قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

رواية سجينة قلبه للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

قالت حور لنفسها:
وبعدين بقى، أنا جعت اوى، اعمل ايه دلوقتى؟أخرج م الاوضة ولا افضل مستنياه؟بيتهيألى مش هييجى دلوقتى، أنا اخرج م الأوضة وأشوف ايه اللى هيحصل وأهو بالمرة استكشف المكان.

خرجت حور من الحجرة فلم تجد أحدا، نظرت حولها لتجد حجرة أخرى بجوار حجرتها، حاولت فتحها ولكنها كانت مغلقة، مشت فى طرقة طويلة حتى وجدت سلم، نزلت وهى تتفحص المكان بعينيها، كان المكان خاليا فشعرت بالراحة، نظرت الى ذلك البهو الفسيح، رغم اناقته الا انه يبدو ذا طابع رجولى بحت، تنقصه اللمسة الأنثوية، نظرت الى المكان فوجدت ما يشبه بالمطبخ الامريكى، دلفت ايه معجبة بتفاصيله فلم يكن ينقصه شئ، فتحت البراد فوجدت به العديد من الاطعمة والمشروبات، القت نظرة سريعة على محتوياته واخرجت كيسا به دجاج جاهزا على التحمير، تنهدت قائلة:.

للأسف أنا جعانة جدا ومش هقدر استنى لغاية ما اجهز اكل، انا هحمر الفراخ دى وأكل علطول، وبكرة اعمل اكل على مزاجى، وحشتنى الملوخية بشكل، حلاوتك ياأم الدنيا
أشعلت الموقد وحمرت الدجاج فى مقلاة ثم أكلت بشهية ومسحت فمها بمنديل ورقى قائلة:
الحمد لله.

غسلت الاوانى ثم قامت باستكشاف باقى المنزل ثم وقفت امام باب المنزل المؤدى للخروج، ترددت لثوانى ثم حسمت امرها و مدت يدها الى الباب لتفتحه، فوجدته مغلق، تنهدت قائلة:
يعنى وانتى كنتى فاكرة ان سى آوس هيسيبلك الباب مفتوح، انتى عبيطة يابنتى ولا ايه؟
ضربت رأسها بيدها وابتسمت ثم صعدت الى حجرتها مرة اخرى لتنال قسطا من الراحة فقد كان اليوم طويلا جدا.

انسانى ياآوس، انسانى وعيش حياتك
نطقت حنان بتلك العبارة بصوت رقيق، تأمل آوس ملامحها الرقيقة قائلا فى حزن:
مقدرش انساكى ياحنان، انتى حبيبتى
ابتسمت حنان قائلة:
حب تانى ياآوس، افتح قلبك، هات ام تانية لابننا أسامة
أمسك يدها قائلا:
مقدرش ياحنان، محدش فى الدنيا ممكن ياخد مكانك
شبكت اصابعها باصابعه قائلة:
فيه ياآوس، بص حواليك ياحبيبى، عشان خاطر ابننا
نظر اليها قائلا فى حزن:
مش قبل ما اخد بتارك ياحنان
قالت حنان:.

شيل من قلبك سواد الانتقام، سيبهم لربنا هو اللى هيجازيهم وانسانى ياآوس، انسانى
تركت يده وبدأت فى الابتعاد فصرخ آوس قائلا:
حناااااان
قام من نومه وهو يصرخ باسمها، نظر حوله فأدرك أنه يحلم، فزفر بقوة وهو يمسح وجهه بتعب ثم نهض من سريره وخرج من الغرفة ليجد رقية جالسة على الأريكة تتصفح الانترنت على هاتفها، اقترب منها وجلس بجوارها فى هدوء، تركت هاتفها ونظرت اليه لتجده شاحب الوجه فقالت بقلق:.

مالك ياآوس؟فيك ايه؟
أرجع آوس رأسه الى الوراء قائلا فى همس حزين:
حنان يارقية
عقدت حاجبيها قائلة:
حنان؟
نظر اليها فى حزن قائلا:
شفتها فى الحلم
ازداد انعقاد حاجبيها فى حيرة قائلة:
وفيها ايه؟ما انت علطول بتشوفها فى احلامك
زفر بقوة قائلا:
بقالها كتير مبتزورنيش فى الأحلام، وانهاردة كان كلامها غريب
قالت فى حيرة:
ازاى يعنى كلامها كان غريب؟
حكى لها تفاصيل حلمه، فتنهدت رقية قائلة:.

والله حنان قالت اللى كان نفسى اقولهولك ياآوس
قال آوس فى حدة:
حتى انتى يارقية
اعتدلت رقية فى مجلسها وهى تقول:
ايوة ياآوس، حتى انا، حنان ماتت من 3 سنين، وانت محتاج حد فى حياتك ياخد باله منك، وأسامة محتاج أم
نظر اليها آوس قائلا:
ما انتى موجودة يارقية، بتاخدى بالك منى وحنينة على أسامة زى أمه بالظبط
قالت رقية:.

انت فاهم قصدى ياآوس، انت مش محتاج حد ياخد باله من طلباتك، انت محتاج حد ياخد باله من مشاعرك، يكون لك صدر حنين يشيل عنك همومك
تنهد آوس قائلا:
مقدرش يارقية، مقدرش اتجوز واحدة واظلمها لان قلبى مع غيرها
قالت رقية:
مش يمكن اللى تتجوزها تكسب قلبك ياآوس، وتخليك تحبها زى حنان
انتفض آوس قائلا فى غضب:
مش ممكن ابدا حد تانى ياخد مكان حنان فى قلبى، فاهمة ولا لأ؟
قالت رقية:.

خلاص اهدى ياآوس، انا بقول بس تفكر فى كلام حنان، اكيد حنان حاسة بيك، ما هو مش معقول هتجيلك وتقولك الكلام ده غير لما يكون فيه حد جديد دخل حياتك يااوس وممكن تكون هى دى اللى هتبقى تعويض ليك من ربنا
لا يدري لما تمثلت امامه صورة حور لينفض افكاره بسرعة قائلا لها:
اقفلى الموضوع ده خالص يارقية وياريت منتكلمش فيه تانى، انا هقوم انام عشان ورايا مشوار مهم بكرة، تصبحى على خير
قالت رقية بحزن:
تلاقى الخير ياآوس.

توجه آوس الى حجرته ودلف اليها تتابعه عينا رقية التى قالت فى حزن:
ربنا يهديك ياآوس ويرزقك ببنت الحلال اللى تنسيك جرحك وتسعد قلبك يااخويا.

ابتسمت سعاد وهى تنظر الى قصى الشارد قائلة:
اللى واخد عقلك يتهنى بيه ياقصى
التفت اليها قصى مبتسما وهو يقول:
بنتك هتجننى ياسوسو
ازدادت ابتسامة سعاد اتساعا وهى تقول:
وهى بنتى جت جنبك ياواد انت، ده حتى من ساعة ماانت رجعت واحنا مبنشفهاش
تنهد قصى قائلا:
وده اللى هيجننى، شكلها مش طايقانى، ولا قادرة تنسى اللى عملته زمان
ربتت سعاد على يده قائلة:.

متزعلش نفسك، غصب عنها ياقصى، انت جرحتها اوى، وهى مش هتقدر تتفهم أسبابك
أغمض قصى عينيه فى حزن قائلا:
ندمان ع اللى عملته معاها، ندمان ع اللى قلته ليها، قبل ما اجرحها، مسكت سكينة وجرحت بيها قلبى، قلبى اللى اكتشف انه معاها وملكها من يوم ما شفايفها لمست شفايفى، بس مكنش ينفع، كانت لسة صغيرة، مراهقة واتعلقت بوهم، خفت فى يوم تفوق وتندم انها حبتنى
قالت سعاد:.

غلطان ياقصى، غلطان يوم ما اتصورت ان حبها ليك كان وهم، أميرة مشاعرها زى مشاعر باباها الله يرحمه، ثابتة وقوية وزى ما خدت قوة مشاعره، خدت عنده وكبرياؤه، اللى اهم عنده من قلبه، وانت اهنتها فى انوثتها وذليت كبريائها وصعب اوى تسامحك ياقصى
نظر اليها قصى قائلا فى الم حائر:
يعنى مفيش فايدة؟
تنهدت سعاد قائلة:.

مش عارفة اقولك ايه ياقصى؟، انا واثقة انها لسة بتحبك، لو كنت انتهيت بالنسبة لها، مكنتش هترفض تزورك معانا كل سنة وكمان مكنتش اتجنبت تشوفك من يوم ما رجعت، كنت هتبقى بالنسبة لها عادى، حاول ياقصى جايز تنجح وتسامحك
التمعت عينا قصى وهو يقول:
هحاول ياسوسو، بس انا عندى فكرة وعايزك تساعدينى فيها
عقدت سعاد حاجبيها قائلة:
فكرة ايه؟
ابتسم قصى قائلا:
هقولك، اسمعى ياستى...

رحتى فين يامرمر؟انا بكلمك من بدرى؟
نطق جاسر بذلك السؤال فى حيرة لتفيق اميرة من افكارها وتنظر اليه قائلة:
اسفة ياجاسر، كنت بتقول ايه؟
نزع جاسر نظارته وهو يعقد حاجبيه قائلا:
لا انتى مش على طبيعتك خالص، فيه حاجة جديدة؟
هزت رأسها نفيا وهى تقول:
لا
قال جاسر:
لسة بردو بتتجنبى تشوفيه؟
اومأت برأسها ايجابا قائلة:
أيوة
قال جاسر فى هدوء وهو يتفحص ملامحها:
وتفتكرى انتى مرتاحة كدة؟
ترقرقت الدموع فى عينيها قائلة:.

قلبى وجعنى اوى ياجاسر، انا كنت فاكرة هكون مرتاحة لما ابعد عن طريقه، كنت فاكرة وجوده معايا فى بيت واحد مش هيفرق كتير، لكن فرق ياجاسر، حاسة وجوده فى كل شبر فى البيت، شامة ريحته حوالية، حتى فى اوضتى ياجاسر، فى اوضتى، انا هتجنن
ربت جاسر على يدها قائلا:
لسة عشقه فى دمك يااميرة، ومش هترتاحى غير لو ارتبطى بواحد تانى وهو ارتبط بغيرك
نزلت دموعها فى تلك اللحظة وهى تشعر بالوجع فى قلبها، قالت من بين دموعها:.

مقدرش اتخيل نفسى مع واحد غيره، ومستحيل اقدر اتخيله مع واحدة تانية، انا كنت امووت
مد يده ليمسح دموعها قائلا فى حزن:
خلاص ياقلبى متعيطيش، دموعك غالية اوى عندى
انتفضت اميرة فى تلك اللحظة على صوت قصى يقول فى حدة:
الله الله، وايه كمان ياسى روميو؟
التفت اليه جاسر فى غضب قائلا:
وانت تطلع مين ودخلت هنا ازاى؟
افاقت اميرة من صدمتها فاسرعت تقول:
ده قصى الرفاعى ياجاسر
ثم نظرت الى قصى قائلة:
وده جاسر ابن عمى ياقصى.

نظر اليها قصى فى غضب، ثم نظر الى جاسر قائلا فى حدة:
تشرفنا
بادله جاسر حديثه وهو يقول:
أهلا
ثم نظر الى اميرة قائلا:
انا رايح مكتبى، لو عوزتينى كلمينى
اومأت اميرة برأسها وهى تبتلع ريقها بتوتر، خرج جاسر وهو يرمق قصى بغضب بادله اياه قصى
وما ان اغلق قصى الباب وراء جاسر حتى التفت الى اميرة التى قالت بهدوء لا يعكس توترها:
خير يا قصى، ياترى ايه سبب الزيارة دى؟

كانت ملامح قصى الغاضبة تنعكس على صوته وهو يقول مباشرة:
ايه علاقتك باللى اسمه جاسر ده؟
نظرت اليه اميرة قائلة فى دهشة:
ما قلتلك ابن عمى
نظر الى عينيها مباشرة وهو يقترب منها قائلا:
انتى متأكدة انه مش اكتر من كدة؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تراه يقترب منها ولكنها تمالكت نفسها قائلة:
طبعا متأكدة، هو فيه ايه بالظبط، ليه بتسأل السؤال ده؟ وانت متعصب كدة ليه؟
عادت ملامح قصى باردة لاتعكس مشاعره الثائرة وهو يقول:.

مش وقته، كل شئ بأوان، المهم انا جايلك فى موضوع مهم، موضوع هيتوقف عليه حاجات كتير اوى
عقدت حاجبيها وقد أثارتها كلماته قائلة:
خير ان شاء الله
ابتسم ابتسامة لم تصل الى عينيه وهو يقول:
خير يااميرة، كل خير.

قال طارق فى قلق:
سعيد اتأخر
قال آوس فى ثبات:
كل الموضوع 5 دقايق ياطارق، متقلقش أكيد جاى، ده انا خاطف بنته
قال طارق بحدة:
اهو مش تاعبنى غير خطفك لبنته، البنت جميلة اوى ياآوس وبريئة اوى
قال آوس فى عصبية:
عرفنا ياسيدى انها جميلة، مش كل شوية هتقولهالى
نظر طارق اليه فى دهشة قائلا:
طب وانت متعصب علية كدة ليه؟انا الحق علية انى قلقت عليك ومرضتش اسيبك فى الموقف ده لوحدك، كتر خيرك ياكبير
زفر آوس بقوة ثم قال:.

ولا متعصب ولا حاجة، حقك علية ياطارق واسكت بقى عشان فيه عربية جاية علينا
قالها وهو ينظر الى تلك السيارة مضيقا عينيه فى قلق ثم مالبث ان قال بحدة:
اطلع بالعربية ياطارق، بسرعة
نظر اليه طارق بدهشة فقال له آوس بصرامة:
انت لسة هتبصلى، بقولك اطلع
وبالفعل انطلق طارق بسرعة وفجأة انطلقت خلفهم الرصاصات، يناورهم طارق ببراعة، انتزع آوس سلاحه قائلا:
خلى بالك انت م الطريق وحاول تكون ثابت وسيبلى أنا الكلاب دول.

وخرج من نافذة السيارة يطلق رصاصاته على السيارة الاخرى بمهارة حتى أصاب اطاراتها فانقلبت عدة مرات ثم توقفت لتنفجر بقوة، جلس آوس مكانه مرة اخرى ليقول طارق بفرحة:
الحمد لله، ده انا قلت ضعت بلاش ياواد ياطارق، تسلم ايدك ياكبير
لم يجد اجابة من آوس فالتفت اليه ليجده مغمض العينين، توقف بالسيارو قائلا فى قلق:
آوس، مبتردش علية ليه؟
لم يرد آوس مجددا فهزه قائلا:
آوس.

شعر بيده تبتل فرفعها ليرى الدماء الحمراء والتى لم يظهرها قميص آوس الأسود، ابتلع ريقه فى خوف وأبعد قميص آوس لتظهر الاصابة واضحة، أسرع طارق ليقود السيارة وهو يجرى اتصالا، قائلا فى وجل:
ايوة ياعلى، آوس اتصاب، الحمد لله الاصابة فى كتفه تجيب شنطتك وتجيلنا على فيلته اللى فى المقطم، بسرعة ياعلى، آوس نزف كتير
وأغلق الهاتف وهو يقود بسرعة، يلقى بين الحين والحين نظرة قلقة على صديقه.

شعرت حور بحركة غريبة خارج حجرتها، واصوات كثيرة، تسائلت فى صمت، هل عاد آوس؟، خرجت من الغرفة لتجد آوس غائبا عن الوعى يحمله رجلان، لا تدر لم شعرت بالخوف، اغلقت الباب مرة اخرى، لمحها طارق ولكنه لم يتحدث بل فتح باب حجرة آوس بمفتاح من سلسلة مفاتيحه، ليدلفوا اليها، قال الطبيب على:
عايز مية سخنة ومناشف نضيفة ياطارق
أومأ طارق برأسه ايجابا ثم خرج بسرعة، طرق باب الحجرة المجاورة لتفتحه حور قائلة فى قلق:.

افندم
غض طارق بصره قائلا بسرعة:
انا متأسف جدا بس محتاجين مية سخنة ومناشف نضيفة عشان آوس متصاب وانا متوتر ومش هعرف ادور
اومأت حور برأسها قائلة:
ثوانى هجيبهملك.

لاتدرى حور لما شعرت بالقلق على آوس ولكنها لم تقف لتحلل مشاعرها بل أسرعت الى المطبخ لتحضر ما طلبه ذلك الرجل منها، انه يبدو رجلا صالحا، لذا احساسها بأن آوس ليس شريراكما يحاول ان يبدو، هو احساسا بمحله، صعدت الدرج وناولته ما طلبه، أخذهم منها شاكرا اياها واسرع الى حجرة آوس، وقفت حور على باب الحجرة تتابع ما يحدث فى صمت، قال الطبيب:
محتاجين دم تاتى وبسرعة، الدم اللى جبته مكفاش
قال طارق بتوتر:.

ما انت عارف ان فصيلته نادرة ومش سهل ألاقيها
قال على بحدة:
اتصرف ياطارق، احنا كدة بنخسره
تنحنحت حور فالتفتوا اليها بدهشة يلاحظون وجودها معهم لاول مرة، قالت بخجل:
احمم، هى، فصيلة دمه ايه؟
قال على وهو يحاول ان يخرج من تأثير جمالها ويركز على حالة آوس:
أو سالب
نظرت اليهم قائلة فى تردد:
أنا، أنا أو سالب، وممكن تاخدوا منى الدم اللى هو محتاجه
نظر الطبيب الى طارق قائلا:
مين دى ياطارق؟
قال طارق فى عصبية:.

مش وقته ياعلى، انجز وخد منها الدم والحق آوس
أومأ على برأسه وهو فى حيرة من أمره يتسائل عن تلك الفتاة رائعة الجمال، ماذا تفعل فى بيت آوس، وكيف سيطاوعه قلبه ان يضع الابرة فى يدها الرقيقة، نفض أفكاره ليقوم بالتركيز على انقاذ آوس، ابن عمه وصديقه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة