قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية سجينة ظله الجزء الثاني للكاتبة روان محمود الفصل الخامس والعشرون

رواية سجينة ظله الجزء الثاني للكاتبة روان محمود الفصل الخامس والعشرون

رواية سجينة ظله الجزء الثاني للكاتبة روان محمود الفصل الخامس والعشرون

انتفضت فجر بغضب بعد أن سمعت تلك المحادثه البغيضه التي دارت بينه وبين صديقه. أثارت غضبها بدرجه لم تتوقعها، لاتعلم لما كل هذا الغضب من مجرد محادثه تليفونيه. الغيره تحرقها تعلم انه ملفت الأنظار خاصة بوسامته المفرطه وشخصيته الرزينه الجذابه. الحاده بعض الوقت والمسيطره وهذا مايعشقه الفتيات المدللات..

ابدلت ملابس نومها سريعا حتى تذهب إلى والدها وهي مازالت تحترق غضبا منه. خرج من المرحاض ببنطال قطني فقط بينما صدره البرنزي اللامع عاري. شهقت بخجل من منظره العاري بينما يهتف الآخر بمكر وابتسامه عابثه تزين شفتيه
آيه يا حلوه اول مره تشوفيني كده
تادارت وجهها إلى جهة اخري سعيده عن صدره الذي يثيرها لان تكون بداخل أحضانه تستمع بدفئه وعطره الذي يتناغم بقوه مع عطر جسده الأصلي.

تنهدت بقوه تخرج أنفاسها لعلها تتخلص من الثقل الجاسم علي صدرها. اتجهت إلى خزانه الملابس حتى تخرج حقيبه مناسبه بجوار ملابسها
اقترب أكثر وأكثر منها بضحكه قد تصل إلى أذنيه بينما يحاول أن يخفيها. استقر خلفها مباشره أنفاسه الدافئة تلفح عنقها ببشرته الحساسيه من الخلف لترتبك بينما يقترب بشفتيه بأنفاسه إلى عنقها بل يتقدم بعنقه روايه عن عنقها.

ارتبكت. تصنمت في موقعها. اردفت بتلعثم وانفاس تتسارع وصدرها يعلو ويهبط بقوه
بتعمل ايه إلى بتعمله ده مش يتأثر عليا
أقترب أكثر يستند بصدره العاري يلامس ظهرها الذي يمنعه عنهاطبقه رقيقه من الملابس
وامتدت رأسه إلى الامام أكثر ليصبح بجانب شفتيها يوجه انفاسه الساخنه بطريقه مثيره، جاهدت في إخراج صوتها ولكن خرج بصوت منخفض جدا يكاد لا يسمع وهي تغلق عينيها بقوة
معتتتتز..

همهم بالقرب من شفتيها بينما عينيه تتنقل بحريه
مممممممم
لمست شفتيه وجنتيها برقه ولكن كأنها نسمه وهي تردف مغمضة العينين مستمتع بأنفاسه وملمس بشرته الخشنه
ابعددددددددد
التقط أسرته من داخل خزانه الملابس بخفه وهو يبتعد يرمقها بسخريه بعد أن اوصلها إلى حالة التشتت الخاصه به يردف بتلاعب منتصر
انا مكلمتكيش انتي بتتلككي ياحلوه.

فتحت عيونها سريعا علي صدمة ابتعاده عنها لتلتفت إليه بغضب. خجل. ذهول، تشتت، كل المشاعر متجمعه في نظراتها التي تقابل ابتسامته اللعوب، غمز لها بخفه وهي يرتدي الستره التي جلبها
ولا انتي نفسك بالقرب ومكسووفه. قالولي ياحلوه أنا زي جوزك برده
ظلت علي نظراتها الواجمه المذهوله تتفحصه من أعلاه لأسفله بذهول ممافعله وإحراجها الذي يروقه، اتجه إليها يدفعها بخفه ليمر من جانبها.

بتبصيلي كده ليه، أوعي تكوني معجبه بيا زي اللي فالشركه أو المستشفي أو إلى حته
تحولت نظراتها من الذهول إلى الغضب والغيرة، انتهي من تبديل ملابسه يتحدث إليها. لايعيرها أي أهميه
أنا عارف إني جذاب ومثير ومش أي واحده تقدر تقاومني، وفرري نظراتك يا حلوه لنفسك
اتجهت إليه تدفعه بغضب لن يؤثر ببنيته القويه
انت مش حلو أصلا ولا مثير ولا جذاب ولا زفت والبنات اللي هتموت عليك دي بنات فاضيه ومدلعه..
ركلته بساقه بغضب.

وانت لو سمعت واحده بتتكلم كده تاني أو لمحتك بتبص لوحدك هزعلللللك يابت الحاتي، ساااااامع
مش فجر اللي تبقي معاااك وتبص لغيرها فااااهم ولا أفهمك بطريقتي.

اقترب بضحكه جذابه يقهقه بينما تتفتح ملامحه ليصبح مثير وجذاب أكثر وأكثر. ياااالله ضحكاته وابتسامته هلاك لأي أنثي. خطر عليها وعلي قلبها المسكين الذي يعشق ابتسامة ذلك الوقح. يجب أن تحرم الضحك عليه ولا تجعله يبتسم أمام أي أي أنثي أخري. بينما التهت بضحكاته ووسامته التي تشكل خطر عليها اقترب يهتف بنبره لعوب هامسه ويديه تحاوط خصرها بتملك.

لأ فهميني بطريقتك، أصل بحب طريقتك أوووي ياروحي وانتي عصبيه كده، ها مستني الطريقه.
اتبع حديثه بغمزه وضحاته ترتفع مع ارتفاع حنقها منه دفعته بغضب ابتعد عنها بينما أمسكت بالحذاء بلاستيك تلقيه عليه ليتفداه بمهارة، بحثت عن أخر بجانبها لم تجد
ليبتسم باتساع ويهتف برزانه تجعل عقلها يكاد يجن وهو يمد كفه اتجاهها بالحذاء
خديه. خديه احدفيه تاني مجاش أول مره
التقطتها بغضب والقته به مره أخري بينما تهذي بغضب.

يابااااارد، يامجنوووون، يامستفزززززز
مر من الغرفه يتجه إلى باب الشقه الخارجي بينما تنعته بألفاظ شنيعة
مرت بجانبه لتخرج من الباب تدفعه بكتفها بغضب بينما تلقت صفعه علي رقبتها من الخلف بينما يهتف بعصبيه مصطنعه وحزم يبدو أنه يخفي ابتسامه شامته خلفه
أددددددددب..
ذهبا سوياااا إلى القصر المجاور يتبادلان النظرات بين نظرات حانقه اتجاهه ونظرات ماكره اتجاهها.

دلفت فجر إلى القصر تبحث في الغرف سريعا بينمايتبعها الآخر بحنق حتى توصلت إلى غرفة أبيها تنهدت بارتياح ظهر علي ملامحها ولكن ماإن وضعت أطرافها علي مقبض الباب حتى شعرت بقبضته تعتصر ذراعها، تألمت نظرت له بغضب وكأنه بصوت مسموع
اااااه. معتتتتتز بتوجعني في إيه
تحولت نظراته إلى الغضب والحنق يكاد يفتك بها، صرخ بها بينما تشتد قبضته علي ذراعها
انتي رايحه فين ياهانم
لا تفهم مايتحدث عنه. ردت بتهكم علي حديثه الغريب.

آاايه. هكون رايحه فين. هصحي بابا
التف كفه الآخر حول خصرها يجذبها بقوه وغضب لتواجهه بينما يضغط علي خصرها يكاد يعتصره هو وذراعها تحت يديه
عايزه تدخلي أوضة راجل وتقفي قدام سريره وتلمسيه وتصحييه، اتجننتي انتي. جري لعقلك حاجه؟ مين قاال اصلا اني هسمحلك بكده
دفعه كفه المحاوط لخصرها تنظر له بذهول كأنه زومبي جاء من عالم آخر لتهتف بجنون يناسب ما أردف بع أمامها
راااجل مين، ده بابا، وانام فحضنه كمان إنت مجنون.

اقتربت أكثر تحدثه بتحذير
بقولك اييببه انا مبحبش الغيررره الأوفرر دي بتخنق
جن جنونه بمجرد سماعها تهذي بإمكانية أن تنام بأحضانه. لا وتصطنع انها تكره الغيره، رد بحنق يحاول ان يتحلي بالصبر حتى لا يجعل وجهها يختلط بجسدها في قبضه واحده ويشكلها من جديد
مش مييببن، أقسم بالله يتفجر لو طرفك بس سلم علي واحد
صمت قليلا يتنفس بغضب.

بقولك مش واحد بس لو شوفتك بتحضني واحده لو حتى كانت سميره، اخرك مع أي واحده سلام والرجال مفيش ماااشي
احفظي الكلام ده كويس عشان لو حصل عكسه هطربقلك وشك الحلو اللي فرحانه بيه ده
دفعها بغضب لتتنحي جانبا بعيدا عن الباب بينما هي في تخبط واختناق من كلماته الغريبه التي تدل علي إنسان مختل عقليا، هل يصدق أحد انه يمنعها من مجرد سلام وخاصة مع ابيها
كلا إلى غرفة سمير يهذي بعقل غائب
قااال تصحيبيه قاال. بتسهبل.

قاام معتز بايقااظ سمير بينما يرتفع حنقه من كلماتها البريئة انها يمكن أن تحتضن أبيها وتدلف لغرفة نونه بجانب فراشه توقظه بكل بساطه
بينما الأخري ظلت ماثله أمام الغرفه تسبه
لم تنتبه إلى سميره التي دُفعت إلى أحضانها فجأه، شعرت بها فجأه علي صدرها وعبرات دافئه تخرجها من شرودها علي صوت فَرِح مختلط بالبكاء
ياحبيبتي يابنتي كنتي فين الفتره اللي فاتت دي كلها، قلقتيني عليكي، ليه كده.

ابتسمت فجر بإحباط ورعب أن يخرج يوجد والدته تحتضنها فيجن جنونه
معلش يا عمتو ظروف
اهتاجت سميره تخرج من أحضانها تصرخ بعصبيه فهي بالنهاية أم
ظروف ايه يا بنت أخويا إلى اخليكي تفضحي يابني علي التليفزيون كده؟
نظرت إليها بملل لاتمتلك الصبر حتى تُعيد عليها القصه من بدايتها. اختصرت الحديث وهي تتنهد بضيق
أنا مافضحتش حد
أكملت بحنق تتذكر مافعله بها منذ أمس
هو وقح ومفضوح لوحده.

خرج معتز بصحبة والدها من الغرفه تزامناً مع نطقها بهذه الكلمات. يرفع إحدى حاجبيه وهو يتساءل ببراءه وكأنه لا يعلم أنه هو المقصود من هذا الحديث
هو مين ده إلى مفضوح ياانسه
شهقت سميره بفزع قبل أن يتسني لفجر الرد عليه، صرخت بهم تستفهم معني جملته وهي تنظر لهم بحنق
هي لسه أنسه يابن بطني؟، ليه يعني لسه كأنكم كاتبين الكتاب..

خجلت فجر من الحوار لتقرر الانسحاب ببطئ قبل أن تشعر بذراعه الملتف حول خصرها. يميل علي اذنيها أمامهم بكل جرأه
رايحه فين مش تجاوبي علي سؤال عمتك
دفعته بغضب وحنق تسبه بغضب داخلها. بينما تصرخ امامهم بابتسامه شامته
جاااوب انت يابن الحاتي، بيتهيألي انت تمتلك الوقاحة الكافيه انك ترد
تركتهم وذهبت لتحضير الإفطار كحجه للتخلص من داء الوقاحه الذي أصابهم جميعا منذ أن دخل هذا الوغد حياتهاصرخت سميره به.

ماتقولي يابني وريح قلبي إنتوا أتجوزتوا ولا لسه
تبتسم بمكر قبل أن يرتسم البراءه بحرفيه حتى يكسب والدته وخاله في صفه، أردف بملل
لسه ياسميره
نظى لسمير ايضا بنظرات متأسف
مش عارف أعمل معاها ايه، دلووني، اكيد مش هغصبها علي حاجه مش عوزاها..
ولا آيه رأيك يا سمير بنتك وانت عارفها؟

خجل سمير من تصرف ابنته نعم أحرقت الغيره علي صغيرته من زوجها ولكن هذا لايمنع أنه يتمني لها الزواج والانجاب وأن تعيش حياتها بطريقه طبيعيه. تجد من تعتمد عليه بعد مماته فهو لن يعيش معها العمر بأكملهاردف سمير بإحراج من أفعال ابنته ومنع زوجها من الاقتراب منها
معلش يابني بكره الايام تعدلها. استحملها عشان خاطري أنا، انا عارف إنها بتحبك بس بتكابر ولولا كده مكنتش سبتها علي ذمتك ولا ثانيه واحده.

صمت ثواني ليستكمل بإحراج أكثر
وبعدين يابني برده الراجل هو اللي عليه العامل الأكبرانه يشيل الإحراج والكسوف بينهم
تلائم معتز يرد بإحراج مصطنع
ياسمير انت عارف انا انسان مليش فالستات، مستقيم طول عمري ومفهمش فالحركات دي وعايز واحده تعيش معايااا وخلاص
اردفت سميره بضيق وقد دخل عليها الدور الذي مثله هذا الوقح بجداره.

لأ أنا هشوف حل للموضوع ده وهتصل بواحده اعرفها كويس تقولنا نتصرف ازاي واحنا هنساعدك نلين دماغها شويه، مش كده يا سمير
اومأ سمير برأسه اما رغبة اخته
أردف سمير بحزن علي حال ابنته وبرغبه في الانتهاء من ذلك الحديث
يلا ناكل
جلس معتز بجانب فجر علي مادة الطعام وسط نظرات حنقها اتجاهه ونظرات مكره ونظرات شفقه من سمير وسمير علي حالهما المتعسر الذي صوره معتز لهم.

اغتاظت فجر من نظرات ابيها ومعانا لاتعلم لما ينظرون إليها بهذه الطريقه وكأنهم يشفقون عليها بعد أن كانت تهاجمها
اقتربت من أذنيه بخفه تساله بحنق تداري خجلها
إنت قولتيلهم ايه يابن الحاااتي، هما بيبصولي كده ليه
انفجر معتز من الضحك وتعالت ضحكاته وسط دهشة الجميع وحنقها منه
اردفت سميره بابتسامه آمله فهي سعيده لأنها تري ولدها الوحيد يبتسم أخيرا
بتضحك علي ايه يابني؟ ضحكنا معااك.

حاول كتم ضحكاته قبل أن يردف بصوت محشرج من كثرة الضحك
مفيش انا بس كنت بقولها إن فرح شريف وسلمي بكره وكلما لازم نروح. قالتلي انا مش رايحه اشبع بيهم
بذمتكم مش حاجه تضحك
نظر له سمير وسميره بإندهاش، اما الاخري تكاد يرزقها تنفجر من شدة الغيظ
انتبهت أن والدها وعمرها انتهوا من طعامهم، بمجرد أن ذهبوا من علي المائده
التفتت تصرخ عليه.

مين دي اللي مش رايحه يابن الحاتي أنا هروح غصب عنك. وبعدين انت بتألف حوارات انت مقولتليش أصلا الكلام ده ومرديتش علي سؤالي
انسحب كفه من تحت المائده يلدغها من خصرها بخفه. شهقت من وقاحته لتشعر بقدميه تتحرك علي قدميه أسفل المائده
قبل أن تتحدث وجدته يجذبها اليه بابتسامة خبيثه عريضه لتجد نفسها تجلس علي ساقيه وسط خجلها وحنقها من تصرفاته المراهقه.

دفعته بصدره وهي تحاول التخلص من جلستها لكن ذراعه الايسر التف خول خصرها يثبتها
سيبني انزل ياقليل الأدب. انت مبعرفش تقعد محترم ثانيه واحده
لم يرد عليها بل يتناول طعامه وكأنه لايحملها. لايعيرها انتباه من الاساس
ذفرت بحنق
سيبني، هنادي لبابا وعمتو
دون ان يلتفت اليها سمعت صوته المرح
ناديلهم. دول ماهيصدقوا
ذفرت بملل يثير حنقها اكثر واكثر لاتعلم ماذا قال لهم هذا الوقح بالاعلي جعلهم ينظرون لها بهذه الطريقه.

طيب انا هروح فرح سلمي. انا عمري ماهسيبها فيوم زي ده، وعلي فكره انا مبقولكيش عشان توافق انا بعرفك بس.
رد بمكر وهو يستكمل طعامه
اقنعيني وانا اوافق
هتفت بعدائيه
لا مش هقنعك وتوافق او لا ميفرقش معايا. وبطل السفاله اللي فدمك دي بقا. وراعي اننا قاعدين مع بابا وعمتو. والله يااابن الحااتي لو اتعديت حدودك قدامهم لازعلك. ونزلني بقة من علي رجلك قبل ماحد يجي
ابتسم بسخافه يثير خنقهة أكثر وأكثر.

هتزعليني ازاي بقا ياحلوه أحب اعرف يعني، وبعدين انا مش ماسكك انتي إلى قاعده فحضني بمزاجك بلاش التماحيك دي؟
نظرت سريعاا لتجد انه ابعد ذراعه منذ قليل بالفعل ولم تشعر به، يتعمد إثارة غيظها. يكتم ضحكته ويحتفظ بابتسامته المستفزه
نزلت سريعا من علي ساقيه تريد ان تحطم وجهه. ركلته بعنف في ساقه من كثره حنقها لتزداد ضحكاته اكثر واكثر عليها
ارتفع رنين هاتفه ليضغط الزر.

الو. ايوه ياشريف. كنت عايزه تشوفلي ميعاد الزياره فالسجن امتي
تفير وجهها من الحنق للغضب والحزن عندما تذكرت ذلك القابع بالسجن إلى لون أيامها باللون الأسود، نعم تعلم أن الله سيأخذ بثارها منه وهي قابع بين أربع جدران لايري شمس ولن يكون حر طليق بعد الآن..
هل سيزور والده هل اشتاقه بعد كل مافعله به وبها وبوالدته
ارحمني بقا ياعم. انا فرحي بكره اييه مفيش اي تقدير..
صرخ به بغضب مصطنع.

لا مفيش، واعرفلي الدكتوره اللي كانت معايا دي تهمتها ايه؟ لاحسن المستشفي وحشه اووي من غيرها، واقفل بقا
القي بالكلمات الاخيره وهو يعلم ان تلك الحانقه تقف خلفه تستشيط غيظا منه بسبب كلماته
اغلق الهاتف بصدر صفيرا من بين شفتيه. يتجاهل وجودها خلفه وكأنه لايعلم ليتمتم بصوت منخفض كانه يتمتم لنفسه
وحشتيني، يادكتوره
شعر بشئ حاد ارتطم بمؤخرة راسه تزامنا مع صوتها الغاضب
وحش أما يبقي يلهفك، و ربنا لاعرفك مين فجر.

التفت لها واتجه إلى السِلم ليصعد غرفته
متضايقيش نفسك ياحلوه. غلط علي اللي فسنك
هرولت تلحق به
عايز تروح لحبيبة القلب يابن الحااتي، مااشي بس متبقاش تيجي تندم بعدها اما اروح لغيرك
جذبها من شعرها بغضب بمجرد أن انتهت من الحرف الأخير
ماتطلعيش شياطيني. قولتلك قبل كده مفييش واحد يستجري يبص لحاجه ملكي..
واه هروحلها علي الاقل ممكن تكون بتحبني وتتمني قربي مشزي ناس تانيه بتهرب منه زي الحراميه.

ترك راسها. تركها تتألم من قبضته وتدلك فروة رأسها ليذهب لصالة الألعاب الرياضيه ينفث عن غضبه في بعض الألعاب المرهقه
خرجت سميره تنظر لما حدث تتنهد حزنا علي حال ولدها. اتجهت لفجر تطبق ماقالته لها تلك السيده التي اجرت الاتصال بها تستشيرها وتأخذ برايها في مايحدث وكيفية علاجه.
فجر. عايزه أكلمك فكام حاجه
التفتت اليها بانتباه تستمع لما تريد ان تخبرها به فيبدو من لهجتها أن الامر مهم
ايه ياعمتو. في ايه قولي.

تلعثمت قليلا ثم شجعت نفسها لتردف
بصي يابنتي مش عشان هو ابني هقولك الكلام ده، انتي برده بنتي. واللي بيحصل بينكم انتو الاتنين المفروض انا ماليش دعوه بيه
بس انتم حالكم مايرضيش ربنا، والرك علي الواحده هي إلى تعرف ياتبني بيت صح ياتهده الراجل عامل مساعد بس وانا شايفه ابني ماقصرش فحاجه وانتي إلى معقداها
تنهدت فجر تحاول مقاطعتها
ياعمتو.
منعتها من الحديث لتكمل.

بلا عمتو بلا بتاع. الواحده الجدعه اللي تاخد بالها من بيتها تبنيه وتحاول تثبته خاصة لو جوزها ببحبها زي ماحنا عارفين إن الواد مكانش طايق بُعدك. بص صدقيني مفيش واحد بيفضل يجري ورا واحده كتير مسيره هيزهق ويدور علي اللي تعوضه عن اللي مراته عملاه فيه يدور علي الاهتمام. الحب واحده تحاول هي اللي تقرب منه. واحده شارياه مش كل مايكلمها تقوله طلقني وتحسسه انها بايعاهوابني مش وحش لو شاور بصباعه هيجيله الف واحده.

مش بقولك كده عشان انتي وحشه لا انا عارفا بنتي كويس واللي هي تقدر تعمله واللي اتمناه اني مخربش بيت ابني ولا بنتي ولاتضيعيه من ايدك
الحقيه قبل مايروح لواحده غيرك وترجعي تندمي. لان برده اتا عارفه انك بتحبيه والخب مفيهوش كبرياء وكرامه
كبرياءك وكرامتك هو اللي يحاقظلك عليهم لانه بيحبك وعمره مايقدر يجرحك يبقي خايف عليكي وعلي كرامتك اكتر من نفسه
صمتت قليلا. لتكمل ببعض من الحرج.

وبعدين مفيهاش حاجه لو هو بيتحرج يقرب منك او مبيعرفش يتمل حركات اليومين دول. اعملي انتي. اغريه وقري منه انتي؟
تغير وجه فجر سريعا بين الاندهاش والحسره والاستفهام والزهول لاتعرف اي التعبير المناسب لهذه الموقف الا انه شهقت عليا لتردف بنبره سوقيه بعض الشئ
مين ده اللي بيتحرج؟ ابنك؟ ولا انتي بتتكلمي عن حد مااعرفوش؟
اردفت سميره بحزن.

ايوه هو. انا عارفه ان للبنات بتحب ان اللي قدامها هو اللي يقرب مش يبقي هو اللي مكسوف ومش متعود يعمل كده بس معلش عوديه انتي، ..

كلما زادت سميره من حديثها كلما زاد استغاثة فجر اكثر تخاف علي عقلها من تلك اكلمات تفتح فمها ببلاهة لا تصدق ماتردف به عمتها، تتحدث عن الخجل ومع من مع الحاتي اوقح ماعرفته في حياتها، تترجاها ان تجعله يعتاد علي القرب منها لاتعلم مايفعله نعها ليلا وتهديده الدائم لها واز وقاحته جزء لايتجزء من شخصيته ان استغني عنها لايستطيع ان يبقي علي وجه الارض.

لولا انه بيتكسف شويه كان زمانكم دخلتوا من زمان. واحنا بصراحه انا وابوكي عايز نشوف عيالكم، حاولي تحركيه انتي، وانا هجبلك كل اللي تحتاجيه
من بكره في واحده هتقابلني فالفرح هتجيبلي قمصان نوم ليكي كتير وحاجات تانيه..
يارب بقا يتحرك انشالله وتسعدونا بيبيي صغير نفرح بيه
تركتها وذهبت قبل ان يتسني لها الرد. ثبتت في مكانها علي نفس حالتها تفتح فاهها ببلاهه
تحدث نفسها بغباء.

هما مين دول اللي مدخلوش؟ ومين اللي بيتكسف؟ ومين إلى احاول احركه؟ وقمصان نوم ايه ومين الوحده الغريبه؟ يانهاااااار اسود؟ دانت ليلتك سوده
هرولت باتجاه غرفته فتحت الباب بغضب لتجده عااري كليا ماعدا القطعه السفليه فقط لينظر لها بابتسامه
في انسه تدخل علي راجل غريب كده؟ تؤ تؤ متعودتش منك علي الوقاحه دي يارووووحي
اردف بالكلمه الاخيره مصاحبه لتحريك إحدي حاجبيه وهو يطيل حروف الكلمه الاخيره باستمتاع وتهكم.

اندفعت بغضب اتجاهه تلكمه بصدره تلهث من كثره الغضب قائله
هي مين دي اللي انسه؟ امال قبل ماامشي كنا بنلعب صلح، ، ومين ده اللي بيتكسف،؟ ده انت استاذ فالوقاحه انا مش فاهمه رد عليااااا، امك تقولي معلش بيتكسف شويه حركييييه
هاجت تقذفه بكل ماتطوله يداها
احرك مين؟ دانا انا اصدق ان الشيطان بيتكسف وانت لا، انا تجبلي قمصان نووووم، انا فجر؟
وتقولي معلش بيتكسف
انا عايزه افهم اقنعتهم ازاي وأقتنعوا انك بتتكسف فعلا.

طوى مدة كلامها يحرك لتا حاجبيه ويغمزها بطريقته الخاصه الوقحه. بعد ان انتهت تلهث من غضبها تقذفه بأي شئ حولها. وجدته يقترب بمكر قائلا
بمناسبة الكسوف بقا، ايه رأيك تستحمي معاايا انا داخل استحمي والجو جوه برد اوووي، . ماتيجي تدفييني وحتى اثبتلهم اكتر اني بتكسف.

ارتفعت ضحكاته علي شهقتها من حديثه الوقح وتلميحاته لترفع يديها تنوي صفعه ولكن قبل ان تنزل علي وجنتيه وجدته يثبتها بالهواء ويردها بالخلف ممسكا كلتا يديها بكفه العريض. يقترب منها بوجهه فقط يتنفس انفاسها ويهمس اما شفتيها ببط مثير
لا لا متتعديش حدودك ياحلوه قليتي أدبك شويه وشتمتي وعديتهالك. غير كده لأ ياحلوه
الايد اللي تتمد عليا اقطعها فاهمه؟

اردف بالكلمه الاخيره امام شفتيها لم يفصل بينهم شئ سوي ان يلتحموا لتغلق عينيها في انتظار قبلته علي شفتيها الذي اشتاقتها
تجد ه اطلق يديها وابتعد ترتفع ضحكاته قبل ان يدلف للمرحاض قائلا
افتحي عينك مليش نفس دلوقتي؟

فتحت عينيها بذهول هل تركها بعد ان قررت ان تستسلم لقبلته. لاتعرف ماعدد المرات الذي فعل بها هذه اللعبه ولم تتعلم كل مره من المره السابقه، هل اصبحت تشتاق اليه بالرغم من وقاحته الة انه لم يقترب منها. هل تريد إقترابه الآن
سبته بغضب من بين أنفاسها
قامت شهد بالإتصال بشمس. تشكي لها حالها مع ولدها فهي لن تسكت عن حقها
ردت شمس بطريقتها الرزينه المحبوبه
ايوه ياشهد. ازيك ياحبيبتي عامله ايه
امتعضت تخبرها بطفوله.

مش حلوه ياشمس. شايفه ابنك بيعمل فيا ايه مش كفايه ان مفيش فتره خطوبه يفسحني ويدلعني فيها زي اي اتنين مخطوبين، لا وكمان بيعملني من طرف مناخيره كأنه مجبر علي انه يتجوزني
عمره ماجبلي شوكولاته ولا ورد تصوووري، يعني خطيب اختي جابلها فستان الفرح وورد معااه هديه امبارح وانا ولا بيعبرني هو انا مليش حق زيها ولا ايه
ولا أنا وحشه يعني؟
ابتسمت شمس علي طفولتها المحببه إلى قلبها
طب ومقلتلوش الكلام ده ليه هو؟

المفروض اي حاجه تبقي مزعلاكي تشتكيله هو حتى لو من نفسه متدخليش حد بينكم ا. انا مش بقولك انك غلط ايوه طبعا انا مامته ومامتك انتي كمان بس ده الصح عشان المشاكل بينكم ماتكبرش وتحلوها بسرعه
زمجرت شهد بغضب تكاد تبكي قائله
ومين قالك اني مقولتلوش، قولتله شالني ورماني بره الشقه كانه بتاعة اللبن اللي بيقفلوا الباب فوشها الصبح لو مش عايزين لين.

ارتفعت ضحكات شمس علي مزحتها بالرغم من مزاج شهد السئ الا انها مازالت تمزح
معلش ياحبيبتي انا هكلمه. بس انا برده عايزه اقولك حاجه. مينفعش اما تتجوزوا تفضلي تقارني نفسك بغيرك كل شويه حتى لو غيرك دي تبقي أختك وتقارنيه هو بواحد تاني كل شويه مفيش راجل بيقبل علي نفسه إنه يتقارن بحد، وبعدين المقارنه بتخرب البيت دايما بتشوفي نفسك اقل مع ان انتي ممكن تبقي احسن من ناس كتير.

وبعدين لازم تفهمي جوزك وتفهمي طريقة اهتمامه مش كل الرجاله بيهتموا بنفس الطريقه مش معني ان معملش اللي جوز اختك عملوا يبقي هو مش مهتم ممكن يبقي اهتمامه فشكل انه ميقدرش يسيبك زعلانه ويجري ويستناكي عشان يصالحك. اهتمامه مثلا انه يعرف كل حاجه عنك من يوم ماتولدتي لان دي الطريقه اللي علمهاله شغله. اهتمامه يعرف اظق تفاصيل انتي متعرفيهاش عن نفسك زي شخصيتك وتوقعات رد فعلك في اي موقف انه يبقي حفظك اكتر من نفسه يبقي عارف مواعيد نومك وصحيانك.

واكلك بتحبي ايه وتكرهي ايه
صمتت شمس ودلت شهد تفكر في حديثها الذي راق اليها بعض الشى فهو بالفعل يلاحظ اقل التفاصيل معها علم انها تتهرب منه وخرج يمسك بها ليعلم سبب ذلك ولم يتركها الا بعد ان علم السبب. نعم ايضا يعلم موعد استيقاظها كم اخبرها اول امس. هل كان يقصد عندما اخبرها انهيهتم بها ويعلم موعد استيقاظها؟ هل هذه كانت إجابه عن سؤالها ا
هل يحبها ام لا؟

نعم يهتم بطريقته الخاصه يعلم كل شئ عنها منذ ميلادها. ابتسمت لهذه الفكره، سمعت شمس تناديها لتتأكد من انها مازالت معها علي الخط
شهدددد انتي معايا يابنتي. اوعي تكوني زعلتي مني؟
اردفت بسعادة تنفي
لا لا مزعلتش منك بس بفكر فكلامك وانك صح، انتي احلي ام فالدنيا
سمعت ضحكات شمس السعيده وهي تردف
وانتي احلي بنت فالدنيا، ربنا عوضني بيكي وبصيب عن اني مخلفتش رزقني البنت والولد الحمد لله
فهمتيني ياشهد.

اردات بطفوله سعيده
ايوه طبعا فهمتك، في حاجه تانيه عايزه تنصحيني بيها، انا بحب الكلام اللي مببقاش عارفاه ده اووي. قوليلي كمان عشان ميفكرنيش عيله ويطفش مني بعد الجواز
صمتت ثانيه واردفت برعب مضحك
تفتكري ممكن يطفش مني بعد اما نتجوز؟
قهقهت شمس علي زوجة ابنها الطفوليه المرحه
لا متخافيش مش هيطفش.
اكملت حديثها.

بس برده انتي لازم تفهمي جوزك وتقدريه. تفهمي انه فوقت من الاوقات ممكن يكون مضغوط من الشغل ومش قادر يتكلم وملوش نفس للحياه كلها مش ليكي بس. فمتاخديهاش بزعل تتثبلي ده وتحاولي تخففي عنه ولم متقبّلش تخففيك ده تبعدي عشان متبقيش حمل زياده، وهو بعدها هيجي هو يتكلم اما يحس انه غلط فحقك وانتي مزعلتيش وقدرتيه ومهتمه بيه
الاهتمام بيجيب الحب يابنتي حتى لو مش موجود
والإهمال بيطفشه حتى لو موجود.

ومفيش راجل مبيحبش واحده مهتمه بيه وبتفاصيله وبتحبه وخايفه عليه
وعمره مايسيبها ابدت مهما عملت فيه لانه بيبقي عارف انها هديه من ربنا لان الزمن ده مفيش حد بيهتم الا بنفسه
خلاص كده كفايه؟
اربتسمت شمس وهي تردف بالكلمه الاخيره لتجدصوت شهد السعيد.

انتي تعرفي انا فرحانه اوووي انك مامته ومامتي انا كمان كان ربنا عوضني. كنت فاكره ان دايما مامت اي عريس هتبقي بتكرهني وتعيش دور الحما وتطفشني بقا بس انتي مطلعتيش زي مالتليفزيون بيقول
انا لحبك اكتر منه ياماما شمس
عبرات سقطت علي وجنتيها من السعاده وهي تردف
وانا كمان بحبم ياروح ماما.

اغلق الهاتف ولكل منهم سعادته الخاصه لاسبابه الخاص فحكمة الله تعالي تاتي دائما في مصلحة الشخص بدون أن يعلم حتى لو لم يكن يحب هذا الأختيار من البدايه ولكن الليه لن يترك شخص مظلوم فالحياه فسيكافئه بطريقته ليعتاض عن شئ منعه عنه من قبل. فهذا تدبير الله الذي يحسن تدبير كل شئ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة