قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية سجينة ظله الجزء الثاني للكاتبة روان محمود الفصل السابع والعشرون

رواية سجينة ظله الجزء الثاني للكاتبة روان محمود الفصل السابع والعشرون

رواية سجينة ظله الجزء الثاني للكاتبة روان محمود الفصل السابع والعشرون

في الساعه التاسعه مساءا، انتظر كلا من شريف وصهيب العروستين امام صالون تجميل العرائس وسط مجموعه من الأغاني وابواق السيارات المرتفعه
بينما بالداخل انتهت سلمي من المكياج الخاص بها وارتداء فستانها واصبحت علي اتم استعداد للخروج
بينما شهد المتذمره لم تنتهي بعد بل وتوبخ الفتاه التي تعمل علي تجميل وجهها وتتذمر عليها
ارتفعت ابواق السيارات أكثر وأكثر وقت أن خرجت العروستين تحمل كلا منهما فستانها..

اتسعت عيني شريف وصهيب كلاً منهم لاسبابه الخاصه التي لاتتشابه إطلاقاً مع الآخر،
رأي شريف ملاكه الخاص تخرج بكل دلال ورقه بفستان أقال مايقال عنه أنه خُلق خصيصا ليكون مرسوماً علي جسدها بهذه الحرفيه، عندما وقع نظره عليه لأوى مره. ظن ان الفستان سيزيد من جمالها فابتاعه من أجلخا حتى تكون سعيده.

لكن ما إن رآه عليها حتى غير رأيه تماماً فهي تزيده جمالا فوق جمالا، ملاك تتقدم تجاه داخل فستان أبيض مرصع بالورود ضيق من الصدر ويتسع عند الخصر ليتزين بورود صغيره رقيقه حتى نهايته بأكمامه الدانتيل التي تعطي له رونقه الخاص.

ولكن المفاجأه الكبري له قطعه القماش التي تغطي بها شعرها، نعم محجبه أخذت قرارها لأوى مره أن تبدأ حياتها معه برضي الرحمَن. فقد حاول إسعادها وأتي بهذا الفستان من إجلها فلتسعده هي الآخري بشئ تمنته منذ زمن وقد حان وقته
خرجت بوجه أشبه للملائكه. يضيف لها الحجاب المزين بذلك التاج الفضي اللامع رونق علي رونقها وجمالاً علي جمالها لم يتخيل يومأً أن يراه علي أنثي من بني البشر.

خجلت من قوة نظراته المشبعه بالحب. الدفئ. الرضي. السعاده. الذهول. يشوبها بعض من الرغبه كل هذا تجمع في نظراته لتخفض وجهها خجلا وتزداد وجنتيها إحمراراً.

أما الأخري خرجت ولم تهتم بذلك المتسمر أمامها من الدهشه ويفرك عينيه لعله يصدق مايراه. بل نظرت بطفوله وحنق لنظرات شريف لأختها ومفاجأته بحجابها والحب المنتشر قي الأجواء وخجل سلمي لتمتعض بطفوله أكثر وتذم شفتيها، التفتت إلى صهيب بحنق. تشع نظرات الغضب من عينيه بينما الذهول مرتسم علي وجهه.

تقدمت منه بخطوات أشبه للركض ولم تنتظر أن يتقدم أولاً منها. لم تتبع أي عرف بل ساقها حنقها اتجاهه لتدفع سلمي بكتفها غيظاً منها وهي تمر بجانبها وتسير بخطوات أشبه بالركض لتصل زوجها أولا، بفيتان لايقل جمالا وفخامه عن فستان الأخري
فهو هديه من والده زوجها التي تعتبرها والدتها. فستان ضيق من الاعلي بأكمام من الدانتيل لينزل باتساع من الخصر بطريقه مبلغ بها كأنها أميره من أميرات ديزني.
جعلها رقيقه هشه..

وصلت لصهيب تدفعه بغضب من أمام سيارته. تفتح الباب وتجلس بداخلها أمام نظراته المذهوله..
بعد ثواني سمع صوتها الغاضب المتهكم
ايه هتفضل مبحلق قدامك كده كتير مش هتركب..
اردفت بحنق تُكمِل حديثها
ليه ياربي كده هي يبصلها كده وانا تجبلي واحد مستغرب..

جلس بجانبها ليقود سيارته وهو يكتم ضحكاته علي منظرها التهكم عروس صغير داخل فستان كبير. أشبه بعروسه الباربي كما صورها أول مره في مخيلته لم تضع أي شئ من أدوات التجميل بوجهها سوي ملمع شفاه بسيط. تذم شفتيها ليظهر أكثر
طفله بملامح بريئه حانقه داخل فستان زفاف. سمع صوتها الطفولي الحانق متلازماً مع دفعه خفيفه بكتفه الأيمن.

ايه مش هتقولي ايه الحلاوة دي. اي حاجه من اللي بيقولها لبعض ولا حلو بس تقعد باصصلي باستغراب كإنك شايف زومبي قدامك اووووف
أطلق لضحكاته العنان لايستطيع أن يتوقف عن الضحك لو تعلم مايجول بخاطره لم تكن لتتحدث بهذه الطريقه وتشبه نفسها بالزومبي، نعم لاتعلم أنه يريد التهامها الآن كقطعه شوكولاته صغيره شهيه تحثه علي التهامها في الحال.

حاول تمالك ضحكاته حتى لاتمد شفتيها اكثر من ذلك وتثيره أكثر بمنظرها الطفولي قائلا
محتطيش اي حاجه فوشك ليه زي أي عروسه يامصيبتي
انهي كلماته بابتسامه علي شفتيه عندما ذمت شفتيها أكثر من لقبها الذي يلقبها به دائما..
زفرت بغضب تضرب قدميها بالأرض كالاطفال لتدهسه بغير قصد ليتأوه وهي تهتف ببراءه وامتعاض
كده محطيتش أنا حرررره..
انا مبحبش المكياج أصلا. الناس اللي بتحط المكياج دي بتحطه عشان يحليها وانا حلوه أصلا.

نظر لها بتهكم مصطنع يعلم أنه سبب غير حقيقي لكن بالفعل هي جميله بدونه وبريئه لو تعلم ذلك.
تذمرت أكثر عندما اقتنصت نظرته التهكميه لتهتف بغضب
حلوه او مش حلوه مش مشكله، بس ليه يعني اروح الكوافير اقعد فيه سبع ساعات ولا تمن ساعات بيعملوا ايه فوشي
ده وش انسان مش بيشطبوا شقه
وتقعد تحطلي طبقه فوق طبقه فوق طبقه ولا كأنها بتمعجن وشي والوان ولا عروسة المولد وتحطلي مظلات فوق عيني وتقولي رمووش.

تعمييني خالص عشان حطالي رموش تقيله مش شايفه بيها. هي دي يعني مقاييس الجمال عندكم؟
واحده ماشيه بمقشات فوق عنيها؟
وبعدين أدمع تزعقلي عشان دمعت وتقولي بوظتيه وهنعيده تاني، تعيد اللي عملته فخمس ساعات او سته تصوووور؟
وتزعقلي ليييييه أصلاً ماهي السبب حطالي مقشات فوق عيني وانا عيني حساسه قال يعني كده هبقي ملكة جمال..

ومسحت كل اللي فوشي وعايزه تعيده تاني قومت قايلالها مش عايزه متحطيش حاجه. وطلعت الروج بتاعي الخفيف حطيت وطلعت وخلاص
نظرت له بتوجس من كثرة حديثها تعلم أنه غاضب فهو يريدها جميله مثل أي عروس لكن من وجهة نظرها هذا تدمير لبشرة أي عروس. فهي تكره طبقات المساحيق التجميليه التي توضع وكانهم يصنعون كعكة عيد الميلادلم يتحدث لايعلم من اين اتت بكل تلك الحكمه في هذا السن الصغير فهي محقه في كل كلماتها وحديثها.

كتم ابتسامته الدافئه قبل أن يلتفت لها لكن قاطعته بكفها علي شفتيه قبل أن يردف بأي كلمه
أنا عارفه انك هتدايق وهتقول هي مش متحمله مسؤلية منظرنا قدام الناس والكلام ده. اني ازاي ابقي مش حابه حاجه فاعملها من غير مارجعلك
الكوافيره وسلمي اتخانقوا معايا وقالولي مينفعش وانك هتزعل وعارفه انك نفسك عروستك تبقي زي اي عروسه خصوصا اني احتي عروسه معايا والناس هتقعد تقارن
وعارفه انك هتخاف علي منظرك قدام الناس.

بس كل ده يهون قصاد اني معملش حاجه مبحبهاشصمتت قليلا لتزفر بملل وحزن علي صمته
وبعدين متزعلش احنا مش رايحين عشان حد يتفرج علينا وشوفونا حلوين ولا لا وهنعجبهم ولا لأ ونستني رأيهم. نما كده كده هيتكلموا
احنا رايحين عشان احنا نكون مبسوطين مش هما إلى يكونوا مبسوطين احنا مش اراجوزات عشان حد يتفرج علينا احنا عاملين الفرح عشان احنا إلى ننبسط مش هما..

وبعدين انا مش هستحمل كل الطبقات دي علي وشؤ والمظلات اللي كانت حطهالي واربع ساعات تانين عشان حد يتفرج عليا ويقارن مابيني ومابينها
حتى لو كان الحد ده إنت وهتشوفها احلي مني انا كده ومش هتغير..
اكملت بعبوس طفله
انا آه مش عايزاك تزعل ومبحبش أزعلك بس انا كمان مبحبش اتصنع ومتوتره بالبتاع المنفوش ده وكنت هدايق لو كانت كل الطبقات دي علي وشي هيبقي طبقات فوق وتحت.

نظرت له ببراءه ومازالت كفها علي شفتيه. تأففت مُردِفه
انت مبتردش ليه؟ هو انت زعلااان؟
نظر بعينيه لأسفل بتهكم علي سؤالها فأزاحت كفها سريعا عن شفتيه ووجنتيها تتخضب بالدماء
تنفس بعمق قبل ان تظهر ابتسامه جانبيه علي شفتيه حبا في هذا المخلوق الصغير الجالس بجانبه. تصنع العصبيه بينما ملامحه تبتسم وكأنه يتهكم علي جملتها الأخيره قائلا
هو انتي مديااااني فرصه ارد أصلا. ايه بالعه راديو؟

ضحكت ضحكات قصيره متقطعه علي مزحته وعصبيته التي تعشقها فهو مكتمل الرجوله بالنسبه لها نعم تحقق حلمها بالزواج منه ولن تندم أبداً خاصة بوجود شمس الام التي افتقدتها طوا حياتها. نظرت أرضا بخجل
ظن أنها حزنت ظناً منها انه غير راضي عن فعلتها. وضع كفه علي وجنتها الساخنه المزينه بإحمرارها الطبيعي من الخجل ليبتسم بوسامه وجاذبيه تجعل قلبها يسقط صريعا لهواه مره عن مره
يعني الخدود الحمرا دي طبيعي؟

ابتسمت لابتسامته وازداد خجلها وهي تومأ برأسها بينما ترتعش من ملمس كفه الخشن علي وجنتها
اكمل يتلاعب بأعصابها وهو يمرر سبابته علي وجهها بينمة ينظر للطريق أمامه
والبشره الحلوه دي طبيعيه والشفايف اللي عايزه..
رفعت رأسها ونظرت له عندما توقفت جملته في منتصفها ليغمز لها بخبث. شهقت ونظرت للاسفل بينما ابتسامه صغيره مرسومه علي شفتيها من اعجابه ومغازلته لها.

بينما ذهبت سلمي بخطوات متعثره من ضخامة فستانها الابيض. تعثرت قليلا قبل أن يلتقط كفها الصغير داخل كفه الضخم الدافئ يلثمه برقه وحب. ينظر داخل عيونها تائه في بحورها الصافيه العذبه
ابتسمت بخجل وتقدمت اتجاه سيارته لتجلس بجانبه في صمت. قطع الصمت وهو يقود سيارته بينما عينيه تجول فوق ملامحها بتمهل وجرأه غير معتاده.

ملاك بفستان أبيض وطرحه بيضه. مكنتش متخيل إن مفاجأتك هتبقي حلوه كده وتطلع أحلي من إني جبتلك الفستان
اخرجت صوتها من حلقها بصعوبه من شدة الخجل. تهتف بتلعثم حاول تبين كلماته بصعوبه بسبب صوتها الهامس
حبيت أبدأ حياتنا بطاعة ربنا عشان ربنا يباركلنا فيها. وعارفه انك هتفرح مش هتزعل فقولت اعمل حاجه تفرحنا احنا الاتنين وترضي ربنا واكيد الحجاب مش هيقلل من جمالي كعروسه يعني.

ابتسم بحب علي هذه الهدية السماوية التي أهداها القدر له
انتي جميله بيه فوق جمالك مليون مره..
وفرحان أوي انك هديه محفوظه ليا أنا وبس مفيش نقطه من جيمك باينه ولا شعرك وكأنك ملكيه خاصه ليا وجليزه فزت بيها أخيراا، جوهره.
ابتسمت ونظرت أرضا علؤ كلامه المغسول بينما عينيه لم تفارق ملامحها المحببه إلى قلبه. اردفت بحب.

احنا كمان كل شهر هنبدأ نتعلم ونواظب علي عاده مفيده زي الأذكار او نقرأ قرآن كل يوم مع بعض ونشجع بعض او نقرا ايات معينه قبل النوم
كل شهر نتعود علي حاجه جديده تقربنا من ربنا وعلي مهاية الشهر تبقي جزء من حياتنا وتبقي حاجه طبيعيه، عشان ربنا يباركلنا في حياتنا ونساعد بعض علي طاعته وفنفس الوقت نكسر الروتين
التفت بحب يوافقها بقلبه قبل عقله علي هذا الكلام النقي يريد أن يقبلها مع كل كلمه تردف بها شفتيها.

طيب اسكتي بقا وخلي الفرح ده يعدي علي خير بدل مااطلع علي شقتنا وانا هموت واعملها
انهي حديثه بابتسامه ماكره يتفحصها من أعلاها لأسفلها بنظره خبيثه أخجلتها بينما صمتت الأخري تتحاشي عينيه تدعو أن يمر اليوم بسلام، قلبها يرفرف بالسعاده علي حبيبها الذي صار من نصيبها وسيهديهم الله سويا
في منتصف اليوم. ولجت سميره إلى غرفة فجر وتركت لها الفستان الذي احضره ولدها.

خرجت فجر من المرحاض يظهر علي عينيها الإحمرار من كثرة البكاء. منتفخه بعض الشئ.
ضربت سميره علي صدرها بقوه. تردف بخوف
مالك يابنتي. كل ده عشان موافقش علي الفستان. متعمليش فنفسك كده. اهو جابلك فستان أحلي منه مليون مره، ومحترم وشيك
جلست فجر علي الفراش. لم تعير الفستان الجديد أي أهميه. بدأت عبراتها تسقط واحده تلو الآخري امام أعين سميره
جلست سريعا بجانبها تربت علي ظهرها تهدهدها. تأخذها باحضانها.

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، انا لازم ارقيكي اكيد اتحسدتي انا او جوزك او انتي ماهو الواحد ممكن يحسد نفسه
لم تجد غير الصمت من فجر لتقرأ عليها المعوذتين كل منهم ثلاث مره مع الصمد واآية اكرسي وبعض الأدعيه وآسات من الذكر احكيم الخاصه بالرقيه الشرعيه بينما كفها علي جبهتها
انتهت منها بينما الأخري تبكي بأحضانها. جذبتها خارج أحضانها تخبرها بحنان.

يلا استعيذي بالله من الشيطان الرجيم كده وقومي البسي عشان معتز هيفوت علينا بعد الشركه يوصلنا الفرح عايزكي تجننيه تبقي أحلي واحده هناك. جايز ربنا يصلحلكم الحال. يلا يابنتي
ردت فجر بصوت أشبه بالبكاء
معتز معادتش عايزني ياعمتو بيقولي اني بقيت بنت خاله بس وهيطلقني
صمتت سميره قليلا لترد عليها بتيقن.

مفيش الكلام ده ياهبله. انتي بس إلى بعيده والواد تلاقيه زهق انشالله الست النهارده تللي قولتلك عليها هتقابلنا فالفرح جايبالك حاجات حلوه تصالحيه بيها
وبعدين ده بيموت فيكي تلاقيه بيهددك بس. يلا قومي البسي وعرفيه مراته تبقي مين وخليكي قويه مفيش حاجه تكسرك
الواحد هو اللي بيكسر نفسه مش الناس. لما بيكون قابل للكسر كل الناس بتكسره وبتدوس عليه. لكن القوي ببيساندوه وبيقوه أكتر.

خليكي قويه وضد الدنيا متخليهاش تغلبك مهما حصل. خدي حقك منها بالقوه وسعادتك منها بالرضي. وجوزك ده حقك ياهبله متسيبهوش يضيع منكيلا وريني هتعملي ايه عشان ترجعي جوزك
ابتسمت فجر ومسحت عبراتها بكفها وهي تهتف بتصميم وبلمعه خاصه بعينيها فقد اتخذت قرارها
طيب ياعمتو انا عايزاكي اما معتز يجي تروحي معاه انتي وبابا وانا هاجي لوحدي
ولو سالم عليا قوليله قالت تعبانه ومش هتروح مااشي
رفعت سميره إحدي حاجبيها.

ماشي يابنت سمير اما نشوف أخرتها
إن كنت نار تحاول إحراقي فأنا الماء التي ستطفي شعلاتك وتحطم كل قراراتك. وان كنت جليد فأنا الحرارة التي ستصهرك. ستعرف اليوم أياً منا القادر علي إذابه الآخر في حبه وصهره ليشكله كما يريد
يامن شكلت قلبي كالصلصال وجعلت اسمك يُوشم علي كل جزء من جسدي. سأحرقك بحب كما أحرقتني بعشقك أيها المغرور الوقح..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة