قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الخامس والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الخامس والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الخامس والعشرون

وماباتش ليه مش واض عمى ومش غريب عليا، وانا اختى تعبانة وعايزه المراعية ولا انت ايه رأيك ياعاصم؟
سألته بخبث لجمته مذهول، اتحمحم عشان يجلى ريقه وهو بيحاول يلاقي جملة مفيدة يرد بيها فخرج صوته بصعوبة: - طبعا البيت بيتك يا نهال يابت عمى، ووالأوضة كمان. زى ماجولتى انك مش غريبة و.

قاطعه مدحت بحزم: - لأ طبعاً يا عاصم. ايه اللى انت بتجوله ده؟ حتى لو كنت واض عمها و مش غريب عليها. لو عايزه تطمن على بدور مش لازم يعنى البيات هنا. لا وكمان في اؤضة نومكم!
عاصم ملامحه اتغيرت للأحسن بعد سماع كلمتين مدحت المتعصب وبدأ يشعر بالراحه. لكن بدور ما ياسابتوش يفرح كتير: - خبر ايه ياواض عمى؟ بتجولك اختها تعبانة وعايزة تراعيها. فيها أيه بجى لما تبات معايا. وعاصم نفسه مش معترض!

عاصم وشه اتقلب تانى وهو فقد الحيلة قدام رجاء بدور اللى لجم مدحت وجعله يضغط على شفته بغيظ وهي بينظر ل نهال بتوعد وهي راسمة على وشها البراءه بإتقان.
بدور بزهق: - ايه ياعم الدكتور؟ انت هاتفضل ساكت كده كتير؟ ما تريحني بجى ووافق على بيات نهال معايا.

رجع مدحت بنظره ل عاصم الى واقف جمبه بقلة حيلة. فانتقل ل نهال يسألها وهو بيجز على اسنانه: - وانتى بجى هاتعرفى تراعيها زين يامحروسة؟ ولا هاتسيبيها وتنامي كاعوايدك؟
فتحت بقها بابتسامة شقية: - عوايدى!، الله يسامحك يا مدحت. عالعموم انا هاخد بالى من صحتها وامى من بكره الصبح هاتيجى تعملها كل شغل البيت. يعنى مش هانخليها محتاجة لحاجة.
شهقت بدور بفرحة: - والنبى صح يا نهال. انتى بتتكلمى جد؟

نهال بضحكة وهي بتحضنها: - صح ياجلب نهال شوفتى بجى انتى غاليه علينا ازاى؟
خبط عاصم بخفة على دراع مدحت يكلمه بيأس: - تعالى ياواض عمى نجعد شوية في الصالة عشان تريح رجلك بدال ما انت واجف كده.
مدحت وعينه بطق شرار ناحية نهال: - انا هاروح اسلم على ابويا وامى الاول وبعدين هارجع هنا تانى. ماهو انا كمان هبات هنا ولا ايه رايك ياعاصم؟

ابتسم عاصم بابتسامة ساخرة على حالته: - تأنس وتشرف ياواض عمى. البيت بيتك طبعاً!
سامح وهو جالس في البلكونة وبيشرب شيشه باستمتاع رن الفون بتاعه برقم وائل ابنه فتح عليه: - الوو، ايوه ياحيلتها توك ما افتكرت ترن على ابوك؟
وائل وهو بيغمض عيونه وبيتنفس بعمق من أسلوبه والده: - في ايه بس ياولدى؟ على فكرة بقى انا دى المرة الرابعة ارن عليك فيها وانت مكنتش بترد.

رد سامح بتهكم: - اربع مرات وبتقولها في وشى. بقى ابوك يطرد من بيت جدك وانت اخرك ترن عليه اربع مرات بس. طب حتى اسأل على امك واختك يابارد.
رد على والده بغضب مكتوم: - انا رنيت على نورا واطمنت عليها وكلمت والدتى كمان. دول بيقولوا انك سكنتهم في شقة جديدة في المحافظة. بتاعة مين دى؟
كركر في الشيشه الاول قبل ما يخرج الدخان بكثافة: - وانت مالك ياض؟ انت بس لم هدومك وتعالى على العنوان اللى هاقولك عليه؟

ومع سماع صوت جرس الشقة نده على بنته: - افتحى الباب يا نورا. شوفى مين؟
نورا كانت بتلعب في فونها وعملت نفسها ما سمعتش. لكن مع صرخة والدتها اللى كانت بتشطب في المطبخ: - افتحى الباب يازفته انتى واسمعى الكلام.
نفخت بتذمر وهو بتقوم من مكانها وتبرطم بصوت واطى: - اوووف ودا مين دا اللى ماعندوش دم وجايلنا في الساعادى. هو احنا نعرف حد اساساً هنا؟!

وعند الباب اول اما فتحته وقفت متسمرة لما لقته واقف قدامها وبيبتسم لها؟
- ازيك يا نورا عاملة ايه؟
- نورا!
قالتها بتعجب فتابع هو: - انت هاتسبينى كده واجف عالباب مش هاتجوليلى اتفضل؟
فتحت بقها تنوى الرد ولكن صوت والدها سبق: - مين الى عالباب يا نورا.
رد عليه التانى بصوت عالى عشان يسمعه: - انا معتصم ياعم سامح. خطيب نورا!

نورا بتروح وتيجى في غرفة نومها بعصبية قدام والدتها اللى قاعدة على حرف السرير وهي بنتظر لها بسأم.
- خطيب نورا!، يانهار اسود دا بيقولها بقلب مليان!
هو في ايه ياماما؟ انا ادبست في الهباب الى بره ده ولا ايه؟ ماتردى ياماما ساكتة ليه؟
نجلاء بزهق: - ارد اقول ايه يابنت انتى؟ هو انا ليا راي معاكى انتى وابوكى. ما انا ياما اعترضت وانتى كنت ساكتة وراضية. ايه اللى حصل بقى وخلاكى تغيرى موقفك؟

نزلت عالسرير بتعب قدام والدتها: - والله ماكنت موافقة انا بس كنت بفكر وباخد وقتى. مش اكتر من كدة.
نهضت نجلاء عن السرير وهي بتشدد على كلامها: - تاخدى وقتك! بقولك ايه انا قايمة اشوف الضيف اللى بره ده واقدلمه حاجة يشربها بدال ما والدك يعملى مشكلة و انا مش ناقصة. وانتى يااختى البسى حاجة عدلة تخرجى بيها تقابليه.
وقبل ما تفتح الباب ندهت عليها نورا: -انتى هاتمشى وتسيبنى كده وكمان عايزه تضايفيه.

اتنهدت نجلاء بصوت وعالى وهي ايدها على مقبض الباب وبنتظر لها بسأم: - نورا، انا مرارتى مفقوعة منك ومن ابوكى. فسبينى الله يرضى عنك انا مش ناقصة اسمعلى موشح. وانتى كمان اخرجى وقابليه زى ماقالك ابوكى. ولا انتى نسيتى ان كل اللى حصل ده معانا بسببك انتى!
صباح اللى كانت منتظرة بفارع الصبر انتهاء مكالمة وائل مع والده: - ها عرفت العنوان من ابوك ياولدى؟

دقق النظر لجدته بابتسامة واسعة: - ايه يا حبيبة قلبى انتى لسة برضوا قلقانه اشحال ان ماكنت سمعتك صوت ماما وصوت نورا.
صباح بتصميم: - برضك يا وائل انا لازم اعرف العلوان واشوف سكنهم في حتة عدلة ولا حتة شينه. المحافظة كبيرة مش زى بلدنا هنا كلنا عارفين بعض.

باس على رأسها وابتسامته ازدادت: - والله انتى طيبة اوى ياستى. يعنى المحافظة هنا هاتبقى اكبر من اسكندرية! عالعموم واضح كده من العنوان اللى قالهمولى انه سكنهم في حتة راقيه. مع انى مش عارف ازاى؟
- ايه هو اللى مش عارفه ياعريس؟
قالها ياسين بابتسامه وهو داخل عليهم. وائل بلم لجده و صباح هي اللى سألت مستغربة: - عريس مين يابوى؟
ياسين وهو بيهز بدماغه ل وائل بمناغشة: - اجولها مين العريس؟

عيونه برقت وبقه كان بيفتح ببلاهه: - اوعى تقولى ان اللى في بالى حصل؟
ياسين بضحكة عالية: - حصل ياحبيب جدك. والبت وافقت عليك ياأحلى عريس.
- ياحبيبى ياجدى.
قالها وهو بيترمى عالكنبة يحضن في جده ويبوس على راسه. وياسين ضحكته ازدادت اضعاف.
زعقت صباح في الاتنين: - هو في ايه ماتفهمونى. بت مين اللى وافقت على وائل وانا سته ام امه معرفاش.

وائل بحماس: - انا فرحان قوى ياستى عشان هدير وافقت عليا ورفضت قريبها. حلو قوى الاحساس ده.
- اه ياخويا وانا ستك معرفش!
قالتها بعتب فرد عليها ياسين بصوت عالى: - ماخلاص ياصباح. احنا كنا مدارين عشان ابوه مايعرفش ويوقف الحال
صباح بخوف: - طب وبعد ماخدتوا الموافقه. ماهو اكيد برضك هايوقف الحال ومش هايرضى يروح معاكم يخطبها!

ياسين بقوة وهو عيونه على وائل: - احنا هانعمل بالاصول. ونفاتحه في الموضوع ولو رضى يبقى خير وبركة. لكن لو مرضيش يبجى ليها صرفة ان شاء الله.

كانت قاعدة ماسكة نفسها بالعافية بعد ما لبست وخرجت مضطرة عشان تقابله. وهي بتوعد نفسها بالحديث بشجاعة مع والدها بعد ما يخرج عشان تفض الموضوع ده من اوله. والدها كان بيضحك ويهزر معاه ولا اكنهم عشرة سنين. وهي كل ماتيجى عينيها في عينُه تنظرله بتحدى بدون خجل. واكنها بتوصلوا رسالة والمطلوب منه يفهما لوحده. لكنه كان بيضحك دايماً.
- نورتنا يا معتصم يابن الاصول؟

- الله يخليك ياعم سامح دا نورك انت والأسرة الكريمة. على الله بس تكونوا مرتاحين في الشقة؟
رفعت نظرها لوالدها مخضوضة لقيتوا بيأكد المعلومة بردُه: - طبعاً لازم تعجبنا. دى حتى فاخمة ومريحه وهواها بحرى.
نظر لها بطرف عينه وهو بيكلم والدها: - اى حاجة ياعم سامح تعوزها انت او الاسرة الكريمة اطلبها من الواد مختار البواب وهو يجيبهالك هوا. لو جصر معاكم جولى وانا اتصرف معاه.

اتدخلت هي في الكلام: - متشكرين ياسيدى على كرمك. بس احنا كلها يومين تلاتة ونمشى. يعنى مافيش داعى لتعبك.
ضيق عيونه يسأل والدها: - يومين تلاته ازاى يعنى والخطوبة ياعم سامح؟
سامح بلهفة: - ماتخدتش على كلامها اصلها لسه ماتعرفش. ان الخطوبة بعد يومين.
فتحت بقها تعترض لكن والدها سابقها: - قومى يا نورا شوفى امك خلصت العشا ولا لسة.
- عشا!

قالتها بتعجب فزغرلها بعيونه بتحزير: - ايوه عشا. ياللا بسرعة احنا جعانين. ياللا يابت قومى. قومى ياللا.
لفت قدام المراية وهي لابسة بيجامة اختها وهي بتضحك: - ايه ده يا بدور؟ انا حاسة نفسى بعوم في البيجامة.
بدور وهي قاعة عالسرير مسنودة بظهرها عالمخدة: - هي واسعة شوية فيكى.

لفت لها تشاور على نفسها: - شوية بس! انتى مش واخدة بالك ولا ايه؟ دا عاملة زى البحر انتى بتلبسيها ازاى دى؟ دا باينك تختنى يابت وانا مش واخدة بالى.
ردت عليها بوش مقلوب: - ماتقوليش تخنت يا نهال و انا اساساً البيجامة دى ما بلبسهاش!
كتمت ضحكتها وهي بتقرب تقعد جمبها: - انتى زعلتي يا بدور؟ دا انا بهزر معاكى يامجنونة!

ردت بعصبية: - برضك ماتقوليش تخينة. عشان الكلمة دى كان بيجولهالى عاصم لما يحب يستفزني ويعصبنى.
نهال بجدية: - كان بيهزر معاكى يا بدور. ماهو اللى يحبك يناغشك.
مالت برقبتها ترد عليها بشك: - بيحبنى! عشان كده ساب واحدة زى نورا تلف عليه؟
اتنهدت بصوت عالى وهي بتدخل تحت الغطا معاها: - شوفى يا بدور بصراحة حكاية نورا دى انا مش عارفة ايه ظروفها. بس اللى انا متأكده منه بجد هو حب عاصم ولهفته عليكى.

ردت بمرارة: - بس انا متأكدة من حاجة واحدة. هي انهم كسروا فرحتى في اهم لحظة في حياتى. ساعة ماعرفت انى حامل.
قالت الاخيره بعيون بتلمع بالدموع. اخدتها نهال في حضنها وهي بتخفف عنها: - طب خلاص متزعليش وماتخديش في نفسك. هو اساساً عرف غلطه وبيتعاقب. دا كفاية انه نايم مع مدحت دلوك عالارض في الصالة.
خرجت من حضنها بدور بابتسامة وتسلية: - يانهار ابيض ناموا عالارض. طيب واؤضة الاطفال راحت فين يابنتى؟

ضحكت نهال بشقاوة: - انتى عايزاهم يناموا على سراير الاطفال الصغيرة دى ازاى بس يا بدور؟ دول عاملين زى الوحوش ياماما.
بدور وضحكتها رجعت تانى: - يالهوى عليا. بجى خليتى الدكتور المحترم ينام عالارض يامفترية!
هزت بكتفها بدلع: - وانا مالى؟ هو انا جولتلوا يسيب سريره في بيت ابوه ويجى هنا ينام في الصالة!
بدور بابتسامة وغمزة: - بيحبك ياعم ومش عايز يبعد عنك.

نهال وهي بتمط بشفايفها: - ايوه يااختى بيحبنى، ودينى ليطلعهم على عينى انا عارفاه!
وبرا غرفة النوم وبالصالة بالتحديد. كانوا قاعدين عالارض مسنودين بضهرهم على كنبة كبيرة للصالون.
عاصم لمدحت: - بس ياسيدى هو دا كل اللى حصل!
مدحت وهو بيمسح في نظارته: - شوف ياسيدى. انا متأكد انك بتحب بدور وبتموت فيها كمان. بس عيبك كان مع البنت انك سكت. و ادتها فرصة عشان تتمادى.

عاصم بصدق: - والله يا مدحت انا عمرى مافكرت فيها ولا فكرت في غيرها. وياما صديتها بالكلام الواعر. لكن حظى الزفت بجى.
كمل مدحت على كلامه: - حظك الزفت انك من غير ماتجصد جرحت بدور وكسرت فرحتها في اهم لحظة في حياتها وهي رايحة تفرحك.
عاصم بقلة حيلة: - اعمل ايه بجى عشان ترضى عنى تانى؟ بعد الشرخ الكبير اللى حصل في علاقتى معاها.
قام مدحت من جمبه وهو بيكلمه: - اصبر عليها يا عاصم وحاول كتير. لحد ماتنسى.

عاصم بنظرة ذات مغزى: - ما انا بحاول بس اعمل ايه بجى وانا مش لاقى فرصة حتى عشان اتلم عليها.
ابتسم مدحت وهو بينام على فرشته ويشد الغطا عليه: - فاهمك يا عاصم وفاهم تلميحك.
عاصم وهو بينكر: - لا واض عمى. انا مجصدتش اللى في بالك. دا انت تأنس وتشرف. دا انت نورتنى يادكتور والله.
ابتسامته ازدادت اكتر: - ياض بطل كدب ياض انت بتكلم عيل صغير. ثم ان البت عيانة وعايزه مراعية ولا انت نسيت؟

عاصم وهو بيمط شفايفه: - انسى ازاى بس. في حد ينسى حاجة زى دى؟
مدحت بصوت واطى مع نفسه: - حاضر يا نهال حاضر. ان ماربيتك مابجاش انا!
ماصدقت انه أخيراً يخرج من عندهم بعد ما اتعشى وسهر مع والدها ولا اكنه صاحب بيت. قعدت تنتظر والدها في الصالة بعد ماخرج يوصلوا. واول اما لاقته وقفت متحفزة: دخل هو مبسوط: - انتى لسة صاحية ياعيون ابوكى. وامك طبعاً ماصدقت تنام ماانا عارفها!

قالها وهو متجه على غرفة نومه وقفته هى: - استنى ياوالدى انا عايزاك في كلمة ضرورى.
رجع لها تانى يسألها: - كلمة ايه يا نورا؟ يكونش عايزه تسالى على ميعاد الخطوبة الى عرفتيه فجأة. معلش يابنتى مجتش فرصة اقولك عليها لما اتخانقت مع اهل امك بس ليكى عليا اخليهم يتحصروا لما يسمعوا بيها. دا انا هاعملهالك في احلى قاعه فيكى يامحافظه وهاجبيلك...
- ياولدى انا مش عايزه خطوبة من الاساس.

قالتها بمقاطعة وقفت الكلام على لسانه للحظات وبعدها خرج سؤاله ببساطة: - نعم يااختى كنتى بتقولى ايه؟ سمعينى تانى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة