قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السادس

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السادس

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السادس

دلفت نوران الى غرفة نومها لتتفاجئ بتميم يجلس هناك على احد الكراسي الموجوده في الغرفة منتظرا اياها...
نهض تميم من مكانه ما ان شعر بوجودها ليقول بلهجة ساخرة:
واخيرت عادت المدام الى منزلها...
رمته نوران بنظرات مستغربة فهي لا تفهم سبب تهكمه عليها بينما سألها تميم بنبرة حادة بعض الشيء:
أين كنت...؟!
تفاجئت نوران من حدته فقالت بضيق جلي:
وما علاقتك انت...؟!

تقدم تميم ناحيتها وقبض على ذراعها بقوة المتها قبل ان يهتف بها:
حينما اسألك تجيبيني فورا، أين كنت طوال اليوم...؟! وكيف تخرجين من المنزل دون اذن مني؟!
ردت نوران عليه:
هذا ما كان ينقصني ان أاخذ الاذن منك...
نعم تأخذيه واجبارا عنك...
اتركني...
هتفت بها نوران وهي تجاهد لتحرير ذراعها من قبضة يده القوية...
ما ان حررت ذراعها من يده حتى قالت بعصبية شديدة:.

كنت لدى امي، لم أرها منذ فترة طويلة، ولم أاخذ الاذن منك لأني لم اجدك من الاساس، فأنت كنت مشغول مع الانسة دينا...
قالتها جملتها الاخيرة باستهزاء جعله يغضب اكثر واكثرر:
لا تتحدثي عنها بهذه الطريقة...
حقا...؟!
قالتها نوران بتهكم جعلته يقول اسمها بنبرة عالية وكأنه يهددها:
نوران...
الا انها لم تهتم وهي تردف بتحدي:.

لم أقل شيئا خاطئا على ما اظن، انت كنت طوال اليوم مشغول مع تلك المائعة، لم تفكر حتى بالسؤال عني او الاتصال بي والان تأتي لتحاسبني على تأخيري...
تلك المائعة اسمها دينا وانا لا اسمح لك بالحديث عنها بهذا الشكل..
منحته نوران نظرات لا مبالية وهي تتجه ناحية الحمام الا انه اوقفها في مكانها وقال:
لم انتهي من كلامي بعد...
زفرت نوران انفاسها بضيق منه بينما اكمل هو بدوره:.

جدي ودينا سوف يبقون هنا لعدة ايام، اريد منك ان تعامليهما بأفضل طريقة، هل فهمت...؟!
كزت نوران على اسنانها بغيظ فهذا ما كان ينقصها ان تقوم بواجب الضيافة مع دينا وذلك العجوز الغاضب...
من الافضل ان تقول هذا الكلام لهم على ما اظن...
نوران...
قالها بنبرة محذرة لتبتعد عنه متجهة الى داخل الحمام دون ان تمنحه رد مناسب حتى تاركا اياه يكاد ينفجر غضبا من برودها واسلوبها الجامد معه...

في امريكا...
طرقات قوية على الباب ايقظته من نومه، اتجه بسرعة ناحية الباب وفتحه ليتفاجئ بفتاة امامه ترتدي فستان زفاف وطرحة بيضاء، تأملها بنظرات متسعة بينما اقتحمت هي شقته واغلقت الباب خلفها...
من أنت...؟!
سألها بنبرة ذاهلة بينما استندت هي على الحائط واضعة يدها فوق صدرها تلهث بقوة...
كرر ما قاله بنبرة اكثر علوا:
من أنت...؟!
قالت هي بنبرة متقطعة:
م، ا، ء، اريد ماء...

اتجه ناحية المطبخ واخرج الماء من الثلاجة ثم قدمه لها فأخذته منه بلهفة وتناولته على دفعة واحدة...
اعطته الكوب فأخذه منها بينما سارت هي ناحية الكنبة الموجوده في صالة الجلوس ممسكة بالجانب الايمن من خصرها...
جلست على الكنبة واخذت نفسا عميقا ليقترب منها متسائلا بنفاذ صبر:
يا انسة اخبريني من أنت وماذا تفعلين هنا...؟!
تحدثت اخيرا:.

ارجوك دعني ابقى لديك لفترة قصيرة، فترة قصيرة فقط واعدك بأنني لن اضايقك اطلاقا...
تأملها مليا قبل ان يقول بتهكم:
فتاة تأتي الى منزلي في منتصف الليل ترتدي فستان زفاف تريد البقاء معي في منزلي، والمطلوب مني ألا اتسائل عن سبب وجودها هنا...
نهضت من مكانها وقالت بعصبية:
حسنا سأذهب...
اخذ يشتم بلغته العربية لتتسع عيناها بسرعة وتقول بصدمة بلكنتها العربية:
أنت عربي...
صدمتها انتقلت اليه ليرد هو ايضا بذهول:.

أنتِ عربية...؟!
اومأت برأسها قبل ان تهتف به برجاء:
أرأيت، نحن عرب مثل بعض، يجب ان نقف بجانب بعضنا، هل عروبتك ستسمح لك بالتخلي عن ابنة بلدك وتجعلها صيدا للكلاب الضالة والحيوانات الاستوائية...
قاطعها بسرعة:
اصمتي، عن أي حيوانات استوائية تتحدثين بالله عليك...؟!
وضعت يدها على فمها قائلة:
معك حق، يبدو أنني جننت قليلا واصبحت لا اعرف ماذا أقول...
ثم اردفت بترجي:.

ارجوك اسمح لي بالبقاء هنا، على الاقل ليوم واحد فقط...
صمت هو ولم يعرف ماذا يقول، يشعر بالحيرة، انها فتاة صغيرة وتبدو ضائعة، هل سيتخلي عنها...؟ هل سيتركها تخرج من منزله في وقت متأخر كهذا...؟ هل شهامته ومروءته ستسمح له بهذا...؟!
ابتسم في داخله بسخرية وهو يتذكر موقف اخر فعله مع ابنة عمه، موقف دنيء اظهر من خلاله مدى حقارته وقلة مروءته...

افاق من افكاره على صوتها وهي تحرك يدها امام عينيه ليقول متسائلا بفضول:
ما اسمك...؟!
فترد عليه:
نغم، اسمي نغم، وانت ما أسمك..؟!
نزار، اسمي نزار...

خرجت نوران من غرفتها مساءا واتجهت الى صالة الجلوس لتجد المكان خاليا، استغربت بشدة من خلو المكان فسألت الخادمة عن تميم لتخبره أنه مع دينا في غرفة مكتبه...
ذهبت نوران بسرعة الى مكتب تميم وفتحت الباب دون استئذان لتتفاجئ بتميم ودينا يقبلان بعضهما...
تراجعت الى الخلف واضعة يدها على فمها بينما ابتعد تميم بسرعة عن دينا واخذ ينظر الى نوران بذهول قبل ان تركض بسرعة خارج المكتب وهي بالكاد تخفي دموعها...

دلفت الى داخل غرفتها والدموع تتسابق للهطول من عينيها، اغلقت الباب بعنف واستندت عليه واضعة يدها على موضع قلبها الذي ينزف قهرا وكبتا...
سمعت صوت طرقات على الباب فابتعدت عنه بسرعة واتجهت راكضة ناحية الحمام الملحق بالغرفة...
اغلقت باب الحمام خلفها جيدا وانهارت على ارضية الحمام المرمرية واضعة كف يدها على فمها كمحاولة منها للسيطرة على شهقاتها المتتالية...
نوران، افتحي الباب...

كان صوت صراخ تميم يعلو في ارجاء المكان، ظل يطرق على الباب بقوة وهو يصيح باسمها...
نهضت نوران من فوق ارضية الغرفة بعد ان سيطرت اخيرا على نفسها وتوقفت عن البكاء، فتحت صنبور المياه وبدأت بغسل وجهها الذي اصبح احمر من شدة البكاء، اغلقت صنبور المياة وجففت وجهها بالمنشفة الموضوعة بجانب مغسلة المياه محاولة قدر الامكان اخفاء اثر البكاء من على وجهها..

فتحت الباب اخيرا بعدما استطاعت الحفاظ على رباطة جأشها لتجد تميم جالسا على سرير الغرفة...
نهض بسرعة من مكانه ما ان سمع صوت الباب يفتح ليتأمل للحظات ملامح وجهها المحمرة وعينيها الحمراوتين...
تقدمت نوران بسرعة ناحية خزانة ملابسها، اخرجت حقيبة سفر كبيرة منها ثم بدأت ترمي في داخلها اغراضها، اتجه تميم إليها وقبض على ذراعها قائلا:
ماذا تفعلين بالضبط...؟!
اتركني...

قالتها بازدراء وهي تحرر ذراعها من قبضته قبل ان تكمل:
افعل ما كان يجب ان افعله منذ وقت طويل، سوف اترك منزلك وكل شيء...
رد تميم عليها بتهكمه المعتاد:
ومن قال بأني سأسمح لك بشيء كهذا...؟!
لتقول بنبرة عالية وقد فاض بها الكيل:
لا يهمني، سماحك من عدمه اخر همي، سوف اخرج من هذا المنزل، لن ابقى به لحظة واحدة بعد الان...
على جثتي، لن تخرجي من هنا إلا على جثتي...

كان يتحدث متحديا اياها ان تتجاوزه او تقف في وجهه الا انها كانت مصرة على رأيها، لم يعد لها اي قدرة على التحمل فقالت متحدية اياه غير مبالية لملامحه التي تقطر غضبا وانفاسه العالية:
سوف اخرج يا تميم، غصبا عنك...
هجم عليها مقيدا ذراعيها بقبضتي يديه هازا اياها بعنف مرددا بحدة:
لن تخرجي من هنا يا نوران، لن اسمح لك بهذا، انت لي، اجبارا عنك، هل فهمت...؟!
طلقني...

اخذت ترددها عدة مرات بعصبية جامحة وهي تحاول تحرير جسدها من سيطرة جسده...
حررت ذراعيها من سطوته واخذت تضربه على صدره وهي تردد بهذيان:
طلقني، طلقني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة