قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل السابع

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل السابع

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل السابع

خلاص ياطارق انا هتصرف، خد بالك انت من رقية وطمنى عليها، سلام دلوقتى
أغلق آوس هاتفه وهو يزفر بقوة قائلا:
وده وقتك بردو ياسوزى، هعمل انا ايه دلوقتى، مش معقول أسيب أسامة عند عالية مدة كبيرة، الله أعلم الموضوع ده هيخلص امتى، مفيش ادامى حل غير انى اجيب اسامة هنا، حور تاخد بالها منه لما اغيب.

صمت يتعجب من تفكيره الذى اصبحت حور جزء لا يتجزأ منه، هل تخلى عن انتقامه بتلك السهولة، هو يعرف الآن انه لن يستطيع قتل حور، لقد وقع فى حب سجينته وانتهى الأمر، ولكن ماذا عن حنان؟هل أصبحت ذكرى؟أخرج صورة حنان من جيبه ونظر اليها بخجل قائلا:.

انا مش ممكن أنساكى ياحنان، هتفضلى اول حب فى حياتى، بس مقدرتش امنع قلبى يحبها، قاومت كتير بس هى بطيبتها وبرائتها وحنيتها هدت الأسوار اللى بنيتها حوالين قلبى، فيها شبه كبير منك فى طبعك وده اكتر حاجة شدتنى ليها، انا عايزك بس تسامحينى لأن مشاعرى من ناحيتها أقوى وأعمق، مش عارف ليه بس عمرى ما حسيت باللى بحسه ناحيتها، انا اتعودت احكيلك ع اللى فى قلبى ومش قادر اخبى اكتر من كدة، انتى اكيد حاسة بية، مش كدة ياحنان؟

ثم قست نظراته وهو يستطرد قائلا:
بس ده مش معناه انى هنسى تارك ياحبيبتى، صحيح مش هقدر آخده بالشكل اللى كنت رسمه، بس فى دماغى حاجة تانية لو ظبطت هجيب سعيد المنياوى راكع تحت رجلى وساعتها هقتله ياحنان واخلص الدنيا من شره، ومش هفتكر ساعتها انو أبو حبيبتى، لأ، كل اللى هفتكره ساعتها انه قتل ام ابنى.

تأمل الصورة قليلا ثم وضعها فى جيبه مرة أخرى ولكنه توقف للحظة ليخرجها من جيبه ويضعها فى دولابه ثم بدل ملابسه وذهب ليحضر اسامة الى المنزل، بل الى، حور.

أحس طارق بكف رقية الرقيق يضغط على يده فالتفت اليها ليجدها ساهمة لا تدرك توترها وقلقها الذى انتقل اليه عبر كفها الذى يضغط على يده دون ان تشعر، توقف فجأة مما جعلها تنتبه اليه، نظرت اليه فى تساؤل عن سبب توقفه، التفت اليها بجسده حتى أصبح فى مواجهتها تماما، نظر مباشرة الى عينيها، وضم يدها بين يديه قائلا فى حنان:
مالك يارقية، قلقانة من ايه؟

نظرت اليه فى دهشة تتعجب من قدرته على الشعور بها وبقلقها الذى تحاول ان تخفيه، صمتت وطال صمتها فاستطرد طارق قائلا:
لو مش عايزة تتكلمى بلاش، بس عشان خاطرى اطمنى، انا مش هسيبك ابدا، خطوة بخطوة معاكى
نظرت اليه بحب تقول عيناها ماعجز لسانها على البوح به، كاد ان يعتدل ليمشوا مرة أخرى ولكن استوقفه تمسكها بيده فرجع بجسده ليواجهها فى تساؤل فنظرت الى عينيه تقول فى تردد:
أنا، أنا.

كاد قلب طارق ان يتوقف فى انتظار كلماتها، هل ستعترف بحبه؟قال لها بلهفة:
انتى ايه يارقية؟
اخفضت نظراتها قائلة:
انا فعلا قلقانة ياطارق
لم تكن تلك الكلمات ما يريد ان تنطق بها، اعتصرت خيبة الامل قلبه، ولكنه تمالك نفسه قائلا:
قلقانة من ايه بس يارقية
نظرت اليه قائلة فى حزن:
قلقانة من رد فعل ماما لما تشوفنى، ياترى هتفرح ولا تزعل؟هترحب بية ولا هتطردنى زى آخر مرة.

كاد قلب طارق ان ينفطر حزنا على حبيبته التى عانت لسنوات من قسوة امها وجفائها، ود لو ضمها داخل أضلعه ليقول لها، لو تخلى كل العالم عنكى حبيبتى فأنا هنا الى جوارك لن أتخلى عنكى مطلقا، قلبى وطنا لكى ياغاليتى
ولكن حال دون اعترافه لها وعده لأخيها والذى قطعه على نفسه منذ سنوات، لذا لم يكن امامه سوى ان ربت على يدها قائلا فى حنان:.

متقلقيش ياروكا، مامتك اكيد فى الحالة دى هتفرح لما تشوفك، وحتى لو ما فرحتش وطردتك ياستى، انتى مش هتمشى ومش هتسيبيها، ده حقها عليكى حتى لو هى حرمتك من حقوقك، مش كدة ولا ايه؟
اومأت برأسها ايجابا، فاستطرد قائلا:
انا عايزك تكونى متأكدة من حاجة واحدة بس
نظرت اليه متسائلة فاستطرد فى حب قائلا:
انا جنبك ومش هسيبك ابدا.

ابتسمت رقية وبادلته نظرة العشق حتى انها كادت ان تنسى نفسها بين نظراتهما وترتمى بين احضانه لتعبر عن حبها وامتنانها له، ولكنها افاقت قبل ان تفعل وقالت فى خجل:
احمم، هو احنا مش هنمشى بقى؟
افاق طارق من سحر عينيها ليقول فى ارتباك:
ها، آااه، يلا بينا
ومشى الى جوارها تغمرهما مشاعر شتى مابين خجل وترقب وشعور آخر ملأ قلبيهما، انه العشق ياسادة، عشق خفى يصرخ مطالبا باخراجه من الظلمات الى النور.

فتح قصى عينيه ليبتسم فى حنان وهو يرى صغيرته تنام كالملائكة بين ذراعيه، تأملها فى عشق، ومد يده ليزيل تلك الخصلة التى تخفى ملامحها إلى خلف أذنها، فتحركت رموشها لتنبأه بقرب استيقاظها. كاد ان يغمض عينيه ليتظاهر بالنوم ولكنه فوجئ بها تفتح عينيها مرة واحدة لتقابل عينيه، كادت ان تبتسم للحظة وهى تدرك انها بين ذراعى قصى، لتعود اليها ذكريات الليلة الماضية فى ثوان فتتغير ملامحها للجمود وهى تبتعد عنه تتابعها عينيه فى قلق، كادت ان تنهض ولكنها توقفت وهى تسمع قصى يقول فى همس قلق:.

صباح الخير ياميرا
التفتت اليه قائلة فى برود زاده قلقا:
صباح الخير ياقصى
أمسك يدها قائلا:
رايحة فين؟
نزعت يدها من يده فى هدوء وهى تقول:
هاخد شاور واروح شغلى
ابتسم قائلا وهو يحاول ان يبعد عنه قلقه:
خدى اجازة انهاردة ياميرا
قالت اميرة فى حدة:
ليه بقى ان شاء الله؟
عقد حاجبيه قائلا فى حيرة:
فيه ايه يااميرة؟انتى ناسية انك عروسة؟
وان انهاردة صباحيتك ياحبيبتى
قالت اميرة فى سخرية:.

شكلك انت اللى نسيت، عروسة ايه ياقصى، انت مش فاكر اتفاقنا ولا ايه؟
ازداد انعقاد حاجبى قصى وهو يقول:
واللى حصل بينا انبارح؟
ابتسمت اميرة فى سخرية قائلة:
انت مكبر المواضيع اوى ياقصى، اللى حصل بينا مكنش اكتر من رغبة بين راجل وست، رغبة...
قاطعها وهو يمسك ذراعها بقوة ويهزها بعنف قائلا فى غضب:
اوعى، اوعى ترخصى اللى بينا بالشكل ده، انتى فاهمة؟

ثم تحولت ملامحه الى البرود القاتل والذى انعكس على صوته وهو يستطرد قائلا:
ياريت متتكلميش عشان متغلطيش اكتر وتضيعى كل حاجة حلوة ليكى جوايا.، اوعدك انى مش هاجى جنبك تانى لو ده هيكون رد فعلك وكلامك بعدها، وامشى من أدامى دلوقتى قبل ما اعمل حاجة نندم عليها احنا الاتنين، امشى.

كانت اميرة صامتة تتابع هجومه المفاجئ وكلماته فى صدمة، ولكنها تمالكت نفسها وهى تسرع بالذهاب الى الحمام، وما ان دلفت اليه حتى تركت لدموعها العنان، لا تعلم لما قالت ما قالته لقصى، ربما أرادت أن تحمى قلبها من سماع كلمات استهزاء من قصى عن مشاعرها التى باتت واضحة خلال علاقتهما سويا، ربما ارادت ان تظهر له ان مشاعرها تلك لم تكن حبا، وربما هو فقط كبرياؤها الأحمق الذى أراد ان يثبت لقصى انه لم يعد بالنسبة لها روحها التى تعيش بها، ربما وربما، العديد من الاحتمالات والأسباب، ولكن الشئ الأكيد، أنها دمرت أحلى لحظاتهما سويا..

انتفضت على صوت باب الحجرة يغلق بعنف، فاتجهت الى المياه ونزلت تحتها تحاول ان تزيل الم قلبها ولكن هيهات فالألم عميق، وكل ما فعلته المياة انها اختلطت بدموعها، لتشاركها المها والتى كانت هى اليوم السبب فيه.

مدام اميرة موجودة لو سمحتى؟
قالت غادة تلك العبارة بهدوء موجهة حديثها الى السكرتيرة الحسناء لمكتب أميرة فتنحنحت السكرتيرة قائلة:
أيوة يافندم، اقولها مين حضرتك؟
قالت غادة:
قوليلها غادة النيلى
ابتسمت السكرتيرة قائلة:
لحظة واحدة
اومأت غادة برأسها فاتجهت السكرتيرة لمكتب اميرة وطرقته بهدوء وما ان سمعت اميرة تامرها بالدخول حتى دلفت الى المكتب لدقائق قليلة ومالبثت ان خرجت قائلة:.

اتفضلى يافندم، مدام اميرة هتستقبلك حالا
ابتسمت غادة قائلة:
ميرسيه
دلفت غادة الى مكتب اميرة وهى تشعر بالتوتر واذداد توترها وهى تواجه تلك الفاتنة التى تجلس خلف مكتبها تنظر اليها ببرود قائلة:
أفندم؟
ابتسمت غادة فى توتر قائلة:
ممكن تسمحيلى آخد من وقتك دقايق، بس ياريت تسمعينى للآخر ومتقاطعنيش
أشارت لها اميرة بالجلوس قائلة فى برود:
اتفضلى، خير؟
ابتلعت غادة ريقها فى توتر قائلة:.

انا جاية انهاردة عشان أقولك حاجة هتوضح سوء التفاهم الكبير اللى حصل بينا، أنا، انا ابقى أخت قصى.

مين دى يابابا؟دى حلوة اوى.

سأل أسامة ذلك السؤال وهو يوجه حديثه الى آوس الذى نظر الى حور التى علت ملامحها الدهشة لدخول آوس مع طفل صغير يحمل بعضا من ملامحه وازدادت دهشتها وهى تسمع كلام الصغير لتتساءل فى صدمة وهى تتأمل الصغير مجددا، هل هذا الطفل الجميل ابن حنان وآوس؟، نعم فعينيه هما عينى حنان وباقى ملامحه لآوس، ما أجمله كم كنت اتمنى لو كان هذا الطفل لى أنا، ولكن لم احضره آوس الى هنا، هل تخلى عن فكرة انتقامه ام ماذا؟

عادت بنظرها الى آوس الذى تابع تعاقب انفعالاتها على وجهها ليشعر بشفافيتها التى تعكس روحا من الجنة
أفاق على صوت اسامة يقول وهو يضغط بيده على يد ابيه الممسكة به قائلا:
رد علية يابابا، مين دى؟
نظر اليه آوس ثم نظر مجددا الى حور قائلا فى تردد:
دى، دى...

ولم يدرى ماذا يقول، أيقول انها ابنة عدوه وقاتل أمه ام يخبره بأنها سجينة قلبه الذى يأبى أن يحررها؟، لتنقذه حور من حيرته وهى تقترب من الصغير لتجلس على ركبتيها وتصبح فى مواجهته وتمد يدها اليه قائلة فى حنان:
انا حور صاحبة مامتك الله يرحمها ياحبيبى.

اغمض آوس عينيه ليبعد عنه تلك الصورة الرقيقة لها، كم كان يود لو يستطيع ايضا ان يغلق اذنه حتى لا تسمع لفظ التحبب الرقيق من فمها والذى ود من كل قلبه لو كان موجها اليه هو، لتزداد دقات قلبه وهو يتخيل ذلك، فتح عينيه على صوت صغيره يقول فى سعادة وهو يمد يده اليها ليصافحها قائلا:
وانا اسامة ابن بابا آوس وماما حنان
ابتسمت حور قائلة وهى تحتضن كفه:
أهلا ياأسامة
نظر اليها الصغير فى أمل قائلا:
مش انتى وماما اصحاب؟

أومأت حور برأسها فاستطرد الصبى قائلا:
يبقى هتحكيلى عنها كل يوم حكاية زى بابا، أصلها وحشتنى اوى
نظرت الى آوس فلمحت نظرة حزينة عبرت مقلتيه بسرعة ولكنها استقرت فى قلب حور لذا ربتت على رأسه قائلة فى حنان:
عيونى ياأسامة
قال آوس:
تعالى ياأسامة هوريك اوضتنا عشان ترتاح شوية
قال أسامة موجها حديثة الى حور:
تعالى معانا ياطنط
نهضت حور من جلستها وهى تنظر الى آوس نظرة سريعة مرتبكة فوجدته فى حالة مماثلة لتقول فى خجل:.

اطلع انت ارتاح يااسامة وانا هعملك اكلة حلوة هتحبها اوى
ابتسم اسامة قائلا:
هتعمليلى ايه؟
ابتسمت حور قائلة:
خليها مفاجأة
شعت السعادة فى وجه اسامة وهو يقول:
انا بحب المفاجآت اوى ياطنط حور وهحبك انتى كمان
قالت حور فى حنان:
انا بقى خلاص حبيتك ياأسامة
كاد آوس ان يجن، هل يشعر بالغيرة حقا من صغيره لحصوله على قلب حور بتلك السهولة؟حتما لقد اصابه الجنون، لذا لم يشعر بنفسه وهو يقول بحدة:.

مش يلا بقى ياأسامة ولا هنقعد نحكى فى كلام فارغ طول النهار
نظر اليه كل من أسامة وحور بدهشة من عصبيته الغير مبررة، قال أسامة:
مالك يابابا، متعصب ليه؟
قال آوس بنفاذ صبر:
مش متعصب ولا حاجة ياأسامة بس عايز أرتاح شوية
قالت حور بصوت مختنق تشعر بدموعها على وشك السقوط:
روح ياأسامة مع بابا ولما ترتاحوا انزلوا عشان تتغدوا.

أومأ أسامة برأسه، كاد آوس ان يغادر مع ابنه ولكنه توقف فى مكانه لثوان وكأنه يفكر فى شئ ما ثم عاد مجددا الى حور قائلا بصوت منخفض:
أسامة عنده حساسية من الشطة
نظرت اليه لا تصدق كلماته التى تعلن موافقته الضمنية على أن يأكل هو وأسامة من طهيها فأومأت برأسها بسرعة قائلة:
مش هحط شطة.

تأملها للحظة وكاد ان يقول شيئا آخر ولكنه تراجع فى اللحظة الاخيرة ورجع الى أسامة ليتجها الى حجرتهما، تتابعهما عينا حور التى تنهدت قائلة بهمس حزين:
يعنى مش كان كفاية علية انت ياآوس، لازم يطلع ابنك حتة سكرة هو كمان؟كان نفسى تكونوا عيلتى، عارفة انه حلم صعب يتحقق، صعب ايه؟، ده مستحيل يتحقق بس مش هقدر أبطل أحلم انى فى يوم م الأيام أدخل قلبك ياآوس واكون حبيبتك وأم لأسامة
ثم نظرت الى السماء قائلة:.

اللهم أرنى عجائب قدرتك فى ما أحب وأتمنى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة