قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

رواية زوجتي المنبوذة للكاتبة سارة علي الفصل السادس عشر

منذ متى وانت تعلم...؟!
تطلع اليها بصمت ملاحظا ملامح الصدمة التي سيطرت عليها فاجابها بجدية:
منذ حوالي اسبوعين، قمت بعمل جميع التحاليل المطلوبة وتبين اني عقيم...
جلست نغم على الفراش خلفها بعد ان شعرت بعجز قدميها عن الوقوف...
وضعت رأسها بين كفي يديها وقد سيطرت الصدمة عليها بالكامل...
اقترب نزار منها، انحنى بجسده ناحيتها وقال متأسفا:
سامحني حبيبتي، لم أشأ ان اخبرك حتى لا ازعجك...

رفعت عينيها المحمرتين امامه ثم قالت بالم:
يعني نحن لن نحصل على اطفال طوال حياتنا..
اخفض بصره ارضا ولم يعرف بماذا يرد بينما نهضت هي من مكانها وقالت بعدم تصديق:
يعني انا لن اصبح ام ابدا...
نهض نزار من مكانه واقترب منها، احتضن وجهها بكفي يده وقال:
انت طفلتي وحبيبتي، لا حاجة لنا بطفل...

نظراتها الزائغة اخبرته بأنها لم تقتنع بما قاله، سوف يكون الامر صعبا معها، لكنه يحبها ولن يسمح لها بتركه، هو لا يستطيع العيش بدونها..
كل هذا حدث بسبب ما فعلته، كله بسبب هذا..
تراجع الى الخلف قليلا قبل ان يتسائل بصدمة:
ماذا تقصدين...؟!
اجابته بوهن:
ما فعلته بنوران، لقد اخذ الله حقها كاملا منك...
اخرسي...
صرخ بها بقوة ثم قبض على ذراعها قائلا بتهديد:
إياك ان تنطقيها مرة اخرى، هل فهمت..؟!

ابعدت ذراعها عن كف يده وردت بعصبية:
لا تصرخ بي هكذا، وسأقولها مرة اخرى، انت عقيم، لان هذا عقاب الله لك، لقد اخذ الله حق نوران منك كاملا..
ما ان قالت كلمتها الاخيرة حتى تفاجئت بصفعة قوية تهطل على وجهها، وضعت يدها على خدها بصدمة قبل ان تهمس بنبرة محتقنة ودموع لاهبة:
طلقني...

في صباح اليوم التالي...
استيقظ على صوت طرقات الخادمة على باب غرفته...
زفر انفاسه بضيق ثم نهض من فراشه واتجه ناحية الباب...
فتحها مستندا عليها بعينين مغمضتين قبل ان يفتحهما حينما سمع الخادمة تقول:
جدك يريد رؤيتك سيد تميم...
ضرب تميم الباب بكف يده قبل ان يسألها:
ومالذي جلبه الان...؟!
هزت الخادمة رأسها نفيا دلالة على عدم معرفتها لسبب هذه الزيارة المفاجئة...
تنهد تميم بضيق ثم قال:.

حسنا يمكنك الذهاب، سوف اغير ملابسي واراه...
ثم اغلق الباب واتجه الى خزانة ملابسه...
بعد حوالي عشر دقائق هبط درجات السلم متجها الى صالة الجلوس، وجد جده هناك يجلس بشموخ كعادته...
خير، ماذا تريد مني...؟!
هل هذه هي الطريقة المناسبة للتحدث مع جدك يا ولد..؟!
قالها الجد حانقا ليرد تميم بغضب:
اخبرتك مسبقا بأنني لا رغبة لي برؤيتك، مالذي تغير الان...؟!
تميم انا جدك الذي ربيتك...
قاطعه تميم:.

لا داعي لان تعيد نفس الاسطوانة هذه في كل مرة، انت الان عدوي، عدوي الذي دمر حياتي وقتل والدتي...
هل ما زلت مصدقا لتخاريف والدك...؟!
رد تميم:
لا علاقة لما قاله والدي، انا كنت اعرف شيء منذ اول يوم، كنت اعرف انك السبب في انتحارها، انا لست بغبي يا جدي، انا افهم كل شيء، لكنني كنت انتظر اللحظة المناسبة لاكشف جميع اوراقي...
كنت تنتظر الحصول على شركتي، أليس كذلك...؟!
ابتسم تميم ببرود وقال:.

الان اصبحت تفهمني جيدا...
رد الجد:
وانا من اعطيتك ما تريد بكل غباء، لكن لا بأس، انت سوف تظل حفيدي وابن ابنتي، وانت لا يجب ان تنسى هذا ايضا...
هل جئت الى هنا لتخبرني بهذا الكلام الفارغ...؟!
قالها تميم بملل ليقول الجد:
كلا، جئت الى هنا لاخبرك بأن دينا سوف تتزوج وانت يجب ان تحضر حفل زفافها...
حقا...؟! ومن سعيد الحظ هذه المرة...؟!
سألها تميم بتعجب، فرد الجد بنبرة جادة:.

طبيبها النفسي الذي كانت تتردد عليه في عيادته...
تذكره تميم على الفور، ذلك الطبيب الهادئ الوسيم الذي جلبه لها بعد ان فاقت من محاولة انتحارها، كان يبدوا جيدا ومحترفا في عمله واستطاع اخراج دينا من كأبتها وعزلتها بعد اقل من ثلاثة شهور...
حاول نفض تلك الذكريات السيئة عن رأسه ثم التفت مرة اخرى الى جده الذي تسائل:
ماذا قلت...؟ هل سأتي الى حفل الزفاف...؟!
ليجيبه تميم بجدية:.

بالطبع سوف أاتي، فأنا اريد رؤية دينا منذ وقت طويل...
قالها وهو يفكر في رغبته برؤيتها والحديث معها ليصحح موقفه امامه ويتخلص من شعور الذنب الذي يسيطر عليه ناحيتها...

جلست نوران على مكتبها وهي تتأفف بضيق، اليوم هو من اسوأ ايام حياتها، فهو الذكرى السنوية لوفاة عمها، لقد اتصلت بها ليلى وطلبت منها ان تحضر السنوية، هي لا تريد الذهاب الى هناك فهي لا ترغب برؤية نزار اطلاقا، كما انها يجب ان تأخذ اجازة لتحضر الى السنوية مبكرا...

نهضت من مكانها وقررت ان تدخل الى تميم وتخبره بهذا، دلفت الى الداخل بعد ان سمح لها بالدخول، وجدته منكبا على مجموعة من الاوراق الموضوعة امامه...
سعلت قليلا ليرفع بصره ناحيتها ويسألها:
تفضلي، ماذا هناك..؟!
اجابته بتردد:
أريد اجازة سنوية اليوم...
عقد حاجبيه متسائلا:
لماذا...؟!
اجابته بجدية:
اليوم سنوية عمي ويجب ان اذهب الى منزله...

الغيرة نهشت قلبه حينما علم بأنها ستذهب الى هناك وترى نزار، بالرغم من كونه واثق بانها نسته ولم تعد تحبه ولكنه رغما عنه يغار...
فكر في أن يرفض ان يعطيهااجازة لكن نظراتها المتوسلة جعلته يتراجع عن فكرته فقال:
حسنا، انا موافق..
اتسعت ابتسامتها فورا وقالت بامتنان:
اشكرك كثيرا...
ثم قالت متسائلة:
ألن تحضر انت السنوية...؟!
اجابها وهو يعود بتركيزه ناحية الاوراق:
كلا...

فهمت على الفور انه لا رغبة له بالحضور فخرجت من المكتب وهي تشعر بالراحة فقد حصلت على اجازتها وسوف تحضر السنوية كما اصرت ليلى...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة