قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السادس والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السادس والعشرون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل السادس والعشرون

ديق عيونه وهو بيقرب منها بخطوات بطيئة ومريبة: - كررى تانى اللى قولتيه يا نورا عشان انا باينى ما سمعتش كويس.
الخوف دب في قلبها من ناحيته ودا لانها عارفة والدها كويس. هو طول الوقت بيدلعها ويفضلها على خواتها الولاد ولكنه لما بيتعصب منها بيقلب بشكل مخيف. خرج صوتها مهزوز وهي بترد عليه: - بقولك انااا مش عايزة اتجوز معتصم!

شدها من دراعها فجأة وقرب وشه من وشها و بيدوس على اسنانه وعيونه بتطلق شرار ونفسه بيطلع دخان بيلفح جلدها: - كد قالك ان ابوك هفق ولا مش راجل وقد كلمته.
هزت دماغها تنكر بصمت وهي قافلة بقها وعيونها وسع وشها وهي بتنظرله بجزع: كمل على نفس وضعه: - امال اللى انتى بتقوليه ده معناه ايه؟
كانت بتبلع في ريقها اللى جف بصعوبة وهي بتحاول معاه.

- انا قصدى يعنى. انى لسه صغيرة عالجواز وشيل المسؤلية من دلوقتى. دا غير انى عايز اكمل تعليمى.
خف قبضته وهو بيفتح بقه بضحكة خشنة وقصيرة: - دا على اساس انك شاطرة في دراستك ومش بتاخدى السنة بسنتين.
نفض ايده عن دراعها فجأة ولهجته خفت حدتها: - انا مش عايز اتعصب عليكى يا نورا عشان عارف ان امك وستك هما اللى لعبوا في دماغك: - امى وستى مالهوش دعوة.

قالتها بمقاطعة لكن نظرته المرعبة لجمتها عن تكملة كلامها. فتابع هو: - الكلام دا لو اتكرر هاتشوفى وش تانى منى عمرك ماشوفتيه، وان كان على حكاية سنك متخافيش منها ياعين ابوكى. البنات هنا بيتجوزا اصغر منك بكتير اوى. وبكرة لما تشوفى العز اللى هاتعيشى فيه. هاتشكرى ابوكى وتدعيله. يالا بقى تصبحى على خير.
قال الاخيرة وهو بيبوسها على خدها قبل مايمشى على غرفة نومها. وسابها واقفه كاتمثال بعيون مبرقة ومصدومة.

وفى صباح اليوم التالى
خرجت نهال من غرفة النوم وهي بأسدال الصلاة. لقت عاصم وحده لسه نايم مكانه و مدحت مكانه فاضى. شبت بعنيها يمين وشمال واتحركت بخطواتها تدور عليه. فجأة لاقته قدامها خرج من الحمام. ابتسمت بخبث: - صباح الخير. انت صحيت امتى؟
داس على بسنانه على شفته بغيظ ومعبرهاش وهو بيتخطاها ويعدى جمبها. اتحركت هي بخطواتها وراه: - استنى يا مدحت جولى هاتكمل نوم ولا احضرلك الفطار؟

كمل بصمت وهو بيدخل غرفة الاطفال فدخلت وراه: - يا مدحت رد عليا وقولى...
قطعت جملتها لما لاقته فجأة قفل الباب ووقف قدامها ساند بكفه عالحيطة والتانية على وسطه وبينظر لها بحدة كاعوايدوا. ابتسمت بريبة وهي بتشاور بكف ايدها؟
- ايه مالك؟ جفلت علينا الباب ليه؟
ساب الحيطة واتقدم ناحيتها بخطوات بطيئة. ابتسمامتها زادت اكتر وهي بترتد للخلف: - متنساش ان احنا في شجة اختى وجوزها مش شقتنا؟

ابتسامتها اتحولت لضحك مكتوم وهي بتزقوا بأيديها الاتنين وهو بيقرب منها. مسك على ايديها وهو واقف بجمود وعنيه بتظهر مشاعر هي عارفاها كويس لكنه افتكر عملتها امبارح لما نام عالارض فشد على أيديها بعصبية: - بتسببنى انام عالارض امبارح يا نهال وانتى تنامى في حضن اختك حبيبتك!
ردت مخضوضة من تحوله: - اختى تعبانة وانا كان لازم اراعيها يا مدحت؟

رفع حاجبه بشك: - واختك لازم تنامى في حضنها عشان تاخدى بالك منها وتراعيها؟
هزت بدماغها ترد عليه: - ايوة كان لازم. عشان اختى تعبانة و زعلانة كمان وانا لازم اخدها في حضنى واخفف عنها.
جز على سنانه وهو بيشد على ايديها اكتر: - وانا مين يخفف عنى دلوك وانا دمى بيفور وبيغلى منك؟
ضحكت بدلع وصوت عالى: - ههههه أعملك عصير عشان تهدى بيه دمك.

حدته خفت وهو بيحاول يمسك ضحكته: - بطلى استظراف ووطى صوت الضحكة دى شوية. واد عمك نايم بره.
وبرة الأوضة عاصم فاق من نومته وكان رايح الحمام فسمع ضحكهم وهمسهم. فابتسم بصوت واطى وهو بيردد مع نفسه: - الله يسهله ياعم الدكتور. دا انت طلعت حكاية.
حب يستغل الفرصة فارتد بخطواته لناحية غرفتها ولكنه اتفاجأ بالباب مقفول. خبط بأيده عليه بخفة
- بدور افتحى يابدور، بدور انتى جافلة ليه؟

خرج صوتها بالعافية: - عايز ايه يا عاصم انا نايمة!
رد عليها باستنكار: - ياشيخة! وعفريتك هو الى جفل الباب صح؟
نفخت بزهق: - نهال هي اللى جفلت. استنى بجى لما ترجع من الحمام عشان تفتحلك.
ضحك مابين سنانه: - نهال مش فضيالك اساساً. هاتفتحى يا بدور ولا اكسرلك الباب انتى عارفانى مجنون واعملها.
رددت مع نفسها: - نهال مش فاضيالى! امال راحت فين دى؟
وصلها صوته الغاضب بتحذير: - هاكسر الباب يا بدور.
ردت بتحدى: - اكسروا.

داس عالمقبض بقوة وهو بيحاول يجمح شيطانه عنها. رغم رغبته القوية في كسر الباب. لكن صوت جرس المنزل هو اللى منعه.
شهقت نجلاء بفرحة لما شافت ابنها قدامها بعد مافتحت باب الشقة.
- حبيب قلبى انتى جيت؟!
ضمها بابتسامة كبيرة وهو بيبوس على دماغها: - امال دا خيالى اللى واقف قدامك ياأمى؟
ضربته بخفة على دراعه بقبضة ايديها: - بطل ياواد هزارك البايخ ده.

باس على دماغها تانى وهو داخل بيها وضممها على صدره: - حبيبتى ياأمى وحشتيني والله.
- امك بس اللى واحشتك ياض وابوك لأ
قالها سامح بصوت عالى وهو ببفطر عالسفرة
وائل بابتسامة خفيفة: - ازاى بس ياوالدى؟ دا انت الخير والبركة.
نجلاء بحنان: - اقعد ياحبيبى افطر معانا.
- لا ياامى انا فطرت من زمان. امال فين اخواتى.
خرجت نورا من اؤضتها بلهفة على صوت اخوها
- انا اهو يا وائل وميدو لسة نايم في اؤضته. وحشتنى ياحبيبى.

- وانتى كمان ياأحلى نورا.
سامح بضيقة وهو بيقوم من عالسفرة: - ماخلاص انت وهى. هو انتو غايبين عن بعض بقالكم سنة. تعالى ياض نقعد في البلكونة الكبيرة دى نشرب الشاى.
وائل وهو عيونه رايحة جاية في الشقة بانبهار: - ماشاء الله. ايه الجمال دا كله؟ الشقة فخمة اوى ياولدى. دى بتاعة حد نعرفه؟
سامح وهو بيوضع رجل على رجل بعد ماقعد: - اقعد ياخويا وانا افهمك.

وائل وهو بيقرب كرسى عشان يقعد قباله: - ماشى ياولدى عشان انا كمان عايزك في موضوع.
صباح الخير يا عاصم؟ افتح الباب زين ياولدى.
عاصم وبيفتح باب شقته على وسعها ل نعمات اللى شايلة فوق دماغها صنية اكل كبيرة: - تاعبة نفسك ليه يامرة عمى؟ عنك عنك.
شال عنها الصنية ودخلها يوضعها على السفرة الصغيره بتاعته.
بيتلفت عليها لاقاها داخلة ومعاها ياسين الصغير ونهلة اخته.
- اتفضلى يامرة عمى اتفضلى.

نعمات وهي بتنزل بتعب على اقرب كرسى قدامها: - يزيد فضلك ياولدى. عاملة ايه بدور النهاردة؟
- زينة يامرة عمى زينة.
- طب و البت نهال فين؟
ردت عليها وهي خارجة من غرفة الاطفال بابتسامة مالية وشها: - انا هنا ياما. اي ده انتى جبتيلنا فطار؟ تسلميلى ياست الكل.
قالت الاَخيرة وهي بتبوسها فوق دماغها.
- ايوه يااختى ماانا عارفاكى خايبة وبتقومى متأخر واختك تعبانة ربنا يقومها بالسلامة. امال جوزك فين؟

خرج مدحت يرد عليها محرج وهي بيمسح بطرف صوابعه على شعره.
- صباح الخير يامرة عمى.
نعمات بضحكة ظهرت أخيراً ولاحظها عاصم: - ياصباح الهنا والفل على عيونك يادكتور. اجعد ياولدى دا انا عملتلك احلى فطير بالسمن البلدى يفتح نفسك.
نهال وهي بتشيل في الغطا: - دا صح يا مدحت. الفطير شكله يجنن وهو سخن.
عاصم بغضب مكتوم: - ايه يامرة عمى مش هاتدخلى تشوفى بدور؟

نعمات وهي بتهوى بايديها على وشها: - ياولدى باخد نفسى شوية يعنى هي طارت على بدور ماانا لسة هاجعد معاها اليوم كله.
رد عليها بصدمة: - اليوم كله مرة عمى؟
ردت عليه نهلة: - ايوة. ابويا جال ماتسيبوش بدور خالص طول ماهى عيانة.
مط بشفايفه من غير ما يجرؤ على الرد. عيونه راحت على مدحت اللى كان بيفطر لاقاه بيبتسم له بمغزى
ويندهله: - تعالى افطر ياعاصم. دا الفطير بالعسل بجنن.
- يعنى الشقة دى بتاعة معتصم؟

سألها وائل بصدمة. والرد خرج من والده بمنتهى الغرابة: - شوفت بقى ياعين امك العريس اللى كنت عايز تطيروا من ايد اختك؟ طلع جدع ازاى مع ابوك؟
كان بيهز براسه بعدم استيعاب
- انت ازاى تقبل حاجة زى كده ياوالدى؟ ازاى تسكن في شقة واحد الله اعلم فلوسه دى جايبها منين؟
- جايبها من الاثارات وفيها ايه ياعنى؟
قالها بسهولة جعلت وائل يبرق مندهش فكمل.

- مالك ياخويا مستغرب ليه؟ وهي الاثارات وحشة؟ دى كنوز خارجة من الارض ملهاش صاحب. يعنى احنا بنسبنا ليه هاينوبنا من الحب جانب. وهانودع حياة الفقر والمرمطة. فهمت يااهبل.
حاول يسيطر على اعصابه في الرد عشان يتجنب غضبه
- طب ممكن تسمعني وتعرف الموضوع اللى عايز اكلمك عليه؟
رد بتناكة: - قول يااخويا واشجينى.
بلع ريقه وهو بيشجع نفسه: - شوف ياولدى انا عايز تروح معايا نتقدم ل هدير اخت عبد الرحيم...

سامح بمقاطعة: - عبد الرحيم الفكهانى.
بتنهيدة قوية: - ايوه ياوالدى هو نفسه
رد بتهكم: - وكمان بتأكدلى المعلومة! انا مش بلغتك رفضى في الموضوع دا وخلصنا.
وائل بتصميم اكبر: - لا ياوالدى مخلصناش. انامصمم اتجوز البنت اللى بحبها.
سامح بيميل بدماغه ناحيته: - وانا قولا لا يعنى لا. انت عبيط ياض بقالى ساعة بكلمك عالعز اللى داخلين عليه وانت بتقولى فكهانى يامتخلف.

معتصم كان واقف بيسرح في شعره قدام المراية. وجبيصى كالعاده واقف متنحله
- سرحان في ايه يااخر همى؟
جبيصى بانبهار: - اصلك ماشاء الله عليك يابيه. البدلة مخلياك زى عيال البهوات.
لف بنفسه قدام المراية بخيلاء: - بجد ياواض جبيصى؟ يعنى لو اترشحت في مجلس الشعب يليق عليا؟
فتح بقه ببلاهه واندهاش: - واه. كيف ده؟ لهو انت ممكن صح ترشح نفسك؟
ضحك معتصم بصوت عالى.

- الله جاك الطين ياحزين. ارشح نفسى كيف ياض وامى وابويا محبوسين يامخبل؟
هرش في دماغه بحيرة: - ما انت اللى بتجول وانا مش فاهم حاجة. طب انت رايح فين؟
رجع معتصم يضحك بصوت اعلى وهو بيشاور بسببابته عليه: - انا عارفك من الاول هاتموت وتسألني انا رايح فين؟
جبيصى والفضول هايموته: - طب جولى وريحينى؟
هايفتح بقه ويتكلم الفون رن فشاور بكفه ل جبيصى
- استنى طيب ارد عالتلفون.
- الوو، ايوه ياشيخ مدبولى.
-...

- خلى الرجالة تحفر تانى ملكش دعوه.
-...
- وانت مالك هو انت بتدفع من جيبك؟ انت تنفذ وبس ويالا بجى اجفل عشان مش فاضيلك.
بمجرد ما انهى المكالمة لقى جبيصى بيساله: - هو الشيخ مدبولى كان بيسالك عن البيت الجديم بتاع الراجل اللى اسمه سامح؟
معتصم بهدوء وهو مضيق عنيه
- بجيت تفكر وتسال كتير ياجبيصى ودا خطر عليك.
وشه اتخطف وهو بيساله بخوف: - جصدك ايه يابيه؟

رجعت الضحكة على وشه تانى بتسلية: - مجصدتيش حاجة يا جبيصى. روح شوف شغلك ياللا روح.
ماصدق لاقاها فرصة عشان يخرج ولكنه وقف قبل مايفتح الباب يساله بعد ماافتكر.
- بس انت برضك ماجولتليش رايح فين بالبدلة الجديده دى؟
معتصم انفجر من الضحك قبل ما يرد عليه
- رايح اجيب شبكة لخطيبتى ياجبيصى!

وفى البيت الكبير وائل كان قاعد قبال ياسين. عينه في الارض وشايل الهم. طبطب على كتفه ياسين يأزره: - خلاص ياولدى فك وبلاش الزعل الكبير ده!
رد بجمود وهو على نفس وضعه: - ابويا اتغير اوى ياجدى. الزفت اللى اسمه معتصم زغلل عيونه بالفلوس الكتيرة اللى في ايده وخلاه يحلل لنفسه وعلى مزاجه.

ياسين وهو بيهز راسه بتعب: -اااخ، نعمل ايه بس في بذرة الشر ده؟ بيصرف على كيفه من الفلوس الكتيرة الى جمعها ابوه من الحرام وابوك ماصدج يلاقي الدنيا اللى كان بيحلم بيها من زمان.
رفع عيونه ينظر ل ياسين برجاء: - بس انا كنت عايزه يخطبلى هدير. حتى دى ربنا مقدروش عليها. مش كفاية اختى اللى هايجوزها غصب عننا كلنا
اتدخلت صباح في الحوار: - انت متأكد ياولدى ان خطوبتها بعد بكرة؟

اللتفت لجدته يجاوبها بصدق: - ياتيته دا بيقولى انهم انهاردة رايحين يجيبوا الشبكة يعنى الكلام ده مافيهوش هزار وخلاص الموضوع هايبقى رسمى.
صباح دمعتها نزلت على خدها: - يعنى اختك هاتعمل خطوبتها وانا جدتها ماحضرش فرحها.
- خلاص يا صباح ماتخديش في نفسك و انا هاخليكى تفرحى ب وائل يرضيكى كده.
قالها ياسين بشدة عشان ماتزعلش رغم حزنه هو اضعاف
دخلت والدتها عليها غرفتها لقتها مفلوقة من العياط.

قربت عليها تاخدها في حضنها
- بسم الله الرحمن الرحيم. مالك يابنتى هو انتى حد زعلك؟
ردت من بين بكاها: - مش عايزة اتجوز معتصم ياماما. وبابا مصمم يجوزهولى وانتوا مافيش حد فيكم مصدقنى.
والدتها اتنهدت بتعب: - يابنتى ياحبيبتى. انا مش عايزة اكرر في كلامى معاكى. بس المواضيع دى ماينفعش فيها اللعب. وانتى بصراحة انا مش فاهمة كان قاصدك ايه بتصرفاتك دى معانا.

وقفت شهق وبكى وهي بتمسح في دموعها بتركز في كلام والدتها. لكنها ماكنتش تجرؤ تقول باللى كانت بتخططله. فتابعت نجلاء.
- شوفى يانورا احنا دلوقتى دخلنا في الجد. انا مش عايزاكى تتحدى والدك. انتِ عارفاه على قد مابيحبك ويدلعك لكن لما بيقلب بيبقى ايه.
رفعت عيونها لوالدتها برجاء: - بس انا ما بحبهوش ياماما. دا غير ان دمه تقيل ويلطش.

نجلاء بقلة حيلة: - ادى لنفسك فرصة يابنتى وجربى الخطوبة. مش يمكن تلاقى فيه ميزة مش عند غيره.
همت نورا تعترض كعادتها ولكن انبتهت لصوت والدها اللى دخل عليهم بشكل مفاجئ: - تعالى يابنت يانورا. شوفى العربية الجديدة اللى جايبها معتصم ولا اكنها عربية المحافظ.
قامت تنظر مع والدها من شباك اؤضتها. عيونها برقت بانبهار عالعربية. وهي بتستعيد جملة والدتها مش يمكن تلاقى فيه ميزة مش عند غيره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة