قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السابع

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السابع

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السابع

اوقف ضرباتها اخيرا حينما قبض على رسغيها بكف يده ثم قرب وجهه من وجهها قائلا بنبرة متملكة:
إياك ان تنطقيها مرة اخرى على لسانك، هل فهمت...؟!
ابعدت وجهها عن وجهه لتظهر عيناها المتسعتان بذهول من حديثه ونبرته المتحكمة، صدرها يعلو ويهبط من شدة الانفعال، الان تأكدت بأنها دخلت في سجن لا مفر منه، تميم اصبح مالكها، وهي لم يعد لها اي رأي يذكر في وضعها الحالي...
أنت من تظن نفسك، هل تظن بأنك امتلكتني...؟!

كانت تتحدث بنبرة متقطعة وما زال الذهول يسيطر عليها ليرد بثقة لا تعرف من أين اكتسبها:
انا زوجك ومالكك وكل شيء بالنسبة لك...
ردت عليه بتحدي هي الاخرى:
انا لست ملك لاحد، وانت زوجي لفترة مؤقتة سوف تنتهي قريبا...
منحها ابتسامة خفيفة فاجئتها قبل ان ينفجر ضاحكا في وجهها، توقف عن ضحكاته اخيرا ليقول بجدية:.

ثقتك هذه تعجبني كثيرا، هل تعلمين شيئا..؟! أنت اغرب انسانة رأيتها في حياتي، احيانا تبدين بريئة للغاية، خاضعة، مستسلمة، ثم فجأة تتحولين الى نمرة متوحشة تخربش كل من يقف في وجهها، انت متناقضة للغاية، وقت الجد تصبحين قويه، تفقدين رقتك وبرائتك، تواجهين كل من يحاول ايذائك، وفي اوقات اخرى تستعدين فيها برائتك وهدوئك...

تطلعت اليه بنظرات متعجبه مما يقوله، لقد برع في وصفها وهي تعترف بذلك، وصفها بشكل لم يفعله احدا قبله، وكأنه يعرفها جيدا وينفذ الى اعماقها بسلاسة...
راقب تميم تعابير الذهول التي سيطرت على ملامح وجهها ليقول:
اظن أن كلامي صحيح وأعجبك ايضا...؟!
قالت باستياء:
كلا لم يعجبني...
حقا...؟!
سألها بنبرة عابثة وهو يغمز لها بعينه مما جعلها تفرغ فاهها بصدمة فلا يعقل ان يكون هذا الشخص الواقف امامها هو تميم نفسه...!

سيطرت اخيرا على ذهولها الواضح من تصرفاته الغريبة لترفع ذقنها وهي تجيبه بشموخ:
حقا، والان دعني من فضلك ألملم بقية ملابسي...
وجدته يقول بعناد:
قلت لا خروج لك من منزلي، فلا داعي لعنادك لأنه لن يجلب معي اي نتيجة...
زفرت انفاسها بغيظ منه ومن تحكمه المفرط لتقول بنبرة عاجزة ضائعة:
ارجوك دعني اخرج من هنا...
نوران ما رأيته في مكتبي...
قاطعته بسرعة:.

لا اريد منك ان تبرر لي ما رأيته، كل شيء اصبح واضحا امامي، انت تحب تلك المدعوة دينا، اذا اتركني وشأني...
كلا لن اتركك مهما حدث...
لماذا...؟!
سألته بتعجب من اصراره عليها ليرد بسرعة صدمتها:
لأني احبك...
اخذت نبضات قلبها تتصاعد لا اراديا، الذهول والصدمة سيطرا على كل انش من جسدها، اعترافه لها كان كالصفعة، لا تصدق ما قاله لها، هل هو يحبها فعلا..؟
هزت رأسها بعنف محاولا نفض صدى اعترافه هذا منه لتقول اخيرا:.

تكذب، انت تكذب...
ولماذا سأكذب مثلا...؟!
قالها ببرود فاجئها لترد بتعب سيطر على مشاعرها قبل جسدها:
لا اعلم، انا لا اعلم اي شيء...
ثم جلست على السرير منكسه رأسها ارضا ليتقدم تميم منها وينحني امامها قائلا:
اعلم بأنني لم افعل اي شيء يدل على حبي لك، ولكن انا كان لدي اسبابي...
رمقته بنظرات غير مصدقه، نهض هو من مكانه وقال:
سوف اتركك لترتاحي قليلا، ما مررت به اليوم ليس سهلا...

ثم خرج من الغرفة تاركا اياها حائرة بما قاله، لا تعرف ماذا تفعل، هل تصدقه..؟ والاهم من هذا، هل هي قادرة على مبادلته مشاعره ان كانت صادقة...؟

دلف تميم الى مكتبه ليجد دينا ما زالت هناك...
جلس خلف مكتبه وهو يتسائل بحدة:
ماذا تفعلين الى الان في مكتبي...؟!
تميم انا اسفة، لم يكن علي ان اقبلك بهذه الطريقة...
قاطعها بغضب:
لم يكن عليك ان تدخلي مكتبي من الاساس...
تقدمت ناحيته وانحنت اتجاهه محيطه وجهه بكفي يديها قائلة بمشاعر صادقة:
تميم افهمني، انا احبك، لم استطع ان اتحمل خبر زواجك، تصرفت بتهور، اعترف بهذا...

ابعد تميم وجهه من بين كفي يديها ثم قال بضيق:
لا داعي لهذا الكلام يا دينا، سوف اعتبر ان ما فعلتيه لم يحدث من الاساس، لكن اخرجي من مكتبي من فضلك...
نهضت دينا من وضعيتها المنحنيه وتسائلت بضيق واضح:
لماذا تتجاهلني بهذا الشكل يا تميم...؟ لماذا..؟!
ثم اردفت وهي تضع يدها على وجنته مرة اخرى:
هل نسيت ما بيننا ومدي حبي واخلاصي لك...
ابعد وجهه عن يدها بنفور وقال:.

دينا اتوسل اليك، كفي عن هذه التصرفات، ما بيننا انتهى في الماضي، لا داعي لأن نفتح الماضي من جديد...
لكنني ما زلت احبك...
اخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على اعصابه ليقول بنبرة جاهد لتخرج منه هادئة:
عزيزتي افهميني، لقد عشنا علاقة لطيفة في الماضي، وانا لا انكر أنني أحببتك وكثيرا ايضا، ولكن علاقتنا انتهت منذ وقت طويل...
هل تحبها...؟!
سألته بألم ظهر واضحا في نبرتها ليجيبها بجدية:
هذا شيء يخصني...

طالما تحبها ولا تحبني، لماذا اذا ركضت اتجاهي فورا ما ان فقدت وعيي، لماذا اخبرني...؟!
كانت تترجاه ان يعترف بأنه ما زال عاشقا لها، يحبها، لم ينسها...
لأنك ابنة خالتي، ومن الطبيعي ان اخاف عليك، خوفي لا يعني بأنني ما زلت احبك مثل السابق، قد أكون احبك بالفعل لكن كأخت لي...
كادت ان تلطم على وجهها ما ان قال اخر كلماته لترد بذهول:
اخت...!

اوما برأسه مؤكدا كلامه لتهز رأسها بتفهم وتتحرك مبتعدة عنه خارجة من مكتبه تاركة اياه يتابعها بنظرات حزينة متحسرة فهو اذاها دون قصد فقط لاجل مصلحته الخاصه، احيانا يشعر بأنه نذل فهاهو يستغل الجميع لاجل غاية تخصه، غاية مستعد ان يفعل اي شيء لينالها...

وقفت ليلى بسيارتها امام الفيلا الخاصة بتميم تطالعها بتردد، لقد جازفت وجاءت الى هنا رغبة منها في الاطمئنان على نوران التي لم ترها منذ يوم زفافها على تميم...
نوران ليست ابنة عمها فقط بل هي بمثابة اخت لها، تجمعها بها علاقة قوية للغاية فهما تربيتا سويا...

اخذت نفسا عميقا ثم هبطت من سيارتها وتقدمت الى داخل الفيلا، ضغطت على جرس الباب الداخلي لتفتح الخادمة الباب لها بعد لحظات، ولجت الى الداخل ثم طلبت من الخادمة ان تخبر نوران بمجيئها لتطلب منها الخادمة ان تنتظرها في صالة الجلوس...
دلفت ليلى الى صالة الجلوس وهي تشعر بتوتر كبير...

يفترض الان انها في منزل اخيها الكبير ويجب ان تكون مرتاحة وغير متوترة لكن العكس تماما ما يحدث فهي لا علاقة لها مع تميم نهائيا، هي حتى لم تره الا نادرا وبالرغم من انها كانت تتمنى ان تصبح علاقتها به قويه وتتعرف عليه عن قرب الا انها لم تجازف يوما وتأخذ خطوة تجاهه فهي تعرف انه قاسي للغاية ويكره اي شخص من طرف والدها تحديدا...

افاقت ليلى من افكارها حينما دلفت نوران الى الداخل، نهضت من مكانها بسرعة وتقدمت اتجاهها واحتضنتها بقوة، ابتعدت نوران من بين احضانها بعد فترة لتسألها ليلى بقلق واضح بعد ان لاحظت شحوب وجهها:
هل انت بخيرر...؟!
اكتفت نوران بايماءة من رأسها ثم تقدمت ناحية الكنبة وجلست عليها لتجلس ليلى بجانبها وتقول باعتذار وخجل:
اسفة، لم استطع ان أاتي إليك قبل الان...
منحتها نوران ابتسامة طفيفة قبل ان تقول:.

لا بأس، لا داعي لان تعتذري، اعرف انك لم تستطيعي القدوم الى هنا بسبب تميم...
مسكت ليلى يديها وقالت متسائلة:
نوران اخبريني الحقيقة، لماذا تبدين متعبة هكذا...؟ هل حدث شيء سيء معك...؟ لا تكذبي علي ارجوك...
همت نوران بالرد الا ان كلماتها توقفت في منتصف حلقها وهي ترى الجد يدلف الى الداخل...
تامل الجد الفتاتين بعينين غاضبتين قبل ان يتسائل بصوت عالي موجها حديثه لليلى:
من انتِ...؟ وماذا تفعلين هنا...؟!

نهضت ليلى من مكانها بسرعة وفعلت نوران المثل لتجيبه ليلى بثقة زائفة:
انا ليلى، اخت تميم وابنة عم نوران...
انت ابنة هذاك الرجل اذا...!
قالها الجد بنبرة غامضة قبل ان يهتف بعصبية:
كيف تأتين الى هنا...؟ كم انت وقحة يا فتاة...؟ ألا تخجلين من نفسك...؟!
ثم التفت الى نوران وقال بصوت كاره:.

وانت ايتها الملعونة، هل تظنين بأن هذا المنزل منزلك حقا...؟ هل صدقت بأنك زوجة صاحب هذا المنزل...؟ انت هنا مثلك مثل اي كرسي لا يساوي اي قيمة لدى تميم...
جدي...

ابتلع الجد بقية كلماته ما ان سمع صوت تميم العالي، دلف تميم الى الداخل ليجد ليلى منكسة رأسها نحو الارض ونوران مولية ظهرها له لكن جسدها يهتز فيبدو انها تبكي بصمت، اما الجد فيقف بينهما رافعا رأسه بشموخ غير مبالي بأي شيء وكأنه لم يكن السبب بكل ما حدث...
ماذا يحدث هنا...؟!
سأل تميم بهدوء ليجيبه الجد:
وجه هذا السؤال لزوجتك التي تظن ان المنزل اصبح ملكا تجلب فيه من تشاء..
عن اذنكم...

قالتها ليلى وهي تهم بالتحرك خارج المكان باكمله الا انها توقفت في مكانها وهي تستمع الى صوت تميم الذي يقول:
انتظري...
ثم التفت الى جده قائلا بغضب مكتوم:
جدي، نوران زوجتي وهذا المنزل لها، هي يحق لها ان تستقبل به ضيوفها...
رماه الجد بنظرات كارهة قبل ان يقول بحقد دفين:
ابنة اخ ذلك الدنيء لا يمكنها ان تكون زوجة لك...
قاطعته ليلى بغضب:
انا لا اسمح لك ان تتحدث عن والدي بهذا الشكل...
ليرد الجد عليها:.

هذا اقل وصف قد يستحقه...
لولا انك رجل كبير لكنت عرفت كيف سأتصرف معك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة