قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر

رواية سجينة هوسه للكاتبة سارة علي الفصل الثامن عشر

دلف غسان إلى داخل الغرفة ليجد أزل ممددة على السرير والتي ما أن شاهدته حتى حاولت النهوض من مكانها إلا أنه توقفها بسرعة وهو يقول:
ابقي نائمة...
غسان، من الجيد انك أتيت، لقد كنت خائفة أن تتركني ولا تأتي..
هل تتوقعين مني ان اتركك في وضع كهذا وحدك...
هزت يدها تلتقط يده لتقول بنبرة باكية:
سامحني أرجوك، انا اسفة...
امتدت أنامله تمسح دموعها ليقول بحنان:
لا تبكي يا أزل، لقد سامحتك، المهم أن تكوني بخير...

حقا، يعني لن تسافر وتتركني...
بالتأكيد لن اتركك وحدك في وضع كهذا...
اتسعت ابتسامتها تدريجيا وهي تستمع لما يقوله بترمي نفسها داخل احضانه فيضمها إليه بقوه...

خرجت ناريمان من غرفة أزل بعد أن اطمأنت عليها وتركت غسان معها لتجد رويدا تقف مع الطبيب وتتحدث مع بهمس...
عقدت حاجبيها بتعجب واقتربت منهما لتشعر رويدا بالارتباك ما أن رأتها وقد ظهر هذا بوضوح عليها...
استأذن الطبيب عائدا إلى عمله لتسألها ناريمان بشك:
ماذا قال لك الطبيب يا رويدا...؟
لم يقل شيء، كان يطمئنني على صحة أزل...
قالتها رويدا بتردد لتردف ناريمان:
لا تكذبي، هناك شيء ما يحدث في الخفاء...

زفر رويدا أنفاسها قبل أن تقول بنبرة خافته:
لقد اتفقت مع الطبيب على موضوع النزيف هذا، طلبت منه أن يسمح بدخول أزل المشفى بحجة النزيف...
شهقت ناريمان بقوة قبل أن تقول:
يعني أزل لا تعاني من النزيف كما قلت...
ابدا، هي في صحة جيده للغاية..
ثم أردفت يتوسل:
لا تهبري غسان ا جوك، لم يكن امامي حل آخر، أزل كانت تبكي وتعاني طوال الوقت...

هل جننت يا رويدا...؟ هل تتوقعين مني أن أخبر غسان بشيء كهذا، أطمئني لن يعرف أحد بهذا...
تنفست رويدا الصعداء ثم دلفت إلى غرفة أزل من جديد تتبعها ناريمان...

في مكتب لبيد
دلف عثمان إلى الداخل ثم جلس على الكرسي المقابل له دون أن يلقي التحية حتى ليقول لبيد بسخرية:
قل السلام عليكم على الاقل...
زفر عثمان أنفاسه بضيق قبل أن يقول بضجر:
سوف أسافر انا بدلا عن غسان لإتمام صفقة السيارات الأخيرة...
على اساس ان غسان بنفسه سيذهب إلى هناك، مالذي تغير الآن..؟
سأل لبيد متعجبا ليجيبه عثمان:
زوجته في المشفى، لا يستطيع أن يسافر ويتركها...
كيف وضعها...؟ هل هي بخير...؟

سأله لبيد بقلق ليجيبه عثمان:
أظن انها بخير، وضعها ليس خطير...
ثم أكمل وهو يقوم من مكانه:
انا سأذهب لاتحظر من أجل السفر، اراك بعد أسبوعين...
هز لبيد رأسه بتفهم ثم خرج عثمان متجها إلى منزله...
ماهي الا لحظات قليلة حتى فتح الباب لتدخل ميار منه...
انتفض لبيد من مكانه ما أن رأها ثم تقدم ناحيتها بملامح تقطر غضبا قابضا على ذراعها بقبضة يده قائلا بنبرة غاضبة:.

أين كنت يا مدام...؟ تختفين شهر كامل باي حق...؟ من تظنين نفسك لتفعلي هذا...؟
أبعدت يدها عنه بقوة وهي تقول من بين اسنانها:
اتركني يا لبيد، لا يحق لك ان تلمسني بهذا الشكل...
ثم تقدمت ناحية مكتبه لتجلس على أحد الكراسي وهي تقول بجدية:
تعال واجلس امامي لنتحدث سويا ونتفاهم...
اعتصر لبيد قبضتي يده بقوة قبل أن يتقدم ناحيتها ويجلس على الكرسي المقابل لها قائلا بغيظ:
تفضلي يا مدام، قولي ما لديك...

ما هذا الذي تقولينه...؟
صرخ بعدم تصديق وهو يستمع إلى قرارها الذي توصلت إليه...
هذا كل ما لدي يا لبيد، الان بعدما عرفت الحقيقة وفهمت انك لم تتزوجني بدافع حمايتي من ابن عمي كما اوهمتني طوال الوقت، بل زواجك مني كان طريقة لإرضاء جدك، فلم يعد هناك شيء يجعلني اراعيك أو اتقبل اعتذارك...
ثم أردفت بتحدي:.

سوف تطلقني يا لبيد، وتدفع لي مؤخر الطلاق كاملا مع جميع حقوقي من نفقة وغيرها واذا لم تفعل فاني سأرفع عليك دعوى خلع، والقاضي سيحكم لصالحي بكل تأكيد بعد أن يعلم انني ما زلت بكرا، وتخيل حينها الفضيحة التي ستحدث بحقك وكلام الناس الذي لن يرحمك...

نظراته الذاهله كانت رده الوحيد عليها، لم يستطع أن يفتح فمه بكلمه واحده حتى، يتسائل في داخله عن مصدر تلك القوة المفاجئة التي اتتها على حين غره بينما ابتسمت هي بتهكم من الذهول والصدمة التي علت ملامح وجهه لتقترب منه أكثر قائلة بنبرة متوعده:
لقد جاء الوقت لتدفع الثمن غاليا يا لبيد، ليست كل النساء لعبة في يدك كما تظن...

بعد مرور اسبوع
أوقفت صفا سيارتها امام مقر الشركة الخاصة بعائلتها ثم هبطت منها و اتجهت الى داخلها...
اخذت تسير داخل رواق الشركة متجهة إلى مكتب لبيد...
ما ان وصلت إليه حتى طرقت على الباب ودخلت إليه لتجده جالسا على مكتبه وما أن رأها حتى أشار لها أن تدخل مرحبا بها:
اهلا يا صفا، تعالي هنا...
تقدمت صفا ناحيته وجلست على الكرسي المقابل له ليهتف بها لبيد:
هل انت جاهزة للعمل...؟
تحدثت صفا بجدية:.

لاكن صريحة معك، لست بجاهزة ابدا، لكن لا بأس دعنا نجرب...
بالضبط يا صفا، دعينا نجرب...
ثم حمل هاتفه واتصل بأحد الموظفين لديه ليدخل بعد لحظات شاب أشقر وسيم في العشرينيات من عمره...
فرغت صفا فاهها بدهشة من وسامة الشاب الماثل أمامها...
استعادت وعيها اخيرا حينما سمعت لبيد يقول بجدية:
صفا، هذا أسامة أحد أهم موظفي الشركة واشطرهم، سوف تعملين معه منذ الآن فصاعدا، سوف يشرح لك كل شيء...

ثم التفت إلى أسامة موجها حديثه لها:
وانت يا اسامة، لن أوصيك على صفا، اريد ان توضح لها كل شيء...
لا تقلق سيد لبيد، الانسة صفا أمانة لدي...
أشار لبيد إلى صفا قائلا:
هيا يا صفا اذهبي مع اسامة، سوف تعملين معه في مكتبه في الفترة الأولى...
اومأت صفا برأسها موافقة قبل أن تنهض من مكانه وتتبع اسامة وهي ما زالت مدهوشه به وبوسامته...

تقدم غسان ناحية أزل وهو يحمل بيده صينية تحوي كوب من عصير البرتقال والقليل من المقرمشات ووضعها أمامها...
تحدث بجدية قائلا:
اشربي العصير وتناولي الطعام يا أزل...
ستذهب إلى العمل...؟
سألته بضيق ليجيبها:
اسبوع كامل وانا معك، لا يجب أن اترط الشركة أكثر من هذا...
أريد أن انهض من السرير قليلا، اتمشى بالحديقة مثلا...
حبيبتي، ان تبقي في الفراش أفضل لك...

زفرت أنفاسها بملل وضيق واضح فاقترب منها وطبع قبلة على جبينها قائلا بحب:
لا بأس، بامكانك الهبوط إلى الأسفل قليلا، لكن حاولي ان تنتبهي على نفسك، وحالما تشعرين بتعب عودي إلى فراشك فورا...
هزت رأسها بابتسامة متسعه بينما خرج غسان من غرفته متجها إلى الشركة...

دلف لبيد الى مكتب غسان بعدما علم من سكرتيرته انه عاد إلى العمل...
تقدم الى داخل مكتبه وهو يقول بسخرية:
لا أصدق ما أراه امامي، السيد غسان عاد اخيرا من رحلته الاستجمامية، يا إلهي كم انا محظوظ...
لا داعي لسخريتك يا لبيد، انت تعرف وضعي...
وضع ماذا يا رجل...؟
اجلس يا لبيد، ودعنا نتحدث بأمور العمل، لقد فاتني الكثير...
جلس لبيد على المقعد المقابل له وهو يقول بجدية:.

كل شيء بخير، لقد انتهيت من جميع الصفقات التي كانت لدينا...
رفع غسان حاجبه مستغربا قائلا:
ومن أين جائت تلك الشطارة...؟ ليس من عادتك أن تكون منظما إلى هذه الدرجة...
زفر لبيد أنفاسه قبل أن يقول بسخرية:
بما انني فاضي بلا زوجه فلا يوجد شيء افعله أفضل من العمل...
ماذا حدث بينك وبين ميار...؟
سأله غسان باهتمام ليجيبه لبيد بضيق:
مصرة على الطلاق...
وماذا عنك...؟
لن اطلق، قلتها وانتهى الأمر...

قالها لبيد بايجاز ليهز غسان رأسه بتفهم ثم بدأ يتحدث معه عن أمور العمل التي فاتته خلال الأسبوع السابق...

دلفت ميار إلى داخل أحد المطاعم الراقية حيث ينتظرها لبيد للحديث معها، اخذت تبحث عنه بعينيها لتجده جالسا على إحدى الطاولات في انتظارها...
تقدمت ناحيته بملامح ناقمه وجلست على الكرسي المقابل له وهي تقول بضجر:
ماذا تريد يا لبيد..؟ اظن ان حديثي معك كان واضحا...
ميار، هل من الممكن أن تهدئي قليلا...؟
اخذت نفسا عميقا قبل أن تقول:
ممكن...
بدأ لبيد يتحدث محاولا صياغة كلماته بعناية فائقة حيث قال بنبرة جادة:.

ميار، انا معترف بخطئي، اعترف بانني أخطأت بحقك، ولكن انا كان لي اسبابي، وانت يجب أن تقدريها، كما انني لن أتزوج جوان، يعني المشكلة التي كانت بيننا انتهت...
ما علاقتي بكل ما تقوله...؟ ما تقوله لا يمثل لي اي أهمية، انت لا تصلح للزواج يا لبيد، انت لست الرجل الذي يمكن أن اعتمد عليه، كيف تتوقع مني أن اعيش مع رجل يخونني كل يوم مع امرأة جديدة...؟! مالذي يجبرني على هذا..؟
انا لن اخونك يا ميار، اعدك بهذا.

لا توعد بشيء انت لا تستطيع ايفائه...
صمتت للحظات قبل أن تردف بجدية:
لنتطلق بهدوء يا لبيد، هذا أفضل لك ولي...
ثم نهضت من مكانها واتجهت خارجه من المطعم تاركه اياه لوحده يشتعل غضبا وقهرا...

ولج عثمان إلى داخل الشركه بعد أن عاد من سفره الذي امتد لمدة أسبوع...
اخذ يسير في رواق الشركه متجها إلى مكتبه حينما لمح صفا تسير داخل ممرات الشركه وهي تحمل بيدها ملف احمر اللون تقرأ به بتمعن...
عقد حاجبيه بعدم فهم قبل ان يتقدم نحوها وهو يسألها مندهشا:
صفا، ماذا تفعلين هنا...؟
رفعت صفا بصرها من فوق الملف لترميه بنظرات مزدرءة قبل أن تقول ببرود:
، انا اعمل هنا...
ماذا...؟!
صرخ بعدم تصديق قبل أن يقول:.

كيف تعملين هنا...؟ انت لا تملكين اي شهادة لتعملي بها...
اجابتها بلا مبالاة وهي تبتعد عنه عائدة إلى مكتبها:
اسال لبيد، هو من طلب مني أن اعمل هنا في الشركة...
اعتصر عثمان قبضتي يده بقوة ثم اتجه إلى مكتب لبيد وشياطين غضبه تلاحقه...

لبيد، يا وجه المصائب، انت وراء هذا، أليس كذلك...؟
قالها وهو يقبض على ياقة قميصه محاولا خنقه ليدفعه لبيد بقوة وهو يقول بنفاذ صبر:
ماذا جرى لك يا رجل...؟ عن اي شيء تتحدث...؟ انا حقا لا افهم مالذي فعلته لكل هذا...؟
اغيب يومان عن الشركة لأعود وأجد صفا تعمل بها، كيف يحدث شيء كهذا...؟ كيف...؟
وما علاقتي انا بهذا...؟

هل تمزح معي...؟! ألست أنت المسؤول عن تعيين الموظفين...؟ كما أن صفا اخبرتني انك من عينتها بنفسك واخترت لها وظيفتها ايضا...
اللعنة عليك يا صفا وعلى من يقرر مساعدتك...
قالها لبيد في سره ثم عاد بتركيزه ناحية عثمان ليقول بلا مبالاة مصطنعة:
حتى لو كان هذا صحيح، ما علاقتك انت...؟ هل تكون ولي أمرها وانا لا اعلم...؟!
باي حق تعمل هنا وهي لا تملك اي شهادة...؟ هل من المنطقي أن نعينها بشهادة الاعدادية...؟

لكنها سوف تدخل الجامعه عن قريب، وسوف تدرس إدارة أعمال، يعني مجال عملنا، ما المشكلة اذا تدربت من الآن واكتسبت خبرة، في النهاية هذه شركتها مثلما هي شركتنا، لديها الحق في العمل فيها متى ما تشاء...
زفر عثمان أنفاسه بغيظ قبل أن يخرج من المكتب تاركا لبيد يراقبه باستمتاع ليقول بخبث:
ما زال هناك الكثير في انتظارك، انتظر قليلا وحينها سوف ترى ماذا سأفعل بك...

نهضت ميار من نومها على صوت طرقات باب قوية، قطبت جبينها بانزعاج وهي تحاول تخمين هوية الشخص الذي يطرق باب منزلها...
تقدمت ناحية الباب بخطوات بطيئة وفتحتها لتجد ابن عمها أمامها...
صرخت بقوة محاولة إغلاق الباب إلا أنه كان أسرع منها وهو يدفع الباب بأقصى قوته ويتقدم ناحيتها...
صرخت به بصوت عالي:
أخرج من هنا، أخرج حالا...
لن أخرج يا ميار، لقد جائتني فرصتي اخيرا وسأنالك كما كنت اريد...

قالها وهو يقبض على ذراعها محاولا تكبيلها بيديه فاستمرت في مقاومته وهي تصرخ:
انت مجنون، اتركني وشأني، هل نسيت بانني متزوجه...؟
كلا لم انس، لم انس انك فضلت ذلك الحقير عليك، وليته يستحق، لم تمر اشهر قليلة على زواجك وسوف تنفصلين عنه...
قال كلماته الأخيرة بسخرية جعلتها تشتاط غضبا قبل أن تضربه بمرفقها على بطنه إلا أنه لم يتأثر ابدا بل ازدادت قبضته على ذراعها أكثر...

في هذه الأثناء كان لبيد قد وصل إلى منزل ميار فوجد الباب مفتوح، دلف إلى الداخل ليرى امامه ميار وهي مكبله بين يدي ابن عمها...
ركض ناحيته وبدا يسدد اللكمات له بعد أن خلص ميار من بين يديه...
كان يصرخ به ويضربه بلا وعي وشعور غريب بالغيرة والقهر سيطر عليه وهو يراه ممسكا بميار بهذه الطريقة...

فجأة أخرج ابن عمها المسدس من جيبه ووجها ناحية ميار ليتطلع لبيد إليه بصدمة قبل أن يركض أمامه ليلتقط الرصاصة التي لحسن حظه استقرت في ذراعه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة