قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الرابع والثلاثون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الرابع والثلاثون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الرابع والثلاثون

انت صحيح يابت انتى؟ بلغتى معتصم بعدم رغبتك في الجواز وانك عايزه تفركشى الخطوبة
- ها!، انت بتقول ايه يابابا؟
طلعت منها تلاقئي من غير تفكير. بعد ماسحبها على غفلة من دراعها يوقفها قصاده عشان تواجهه. بعد ما كانت بتضحك وتهزر مع شقيقها ووالدتها في الشرفة ومش مدية خوانة!

قرب وشه منها وعيونه بتطلق شرار. تنفسه دخان خارج من حريقة داخل صدره. بملامح مخيفة وكأن شيطان لبسه. وهو بيكرر سؤاله تانى بفحيح امام وجهها: - بلاش استعباط وجاوبى على سؤالى: - انتى صحيح يابت بلغتى معتصم بانك عايزة تفركشى الخطوبة؟
خرج صوتها بلجلجة: - لا والله يابابا. دا هو اللى اتعصب عليا الصبح النهارده وانا بكلمه. وقالى انه على استعداد يفركش الخطوبة.

صرخ في وشها لدرجة انه خرج رذاذ من بقه: - وقالك كده ليه ان شاء الله؟ عملتى معاه ايه عشان توصليه لكده؟
قبل ما ترد المرة دى اتفاجأت بايد اخوها وهي بتشدها ترجعها واليد التانيه على كف والدها اللى طابقة على دراع نورا وهو بيكلمه بمحايلة: - براحة بس ياوالدى سيب دراعها. خلينا نسمع منها وبعدين نفهم اللى حاصل.

نزع والدها كفه عن دراعها بصعوبة وهو بيرجع شوية للخلف وبصوت متهكم: - ادينى سيبتها يا خويا. خليها بقى تتكلم عشان نسمع ونفهم زى ما بتقول!
اتدخلت نجلاء وهي حاطة أيدها على قلبها من الخضة بعد ما فاجأهم جوزها بفعله مع بنتها: - اتكلمى يا نورا يابنتى وقوليلنا بالظبط اللى حصل. عشان نعرف مين الى غلطان فيكم؟

ردت نورا وهي بتخاطب والدها: - انا اتصلت بيه الصبح النهاردة وانا متعصبة. بعد ماقولتلى انت بنفسك. انكم قدمتوا ميعاد الفرح للخميس اللى جاى. انا كان غرضى بس اسأله. لكن هو زعق فيا وقالى لو مش عايزة الجوازة خالص نفضها.
بحركة معبرة بجسمه: - شوفت ياخويا وسمعت بنفسك. بتقولك اتصلت عليه وانا متعصبة. طبعاً ياست نجلاء انتى عارفة كويس. بنتك المحروسة وهي متعصبة بتبقى شكلها ازاى ولسانها بيزلف بأيه؟

قال الاخيرة بصوت عالى وهو بيبحلق ل نورا بتهديد.
رد عليه وائل بانفعال: - طبعاً حضرتك انا عارف كويس اختى نورا وطولة لسانها. بس اللى مستغربله بجد بقى. حكاية الميعاد الجديد للفرح دى. ازاى يعنى خطوبتها كانت الاسبوع اللى فات ودلوقتى بتبغلنا بميعاد الفرح الاسبوع اللى جاى؟
رفع طرف شفته بغيظ وهو بيواجه ابنه: - نعم ياسى وائل انت كمان جاى تعصيها علينا وتديها الحق في اللى عملته.

رد على والده بشجاعة: - انا بقول كلمة الحق. نورا لو اتعصبت عليه يبقى من حقها. مدام الأستاذ بيقرر من نفسه وعلى كيفه. وكون ان مش عاجبه ردها. يبقى بمزاجه بقى. وكل واحد يروح لحاله.
- انت جاى تخربها كمان يابن ال...

قالها بصوت جهورى وهو بيتقدم على ابنه عشان يفتك بيه. رمت نجلاء نفسها عليه تحجز مابينهم وهي بتندب بصوت مقهور: - ابوس ايدك يا سامح بلاش فضايح الله لا يسيئك. كل الناس خرجت في بلكونتها والشبابيك عشان تتفرج علينا. ما احنا خلاص بقينا فرجة لكل اللى رايح واللى جاى.

سيطر على اعصابه بأعجوبة وهو بيوجه كلامه للجميع: - بس عشان الفضايح. انا هامسك اعصابى لحد اما نخرج من البلكونة وندخل جوا. عشان اسمع من نورا الحوار كله وبالحرف. وبعدها نشوف موضوع السيد وائل اللى عايز يخربها ويقعد على تلها.

من بعد ما وصلوا جارتهم وابنها لاقرب مستشفى قصادهم لتطعيم البنت الصغيرة. وبقى ملاحظ شرودها وسرحانها وهي بتنظر للطريق. حاسسها متغيرة بقالها فترة. رغم ضحكها وهزارها طول الوقت ودلعها اللى بقى بزيادة عن الاول. لكنه بقى دايماً حاسس ان في حاجة ناقصة ومبقاش فاهمها.
- عندك محاضرات كتير النهاردة؟

خرج من شروده على سؤالها. ضيق عيونه يفتكر الاول قبل ما يرد: - اه. لا هما اتنين بس وعملى كمان. يعنى هاتأخر شوية عليكى.
كملت بسؤال تانى.
- طيب وشفت المستشفى وميعاد العيادة؟ انت نسيتهم؟
حرك دماغه وهو بيمط شفافيه: - لا طبعاً ودى حاجة تتنسى؟ انا هواصلك البيت. اَكل حاجة خفيفة قبل ما اروح المستشفى وبعدها هاطلع على العيادة.
بابتسامة مش مفهومة: - وطبعاً هاتتأخر؟

نظر لها بأسف: - مش عايزك تزعلى بس انا فعلاً النهاردة. هاتأخر عليكى.
ابتسامتها زادت اكتر وهي بتكلمه: - لا ياحبيبى ولا يهمك انا مش زعلانة بالعكس. اهم حاجة عندى شغلك ومستقبلك.
سألها بنبرة متشككة: - بجد انتى مش زعلانة يا نهال انى هارجعلك في نص الليل؟ غريبة يعنى؟
ابتسامتها اتحولت لضحكة جميلة: - وايه الغريب فيها دى بس؟ انا اتعودت ياسيدى خلاص على النظام ده ومابجتش اخاف. ثم ان شقتنا امان يعنى ولا ايه؟

رجع بنظره للطريق تانى وهو بيحاول يصدق كلامها: - دا شئ يسعدني طبعاً انك تتعمدى على نفسك وقلبك يجمد وماتخافيش.
كمل بعدها سواقة في الطريق وهما الاتنين ساكتين. لكنها فجاته مرة تانية وهي بتسأله: - انا لو اتزنقت في اى مادة او اتأخرت فيها انت هاتساعدنى فيها طبعاً صح؟
عقد حواجبه وهو بيجاوبها بدهشة: - طبعاً اكيد هاسعادك. دا كان وعدى ليكى من جبل ما نتجوز. بس انتى شاطرة وما جيتيش في مرة طلبتى مساعدتى؟

رجعت تنظر في شباك العربية من تانى للطريق وهي بتتنهد بصوت واضح: - ياسيدى. انا بجولك لو احتجت؟!
بعد ما حكت لهم نص المكالمة كلها قام سامح من مكانه وكأن لسعته عقربة: - يعنى انتى اللى قليتى ادبك في الاول وفي الاَخر ياعين امك. وكلام معتصم كان رد فعل على قلة حياكى.
نهض وائل من مكانه هو كمان يكلمه بصوت واطى عشان يهديه. خوفاً منه لا يتقدم على اخته اللى لزقت في والدتها من الخوف ويضربها.

- براحة ياوالدى المواضيع ما تتاخدتش كده. خلينا نتكلم براحة ونوصل لحل.
نزل يقعد من تانى على كنبته في الصالون. فضرب بايده على رجليه بغيظ: - اتفضل ياسى وائل قولى ايه هو الحل؟

رجع وائل لمكانه من تانى قبل مايرد على والده: - شوف ياوالدى. خناقات الخطاب دى شئ عادى ياما بتحصل وبيرجعوا يتصالحوا من تانى. المهم دلوقتى ان نورا رافضة موضوع الجواز بالسرعة. يبقى الاستاذ معتصم ينفذ لها رغبتها ويصبر شوية دا لو كان عايزها. لكن انه يهدد بفسخ الخطوبة دى يبقى تلكيكة. وبصراحة بقى لو فركش بجد هايبقى جات منه ومش منها.

كملت نجلاء على كلام ابنها: - على فكرة بقى وائل عنده حق. الجواز مابيجيش بالطريقة دى.
جز سامح على اسنانه بغيظ: - انتى هاتشلينى ياولية انتى وابنك؟ هو لو مش عايز البنت. يبجبلها الدهب دا كله في شبكتها وينفذ لها كل تأمر بيه. هو لو مش عايز بنتكم يسكنها هي واهلها في شقة فخمة زى دى؟

رد وائل وهو بيحاول يمسك لسانه مع والده: - بصراحة بقى متزعلش منى ياوالدى في كلامى. النظام كله غلط. انا حاسس ان الولد ده عايز يشترينا بفلوسه. فاانا من رايي انها تثبت على رأيها وهو لو عايزها يكمل ولو مش عايزها. يبقى يادار ما دخلك شر. ياخد شبكته وفلوسه واحنا كده كده راجعين اسكندرية وهانسيبله الشقة بتاعته يشبع بيها.

اتنقلت عيون سامح على بنته يسألها وكأنه عارف الاجابة: - وانتى ايه رأيك يا نورا؟ موافقة ترجعى الدهب دا كله بتاع شبكتك والهدوم الغالية اللى بالشئ الفلاني والمستوى اللى بقيتى عايشاه، ونرجع تانى بقى شقتنا في إسكندرية. واخدة بالك ياعين ابوكى. الشقة اللى بتنشع ميه في سطحها وشق الحيطة فيها يدخل تعبان. وترجعى لمصروفك القديم فاكراه ولا نسيتى؟

عيون التلاتة بقت متركزة عليها. وهي مسهمة قدامهم وشاردة في رد على سؤال والدها.
وفى المسا
خرج من غرفته وهو لا بس ومتشيك على اَخر موضة. ينده بصوته العالى: - جبيصى. انت ياض. روحت فين ياجبيصى الزفت؟
دخل المذكور من باب البيت على الندا: - ايوه يا معتصم بيه. انا جيت اها. اصل كنت بسقى شجر الجنينة عايزنى في ايه بجى؟
رمى السيجارة من طرف صوابعه وهو بيسأله: - كنت عايز اَخد رأيك لبسى النهارده؟ زين ياواض؟

جبيصى عينه راحت على السيجارة اللى في الارض ومركزش في السؤال. قام نده عليه بعصبية: - سيبك من السيجارة دلوك يا زفت الطين انت وجاوب على سؤالى: - رفع عيونه عليه مضطر: - زين جوى يابيه وعامل زى البهوات اللى باشوفهم في التلفزون كمان.
نزل بعيونه ينظر للى لابسه من تانى وهو بيتكلم بانشكاح: - صح ياواض؟ يعنى لو دخلت اى مكان سياحى يفتكرونى بيه من النخبة ولا زبدة البلد زى ما بيقولوا!

جبيصى فكه نزل باندهاش: - وايه دخل النخبة بالزبده. طب الزبده عارفها. لكن ايه معنى نخبة اساساً؟!
اتمشى قدامه لناحية المراية اللى في الصالة. يظبط في ياقة القميص بتاع البدلة وهو بيضحك على اسلوبه: - ياض افهم. النخبة هما الناس البهوات والمتعلمين والزبدة هما رجال الاعمال. والاتنين واحد برضك عشان هما بس اللى بيبقوا واجهه للبلد. مش اللى زى حلاتك.
كالعادة مال برقبته وهو بيرد بعدم رضا: - الله يسامحك يابيه.

اللتفت من قدام المراية يرد عليه وهو بيمسك فونه والمفاتيح ويحطهم في جيوبه: - طب ماتزعلش خلاص. انا بهرج معاك وماقصدتش. المهم عايزك تراعى البيت على مارجعت من مشوارى وماتروحش على بيتك غير لما اجى. فاهم؟
- فاهم يابيه.
قالها وهو بينظر في اثره وهو ماشى وخارج قدامه. وبعد ما اختفى عن عيونه. نزل جبيصى يتناول السيجارة من على الارض وهو بيبرطم مع نفسه.

- عاملى فيها بيه. وهو كسلان مايطفى السيجارة في الطفاية! لا وكمان عايز يبجالى تبع الزبدة!
وفى البيت الكبير
كان الاحفاد عاصم و حربى متجمعين مع جدهم في الجنينة تحت العنبة في مكانهم المخصص في جو اسرى لطيف. بيضحكوا على رائف اللى كان لازق ل ياسين يحايل فيه بغلاسة: - والنبى ياجد حن عليك لتكلمه خليه يروح معايا بكره. شالله يارب تروح الحج مرة تانى ياشيخ.

ضربه ياسين بكف ايده على راسه من الخلف: - يابن الفرطوس. عايز ابوك يروح للناس ويجولهم ايه بس؟ بكلامك البارد ده.
شد ياقة قميصه يدرى قفاه لاتطوله كف ياسين وهو بيتكلم بحماس زود الضحك عند الاتنين الباقين.
- يجولهم احجزوا بتكم لولدى المهندس رائف على سن رمح. هما يطوله.
- وما يطلوش ليه؟ يابن ال، فاكر نفسك مين ياض؟ دى بتهم هاتبجى دكتورة يافاشل.

قالها وهو بيناولوا كف تانية على خلف دماغه. جعلته يصرخ ويستغيث: - يابوووى، ماتيجى تحوش عنى يا حربى. انت او المحروس تانى. جفاية قرب ينور في الضلمة.
حربى وهو واقع من الضحك: - انا ماليش دعوة ياعم. جدك النهاردة سخنان عالضرب وانا راجل صحتى على كدى.
عاصم كمان وهو بيتكلم بصعوبة من بين ضحكه: - مش عايز تتجوز اتحمل هههههه.

ياسين بعصبية محببة وهو بيضربه من تانى: - اصلك بارد وماعندكش دم ولانظر. مش لما تتخرج الاول وتستلم وظيفة يبجالك عين تتكلم.
- مساء الخير.
رفع الأربعة عيونهم للى هل عليهم وهما بيردوا عليه التحية. قعد قصادهم بجمود لفت نظرهم كلهم ووقف ضحكهم
- خبر ايه يا وائل؟ مالك ياولدى شكلك متغير كده ليه؟ اوعى يكون حد في خواتك ولا امك ولا ابوك جراله حاجة؟

كتف درعاته يرد بغضب مكتوم: - اطمن ياجدى. مافيش حد فيهم جراله حاجة. انا اللى بس اتخانقت مع والدى النهاردة وفي الاَخر خرجت خسران برضوا.
اتدخل عاصم يسأله بقلق: - هو ايه اللى حصل بالظبط هناك؟ وخلاك مضايج ومقهور بالشكل ده؟
- اللى حصل يا عاصم ان الاستاذ معتصم اللى خطب اختى من اسبوع بس. قرر انه يعمل فرحه عليها الاسبوع اللى وراه. شوفت المفاجأة؟

نزل عاصم بعيونه على الارض مرتبك من الاجابة. و ياسين هو اللى رد بتعصب: - ايه الكلام الفاضى ده؟ هي بيعة ولا شروة؟ عشان تتم بالسرعة دى؟ ولا البت نفسها كانت عزبة قبل سابق؟ يبجى انت عشان كده اتعركت مع ابوك. طب المحروسة اختك كان رايها ايه في الموضوع ده؟

اتنهد بصوت عالى قبل مايرد: - والله ياجدى انا عملت المستحيل النهاردة في محاولاتى لاقناع والدى بالرفض. واختى بقى بعد ماكانت معارضة. رسى رأيها في الاَخر على الموافقة بس بشروط!
وانا ايه اللى يخلينى اوافق على شروطك؟

سألها معتصم وهو قاعد بعنجهية قصادها على طرابيزه لوحدهم في مطعم سياحى فاخر. مابيدخلوش غير علية القوم في المحافظة. ردت عليه بتعالى يماثل عنجهيته: - والله دى طلباتى وانت من حقك ترفض او تقبل. بس خليك فاكر انك لو ماوفقتش عليها. هاتكون انت اللى فسخت ساعتها الخطوبة مش انا.
ابتسم لها بسخريه: - وطبعاً ساعتها هاتبقى الشبكة من حقك انتى؟ وماهاينفعش ترجع؟

رفعت دقنها ترد بتحدى: - والله انا بقولك. لو انت رفضت؟ ماهو انا كمان مش فاضيه لواحد بيتلكك عشان يسيبني؟!
ابتسامته اتحولت لمكر وهو بيرد عليها: - لا يا نورا انا مش بتلكك عشان اسيبك. ومستعد اقبل بشروطك بس لما اعرفها الاول.
لوحت بكفها تعد بصوابعها: - اولا تشتريلى عربية؟
هز بدماغه يرد عليها: - بسيطة نشترى عربية.
- ثانيا تشتريلى شقة في إسكندرية عشان لما اسافر لاهلى انزل فيها.

- برضك بسيطة نشترى شقة هناك اقله نصيف فيها. مع انى كنت فاكرك هاتطلبى الشقة هنا في المحافظة. عشان حياة الريف الى انتى مش متعودة عليها
- لا انا عايزة اسكن في البلد.
قالتها بسرعة أثارت ارتيابه قبل مايسالها بتحكم في اعصابه
- حتى لو في بيت ابويا القديم؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة