قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ستعشقني رغما عنك للكاتبة ديما المصري الفصل الرابع والثلاثون

رواية ستعشقني رغما عنك للكاتبة ديما المصري الفصل الرابع والثلاثون

رواية ستعشقني رغما عنك للكاتبة ديما المصري الفصل الرابع والثلاثون

هل هكذا تكون النهاية
ام للقدر كلمة أخيرة
هل تكون نهاية الحب الكبير
هي الفراق
ام ان الشوق
سيقول كلمته الاخيرة.

بقي وسام بين ذراعي هيلين وهو يبكي بحرقة حزنا على حالته وعلى ام لم تعرف يوما ما هي الامومة
كانت هيلين حزينة عليه وتذرف الدموع بصمت وتقربه منها عله يهدئ ولو قليلا
وبعد فترة من الزمن سمعت هيلين صوت جرس الباب ابعدت وسام عنها ثم نهضت بسرعة وتوجهت الى الطابق السفلي
كان ايمن هناك هو وحنان استقبلتهم هيلين وقالت وهي تجفف دموعها اهلا بكما.

قال ايمن اهلا كيف حال وسام لقد سمعت بأنه كان في المشرحة بسبب جثة سوزي
قالت اجل لقد عاد من هناك وهو منهار تماما وقبل قليل سمع بخبر وفاة والدته وحالته الان سيئة للغاية
قال ايمن اين هو الان اريد ان اراه
قالت انه في غرفة نومه
صعد ايمن مسرعا الى الطابق العلوي وبقيت حنان مع هيلين في غرفة الجلوس
دخل ايمن الى غرفة وسام ووجده على السرير وهو منهار بشكل كامل ويبكي بصوت مرتفع
جلس بقربه وقال له البقاء لله.

قال وسام بصوت مختنق البقاء لله
قال ايمن هل احجز لك على اول طائرة متجهة الى امريكا حتى ترى والدتك قبل دفنها
قال وسام اجل اريد ان اراها قبل ان يتم دفنها ثم اخرج هاتفه وتحدث مع عمه جلال وقال له ارجوك عمي لا تدفنوها قبل
وصولي اليكم فأنا اريد رؤيتها
قال جلال لا تقلق لن نقوم بدفنها قبل وصولك ووصول والدك
قال وسام شكرا لك ثم نهض من مكانه وقال لأيمن تحدث مع شركة الطيران اريد ان اغادر الليلة.

قال ايمن حسنا لك ذلك ثم اسرع بالتوجه الى الطابق السفلي حتى يخبر هيلين
اما وسام بقي في الغرفة وهو يدور حول نفسه ثم اسرع بتجهيز حقيبته من اجل السفر لكنه تذكر بأنه نسي بعض الاشياء
في غرفة هيلين فأسرع الى هناك وفتح الخزانة واول شيء وقعت عينه عليه كان الملف الخاص بالتنازل عن املاكه
امسك الملف بيده وحمل اشيائه بسرعة وعاد الى غرفته.

اما ايمن فقد اخبر هيلين بموضوع السفر وتحدث مع شركة الطيران ولحسن الحظ كان هنالك اربع مقاعد على الطائرة
المتوجهة الى امريكا وموعد اقلاعها بعد خمس ساعات فقط
اسرعت هيلين بتجهيز حقيبتها وانطلق الاربعة الى المطار.

في الوقت نفسه توجه سامر مع ميرنا والاطفال الى المطار ايضا حتى يكونوا مع وسام في هذه اللحظات الاليمة
اما جلال فقد كان في المشفى مع جاك وايزابيلا كان جلال يشعر ببعض الالم في صدره فهو لم يشفى بعد ولازال يعاني
من اخر ازمة قلبية اصابته قبل ايام ولكن ايزابيلا لاحظت ذلك وقامت بطلب طبيب خاص له حتى يقوم بفحصه
في المطار صعد الاربعة على متن الطائرة وكانت هيلين تجلس بالقرب من وسام وهي تمسك بيده.

كان وسام مغمض العينين يتظاهر بالنوم ولكن دموعه كانت اكبر دليل على انه مستيقظ لم تترك هيلين يده ابدا حتى انها
طوقته بذراعها وغفت على كتفه وعندما تأكد وسام من انها غطت في نوم عميق طوقها بذراعه وقبل رأسها وهمس اسف حبيبتي ولكنني لن استطيع ان ابقى معك بعد كل الذي حصل
مضى الوقت سريعا وقبل وصول الطائرة بساعة كان جورج وسيما في طريقهما الى المطار من اجل استقبال هيلين.

والبقية قالت سيما ترى هل علم وسام بأن هيلين هي ورد نفسها
قال جورج لا ايمن لم يذكر ذلك لي قال بأن منيرة توفيت وهم قادمون من اجل ان يكونوا بالقرب من وسام في وقت الدفن
وصل جورج وسيما الى المطار ووقفا في مكان الانتظار لحين ترجل الركاب من الطائرة
حطت الطائرة وبدأ الناس بالمغادرة اقترب ايمن من وسام ووضع يده على كتفه وقبل ان يقول اي كلمة فتح وسام عينيه
وقال سوف نتبعكما حالا غادر ايمن وحنان الطائرة.

اما وسام وضع يده على شعر هيلين وابعده عن وجهها ثم اقترب منها وقال هيا هيلين استيقظي لقد وصلنا
فتحت هيلين عينيها بتكاسل ثم نظرت الى وسام وابتسمت ثم طوقته بذراعيها وقبلته برقة وقالت صباح الخير حبيبي
ورغم حزنه الا انه ابتسم وقال استيقظي حبيبتي نحن لسنا في منزلنا اننا على متن الطائرة ونحن الان في منتصف الليل
تقريبا
نظرت هيلين الى ما حولها وتذكرت بأن منيرة توفيت وكل احداث هذه اليوم المشؤوم.

ابعدت شعرها بيدها وهمست بخفوت اسفة يبدوا بأنني لم اكن قد استعدت وعيي بعد
ابتسم وسام وهو يساعدها على النهوض وقال لا عليك هيا بنا وغادرا الطائرة معا
وصل ايمن وحنان الى المكان الذي ينتظر به جورج وسيما وهنا كان الاستقبال حافلا فبالرغم من ان الفترة التي تعرف
فيها جورج على ايمن كانت بسيطة جدا الا انهما اصبحا خلالها صديقين حميمين وهما دائما على اتصال.

ولم يكن استقبال هيلين ووسام اقل حفاوة وبعد ذلك انطلقوا جميعا الى المشفى لان جورج اخبرهم بأن جلال اصيب بنوبة
قلبية جديدة وهو هناك
كان الصمت مخيما على المكان كل منهم غارق في حزنه هيلين تبكي بصمت قلقا على والدها
ووسام يبكي حزنا على كل ما يحدث حوله
اما البقية فضلوا الصمت لأنه الحل الامثل في هذه اللحظات.

خلال نصف ساعة وصلت السيارة الى المشفى وترجل الجميع منها ودخلوا الى المشفى وهنا كانت ايزابيلا بانتظارهم مع
جاك وبعد استقبال حافل طلب وسام من ايزابيلا ان ترشده للمكان الذي تم وضع جثة والدته فيه
تعجب الجميع من قراره ولكن وسام اراد ان يتوجه الى هناك اولا حتى يفسح المجال لهيلين لكي تتحدث مع والدها بحرية
توجه ايمن مع وسام وايزابيلا الى المشرحة بينما توجه البقية الى غرفة جلال.

دخل وسام للمرة الثانية الى المشرحة بدأ قلبه ينبض بقوة وهو يتذكر شكل جثة سوزي ورائحتها النتنة اغلق انفه بيده وهو يرتجف كمان ان لونه قد شحب بشكل واضح
لاحظ ايمن حالة وسام فأمسكه بسرعة وقال له هل انت بخير
قال وسام وهو يحاول التماسك لقد تذكرت شكل جثة سوزي ورائحتها فهذا المكان يشبه تماما تلك المشرحة.

قالت ايزابيلا بينما تسحب بيدها درج الثلاجة التي تضم جسد منيرة ان السيدة منيرة حاولت الانتحار من قبل لكننا تمكنا من انقاذها ولكن في المرة التالية لم نستطع فعل شيء فقد قفزت من النافذة ولم نستطع انقاذها فقد توفيت فور سقوطها ارضا
مسح وسام دموعه واقترب من الثلاجة ونظر الى جسد والدته الذي يغطيه قطعة قماش بيضاء اللون
نظر الى وجهها ثم ابتعد وغادر المكان وهو يبكي بصوت مرتفع تبعه ايمن واوقفه امام باب المشفى.

وقال له تماسك يا وسام لا يجب ان تنهار بهذا الشكل
نظر وسام الى السماء الخالية من القمر او النجوم في تلك الليلة المظلمة وقال كيف اتماسك وانا ارى جثثا في كل مكان اتوجه اليه ان الموت يلاحقني كيفما اذهب
صمت ايمن ولم يستطع ان يقول اي كلمة فوسام محق بكل كلمة قالها.

بمجرد وصول هيلين الى غرفة والدها القت نفسها بين ذراعيه واجهشت بالبكاء
طوقها جلال بذراعيه وقال لها اهدئي عزيزتي انا بخير لا داعي للبكاء الان
نظرت الى وجهه المجهد وقالت هل انت متأكد من كلامك ابي
ابتسم عندما سمع منها كلمة ابي وقال اجل حبيبتي انا بخير لا تقلقي ثم نظر حوله وقال اين هو وسام
قالت هيلين وهي تبتعد عن والدها وتجلس بقربه على الكرسي لقد صمم على رؤية جثة والدته اولا.

وبعد ساعة صعد وسام وايمن الى غرفة جلال عانق وسام جلال وقال كيف حالك عمي
ابتسم جلال وقال انا بخير بني وانت كيف حالك تبدوا مجهدا
ابتسم وسام وقال انا بخير لا داعي للقلق
وبعد قليل دخل سامر مع زوجته الى غرفة جلال ولأول يجتمع فيها افراد العائلة معا
وقبل الفجر وصلت السيارات الخاصة بجورج وتم نقل الجميع الى قصر جورج
اوصلت سيما الضيوف الى غرفهم وتوجهت الى غرفتها حيث كان جورج ينتظرها هناك.

اما وسام فقد فتح حقيبته وهو يتأمل محتوياتها وهنا سمع صوت هاتفه فأجاب بسرعة وبعد بضع دقائق اغلق الهاتف
وامسك القلم ووقع على اوراق التنازل التي احضرها من غرفة هيلين ثم اغلق الحقيبة وتوجه الى الحمام حتى يستحم
وفي صباح اليوم التالي توجه الجميع الى المقبرة وتم دفن منيرة هناك بعد الصلاة على جثمانها
جلس وسام بالقرب من القبر وهو يتحسس التراب بيده وهو يقول كنت اتمنى ان تشعري بي وبحبي لك امي كنت اتمنى ان.

تحبينني ولو قليلا فقط يا امي ثم مسح دموعه وغادر المكان لم يكن وسام يعلم بأن هيلين كانت تقف خلفه وتستمع لكل
كلمة يقولها وهي تذرف الدموع حزنا عليه
عادت هيلين الى قصر جورج وتوجهت بشكل مباشر الى غرفة وسام حتى تخبره بكل الحقيقة وحتى تعترف له بحبها وحتى تطلب منه ان يفتح صفحة جديدة معها
طرقت على الباب لكن احدا لم يجيب لهذا فتحت الباب ودخلت الى الغرفة واغلقت الباب بحثت بنظرها عنه ولكنه لم يكن.

في الغرفة ثم لاحظت على السرير ملفا تعرفه جيدا اقتربت من السرير بسرعة وفتحت الملف حتى تتأكد منه ورأت توقيع
وسام على كل الاوراق وضعت يدها على فمها كي تكتم شهقتها لقد وقع الاوراق ولكن كيف ولماذا ولكنها عثرت على
اجوبة لتساؤلاتها فهناك رسالة داخل الملف فتحت الرسالة وقرأت ما كتب فيها
قال وسام برسالته
زوجتي العزيزة ورد اجل لا تتعجبي فأنا اعرف هويتك الحقيقية منذ زمن بعيد كنت اعرف بأنك عدت الي من اجل.

الانتقام وانا لم اعترض فقد كان الانتقام من الناس الذين ابعدوك عن عائلتك وحاولوا قتلك هو حقك حتى انني حاولت
مساعدتك وقمت بتسليم شحنة المخدرات والاوراق التي تثبت بأن امي تتاجر بها الى الشرطة
كان لدي امل بأن تشعري بصدق مشاعري تجاهك ولكن الانتقام هو ما كان يهمك فقط
احببتك لا بل عشقتك بجنون ولكنني كنت اريدك ان تبادليني هذا الحب لم ارد ان تسلميني نفسك حتى تصلي الى غايتك
بالانتقام مني.

حاولت جاهدا ان اغويك ولكنني فشلت في ذلك وبعد الاحداث الاخيرة قررت ان احقق لك انتقامك الاخير لقد وقعت على
اوراق التنازل فهذه الاموال لم تهمني ابدا ولا حاجة لي بها
ارجوا ان تهتمي بنفسك جيدا حبيبتي اريدك ان تعلمي بأنني لم ولن احب اي فتاة سواك ولكنني لن استطيع ان اطلقك فأنا
اريد ان اعيش وان اموت وانت زوجتي
وداعا حبيبتي وداعا يا زهرة قلبي.

انهارت هيلين بشكل كامل واجهشت في البكاء فقد خسرت انتقامها وخسرت زوجها وحب حياتها
دخل ايمن الى الغرفة وقال لها لقد احبك بجنون وانت احببته ايضا لكن غبائك جعلك تخسرينه بهذه الطريقة
نظرت هيلين الى ايمن وقالت كنت اريد ان اخبره بأنني احبه ولكنه غادر قبل ان يسمع اعترافي
قال ايمن حمقاء لقد تأخرت كثيرا في اعترافك فوسام قرر ان يغادرنا منذ اللحظة الاولى التي عرف بها بخبر وفاة والدته.

نظرت اليه هيلين بذهول وقالت ولكن كيف عرفت انت بهذا الامر
قال لقد اخبرني وسام بذلك بعد خروجنا من المشرحة
نهض هيلين وهي تصرخ وتبكي ولماذا لم تخبرني بذلك لماذا يا ايمن
قال وما الذي كنت ستفعلينه لقد كان وسام منهارا بشكل كامل وانت كل ما كان يهمك هو انتقامك السخيف من رجل كان
خطأوه الوحيد هو انه عشقك بجنون
قالت كنت سأمنعه من السفر كنت سأمنعه بأي شكل
قال لقد وعدته بأن لا اخبر احدا بذلك.

قالت هل انت صديقي ام صديقه هو
قال لقد كنت صديقك انت وساعدتك على كشف الحقائق ولكنني الان اساعد صديقي الذي دمرت حياته بغبائك المطلق ثم تركها وغادر الغرفة
وبقيت هيلين هناك وهي غارقة بدموعها ونحيبها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة