق حينما صدح صوت صراخ والدتها منادية باسمها في أرجاء الغرفة...
صفا، استيقظي بسرعه...
انتفضت صفا من نومتها على صوت والدتها الباكي لتقوم من فوق السرير بجزع وتتقدم ناحيتها تسألها بلهفة وقلق شديدين:
ماذا حدث يا ماما...؟ لماذا تبكين...؟
اجابتها والدتها من بين بكاءها الحاد:
ابوكِ يا صفا، لقد اتصلوا بي من مكتبه واخبروني انه فقد وعيه وتم نقله الى المشفى...

يا الهي، ماذا تقولين...؟
قالتها بعدم تصديق ثم ما لبثت أن اتجهت بسرعه ناحية خزانة ملابسها وأخرجت منها ملابس الخروج، التفتت ناحية والدتها الباكيه لتحدثها قائلة:
اذهبي وارتدي ملابسك بسرعه، يجب أن نذهب إلى المشفى في الحال...

بعد حوالي ساعة كانت كلا من صفا ووالدتها تقفان امام غرفة العناية المركزة تنتظران خروج الطبيب ليطمأنهما على حالته، غسان ولبيد جاؤوا أيضا ما أن سمعوا بالخبر، وكذلك والد غسان ووالد لبيد جاؤوا بسرعه ما أن علموا بما حصل مع اخيهم...
كانت صفا واقفة أمام غرفة العناية بشكل مباشر تحتضن جسدها بذراعيها الاثنتين وتبكي بصوت خافت شبه صامت، اما والدتها كانت واقفه بجانبها بوجه واجم وملامح حزينه بائسة...

بعد لحظات قليلة تقدم الجد وعثمان منهم، حيث سبق واتصل الجد بعثمان ما أن علم بالخبر وطلب منه أن يقله إلى المشفى...
الم يخبركم أحد بشيء...؟
اجابه غسان بجديه:
كلا يا جدي، ما زال الطبيب معه في الداخل ولم يخرج بعد، تفضل واجلس هنا...
قالها وهو يشير إلى أحد المقاعد الموجوده في صالة المشفى ليتجه الجد ناحيته ويجلس عليه بينما وقف عثمان بجانب غسان وهو ملتزم بالصمت التام...

كان يراقب صفا وهي تبكي وتنتحب بملامح ساخره فهو لم يتوقع أنها تمتلك الأحاسيس والمشاعر مثل غيرها، منظرها كان بائسة للغايه ومثير للشفقة إلا أنه لم يستطع أن يشفق عليها أو يشعر بالاسف من أجلها..
في هذه الأثناء خرج الطبيب غرفة الإنعاش ليتجه الجميع ناحيته بسرعه...
تحدث الطبيب بدوره قائلا بجديه:
جلطة قلبية، لقد جاء في الوقت المناسب، لو تأخر قليلا ما كنا لنستطيع إنقاذه...

شهقت سمية بصدمه مما سمعته اما صفا فوضعت يدها على فمها وهي تهز رأسها بعدم تصديق، لقد كان بين والدها والموت خطوة واحده، والدها كان على وشك أن يضيع منها، كانت على وشك ان تخسره وعلى الأبد...
أخبرهم الطبيب بعد ذلك أنه يجب أن يبقى في العناية المشدده لفترة كما أنهم سيقومون بعمل فحوصات له قبل أن يخرج ليعرفوا اذا ما كان هناك مشكله مزمنة في قلبه، انتهى الطبيب من حديثه ثم عاد إلى عمله تاركا إياهم لوحده...

ماذا سيحدث الآن...؟
سأله لبيد بجديه ليجييه الجد:
الم تسمع ما قاله الطبيب...؟ سيبقى في المشفى عدة أيام...
ومن سيبقى بجانبه...؟
سأل مرة أخرى لتجيبه سمية بسرعة:
بالتأكيد انا...
اما صفا فقالت بصوت ذابل:
وانا ايضا سوف أبقى معك...
قاطعها الجد:
كلا يا ابنتي، انت لا يجب أن تبقين هنا، لديك مدرسة...
انا لن أترك ابي وهو كذا يا جدي...
قالتها بنبرة جاده ليرد الجد عليها بصرامة:.

قلت انك لن تبقي هنا يا صفا، والدتك ستبقى لوحدها معه ونحن نزوره بين الحينة والأخرى...
صمتت ولم تستطع أن تتحدث فلا أحد يقدر أن يعاند الجد اطلاقا...
التفتت الجد ناحية عثمان وأمره قائلا:
خذ خطيبتك إلى منزلها، سوف تلملم أغراضها وتأتي لتسكن معي في المنزل حتى يخرج والدها من المشفى...
حاضر جدي...

قالها عثمان باذعان ثم تطلع إلى صفا التي كانت تراقب الموقف بملامح جامده لا تنبأ بشيء، أمرها جدها أن تذهب مع عثمان إلى منزلها فامتثلت لأوامره وفعلت ما امره بها...
ذهب الجميع بعدها إلى أماكن عملهم ولم يتبقى سوى الجد ووالدة صفا...

في المساء
تقدم غسان من والديه اللذين يجلسون على مائدة الطعام يتناولون العشاء، حياهم وهو يجلس على الكرسي المخصص له، راقبته والدته بطرف عينيها لتجده يتناول طعامه بشكل عادي ولا يبدو انه هناك شيء ما يحدث معه، تناول الثلاثه طعامهم بصمت وما أن انتهوا منهم كان تحدث غسان قائلا:
لقد تحدثت مع جدي اليوم بشأن زواجي، هو موافق واتفقنا أن الزفاف سيكون الجمعة القادمه...

تطلعت ناريمان إلى زوجها بصدمه شديده، كانت ملامحه مبهمة لا تدل على اي شيء، اما غسان فكان واثقا من نفسه وهو يتحدث غير ابه الصدمه التي تشكلت على وجه والدته...
فجأة ضربت ناريمان الطاولة بيدها وقالت بعصبية بالغة وصوت جهوري:
يبدو أنك بالفعل جننت، عن أي زواج تتحدث...؟ هل تظن بأنني أسأوافق على هذه المهزلة...
لم أقل ما قلته لأخذ موافقتك، كل الموضوع انني أردت أن ابلغكم بالموعد...

قالها ببرود وهو ينهض من مكانه خارجا من الغرفه بأكملها..
,ما أن خرج من الغرفه حتى استدارت ناريمان ناحية حسن زوجها ثم حدثته بعصبية:
هل رأيت يا حسن، انه يتحدانا، غير مهتم بنا أو بقرارنا، ماذا ستفعل له...؟ هل تنوي السكوت على أفعاله تلك...؟
اجابتها بنبرة جاده:
ابنك ليس صغيرا، هو يعرف ما يريد جيدا...
ما معنى كلامك هذا...؟
سألته بوجود ليجييبها وهو ينهض من مكانه:.

معناه انني لن اقف بوجه ابني بسبب هذه الزيجة، ابني ليس مراهقا صغيرا، هو كبير بما فيه الكفاية ليعرف ما له وما عليه...
قال كلماته الأخيرة و خرج بعدها من الغرفة تاركا اياها مصدومه من قرار زوجها...
حملت هاتفها بسرعة وركضت متجهة إلى غرفتها، بحثت عن اسم اختها في سجل الأسماء لتجده اخيرا، ضغطت على زر الاتصال ليأتها صوت اختها المرحب...
تحدثت ناريمان بصوت مرتعش من شدة العصبيه:.

غسان يا رويدا، غسان سوف يتزوج من عاملة النظافة تلك الجمعه القادمه...
ابنك جن بالتأكيد...
قالتها رويدا بعدم تصديق ثم عادت وقالت بجديه:
امنعيه يا ناريمان، تصرفي من فضلك، هذه فضيحة كبيرة سوف تهدد عائلتنا كلها...
لا اعلم ماذا يجب أن أفعل يا رويدا، انه مصر على الزواج بها...
اللعنه عليك يا غسان، ابنك هذا مجنون بالتأكيد، ألم يجد سوى عاملة النظافة...؟

انتِ الوحيدة التي باستطاعتها أن تساعدني، ساعديني أرجوك، لا يوجد لي غيرك...
وماذا بيدي انا...؟ ابنك اتخذ قراره وهو مصر عليه...
لا اعلم، ساعديني أرجوك...
حسنا ناريمان؛ دعيني افكر جيدا في الأمر علي أجد حلا في إنهاء هذه الزيجة اللعينه...
أغلقت ناريمان الهاتف وهي تتنهد بصمت، اخذت تدعو ربها الا تتم هذه الزيجة ابدا...

منذ أن عادت إلى منزلها وهي تفكر فيما قاله لها وطلبه الغير متوقع منها، من كان يصدق بأن لبيد التميمي يعرض الزواج عليها يوما ما...؟ لبيد الذي لم يرها يوم سوى فتاة مملة قبيحة لا تصلح لان تكون عشيقة له حتى، جاء بنفسه وعرض الزواج عليها، دون أن يجبره أحد على هذا، فعل هذا ليساعدها ويقف بجانبها، ليحميها من بطش عائلتها، منذ متى وهو بهذه الشهامة...؟ تسائلت في داخلها، كانت الأفكار تعصف بها ولا تعرف ماذا تفعل، هل توافق على عرضه...؟ ام ترفض وتظل حياتها كلها تحيا في خطر من عائلتها وابن عمها المجنون...؟

افاقت من افكارها على صوت جرس الباب يرن فنهضت من مكانها وتقدمت ناحية الباب وفتحته لتجد ليلى أمامها كما توقعت، حيتها بحرارة وادخلتها إلى المنزل فهي كانت تحتاج لها كثيرا خصوصا في وقت كهذا...
ما أن جلست ليلى على الكنبة حتى بدأت ميار تسرد على مسامعها كل شيء، ...
ما أن توقفت ميار عن الحديث حتى قالت ليلى بسعاده:
هكذا اذا، لبيد عرض الزواج عليك...
هزت ميار رأسها مؤكده كلامها بينما أردفت ليلة بنبرة مرحه:.

انه شيء رائع للغايه فحبيب قلبك عرض الزواج عليك اخيرا...
لم يفعل هذا من اجل سواد عيني، فعله من أجل مساعدتي ومن أجل نفسه في نفس الوقت، حتى لا يضطر للزواج من فتاة حسب اختيار جده...
قالتها ميار بضيق حقيقي لتقول ليلى بجديه:
حتى لو، هذه فرصه لك لتقتربي منه، وتجعليه يشعر بك وبحبك...
لا أريد أن ابني امالا كاذبه يا ليلى...
لن تخسري شيئا اذا حاولتِ...
ومن قال باني سأوافق...؟
وهل لديك حل آخر...؟

تطلعت إليها ميار بنظرات صامته ثم ما لبثت أن هزت رأسها نفيا...
إذا اقعدي بجانبي ودعينا نتفاهم...
بماذا نتفاهم...؟
سألتها ميار بعدم فهم لتجيب لها ليلى موضحه:
بم ستفعلينه مع السيد لبيد وكيف تتصرفين معه في وضع كهذا...

في صباح اليوم التالي
اخذت نفسا عميقا وهي تتحضر للدخول اليه والحديث معه، طرقت على الباب ليأتيها صوته الغليظ سامحا لها بالدخول، دلفت إلى الداخل بخطوات مرتجفه فوجدته جالسا على مكتبه الوثير باستياء تمام...
اجلسي يا ميار...
قالها وهو يشير بيده إلى المقعد الجلدي المقابل بمكتبه، جلست على استحياء امامه بينما يتسائل هو بجدية:
هل فكرِت بعرض البارحه يا ميار...؟
اجابته بجديه:
نعم فكرت و اتخذت قراري...

وما هو قرارك...؟
سألها بلهفة لا يدرك سببها لتجيبه بنبرتها الهادئة:
موافقة لكن بشروط...
وما هي هذه الشروط انسه ميار...؟
اجابته:
اولا زواجنا على الورق فقط لا غير
ثانيا لا يتدخل اي منا في حياة الآخر باعتباره زواج مصلحة
ثالثا تطلقني متى ما أردت ذلك
رابعا...
قاطعها بملل:
يكفي، ما كل هذه الشروط...؟
هذا ما لدي...
حسنا موافق...
قالها بضيق جلي لتقول بجديه:
الن تسمع باقي الشروط...؟
هدر بها بنزق:.

لا تجعلينني اشتم الآن، الا تكفيكي هذه الشروط...؟ ماذا تريدين أيضا...؟
إجابته بسرعة:
الطبخ يوم عليك ويوم علي وكذلك التنظيف وجلي الصحون...
انت جننت بالتأكيد، تريدين مني انا أن انظف واجلي الصحون، ثانيا اطمئني نحن سنسكن في الفيلا مع والدي وهناك يوجد العديد من الخدم، لن تحتاج لاني تنظفي أو تطبخي شيئا...
جيد...
قالتها على مضغ ثم هبت واقفه من مكانها وخرجت بعدها من مكتبه متجهه إلى مكتبها بعد أن استأذنته..

اجلس يا عثمان...
قالها الجد موجها حديثه لعثمان الواجم الملامح، اطاعه عثمان وجلس على الكرسي المقابل للكرسي الذي تجلس عليه صفا، اخذ يرمقها بنظرات بارده لا تشبه تلك النار المشتعلة في صدره بسببها...
نعم يا جدي، لماذا أردت رؤيتي...؟
اجابه الجد:
أردت الحديث معك من أجل وضع عمك الصحي...
ما به عمي...؟
سأله عثمان بقلق واضح ليجيبه الجد:.

يحتاج إلى عملية في القلب، تسبقها فترة علاج طويله، سوف يسافر إلى أمريكا ويتلقى علاجه هناك...
يا الهي، هل العملية خطيرة...؟
عملية فوق الكبرى، لكنها ناجحه لا تقلق...
ان شاء الله خير...
أكمل الجد حديثه قائلا:
انا أردت الحديث معك من أجل صفا...
وما بها صفا..؟
سأله ببرود ليجييه الجد ؛
والدتها سوف تسافر مع والدها وهي ستبقى وحدها..
قاطعه عثمان بسرعه:
صفا خطيبتي، لذا فالأفضل أن تبقى معي في منزلي...

هذا لا يجوز فانتما لستما...
قاطعه مرة أخرى:
وهذا ما أردت الحديث بك معه يا جدي، انا اريد ان أتزوج من صفا، اريد أن اتمم زواجي منها فأنا لا رغبه لدي بأن انتظرها حتى تكبر وتدخل الجامعه...

كانت أزل تنظف المنزل حينما سمعت طرقات على الباب فسارعت لفتحه لتجد السيدة ناريمان في وجهها...
انصدمت بشده من وجودها أمامها إلا أنها سرعان ما ادخلتها إلى المنزل وهي ترحب بها بتوتر واضح...
تقدمت ناريمان إلى داخل المنزل بخطوات واثقه ثم جلست على أحدى الكنبات الموجوده في صالة الجلوس واخذت ترمي أزل الواقفه أمامها برأس منخفض اللأسفل بنظرات باردة مبهمه...
اجلسي يا أزل، أريد الحديث معك قليلا...

جلست أزل أمامها على الفور وهي تقول بخفوت: . تفضلي...
علمت بأنك ستتزوجين من غسان الاسبوع القادم...
رفعت بصرها ناحيتها بدهشة وسرعان ما اخفضته وهي تقول بتردد:
نعم، هذا صحيح...
انا غير موافقة يا أزل...
قالتها بصراحة مطلقة جعلت أزل ترتجف بخوف اما ناريمان فاكملت حديثها بقسوة دون أن تبالي بمشاعر أزل:.

انت لا تناسبين ابني نهائيا يا أزل، ابني رجل له مركزه وحياته وثقافته، رجل يحتاج إلى امرأة تليق به، امرأة من نفس مركزه العلمي والثقافي والاجتماعي، ماذا عنك...؟ انت لا تليقين به من جميع النواحي، انظري إلى نفسك وانظري إليه...
تطلعت إليها أزل بنظرات منكسره دون أن تعلق، نهضت ناريمان من مكانها وقالت:
انا قلت ما لدي، أرجوك ابتعدي عن ابني، اتركيه و شأنه، اذا كنت تحبينه فانقذيه منك...

خرجت بعدها تاركة أزل محطمه من جميع النواحي، ركضت بسرعه ناحية هاتفها باحثة عن اسمه في سجل المكالمات، ما أن وصلت إليه حتى ضغطت على زر الاتصال ليأتيها صوته الرجولي مرحبا بها:
لقد غيرت رأيي، لا أريد الزواج بك...

دلف إلى داخل منزله وشياطين غضبه تلاحقه...
أين ناريمان هانم...؟
سأل الخادمه لتجيبه أنها في غرفتها فيركض ناحية غرفتها ويدخل دون استئذان بعد أن دفع الباب بأقصى قوته...
غسان، ماذا هناك...؟
انتفضت والدته من مكانها متسائلة ليتقدم نحوها بملامح تقطر غضبا...
ماذا فعلت بازل...؟ ماذا قلت لها...؟
سألها بنبرة حاده وملامح متأهبة للعراك لتجيبه بتوتر جلي:
قلت لها ما يجب أن تعرفه...
وما هو..؟

أنها لا تناسبك من جميع النواحي وان عليها الابتعاد عنك، طلبت منها أن تتركك وأنك...
بأي حق...؟
سألها بجمود لتجيبه:
بحق انني والدتك...
لا يكفي...
هدر بها بصوت عالي ثم ما لبث أن قال بغضب شديد:
لا يكفي يا ناريمان هانم، كونك امي فهذا لا يعطيكي الحق بأن تتدخلي فيما لا يعنيك...
حياتك كلها تعنيني، انت ابني الوحيد، تهمني أكثر من أي شيء أخر...
لو كنت اهمك ما كنت فعلت شيء كهذا..
من أجل مصلحتك، حتى لا تتورط مع تلك...

قاطعها بسرعه:
إياك امي، إياك أن تقولي اي كلمة تسيء لها، حينها لن اسامحك ابدا...
هل جننت يا غسان، تقف في وجهي من أجلها، من أجل عاملة النظافة تلك...
انا فقط احاول ان اوضح لك اهميتها وقيمتها لدي...
اخبرني كيف ستتعامل معها، كيف ستعرف الناس عليها..؟ ماذا ستقول...؟ زوجتي عاملة النظافة، ماذا عن اولادك...؟ ألم تفكر بهم...؟ ألم تفكر في المستقبل الذي ينتظرهم مع ام كهذه..؟

كانت تقصد ان تضغط على هذا الوتر الحساس عليه يعيد وعيه اليه، الا انه لم يكن أبه أو مهتم بما تقوله...
يكفي امي، الام تريدين أن تصلي...؟ قلت لك ابتعدي عنا، اتركينا وشأننا...
انا امك يا غسان، من حقي أن أخاف عليك واطمح لك بما هو جيد...
اسمعيني جيدا، لقد تحدثنا في الموضوع كثيرا بلا فائدة، كلمه اخيرا سوف اقولها، أزل خط أحمر، إياك والاقتراب منه، انا لن أسمح لك باذيتها أو جرح قلبها كما فعلت، هل فهمت...؟

اقسو على امك يا غسان، اقسو عليها وعددها، من أجل تلك الفتاة...
لا توجد فائدة، ظننت أن كلامي سيترك اثره لديك، لكن بلا نتيجه...
قالها وهو يهم بالخروج من غرفتها حينما سمع صوت صراخها:
لن تتزوجها يا غسان، على جثتي...
استدار لها قائلا بتحدي:
سوف اتزوجها يا امي، وسوف أقضي معها ما تبقى من عمري، وسوف اجلب منها دزينة أطفال، ،.

سنتزوج الاسبوع القادم...
قالها لبيد ببساطة جعلت تلك الواقف امامه تفرغ فاهها بدهشة بينما علت الصدمه ملامح وجهها...
ماذا تقول انت..؟
سألته بعدم استيعاب ليجيبها بنبرة جاده:
زفافنا الاسبوع القادم، تحديدا يوم السبت، هذا قرار جدي...
ولكن...
قاطعها بسرعة:
لا يوجد لكن يا ميار، نحن متفقان على كل شيء، شروطك جميعها وافقت عليها، مالذي يمنعنا من إتمام الزواج...؟ وهذا أفضل لك حتى تكوني في حمايتي...
معك حق...

قالتها بعدم اقتناع فهي تدرك انه لا حل آخر أمامها، لقد اتخذت قرار ويجب أن تستمر فيه...
امامك اسبوع واحد تتجهزين فيه، فستان الزفاف والخاتم سوف يصلونك ظهر اليوم...
هزت رأسها بتفهم ثم استأذنت منه طالبه الخروج...
خذي هذا الاسبوع كله اجازه، لا داعي لان تأتي إلى العمل خلاله...
تجهمت ملامح وجهها بالكامل وهي تسأله بترقب:
هل تنوي أن تستغني عني بشكل تام بعد الزواج...؟
من قال هذا...؟
سألها بتعجب لتجيبه موضحه:.

بصراحة فكرت ان تكون مثل بعض الرجال الذين يرفضون أن تعمل زوجاتهم ويفضلون بقاءهم في البيت...
استنكر حديثها قائلا:
انا لست رجل متخلف يا ميار لافكر بهذه الطريقة، انت سوف تعملين معي حتى بعد الزواج، انا اصلا لا استطيع الاستغناء عنه، اطمئني لا أفكر في منعك عن العمل نهائيا...
اطمئن قلبها بعدما سمعته منه، ابتسمت بخفه وهي تنسحب من امامه عائدة إلى منزلها...

ما أن وصلت إلى منزلها حتى دلفت إلى الحمام وخلعت ملابسها ثم اخذت دوش سريعا...
خرجت بعدها وأرتدت ملابسها البيتية ثم جففت شعرها وسرحته، اتصلت بليلى تخبرها بما حدث وان زواجها بعد اسبوع، انصدمت كثيرا في بداية الأمر إلا أنها أخبرتها بأنها سوف تأتيها في المساء ليتحدثا بما سوف تفعله ميار في الفترة القادمه وكيف ستتصرف في وضع كهذا...

أغلقت الهاتف وهي تتنهد بصمت، سمعت صوت جرس الباب يرن فنهضت من مكانها وتوجهت إليه، فتحت الباب لتجد شاب أمامها يحمل بيده مجموعة من الأكياس، اعطاها لها وهو يقول بجدية:
هذه من السيد لبيد انستي..

اخذت الأكياس منه بعد أن شكرته، ولجت إلى الداخل وهي تحمل الأكياس معها، فتحت الأكياس وأخرجت فستان الزفاف من كيسه، اخذت تتطلع إليه بانبهار شديد، كان الفستان ناعما للغاية رقيقا، مصنوع من الدانتيل بالكامل، اعجبها الفستان بشده، لم تتخيل أن يكون بهذا الجمال والرقي، وقفت أمام المرأة وهي تضع الفستان على جسدها، اخذت تتطلع إلى نفسها بعينين مندهشتين، فمن كان يصدق أنها سترتدي فستان كهذا في يوم ما، ولمن..؟ للبيد التميمي الرجل الوحيد الذي عشقته طوال حياتها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة