قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثاني والثلاثون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثاني والثلاثون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثاني والثلاثون

- دا ايه اللى جابه ده؟
سؤال خرج من كذا فرد من العيلة. ان كان رجالة او ستات. وهما واقفين مبلمين من الصدمة ومش مصدقين الى شايفينوا قدامهم. معتصم بيدخل في وسط الحشد مع نجلاء وبنتها واكنه من أصحاب الفرح!
حربى وهو بيجز على اسنانه: - شايف ياجدى الواد وفجره. جاى جدامنا كده بكل عين جوية وداخل في فرحنا عشان يحرج دمنا. ياعنى اروح اجيبه من قفاه دلوك. وامسح بيه تراب الشارع.

ياسين بصوت هادى ورزين: - بسبب ايه؟ اعقل ياض؟ وماتبوظش الفرح.
حربى برق بعيونه عشان يجادل. لكن رائف هو اللى سبق: - ايه اللى انت بتجوله دا ياجد؟ كيف يعنى نسيبه يجى كده ويغيظنا؟
اتنهد بقوة وهو بيضغط بصوابعه على حبات سبحته: - اهدى انت وهو مش عايزين فضايح. اديكم شايفين ابهاتكم مسكين نفسهم ازاى؟ دى لا ارضنا ولا بيتنا ولا منطقتنا. احنا مش عايزين نحرج عبد الرحيم بعد ما كبرنا وقبل بنسبنا.

- يعنى نحط مركوب في خشمنا ونسكت ياجد!
- أيوه تسكت يا حربى انت و رائف وخلوا الليلة تعدى خير، فكروا بعجلكم واتعلموا من الجوز اللى جاعدين هناك دول. ماسكين اعصابهم رغم ان الغيظ في جلبهم اضعاف.
اتوجهت عيون الشباب ناحية الاتجاه اللى بيشاور عليه ياسين. فوجدوا مدحت و عاصم وهما قاعدين بجمود وتجهم يعكس الغضب اللى جواهم. لكن بثبات انفعالي يتحسدوا عليه.

- ايه يا عريس؟ هو انت مكسوف منى ولا ايه؟ فك ياراجل دا احنا بجينا نسايب وحبايب كمان.
كان بيكلمه وهو بيضحك. مقرب وشه بميل لدرجة ازعجت وائل اللى كان هاين عليه يزقه ويخلص منه. وهو بيحاول التحكم في اعصابه. هز بدماغه وهو ضامم شفايفه يواقفه على مضض. فكمل معتصم في استعراضه: - وعشان تعرف غلاوتك عندى. انا جايبلك مفجاة النهاردة معايا عشان تصدق نيتى الطيبة نحوك.
عقد حواجبه باستفسار: - مفاجئة ايه؟ انا مش فاهم!

- طب بص كده على اول الصوان. واشوف مين دا اللى هناك؟
رفع عيونه ناحية مابيشاور: - والدى!
رد عليه بابتسامةغريبة: - عشان تعرف بس غلاوتك عندى.
اللقى نظرة عابرة عليه وهو نازل بسرعة ناحية والدة اللى كان واقف على مدخل الصوان. بالخطوة السريعة وصل عنده وفجأة وقف قصاده بتردد. وهو لاقادر يوقف ولا قادر يقرب.
- - اااانت مادخلتش ليه؟

بشبه ابتسامة وتعبير غامض على وشه: - اعمل يعنى؟ ماانا لما كلمنى معتصم على امك واختك عشان يحضروا الخطوبة. مقدرتش اقعد في البيت من غير مااشوفك انا كمان عالكوشة.
- ياحبيبى يابابا. ربنا يخليك يارب.
قالها وهو بيترمى في حضن والده بفرح. وبعدها
سحبه من ايده وقدمه ل عبد الرحيم يسلم عليه ويرحب بيه.

اجواء الفرح بعد كده اتغيرت خالص. معتصم بقى سارح في الفرح وكأنه صاحب فرح. يدخل وسط الرجالة مع سامح والد العريس ويعيش الأجواء بمنتهى البرود رغم النظرات الحادة من شباب العيلة. يطلع على الكوشة ويدخل في الصورة العائلية. لدرجة ان عبد الرحيم كان هاينسحب من اللقطة لكنه سيطر على اعصابه عشان مايزعلش اخته. نورا خطيبته كمان ماكنتش تفرق عنه في الرقص والحركة الكتير مع لبسها الضيق والمكياج الصارخ وكأنها بتدور على حاجة. وقفت بس لما دخل عاصم بالحصان يرقص بيه مرة تانية. تنحت بسرحان وهيام لدرجة لفتت نظر معتصم واتأكد من احساسه لما الحصان خرج عن مساره فجأة. والستات كلهم رجعوا لورا يتفاوده. الا هي فضلت متسمره مكانها وكأنها مخطوفة او في دنيا تانيه. لولا ان عاصم شد اللجام بقوة وسيطر على خطوة الحصان كانت هاتحصل حادثة. برق لها بقوة وصدره طالع نازل من تنفسه الحاد وهي اتلقت نظرته بتحدى وكأنها كانت منتظراها. وعيونها بتبعت الف رسالة ليه! انهى فقرته وخرج بحصانه عالبيت الكبير فوراً. قدام نظرات معتصم اللى كان مراقب ومركز قوى في اللى بيحصل.

رجع عاصم عالبيت الكبير. ودخل بيه على مكانه في الاسطبل. نزل من عليه وبكف ايده كان بيلمس بحنان. في محاولة لتهدئة اعصابه اللى اتحرقت من نظرتها ليه وجنانها. و اللى كان هايتسبب في وقوع جريمة قدام الناس دلوقتى. بعد اللى عملته وتسببها في الصدع الكبير اللى حصل بينه وبين بدور مراته الحامل بابنه وهي لسة مانسيتش ولا غفرت. اتحرك للخروج من الاسطبل والعودة لمراته.

وقت مادخل بيته لقى الدنيا هاديه والانوار مطفية في الشقة الا من نور خفيف جداً. وبداخل الغرفة وجدها نايمة على سريرها بمنتهى السكينة. اتسحب بهدوء فقلع جزمته بس ونزل جمبها عالسرير بجلابيته. دخل معاها تحت الغطا عشان ياخدها في حضنه يستمتع بريحتها ويستمد من ضعفها امانه وراحته.
بعد انتهاء الفرح.
الكل روح على بيته الا العريس. فطبقاً لعادات القرية. فلازم يتعشى مع خطيبته قبل مايروح بيته.

صباح وهي داخلة البيت الكبير اترمت على كنبتها من التعب.
- حمد لله يارب. الليلة عدت على خير.
ياسين وهو بيقعد قبالها: - عندك حق والله. دا كنت حاطط يدى على جلبى لا يتهور عيل من العيال والفرح يخرب.
بعيون مبرقة: - وفرحة واض بتى تتقطع، ياستار يارب. دا انا ماصدجت انه فرح اَخيراً.

هز في رقابته بعدم رضا: - يعنى يابتى يعجبك عمايل معتصم وهو بيتنطط في الفرح عشان يغيظ العيال. مستغل قربه من سامح ابو العريس اللى جانا فجأة من غير ميعاد! دا انا حوشت عنه حربى و رائف بالعافيه.

ردت صباح بشرود: - صح يابوى. هو ايه اللى غير راي سامح فجأه كده؟ بعد ماكان معارض بكل قوته. دا انت لو شوفته يوم خطوبة نورا ساعة ماكلمه وائل. زعج وعمل عمايله. وجالوا لو كملت في الجوازة لا انت ولدى ولا اعرفك. فجأة بجى ربنا هداه من غير سبب!
ضيق عيونه بتفكير: - مش عارف ليه جلبى حاسس ان ورا الموضوع ده معتصم. عشان عمايله انهارده معانا. كانت مبينه جوى انه جاى يكيدنا.
- واه. معجولة يابوى؟

ضيق عيونه بتفكير: - انا خدت بالى منه زين يابتى. الواض اتغير خالص عن الاول. ومابجيش معتصم الجلعان حيلة امه. لا دا بجى واحد تانى احنه مانعرفوش نهائى.
صباح بخوف: - طب وبعدين يابوى؟ انا كده خوفت على البت نورا؟

رد عليها بعصبيه: - وحد كان جبرها على الجواز منه؟ مش هي اللى اصرت عليه! ثم تعالى هنا. هي البت دى اتجننت؟ وشها مخبرطاه بالاحمر والاخضر. ولبسها مش معدل زى الناس. هي البت دى هاتفضل على طول كده في جنانها؟
صباح رجعت لضهرها بالكرسي ترد بخجل: - معلش يابوى. عيلة صغيرة وواخده على عوايد بحرى. وماتعرفش تجاليدنا.

خبط بكفه على الكف المسنودة على على رأس العصاية بتاعته: - لا جال وداخلة بخطيبها معتصم عريس الهنا. طب هو في واحد دمه حر. يرضى يمشى مع خطيبته بلبس زى ده؟!
كان بيسوق العربية بتعبير غامض على وشه. بينظر لها بطرف عينه من لحين لحين وهي سانده راسها على ازاز الشباك وفي دنيا تانيه. رغم الحوارات اللى دايرة حواليها من والدها ووالدتها.
- الا ماقولتليش يا معتصم يابنى. هي العربية دى تمنها كام.

نفخ في سره قبل مايرد على الراجل السمج ده: - يهمك جوى يعنى تعرف تمنها. ايه ناوى تشترى عربية انت كمان؟
سامح وهو عيونه بتدور في كل تفصيلة حواليه: - وليه لأ؟ ماانا كمان نفسى اعيش. وان شاء الله ربنا هايكرمنى ولا انت ايه رأيك؟
المرة دى كانت شتيمة وبرضوا في سره قبل مايرد بثبات انفعالي: - ان شاء الله ياعم سامح. فرج ربنا كبير.

اتدخلت نجلاء في الحوار بحسن نية: - ربنا يكرمك يارب وتحقق اللى بتحلم بيه؟ لما تترقى في الشغل ومرتبك يزيد!
رفع شفته يرد بتهكم: - اترقى في الشغل! والترقيه بقى والكام ملطوش الزيادة دول هايجيبولى عربية؟ والنبى اسكتى اسكتى بلا كلام خايب.
انزوت نجلاء على نفسها باحراج وهي بتمتم بصوت واطى: - بيتريق عليا وبتتبتر عالترقية! على أساس أنها هاتجيلوا اساساً! وهو ناسى الشغل خالص دلوقت.

- انتى ايه رأيك في الكلام دا يا نورا؟
سألها بصوت عالى عشان يفوقها وهو دا اللى حصل: - في حاجة؟ ولا انت بتكلمنى؟
رد عليها بسخرية وغيظ: - اللى شاغل عجلك يابت عم سامح!
نظرتلوا بضيق وهي رافعة حاحبها: - انت تقصد ايه بكلامك ده؟
ابتسم بنفس السخرية اللى تقلق: - طبعاً اقصد كل خير ياعروسة. ولا انتى فكرك ايه؟
اللتفت تبص قدامها وهي بتنفخ بضيق من طريقته.

سامح بصوت عالى: - وادينا وصلنا اهو. متشكرين اوى عالتوصيلة الجميلة
دى. في العربية الجديدة يا معتصم ياخطيب بنتى.
بمجرد ما وقفت العربية قدام المبنى السكنى بتاعهم. فتحت الباب وهي بتنزل على طول من غير كلام.
وقفها بدبلوماسية مصنطعه: - طب سلمى الاول جبل ما تنزلى ياعروسة.
اللتفت ترد بضحكة مرسومة بسخرية: - مع السلامة يا معتصم. وتصبح على خير.

قالتها وردت الباب بقوة ومشيت قدام نظرات الغضب في عنيه وهو بيجز على اسنانه. نزلت نجلاء بعدها: - تصبح على خير يابنى.
- وانتى من اهل الخير ياحماتى.
اتفاجأ معتصم بفتح سامح للباب الامامى للعربية يجلس فيه بدل مايمشى مع مراته وبنته.
- ركبت تانى ليه؟ هو انت نسيت حاجة؟
- لا انا عايز اتكلم معاك كلمتين بعيد عن النسوان.
رجعت نجلاء تانى تسأل جوزها: .
- انت مش نازل معانا ياسامح.

- اطلعى انتى دلوقتى. وانا هاقعد شوية مع خطيب بنتى.
بعد ما مشيت نجلاء اللتفت معتصم يسأله: - كلمتين ايه؟
قرب بوشه يسأله بتملق: - انا كنت عايز اسألك. امتى بقى هاتخلى الرجالة تعيد في الحفر تانى على المقبرة.
رفع حواجبه ونزلها تانى وهو بيحاول يسيطر على نفسه: - لكن انا مش جولتلك ياعم سامح. بالكلام اللى جالهولى الشيخ مدبولى. ان الجن اللى بيحرس المقبره شديد جوى. والشيخ مدبولى ماقدرش يسيطر عليه!

اتكلم بانفعال: - ايوه ياسيدى قولتلى. بس كمان انت وعدتنى انك هاتحاول من تانى. انا نزلت من اسكندرية عشان الحلم ده. يعنى ماينفعش ارجع لها شحات من تانى.
رد عليه معتصم بعصبيه: - انت ماخسرتش حاجة انا اللى عملت فوج مقدرتى معاك وكلفت نفسى بالالفات من غير ما اكلفك مليم. وبعد ما كله راح عالفاضى. هل طالبتك بجرش؟

هرش في شعره يجاوب بخزى: - بصراحة لا. بس انا نفسى اعيش يابنى وماصدقت الدنيا تفتح لى دراعتها تقوم تقفل من تانى. دا انا ربنا بس اللى يعلم اللى فاتت دى عدت على ازى لما قولتلى بالمصيبة دى. دا انا خوفت لا تنزل عليا نقطة ولا اتشل.
تنهيدة طويلة خرجت منه قبل مايرد عليه بمكر!
- طب وان جولتلك انى شغال في مقبرة تانية وجريب جوى هايطلع خيرها. ومستعد انى ادخلك بنسبة في ربحها تجول ايه؟

عيونه برقت وهو بيهلل بحماس: - اقول انى تحت امرك في اى حاجة. هو انا اساساً بعصيلك امر. ولا انت ناسى خطوبة وائل اللى حضرتها على عينى بس عشان خاطرك.
بلهجة كلها متحكمه: - تمام ياعم سامح بس انا عندى شرط.
- شرط ايه؟!

وصلوا بالسلامة الاتنين لمقرهم الأساسى شقتهم. دخلت هي الاول ودخل هو وراها بشنطة هدومها وزيارة من بيت والده وبيت عمه راجح. بعد ما سندهم على الارض. عينه وقعت عليها لقاها واقفة بسرحان وهي سانده برأسها على الحيطة. قرب منها يحاوط كتفها بدراعه: - مالك يا نهال انتى تعبانه؟
هزت برأسها تنفى: - لا ياحبيبى مش تعبانه. تسلملى يارب.
عقد حواجبه باستغراب.

- امال مالك؟ انتى طول السكة ساكتة ودى مش عوايدك يعنى حتى لو تعبتى؟
نظرت في عيونه وفضلت ساكتة وكان الكلام اللى على لسانها تقيل. مط بشفايفه وهو بيسحبها من ايدها: - طب تعالى تعالى الظاهر ان في موضوع مهم.
قعد على كنبة الصالون وقعدها جمبه وبصوت اجش وحنين.
- طلعى اللى في جلبك ياللا وريحى نفسك. عشان انا كمان ارتاح ما انتى عارفانى.

بصوت متردد ومنخفض: - هو انت عاصم جالك على اسم البنت. اللى اتسبب في مشكلة بينه وبين مراته بدور اختى.
رد بتفكير: - ايوه طبعا قالى انها نورا بس انتى مالك بيها؟ مخلاص الموضوع اتفض؟
ردت بصوت قلقان: - شوفت نظرتها بنفسى النهاردة ل عاصم وهو راكب على الحصان يا مدحت. البنت طايشة جوى وخطوبتها ل معتصم مجرد عند وخلاص.
القلق اتنقله هو كمان: - طب وانتى خايفة من ايه بالظبط؟

- خايفة لتأذى اختى من تانى وتلعب على عاصم. انا اختى مش هاتتحمل المرة دى.
قربها منه يطمنها: - اهدى اهدى وطمنى جلبك. عاصم بيعشق بدور ولا يمكن هايكرر غلطته تانى. ثم انه مش عيل يعنى عشان يتأثر ولا يمشى ورا اهوائه.
خرجت من حمامها وهي متجهة لغرفتها لجل تنام من تانى. والدها كان بيفطر على السفرة و نجلاء في المطبخ بتجيب بقية الاطباق.
- صباح الخير يابابا.

رد والاكل في بقه: - صباح الخير ياقلب ابوكى. تعالى افطرى معايا تعالى.
وقفت ترد بكسل: - ماليش نفس ولا جعانة. انا هاروح اكمل نوم عن اذنك.
همت تتحرك ولكنه وقفها تانى: - طب مش مهم تاكلي. تعالى عشان تونسيني واقولك على حاجة مهمة.
- حاجة ايه بس يابابا؟ انا عايزة انام.
كرر من تانى بتصميم: - يابت تعالى. بقولك عايزك في موضوع مهم؟ الله هو النوم هايطير.

دبت على الارض بغيظ قبل ماتتحرك وتوصل عنده. قعدت قصاده على الكرسى: - نعم يا بابا. موضوع ايه اللى انت هاتقولى عليه.
بصوت حماسى وملهوف: - اتفتحتلك طاقة القدر يا نورا وقريب قوى هانغرق في العز بسببك.
نجلاء وهي بتوضع اَخر طبقين: - طاقة ايه بالظبط اللى افتحت وهاتغرقنا في العز بسبب نورا.
هتف بسعاده وصوت فرحان.
- انا الليلة اللى فاتت. قدمت مع معتصم ميعاد الفرح. وخلناه الاسبوع اللى جاى.

هزت دماغها بعدم استيعاب وهي بتنهض عن الكرسى مخضوضة: - نعم! فرح ايه دا اللى في اسبوع؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة