قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي والثلاثون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي والثلاثون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الحادي والثلاثون

انك تقلل من اللى قدامك. بالتكبر والاستعلاء عليه دا الغباء بعينه.
كانت قاعدة وفاردة ظهرها على الكرسى اللى قباله. بتشرب في مج القهوة اللى بين أيدها ضامة رجليها الاتنين على ناحية واحدة بميل. وهي شاعرة بنظراته الوقحة عليها وكأنها بتستفزه او تتحداه. بس نظرته ليها كانت بتعكس غير اللى هي مفكراه خالص.

معتصم وهو قاعد قدامها. ساند بكوعه على طرف كرسى الصالون ومريح خده على قبضة ايده بابتسامة غامضة: - شكلك بتحبى البيجامات دى جوى وخصوصاً النوع ده.
جاوبت وهي بترفع كتفها بلامبالاة: - عادى يعنى مش لازم اكون بحبها. دى حاجة لابساها كده في البيت وخلاص.
بنظرة شاملة عليها من فوق لتحت وصوت متمهل: - كده وخلاص. على العموم هي مش حلوة للدرجة بس لايجة عليكى زين جوى.

كرمشت وشها بضيق وهي بترد عليه: - طيب هو انت ماينفعش تتكلم من غير نظراتك المستفزة دى؟
ابتسامة خرجت بسخرية: - ليه ياعنى؟ هو انتى بتتكسفى؟
فتحت بقها باستنكار من تلميحه الفج: - ولا فرضنا انى بتكسف؟ هاتكسف منك انت؟
المرة دى خرجت منه ضحكة غريبة
- وما تتكسفيش منى ليه؟ مش راجل مثلاً؟
زاحت عيونها عنه بعدم اكتراث وماشافتش اللى بان في عيونه ساعتها.
- منور يابنى؟

قالتها نجلاء وهي بتقدم العصير تضايفه. ابتسم لها هو بنفس البرود: - دا نورك ياحماتى. مكانش ليه لزوم التعب ده؟
نجلاء وهي بتقعد عالكنبة جمب بنتها: - على ايه بس يابنى دا عصير حتى. هو انا جهزتلك اكل يعنى!
هز دماغه بمكر وهو بيتناول الكوباية: - اه ياحماتى ياما نفسى ادوق اكلك واكل حاجة ترم عضمى. اكيد هايطلع زين واحسن من خربيط المدعوج جبيصى ولا المرة اللى جايبها للطبيخ. دا انا معدتى نشفت من العك بتاعهم.

نجلاء فركت في أيديها بتوتر من تلميحه الخبيث برغبته في الاكل من ايدها. وهي اساساً بتعد الوقت عشان يخرج.
- المرة الجاية يابنى ان شاء الله. لما يكون عمك سامح موجود.
رفع عينه من على كوباية العصير وهو بيرد عليها بصوت واطى: - خسارة ياحماتى. يا ما كان نفسى اكل عندك النهاردة.
هزت دماغها وهي بتحاول تدارى توفرها: - تتعوض يابنى اكيد والايام جاية كتير ان شاء الله.

عينه راحت على نورا وهو بيتكلم: - انا سمعت صحيح ان خطوبة وائل بكرة على بنت بدرى.
عقدت حواجبها تستفسر: - بنت بدرى مين؟ انت تقصد هدير اخت عبد الرحيم؟
لاحظ نورا اللى اتعدلت وركزت معاه: - ايوه هي اخت عبد الرحيم. الا انتى صحيح. مروحتيش معاهم ليه النهاردة تنجى الشبكة؟
نجلاء سكتت والحزن بان على قسمات وشها. ردت عليه نورا بسؤال: - يعنى انت عايز تفهمني. انك متعرفش معارضة بابا ورفضه للجوازة دى خالص؟

رد عليها ببرائه: - لاه معرفش يا نورة وهاعرف منين ياعنى؟
نجلاء وبنتها نظروا لبعض بتشكك من كلامه فتابع هو: - بس عالعموم انا ممكن اكلم عم سامح عشان يوافق عالجواز او حتى تحضروا انتوا فرح وائل وخطوبته.
نورا كان رد فعلها نظرة متشككة و نجلاء اتحفزت مكانها بأمل جواها: - صحيح يا معتصم؟ انت ممكن تقنع سامح بالمشوار ده
رد بطيبة وتاثر: - عشان خاطرك ياحماتى انتى و نورا ححاول!
فى اليوم التالى.

الاستعدادات للفرح عند بيت عبد الرحيم كانت على اشدها. الصوان اتنصب في الشارع الواسع المقابل للبيت والكوشه اتجهزت فيه. والعروسة راحت الكوافير عشان تظبط نفسها وتبقى اميرة في ليلتها.
وفى البيت الكبير. الرجالة والستات تبع العريس كان بيتجمعوا من العصر عشان لما يدخل العريس. يدخل بعزوته. الرجالة كانوا في المندرة مع ياسين والستات كانوا في الصالة الكبيرة مع صباح.

دخل حربى البيت وهو بيزغرط بصوت عالى. قلب الصالة الكبيرة كلها ضحك من الستات.
- مبروك ياعمتى صباح لواض بتك وربنا يتمم على خير.
صباح وهي بتحاول تمسك ضحكتها: - مبروك ليك ياحبيبى. عقبال فرحتك انت الكبيرة.
رفع ايديه الاتنين لفوق وعيونه على نيرة اللى بتضحك مع الجمع.
- يارب قرب اليوم دا يارب. ادعيلى والنبى ياعمتى ادعى.
سميحة وهي بتضحك ومندهشة: - واه يا حربى دا انت بجيت بلوة ياجزين.

هدية وهو بتكبر وتخمس عليه وهو داخل: - الله اكبر عليك ياعين امك. شالله يحرسك يارب من العين والحسد واى حاجة عفشة.
هب في والدته بهزار وصوت عالى: - خلاص ياام حربى مش كده. الكبير والتهليل النهاردة لازم يبجى عالعريس. صح هو لبس بدلته ولا لسة.
قال الاَخيرة بأشارة لعمته صباح اللى ردت عليه وهي بتشاور بايدها: - اطلعله فوج ياحبيبى وشوفه. هتلاجى رائف معاه كمان. وياريت تستعجله عشان نلحج نجيب العروسة من الكوافير.

بصوته العالى قبل مايطلع السلم جرى: - عنيا ياعمتى هاخليه ينزل على طول. منورة يا نيرة!
موجة الضحك انطلقت من تانى والنظرات بقت على نيره اللى ماكنتش قاردة تسيطر على ضحكتها وهي بتدارى الضحكة بكفها من العيون اللى اتركزت عليها.
وفى غرفة العريس اللى اقتحمها عليه حربى بصوت مرح: - عامل ايه ياعريس؟ مبروك ياغالى.

ساب المراية وهو لابس القميص الابيص عالبنطلون الاسود. وقرب منه يحضنه ويسلم عليه بضحكة وسعادة: - حبيبى يا حربى. عقبال يارب ليلتك الكبيرة.
الحضن الاخوى استمر للحظات. قبل ما يرجع وائل للمراية تانى يكمل لبس جاكت البدلة ويسرح شعره.
اتفاجأ حربى ب رائف اللى قاعد على طرف السرير مكشر ومكتف ايديه.
قعد جمبه وخبطه بايده على رجله: - ايه ياعم رائف جاعد كده ومحدش سامعلك حس. مش بعاده يعنى!

لوح بايده يرد من غير نفس: - سيبنى في حالى والنبى يا حربى. انا فيا اللى مكفينى ومش ناجص.
وائل وهو بينظر لهم في انعكاسهم في المراية: - سيبوا يا حربى اصله زعلان ونفسه يخطب. والظروف معاكسة معاه.
حربى بابتسامة عريضة: - خبر ايه يا رائف ياواض عمى؟ وشايل في نفسك كده ليه؟ دا انت ياراجل لسه مخلصتش سنتك الاخيرة ولا اتخرجت حتى؟

رائف بتصميم: - اديك جولت سنتى الاَخيره. ياعنى كلها كام شهر وابجى مهندس محترم. ليه بجى ماحدش راضى يوجف جمبى عشان اخطب البت اللى جلبى اتعلج بيها؟
وائل قعد جمبه من الناحية التانية يرد عليه بابتسامة رزينه: - شوف ياعم رائف. نصيحة من واحد حب وفقد الامل وربنا رضاه في الاَخر. خلى عشمك في ربنا كبير. وان شاء الله تحقق مرادك. ماشى ياعم.

رفع راسه بابتسامة شقت طريقها في وشه بعد تكشيرة. فتابع وائل بحماس وهو بينظر للاتنين: - ماتياللا ياعم انتوا وهو. عايز اجيب البنية من الكوافير عشان افرح بقى.
وعند عاصم اللى كان واقف بيعدل الشملة على الجلابية الجديدة. اللتفت ل بدور ياخد رايها: - ايه رايك يا بدور في الجلابية. لايقة عليا.
كانت هاين عليها تقوله. انت اى حاجة بتليق عليك. لكن كبريائها منعها فردت بتقل: - زينة الجلابية.

ردد وراها: - زينة الجلابية!، ماشى يا بدور. المهم انتى عايزه حاجة قبل ما امشى.
زمت شفايفها شوية قبل ما تتكلم بصوت واطى: - طب خلى بالك من الحصان عشان المنطقة هناك غريبة عليه.
بابتسامة رضا شملت وشه كله وهو بيقرب ويقعد جمبها عالسرير: - وحشنى كلامك الحلو دا يا بدر البدور.
زاحت عيونها وهي بتكلمه بتقل.
- دا كلام عادى يعنى. اى واحدة بتقولوا لجوزها.

- ماشى يا بدور. وانا جابل بكلامك حتى لو كان عادى. والله لولا انى خايف ل وائل يزعل عشان مشدد عليا في حكاية الحصان. ماكنت اتحركت ولا سيبتك.
نظرتله بطرف عيونها وهي ساكته. فطبع على خدها بوسة قبل مايقوم من مكانه عالسرير: - سلام ياقلبى ومش هاتأخر عليكى.
مدحت وهو قاعد على كنبة المدخل ولابس بدله من غير كرافت. بيبص في ساعته مستنى خروجها: - ياللا ياهانم. الفرح هايخلص على ماتخلصى لبس.

خرجت نهال من غرفتها وهي جاهزه ولابسة فستان يليق بالمناسبة ومكياج خفيف يبرز جمالها وبصوت مرح: - انا جاهزه وخلصت ياباشا.
رد عليها وهو بيميل برقبته للخلف: - اخيراً خلصتى يابرنسيسه.
بابتسامة متكلفة: - حلوة برنسيسة دى و لايجة عليا. ياللا بينا ياجوز البرنسيسة.

قالت الاخيره وهي بتلف ايدها على دراعه. لكنه رفض يتحرك قبل مايحذرها: - اعملى حسابك. هاتخلص الليلة وهمنشى على طول. يعنى تنسى انك تعملى معايا اى حركة من حركاتك. انا ارجع شغلى وانتى ترجعى لدراستك.
ردت عليه ما بين سنانها: - حاضر.
مشيوا خطوتين وبعدها وقف فجأة وكأنه افتكر حاجة: - صحيح بمناسبة الدراسة. انا ليه بطلت ما اشوفك بتذاكري خالص؟

ردت ببعض الارتباك: - لا ما انا بذاكر في الفون عادى والبنات بيبعتوا كل جديد في المحاضرات.
اقتنع بكلامها واتحركوا يمشوا مع بعض فسألته بعتب: - بس انت مجولتليش ايه رأيك في اللى انا لبساه؟
جاوبها بابتسامة صادقة: - طبعاً جميلة وزى الجمر. انتى اساساً في أى حاجة بتلبسيها عسل.
ابتسمت بسعادة وهي بتدفن وشها في كتفه.
-اممم اخجلتم تواضعنا يادكتور.
فى الفرح.

الليلة تمت زى ماكان مخطط لها وائل بالظبط. صوان كبير وبيضم العيلتين والجيران والقرايب. وهما بيرقصوا على انغام ال دى جي وساحة واسعة لرقص الحصان. اللى افتتحها الاول عاصم وبعديه وائل كمان بس بحذر. رضوانة وبنتها نسمة و منى اخت العروسة كانوا بيرحبوا بالجميع وخصوصاً اهل العريس.
راضية وهي بتوجه كلامها ل نسمة: - وانتى عامله ايه دلوكت يابتى؟ رايجة كده وحملك ماشى طبيعى؟

نسمة بابتسامة بشوشة: - رايجة ياخالتى والحمد لله. انا كنت فين وبجيت فين؟
نعمات وهي بتضحك ل نسمة: - نهار ما يخلصك بالسلامة ان شاءالله يابتى. وعقبال بدور كمان. دا انا سايباها على عينى والله.
راضيه وهي بتطبطب عليها: - معلش ياحبيبتى. بكره تجوملك بالف سلامة، ياما دجت عالراس طبول وكله بيعدى.

طبت عليهم فجأة هدية وهي العرق مغرق وشها: - خبر ايه يامرة انتى وهى. انتوا هاتفضولوا هنا جاعدين كده من غير حركة. مش تجوموا تهيصوا مع البنته اللى مهيصين هناك.
نظروا كلهم ناحية ماشاورت. لقوا نهال والبنات اصحابها واصحاب هدير ومعاهم صباح واخدين مكان مدارى عن عيون الرجالة ومولعينها رقص.
سميحة وهي بتشاور بايدها: - واه يا هدية. هو احنا فينا حيل زى البنتة دى ولا حتى رجلينا تتحمل الوجفة عشان نرقص كمان.

منى اخت العروسة قامت من مكانها: - انا جايمة معاكى ياخالة هدية. دى عمتى صباح عاملة عمايلها هناك.
نسمة بتشجيع: - ايوه يا منى وليعها كمان بزغوطة عالية.
نعمات بمرح: - حمد لله انا بنتى نهال ساده عنى وجايمة بالواجب
راضيه وعيونها عالبنات: - اسم النبى حارسها مرة ولدى فريحية وتحب الفرح. زى عمتها صباح. مش زيي بنتى الخايبة نيره اللى شغاله تهبش وخلاص وسطيهم.

راضية بضحكة نادرة: - واه يا راضيه ضحكتيني. ما البنيه زينه اها بتعيبى ليه عليها؟ بس صراحة هو اللى يشوف صباح دلوك يستعجب عليها وهي وسط البنته الصغيرين والفرحة خلتها رجعت واكنها عيلة وسطيهم. و لا هدية كمان اكتر منها. والنبى الفرحة حلوة.
وعند العرسان في الكوشه
العروسة كانت لابسة فستان سماوي و ميكاجها على ملامحها المسمسمة مع غمازتها كانت مبهرة.

وائل وهو بيميل عليها عشان تسمع: - انا قولتلك النهاردة انك جميلة قوى.
ضحكت بكسوف وهي بتدارى ضحكتها بقبضة ايديها: - بصراحة قولتهالى كتير جوى.
قرب منها تانى: - خلاص اعملى حسابك انى مش هابطل اقولها خالص النهاردة. دا انت ماصدقت لقيتك يا هدير.

رفعت عيونها المكسوفة بتساؤل: لقت نظرتها فجاوبها بسرعة: - شوفى ياستى. الحكاية طويلة وانا هاحكيها بعدين. بس المهم دلوقتى: - انتى ايه اللى خلاكى توافقي بيا وترفضى قريبك اللى كان متقدم معايا؟
ابتسمت بغمازتها وهي منزلة عيونها بخجل.
قرب منها بسعادة: - ايه بتقولى مش سامع؟
هزت بكتفها وابتسامتها بقت لضحك مكتوم وهو بيكرر تانى.
- يابنتى بتقولى ايه مش سامع.
- ماخلاص عاد واه.

قالتها بضحكة وحركة جريئة. قبل ما تنزل عيونها تانى وتعود لكسوفها اللى كان بيجننه اكتر منها.
- اه يانى منك ومن غمازاتك دى ااه. ايه ده؟
خرجت منه الاَخيرة من غير ما يدرى لما شاف والدته اللى جاية والفرحة مش سايعاها. وجمبها اخته بلبس ضيق ومكياج صارخ لفت كل عيون الشباب والستات نحوها. وجمبها كان داخل معتصم ببدلة سودة وشيك. وهما بيدخلوا وسط الحشد وبيتقدموا بخطواتهم نحو الكوشة عليه. فضل مسبهل في انتظارهم.

اول واحدة وصلت كانت نجلاء اترمت في حضنه: - حبيب قلبى يابنى الغالى. الف مبروك
ساعتها بس شعر بالفرحة بوصول والدته: - الله يبارك فيكى ياامى. ايه المفجاة الحلوة دى؟
خرجت من حضنه وهي بتبوسه في خدوده: - الحمد لله انى شوفتك عريس ياحبيبى. وعروستك زى القمر.
قالتها وهي بتقرب من هدير تحضنها هي كمان.
ساعتها على طول وصلت اخته بصوت مرح
- انا جيت الفرح ياأحلى عريس.

قالتها وهي بتحضنه وهو كان واقف متخشب. مش عارف يتصرف ازاى معاها. فرد بصوت مرتبك ما بين اسنانه: - اهلا يانورا. الله يبارك فيكى. انتوا جيتوا ازاى.
- انا اللى جبتهم ياعريس.
قالها معتصم اللى ظهر من العدم وهو بيشده بقوة ويحضنه: - الف مبروك يا ابو نسب. دا انا مبجاش ابن أصول لو عديت فرحك من غير ما اجيلك.
رد بصوت خارج بصعوبة: - الله يبارك فيك. متشكر اوى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة