قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ستعشقني رغما عنك للكاتبة ديما المصري الفصل الخامس والثلاثون

رواية ستعشقني رغما عنك للكاتبة ديما المصري الفصل الخامس والثلاثون

رواية ستعشقني رغما عنك للكاتبة ديما المصري الفصل الخامس والثلاثون

هل انتهى كل شيء بيننا
هل ذهب الحب ادراج الرياح
هل نسيتني بهذه البساطة
هل نسيتني حقا كما يقولون
ام انك لازلت تذكر كم جرحتك
وكم عذبتك بغبائي
هل بت تكرهني ام ان قلبك
لازال ينبض بإسمي.

خرجت هيلين كالمجنونة من قصر جورج وتوجهت الى المطار وهي تبحث عنه في كل الوجوه ولكن اسمه لم يكن بين
اسماء الركاب
بحثت في كل الفنادق والمستشفيات ولكنها لم تعثر عليه وكأنه تبخر تماما
دموعها لم تتوقف للحظة وهي تبكي على حبها الذي ضاع منها بهذه البساطة
عادت الى قصر جورج وكان ايمن ينتظرها هناك قال لها هل كنت تبحثين عنه
قالت وهي تمسح دموعها اجل ولكنني لم اعثر عليه.

قال لا تبحثي عنه بعد الان فقد تحدث الي قبل قليل وقال لي ان لا نبحث عنه
اسرعت هيلين اليه وقالت هل تحدث اليك حقا كيف حاله هل اخبرك الى اي مكان ذهب هل اخبرته بأنني احبه وانني نادمة
على كل ألم سببته له
قال ايمن لا لم اخبره بأي شيء لقد كانت مكالمة مختصرة قال فيها انا بخير ولا تبحثوا عني فلن تجدوني في اي مكان
تبحثون فيه ثم اغلق الهاتف.

اسرعت هيلين الى غرفته واغلقت خلفها الباب وعانقت وسادته وهي تبكي بحرقة وهي تصرخ بطريقة هيستيرية
وساااااااام
وبعد ثلاثة اشهر كانت هيلين على متن الطائرة المتوجهة الى امريكا مجددا فهي مجبرة على الذهاب الى هناك من اجل
حضور زفاف ايزابيلا وجاك
خلال الثلاثة اشهر الماضية كانت هيلين تعاني من ألام الذكريات التي تلاحقها كيفما ذهبت في المكتب وفي المنزل وفي.

غرفة نومه التي اصرت على البقاء فيها رائحة عطره التي لا تستطيع النوم الا عندما ترش بعضها على وسادته
لقد اخبرها ايمن بكل الاسرار التي كان يخفيها عنها اخبرها متى علم وسام بحقيقتها واخبرها بأنه قام بتسليم الدليل الذي
يثبت تورط والدته في تجارة المخدرات للشرطة واخبرها بأنه في ذلك اليوم عندما وقف امام القناص حتى يحميها بجسده.

كان يحميها حقا لان مجدي لم يخبره بخطته ولو كان يعلم بهذه الخطة الحمقاء منذ البداية لكان اوقفها بأي شكل من الاشكال
فهو كان يخاف عليها اكثر من نفسه
والى هذه اللحظة هيلين تذرف الدموع حزنا عليه هي تعلم بأنه يتحدث مع ايمن ولكنه يرفض الحديث معها يؤلمها رفضه
لها ولكنها تعرف بأنه محق فهي لا تلومه ابدا فهي عذبته وتسببت له بجروح عميقة في قلبه ولكنها تشتاق اليه كثيرا.

وصلت الطائرة وترجل الجميع منها وكان جورج وسيما وابنهما جوني في استقبالهم
اجل لقد انجبت سيما طفلا وسيما يشبه والده تماما وهو الان يبلغ من العمر عشر ايام فقط
ابتسمت هيلين لذلك الطفل وحملته بيدها وهي تقبله وتستنشق رائحته الطفولية نظرت الى والدها وقالت انظر ابي كم هو جميل
تحسس والدها رأس الطفل وقال اجل انه شديد الوسامة والجمال صغيرتي
صاح جورج وهو يقهقه انه يشبهني تماما اليس كذلك يا شعاع الشمس.

ضحكت هيلين وهي تعيد الطفل الى والدته وقالت لا بل هو يشبه والدته اكثر
قالت سيما وهي تضم طفلها لا انه نسخة مصغرة من والده
قهقه الجميع بصوت مرتفع وبعد ذلك توجه الجميع الى قصر جورج وفي صباح اليوم التالي بدأت الاحتفال بزفاف ايزابيلا
وجاك
كانت ايزابيلا جميلة بثوبها الابيض القصير الذي بالكاد يلامس ركبتها وشعرها المرفوع الى الاعلى بتسريحة بسيطة
ومساحيق التجميل الموضوعة على وجهها بعناية مما ضاعف جمالها.

اما جاك فقد تأنق بحلة باللون البني مع قميص باللون السكري وربطة عنق مناسبة مع حلته وكان وسيما بشكل ملفت
كانت هيلين تجلس بعيدا عنهم وهي ترتدي ثوبا ازرق اللون كانت تراقب الزفاف بعيون دامعه هي سعيدة من اجل جاك و
ايزابيلا ولكنها تفتقد زوجها تشتاق له بجنون ولكنه لم يعد بعد ولم يتحدث اليها حتى
كان ايمن وحنان يجلسان بقربها على نفس الطاولة وقد ظهر بطن حنان بوضوح فهي حامل منذ ثلاث اشهر او اكثر بقليل.

ولكن بطنها واضحة للعيان
نظر ايمن الى ساعته ثم ابتسم بخبث وامسك بيد حنان وقال هيا بنا نرقص حبيبتي وقبل ان تعترض وضع هاتفه على
الطاولة واجبرها على مرافقته الى ساحة الرقص
وبعد دقائق بدأ هاتف ايمن بالرنين حملت هيلين الهاتف ونظرت الى رقم المتصل ولكن لم يكن هناك رقم
خفق قلبها بقوة فأيمن يقول بأن وسام عندما يحدثه لا يظهر رقمه على الشاشة
ابتسمت هيلين وفتحت الخط دون ان تنطق بحرف وهنا سمعت صوته وهو يقول.

مرحبا ايمن كيف حالك
قالت هيلين بتلعثم انا هيلين يا وسام ايمن يرقص مع حنان وقد نسي هاتفه معي
عم الصمت للحظات ولكن هيلين قررت ان تتحدث اخيرا وقالت وسام هل تسمعني
قال اجل اسمعك
قالت اريد ان اخبرك بأمر هام
قال اعلم ما هو لقد اخبرني ايمن بأنك مزقت اوراق التنازل التي وقعتها قبل مغادرتي ولكنني لا اريد تلك الاموال لهذا انت
حرة في التصرف بها
قالت ليس هذا الامر هناك شيء اخر.

قال وسام هل وكلت المحامي من اجل قضية الطلاق
قالت لا لم افعلها ولن افعلها هل تعرف لماذا لأنني احبك ايها الاحمق اجل احبك بجنون
قال وسام لقد تأخرت كثيرا في هذا الاعتراف يا ورد لقد تألمت كثيرا بسبب حبك وانا الى الان اتألم
قالت ارجوك عد الي فأنا لا استطيع العيش بعيدا عنك حبيبي
قال هل تعلمين كم كنت اتمنى ان اسمع منك هذه الكلمات فيما مضى
قالت اجل اعلم ولكنني كنت حمقاء ولم اعرف قيمتك الحقيقية حتى فقدتك.

قال هيلين اريدك ان تعلمي شيئا واحدا فقط هو انني احبك بجنون ولم ولن احب فتاة اخرى مهما حدث سوف اعود اليك
يوما ما ولكن يجب ان تشفى جروحي اولا ثم اغلق الهاتف
بكت هيلين بحرقة ثم غادرت الحفل وعادت الى غرفتها في قصر جورج ولم تغادرها الا الى الطائرة التي اعادتها الى سوريا.

، بعد ثلاث سنوات
انجبت خلالها حنان طفلها الاول الذي اطلق عليه ايمن اسم وسام
كما ان ميرنا زوجة سامر انجبت طفلة جميلة حمراء الشعر تشبه والدتها اطلق عليها اسم مريم
وجاك وايزابيلا رزقا بطفلة اطلق عليها اسم روز
اما هيلين فقد امضت سنواتها الثلاث وهي تعمل كالرجل الالي في الصباح وتذرف دموعها شوقا لزوجها وحبيبها ليلا.

لم تتحدث معه منذ ذلك اليوم في حفل زفاف جاك وايزابيلا وهي الى الان تنتظر على امل ان يعود لها في يوم من الايام.

وفي مكان اخر وتحديدا من على اعلى نقطة يسمح للسياح بالتوجه اليها على برج ايفيل كان وسام يقف هناك وهو يراقب
هذه المدينة الرائعة التي عاش فيها لثلاث سنوات من عمره
كان يقف وهو يتذكر مكالمة مارسيل له قبل ان يتوجه الى المقبرة من اجل مراسم دفن والدته
مارسيل هو صديق لوسام منذ ايام الدراسة وقد طلب منه منذ فترة بعيدة ان يشاركه في مشاريعه الهندسية في فرنسا.

في البداية كان وسام يرفض ذلك تماما ولكنه وجد ان الهروب لفرنسا والعمل مع مارسيل هو الحل الوحيد حتى يهرب من
حقيقته وهو كان يعلم بأن هيلين ستبحث عنه في المطار لهذا غادر امريكا على متن الباخرة
يعمل وسام الان في اهم شركة هندسية في العالم بمنصب نائب للمدير وقد جمع خلال الثلاث سنوات الماضية ثروة ضخمة.

جدا فقد كان يعمل ليل نهار على امل ان يشغله العمل عن التفكير بها ولكنها كانت ترافقه حتى في احلامه وكلماتها تلاحقه
كيفما ذهب صورتها لا تفارق خياله ورغم ان كثيرا من النساء حاولوا اغوائه الا انه لم يستطع ان يخونها حتى ولو بنظرة
وبينما يقف وهو شارد في افكاره سمع صوت جوزيف سائقه الخاص وهو يقول سيدي لقد بقي ساعة على موعد انطلاق
الطائر
ابتسم وسام وقال هيا بنا يا جوزيف فأنا متلهف كثيرا لرؤيتها.

انطلقت سيارة وسام التي يقودها جوزيف الى المطار وهو يكاد يطير فرحا فغدا هو ذكرى اهم يوم في حياته لهذا قرر
العودة في هذا الوقت بالتحديد لقد طال غيابه وازداد شوقه لها وهو متلهف لرؤيتها بعد كل هذه السنوات
وبعدها توجه وسام نحو طائرته الخاصة وجلس في مقعده واغلق عينيه وهو يتخيل صورتها امامه وغط في نوم عميق فهو لم ينم منذ يومين كاملين بسبب عمله وبعدها حلقت تلك الطائرة باتجاه الاراضي السورية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة