قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

قالتها ليلى وهي تضغط على اعصابها محاولة السيطرة على غضبها بينما قال تميم محاولا انهاء الموضوع:
يكفي، نوران خذي ليلى واذهبي الى غرفتك...
الا ان ليلى قالت بسرعة:
لا داعي لهذا، انا يجب ان اذهب الان، عن اذنكم...
ثم خرجت بسرعة من المكان يتبعها الجد الذي خرج وهو يبتسم بانتصار فهاهو قد نجح في ايلام زوجة حفيده ولو قليلا حتى...
اقترب تميم من نوران ووضع يده على كتفها هامسا:
نوران، لا تبكي من فضلك...

التفتت نوران اليه بسرعة وقالت بعصبية من بين دموعها التي تتساقط بغزارة:
لا ابكي، كيف تطلب مني شيء كهذا..؟ انت لم ترَ ماذا قال جدك لي وكيف أهانني، لقد مسح بكرامتي الارض، الى متى يجب ان أتحمل هذا...؟ اخبرني...
تنهد تميم قبل ان يقول بجدية:
انه رجل كبير، لا تأخذي على كلامه...
انا لست مجبرة لتحمل كل هذا، لست مجبرة ابدا...

مد تميم كف يده ناحية وجنتها واخذ يمسح دموعها بانامله، شعرت برجفة تسري في جسدها لا اراديا...
ابعدت وجهها عن انامله على الفور ليتراجع بدوره قليلا الى الخلف قبل ان يقول:
أعدك بأن بقائهم هنا لن يستمر طويلا...
مسحت وجهها بكفي يدها ثم تحركت مبتعدة عنه خارج صالة الجلوس ليتبعها ويخرج هو الاخر متجها الى مكتبه...

خرجت دينا من غرفتها وهي تجر حقيبة سفرها خلفها، وجدت جدها امامها والذي قال متسائلا:
دينا، ماذا تفعلين..؟!
اجابته دينا وهي تحاول ان تداري دموعها عنه:
استعد للعودة من حيث جئت...
لماذا...؟!
سألها مستفسرا لتطرق برأسها ارضا دون ان تجيبه فيتنهد ويقول:
تستسلمين بهذه السرعة يا فتاة...
رفعت دينا عينيها الدامعتين وقالت بانفاس مضطربة:
تميم لا يريدني يا جدي، هو لم يعد يحبني...
كاذب، تميم يحبك وجميعنا نعلم هذا...

قالها الجد باصرار اضاء القليل من الامل في قلبها لتهتف:
حقا...؟! هل هو من قال لك هذا...؟!
ظهر الارتباك جليا على ملامح الجد الا انه اخفاه بمهارة وهو يرد:
ليس تماما، ولكن انا واثق من حبه لك، وانت يجب ان تثقي ايضا...
لكنه تزوج يا جدي، تزوج بإبنة عمه...
قال الجد بضيق:
حتى لو، هذا الزواج لن يستمر، انه زواج مؤقت، تميم لن يتزوج سواك، انت من ستصبح زوجته وام ابنائه...
حقا...؟! لا تكذب علي يا جدي ارجوك...

قالتها دينا بتوسل ليضمها الجد اليه وهو يقول بحنان:
حقا يا حبيبة جدك...
ثم طبع قبلة على جبينها وقال:
انت تعلمين غلاوتك لدي، بحق غلاوتك اعدك بأنك ستتزوجين من تميم وتبقين معه حتى اخر العمر...
ثم ابعدها عنه قليلا وقال:
والان اعيدي حقيبتك الى الداخل، انت يجب ان تبقي هنا، هذا منزلك المستقبلي يا فتاة...

هزت دينا رأسها وقد اتسعت ابتسامتها لا اراديا، ثم جرت حقيبتها وراءها وعادت الى غرفتها وقد سيطر شعور الراحة عليها وتولد لديها الامل من جديد...

كان تميم في مكتبه كالعادة حينما دلف جده اليه...
تقدم الجد ناحيته لينهض تميم من مكانه فاسحا له المجال ليجلس في مكانه الا ان الجد قال بسرعة وهو يشير الى الكرسي الجانبي للمكتب:
ابقى في مكانك، سأجلس هنا...
عاد تميم وجلس في كرسيه وجلس الجد مقابلا له، تنهد الجد بصمت وقال:
والان يا تميم، ألن تخبرني بما تنوي فعله بالضبط...؟!
بماذا أخبرك...؟!
سأله تميم بعدم فهم ليقول الجد بجدية:.

اتحدث عن زواجك من هذه الفتاة، إلام تخطط بالضبط...؟!
ابتلع تميم ريقه ثم قال:
سوف تعرف كل شيء في وقته يا جدي...
بل سأعرفه الان...
قالها الجد بحدة ليزفر تميم انفاسه بنفاذ صبر قبل ان يقول بنبرة حاول جعلها هادئة:
لا تقلق يا جدي، كل ما أفعله هو لمصلحتنا جميعا، وانت اكثر شخص سيكون سعيدا بما سوف أنجزه..
كيف...؟ أراك مهتم بتلك الفتاة، تريد رضاها طوال الوقت...

جدي، هذا كله لغرض محدد، انا لا افعل شيء هكذا دون تخطيط...
واذا قلت بأنني لست مقتنعا بكلامك، ماذا ستفعل حينها...؟!
ألا تثق بي يا جدي..؟!
قالها تميم مصدوما ليجيب الجد:
لن أثق بما تفعله حتى أرى نتيجة جيدة امامي...
نهض تميم من مكانه فورا واتجه الى خزانة مكتبه، فتح الخزانة واخرج منها ورقة بيضاء قدمها الى الجد وهو يقول:
انظر الى هذه الورقة يا جدي وستعرف منها نتيجة ما أفعله...

اتسعت عينا الجد بسرعة ما ان قرأ محتوى الورقة ليهز رأسه بذهول بينما قال تميم مبتسما:
لقد اصبحت املك اكبر نسبة من الاسهم في شركاتهم، هل تعلم كيف حصلت على هذه الاسهم..؟!
كيف...؟!
سأله الجد والذهول ما زال مسيطرا عليه ليرد تميم بثقة:
زواجي من نوران هو سبب حصولي على هذه الاسهم، هل فهمت الان سبب زواجي منها..؟!

بعد مرور ثلاثة ايام
استيقظت نوران من نومها لتجد تميم ما زال نائما بجانبها، تنهدت بصمت واخذت تتأمله عن قرب، كانت هذه المرة الاولى التي تتأمله بها، كان يبدو وسيما الى حد كبير، ملامحه هادئة للغاية وهو نائم...

اخذت نفسا عميقا ثم نهضت من جانبه ببطء، لقد اعتادت على النوم بجانبه منذ عدة ايام، حاولت في بادئ الامر ان ترفض هذا وارادت ان ينام كلا منهما في غرفة خاصة بها لكن تميم كان صارما في هذا الامر ورفضه رفضا قاطعا...
وقفت امام المرأة تتامل ملامح وجهها، ثلاثة ايام مرت على اخر مواجهة بينها وبين ذلك العجوز، منذ ذلك الوقت وهي تتجنبه تماما، تقضي اغلب اوقاتها في الغرفة، بالاحرى جميع اوقاتها...

التفتت الى الخلف لتجد تميم جالسا على السرير بنصف جلسه يتابعها بنظرات مبهمة لا توحي بشيء...
لا تعلم لماذا شعرت بالخجل منه ومن نظراته...
صباح الخير...
قالها وهو ينهض من مكانه لتجيبه بابتسامة دافئة:
صباح النور...
اقترب منها وقال وهو يغرس انامله داخل شعرها:
مستيقظة مبكرا كالعادة...
حررت شعرها من انامله واعادت ترتيب خصلاته ثم قالت:
انت تعرف بأنني أنام مبكرا لذا استيقظ مبكرا ايضا...

انحنى بجسده ناحيتها بشكل اربكها كثيرا ثم قال:
اليوم سوف تنزلين معي لنفطر سويا، ولا يوجد اي اعتراض...
تميم ارجوك...
قاطعها باصرار:
قلت سوف تنزلين يا نوران...
ثم نهض من وضعيته المنحنية وقال:
سوف أاخذ حمام سريع، غيري ملابسك لتنزلي معي...
هزت نوران رأسها على مضغ ثم نهضت من مكانها واتجهت الى خزانة ملابسها لتختار ملابس مناسبة لها وتخرج بها...

هبط كلا من نوران وتميم الى الطابق السفلي سويا...
كان تميم ممسكا بيد نوران واتجه بها الى غرفة الطعام...
وجدا المكان خالي فتسائل تميم متعجبا من خلوه في هذا الوقت من الصباح:
أين جدي ودينا...؟!
اجابته الخادمة:
لقد خرجا منذ الصباح الباكر...
تنهدت نوران براحة فهي على الاقل ستتخلص من ذلك العجوز وحفيدته ليوم واحد...

جلس الاثنان على مائدة الطعام وبدئا يتناولا طعامهما بصمت قطعه تميم وهو يقول موجها حديثه الى نوران:
جهزي نفسك، سوف نذهب الى حفلة عيد زواج صديقي مساءا...
كادت نوران ان تغص بلقمتها فتناولت القليل من الماء ثم ردت بضيق:
هل من الضروري أن اذهب معك..؟!
بالطبع، انت زوجتي ويجب ان تذهبي معي الى اي مكان...
هزت نوران رأسها على مضغ ثم عادت تتناول طعامها وهي تشعر بعدم الراحة والانزعاج...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة