قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

قال الطبيب على موجها حديثه الى طارق:
كدة انا خلصت مهمتى، اكيد آوس هيسخن بالليل، تديله الدوا والحقن دى وتعمله كمادات، ولو حصل حاجة تتصل بية علطول
اومأ طارق برأسه ثم قال مترددا:
المشكله هتبقى فى مين اللى هيديلوا الحقن، معندكش ممرضة تبعتها عشان تديهالوا؟
كاد على ان يتحدث لولا اندفاع حور فى الكلام قائلة:
انا ممكن اديهالوا
نظرا اليها فى دهشة فقالت فى خجل:
انا، أصلى، خدت دورة فى التمريض وممكن أمرضه.

عقد طارق حاجبيه فى تفكير ثم ما لبث ان لانت أساريره قائلا:
انا متشكر اوى ياحور، هوصل الدكتور على واجيب الادوية وارجعلك تانى
اومأت برأسها موافقة، فهمس على الى طارق قائلا:
مين حور دى ياطارق؟
نظر اليه طارق فى غيظ قائلا:
ملكش دعوة بيها ياعلى ويلا بينا عشان ما اتأخرش
خرج طارق وعلى من الغرفة وظلت هى، اقتربت حور من سرير آوس حتى وقفت أمامه تماما، تأملت ملامحه التى ازدادت رقة وهو نائم قائلة فى همس:.

اللى يشوف تصرفاتك يفتكرك مجرم ياآوس بس قلبى حاسس انك مستحيل تكون مجرم..
جلست الى جواره تتأمل ملامحه الرجولية الجذابة وظلت هكذا الى ان افاقت على صوت طارق يقول:
احمم، انا جبت الدوا
التفتت اليه ووقفت فورا وقد احمر وجهها خجلا لضبطه اياها تتأمل آوس، ذهبت اليه واخذت منه الادوية، قال لها:.

انا اسمى طارق وابقى صاحب آوس، انا مضطر امشى دلوقتى عشان فيه مشوار مهم لازم أعمله، مش هقدر اسيبلك التليفون بس هكلمك ع التليفون الأرضى عشان اطمن على آوس، التليفون استقبال بس، انا لولا حاسس انى اقدر اسيبه فى رعايتك وانا مطمن مكنتش سيبته ابدا
قالت له بتلقائيتها التى دائما ما ميزتها:
متقلقش ياطارق، روح مشوارك وانت مطمن
ابتسم لها بامتنان وكاد ان يغادر لولا ان استوقفه صوتها يقول فى تردد:
طارق.

التفت اليها فسألته قائلة:
هو ايه حكاية آوس مع سع.، قصدى مع بابا؟
نظر اليها طارق وقد ظهر عليه الاضطراب ثم ما لبث ان قال:
لما يفوق آوس أكيد هيقولك، اعذرينى الحكاية متخصنيش ياحور
وأشار بيده الى آوس النائم فى سكينة مستطردا:
تخصه هو
أومأت برأسها متفهمة فغادر طارق بهدوء لترجع حور الى مكانها تتأمل آوس من جديد وقد عقدت حاجبيها قائلة:
شكل وراك حكاية كبيرة اوى يآوس.

سمعت رقية رنين الباب فقالت:
ياأسامة افتح الباب
لم يجيبها أسامة فقامت هى واتجهت الى الباب تفتحه قائلة:
ما لسة بدرى ياسى آو...
وصمتت وهى ترى من بالباب، بل انها تجمدت تماما، فقال طارق وهو يتأمل ملامحها الجميلة قائلا:
مساء الخير يارقية
ابتلعت ريقها قائلة بصوت مبحوح:
مساء الخير ياطارق، انت رجعت من امريكا؟
ابتسم مازحا وهو يقول:
لأ لسة فى امريكا، أكيد رجعت وقدامك أهو كمان ياروكا، وانتى موقفانى ع الباب.

تلعثمت قائلة:
اتفضل ادخل ياطارق
ابتسم وهو يدلف الى المنزل حيث وجد أسامة الذى أسرع اليه يضمه قائلا فى سعادة:
آنكل طارق، وحشتنى
ضمه طارق بحنان قائلا:
انت كمان ياحبيبى، وحشتنى اوى
ثم نظر الى رقية قائلا:
مصر كلها وحشتنى اوى ياأسامة.

اخفضت رقية عينيها خجلا، مازال طارق كما هو، لم يتغير، تشعر بحبه، بمشاعره الرقيقة تجاهها ولكنه ابدا لم يصرح لها بتلك المشاعر، تكاد تصرخ به، تطالبه بأن يعلن عن مشاعره، ولكن خجلها يقف حائلا بينها وبين الكلمات فتصمت، تخشى ان يكون شعورها مجرد وهم، فتصمت ويصمت هو وتمر السنوات بطيئة، مريرة، لا طعم لها، تزيد لهيب الأشواق ولا مهدئ لها سوى بعض النظرات التى يسترقانها تجاه بعضهما من حين لآخر، أفاقت على صوت طارق يقول فى هدوء:.

انا جيت أشوفكم لو محتاجين حاجة، آوس اضطر يسافر اسكندرية بسرعة ومكنش ادامه وقت يبلغكم
نظرت اليه فى دهشة قائلة:
آوس سافر؟
اومأ برأسه قائلا:
مش هيتأخر، بس أكد علية آخد بالى منكم لغاية ما يرجع
عقدت حاجبيها قائلة:
اوعى تكون مخبى علية حاجة ياطارق
قال طارق فى ثبات:
وهخبى ايه بس يارقية؟
قال أسامة بحزن:
بس انا بابا وعدنى يفسحنى بكرة
ربت طارق على راسه بحنان قائلا:
بابا مش هيتأخر ياحبيبى، وبعدين انت مش بتحبنى ياأس أس؟

قال أسامة:
طبعا ياآنكل
فقال طارق:
يبقى تعتبرنى زى بابا، وانا ياسيدى اللى هفسحك بكرة واوديك الملاهى واجيبلك آيس كريم كمان
قال أسامة بفرحة:
بجد ياآنكل
ابتسم طارق قائلا:
بجد ياحبيب آنكل، بكرة تكون جاهز انت وطنط رقية وانا هوديكم الملاهى.

احتضنه أسامة بفرحة فضمه طارق بحنان، كانت رقية تتابعهم بعين محبة، التقت عينيها بعينى طارق فقرأ فيها مشاعرها، فلا يفهم عيون العاشق سوى عاشق مثله، دامت نظراتهم لثوان، فكانت رقية هى اول من أشاحت بنظرها فى خجل، فتنحنح طارق قائلا:
احمم، انا مضطر أمشى دلوقتى، وهجيلكم بكرة زى ما اتفقنا
اومأت رقية برأسها وقبل أن يغادر سألها قائلا:
مش عايزة حاجة ياروكا أجيبهالكم؟
قالت فى همس خجول:
عايزة سلامتك.

ابتسم لها فكلماتها رغم بساطتها الا انها فعلت بقلبه الأعاجيب فقفز فرحا، ألقى عليهم نظرة أخيرة ثم توجه للخارج تتابعه عيناها وهى تتنهد قائلة بهمس:
امتى بقى ياطارق هتقولى بحبك، امتى؟

انت بتقول ايه؟
نطقت اميرة بتلك العبارة فى صدمة، فقال قصى فى برود:
اللى سمعتيه، انا مكنتش عايز اقولك، بس الحالة بتدهور ولازم مامتك تعمل العملية قبل نهاية الشهر، وهى رافضة تعملها قبل ما تطمن عليكى
ترقرقت الدموع فى عينى اميرة، وأحست بالدوار، وكادت تسقط لولا ان اسرع قصى فسندها بزراعيه، وهو يشعر بالندم لتلك الكذبة التى اختلقها، استندت اميرة اليه وهى تقول فى ضعف:.

ازاى محسيتش بيها قبل كدة؟ازاى كانت تعبانة بالشكل ده وانا مشغولة عنها، ازاااى؟
تزايد شعور الندم لدى قصى فأسرع يقول:
هتبقى كويسة وزى الفل يااميرة، هى بس تعمل العملية
نظرت اليه فى رجاء قائلة:
وايه بس اللى مانعها؟
نظر الى عينيها مباشرة وهو يقول:
انها تطمن عليكى يااميرة، فى بيت جوزك
نظرت اليه فى صدمة قائلة:
فى بيت جوزى، ازاى يعنى؟
قال لها:.

تتجوزى فى خلال يومين، تعمل هى العملية وهى متطمنة عليكى مع جوزك اللى هياخد باله منك ويحطك فى عينيه
ابتعدت عنه وقد تحولت ملامحها الى الغضب قائلة:
وانا اجيب منين عريس دلوقتى يتجوزنى فى يومين؟
نظر اليها فى ثبات قائلا:
أنا...
اتسعت عينيها فى صدمة قائلة:
انت!
ابتسم قائلا:
أيوة، أنا
تمالكت اميرة نفسها بعد صدمتها من تصريحه لتقول فى حدة:
مستحيل طبعا، انت نسيت اللى حصل بينا قبل ما تسافر ولا ايه؟
ابتسم قائلا فى برود:.

لأ منستش، وانا مش بتجوزك عشان خاطر عيونك، انا بس عايز اطمن على ماما سعاد، وارتباطى بيكى قصاد حياتها، اطمنى جوازنا هيكون ع الورق، لغاية ماتعمل العملية ونطمن عليها وبعدين ننفصل وكل واحد يروح لحاله
شعرت اميرة بغصة فى قلبها من كلماته ولكنها نحت مشاعرها جانبا لتقول فى برود:
كتر خيرك والله، شاكرين أفضالك، انا بقى ياسيدى مستغنية عن خدماتك ولو كان ع الجواز ممكن اطلب من جاسر...

قاطعها قصى وهو يمسك زراعها بعنف قائلا:
اياكى، شوفى اياكى اسمعك مرة تانية بتجيبى سيرة راجل تانى على لسانك وتقولى هتتجوزيه، انا مش هآمن عليكى مع حد غيرى انا.

نظرت اليه اميرة فى توتر وقد ازدادت دقات قلبها وهى تنظر الى عينيه الرماديتين واللتان تحول لونهما الى الاسود من الغضب، لم تقترب منه ابدا هكذا منذ آخر لقاء لهما قبل سفره، ازدردت ريقها فى صعوبة وهى تراه ينظر الى ملامحها ثم تركزت نظراته على شفتيها برغبة ترجمها الى فعل عندما هبط بشفتيه يقبلها قبلة اودع فيها كل مشاعره، كادت ان تدفعه ولكنه امسك بيدها يكبلها فما لبثت ان استسلمت لمشاعرها لتبادله قبلته، وهى تغمض عينيها، ثم شعرت به يبتعد عنها ففتحت عينيها ببطء لتقابلها عينيه التى ظهر فيهما الانتصار مما جعلها تثور على نفسها الضعيفة التى استسلمت له فقالت فى غيظ:.

مش هتآمن عليه مع حد غيرك، لأ واضح الصراحة
ابتسم قصى قائلا فى برود:
مشفتكيش معترضة يعنى
اخفضت عينيها وهى تشعر بالمهانة، ولكنها مالبثت ان رفعت عينيها اليه قائلة فى تحدى:
انا موافقة ياقصى بس عايزاك تعرف ان جوازى منك عشان خاطر ماما وبس، وانك لو قربت منى تانى، هتشوف واحدة تانية محبكش تشوفها
اقترب منها ليمد يده ويمررها على وجهها قائلا فى هدوء:
متتحدنيش يامرمر عشان انا اد التحدى وانتى اكيد اللى هتخسرى.

ثم ابتعد عنها متجها الى الخارج فى هدوء تتابعه عيناها، تنهدت بقوة وهى تقول:
عندك حق ياقصى، انا مش اد التحدى، مش اده ابدا.

نظرت اميرة الى صورتها المنعكسة فى المرآه، كانت بحق رائعة فى ثوب زفافها الابيض الذى ينسدل عليها بنعومة وذلك التاج المرصع بحبات الالماس والذى يعلو رأسها ويزين شعرها الطويل، ذلك التاج هو هدية قصى لها فى الليلة الماضية امام الجميع، قائلا لها انه لن يليق سوى باميرته، كانت تعلم انه يفعل ذلك من اجل سعاد امها، تلك الام التى احبها مثل امه، ولكنها تمنت لو انه فعل ذلك لأجلها هى، هى فقط، ابتسمت فى سخرية قائلة لنفسها فى المرآه:.

متعيشيش فى الوهم يااميرة، انتى عارفة هو اتجوزك ليه، ورأيه فيكى ايه
ردت عليها نفسها قائلة:
بس انتى اتغيرتى كتير عن الاول، بقيتى واحدة تانية يتمناها الف واحد زى قصى
ترقرقت الدموع فى مقلتيها وهى تقول فى مرارة:.

بس انا عمرى ما اتمنيت حد غيره وهو هيفضل شايفنى اميرة السمينة اللى كان بيتخانق مع اصحابه عشان بيتريأوا عليها، فوقى يااميرة، فوقى، هو صحيح اتجوزك وعملك فرح فى احسن فندق فى البلد وكان طاير بيكى قصاد الناس وحسسك انك فعلا اميرته، بس انتى عارفة الحقيقة وعارفة ان ده كله تمثيل وان هو مااتجوزكيش غير عشان يسعد ماما ويخليها تعمل العملية، فوقى عشان متتصدميش تانى وتتعبى يااميرة فوووقى.

انتفضت على صوت الباب يفتح وقصى يدلف الى الحجرة ليتوقف عند رؤيتها باكية فأسرع اليها وهو يمسك يدها قائلا فى لهفة:
مالك ياحبيبتى؟بتعيطى ليه؟
نفضت اميرة يدها قائلة فى حدة:
متقولش حبيبتى، التمثيلية انتهت ياقصى، ومفيش هنا جمهور
تراجع قصى خطوة الى الوراء وقد احتل البرود ملامحه وهو يقول:
الظاهر انى اتقمصت الدور لدرجة انى محستش بغياب الجمهور يااميرة.

احست اميرة بالمرارة لتأكيده كلماتها ولكنها لم تظهر فى صوتها وهى تقول فى حدة:
سيبك من ده كله وقولى، انت ايه اللى عملته مع جاسر ده فى الحفلة؟
نظر الى عينيها مباشرة وهو يقول فى برود:
عملت ايه؟
قالت وقد ازدادت نبرتها حدة:
ازاى ييجى يسلم علية تشد ايدى من ايده وتكلمه بالطريقة المستفزة دى
نظر اليها قائلا وهو يضغط على أسنانه غضبا:.

الاستاذ مكتش بيسلم عليكى، الاستاذ كان هيبوس ايدك واحمدى ربنا انى عملت كدة بس ومضربتوش
نظرت اليه فى صدمة:
انت اتجننت؟
امسك ذراعها بقوة وهو ينظر الى عينيها مباشرة قائلا فى غضب:
مسمعش الكلمة دى تانى وتوطى صوتك وانتى بتكلمينى، انا راجل ياهانم، وانتى ملكى واللى يلمس حاجة ملكى أوديه ورا الشمس. مفهوم ولا لأ؟
لم ترد عليه اميرة وقد اربكتها صدمة قربه وكلماته، نظر اليها قصى مشددا فى غضب:
مفهوم ولا لأ؟

اومأت برأسها فترك ذراعها التى اسرعت تدلكها وقد ترقرقت الدموع فى عينيها، نظر الى زراعها فوجد علامات اصابعه على ذراعها البيضاء فأحس على الفور بالندم، ولكنها هى من استفزته واثارت غضبه، بتذكيره بما كاد جاسر ان يفعله، لقد اخرج العاشق الغيور بداخله، فكيف تلومه؟

ذهب الى خزانة الأدوية واحضر مرهم واقترب منها وامسك ذراعها فنظرت اليه فى دهشة حيث وجدته يدلك ذراعها بالمرهم فى حنان، اغمضت عينيها وهى تشعر بلمساته الحانية على زراعها، نظر اليها فوجدها مغمضة العينين فوجد نفسه رغما عنه يقترب منها ويقبل شفتيها بشوق ورغبة. حاولت اميرة ان تبتعد عنه ولكنه احكم زراعيه حولها واستمر فى تقبيلها حتى شعر بطعم دموعها المالحة على شفتيه، فابتعد عنها وهو يهدئ انفاسه المتسارعة وينظر الى وجهها فوجدها مغمضة العينين وكانها تهرب من مواجهته ودموعها تتساقط على وجنتيها فى صمت، زفر بقوة وخرج من الغرفة بسرعة، ففتحت اميرة عينيها عندما سمعت باب الغرفة يغلق بقوة، جلست على السرير، تلتقط انفاسها، تلمس شفتيها بحزن، كم ودت لو تركت نفسها لمشاعرها وبادلته قبلته، ولكنه كبرياؤها الاحمق وقلبها المحطم اللذان ابيا ان يجعلانها تستسلم لمشاعرها، فقط لو كان يحبها، فقط لو اعتذر عما بدر منه منذ سنوات، فقط لو...

نزلت دموعها فى تلك اللحظة تشاركها حلم تعلم انه مستحيل.

كانت حنان تقف بعيدا عن آوس، ناداها قائلا:
حنان، واقفة بعيد ليه ياحبيبتى، حنااان
اقترب حتى أصبح على مقربة منها فأعطته ظهرها، قال فى حزن:
انا عملت حاجة زعلتك منى؟
لم تجبه، قال مستطردا:
حبيبتى ردى علية
وضع يده على كتفها يديرها اليه فوجد أمامه حور، ترك كتفها قائلا فى دهشة:
فين حنان؟
ابتسمت حور فى رقة قائلة:
مشيت ياآوس ووصتنى عليك
هز رأسه نفيا فى حزن قائلا:
انتى بتكذبى، حنان مش ممكن تسيبنى، حنان بتحبنى.

نظرت اليه حور فى حزن قائلة:
حبيبتك تبقى أنا
نظر اليها آوس فى غضب قائلا:
لأ، مستحيل تكونى انتى حبيبتى، انتى بنت عدوى، حنان تبقى مراتى وحبيبتى، وديتيها فين؟انطقى
قالت حور فى حزن تسيل دموعها على وجنتيها:
انت فاهم غلط ياآوس
قال آوس فى عصبية:
بقولك فين حنان؟
ثم صرخ اسمها بلوعة قائلا:
حنااااااان.

انتفضت حور فى مكانها من صوته الذى ينادى باسم حنان، رأت العرق الغزير يغرق جبينه، أيقنت أنه يحلم، أحضرت المنشفة ومسحت عرقه، وجدت ان حرارته قد ازدادت مرة أخرى، قامت لتحضر المياة لتقوم بعمل كمادات لتخفض حرارته، رأت ملامحه تعود للانبساط مرة أخرى بعد ان كانت منقبضة، أيقنت ان كابوسه انتهى، فتنهدت بارتياح وهى ترى حرارته تعود طبيعية مرة أخرى، تنهدت قائلة فى همس:
ياترى حنان دى تبقالك ايه ياآوس؟

أنبت نفسها قائلة:
وانتى مالك انتى؟معقولة بتغيرى عليه؟معقول حبتيه؟طب ازاى وامتى؟لأ طبعا مش معقول
عادت تجادل نفسها قائلة:
وليه مش معقول؟أمال تفسرى بايه استسلامك ليه وقلقك عليه؟تفسرى بايه فضولك عشان تعرفى كل حاجة عنه؟وقلبك اللى بيدق كل ما عينك تقع عليه، واللى قايد نار دلوقتى لما سمعتيه بينادى باسم واحدة تانية؟تفسرى كل ده بايه؟ماتنطقى
تنهدت قائلة فى همس حزين:
يعنى يوم ما تحبى ياحور تحبى واحد زى آوس.

يااااه، ده انا ملعبتش بالشكل ده من سنين
نطقت رقية بتلك العبارة فى سعادة فنظر اليها طارق فى حنان قائلا:
يعنى مبسوطة يارقية
بادلته النظرات قائلة فى سعادة:
أوى ياطارق، عمرى ما حسيت بالسعادة دى قبل كدة
وغامت عينيها قائلة:
لو بس نلاقى غادة اختنا انا وآوس، بجد هبقى أسعد واحدة فى الدنيا
قال طارق:
والله انا مش ساكت، وقربت اوصل لعنوانها فى امريكا، هانت ياروكا
قالت بحب:
ربنا يخليك لينا ياطارق.

ابتسم طارق وكاد ان يقول شيئا ولكنه رآها تتعثر وكادت ان تسقط فأمسكها وضمها الى صدره بلهفة، استمعت الى دقات قلبه المتسارعة والتى تزامنت مع دقات قلبها، ظلا هكذا للحظات حتى ابتعد عنها طارق وهو يقول:
احمم، انتى كويسة؟
لم تستطع ان تواجه نظراته قائلة فى خجل:
أنا كويسة.

شرد وهو ينظر الى خجلها فهو يعلم شعورها تماما، مازال تأثير دفئها وهى داخل حضنه يؤثر عليه، مازال قلبه يصرخ مناديا اياه باعادتها الى احضانه، يدخلها بين ضلوعه ولا يتركها ابدا
أفاق من شروده على صوت أسامة يقول:
أنا عايز آيس كريم شوكليت
انحنى طارق قائلا لأسامة وهو يعبث بشعره:
عيونى ليك يابطل، يلا بينا
ابتسم اسامة فى سعادة ممسكا بيده فمشيا سويا تتابعهم عينا رقية التى قالت بعشق هامس:
بحبك ياطارق، بحبك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة