قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثامن والأربعون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثامن والأربعون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل الثامن والأربعون

فى البيت الكبير
نجلاء كانت مع والدتها في الصالة الكبيرة للبيت. لما دخل ياسين يرحب بيها وخلفه عاصم.
- دا انا شوفت خيالك وانتي داخلة البيت. كدبت عيني يابت الفرطوس.
قامت نجلاء من مطرحها تضحك على مداعبة جدها وتسلم عليه بفرحة: - ياحبيبى انت سلامة نظرك. وحشتني بقى قولت لازم اشوفك. غريبة دى بقى؟

عاصم بدعابة زيهم: - معلش يابت عمتي. اصل احنا بس استغربنا عالتوقيت. اصلها مش بعادة يعني تيجي العشية وكده على غفلة.
نجلاء وهي بتسلم عليه بابتسامة بشوشة: - حتى انت كمان ياعاصم هاتعمل زى جدك؟ ياجدعان ماتعدوا الليلة على خير. ربنا يجعل كلامنا خفيف عليه؟
عاصم بضحكة مجلجلة: - ههههه انت قصدك على عم سامح؟ بصراحة الله يكون في عونك. انا مش عارف انت متحملاه ازاي؟

قال ياسين بمشاكسة: - زي بدور ماهي متحملاك ياض يابارد. سيبك من الواض ده وتعالي اجعدي جمب جدك يابت.
جريت تقعد جمب جدها وهي بترد بمرح: - حبيبي ياجدى. وحشتني قوى قعدتك والنبى.
صباح اتدخلت معاهم في الهزار: - سيبك منهم ياعاصم. دول مابيصدقوا يلاقوا بعض ياولدى. دا انا نفسي مش بسلك معاهم.
- خلاص انا كمان اجعد جمبك انتي ياعمتي. ومالناش دعوة بيهم.

قالها وهو بيقعد جمبها وضمها بدراعه من كتافها فعلا وهي رحبت: - تعالى ياحبيب عمتك. دا احب ماعليا يانور عيني.
زعق عليهم ياسين بجدية مصطنعة وهو بيلوح بعصايته ناحيتهم: - شوف الواض وبروده. ياض جوم ياض وروح شوف مرتك. انت ناوي تبيت عندينا ولا ايه؟

ضحكت نجلاء من قلبها على مناكشة ياسين وحفيده عاصم مع حنان والدتها في التعامل معاها. لحظات من الدفا والحب الصادق اتحرمت منها بدرى اوى. من ساعة مااتجوزت سامح وسافر بيها بعيد عن أهلها. وهي كيفت نفسها على معاملته الجافة عشان تعيش وتربى ولادها وبس. رن فونها فجأة برقم بنتها.
- مين يابتي اللى بيرن عليكي؟ هو انتي لحجتي تقعدى زين.

نجلاء وهي بتفتح الفون: - لا ياجدي دى نورا بنتي. تلاقي بس اخوها صحي وعايزة تنبهني.
- الوو. ايوه بانورا.
-...
نجلاء برقت بعيونها وقامت مفزوعة من مكانها وهي بتسمع نص المكالمة.
- انت بتقولي ايه؟ وايه اللى هايجيب رائف وحربي عندك بس؟
ياسين بخضة: - حربي ورائف! مالهم يابت؟

اللتفت ترد على جدها بجزع: - معرفش والله ياجدي. بس نورا بتقولي انهم واقفين في الشارع لسراج فتوح نائب دايرتكم عند بيت معتصم. بيتجادلوا بصوت عالي والناس ملمومة حواليهم في الشارع، وشكلها هاتقلب لخناقة!
صباح بقلق ودهشة: - وايه اللى جاب سراج فتوح عند معتصم؟ هو يعرفه منين اساساً؟
- والنعمة مااعرف ياماما. بس هو اساساً كان معزوم عنده النهارده. وانا ايه اللى جابني النهاردة بس؟ مش اساعد بنتي في العزومة.

ياسين بحزم: - اللحج ياعاصم روح للعيال دول و لم الموضوع على ما انا اتصل بابوك ولا أى حد من عمامك ونيجي وراكم. دول عيال طايشة وانا مضمنهمش.
- حاضر ياجد.
قالها وهو بيجرى بسرعة من امامهم. علٌه يلحق الوضع قبل مايتطور.

حب الفضول جعل الناس تنتشر في تجمعات. وتوقف في الشارع على استحياء تتفرج على العرض اللى بيُنذر بالشر. في وقفة الشباب المتحفز ونائبهم المحترم وهو واقف يتجادل معاهم بمكره المعروف بيه. وهما مش مقتنعين بأى كلمة يقولها: - ياشباب زي مابقولكم كده. هو انتوا ليه مش مصدقني. طب احلفلكم بأيه ان الارض ارضى بس. هو انتوا لا عايزين تصدقوا ولا عايزين تتفاهموا ليه بس؟

رد عليه حربي بعصبية: - نصدق ايه ياعم انت؟ هو انت فاكرنا هبل والكلام دا هايخيل علينا؟ لا اصحى ياباشا وفوق. احنا احفاد الحج ياسين.
سراج التعلب وشه اتعقد بغموض وهو بيجز على اسنانه. وبيحاول السيطرة على افعاله قدامهم. فخرج الرد من معتصم: - في ايه ياض انت وهو ياض؟ ماتلموا نفسيكم وغوروا من هنا. بدل ما تبقى ضلمة على روسكم.
زعق رائف بقوة: - لم نفسك يامعتصم. وماتتدخلش في اللى ملكش فيه. ماحدش قرب منك.

- مدخلش كيف وانتوا جاين تهددوا نائب الدايرة. وقدام بيتي كمان. هو انتوا فاكرينها سايبة ولا سايبة. دى عيلته تسد عين الشمس.
حربي بلهجة التحدى: - ماشي ياسيدى خليه يجيب عيلته واحنا كمان هانجيب عيلتنا وخليها تولع.
اتدخل سامح اخيراً بتوتر وهو بيقرب من الاتنين يهديم.
- صلوا على النبي ياجدعان. دا مهما كان برضوا نايب الدايرة وليه احترامه.

- رائف بقوى وعيونه في عيون سراج: - نايب على نفسه مش علينا. احنا كمان عيلتنا صيتها زايع وسمعتنا مسمعة في البلاد اللى حوالينا كلها. يعني لو حطينا الترشيح في مخنا. نيابة الدايرة مش هاتطلع من عندينا ولا بعد خمسين سنة حتى.
- راااائف.

الجميع اللتفتوا منتبهين على الصوت القوى اللى صدر من مكان قريب. وهو بيخترق مجموعة من البشر ويظهر امامهم بجسده الضخم. بنظرة حادة وجها لسراج ومعتصم ظلت للحظات قبل ما يلتفت لاولاد عمه. يؤمرهم بصوت واطى. لكن حازم: - جدكم عايزكم انتوا الاتنين.
قال سراج بعتب بغير محله نهائى: - لو سمحت حضرتك يريت تعقل ولاد عمك. انا نائب محترم واللى عملوه معايا دلوقتي. انا لا يمكن اسكت عنه.

مال بدماغه للأمام يستفسر بسخرية: - لا يمكن تسكت! يعني هاتعمل ايه مثلاً معاهم؟ فهمني.

سراج بلع ريقه بتوتر وهو بينظر لهيئته اللى تخوف. مش عارف يرد عليه بأيه. كمل عاصم بلغة الحسم: - شوف ياباشا. انا حابب بس اعرفك معلومة. انا عيال عمي دلوك جاي اسحبهم بس عشان جدهم امر بكده. لكن حق ولدنا. احنا مش هانفرط فيه ولا هانسكت عليه. يعني حربي ده وراه عيلته وان كنت فاكر انك هاتستغل ان زاهر غلبان وعيلته متفرقة شوية في البلاد. فاعرف كويس ان احنا عيلته. يعني برضك يخصنا. سلام بجى ياسيادة التائب. ياللا بينا يارجالة.

سراج وقف مسهم لحظات بتفكير في الجماعة دول اللى قلبوا كل الموازين وشكلهم هايعطلوا اللى بيخططلوا بقالوا سنين مع والد معتصم وماصدق لقى الفرصة عشان يحققه. اما معتصم فانتقلت نظراته اَليا ً على ناحية الشباك اللى بيطل على الشارع. وجدها واقفه فيه كما توقع بالظبط. عيونها متابعة سبع الرجال. اللى نهى الحوار بكلمتين مع ولاد عمه وتهديد مبطن لنائب الدايرة في عرض مسرحي يكبره في عيونها اكتر وبزيادة.

ياسين مقدرش يستنى في بيته. و خرج بعدها بدقايق. بعد مااتصل بوالد حربي.
نجلاء كانت قاعدة جمب والدتها تهديها رغم القلق الى كان مالي قلبها هي كمان: - هدي نفسك شوية ياماما وماتقلقيش. ان شاء الله خير.
صباح وهي حاطة ايدها على قلبها بخوف: - جيبها سلامات يارب واسترها. احنا مش كد المشاكل مع عيلة الجزين ده.
سألتها بدهشة: - هو لدرجادى عيلته تخوف؟

- واكتر يابتي. دول جماعة مستقوين بولدهم ومشاكلهم كتيرة حتى مع البلاد اللى حوالينا. فكرك لو سمعوا ان حد لمس كبيرهم هايسكتوا. دا مش بعيد يولعوا في البلد كلها.
- ياسلام! مافيش محاكم ولا بوليس يوقفهم؟
هزت والدتها دماغها بالنفي: - مافيش يابتي. الراجل البلوة ده بيعرف يطلع العيال من السجن زي الشعرة من العجين. وهما عشان كده واقفين معاه وساندينه. دا حتى الانتخابات بيكسبوها بالبلطجة والغش.

تنحت نجلاء في كلام والدتها بشرود. جوز بنتها معتصم. ايه اللى يجمعه مع واحد مجرم زي ده؟
هاتعمل ايه مع العيال دى ياسعادة الباشا؟

ولا اكنه سمع السؤال. كان مضيق عيونه وشارد في في تفكير عميق. وهو جالس عربيته في الكرسي الخلفي وجمبه من الناحية التانيه معتصم. اللى احترم شروده للحظات. قبل ما يقول بتعصب: - بس انت لو كنت سيبتنى انده على حبيصي يلم الرجالة. لكنت جربتهم زي البهايم ودخلتهم الحوش وعدمتهم العافيه هناك لحد اما يبانلهم صاحب.

نفخ بضيق وهو بيهز دماغه قبل مايلتفت لمعتصم بنظرة حانقة: - ماتخلنيش اقول عليك غبي يامعتصم، دا انا اللى عاجبني فيك هو دماغك!
- طب يعني عجبك بجاحتهم وقلة حياهم معاك؟
- لا ياسيدى ماعجبنيش. بس انا كنت اقدر باتصال مني او باشارة لحودة السواق اني اجمع عيلتي واعملها مدعكة في نفس المكان اللى كنا واقفين فيه. بس ياحبيبى الكلام دا ماينفعش وانا واقف. انا راجل بمثل السلطة والحاجات تتحسب عليا قدام الحكومة.

سأله معتصم بمكر: - طيب لو انت مش موجود. تحصل الخناقة عادي بقى؟
جاوبه بابتسامة غامضة: - لو انا مش موجود وحصلت الخناقة. ودا شئ طبيعي انه يحصل. فاانا مش عليا مسؤلية نهائي حتى لو كبرت كمان! انا راجل كبير عيلة ونائب دايرة. يبقى دوري انى اصالحهم على بعض واوفق الأوضاع بقى.
بابتسامة عريضة قال معتصم: - فهمتك ياباشا. انت كده راجل عداك العيب. صحيح انا كل يوم بتعلم منك.

ارتجف نجلاء ووالدتها من صوت الزعيق اللى وصلهم فجأة مع دخول ياسين وابنه محسن واحفاده التلاتة حربى وعاصم ورائف.
- عشان انا لما قولت من الاول. ان العيال دى مش هاتجيبها لبر كدبتوني. ادبهم في طرفة عين كانوا هايودنوا في داهية.
صباح بقلق وعيونها على اللى داخلين قدامها بوجوه متجهمة: - في ايه ياجماعة خضتوني؟ حد جراله حاجة؟
جاوبها رائف: - لا ياعمتي ماتقلقيش. مافيش حد اتعور ولا اتصاب. احنا حتى ملحجناش نتعرك.

رد عليه محسن بغيظ: - وانت زعلان بجى ياستاذ رائف. انك ملحجتش تتعرك وتفش غليك.
حربى بانفعال: - خبر ايه يابوى؟ انت هاتحط غلبك في رائف. عايز تهزق حد خليك في ولدك.
ياسين بحزم وهو ببضرب عصايته في الارض: - فُضها ياواض انت واسكت. ابوك عنده حق في عصبيتوا عليكم. انتوا كان ممكن تولعوا البلد كلها دلوك بحركتكم دي. لو العيلتين اشتبكوا في بعض.

- احنا مكناش قاصدين نتخانق. احنا روحنا بس نعرفوا احنا مين؟ عشان مش كل الطير اللى يتاكل لحمه.
عاصم اللى كان ساكت اتكلم فجأة: - ماتزعلوش مني. بس انتوا الاتنين اتصرفتوا بعصبية ومن غير تفكير. اوعوا تفتكروا انكم لما عرفتوه بنفسيكم وان ليك حق في الارض ياحربى. الراجل ده هايخاف ويكش. لا ياشباب. الراجل دا مش هين وغير مضمون ابداً تصرفوا في الايام الجاية.

رائف بصوت هادي نسبياً: - احنا علمنا بخبر وجوده هنا في البلد صدفة. ومن غير تخطيط لقينا نفسينا عند بيت معتصم عشان نواجهوا ونكلمه. صح استنوا.
قالها ووقف الكلام على لسانه فجأة. وهو بيوجه نظراته لنجلاء وسالها بريبة: - هو ايه علاقة معتصم بسراج فتوح نائب الدايرة؟
فجأة العيون كلها اتركزت على نجلاء اللى هزت كتافها بالنفى وشكلها جاب مية لون ويدوبك قدرت تقول: - معرفش
بعدها بأيام.

نهال كانت قاعدة على مكتبها بتذاكر بهمة ونشاط. عشان تعوض اللى فاتها وترجع لمستواها المعتاد من تاني. بعد ما اهملت فيها الايام اللى فاتت. واهى تنشغل بمستقبلها بدل التفكير اللى كان هايجننها. خصوصاً وان علاقتها بمدحت جوزها بقت مش مفهومة وغامضة. فتور مابينهم من ساعة ماشاف الصور على موبايلها رغم انها حلفت قدامه انها مش هاتفتح تاني ولاتشوف اي رسالة جديدة. لكنه فضل على عناده ومرديش يريحها بأى كلمة عن موضوع مها. عسى الايام اللى جاية تتحسن الامور مابينهم. انتبهت فجأة لصوت الباب إللى اتفتح واتقفل من تاتي وشعرت بدخولوا للبيت من صوات خطواته اللى حفظاها كويس قوي. لا ارادي قامت من مكانها تخرج تقابله وتستقبله بلهفة مدارية: - حمد الله على السلامة.

وقف مكانه واللتفت ينظرلها بسكوت وهو واضع ايديه الاتنين في جيوبه. وملامح وجهه مش مقروءة نهائى.
كررت من تانى: - ايه يامدحت؟ بقولك حمد الله على السلامة. مابترودش ليه؟
اتحرك بخطواته قدامها وعلى اقرب كنبة جلس بأريحية قبل ما يجاوبها اَخيراً بهدوء نسبي: - اطمنى يادكتورة مافيش حاجة تقلق. هي بس اخبار جديدة انشغلت فيها شوية.
جلست جمبه فوراً تسأله بتوجس: - اخبار ايه يامدحت؟ لعلٌها تكون خير ان شاء الله.

بنفس الهدوء قال: - لا خير ياشيخة. اصل الموضوع ان الدكتور يونس النهاردة ساب المستشفى بعد مااتمسح بكرامته الأرض.
بلعت ريقها بتوتر: - ماله الدكتور يونس هو عمل ايه بالظبط؟
بشبه ابتسامة: - خد جزاءه بعد ما أكتشفت بالأدلة ان هو صاحب الرقم. اللى كان بيبعتلك الصور اياها.

قال الاخيرة بصوت خافت ومريب وقف قلبها. وجعل الدم يهرب منها وهي شايفة اشتعال عيونه. ردت هي برعب: - بس دى اول مرة اعرف. والنعمة الشريفة لو اعرف ان هو نفسه صاحب الرقم ده. كنت حظرته من اول رسالة مكنتش فتحت اساساً.
فضل ساكت وعيونه بتطلق شرار من جحيم ساكن بأعماقه. كررت بارتجاف: - تحب احلفلك بأيه عشان تصدق اني مكنتش اعرف.
قرب منها وبلهحة خطرة.

- سؤال يانهال ومن غير نقاش. هاتجاوبى عليه بسرعة ومن غير تفكير. يا هتبقى دى النهاية مابينا.
- يوم مااقتحمتى عليا انا ومها الغرفة. الزفت ده هو اللى كان مسلطك؟
هزت دماغها بنعم ودموعها بقت مغرقة وشها: جز على سنانه وبصوت خافت قال: - لكن انا مش منبه انك مالكيش كلام معاه نهائي.

رفعت عيونها تنفي: - انا متكلمتش معاه. انا كنت بسأل الممرضة بس عنك وهو اللى اتدخل في الكلام. ورمى الجملة جدامى بخبث وانا اندفعت على غرفتها بسرعة وبدون تفكير.
واما خبيت عنك اسمه. كان بس عشان خوفي من زعلك. مش عشان اي حاجة تاني والله.
- ودلوك بجى. انتى مبسوطة بالنتيجة اللى وصلنالها؟
بعد ما داربتي وخبيتى عني وصدقتي فيا.

فجأة مسحت دموعها ترد بشجاعة: - لأ مش مبسوطة يامدحت وعارفة نفسي غلطانة. بس انت كمان ولا مرة ريحتني وجاوبتني عن الصور الاَخيرة دي.
- ولا هاريحك مدام انا كشفت الموضوع بنفسي وعرفت غلطك. يبجى مالكيش اي اجابة عندى يانهال.
قالها ونهض فجأة بعنف عن الكنبة وسابها وخرج. وانفجرت هي في موجة عياط خارج من القلب بحرقة.
وفى جنينة البيت الكبير.

كانوا قاعدين الاتنين. حربي ونيرة في مكان جدهم المعتاد تحت العنبة. هي بتاعتبوا وهو بيحاول يصالحها: - يابت افردى بوزك ده. بدل ما اديكى كف واعدلك.
قالت نيرة بغيظ: - وكمان ليك عين تستظرف وتنكت. بعد ماسبتني خمس تيام من غير ماتعبرني ولا تسأل فيا.
- انتي خليتهم خمس تيام امتى يامجنونة. هما أربعة تيام على بعضهم. انشغلت فيهم بالارض والمصايب اللى بتتحدف علينا.

بعدت بنظرها عنه تقول بزعل: - طبعاً. ما انا لو اهمك ماكنتش انشغلت عنى. الارص والزرعة عندك اهم من نيرة.
-واه يانيرة ياحبة عيني انتي. طب اراضيكى ازاى واصالحك. عشان تعرفي ان ماعنديش اغلى منك؟ جولي يابت. انا عارفة انك بتحبى الشيكولاتة. جولى عالصنف اللى يعجبك وانا اجيبلك بدل العلبة اربعة واكتر كمان.

التفتت ترد عليه وعيونها بتلمع: - صح ياحربي؟ يعني لو قولتلك على الصنف اللى بحبه هاتجيبلي الكمية اللى انا عايزها؟
بغمزة وابتسامة: - جولى ياقلبى وانا سداد. مدام بتحبيها ونفسك فيها. يبقى حتى بعد مانتجوز. مش هاخليها تنقص من التلاجة.
عضت على شفافيفها وهي بتبتسم بسعادة: - حتى بعد نتجوز! طب مش خايف لاتخن من اكلها على طول.
جاوبها ببساطة: - وماتتخني يانيرة وفيها ايه يعني؟ مش احسن ماانتي مسلوعة كده و معضمة.

شهقت بخجل: - طب انا ماشية ياحربى وسيباهالك
ضحك بصوت مجلجل يوقفها: - ههههه خلاص يابت انا بهزر معاكي. انتي مابتحبيش الهزار.
رن الفون بتاعه غفلة وهو لسه بيحايلها فزعق عليها بهزار: - اجعدع يابت خلصي وماتتعبيش جلبى. خليني ارد على الراجل وبعديها ارجع اصالحك.
قعدت على مضض وهو فتح يرد: - الوو. ايوه يارائف عايز ايه؟

برق عيونه وهو بيسمع لكلام ابن عمه قبل ما يهتف بقلق: - بتجول ايه؟ زاهر طالبنا على وجه السرعة وبيقول ان الامر خطير؟ هو ايه اللى حصل بالظبط؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة