قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل التاسع والأربعون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل التاسع والأربعون

رواية ست الحسن الجزء الثاني للكاتبة أمل نصر الفصل التاسع والأربعون

دخلت على بيت جدها بلهفة وتسرع وعيونها بتدور في البيت يمين وشمال. انتبهت على عمتها وهي قاعدة في جمب لوحدها على كنبة خشب تحت الشباك. ومنهمكة في تنقية الرز على ضوء اشعة الشمس اللى نازلة عليها من الشباك المفتوح.
- جدي فين عمتي؟
رفعت راسها ترد عليها صباح وهي متفاجئة: - وه يانيره. مش تسلمي الاول يابت خضتيني.
قالت بتوتر: - معلش ياعمتي مش وجت سلام دلوك. انا كنت بسألك على جدي دليني والنبي عليه بسرعة.

سألتها بقلق: - في ايه يابت مالك؟ شكلك مايطمنش. هو حد من أهلك جراله حاجة؟
دبت رجلها وهي بتصرخ برجاء: - ابوس يدك ياعمتي. جوليلي فين جدي؟ مافيش وجت.
- مافيش وجت لأيه بالظبط؟
سألها ياسين وهو بيقفل باب غرفته اللى كان خارج منها. جريت عليه فوراً تناديه: - اللحقنا ياجدي. حربي ورائف بينهم هايتعركوا مع اولا الزمقان.

شهقت صباح وقعت الصنية من ايدها واندلق ارز على الأرض: - ياوقعة سودة. هي حصلت لولاد الزمقان كمان؟!
زعق ياسين على بنته بحزم قبل ما يوجه كلامه لبنت ابنه: - استني عندك ياصباح وامسكي خشمك دلوك خلينا نستفسر. كملي يانيره وفهميني.

ردت نيرة وهي بتفرك في ايدها وصوتها خارج بارتجاف: - انا كنت جاعدة مع حربي دلوك في الجنينة لما وصله اتصال رائف واللى فهمته من كلامهم في التليفون. ان ولاد الزمقان لموا نفسيهم وراحوا لزاهر واخواته في الارض عشان يطلعوهم منها غصب. بحجة انها ارض كبيرهم.
سكتت شويه تبلع ريقها فشجعها ياسين بثبات: - كملي يانيره ايه اللى حصل تاني؟

- اللى حصل ياجدي. ان حربي خد المكنة قدامي ومشي يروح على الارض. رغم اني مسكت فيه وكنت هاحب على يده عشان يستنى يشورك حتى الاول. لكنه معبرنيش.
قالت صباح بجزع وهو بتخبط على صدرها
- يامرك ياصباح. حن يابوي اللحق قول لاخواتي ولا حتى كبارات البلد ولموها. قبل ماتوسع مع العيال المجرمين دول. عيالنا متهورة وعيالهم واخدين على المشاكل و البهدلة في الاقسام.

سند ياسين بكفوفه على دراع الكرسي اللى جمبه. يحاول يتماسك قدام الأمر الجلل. فخرج صوته بالعافيه: - اجري يابت. خلي ابوكي ياجيني بسرعة وانتى ياصباح. تعالي طلعي التلفون من السيالة واتصلي بأى نمرة تعرفيها لخواتك ولا عيالهم الرجالة عشان يجوا هما كمان. وقبل دول كلهم اطلبيلى نمرة شيخ البلد بسرعة.
فتحت باب شقتها لقته قدامها بجسده الصغير وابتسامة شقية بعرض وجهه وهو بيناغشها كالعادة: - مساء الخيي ياطنت نهال.

- مساء الفل ياروح طنت
قالتها وهي بتنزل بركبتها تضمه لحضنها وترفعه عن الارض. دخلت بيه وقفلت باب الشقة فوراً. ممتنة لظهوره في اللحظة دي بالذات. يخرجها من حالة الحزن اللى عاصره على قلبها.
لمس بكفه الرقيقة على خدها يسألها ببرائة: - مالك ياطنت؟ هو انتي بتعيطي؟
دموعها نزلت من تاني وهي بتنفي: - لا ياحبيبي دى بس عيني اتطرفت.
- عنيكي الاتنين اتطرفوا مع بعض.

قامت بتقبيله على خدوده الاتنين وهي مبتسمة من ذكائه الفطري فقالت بصدق: - انا بحبك قوي يارأفت
باسها بخفة هو كمان على خدها قبل ما يردد خلفها بحماس: - وانا بحبك قوي قوي ياطنت نهال.
شددت من حضنه وهي بتتمنى بداخلها ربنا يرزقها بملاك زيه: - ياعيون طنت. وروح طنت. ياحبيبي يارافت.

بسرعة البرق وصل حربي ومعاه رائف ابن عمه لأرض زاهر اللى كان واقف ومعاه خواته وقرايبه القليلين في مواجهة مجموعة كبيرة واقفين بتحفز. والنقاش مابينهم باصوات عالية.
بمجرد ماوقف مكنته وقبل حتى ماينزل من عليها. هو وابن عمه رائف. اللى كان مايقلش عنه عدائية نحوهم. اللتفت لفردين منهم كانوا واقفين عن قرب: - بتعملوا ايه عندكم ياض انت وهو؟

قالها واتقدم لداخل الارض من غير مايستني اجابة. نده واحد منهم بصوت عالي: - شوف مين اللى جاي عنديكم يااسماعيل؟
اللتفت الرؤوس للخلف تنظر عليهم فهتف واحد من المجموعة ويدعى فتحي: - وه. دا حربي باشا وصل ومعاه واد عمه كمان. ياأهلاً بالحبايب.
اتقدم نحوهم يقول بتهكم: - مين اللي يرحب بمين ياض؟ اصحاب الارض والا الاغراب عنيها.

ابتسم فرد مابينهم يدعى اسماعيل بسخرية ودا اللى كان في المقدمة: - دا انت جاي حامي كمان ياحربي. واحنا بصراحة اترعبنا من دخلتك علينا انت وواد عمك ولا ايه يارجالة؟
ضحكوا المجموعة اللى خلفه باستظراف. فردد خلفهم رائف بتريقة: - هه هه خفيف جوي يااسماعيل. طب مدام انت ظريف كده. ماتلم مجموعة الفرفشة اللى وراك دول واطرجوا ياللا وهونا. عشان احنا معندناش مرارة.

اللى كانوا بيضحكوا فجأة وقفوا ضحك والغضب ارتسم بوضوح على ملامحهم. فرد المدعو اسماعيل: - بلاش تدخل في اللي ملكش فيه يارائف. وعقل واد عمك كمان وبلاش تدخلوا عيلكتم في حوار منهي من الاول. الارض دى ارض سراج واد عمي واَن الاوان عشان يستردها: زاهر بصوت مبحوح: - ارض مين ياظلمة؟ دا انا بقالي سنين بسعي في تمليكها عند الحكومة. لو بتاعة ولدكم كنت عديت الإجراءات اللى فاتت دى فيها ازاي بس؟

قال المدعو فتحي بتشدق: - طب هو فينه الورق اللى انت بتقول عليه؟ طلعهولنا كده من الحكومة عشان نتأكد.
رد عليه زاهر بقهرة: - هو انتوا خليتوا فيها ورق. ولدكم لعب لعبتوا مع واحد فاسد زيه ورفع الورق وخفاه خالص من السجلات واكنها مسح مجهودى وتعب السنين كلها بأستيكة.

ظهر التشفي بفجر على وجههم بشكل استفز حربي فقال بانفعال: - انت مش محتاج ورق يازاهر. البلد كلها تشهد انك صاحب الارض بعرقك وتعبك فيها طول السنين اللى فاتت. واحنا معاك وفي ضهرك ومش هانسكت عن الحق: قال المدعو فتحي بتهديد: - انت كد كلامك دا ياحربي؟ البلد مش ناقصة عرايك ولانصايب. لم واد عمك وعقل صاحبك من اولها وسيبوا الارض لصاحبها. احنا ناس مابنحبش المشاكل.

رائف بسخرية: - مااحنا عارفين ياراجل ان انتوا ناس مابتحبوش المشاكل بدليل ان دخلتكم على السجن اكتر من دخلتكم على بيوتكم. هو انتوا لولا رئيس العصابة بتاعكم ده في ضهركم. كنا شوفنا خلقكم دي نهائي بره السجن.
رد اسماعيل بشر: - شكلك كده يارائف عايز تتعلم الادب على قلة ادبك دي. واحنا بقى ارباب سجون زي مابتقول. يعني واحد زيك مش هاياخد في يدنا غلوة.

حربي وهو رافع نبوته: - خلى واحد فيكم بس يمس طرف ابن عمي. عشان ادفنوا هنا مطرحه في الارض.
صرخ فتحي بصوت عالي: يبقوا انتوا اللى طلبتوها ودي اسهل حاجة عندينا.
فى ظرف دقيقة اتلموا كلهم وعملوا نص دايرة. حوالين زاهر ولاود عمه ورائف وحربي اللى كانوا على وضع الاستعداد.
وقبل مايحصل الاشتباك صدر صوت قوي من ناحية قريبة.
- وقفوا انتوا وهو ياض. وفوضوا اللمة دي بسرعة.

فى الاول عملوا نفسهم مش سامعين. ولكن لما صدح الصوت بقوة اكبر ومعاه تهديد: - وقف يافتحي انت وواد عمك اسماعيل ولموا العيال اللى وراكم. بدل ما اتصل بالشرطة حالاً تلمكم.
ساعتها بس استداروا لناحية الصوت. وجدوا شيخ البلد ومعاه الحج ياسين ومجموعة كبيرة من افراد عيلته خلفه في مشهد دخل الخوف في قلوبهم!

معتصم وهو واقف بينظر للشباك في غرفة مكتبه. واضع الفون على ودانه وبيسمع بتركيز للطرف التاني عالفون: - معجولة ياباشا. يعني انت اللى امرت اسماعيل وفتحي ينسحبوا؟ طب ليه؟
- كان لازم ينسحبوا يامعتصم. دا شيخ البلد ومعاه ياسين وعيلته كلها. يعني الغباء في اللحظة دي هايضيع الدنيا.
- معاك ياباشا وفاهمك. بس كده هما هايفتكروا انهم هزوا العيال وخوفوهم.

سمع صوت تنفسه بخشونة قبل مايرد عليه: - يخوفوا مين بس يامعتصم؟ انت عارف فتحي واسماعيل دول بيخافوا من حد. على العموم خليهم يفتكروا زي ماهما عايزين. المعركة جاية جاية والارض هاخدها وهانفذ مشروعي غصب عن الكل. انا مافيش حاجة حاطيتها في دماغي ومانفذتهاش.
رد معتصم بجمود: - طبعاُ ياباشا انا عارف كده زين. بس اللي مضايجني تدخل ياسين. بصراحة انا اكتر واحد عارف الراجل ده وبصراحة قلقان منه.

- ماتقلقش يامعتصم. انت مع سراج فتوح مش اي حد يابني. يعني حط في بطنك بطيخة صيفي.
هز بدماغه ورد بقلق بيحاول يخفيه: - طبعاً ياباشا انا مطمن. طوول ماانت معايا انا مطمن.
بعد ماقفل معاه المكالمة اللتفت لناحية التانية وجدها واقفة وهي متشيكة بطقم خروج لفت نظره: - يامشاء الله. لابسة ومتأنتكة كده ورايحة على فين ياسنيورة؟
قالت ببساطة: - كنت عايزة اخرج شوية من الحبسة دى واروح عند جدي ياسين وجدتي صباح.

رد بقرف: - غوري غيري الزفت اللى لابساه ده. عشان مافيش طلوع اليومين دول نهائي.
دبت برجلها في الارض بغيظ: - يعني ايه مافيش طلوع نهائي اليومين دول. انا عايزة اخرج عشان قرفانة من الحبسة هنا وبيت جدي قريب مني. هايحصل ايه يعني لو روحت هناك؟
نفخ بقوة وهو بيحاول يمسك اعصابه معاها: - اطلعي من وشي دلوك يانورا. انا مش شايف جدامي. ولا انتي عايزاتي اتعصب عليكى وانا على اَخري؟

- طب خلاص بلاش بيت جدي وتعالى علمني السواقة على عربيتي اللى قاعدة مركونة كده من غير لازمة.
داس على اسنانه وهو بيحاول يمسك اعصابه عن ضربها وهو بيصرخ بصوت عالي: - غوري من وشي دلوك. بدل مااخليكي تطلعي عالمستشفى. واهو بالمرة تعيري جو. غوري بقولك.
الاخيرة كانت بصرخة ارعبتها لدرجة انها جريت من قدامه من غير ماتنطق بحرف.
في البيت الكبير.

كانت راضية ومعاها هدية مع صباح ونيرة قاعدين على اعصابهم في انتظار اي خبر يطمنهم. فجأة لقوا ياسين داخل بهدوء وخلفه اولاده واحفاده حربي وعاصم ورائف.
شهقت هدية تحضن في ابنها بلهفة وعياط: - كده برضوا ياحربي. عايز تتعرك مع اولاد الزمقان وتضيع نفسك. وانا اللى بَعد الايام عشان فرحك.
شدد من حضنها وعيونه اتنقلت لنيره اللى واقفة متسمرة وهي بتبكي بارتجاف: - ما انا سليم اهو جدامكم ياجدعان لزموا ايه البكا بس؟

كان هاين عليه ياخدها في حضنه ويهديها. لكن رائف قام بالمهمة نيابة عنه بعد ماخرج من حضن والدته راضية هي كمان.
قالت صباح بارتياح: - حمد لله انكم جيتوا بالسلامة. دا احنا قلبنا اتخلع عليكم.
قال محسن بضيقة: - حمد لله جدرنا نلمها يابت ابوي على اَخر لحظة. قبل ما يشتبكوا مع بعض وتبقى وجعة.

عبد الحميد بشدة: - بس الكلام دا ماينفعش. احنا لازم نشوف حل مع الناس دي. هما عايزين ياخدوا ارض زاهر عافية واحنا ماينفعش نسكت على حج الغلبان ده. خصوصاً واحنا ولدنا ليه حق كمان في الفدان اللى زرعه عنده.
محسن بقلة حيلة: - طب وهانعمل ايه بس ياناس؟ دا راجل مفتري ومتحامي في عزوته اللى سنداه في الباطل؟ واحنا ناس مالناش في المشاكل ولا الخناق.

حربي بأصرار: - انا مش هاسكت عن حقي ولا هاخلي واحد فيهم يخطي برجله على ارضي.
محسن بانفعال: - شايف يابوي الواض وقلة حياه. يعني احلف يمين دلوك على امه مايخطي الارض تاني واصل.
صرخت هدية بانزعاج: - ومالها امه بس بالكلام ده؟ هو انا اللى كنت شجعته ولا ليا دخل اساساً بالزرعة دي.
قال عبد الحميد بعتب: - ليه كده بس يامحسن. احنا عايزين نحل ولا نخرب البيوت كمان؟

عاصم برزانة: - ياجماعة اكيد فيه حل. مش معقولة كده تبجى اتسدت من جميع النواحي؟
قالت صباح لوالدها: - مالك يابوي ساكت ليه من ساعة مادخلت؟ ماترد وقولنا رايك في اللى حاصل ده؟
خرج من تفكيره العميق على سؤاله. فوجه كلامه لعاصم: - قولي ياعاصم. هو انت فاكر اسم الظابط صاحب بلال. اللى ساعدنا قبل كده في حبس هاشم والقبض عليه؟
جاوبه عاصم وهو متفاجئ: - فاكره طبعاً ياجدي. كان اسمه ياسر فهمي.

هز بدماغه وقال باقتضاب: - تمام ياعاصم. زين جوي.

دخل بيته بعد ما رجع من الشغل. كان بيبحث بعيونه عنها من غير ماينده ولا يقول اسمها. تعجب قوي من الهدوء اللى مسيطر على محيط الشقة. دخل على غرفة النوم وجدها فاضية. الخوف دب في قلبه. لتكون قلة بعقلها وراحت عند أهلها. دا ماعندوش قلب على بعدها وهي معاه في نفس البيت. هايقدر على بعدها كمان بمسافات. كان بيبحث عنها في انحاء المنزل زي المجنون. وجدها اَخيراً في غرفة الاطفال نايمة على السرير الصغير وبجوارها رأفت ابن جارهم. قلقه اتحول فجأة لغيظ وهو شايفاها واخدة الولد في حضنها. اتحرك باَلية يصحيها بصوت منخفض عشان الولد.

- نهال. نهال. اصحى ياللا وكلميني.
قامت مفزوعة على زغدته في دراعها. ردت وهي لسه بتسوعب: - ايوه. ايوه يامدحت. عايز حاجة؟
جاوب عليها من تحت سنانه: - فوجى نفسك وتعالي بره الأوضة عشان اعرف اكلمك.
هزت بدماغها بعد ما اتعدلت بجزعها: - حاضر تمام. ثواني وهاجيلك.
بعد لحظات خرجت من الغرفة لاقته واقف قصادها. ساند بدراعه على الحيطة وقبل ما تتكلم سأله بغيظ: - ايه اللى جاب الواد ده هنا؟ وحضرتك منيماه في حضنك ليه؟

قربت ترد عليه وهي بتعدل في خصلات شعرها اللى تشعثت من اثر النوم بشكل استفزه ايده بشده يقوم هو بالمهمة دى نيابة عنها: - اصل والدة رأفت اخدت البنت الصغيرة. وراحت تكشف لها عند دكتور اطفال. فاستئذنت مني انه يفضل عندي الساعتين دول. على ما ترجع هي وجوزها من العيادة. اصلها مرديتش تاخده معاها عشان العدوى.

بترد ببرائة وعيونها الجميلة بتبعد نظرتها عنه. هو فاهم كويس وحاسس باللى جواها ناحيته. ياما نفسه في اللحظة دى يغلب غضبه منها ويصالحها بقى. لكن لأ هو لازم يقوي قلبه معاها شوية. اللى شافه في الايام اللى فاتت دي. كان اكبر من طاقته واكبر من احتماله.
- سكت ليه يامدحت؟ انتي عايزني احضرلك عشا؟

اتعدل في وقفته وهو بيجلي حقله ويرُد بجمود: - لا مش عايز حاجة. انا رايح انام. وقف فجأة قبل مايكمل طريقه لغرفة النوم يسألها: - انتي بتذاكري كويس؟
ردت بهمس: - الحمد لله انهاردة قدرت اللم حاجات كتير في الدراسة كانت غايبة عني. ودلوك بجى مدام صحيت هذاكر شوية على ماتيجي والدة رأفت وتاخده.
حرك دماغه بحركة مش مفهومة قبل مايقول: - طب لو عوزتي اي حاجة ماتتكسفيش مني وتعالي فوراً عشان افهمك.
- حاضر.

هم يتحرك تانى. لكنه التفت فجأة يقول بحدة: - اه صحيح. لو المدة طالت وحسيتي انك عايزة تنامي. اياكي يانهال تنامي جمب الواد ده تاني ولا الاقيكي حضانه. الاوضة فيها سرير تاني تريحي فيه. سامعة.
ابتسمت بداخلها وهي بتقول بطاعة: - حاضر تمام. سامعة.

واقفة ومكتفة ايديها وهو بيحايلها للمرة التانية في نفس اليوم. مع اختلاف المكان. لان المرة دي كانت في المندرة مش الجنينة. بعد ما اتسحبوا الاتنين وقاموا بعيداً عن بقية افراد العيلة.
- خلاص يانيره. اعملك ايه عشان ترضي بس؟
قالت بعتب: - بقى تسيبني ياحربي ولا تسأل فيا. وانا بتحايل عليك وكان هاين عليا احب على يدك عشان تسمعني وتعبرنى.
مد كفه يقول بغلاسة: - طب اهي كفي أهي. حبي عليها.
شهقت بغضب.

- طب والنعمة لانا ماشية وسايبهالك عشان استظرافك ده وخفة دمك.
همت تخرج وتسيبه لكنه واقفها وهو بيضحك: - خلاص يابت انا بهزر معاكي. انتي على طول كده دمك حامي.
قالت بتعصب: - انا دمي حامي وانت هاتشلني ياحربي.
- اشيلك ليه بس؟ عشان بقولك حبي على يدي؟ طب احب انا اها.

برقت بذهول لما لقيته فجأة سحب ايدها وباسها بجد. ومن غير ولا كلمة زقته من كتفه وخرجت فوراً من المندرة. بقى يضحك هو من قلبه على رد فعلها. ويحسب في عقله. كام علبة شيكولاتة هاترضايها ويصالحها بيها
بعدها بيومين
حربي كان سايق مكنته ورايح بيها على زرعته في الجبل. وابن عمه رائف كان راكب خلفه وهو بيناغشه بالكلام: - لكن ياعم حربي انا لو كنت جيت بحصاني. مش كان احسن من المكنة دى اللى عفرت الجلبية وبهدلتها.

- حد قالك تيجي معايا؟ مش انت اللى شيبطت فيا وقولت اجي معاك أونسك.
- يعني الحق عليا ياحربي. اني مش عايز اسيبك لوحدك؟
ساله بجدية: - طب ودراستك ياعم رائف؟ انت بقالك اسبوع سايبها.
جاوبه ببساطة: - اديك جولتها اسبوع. يعني حاجة بسيطة ادينا بنغير جو قبل ما نرجع لوجع القلب من تاني.
- فاهمك انا وحكاية وجع القلب دي. على العموم ربنا يهدي ويقرب البعيد.
بصوت كالهمس: - يااارب ياحربي.

لما وصلوا الاتنين اتفاجأوا بخناقة كبيرة في ارض زاهر. وقف حربي بالمكنة فجأة: - شايف ولاد الذين يا رائف. برضك نفذوا تهديدهم وجم يتعركوا مع زاهر واخواته.
قال رائف وهو بينزل معاه: - طب وبعدين ياحربي؟ جدك منبه علينا مانتعركش مع ولاد الجز، دول. طب هانسيبهم يستفرضوا بيهم؟
هم حربي يجاوب رغم التشتت اللى حاسس بيه. لكن انطلقت فجأة طلقة غادرة اخترقت صدر واحد فيهم. فصرخ عليه التاني بجنون: - واض عميييييي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة