قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل السادس

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل السادس

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل السادس

أنا عايزة بنتى ياسعيد، هاتولى بنتى
قالت والدة حور تلك العبارة من وسط دموعها، فاقترب منها سعيد يربت على يدها قائلا:
طب وليه بتعيطى ياسوسن دلوقتى، انا قلتلك، حور مشغولة ومقدرتش ترجع من امريكا، واول ما تعرف تنزل هتنزل
قالت سوسن فى حزن:
قلبى واكلنى عليها ياسعيد، مش مطمنة، ده مكنش بيعدى عليها يوم من غير ماتكلمنى، بقالها أسبوع، لا حس ولا خبر
زفر سعيد قائلا فى ملل:.

هو أنا مش قلتلك ان تليفونها اتسرق وهى مش حافظة أرقامنا، أنا هبعتلها رفعت بتليفون جديد وعليهأرقامنا متسجلة، أخلص بس الصفقة اللى فى ايدى عشان مينفعش أستغنى عنهلوقتى ومينفعش أبعت حد غيره، يومين بالكتير ياسوسن
نظرت اليه سوسن دون أن تتحدث لثوان ثم قالت فى هدوء:
وانت عرفت منين كل ده ياسعيد، مش بتقول تليفونها اتسرق
ارتبك سعيد للحظة ثم مالبث ان تمالك نفسه قائلا:.

عادل ابن اختى ياسوسن كان فى أمريكا وقابلها وحكتله وهو لما رجع حكالى، ارتاحتى دلوقتى
نظرت اليه سوسن قائلة:
وهو ما ادهاش رقمك ليه؟أو خلاها تكلمك من تليفونه
قال سعيد فى حدة:
وانا اش عرفنى ياسوسن، نسى، غبى، معرفش ما ادهاش الرقم ليه؟وبعدين هو تحقيق ياسوسن، أنا هقوم أمشى وأسيبلك البيت كله، دى مبقتش عيشة دى
تابعته سوسن بعينيها حتى خرج من المنزل، ثم نظرت الى السماء قائلة فى تضرع:.

يارب قلبى مش مرتاح، سعيد مخبى علية حاجة، ريح قلبى يارب وطمنى على بنتى، احفظهالى يااارب.

انتى بتقولى ايه؟أنا جاية فى أول طيارة علطول
نطقت رقية بتلك العبارة ودموعها تتساقط ألما، أغلقت الهاتف وانهارت فى البكاء، أفاقت على صوت رنين جرس المنزل، نهضت سريعا لتفتح الباب ظنا منها أنه أخوها آوس ولكنها فوجئت بطارق الذى جمد تماما لمرآى انهيارها، كادت ان ترتمى فى حضنه لتفرغ حزنها وتشعر بالأمان وهى تستمع لصوته الملهوف يقول:
مالك يارقية، بتعيطى ليه؟
تمالكت نفسها قائلة:
ادخل ياطارق.

دخل طارق وهو يصارع رغبة قوية فى ضمها ليخفف عنها حزنها ويحتويها داخل أضلعه، ليزيل ذلك الحزن عنها نهائيا، قال فى قلق:
ماتتكلمى يارقية، فيه ايه؟
نظرت اليه نظرة طويلة لا تدرى ماذا تقول ثم ما لبثت أن قالت فى حزن وهى تخفض رأسها:
ماما بتموت ياطارق
أخفى طارق زفرة ارتياح كادت ان تخرج منه، لقد توقع مصيبة، وليس موت تلك المستهترة التى لم تكن أبدا أما لفتاته رقية، تعجب من حزن رقية الشديد على أمها، قال يخاطب نفسه:.

ساحرتى، كيف تحزنين على أم كادت تودى بكى فى طريقها لولا عناية الله وأخيكى آوس الذى أنقذك من براثينها، ولكن حقا تظل الأم هى الأم، مهما كانت قاسية او مستهترة فأبناؤها يحزنون لمرآها حزينة ويفرحون لفرحها، هذا وان دل على شئ فيدل على قلبك الرائع حبيبتى، ذلك القلب الذى أعشقه منذ سنوات طويلة، ذلك القلب الذى أنتظر أن أبوح له بعشقى، ذلك القلب الذى أشعر بأنى أسكنه
أفاق على صوتها يقول فى حزم:.

لازم أسافر على اول طيارة رايحة امريكا
قال طارق فى حسم:
هحجزلنا علطول
رفعت عينيها اليه فى دهشة فقال فى تصميم:
مش هسيبك لوحدك، انسى
عبرت عينيها عن فرحتها فهى تخشى ان تواجه ذلك الموقف وحدها، ولكنها تذكرت أسامة، ذلك الملاك البرئ النائم فى حجرته فانتابتها خيبة الأمل، فقالت فى حزن:
طب وأسامة هنسيبه لمين؟انت لازم تفضل هنا عشان تاخد بالك منه.

لاحظ طارق حزنها لعدم تمكنه من السفر معها، دق قلبه بشدة، يشعر انها تبادله مشاعره او ربما هى تحتاج فقط للرفقة، لا يهم، سيظل الى جوارها، سيساندها، فقط يكفيه وجودها الى جواره، فهو عاشق حتى النخاع، قال فى حنان:
هسيب أسامة مع عالية اختى يارقية وآوس هيرجع بعد يومين، معتقدش يمانع وسط الظروف دى
اومأت برأسها بامتنان وظهرت الفرحة فى عينيها وهى تقول:
متشكرة اوى ياطارق، انت وجودك فى حياتى نعمة
تلعثمت قائلة:.

قصدى فى حياتنا كلنا
ابتسم قائلا:
طب يلا قومى اغسلى وشك وحضرى شنطتك وشنطة اسامة، وانا هروح احجز التذاكر وارجع آخدكم
أومأت برأسها، كاد طارق ان يغادر فاستوقفه صوت رقية وهى تقول:
طارق
التفت اليها فاستطردت قائلة فى خجل:
ربنا يخليك لينا
دق قلبه بشدة وهو ينظر الى عينيها الخضراوتين، ابتسم فى حنان قائلا:
ويخليكى لينا ياروكا.

وغادر مسرعا حتى لا يستسلم لأفكاره فى تلك اللحظة ليعود اليها ويأخذها فى حضنه ليسكنها داخله الى الأبد.

كانت اميرة تجلس مع والدتها عندما دلف قصى الى المنزل مع فتاة قصيرة جميلة، تبدو على ملامحها الرقة ذات عيون عسليةوشعر قصير ناعم، تأملتها اميرة فى غيرة تكاد تفتك بها، اقترب قصى والفتاة منهم، فقبل قصى جبهة سعاد قائلا:
مساء الخير ياماما، معلش نزلت بدرى انهاردة ومصبحتش عليكى عشان ألحق طيارة غادة
قالت سعاد فى طيبة:
ولا يهمك ياحبيبى، مساء السعادة لقلبك
ثم نظرت الى غادة قائلة:
حمد الله ع السلامة ياغادة.

اقتربت منها غادة وقبلتها قائلة:
سمعت عنك كتير ياطنط ويشرفنى انى اخيرا شفتك
ابتسمت سعاد قائلة فى حنان:
الشرف لينا ياحبيبتى
قالت اميرة فى حدة وهى تتابع ما يحدث بقلب ثائر:
طب مش تعرفونى انا كمان مين غادة دى؟يمكن اتشرف انا كمان
التفت اليها الجميع فى دهشة من حدة انفعالها، وتفحص قصى ملامحها المحتقنة وهو يقول:
غادة تبقى جارتنا من زمان يااميرة، وسافرت امريكا مع باباها بعد ما ماما ماتت ولسة راجعة انهاردة.

نظرت اليه اميرة فى غضب وقد تأكد لديها ان غادة تحمل مكانة كبيرة فى قلبه، لقد كانت معه فى امريكا طوال مدة سفره، هل احبها هناك؟اشتعلت الغيرة بقلبها وظهرت على صوتها وهى تقول:
طب والهانم متعرفش انك اتجوزت؟جاية شابكة فى ايدك كدة عادى؟
قالت سعاد فى حدة:
اميرة انتى بتقولى ايه؟
ادركت اميرة ان غيرتها قد بدت واضحة للجميع عندما استمعت لتأنيب والدتها فقالت فى عصبية:
مبقولش حاجة، انا طالعة اوضتى.

وغادرت مسرعة الى حجرتها تتابعها الاعين
قالت سعاد لغادة:
معلش يابنتى متزعليش منها، انا مش عارفة اميرة جرالها ايه؟
ابتسمت غادة قائلة فى حرج:
ولا يهمك ياطنط، ماحصلش حاجة
ثم اقتربت من قصى قائلة فى همس:
هى اميرة متعرفش؟
هز قصى رأسه نفيا فابتسمت غادة قائلة:
تبقى غيرانة ياقصى
نظر قصى اليها فى دهشة قائلا:
غيرانة؟
ابتسمت غادة قائلة:
ملهاش تفسير تانى ياقصى
نظر قصى الى مكان مغادرتها قائلا وقد بدأ الأمل يغزو قلبه:.

معقووولة؟

كانت اميرة تدور فى الغرفة كالنمر الحبيس تقول لنفسها فى همس متوتر:
وانا مالى يعنى ما يتنيلوا يحبوا بعض، ايه اللى يحرق دمى بس؟
توقفت لتنظر الى نفسها بالمرآه قائلة:
ده انتى كنتى تموتى يااميرة لو قصى حب غيرك، مش يتحرق دمك بس..
انتفضت على صوت دخول قصى الى الحجرة وهو يقول:
ممكن اعرف ايه اللى حصل تحت ده؟
التفتت اليه وهى تعقد حاجبيها بتوتر قائلة:
حصل ايه تحت؟
اقترب منها بسرعة قائلا وهو يمسك ذراعها بشدة:.

آه، ده احنا هنستهبل بقى، ازاى تهينى ضيفتى وتكلميها بالشكل ده؟
نفضت ذراعها بعنف قائلة:
ايه هنستهبل دى؟ما تحسن ألفاظك ياقصى، وبعدين انا عملت ايه يعنى، اى واحدة فى مكانى هتشوف جوزها داخل عليها وفى ايده واحدة شابكة فيه، هتعمل اكتر من كدة
رفرف قلب قصى فرحا عندما تأكد من غيرتها، لكنه تمالك نفسه وهو يقول مقتربا منها فى هدوء:
جوزها، قلتيلى، من امتى الكلام ده؟

ابتلعت ريقها فى توتر وهى تراه يقترب منها فتلعثمت قائلة:
هو انت، انت، مش جوزى، ولا ايه؟
ابتسم فى سخرية وهو يقترب منها حتى انها شعرت بانفاسه الحارة على وجهها وهو يقول:
بأمارة ايه، ها؟
اخفضت عينيها حتى لا تواجه عينيه وهى تقول:
انت قدام الناس جوزى، ولازم تحترم ده
مد يده الى ذقنها يرفعها فى حنان حتى تواجهت عينيهما فنظر اليها فى عشق جعلها أسيرة لعينيه وهو يقول فى همس:.

ميهمنيش الناس ياميرا، اللى يهمنى انا ابقى ايه بالنسبة لك، انتى وبس
تلعثمت قائلة:
انت، انت، نظر الى شفتيها قائلا فى عشق:
انا إيييه؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تقول:
انت...

وضاعت كلماتها داخل فمه الذى قبلها بشوق ولهفة، كادت ان تقاومه للحظة ولكنها أرادت الاستسلام، فلتستسلم الآن وتترك الندم للغد، وبالفعل استسلم العقل مثل القلب فارتفعت يدها تحيط برقبة قصى الذى ما ان شعر بتجاوبها حتى أسرع يضمها اليه اكثر ليعمق قبلته التى اطاحت بدقات قلبها فأغمضت عينيها مستسلمة لمشاعر هزت كيانها واشتياقا فاق تصوراتها، وشعرت بيد قصى تفك ازرار قميصها فحاولت التراجع وهى تفيق من فورة مشاعرها ولكنه أبى ان يتركها فقبل أذنها وعنقها تاركا يده تجول على جسدها لتلهب مشاعرها وتعيدها الى دائرة شوقها وحبها له الذى طغى على تفكيرها وتركها أسيرة لأشواقه التى عبر عنها من خلال قبلاته لينحنى ويحملها دون ان تتفارق الشفاه ووضعها على سريرهما ليعزفا سويا قصة العشق الأبدى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة